إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حول الموت والحياة بعد الموت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حول الموت والحياة بعد الموت

    [B][FONT="Arial"][SIZE=20px][COLOR="DarkGreen"]بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين.
    وبعد ، فيقول العبد عديم البضاعة والمتمسك بأحاديث أهل بيت الرسالة عليهم السلام عباس بن محمّد رضا القمّي ختم الله له بالحسنى والسعادة:
    إنّ العقل والنقل يحكمان على الشخص الذي يعزم على السفر أن يهيء الزاد والمؤونة لسفره بمقدار ما يلزمه في ذلك السفر . ثمّ يسافر ؛ وعليه فمن الأجدر ونحن في سفره الآخرة الذي لا مناص لنا عنه ولا يوجد طريق للتخلص منه ـ أن نقدم أمامنا الزاد والمؤونة بما يناسبه ، كما روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عندما قدم مكّة المعظمة فانّه وقف عند باب الكعبة ونادى على الناس الذين جاؤوا للحج من أطراف الدنيا وقد اجتمعوا في المسجد الحرام ، فقال : (أيها الناس أنا جندب بن السكن الغفاري : انّي لكم ناصح شفيق فهلمّوا).
    فاكتنفه الناس ، فقال :
    انّ أحدكم لو أراد سفراً لاتخذ من الزاد ما يصلحه . (ولابدّ منه)(1) فطريق يوم القيامة أحق ما تزودتم له.
    فقام رجل ، فقال : فارشدنا يا أباذر.
    (1) اثبتت هذه الزيادة في البحار وسقطت من المصدر المطبوع.
    ( 102 )
    فقال : حج حجّةً لعظائم الامور ، وصم يوماً لزجرة النشور وصلّ ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور .. الخبر(1).
    وقد وعظ الامام الحسن المجتبى عليه السلام جنادة بن أُمية حين وفاته ، وأول شيء قاله له :
    (استعد لسفرك ، وحصّل زادك قبل حلول أجلك)(2).
    وبما أن سفر الآخرة سفر بعيد ، وفيه أهوال ومواقف صعبة وعقبات شديدة ومنازل عسرة فلذلك فهو محتاج الى زادٍ كثير ، ولابدّ أن لا يَغفل عنه ، وأن يفكر فيه ليلاً ونهاراً . كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام انّه كان ينادي في كل ليلة عندما يهجع الناس بصوته الرخيم بحيث يسمعه جميع أهل المسجد جيران المسجد ، فيقول:
    «تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل»(3).
    يعني : استعدوا وهيئوا ما تحتاجونه في سفركم رحمكم الله فانّ منادي الموت نادى فيكم على أبوابكم بالرحيل.
    «واقلّوا العُرجَة على الدنيا ، وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد فانّ امامكم
    (1) رواه أبو حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي في : دعائم الاسلام | ج 1 ، ص 270 ، تحقيق آصف فيضي | دار المعارف | مصر | 1963 م | ونقله عنه العلاّمة المجلسي في البحار : ج 96 ، ص 258 ، وبقية الحديث الشريف . (وكلمة حق تقولها ، أو كلمة سوء تسكت عنها وصدقة منك على مسكين ، فعلّك تنجو من يوم عسير . اجعل الدنيا كلمةً في كلمةً في طلب الحلال ، وكلمة في طلب الآخرة ، وانظر كلمةً تضرّ ولا تنفع فدعها . واجعل المال درهيمن : درهماً قدمته لآخرتك ودرهماً انفقته على عيالك كلّ يوم صدقة).
    (2) رواه أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزاز القمّي الرازي في : كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر ص 227 ، باب (ما جاء عن الحسن عليه السلام ما يوافق هذه الآخبار ونصه على أخيه الحسين عليهما السلام) ح 5 ، بإسناد عن محمّد بن وهبان البصري ، تحقيق الكوه كمرئي الخوئي | ط قم 1401 هـ . ق . ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 44 ، ص 139.
    (3) نهج البلاغة : ج 2 ، ص 183 ، تحقيق محمّد عبدة . شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد | ج 11 ، ص 5.
    ( 103 )
    عقبة كؤوداً ، ومنازل مخوفة مهولة لابدّ من الورود عليها والوقوف عندها»(1).
    ونحن نشير الى بعض تلك العقبات الصعبة والمنازل المهولة . ونذكر بعض الامور النافعة في درء صعوبات وأهوال ذلك المحلّ بكمال الاختصار . وضمن عدة فصول . وإن وفقني الحقّ تعالى وامهلني الأجل فسوف اصنِّف كتاباً مفصلاً في هذا الباب إن شاء الله تعالى ، ولو انّني لم أر في هذا الزمان مَن يَطلبُ هذه المطالب بشكل جدّي وحقيقي .
    وبسبب هذه الملاحظة أيضاً فقد كتبت هذه المختصر بدون اندفاع مع قلة رغبة ، وأسأل الحقّ تعالى التأييد والتوفيق انّه قريب مجيب.
    ***(1) نهج البلاغة : ج 2 ، ص 183 ، تحقيق محمّد عبده . شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد | ج 11 ، ص 5.
    ( 104 )
    ( 105 )
    المنزل الأول في هذا السفر
    الموت ( 106 )
    ( 107 )
    فصل :
    ولهذا المنزل عقبات كؤود ومواقف صعبة ، ونحن نشير الى عقبتين منها :
    العقبة الاُولى
    سكرات الموت وشدة نزع الروح
    (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)(1).
    وهذه العقبة صعبة جداً وانّ شدائدها وصعوباتها تحيط بالمحتضر من جميع الجهات..
    فمن جهة تواجهه شدة المرض ، وشدة الوجع ، واعتقال اللسان ، وذهاب القوة من الجسم..
    ومن جهة اُخرى يواجه بكاء الأهل والعيال ، ووداعهم له ، وغَمَّ يُتم وغربة أطفاله..
    ومن جهة اُخرى يواجه غمَّ مفارقته لماله ومنزله وأملاكه ومدّخراته وأشيائه النفسية التي صرف عمره العزيز من أجل تحصيل المزيد منها ، بل ان أكثر ما عنده عائد للآخرين وقد تملّكه منهم بالظلم والغصب .. وكم تعلقت من الحقوق الشرعية بأمواله ولم يؤدها .. وهو الآن في تلك الحالة ينتبه الى ما اتلفته وخربته أعماله
    (1) سورة ق : الآية 19.
    ( 108 )
    بعدما انقضى الأمر وانسدّ طريق اصلاحه. فكان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: «يتذكر أمولاً جمعها اغمض في مطالبها وأخذها من مُصرَّحاتها ، ومشتبهاتها قد لزمته تبعات جمعها وأشرف على فراقها تبقى لمن وراءه ينعمون بها فيكون المهنأ لغيره والعبءُ على ظهره»(1)..
    ومن جهة اُخرى فهو يواجه هول قدومه على نشأة اُخرى هي غير هذه النشأة.
    ثمَّ انّ عينيه تريان أشياءاً لم ترها قبل ذلك:
    (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)(2).
    فيرى رسول الله وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حاضرين عنده ليحكموا فيه وانّه يترقب ايّ حكم يحكمون به ، وأي شيء سوف يوصون به ؟
    ومن جهة اُخرى قد اجتمع ابليس واعوانه ليوقعوه في الشك ، وهم يحاولون جاهدين أن يسلبوا إيمانه ليخرج من الدنيا بلا إيمان.
    ومن جهة اُخرى يعاني من هول حضور ملك الموت ، وبأي صورة وهيئة سوف يجيئه به ، وبأي نحو سوف يقبض روحه . الى غير ذلك..
    قال أمير المؤمين عليه السلام: «فاجتمعت عليه سكرات الموت ، فغير موصوف ما نزل به»(3).
    وروى الشيخ الكليني عن الامام الصادق عليه السلام:
    «أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه اشتكى عينيه ، فعاده رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا
    (1) نهج البلاغة : فيض الاسلام ، ص 331 ، وراجع نهج البلاغة : ج 1 ، ص 212 محمّد عبدة ، ونقله عنه في البحار: ج 6 ، ص 164 ، كتاب العدل والمعاد | باب سكرات الموت وشدائده : ح 33 . شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد : ج 7 ، ص 201.
    (2) سورة ق : الآية 22.
    (3) راجع بحار الانوار : ج 73 ، ص 109 . كتاب الإيمان والكفر : مساوىء الأخلاق : باب حبّ الدنيا وذمها : ح 109 نقله عن كتابة (عيون الحكم والمواعظ) لعلي بن محمّد الواسطي.
    ( 109 )
    هو يصيح فقال النبي صلى الله عليه وآله : أجزعاً أم وجعاً ؟ فقال عليه السلام : يا رسول الله ما وجعت وجعاً قط أشدّ منه . فقال صلى الله عليه وآله : يا علي انّ ملك الموت اذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فينزع روحه به فتصيح جهنم . فاستوى علي عليه السلام جالساً فقال : يا رسول الله أعد عليَّ حديثك فقد أنساني وجعي ما قُلت.
    ثمّ قال : هل يصيب ذلك أحداً من امتك ؟
    قال : نعم حاكم جائر ، وآكل مال اليتيم ظلماً ، وشاهد زور»(1).
    وأما الأشياء التي تهوِّن سكرات الموت
    صلة الرحم :
    ما رواه الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :
    «مَن أحبَّ أن يخفف الله عز وجلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً ، وبوالديه بارّاً ، فإذا كان كذلك هوَّن الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقرٌ أبداً»(2).
    برّ الوالدين :
    وروي :
    «انّ رسول الله صلى الله عليه وآله حضر شاباً عند وفاته فقال له : قل لا إله إلاّ الله».
    قال : فاعتقل لسانه مراراً.
    فقال لامرأةٍ عند رأسه : هل لهذا امّ ؟
    (1) الكافي : ج 3 ، ص 253 ـ 254 ، والإسناد موثق . ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 170 ، ح 46 ، وفي البحار: ج 61 ، ص 49 ، ح 27.
    (2) الأمالي للصدوق : ص 318 ، المجلس 61 ، ح 14 . ونقله عنه في البحار: ج 74 ، ص 66 ، ح 33 ، ونقله الفتال النيشابوري في روضة الواعظين ، ص 1367 (مجلس في ذكر وجوب بر الوالدين) ، ورواه الطبري في مشكاة الأنوار : ص 162 ، الفصل 14 (في حقوق الوالدين وبرهما) وعنه في البحار : ج 82 ، ص 65 ، ح 9.
    ( 110 )
    قالت : نعم أنا امّه.
    قال صلى الله عليه وآله : أفساخِطةٌ أنت عليه؟
    قالت : نعم ما كَلَّمتُهُ مُنذُ ستّة حجج.
    قال صلى الله عليه وآله لها : ارضي عنه.
    قالت : رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه.
    فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : قل لا إله إلاّ الله.
    قال : فقالها . فقال له النبي صلى الله عليه وآله ما ترى؟
    قال : أرى رجلاً أسود الوجه قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة ، وأخذ بكَظمَيَّ.
    فقال له النبي صلى الله عليه وآله قل : يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مِنّي اليسير واعف عنِّي الكثير انَّك الغفور الرحيم.
    فقالها الشاب . فقال له النبي صلى الله عليه وآله : انظر ماذا ترى؟
    قال : أرى رجلاً أبيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قد وليني ، وأرى الأسود قد تولى عنّي.
    فقال له : اعد ، فأعاد . فقال له : ما ترى ؟
    قال : لست أرى الأسود ، وأرى الابيض قد وليني.
    ثمّ طفي على تلك الحال(1).
    (1) رواه الطوسي في الأمالي : ج 1 ، ص 62 ـ 63 ، ح 4 وروى الصدوق قريباً منه في : من لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ص 132 ، ح 347 ، ونقله عنه الحر العاملي في وسائل الشيعة : ج 2 ، كتاب الطهارة : أبواب الاحتضار : باب 39 ، ح 3 ، ونقله النوري في المستدرك : ج 2 ، باب 29 ، ص 129 ، ح 1617 ، الطبعة الحديثة ، وفي ج 1 ، ص 92 ، باب 29 ، ح 1 ، الطبعة الحجرية.
    ونقله في المستدرك : ج 15 ، باب 75 ، ص 189 ، ح 17967 ، الطبعة الحديثة ، ونقله في ج 15 ، باب 75 ، ص 196 ـ ح 17933 عن القطب الراوندي في لب اللباب ، وسمّى الشاب ç
    ( 111 )
    يقول المؤلّف :
    تأمّل في هذا الحديث جيداً ، وانظر كم هو أثر العقوق فمع انّ هذا الشاب كان من الصحابة وانّ نبي الرحمة صلى الله عليه وآله قد عاده زائراً وجلس عند وسادته ، ولقنه بنفسه الشريفة كلمة الشهادة ، ومع كل ذلك فلم يتمكن على النطق بتلك الكلمة إلاّ بعدما رضيت عنه امّه ، وحينئذٍ انطلق لسانه فقال كلمة الشهادة.
    كسي المؤمن :
    وروي أيضاً عن الامام الصادق عليه السلام :
    «مَن كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة ، وأن يهوّن عليه سكرات الموت وأن يوسع عليه في قبره»(1).
    اطعام المؤمن الحلوى :
    وروي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
    «من اطعم أخاه حلاوة أذهب الله عنه مرارة الموت»(2).
    * ومِنَ الامور الاُخرى التي تنفع في تعجيل راحة المحتضر قراءة سورة يس
    è (الحارث) ونقله في البحار : ج 74 ، ص 75 ، ح 68 ، وفي البحار : 81 ، ص 232 ، ح 7 ، وفي البحار : ج 95 ، ص 342 ، ح 1.
    (1) رواه الكليني في الكافي : ج 2 ، ص 204 ، كتاب الإيمان والكفر : باب مَن كسا مؤمناً : ح 1 ، ورواه عن المجلسي في البحار : ج 74 ، ص 380 ، وتكملة الحديث :
    «وأن يلقى الملائكة اذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول الله عزّ وجلّ في كتابه: (وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون)».
    (2) رواه القطب الراوندي في الدعوات : ص 141 ، فصل (في ذكر أشياء من المأكولات والمشروبات وكيفية تناولها) ، ح 359 ، ونقله المجلسي في البحار ، ج 66 ، ص 288 ، وفي ج 75 ، ص 456 ، ح 33 ، ونقله في المستدرك : ج 16 ، ص 355 ، ح 20152 ، الطبعة الحديثة.
    ( 112 )
    والصافات(1) وكلمات الفرج عنده(2).
    *وروى الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام:
    «مَن صام يوماً من آخر هذا الشهر(1) كان ذلك أماناً من شدة سكرات الموت ،
    (1) روى الكليني في الكافي الشريف : كتاب الجنائز : باب اذا عسر على الميت الموت واشتد عليه النزع : ح 5 ، ج 3 ، ص 126 بالإسناد عن سليمان الجعفري قال : رأيت أبا الحسن يقول لابنه القاسم : قم يابني فاقرا عند رأس أخيك (والصفات صفاً) حتّى تستتمها ، فقرأ فلما بلغ (أهم اشدّ خلقاً أمّن خلقنا) قضى الفتى ، فلّما سُجِّي وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر ، فقال له : كنّا نعهد الميت اذا نزل به يقرأ عنده (يس والقرآن الحكيم) وصرت تأمرنا بالصافات ، فقال : يا بني لم يقرأ عبدٌ مكروبٌ من موت قط إلاّ عجّل الله راحته).
    وفي الوسائل : كتاب الطهارة : أبواب الاحتضار ، باب 41 ، ح 1 ، عن الكافي بدل (لم يقرأ عبدُ ... الخ) (لم تقرأ عند مكروب «ومن موت» قط الاّ عجل الله راحته).
    (2) وردت في روايات كثيرة : منها ما رواه الكليني في الكافي الشريف بروايات عدة منها : بإسناد صحيح عن زرارة رحمه الله عن أبي جعفر عليه السلام قال :
    اذا ادركت الرّجل عند النزع فلقنه كلمات الفرج (لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلاّ الله العلي العظيم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ وما تحتهنّ وربّ العرش العظيم والحمد لله ربّ العالمين).
    الكافي : كتاب الجنائز : باب تلقين الميت : ح 3 ، ج 3 ، ص 122.
    وروى في ح 7 ، ج 3 ، ص 124 بالإسناد الى عبدالله بن ميمون القداح عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام اذا حضر أحداً من أهل بيته الموتُ قال له : قل : لا إله إلاّ الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهنَّ وما بينهما ّ وربّ العرش العظيم والحمد لله رب العالمين (فاذا قالها المريض قال : اذهب فليس عليك بأسٌ).
    وروى في ح 9 ، ج 3 ، ص 124 ، بإسناد صحيح عن أبي عبدالله عليه السلام:
    انّ رسول الله صلى الله عليه وآله دخل على رجل من بني هاشم وهو يقضي . فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : قل : (لا إله إلاّ الله العلي العظيم ، لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع وما بينهنّ وربّ العرش العظيم والحمد لله ربّ العالمين) فقالها : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : (الحمد لله الذي استنقذه من النار).
    أقول : الظاهر انّ الكلمات وحدة . أتم الروايات الصحيحة الاُولى والله تعالى أعلم.
    (3) يعني شهر رجب الأَصب.
    ( 113 )
    وأماناً له من هول المطلع وعذاب القبر»(1).
    * واعلم انّ لصيام أربعة وعشرين يوماً من رجب ثواب عظيم فمن جملته :
    «ومَن صامِ مِن رجب أربعةً وعشرين يوماً فإذا نزل به من ملك الموت تراءى له في صورة شاب عليه حلّة من ديباج أخضر على فرس من أفراس الجنان وبيده حرير أخضر ممسّك بالمسك الاذفر وبيده قدح من ذهب مملوء من شراب الجنان ، فسقاه عند خروج نفسه ، يهوّن به عليه سكرات الموت ثمّ يأخذ روحه في تلك الحرير فتفوح منها رائحة يستنشقها أهل سبع سماوات فيظل في قبره ريّان حتّى يرد حوض النبي صلى الله عليه وآله»(2).
    *وقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
    «مَن صلى الليلة السابعة من رجب أربع ركعات بالحمد مرّة وقل هو الله أحد ثلاث مرّات ، وقل اعوذ برب الفلق ، وقل اعوذ برب الناس ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله عند الفراغ عشر مرّات ، ويقول الباقيات الصالحات (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر) عشر مرّات ؛ اظله الله تحت ظلّ عرشه ويعطيه ثواب مَن صام شهر رمضان واستغفرت له الملائكة حتّى يفرغ من هذه الصلاة ويسهّل عليه النزع وضغطة القبر ولا يخرج من الدنيا حتّى يرى مكانه في الجنّة وآمنه الله من الفزع الأكبر»(3).
    * وروى الشيخ الكفعمي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
    «مَن قال هذه الكلمات في كل يوم عشراً غفر الله تعالى له أربعة آلاف كبيرة ، ووقاه من شرّ الموت ، وضغطة القبر ، والنشور ، والحساب ، والأهوال كلها وهو مائة هول أهونها الموت ، ووقي مِن شرِّ ابليس وجنوده ، وقضي دينه وكُشِفَ همّه وغمّه وفرِّج كربه».
    (1) رواه الصدوق في فضائل الأشهر الثلاثة : ص 18 ، ح 3 ، ورواه في الأمالي : ص 23 ، المجلس الرابع ، ح 7 ، ونقله المجلسي في البحار : ج 97 ، ص 32 ـ 33 ، ح 6.
    (2) رواه الصدوق في الأمالي : ص 432 ، المجلس 80 ، ح 1.
    (3) رواه السيّد ابن طاووس في اقبال الأعمال : ص 651 ـ 652 الطبعة الحجرية.
    ( 114 )

  • #2
    وهي هذه :
    «أعدَدتُ لِكُلّ هولٍ لا إله إلاّ الله ، وَلِكُلّ هَمٍّ وَغَمٍّ ما شاء اللهُ ، وَلِكُلّ نِعمَةٍ الحَمدُ للهِ ، وَلِكُلّ رَخاءٍ الشُّكرُ للهِ ، وَلِكُلِّ اُعجُوبَةٍ سُبحان اللهِ ، وَلِكُلّ ذَنبٍ أستَغفِرُ الله ، وَلِكلّ مُصيبَةٍ إنا لله وإنا اليه راجعون ، وَلِكُلّ ضيقٍ حَسبيَ اللهُ ، وَلِكلّ قَضاءٍ وَقَدَرٍ تَوَكَّلتُ على اللهِ ، وَلِكُلّ عَدُوٍّ اعتَصَمتُ باللهِ ، وَلِكُلّ طاعةٍ وَمَعصِيَةٍ لا حَولَ ولا قوهَ إلاّ بالله العَليِّ العظيم»(1).
    *واعلم انّ للذكر الشريف الآتي فضل عظيم اذا قيل سبعين مرّةً ، فمن جملة هذا الفضل انّه يبشر حين موته وهذا الذكر هو :
    «يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أحكم الحاكمين»(2).
    *وروى الشيخ الكليني عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :
    «لا تملّوا مِن قراءة اذا زلزت الارض زلزالها فانّه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه الله عزّ وجل بزلزلة أبداً ، ولم يمت بها ، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتّى يموت وإذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه فيقعد عند
    (1) نقله المجلسي أعلى الله تعالى مقامه في البحار : ج 87 ، ص 5 عن البلد الأمين . ولم نجده في النسخة المطبوعة . ورواه المؤلّف في السفينة : ج 2 ، ص 397 ، ورواه النوري في المستدرك : ج 5 ، ص 389 ، ح 6140 الطبعة الحديثة .
    والخبر موجود في مصباح الكفعمي المطبوع : ص 83 ، باختلاف يسير بالفاظ الخبر . أما الدعاء فواحد في مصباح الكفعمي وفي البحار وفي السفينة.
    (2) ذكره القطب الراوندي في الدعوات : ص 215 ، ح 580.
    ونقله المجلسي في البحار : ج 82 ، ص 64 ، ح 8 ، ونقله في ج 95 ، ص 462 ، كتاب الذكر والدعاء ، باب الدعوات المأثورة غير المؤقتة ، ج 20 ، وقد نقل الرواية في كلا الموضوعين عن دعوات الراوندي . وقد رواها القطب عن الامام الصادق عليه السلام مرسلة ، قال عليه السلام : «من قال سبعين مرّة : يا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين (المبصرين خ . ل) ويا أسرع الحاسبين ويا أحكم الحاكمين ، فأنا ضامن له دنياه وآخرته أن يلقاه الله ببشارة عند الموت ، وله بكل كلمة بيت في الجنة» انتهى الحديث.
    ( 115 )
    رأسه فيقول : يا ملك الموت ارفق بوليّ الله فانّه كان كثيراً يذكرني»(1).
    ***
    العَقبَةُ الثانِيَةُ
    العديلةُ عند الموت
    يعني العدول من الحقّ الى الباطل في وقت الموت ، وذلك أن يحضر الشيطان عند المحتضر ، ويوسوس له حتّى يوقعه في الشك ، فيخرجه من الإيمان.
    ولذا ورد في الأدعية الاستعاذة منها(2).
    وقال فخر المحققين رحمه الله :
    (...(3) فإذا أراد الانسان أن يسلم من هذه الأشياء فليستحضر أدلة الإيمان والاصول الخمس بالأدلة القطعية ويصفي خاطره ، ويخلي سرّه ، فيحصل له يقين تام فيقول عند ذلك :
    «اللّهمَّ يا أرحم الراحمين انّي قد اودعتك يقيني هذا وثبات ديني وأنت خير مستودع وقد أمرتنا بحفظ الودائع فردّه عليّ وقت حضور موتي» ثمّ يخزي
    (1) الكافي : ج 2 ، ص 626.
    (2) منها ما رواه السيّد ابن طاووس رحمه الله في الاقبال ، في عمل أول ليلة من رجب انّه كان أبو الحسن الأول عليه السلام يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل .. ثمّ ذكر دعاءاً الى أن قال : «اللّهمّ انّي اعوذ بك من العديلة عند الموت ، ومن شر المرجع في القبور ، ومن الندامة يوم الازفة .. الخ».
    راجع اقبال الأعمال : ص 632 ، وعنه في بحار الأنوار : ج 98 ، ص 383 ، ح 3.
    ومنها : ما في (فقه الرضا عليه السلام) ص 141 ، الطبعة الحديثة المحققة ، ونقله النوري رحمه الله في المستدرك : ج 5 ، ص 143 ، كتاب الصلاة ، أبواب سجدتي الشكر ، باب 5 ، ح 5522 ، عن الامام الصادق عليه السلام انّه كان يقول في سجدته : «الّلهمّ انّي اعوذ بك من العديلة..».
    وفي البحار : ج 86 ، ص 229 ، ح 51 (... الّلهمّ انّي اعوذ بك من العديل عند الموت).
    (3) وأول كلامه قدس سره : «انّ العديلة عند الموت تقع ، فانّه يجيء الشيطان ويعدل الانسان عند الموت ويخرجه من الإيمان فيحصل له عقاب النيران وفي الدعاء قد تعوّذ الائمة عليهم السلام منها فإذا أراد الانسان أن يسلم .. الخ».
    ( 116 )
    الشيطان ويتعوذ منه بالرحمن ، ويودع ذلك الله ويسأله أن يَردّه عليه وقت حضور موته . فعند ذلك يسلم من العديلة عند الموت قطعاً)(1).
    فعلى طبق رأي هذا الأجل فانّ قراءة دعاء العديلة المعروف واستحضار معناه في الذهن نافع للحفظ من خطر العديلة عن الموت.
    *وروى الشيخ الطوسي رحمه الله عن محمد بن سليمان الديلمي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ، فقلت له : جعلت فداك أن شيعتك تقول انّ الإيمان مستقر ومستودع فعلمني شيئاً اذا أنا قلته استكملت الإيمان.
    قال عليه السلام : قل في دبر كل صلاة فريضة :
    «رَضيتُ باللهِ ربّاً وَبِمحمَّدٍ صلى الله عَلَيه وآلهِ نَبيّاً وبالاسلام ديناً وَبِالقُرآنِ كِتاباً وَبالكَعبَةِ قِبلَةً وَبِعَلِيٍّ وَليّاً واِماماً وَبِالحَسَنِ والحُسَينِ وَعَلي بن الحسينِ وَمُحمَّدِ بن علي وجَعفَرِ بن مُحَمَّدٍ وَموُسى بن جَعفَرٍ وَعَليَّ بن مُوسى ومُحَمَّدِ بن عَليٍّ وعَلي بن مُحَمَّدِ وَالحَسَنِ بن عَليِّ والحُجَّةِ بن الحَسَنِ صَلواتُ الله عَلَيهِم أَئِمَةً ، الُّلهمَّ إنّي رَضيتُ بِهم أئِمَّةً فارضِني لَهُم إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قديرٌ»(2).
    ومن الاُمور النافعة لهذه العقبة :
    المواظبة على أوقات الصلوات الفريضة . ففي الحديث أن ملك الموت قال :
    «.... انّه ليس في شرقها ولا في غربها أهل بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلاّ وأنا اتصفحهم في كل يوم خمس مرّات .
    فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : انّما يتصفحهم في مواقيت الصلاة ، فان كان ممّن يواظب
    (1) نقل النصّ العلاّمة الثاني السيّد هاشم البحراني في كتاب (معالم الزلفى) ص 71 الطبعة الحجرية ، عن ارشاد المسترشدين ، وتكملة النص : «ويقول أيضاً إن أراد السلامة مِن منكر ونكير لفظ الشهادتين والاقرار بالأئمة عليهم السلام بيقين صادق وصفاء خاطر ثمّ يقول : يا الله يا رحمن يا رحيم اودعتك هذه الاقرار بك وبالنبي والأئمة وأنت خير مستودع فرده عليّ في القبر عند مساءَلة منكر ونكير فانّه يسلم من مساءَلة منكر ونكير قطعاً» انتهى كلامه رفع مقامه.
    (2) التهذيب للشيخ الطوسي : ج 2 ، ص 109 ، ح 412.
    ( 117 )
    عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا إله إلاّ الله محمّداً رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونحّى عنه ملك الموت ابليس»(1).
    * وروى عن الامام الصادق عليه السلام انّه كتب إلى بعض الناس :
    «إن أدرتَ أن يُختَمَ بخير عَمَلُكَ حتّى تُقبَض وأنت في أفضل الأعمال ، فعظّم لله حقّه أن تبذل [لا تبذل . خ . ل] نِعَمة في معاصيه ، وأن تَغتَرَّ بحلمه عنك ، واكرم كلَّ مَن وجدته يذكرنا [لا تبذل منّا . خ .(2)]» أو ينتحل مودتنا ، ثمَّ ليس عليك ، صادقاً كان أو كاذباً ؛ انّما لك نيتك ، وعليه كذبه»(3).
    * يقول الفقير : ومن النافع لحصول حسن العاقبة والوصول من الشقاوة الى السعادة : قراءة الدعاء الحادي عشر من الصحيفة الكاملة :
    «يا مَن ذكره شرف للذاكرين ... الخ»(4).
    وقراءة دعاء التمجيد المنقول في الكافي وغيره ، وقد نقله في كتاب (الباقيات الصالحات) بعد أدعية الساعات(5).
    (1) الكافي : ج 3 ، ص 136 ، كتاب الجنائز ، باب (اخراج روح المؤمن والكافر) ، ح 2 ، ونقله عنه الحر العاملي في الوسائل : ج 2 ، ص 663 ، كتاب الطهارة ، أبواب الاحتضار ، باب 36 ، ح 4 ، وفي الوسائل ج 3 ، ص 79 ، كتاب الصلاة ، أبواب المواقيت ، باب 1 ، ح 5.
    (2) في نسخة (عيون أخبار الرضا عليه السلام) للشيخ الصدوق.
    (3) رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا : ج 2 ، ص 4 ، ونقله عن المجلسي في البحار : ج 73 ، ص 351 ، ح 49 ، وج 74 ، ص 303، وج 78 ، ص 195 ، ح 15 ، عن الخصال للصدوق عن المفسر أحمد بن الحسن الحسيني عن أبي محمّد العسكري عن آبائه علهيم السلام قال : كتب الصادق عليه السلام الى بعض الناس : «إن اردت ... الخ» ولكننا لم نجده في الخصال المطبوع.
    (4) الصحيفة السجادية الكاملة : الدعاء 11 ، (دعاؤه بخواتم الخير) الفقرة الاُولى.
    (5) أقول : روى الكليني بسنده موثق عن الامام الصادق عليه السلام في الكافي الشريف : ج 2 ، ص 516 ، كتاب الدعاء باب (ما يمجد به الرب تبارك وتعالى نفسه) ، ح 2.
    ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 28 ، بسند موثق أيضاً ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «انّ الله تبارك وتعالى يمجد نفسه في كل يوم وليلة ثلاث مرّات . فمن مجّد الله بما مجّد به نفسه ثمّ كان في حال شقوة حوّله الله عزّوجلّ الى سعادة يقول : ç
    ( 118 )
    * وأن يصلي الصلاة الواردة في يوم الأحد من ذي القعدة(1).
    * والمداومة على هذا الذكر الشريف :
    (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً انّك أنت الوهاب)(2).
    è أنت اللهُ لا اله إلاّ أنتَ ربُّ العاليمن : أنت الله لا إله إلاّ أنت الرحمن الرحيم ، أنت الله لا اله إلا أنت العزيز [العلي] الكبير أنت الله لا إله أنت مالك يوم الدين ، أنت الله لا إله إلاّ أنت الغفور الرحيم ، أنت الله لا إله إلاّ أنت العزيز الحكيم ، أنت الله لا إله إلاّ أنت منك بُدِأ الخلق [بَدءُ كُلِّ شيءٍ خ . ثواب الأعمال] وإليك يعود ، أنت الله [الذي] لا إله إلاّ أنت لم تزل ولا تزل ، أنت [الذي] لا إله إلاّ أنت خالِق الخير والشرّ ، أنت الله لا إله إلاّ أنت خالق الجنّة والنار ، أنت الله لا إله إلاّ أنت احدُ صمدٌ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحدٌ ، أنت الله لا إله إلاّ أنت الملك القدوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عمّا يشركون ، هو الله الخالق البارىء المصوّر له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ... الى آخر السورة (في الكافي ولكن لا يوجد في ثواب الأعمال . والظاهر أن ما في ثواب الأعمال أصح لأن آخر السورة (... العزيز الحكيم) الحشر الآية 24) ، أنت الله لا إله إلاّ أنت الكبير [المتعال خ . ل ثواب الأعمال] والكبرياء رداوُك».
    (1) أقول : روى السيّد ابن طاووس رحمه الله في الاقبال : ص 308 عن أنس بن مالك ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الأحد في شهر ذي القعدة فقال : يا أيّها الناس مَن كان منكم يريد التوبة ؟
    قلنا : كلنا نريد التوبة يا رسول الله.
    فقال صلى الله عليه وآله : اغتسلوا وتوضأ واوصلّوا أربع ركعات واقرأوا في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة وقل هو الله أحد ثلاث مرّات والمعوذتين مرّة ، ثمّ استغفروا سبعين مرّة ثمّ اختموا بلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ثمّ قولوا : يا عزيز يا غفار اغفر لي ذنوبي وذنوب جميع المؤمنين والمؤمنات فانّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت.
    ثم قال صلى الله عليه وآله : ما مِن عبد مِن امتي فعلها إلاّ نودي من السماء يا عبدالله استأنف العمل فانّك مقبول التوبة مغفور الذنب وينادي ملك من تحت العرش أيها العبد بورك عليك وعلى أهلك وذريتك . وينادي مناد آخر أيها العبد تُرضي خصماؤك يوم القيامة ، وينادي ملك آخر أيها العبد تموت على الإيمان ، ولا اسلب منك الدين ويفسح في قبرك وينوّر فيه ، وينادي مناد آخر : أيها العبد يرضى أبواك وإن كانا ساخطين وغفر لأبويك ذلك ولذريتك وأنت في سعة من الرزق في الدنيا والآخرة . ينادي جبرئيل عليه السلام أنا الذي آتيك مع ملك الموت عليه السلام أن يرفق بك ولا يخدشك أثر الموت انّما تخرج الروح من جسدك سلاًّ .. الحديث.
    (2) سورة آل عمران : الآية 8. ç
    ( 119 )
    * والمواعظة على تسبيح الزهراء عليها السلام(1).
    * والتختم بخاتم عقيق ، وبالخصوص اذا كتب عليه (محمّد نبي الله وعليّ ولي الله)(2).
    è روى العياشي في تفسيره : ج 1 ، ص 164 ، عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : (اكثروا من أن تقولوا «ربَنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا» لا تأمنوا الزيع).
    أي أن الخبر يأمر بالمداومة على هذا الذكر الشريف لأجل أن يدفع عن أن يأمن السالك من الزيع . فانّه معرض دائماً للزيغ ، فقوله عليه السلام «لا تأمنوا الزيغ» نهي عن الاطمئنان بالنفس والإيمان المحصل من عدم الزيغ.
    (1) أقول : ورد في الأخبار الشريفة متواتراً في فضل تسبيح الزهراء صلوات الله وسلامه عليها عقيب الصلاة وقبل النوم ، وإليك بعض ذلك:
    روى الكليني بإسناد صحيح عن الباقر عليه السلام قال : «ما عبد الله بشيء من التحميد افضل من تسبيح فاطمة عليها السلام ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام» . الكافي : ج 3 ، ص 343 ، ح 14 ، التهذيب للطوسي : ج 2 ، ص 105 ، ح 166 ، باب 23 . وفيه أيضاً بإسناد صحيح ، عن أبي خالد القماط قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : تسبيح فاطمة (عليها السلام) في كل يوم في دبر كل صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم «الكافي : ج 3 ، ص 343 ، ح 15.
    الوسائل : كتاب الصلاة ، أبواب التعقيب ، باب 9 ح 1 ، ح 2.
    وروي عن أبي عبد الله عليه السلام انّه قال : «مَن بات على تسبيح فاطمة (عليها السلام) كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات» الوسائل : كتاب الصلاة ، أبواب التعقيب ، باب 11 ، ح 4.
    (2) في مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب : ج 3 ، ص 302 ، باب (في أحواله عليه السلام) أي أمير المؤمين عليه السلام (في لوائه وخاتمه) ونقله المجلسي في البحار : ج 42 ، ص 62 ، عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال النبي صلى الله عليه وآله : «لمّا كلّم الله موسى بن عمران على جبل طور سيناء اطلع على الأرض اطلاعة فخلق من وجهه العقيق ، وقال : أقسمتُ على نفسي أن لا أعذّب كفَّ لا بسك اذا تولّى علياً عليه السلام بالنار».
    وروى الكليني رحمه الله في الكافي الشريف بإسناد صحيح عن الرضا عليه السلام قال : العقيق ينفي الفقر ولبس العقيق ينفي (النفاق).
    وروى أيضاً بالاسناد عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «تختموا بالعقيق فانّه مبارك ومن تختّم بالعقيق يوشك أن يقضى له بالحسنى».
    وروى رحمه الله : شكا رجل الى النبي صلى الله عليه وآله انّه قطع عليه الطريق فقال صلى الله صلى الله عليه وآله : «هلاّ تختمت ç
    ( 120 )
    * وقراءة سورة (قد أفلح المؤمنون) في كلّ جمعة(1).
    * وقراءة سبع مرّات بعد صلاة الصبح وصلاة المغرب (بسم الله الرحمن
    è بالعقيق فانّه يحرس من كل سوء» الكافي : ج 6 ، ص 470 ، 471.
    وروى المؤلّف القمّي رحمه الله في السفينة : ج 1 ، ص 376 الطبعة الحجرية : انّه أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بأن ينقش في خاتمه محمّد بن عبدالله فنقش النقاش فأخطأت يده فنقش عليه محمّد رسول الله ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وتختم به ، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وآله فإذا تحته منقوش (علي ولي الله).
    وروى الشيخ الطوسي في الأمالي : ص 714 ، بالإسناد عن ابن عباس قال : اعطى رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام فقال : يا علي اعط هذا الخاتم لينقش عليه محمّد بن عبدالله ، فأخذه أمير المؤمنين عليه السلام فأعطاه النقاش ، فقال له انقش عليه محمّد بن عبدالله : فنقش النقاش وأخطأت يده فنقش عليه محمّد رسول الله ، فجاء أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ما فعل الخاتم ؟ فقال هو ذا فأخذه ونظر الى نقشه ، فقال ما أمرتك بهذا .
    فقال : صدقت ، ولكنَّ يدي أخطأت.
    فجاء به الى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله ما نقش النقاش ما أمرت به ، ذكر أن يده أخطأت .
    فأخذه النبي صلى الله عليه وآله ونظر اليه ، فقال : يا علي أنا محمّد بن عبدالله ، وأنا محمّد رسول الله وتختم به . فلما أصبح النبي صلى الله عليه وآله نظر الى خاتمه فإذا تحته منقوش علي ولي الله .
    فتعجب من ذلك النبي صلى الله عليه وآله فجاء جبرئيل فقال : يا جبرئيل كان كذا وكذا ؟
    فقال : يا محمّد صلى الله عليه وآله كتبت ما أرت وكتبنا ما أردنا.
    ونقله العلاّمة المجلسي في البحار : ج 16 ، ص 91 عن أمالي الشيخ الطوسي بإسناده الى زيد بن علي عن آبائه عليهم السلام قال ، قال : «رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي ...» ونقله في البحار : ج 4 ، ص 37 ، ح 72.
    وروي في جامع الأخبار : ص 134 ، طبعة النجف الأشرف.
    عن أبي جعفر عليه السلام قال : «مَن صاغ خاتماً من عقيق فنقَش فيه محمّد نبي وعلي ولي [هكذا في المطبوعة ولعل لفظ الجلالة ساقط كما هو الظاهر من ملازمات المقال] وقاه الله ميتة السوء ولم يمت إلاّ على الفطرة».
    (1) أقول : روى الشيخ الصدوق رحمه الله في ثواب الأعمال ص 135 بالإسناد الى أبي عبدالله عليه السلام قال : «مَن قرأ سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة [و] اذا كان يدمن قراءتها في كل جمعة كان من منزله في الفردوس الأعلى مع النبيين والمرسلين».
    ( 121 )
    الرحيم ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم)(1).
    * وأن يصلي في ليلة الثاني والعشرين من رجب ثمانية ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وقل يا أيها الكافرون سبعة مرّات وبعد الفراغ يصلي على محمّد وآل محمّد عشرة مرّات ، ويستغفر الله تعالى عشرة مرّات(2).
    * وروى السيّد ابن طاووس عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله انّه قال :
    «ومَن صلّى في الليلة السادسة من شعبان أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّةً ، وخمسين مرّة قل هو الله أحد ، قبض الله روحه على السعادة ، ووسع عليه في قبره ويخرج من قبره ووجهه كالقمر وهو يقول : اشهد ان لا إله إلاّ الله وانّ محمّداً عبده ورسوله»(3).
    * يقول المؤلّف : إن هذه الصلاة هي بعينها صلاة أمير المؤمنين عليه السلام وانّ لها فضل كثير.
    وقد رأيت من المناسب في هذا المقام أن أذكر حكايتين :
    الحكاية الاُولى :
    حكي ان تلميذاً من تلاميذ الفضيل بن عياض(4) ـ وهو أحد رجال الطريقة ـ
    (1) روى الشيخ الكليني رحمه الله في الكافي الشريف بإسناد معتبر بقوة الصحيح عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
    «اذا صلّيت المغرب والغداة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم لا حول لا قوة إلاّ بالله العلي العظيم سبع مرّات فانّه من قالها لم يصبه جذام ولا برص ولا جنون ولا سبعون نوعاً من أنوع البلاء» . الكافي : ج 2 ، ص 528.
    (2) قال السيّد ابن طاووس في اقبال الأعمال : ص 666 ، بعد أن ذكر هذه الصلاة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله : فإذا فعل ذلك لم يخرج من الدنيا حتّى يرى مكانه في الجنّة ويكون موته على الاسلام ويكون له أجر سعبين نبيّاً.
    (3) اقبال الأعمال : ص 690 ـ 691 ، الطبعة الحجرية.
    (4) قال المؤلّف رحمه الله في سفينة البحار : ج 7 ، ص 103 الطبعة الحديثة:
    (الفضيل بن عياض الزاهد بصري أو كوفي عاميّ ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام ، له نسخة يرويها النجاشي وكان من زهدة عصره ، ذكر الصوفية له كرامات وماقات ويحكى انّه ç
    ( 122 )
    وكان يعدّ من أعلم تلاميذه لمّا حضرته الوفاة دخل عليه الفضيل وجلس عند رأسه وقرأ سورة ياسين .
    فقال التلميذ المحتضر : يا استاذ لا تقرا هذه السورة . فسكت الاستاذ ، ثمّ لقنه فقال له : قل لا إله إلاّ الله.
    فقال : لا اقولها ، لأني بريء منها.
    ثمّ مات على ذلك.
    فاضطرب الفضيل من مشاهدة هذه الحالة اضطراباً شديداً . فدخل منزله ولم يخرج منه . ثمّ رآه في ا لنوم وهويسحب به الى جهنّم.
    فسأله الفضيل : بأي شيء نزع الله المعرفة منك ، وكنت اعلم تلاميذي.
    فقال : بثلاثة أشياء:
    أولها : النميمة فانّي قلت لأصحابي بخلاف ما قلت لك.
    والثاني : بالحسد ، حسدت أصحابي.
    والثالث : كانت بي علة فجئت الى الطبيب فسألته عنها فقال تشرب في كل سنة قدحاً من الخمر ، فانّ لم تفعل بقيت بك العلة.
    فكنت اشرب الخمر تبعاً لقول الطبيب.
    ولهذه الأشياء الثلاثة التي كانت فيّ ساءت عاقبتي ومت على تلك الحالة(1).
    è كان في أوّل أمره يقطع الطريق بين ابيورد وسرخس وعشق جارية فبينما يرتقي الجدران إليها سمع تالياً يتلوا : (ألم يأنِ لَّلذينَ آمَنُوا أن تَخشَعَ قُلوبُهُم لِذِكرِ اللهِ) سورة الحديد : الآية 16. فقال : يارب قد آن ، فرجع وآوى الى خربة فإذا فيها رفقة فقال بعضُهم : نرتحل ، وقال بعضهم : حتّى نُصبح فانّ فضيلاً على الطريق يقطع علينا ، فتاب الفضيل وامنهم ، وحكي انّه جاور الحرم حتّى مات وكانت وفاته يوم عاشوراء سنة (187) . وله كلمات منها : ثلاثةً لاينبغي أن يُلاموا على سوء الخلق والغضب :الصائم والمريض والمسافر ؛ وقال ثلاث خصال يقسين القلب : كثرة الأكل وكثرة النوم وكثرة الكلام ، قيل : كان لفضيل ولد اسمه عليّ وكان أفضل من أبيه في الزهد والعبادة الاّ أنّه لم يتمتع بحياته كثيراً وكان سبب موته انّه كان يوماً في المسجد الحرام واقفاً بقرب ماء زمزم فسمع قارئاً يقرأ (وَتَرَى المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ مُقرَّنِينَ في الأصفاد * سَرابيلُهُم مِن قَطِرانٍ وَتَغشى وُجُوهمُ النارُ) سورة ابراهيم | الآية 49 ـ 50 . فصعق ومات).
    (1) راجعنا في ترجمة القصة ما نقله المؤلّف رحمه الله في كتابه سفينة البحار: ج 2 ، ص 727 الطبعة ç
    ( 123 )
    يقول المؤلّف : رأيت من المناسب أن اذكر في ذيل هذه الحكاية هذا الخبر : روى الشيخ الكليني عن أبي بصير انّه قال :
    دخلت ام خالد العبديّة على أبي عبدالله عليه السلام وأنا عنده فقالت : جعلت فداك انّه يعتريني قراقر في بطني .. وقد وصف لي أطبّاء العراق النبيذ بالسويق ، وقد وقفت وعرفت كراهتك له ، فاحببتُ أن أسألك عن ذلك ؟
    فقال لها عليه السلام : وما يمنعك عن شربه ؟
    قالت : قد قلدتك ديني ، فألقى الله عزّوجلّ حين ألقاه فاخبره انّ جعفر بن محمّد عليهما السلام أمرني ونهاني.
    فقال : يا أبا محمّد ألا تسمع الى هذه المرأة ، وهذه المسائل . لا والله لا آذن لك في قطره منه ، ولا تذوقي منه قطرة ؛ فانّما تندمي اذا بلغت نفسك ها هنا ـ واومأ بيده الى حنجرته ـ يقولها ثلاثاً : أفهمتِ ؟
    قالت : نعم(1).
    الحكاية الاُخرى :
    ذكرالشيخ البهائي عطر الله مرقده في الكشكول :
    احتضر بعض المترفين وكان كلما قيل له قل : لا إله إلاّ الله ، يقول هذا البيت : يا رُبَّ قائلةٍ يوماً وقد تَعِبَت أين الطريق الى حَمّامِ منجاب ِ
    وسبب ذلك أن امرأةً عفيفةً حسناء خرجت الى حمام معروف بحمام بنجاب ، فلم تعرف طريقه وتعبت من المشي ، فرأت رجلاً على باب دار ، فسألته عن الحمام .
    فقال : هو هذا ، وأشار الى باب داره.
    فلما دخلت ، اغلق الباب عليها ؛ فلما علمت بمكره أظهرت كمال الرغبة والسرور ، وقالت : اشتر لنا شيئاً من الطيب ، وشيئاً من الطعام ، وعجل بالعود إلينا.
    فلما خرج واثقاً بها وبرغبتها ، خرجت وتخلصت منه.
    è الحديثة ، وقد حاولنا أن نجمع ما في السفينة وما نقله هنا بالفارسية ، وإن شئت فراجع السفينة.
    (1) رواه الشيخ الكليني في الكافي الشريف : ج 6 ص 413.
    ( 124 )
    فانظر كيف منعته هذه الخطيئة عن الاقرار بالشهادة عند الموت ، مع انّه لم يصدر منه إلاّ ادخال المرأة بيته وعزمه على الزنا فقط من دون وقوعه منه(1).
    والحكايات من هذا القبيل كثيرة.
    واعلم انّ الشيخ الكليني روى عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :
    «مَن منع قيراطاً من الزكاة فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً»(2).
    يقول الفقير : القيراط واحد وعشرون ديناراً.
    وورد قريباً من هذا المضمون في حقّ من استطاع أن يحج ولم يحج حتّى مات(3).
    لطيفة :
    نقل عن بعض العارفين انّه حضرعند محتضر الحاضرون منه أن يلقّن المحتضر . فلقّنه هذه الرباعية :
    كر من گنه جمله جهان گردستم
    لطف تو اميد است كه گيرد دستم
    گوئي كه به وقت عجز دستت كيرم
    عاجزتر از اين مخواه كاكنون هستم
    يعني :
    إن ارتكبت معاصي الدنيا كلّها
    فرجائي أن يأخذ لطفك يدي
    فانّك وعدتني باخذ يدي عندما أعجز
    لا تشأ أن أعجز أكثر من عجزي الحالي
    (1) الكشكول : ج 1 ، ص 248 ـ 249.
    (2) الكافي : ج 3 ، ص 507.
    (3) أقول : روى الصدوق في ثواب الأعمال : ص 281 ـ282 ، بالإسناد عن أبي عبدالله عليه السلام :
    «من مات ولم يحج حجّة الاسلام ولم تمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق الحجّ من أجله أو سلطان يمنعه فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصراياً».[/color][/size][/font][/b]

    تعليق


    • #3
      ما الحياة الا تحضير للموت والقليل القليل من الناس من يعلمون ذلك.
      نحن لا نموت ولكن نولد من جديد
      موتوا قبل ان تموتوا
      تحياتي ومشكور

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X