بسم الله الرحمن الرحيم
[b]
بأي عين يرى هؤلاء!!
كانت السيارة تتهادى على الطريق داخل الشريط الحدودي وقد جلس شخص فيها الى جانب السائق، كان هذا الشخص يبذل جهده في اقناع السائق بالعودة والغاء العملية اعتقاداً منه بعدم جدواها وأنه سوف يخسر نفسه فقط وقد لا يكبّد العدو أية خسارة... بقد كان هذا الأخ مخلصاً إلا أن تحليله لظروف العملية كان يدفعه إلى الشك في إحراز نتيجةٍ معتبرة منها ...
ولكن السائق أخذ يفند أدلة مرافقه ويحاول شرح وايضاح حيثيات العملية ويقوي احتمالات النجاح ... إلا أن مرافقه عاد إلى تكرار كلامه ومحاولته ثني السائق عن عزمه وهنا أوقف السائق السيارة إلى جانب الطريق ونظر إلى مرافقه متأملاً في قسمات وجهه وكأنه ينظر إلى داخل قلبه متهيئاً لأن يلقي إليه الدليل الحاسم على نجاح العملية وكأنه يخبئه قبل قليل ولا يرغب في اظهاره مع جملة ما أظهره من الأدلة... نظر اليه مرافقه بعينين مفتوحتين وقد تجمّدت قسمات وجهه منظراً ما يريد أن يقوله حتى أن عينيه لم ترمش تلك اللحظات... لم ينبس هيثم دبوق بكلمه بل مسح زجاجد السيارة بكمه وقال لمرافقه انظر، شاهد المرافق بأم عينه صورة سيارات عسكرية محترقة واشلاء قتلى منتشرة هنا وهناك ودخان يملأ الفضاء.. أصيب بدهشة بالغة ولم يتمالك نفسه من احتضان هيثم.
- أرجوك خذني معك.
- لا يمكن فلا يجوز لأنني أكفي وبقاؤك معي انتحار محرّم شرعاً.
- إذن، حبيبي هيثم – وهو يشدّ على يده بكلتا يديه.. أريد منك تعهداً بأن تشفع لي يوم القيامة.
- إذا أذن الله تعالى لي.
وبإبتسامتين ونظرتين التقتا ووصلتا الى اعماق قلبين مملوءين بالمحبة غادر مرافق الشهيد هيثم دبوق السيارة وبهدوء بالغ عادت السيارة تتهادى على الطريق... تاركة وراءها عينين دامعتين.
[b]
بأي عين يرى هؤلاء!!
كانت السيارة تتهادى على الطريق داخل الشريط الحدودي وقد جلس شخص فيها الى جانب السائق، كان هذا الشخص يبذل جهده في اقناع السائق بالعودة والغاء العملية اعتقاداً منه بعدم جدواها وأنه سوف يخسر نفسه فقط وقد لا يكبّد العدو أية خسارة... بقد كان هذا الأخ مخلصاً إلا أن تحليله لظروف العملية كان يدفعه إلى الشك في إحراز نتيجةٍ معتبرة منها ...
ولكن السائق أخذ يفند أدلة مرافقه ويحاول شرح وايضاح حيثيات العملية ويقوي احتمالات النجاح ... إلا أن مرافقه عاد إلى تكرار كلامه ومحاولته ثني السائق عن عزمه وهنا أوقف السائق السيارة إلى جانب الطريق ونظر إلى مرافقه متأملاً في قسمات وجهه وكأنه ينظر إلى داخل قلبه متهيئاً لأن يلقي إليه الدليل الحاسم على نجاح العملية وكأنه يخبئه قبل قليل ولا يرغب في اظهاره مع جملة ما أظهره من الأدلة... نظر اليه مرافقه بعينين مفتوحتين وقد تجمّدت قسمات وجهه منظراً ما يريد أن يقوله حتى أن عينيه لم ترمش تلك اللحظات... لم ينبس هيثم دبوق بكلمه بل مسح زجاجد السيارة بكمه وقال لمرافقه انظر، شاهد المرافق بأم عينه صورة سيارات عسكرية محترقة واشلاء قتلى منتشرة هنا وهناك ودخان يملأ الفضاء.. أصيب بدهشة بالغة ولم يتمالك نفسه من احتضان هيثم.
- أرجوك خذني معك.
- لا يمكن فلا يجوز لأنني أكفي وبقاؤك معي انتحار محرّم شرعاً.
- إذن، حبيبي هيثم – وهو يشدّ على يده بكلتا يديه.. أريد منك تعهداً بأن تشفع لي يوم القيامة.
- إذا أذن الله تعالى لي.
وبإبتسامتين ونظرتين التقتا ووصلتا الى اعماق قلبين مملوءين بالمحبة غادر مرافق الشهيد هيثم دبوق السيارة وبهدوء بالغ عادت السيارة تتهادى على الطريق... تاركة وراءها عينين دامعتين.