كتاب ستنشره دار نشر فرونت لاين
لم يعد الأمر سرا ، المشروع السعودي لإستعمار شعوب العالم بالمال تارة وبالدينتارة أخرى وبأسعار النفط والحاجة إلى خفضها تارة ثالثة لا يجد من يقف بوجهه . وفيظل الحاجة الأميركية (روما القرن الواحد والعشرين) للسعوديين، فإن التغاضي عنالجرائم السعودية ذات الطابع البربري سيستمر بحكم أن السعوديين هم شماعة الأوساخالتي تستعملها الإدارات الأميركية للقيام بالأدوار القذرة في بلدان عدة .
حين إحتاج رونالد ريغان للمال السعودي لكي يدعم به حركات الكونترا ضدالساندينستا في نيكارغوا في منتصف الثمانينات ، لم يتأخر السعوديون أبدا ، وكذلكفعلوا في أفغانستان بعد الغزو السوفياتي ، مليارات الدولارات من السعودية وعشراتآلاف السعوديين والعرب ممن عبئوا للقتال ضد "الكفار الروس" إنما كانوا يقاتلونلمصالحة الأميركيين ونيابة عنهم.
كما أن الأعمال التي ذكرها ناشر كتاب قصة حياة بندر بن سلطان عن الأموال التيدفعها الأخير في إيطاليا لمساعدة الحزب المسيحي الديمقراطي على الفوز في مواجهةاليسار عام 1980 لم تكن أول ولا آخر المهمات الأميركية التي نفذها بندر وأمثاله منالسعوديين وآخرهم سعد الحريري في اليونان خلال إنتخابات 2007 النيابية دعما لحزبالمحافظين حيث لعب سعد الحريري دورا في تمويل الحزب الأكثر ملائمة للسياساتالأميركية فضمن الفوز في إنتخابات جرت فيها عملية فساد بأموال سعودية عبثتبديمقراطية بلد عضو في الإتحاد الأوروبي .
بعد عملية 11 أيلول – سبتمبر الإرهابية في نيويورك ، إستفاق العالم كله على هولالخطر الذي تمثله الحركات السلفية الإرهابية، ولكن للأسف لم يسأل الكثيرون عن سببعدم معاقبة سادة هذه الحركات ومموليها وخالقيها ومسوقي افكارها الهدامة التخريبيةوهم النظام السعودي ومخابراته والمؤسسة الدينية التي تشكل أحد عامودين يقوم عليهاالنظام السعودي .
حركة طالبان أجرمت بحق النساء والأطفال والأجانب والأقليات في أفغانستان،وكثيرون على إمتداد العالم يتناسون أو لا يعرفون بأن تلك الحركة المتخلفة حضارياليست سوى أداة سعودية (أميركية) أنشأها طلاب ما يسمى بالمدارس الدينية في باكستانمن لاجئي أفغانستان وهي مدارس ممولة ومذهبة برعاية ودعم سعودي رسمي (ربما حتىاليوم) وحركة طالبان لم تسيطر على أفغانستان بالقوة العسكرية فقط . فقد تحدثتالكثير من التقارير الصحافية عن مغانم كسبتها خلال زحفها على المقاطعات الأفغانيةفي بداية التسعينات ببذل الأموال لأمراء الحرب ، وهي أموال سعودية حكومية قدمتلطالبان بوصفها تيار ديني يوالي الوهابية السعودية ، وبوصفها أداة سيطرة سعوديةونفوذ سعت إلى فرضه العائلة الحاكمة في الرياض على بلد يبعد عنها آلاف الكيلومترات .
وللدلالة على مقدار الضرر الذي تستطيع المملكة الوهابية السعودية التسبب به ،يكفي أن نعيد قراءة معنى قرار حكومة بلير إيقاف التحقيق بالفساد الذي قيل أنسعوديين من العائلة الحاكمة ولبنانيين وسطاء لهم منهم محمد الصفدي الوزير في حكومةالسنيورة الموالية للسعودية ولأميركا متورطين فيه .
قضية فساد تمس سمعة الصناعة والتجارة والشعب والحكومة البريطانية ، ولا من يحاسبحفاظا على مصالح ثلة من أصحاب المصالح الكبرى في بريطانيا أم الديمقراطية ومنبعالقوانين ، والسبب ؟ الحفاظ على رضى بضعة متخلفين لا يحكمون بالقانون في بلدهم ولايأبهون لقوانين الشعوب والبلاد الأخرى . وكأني بما فعله بلير وحكومته يعطي مثالاللقضاة في إيطاليا من محاربي المافيا لكي لا يلاحقوا العصابات لأن المال الذي تحققهتلك المنظمات الإجرامية يدير العديد من المصالح التجارية الإيطالية ، أو كأن تونيبلير يقول للحكومة الكولومبية : " لماذا تعتدون على زارعي ومنتجي الكوكايينوالهيرويين؟ أليست ملايين المخدرات هي ما تبقي الدورة الإقتصادية في تصاعد في بلدكم؟
بدوان الجاهلية السعوديين بأموالهم التي إشتروا بها شيوخ التطرف مثل بن لادنرجلهم الذي يملك السعوديون النفوذ على الالاف ممن يماثلونه في التطرف والإجرام همالمجرمون الحقيقيون ممن يقفون خلف العملية الإرهابية في لندن وفي إسبانيا ، هؤلاءالمتطرفون قرأوا وتعلموا في مدرسة بن لادن المتعلم والخريج من مدرسة تركي بن فيصلوعبد العزيز بن باز . الأول هو الصديق الشخصي لإسامة بن لادن ومدير المخابراتالسعودي السابق الذي أشرف على إنشاء النواة الأولى لإرهابيي القاعدة و طالبانوالثاني هو منظر الكراهية والحقد ومشرعنهما بالدليل الديني المفترى والملفق . وهوايضا وحتى موته ، كان الشيخ المفتي الأكبر لمملكة آل سعود
أولئك الإرهابيين السلفيين الشبيهين بكهنة الأصنام الوثنية ممن كانوا يقدمونالأضاحي البشرية لآلهتهم في العصور الغابرة . هم أدوات سيطرة في بعض المناطق لمصلحةآل سعود مثل لبنان الذي خربوه بدفعهم الأمور فيه نحو حرب مذهبية شبيهة ( أكد تقريرنشرته النيوركر وكتبه سيمون هيرش أن أتفاقا سعوديا عبر بندر و أميركيا عبر تشيني نصعلى تحويل السلفيين الإرهابيين ممن تسيطر عليهم المخابرات السعودية إلى جيش لطائفةالسنة في لبنان التي يقود أغلبية منها سعد الحريري فكان أن وصل إلى لبنان مئاتالإرهابيين المحترفين وبتمويل سعودي )
وهو أمر فعله السعوديون في العراق أيضا حتى ضج منهم الأميركيون أنفسهم فذكرت صحفأميركية ولبنانية ( منها نعوم سركيس في النهار البيروتية) أن ديك تنشيني في زيارتهالأخيرة إلى السعودية طلب من حلفائه السعوديين التخفيف من تسريب المقاتلينالإرهابيين لأنهم لا يكتفون بمحاربة النفوذ الإيراني في العراق بل يقاتل بعضهمالجيش الأميركي .
ما يريده السعوديين في العراق هو النفوذ ، وهو الأمر نفسه الذي سيجري في لبنان , حرب أهلية بين الطوائف بتمويل سعودي وتحريض سعودي لكسب النفوذ فقط لا غير .
في العراق أكثر من سبعة آلاف تكفيري سعودي فجروا أنفسهم بالمدنيين العراقيين . يقاتلون الشيعة بالسنة بحجة ولاء الشيعة لإيران وفي لبنان بقتل رجلهم رفيق الحريريالذي جعلوه كخاروف العيد يسمنونه ويضخمون في حجمه حتى إذا ما جاء عيدهم الوثني الذيينبغي لهم فيه تقديم الأضاحي لربهم الأعلى بوش (أو اي طاغية يجلس على كرسي الهدمالأسود في البيت الأبيض) قتلوه عبر نفوذييهم المخترقين لإرهابيي السلف الطالح منجماعات التكفير لكل حي يرزق ولا يؤمن بأوساخهم التي يسمونها ظلما وتجديفاتدينا.وواقعة قتل الحريري مثبتة بالدليل والإعتراف على أنها إرتكبت بأيدي سعودية (راجع ملف ال13 سلفي ممن إعترفوا بقتلهم للحريري والذي نشرته صحيفة الأخباراللبنانية على حلقات خلال شهر أكتوبر 2007).
إنه الإنتقام السعودي من لبنان، إنه تدفيع سعودي للبنانيين ثمن حريتهم وثقافتهمالمنفتحة وقبولهم للإختلاف فيما بينهم.
تخريب لبنان وتقسيمه وإغراق شعبه في أتون الصراع الطائفي الداخلي هو هدف خطط لهالسعوديون لإحكام نفوذهم وسيطرتهم عليه بحجة تواجد نفوذ قوي لإيران المنافسةللسعودية .
كان ينبغي إخراج السوريين بطريقة لا تحترم تضحيات جنودهم في بلد أوقفوا الحربفيه بالقوة وفرضوا سلما أهليا بالقوة ، رغم كل الشوائب والنوائب التي إرتكبها بعضهمبإغراء وسعي من رجال السعودية من أمثال رفيق الحريري و غيره، وما قصر عبد الحليمخدام الباريسي المقدم إليه كرشوة من رفيق الحريري إلا دليل على إستعمال السعوديينوعملائهم لأساليب حقيرة في كسب النفوذ. لهذا لم يكن من الممكن إعادة الحرب والتقسيمالمذهبي إلى لبنان بوجود تلك القوة المانعة للحرب الأهلية والمانعة للفتن.
خرج السوريين بسعي سعودي وبتمويل سعودي وبتحريض سعودي فخرجت الغرائز الطائفيةالتي زرعتها وربتها ونمتها وشدت من أواصرها أموال وإعلام السعودية .
في البوسنة والهرسك وفي صربيا وفي مقدونيا تتحدث التقارير عن التمويل السعوديلمعسكرات إرهابية لجماعات سلفية تتلقى دعما سعوديا رسميا لكي تناويء تلك الجماعاتالسلطات هناك. والهدف ؟ النفوذ . في أروبا الشرقية والغربية وأميركا وأسترالياتتدخل المنظمات السعودية الحكومية بالمال وبرجال الدين لكي تسيطر على مساجد ومنظماتالمسلمين من أبناء تلك البلاد الذين هاجروا وتجنسوا بجنسيتها . والهدف النفوذ .
حين ترى في شارع بريطاني رجل دين يخطب ويدعو لعدم مولاة الكفار البريطانيين ،فإعلم بأنه خريج جامعة أم القرى في المدينة المنورة السعودية وأنه يتلقى مالا وفيرامن السعودية . لماذا يفعل السعوديون ذلك ؟ لأن لا بضاعة أخرى إضافة إلى البترولإختبروا عائدها الكبير عليهمسياسيا وأمنيا مثل الإرهاب والمذهب السلفي . الذيبنشره حصلوا على نفوذ لا مثيل له في اربع جهات الأرض . قبل11 سبتمبر نيويورك ، كانجيش الصحابة التنظيم الإرهابي الباكستاني المعروف بدعم المخابرات السعودية له يرتكبالمجازر في شوارع ومساجد المدن الباكستانية بحق الشيعة ، ضربا للأستقرار وللوحدةالوطنية الباكستانية . وها هو زرع السعوديين أثمر في بكستان الدولة النووية ، حتىالدولة الباكستانية ورجالات الطبقة السياسية الباكستانية تلجأ إلى السعوديين لحلمشاكلها ، ألم يرسل عبد الله ملك السعودية مندوبين عنه لحل مشكلة عودة نواز شريف فيشهر سبتبمر 2007 إلى باكستان من المنفى ؟ فأرسل الملك سعد الحريري السعودي الجنسيةوالأمير مقرن مدير مخابرات السعودية لكي يتوسطا بين الجنرال مشرف وبين رئيس الوزراءالسابق نواز شريف ؟
عاملان أساسيان يعطيان لنظام آل سعود أهمية ودورا سياسيا في العالم، الأول هوالحجم الإقتصادي والمالي مع ناتج يقارب المئة وثمانون مليار دولار سنويا كدخل قوميمن إنتاج البترول ، الثاني هو وجود أقدس مكانين للمسلمين تحت السيطرة العسكريةإحتلالا لجيش آل سعود النجدي المحتل لمكة والمدينة في الحجاز .
في السبب ألأول إستفاد النظام السعودي من قوته المالية لتأكيد أهميته للمصالحالأميركية في معادلة تعكس النظرة والقناعة السعودية لكيانهم الظلامي القائم بحسب مايعتقدون على دعامات خارجية لم تكن لتستمر لولا الحاجة الأميركية لخدماتهم .
الدعامة الثانية هي إدعاء الدفاع عن الإسلام وتصديق البسطاء لهذا الإدعاء الكاذببمساعدة رجال دين مرتبطين بالنظام السعودي وبنفوذه المالي ولا ننسى مكة والمدينةاللتان تعطي سيطرة النظام الظلامي عليهما مصداقية تساعد البسطاء على تصديق أكاذيبالسعوديين الأكثر بعدا من بين العرب عن التدين والصلاح وشهادات المؤرخين فيكازينوهات العالم دليل على ذلك .
من هنا ينطلق كل عضو في عصابة أبناء وأحفاد السفاح البدوي عبد العزيز بن عبدالرحمن الشهير بابن سعود ليتباروا في سباق يريدون أن يحظوا فرادى بقصب السبق في منهو الأكثر إخلاصا للمصالح الأميركية .
هذه القناعة يتشارك فيها الديكتاتوريين من تحف كوندليسا رايس العرب بمعظمهم، إلاأن النظام السعودي له خصوصية تجعله الأكثر عملا بها .
إن أساس قيام النظام السعودي في العام 1932 لم يكن ممكنا له أن ينجح لولا الدعموالرعاية والتوجيه والتمويل والتخطيط والتسليح الإستعماري البريطاني له . لقد بدأعبد العزيز بن عبد الرحمن الملقب بإبن سعود حركته المسلحة ضد آل الرشيد حكامالدرعية وحلفاء الأتراك العثمانيين بدفع وتحريض إنجليزي وبتمويل ذهبي الرنة إشترىبه القبائل من حلفاء آل الرشيد في منطقة كان قد أعادها الجهل والتخلف إلى ربوع عصرالجاهلية الوثني فحل المال مكان الأوثان .
الأفاق السفاح عبد العزيز كان يعيش مع عائلته لاجئا في المشيخة التي كان إسمهاالكوت سابقا والقرين لاحقا ثم الكويت، و التي كانت تحت الرعاية البريطانيةالمباشرة. ثم إستدعاه القنصل البريطاني في الكويت وعرض عليه دعما لا محدودا وحلفاضد العثمانيين.
الشاب عبد العزيز بن عبد الرحمن سليل السفاحين الوهابيين الذي عاثوا في القرنالتاسع عشر فسادا في الأرض ومن جرائمهم جريمة غزو الكويت نفسها في معركة هزمهم فيهاأهل الإمارة الصغيرة وعرفت بمعركة الجهراء ، إتفق مع الإنكليزي على أن يستعيدالسيطرة على مضارب أجداده وأغنامهم في نجد .
السعوديين حفظوا درس مؤسس ديكتاتوريتهم الظلامية عبد العزيز فهوبالذهب الإنكليزيإستمال القبائل فدانت له نجد وبالسلاح الإنكليزي إرتكب المجازر في حق المدن التيرفضته فقتل خيرة أهلها وزعمائها ودخلها بقوة السلاح فدانت له الحجاز والقطيفوالإحساء ونجران وعسير وغيرها من مناطق الجزيرة واليمن.
لقد كان الدور السعودي ولا زال مرتبطا بخدمة الإستعمار البريطاني ومن ثمالأميركي وليس هناك فعليا أي مشروع سعودي مستقل عن السياسات الغير عادلة للإدارةالأميركية .
تعادي أميركا إيران فتسبقها السعودية ، تحاصر أميركا الفلسطيني فيلتزم بالمقاطعةقبل كل العالم ويبقيها لما بعد إنتهائها حصرا عن كل العالم النظام السعودي ومن لميلاحظ ذلك فليراجع المساعدات السعودية في السنتين الأخيرتين للفلسطينيين وليرىهزالتها .
ترضى أميركا عن عرفات فيستقبله الملك السعودي ، تغضب عليه فيموت وهو يشتهي أنيسمع كلمة دعم أو رنة هاتف من أي مسؤول سعودي على خلاف قيام الملك السعودي عبداللهبالتحدث فردا فردا وشخصيا مع وزراء حكومة السنيورة العميلة يوم حاصرتها المعارضةبغية إسقاطها .
تمول السعودية وتسلح وتحرض سنة العراق بحجة الدفاع عن السنة بوجه الشيعة فقطلأنها تريد موطيء قدم لها في بلد شكل على الدوام رغم ديكتاتورية حكامه نقيضا حضاريالجهالة وضحالة فكر السعوديين التكفيري القائم على تلاعب متوازن بين رشوة شعبهم وبينقمعه بإسم الدين ! وعرفات ألم يكن سنيا لماذا لم يسلحوه ولم يمولوه ؟ اليس السنة في فلسطين كالسنة في العراق ؟ بل الفرق كل الفرق أن أميركا هنا في العراق تريد وتطلب ذلك وفي فلسطين تحارب كل من يحمل سمات المقاومة والمقاومين .
فتش عن دور السعوديين الظلاميين في نشر التكفير في مصر والمغرب والمهاجر ، فتشعن مساعدات السعودية . فتش عن آلاف الإعلاميين الذين تمولهم السعودية في الغربوالشرق ليضربوا بالسيف السعودي ويغسلوا أدمغة الرأي العام العالمي .
مملكة يحكمها شبقون للسلطة وللنفوذ بالقاب ملكية ويسعون لخراب العالم إن كان فيهم صلحة لإستمرارهم في السلطة وفي ضمان دعم الأميركيين لهم.
لم يعد الأمر سرا ، المشروع السعودي لإستعمار شعوب العالم بالمال تارة وبالدينتارة أخرى وبأسعار النفط والحاجة إلى خفضها تارة ثالثة لا يجد من يقف بوجهه . وفيظل الحاجة الأميركية (روما القرن الواحد والعشرين) للسعوديين، فإن التغاضي عنالجرائم السعودية ذات الطابع البربري سيستمر بحكم أن السعوديين هم شماعة الأوساخالتي تستعملها الإدارات الأميركية للقيام بالأدوار القذرة في بلدان عدة .
حين إحتاج رونالد ريغان للمال السعودي لكي يدعم به حركات الكونترا ضدالساندينستا في نيكارغوا في منتصف الثمانينات ، لم يتأخر السعوديون أبدا ، وكذلكفعلوا في أفغانستان بعد الغزو السوفياتي ، مليارات الدولارات من السعودية وعشراتآلاف السعوديين والعرب ممن عبئوا للقتال ضد "الكفار الروس" إنما كانوا يقاتلونلمصالحة الأميركيين ونيابة عنهم.
كما أن الأعمال التي ذكرها ناشر كتاب قصة حياة بندر بن سلطان عن الأموال التيدفعها الأخير في إيطاليا لمساعدة الحزب المسيحي الديمقراطي على الفوز في مواجهةاليسار عام 1980 لم تكن أول ولا آخر المهمات الأميركية التي نفذها بندر وأمثاله منالسعوديين وآخرهم سعد الحريري في اليونان خلال إنتخابات 2007 النيابية دعما لحزبالمحافظين حيث لعب سعد الحريري دورا في تمويل الحزب الأكثر ملائمة للسياساتالأميركية فضمن الفوز في إنتخابات جرت فيها عملية فساد بأموال سعودية عبثتبديمقراطية بلد عضو في الإتحاد الأوروبي .
بعد عملية 11 أيلول – سبتمبر الإرهابية في نيويورك ، إستفاق العالم كله على هولالخطر الذي تمثله الحركات السلفية الإرهابية، ولكن للأسف لم يسأل الكثيرون عن سببعدم معاقبة سادة هذه الحركات ومموليها وخالقيها ومسوقي افكارها الهدامة التخريبيةوهم النظام السعودي ومخابراته والمؤسسة الدينية التي تشكل أحد عامودين يقوم عليهاالنظام السعودي .
حركة طالبان أجرمت بحق النساء والأطفال والأجانب والأقليات في أفغانستان،وكثيرون على إمتداد العالم يتناسون أو لا يعرفون بأن تلك الحركة المتخلفة حضارياليست سوى أداة سعودية (أميركية) أنشأها طلاب ما يسمى بالمدارس الدينية في باكستانمن لاجئي أفغانستان وهي مدارس ممولة ومذهبة برعاية ودعم سعودي رسمي (ربما حتىاليوم) وحركة طالبان لم تسيطر على أفغانستان بالقوة العسكرية فقط . فقد تحدثتالكثير من التقارير الصحافية عن مغانم كسبتها خلال زحفها على المقاطعات الأفغانيةفي بداية التسعينات ببذل الأموال لأمراء الحرب ، وهي أموال سعودية حكومية قدمتلطالبان بوصفها تيار ديني يوالي الوهابية السعودية ، وبوصفها أداة سيطرة سعوديةونفوذ سعت إلى فرضه العائلة الحاكمة في الرياض على بلد يبعد عنها آلاف الكيلومترات .
وللدلالة على مقدار الضرر الذي تستطيع المملكة الوهابية السعودية التسبب به ،يكفي أن نعيد قراءة معنى قرار حكومة بلير إيقاف التحقيق بالفساد الذي قيل أنسعوديين من العائلة الحاكمة ولبنانيين وسطاء لهم منهم محمد الصفدي الوزير في حكومةالسنيورة الموالية للسعودية ولأميركا متورطين فيه .
قضية فساد تمس سمعة الصناعة والتجارة والشعب والحكومة البريطانية ، ولا من يحاسبحفاظا على مصالح ثلة من أصحاب المصالح الكبرى في بريطانيا أم الديمقراطية ومنبعالقوانين ، والسبب ؟ الحفاظ على رضى بضعة متخلفين لا يحكمون بالقانون في بلدهم ولايأبهون لقوانين الشعوب والبلاد الأخرى . وكأني بما فعله بلير وحكومته يعطي مثالاللقضاة في إيطاليا من محاربي المافيا لكي لا يلاحقوا العصابات لأن المال الذي تحققهتلك المنظمات الإجرامية يدير العديد من المصالح التجارية الإيطالية ، أو كأن تونيبلير يقول للحكومة الكولومبية : " لماذا تعتدون على زارعي ومنتجي الكوكايينوالهيرويين؟ أليست ملايين المخدرات هي ما تبقي الدورة الإقتصادية في تصاعد في بلدكم؟
بدوان الجاهلية السعوديين بأموالهم التي إشتروا بها شيوخ التطرف مثل بن لادنرجلهم الذي يملك السعوديون النفوذ على الالاف ممن يماثلونه في التطرف والإجرام همالمجرمون الحقيقيون ممن يقفون خلف العملية الإرهابية في لندن وفي إسبانيا ، هؤلاءالمتطرفون قرأوا وتعلموا في مدرسة بن لادن المتعلم والخريج من مدرسة تركي بن فيصلوعبد العزيز بن باز . الأول هو الصديق الشخصي لإسامة بن لادن ومدير المخابراتالسعودي السابق الذي أشرف على إنشاء النواة الأولى لإرهابيي القاعدة و طالبانوالثاني هو منظر الكراهية والحقد ومشرعنهما بالدليل الديني المفترى والملفق . وهوايضا وحتى موته ، كان الشيخ المفتي الأكبر لمملكة آل سعود
أولئك الإرهابيين السلفيين الشبيهين بكهنة الأصنام الوثنية ممن كانوا يقدمونالأضاحي البشرية لآلهتهم في العصور الغابرة . هم أدوات سيطرة في بعض المناطق لمصلحةآل سعود مثل لبنان الذي خربوه بدفعهم الأمور فيه نحو حرب مذهبية شبيهة ( أكد تقريرنشرته النيوركر وكتبه سيمون هيرش أن أتفاقا سعوديا عبر بندر و أميركيا عبر تشيني نصعلى تحويل السلفيين الإرهابيين ممن تسيطر عليهم المخابرات السعودية إلى جيش لطائفةالسنة في لبنان التي يقود أغلبية منها سعد الحريري فكان أن وصل إلى لبنان مئاتالإرهابيين المحترفين وبتمويل سعودي )
وهو أمر فعله السعوديون في العراق أيضا حتى ضج منهم الأميركيون أنفسهم فذكرت صحفأميركية ولبنانية ( منها نعوم سركيس في النهار البيروتية) أن ديك تنشيني في زيارتهالأخيرة إلى السعودية طلب من حلفائه السعوديين التخفيف من تسريب المقاتلينالإرهابيين لأنهم لا يكتفون بمحاربة النفوذ الإيراني في العراق بل يقاتل بعضهمالجيش الأميركي .
ما يريده السعوديين في العراق هو النفوذ ، وهو الأمر نفسه الذي سيجري في لبنان , حرب أهلية بين الطوائف بتمويل سعودي وتحريض سعودي لكسب النفوذ فقط لا غير .
في العراق أكثر من سبعة آلاف تكفيري سعودي فجروا أنفسهم بالمدنيين العراقيين . يقاتلون الشيعة بالسنة بحجة ولاء الشيعة لإيران وفي لبنان بقتل رجلهم رفيق الحريريالذي جعلوه كخاروف العيد يسمنونه ويضخمون في حجمه حتى إذا ما جاء عيدهم الوثني الذيينبغي لهم فيه تقديم الأضاحي لربهم الأعلى بوش (أو اي طاغية يجلس على كرسي الهدمالأسود في البيت الأبيض) قتلوه عبر نفوذييهم المخترقين لإرهابيي السلف الطالح منجماعات التكفير لكل حي يرزق ولا يؤمن بأوساخهم التي يسمونها ظلما وتجديفاتدينا.وواقعة قتل الحريري مثبتة بالدليل والإعتراف على أنها إرتكبت بأيدي سعودية (راجع ملف ال13 سلفي ممن إعترفوا بقتلهم للحريري والذي نشرته صحيفة الأخباراللبنانية على حلقات خلال شهر أكتوبر 2007).
إنه الإنتقام السعودي من لبنان، إنه تدفيع سعودي للبنانيين ثمن حريتهم وثقافتهمالمنفتحة وقبولهم للإختلاف فيما بينهم.
تخريب لبنان وتقسيمه وإغراق شعبه في أتون الصراع الطائفي الداخلي هو هدف خطط لهالسعوديون لإحكام نفوذهم وسيطرتهم عليه بحجة تواجد نفوذ قوي لإيران المنافسةللسعودية .
كان ينبغي إخراج السوريين بطريقة لا تحترم تضحيات جنودهم في بلد أوقفوا الحربفيه بالقوة وفرضوا سلما أهليا بالقوة ، رغم كل الشوائب والنوائب التي إرتكبها بعضهمبإغراء وسعي من رجال السعودية من أمثال رفيق الحريري و غيره، وما قصر عبد الحليمخدام الباريسي المقدم إليه كرشوة من رفيق الحريري إلا دليل على إستعمال السعوديينوعملائهم لأساليب حقيرة في كسب النفوذ. لهذا لم يكن من الممكن إعادة الحرب والتقسيمالمذهبي إلى لبنان بوجود تلك القوة المانعة للحرب الأهلية والمانعة للفتن.
خرج السوريين بسعي سعودي وبتمويل سعودي وبتحريض سعودي فخرجت الغرائز الطائفيةالتي زرعتها وربتها ونمتها وشدت من أواصرها أموال وإعلام السعودية .
في البوسنة والهرسك وفي صربيا وفي مقدونيا تتحدث التقارير عن التمويل السعوديلمعسكرات إرهابية لجماعات سلفية تتلقى دعما سعوديا رسميا لكي تناويء تلك الجماعاتالسلطات هناك. والهدف ؟ النفوذ . في أروبا الشرقية والغربية وأميركا وأسترالياتتدخل المنظمات السعودية الحكومية بالمال وبرجال الدين لكي تسيطر على مساجد ومنظماتالمسلمين من أبناء تلك البلاد الذين هاجروا وتجنسوا بجنسيتها . والهدف النفوذ .
حين ترى في شارع بريطاني رجل دين يخطب ويدعو لعدم مولاة الكفار البريطانيين ،فإعلم بأنه خريج جامعة أم القرى في المدينة المنورة السعودية وأنه يتلقى مالا وفيرامن السعودية . لماذا يفعل السعوديون ذلك ؟ لأن لا بضاعة أخرى إضافة إلى البترولإختبروا عائدها الكبير عليهمسياسيا وأمنيا مثل الإرهاب والمذهب السلفي . الذيبنشره حصلوا على نفوذ لا مثيل له في اربع جهات الأرض . قبل11 سبتمبر نيويورك ، كانجيش الصحابة التنظيم الإرهابي الباكستاني المعروف بدعم المخابرات السعودية له يرتكبالمجازر في شوارع ومساجد المدن الباكستانية بحق الشيعة ، ضربا للأستقرار وللوحدةالوطنية الباكستانية . وها هو زرع السعوديين أثمر في بكستان الدولة النووية ، حتىالدولة الباكستانية ورجالات الطبقة السياسية الباكستانية تلجأ إلى السعوديين لحلمشاكلها ، ألم يرسل عبد الله ملك السعودية مندوبين عنه لحل مشكلة عودة نواز شريف فيشهر سبتبمر 2007 إلى باكستان من المنفى ؟ فأرسل الملك سعد الحريري السعودي الجنسيةوالأمير مقرن مدير مخابرات السعودية لكي يتوسطا بين الجنرال مشرف وبين رئيس الوزراءالسابق نواز شريف ؟
عاملان أساسيان يعطيان لنظام آل سعود أهمية ودورا سياسيا في العالم، الأول هوالحجم الإقتصادي والمالي مع ناتج يقارب المئة وثمانون مليار دولار سنويا كدخل قوميمن إنتاج البترول ، الثاني هو وجود أقدس مكانين للمسلمين تحت السيطرة العسكريةإحتلالا لجيش آل سعود النجدي المحتل لمكة والمدينة في الحجاز .
في السبب ألأول إستفاد النظام السعودي من قوته المالية لتأكيد أهميته للمصالحالأميركية في معادلة تعكس النظرة والقناعة السعودية لكيانهم الظلامي القائم بحسب مايعتقدون على دعامات خارجية لم تكن لتستمر لولا الحاجة الأميركية لخدماتهم .
الدعامة الثانية هي إدعاء الدفاع عن الإسلام وتصديق البسطاء لهذا الإدعاء الكاذببمساعدة رجال دين مرتبطين بالنظام السعودي وبنفوذه المالي ولا ننسى مكة والمدينةاللتان تعطي سيطرة النظام الظلامي عليهما مصداقية تساعد البسطاء على تصديق أكاذيبالسعوديين الأكثر بعدا من بين العرب عن التدين والصلاح وشهادات المؤرخين فيكازينوهات العالم دليل على ذلك .
من هنا ينطلق كل عضو في عصابة أبناء وأحفاد السفاح البدوي عبد العزيز بن عبدالرحمن الشهير بابن سعود ليتباروا في سباق يريدون أن يحظوا فرادى بقصب السبق في منهو الأكثر إخلاصا للمصالح الأميركية .
هذه القناعة يتشارك فيها الديكتاتوريين من تحف كوندليسا رايس العرب بمعظمهم، إلاأن النظام السعودي له خصوصية تجعله الأكثر عملا بها .
إن أساس قيام النظام السعودي في العام 1932 لم يكن ممكنا له أن ينجح لولا الدعموالرعاية والتوجيه والتمويل والتخطيط والتسليح الإستعماري البريطاني له . لقد بدأعبد العزيز بن عبد الرحمن الملقب بإبن سعود حركته المسلحة ضد آل الرشيد حكامالدرعية وحلفاء الأتراك العثمانيين بدفع وتحريض إنجليزي وبتمويل ذهبي الرنة إشترىبه القبائل من حلفاء آل الرشيد في منطقة كان قد أعادها الجهل والتخلف إلى ربوع عصرالجاهلية الوثني فحل المال مكان الأوثان .
الأفاق السفاح عبد العزيز كان يعيش مع عائلته لاجئا في المشيخة التي كان إسمهاالكوت سابقا والقرين لاحقا ثم الكويت، و التي كانت تحت الرعاية البريطانيةالمباشرة. ثم إستدعاه القنصل البريطاني في الكويت وعرض عليه دعما لا محدودا وحلفاضد العثمانيين.
الشاب عبد العزيز بن عبد الرحمن سليل السفاحين الوهابيين الذي عاثوا في القرنالتاسع عشر فسادا في الأرض ومن جرائمهم جريمة غزو الكويت نفسها في معركة هزمهم فيهاأهل الإمارة الصغيرة وعرفت بمعركة الجهراء ، إتفق مع الإنكليزي على أن يستعيدالسيطرة على مضارب أجداده وأغنامهم في نجد .
السعوديين حفظوا درس مؤسس ديكتاتوريتهم الظلامية عبد العزيز فهوبالذهب الإنكليزيإستمال القبائل فدانت له نجد وبالسلاح الإنكليزي إرتكب المجازر في حق المدن التيرفضته فقتل خيرة أهلها وزعمائها ودخلها بقوة السلاح فدانت له الحجاز والقطيفوالإحساء ونجران وعسير وغيرها من مناطق الجزيرة واليمن.
لقد كان الدور السعودي ولا زال مرتبطا بخدمة الإستعمار البريطاني ومن ثمالأميركي وليس هناك فعليا أي مشروع سعودي مستقل عن السياسات الغير عادلة للإدارةالأميركية .
تعادي أميركا إيران فتسبقها السعودية ، تحاصر أميركا الفلسطيني فيلتزم بالمقاطعةقبل كل العالم ويبقيها لما بعد إنتهائها حصرا عن كل العالم النظام السعودي ومن لميلاحظ ذلك فليراجع المساعدات السعودية في السنتين الأخيرتين للفلسطينيين وليرىهزالتها .
ترضى أميركا عن عرفات فيستقبله الملك السعودي ، تغضب عليه فيموت وهو يشتهي أنيسمع كلمة دعم أو رنة هاتف من أي مسؤول سعودي على خلاف قيام الملك السعودي عبداللهبالتحدث فردا فردا وشخصيا مع وزراء حكومة السنيورة العميلة يوم حاصرتها المعارضةبغية إسقاطها .
تمول السعودية وتسلح وتحرض سنة العراق بحجة الدفاع عن السنة بوجه الشيعة فقطلأنها تريد موطيء قدم لها في بلد شكل على الدوام رغم ديكتاتورية حكامه نقيضا حضاريالجهالة وضحالة فكر السعوديين التكفيري القائم على تلاعب متوازن بين رشوة شعبهم وبينقمعه بإسم الدين ! وعرفات ألم يكن سنيا لماذا لم يسلحوه ولم يمولوه ؟ اليس السنة في فلسطين كالسنة في العراق ؟ بل الفرق كل الفرق أن أميركا هنا في العراق تريد وتطلب ذلك وفي فلسطين تحارب كل من يحمل سمات المقاومة والمقاومين .
فتش عن دور السعوديين الظلاميين في نشر التكفير في مصر والمغرب والمهاجر ، فتشعن مساعدات السعودية . فتش عن آلاف الإعلاميين الذين تمولهم السعودية في الغربوالشرق ليضربوا بالسيف السعودي ويغسلوا أدمغة الرأي العام العالمي .
مملكة يحكمها شبقون للسلطة وللنفوذ بالقاب ملكية ويسعون لخراب العالم إن كان فيهم صلحة لإستمرارهم في السلطة وفي ضمان دعم الأميركيين لهم.
تعليق