برنامج محاسبة النفس
قال الإمام الكاظم عليه السلام:
"ليس منّا من لم يحاسب نفسه كل يوم"
لن يكون المرء موالياً حقيقياً ومتّبعاً صادقاً لأهل البيت عليهم السلام إذا لم يحاسب نفسه، ونفهم هذه الحقيقة جيداً عندما ندرك الدور الذي قام به أهل بيت العصمة والطهارة لأجل إيصال الناس إلى الهدف الحقيقي والمقصد الأصلي:
- ألم يخلقنا الله لأجل أن نصل إليه من خلال سير نفساني وسلوك معنوي؟
- وهل يتحقق هذا السفر بدون تهذيب النفس وإصلاحها وإنتشالها من سجن الطبيعة المظلم والحجب الغليظة؟
- وهل ينجح التاجر في تجارته إذا لم يحسب ربحه وخسارته.
- فكيف ينبغي الفوز بالرضوان ولا نقوم بمحاسبة النفس لنعلم تقصيرها وإسرافها في أمرها فنجنّبها الهفوات.
لماذا يجب أن نحاسب أنفسنا:
قال أمير المؤمنين عليه السلام:" ما أحقّ بالإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل، يحاسب فيها نفسه، فينظر فيما اكتسب لها وعليها وفي ليلها ونهارها"
يقسّم البرنامج إلى جوانب أربعة: الجانب الفكري، الروحي، الإجتماعي والعملي. يأخذ الساكل في كل جانب مجموعة الاهتمامات الضرورية يستطيع من خلال الأسئلة المطروحة بشأنها أن يعرف ما ينبغي أن يقوم به.
وإذا لاحظ القرّاء الأعزاء مسألة التراتبية والتدرج في البرامج فانهم يدركون ان المرء ينبغي أن يبدأ أولاً بسلسلة من التكاليف الإبتدائية السهلة ويتدرج في الأعمال ويتدرج في الأعمال والعبادات صعوداً حتى يصل إلى مقام العمل الحقيقي ويصبح مصداقاً للحديث الشريف:
" أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما اصبح من الدنيا على عسر أم على يسر"
لا يمكن طي المدارج المعنوية ومراتب الانسانية والكمال بدون التقدم بسير المراقبة والمحاسبة.
المراقبة، المحاسبة، المؤاخذة:
ثلاث كلمات، كل واحدة تعبّر عن مرحلة ينبغي أن يقوم بها السالك حتى يقطف الثمرة المطلوبة من المحاسبة، فإذا اقتصر على واحدة لم يحصّل شيئاً، لأن كل واحدة تكمل الأخرى.
أما المراقبة فهي أن يجعل المرء على نفسه رقيباً يلاحقها في كل لحظة ويتابعها في كل حركة يقف معها في كل فكرة. وهذا الأمر يكون في البداية صعباً جداً وشاقاً ولكن على أثر المجاهدة والمواظبة على أمر الرياضة يعبر السالك مراحل المراقبة ليصل ما ذكرناه وأقوى من ذلك.
والمحاسبة هي الوقوف على الأعمال وتصنيفها فإن عمل خيراً شكر الله على ما هداه وان عمل سوءاً تاب واستغفر الله . والحاسبة بتعبير أدق تحصل عندما يقوم السالك بالنظر إلى أعماله نظرة شرعية وفق الموازين الآلهية ليعرف مدى ما ارتكبه وما يجب أن يفعله أو يتركه.
والمؤاخذة هي العقاب الذي يطبقه السالك على نفسه التي تمردت وعصت وهي الفائدة العملية من وراء المراقبة والمحاسبة، وينبغي أن يكون هذا العقاب شرعياً والأصح أن يقال تأديب كما يفعل المربي الشفيق عند يريد أن يؤدب طفلاً.
أهمية المراقبة:
في هذا السفر البعيد يدرك السالك أن زاده الأول هو التقوى وأن طريقه الذي يسير عليه هو الشريعة الغرّاء ويعلم أن النفس الإنسانية هي المسافر.
فبدون تهذيبها بالرياضات الشرعية والأحكام الإلهية لن يتمكن من سلوك الطريق للوصول إلى التقوى بمراتبها. فهذه النفس استأنست بعالم الطبيعة وصارت متعلقة بآثارها الدنيّة. ونتيجة هذه العلائق اتصفت بصفات رذيلة صارت بدورها حجباً غليظة بينه وبين مشاهدة الحقيقة والسلوك المعنوي.
كيف يمكن الوقوف على حالات النفس وكيف يمكن تقديم العلاج النافع لها وكيف يمكن التعرف على مراحلها وعوالمها؟
هذا ما تقدمه المراقبة للسالك بشرط ان يراعي فيها جملة من المهمات والشرائط.
ما هي هذه المهمات؟
عندما يعزم السالك على البدء بأمر المراقبة قد تصيبه الحيرة في البدء والشروع ولا يعرف كيف يطبق عملية المراقبة.
ولكن بأقل تامل نفهم أن ما نريد أن نتعرف عليه هو الأعمال التي نقوم بها ونمارسها في حياتنا اليومية. هذه الأعمال إما أن تتخذ صفة الواجب أو الحرام أو المكروه والمستحب أو المباح. ويمكن أن نتعرف على هذه الأمور من خلال دراسة الأحكام الشرعية اضافة الى المسائل الأخلاقية والسلوكية وعندها سوف ندرك مباشرة الصفة التي تتصف بها أعمالنا.
الأمر الثاني أن نراعي في عملية المراقبة مسألة الرفق والمداراة، فلا نطلب من النفس في بداية الأمر أن تقوم بأعمال كثيرة وعبادات عظيمة بل نتدرج في هذا المطلب، لأن من دأب هذه النفس انها اذا حُمّلت فوق طاقتها القت بعنان السفر أرضاً وتركت السفر والمجاهدة دفعة واحدة.
وقد اعددنا لك أخي السالك هذه البرامج لتساعدك أولاً على إكتشاف ما ينبغي أن تقوم به، فإذا اتبعت التعلميات الواردة أمكنك أن تصل بسهولة الى وضع برامج مشابهو. وقد راعينا اضافة الى ذلك مسألة التدرج والارتقاء مرتبة مرتبة.
يتبع في الموضوع الثاني
أخوكم أبو صالح
قال الإمام الكاظم عليه السلام:
"ليس منّا من لم يحاسب نفسه كل يوم"
لن يكون المرء موالياً حقيقياً ومتّبعاً صادقاً لأهل البيت عليهم السلام إذا لم يحاسب نفسه، ونفهم هذه الحقيقة جيداً عندما ندرك الدور الذي قام به أهل بيت العصمة والطهارة لأجل إيصال الناس إلى الهدف الحقيقي والمقصد الأصلي:
- ألم يخلقنا الله لأجل أن نصل إليه من خلال سير نفساني وسلوك معنوي؟
- وهل يتحقق هذا السفر بدون تهذيب النفس وإصلاحها وإنتشالها من سجن الطبيعة المظلم والحجب الغليظة؟
- وهل ينجح التاجر في تجارته إذا لم يحسب ربحه وخسارته.
- فكيف ينبغي الفوز بالرضوان ولا نقوم بمحاسبة النفس لنعلم تقصيرها وإسرافها في أمرها فنجنّبها الهفوات.
لماذا يجب أن نحاسب أنفسنا:
قال أمير المؤمنين عليه السلام:" ما أحقّ بالإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل، يحاسب فيها نفسه، فينظر فيما اكتسب لها وعليها وفي ليلها ونهارها"
يقسّم البرنامج إلى جوانب أربعة: الجانب الفكري، الروحي، الإجتماعي والعملي. يأخذ الساكل في كل جانب مجموعة الاهتمامات الضرورية يستطيع من خلال الأسئلة المطروحة بشأنها أن يعرف ما ينبغي أن يقوم به.
وإذا لاحظ القرّاء الأعزاء مسألة التراتبية والتدرج في البرامج فانهم يدركون ان المرء ينبغي أن يبدأ أولاً بسلسلة من التكاليف الإبتدائية السهلة ويتدرج في الأعمال ويتدرج في الأعمال والعبادات صعوداً حتى يصل إلى مقام العمل الحقيقي ويصبح مصداقاً للحديث الشريف:
" أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما اصبح من الدنيا على عسر أم على يسر"
لا يمكن طي المدارج المعنوية ومراتب الانسانية والكمال بدون التقدم بسير المراقبة والمحاسبة.
المراقبة، المحاسبة، المؤاخذة:
ثلاث كلمات، كل واحدة تعبّر عن مرحلة ينبغي أن يقوم بها السالك حتى يقطف الثمرة المطلوبة من المحاسبة، فإذا اقتصر على واحدة لم يحصّل شيئاً، لأن كل واحدة تكمل الأخرى.
أما المراقبة فهي أن يجعل المرء على نفسه رقيباً يلاحقها في كل لحظة ويتابعها في كل حركة يقف معها في كل فكرة. وهذا الأمر يكون في البداية صعباً جداً وشاقاً ولكن على أثر المجاهدة والمواظبة على أمر الرياضة يعبر السالك مراحل المراقبة ليصل ما ذكرناه وأقوى من ذلك.
والمحاسبة هي الوقوف على الأعمال وتصنيفها فإن عمل خيراً شكر الله على ما هداه وان عمل سوءاً تاب واستغفر الله . والحاسبة بتعبير أدق تحصل عندما يقوم السالك بالنظر إلى أعماله نظرة شرعية وفق الموازين الآلهية ليعرف مدى ما ارتكبه وما يجب أن يفعله أو يتركه.
والمؤاخذة هي العقاب الذي يطبقه السالك على نفسه التي تمردت وعصت وهي الفائدة العملية من وراء المراقبة والمحاسبة، وينبغي أن يكون هذا العقاب شرعياً والأصح أن يقال تأديب كما يفعل المربي الشفيق عند يريد أن يؤدب طفلاً.
أهمية المراقبة:
في هذا السفر البعيد يدرك السالك أن زاده الأول هو التقوى وأن طريقه الذي يسير عليه هو الشريعة الغرّاء ويعلم أن النفس الإنسانية هي المسافر.
فبدون تهذيبها بالرياضات الشرعية والأحكام الإلهية لن يتمكن من سلوك الطريق للوصول إلى التقوى بمراتبها. فهذه النفس استأنست بعالم الطبيعة وصارت متعلقة بآثارها الدنيّة. ونتيجة هذه العلائق اتصفت بصفات رذيلة صارت بدورها حجباً غليظة بينه وبين مشاهدة الحقيقة والسلوك المعنوي.
كيف يمكن الوقوف على حالات النفس وكيف يمكن تقديم العلاج النافع لها وكيف يمكن التعرف على مراحلها وعوالمها؟
هذا ما تقدمه المراقبة للسالك بشرط ان يراعي فيها جملة من المهمات والشرائط.
ما هي هذه المهمات؟
عندما يعزم السالك على البدء بأمر المراقبة قد تصيبه الحيرة في البدء والشروع ولا يعرف كيف يطبق عملية المراقبة.
ولكن بأقل تامل نفهم أن ما نريد أن نتعرف عليه هو الأعمال التي نقوم بها ونمارسها في حياتنا اليومية. هذه الأعمال إما أن تتخذ صفة الواجب أو الحرام أو المكروه والمستحب أو المباح. ويمكن أن نتعرف على هذه الأمور من خلال دراسة الأحكام الشرعية اضافة الى المسائل الأخلاقية والسلوكية وعندها سوف ندرك مباشرة الصفة التي تتصف بها أعمالنا.
الأمر الثاني أن نراعي في عملية المراقبة مسألة الرفق والمداراة، فلا نطلب من النفس في بداية الأمر أن تقوم بأعمال كثيرة وعبادات عظيمة بل نتدرج في هذا المطلب، لأن من دأب هذه النفس انها اذا حُمّلت فوق طاقتها القت بعنان السفر أرضاً وتركت السفر والمجاهدة دفعة واحدة.
وقد اعددنا لك أخي السالك هذه البرامج لتساعدك أولاً على إكتشاف ما ينبغي أن تقوم به، فإذا اتبعت التعلميات الواردة أمكنك أن تصل بسهولة الى وضع برامج مشابهو. وقد راعينا اضافة الى ذلك مسألة التدرج والارتقاء مرتبة مرتبة.
يتبع في الموضوع الثاني
أخوكم أبو صالح
تعليق