إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل ورود روايات أن زوجة نوح خانته في الفراش في حياته وكان ابن نوح ليس ابناً للنبي نوح ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل ورود روايات أن زوجة نوح خانته في الفراش في حياته وكان ابن نوح ليس ابناً للنبي نوح ؟

    قال ياسر الحبيب
    ورود روايات معتبرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أن زوجة نوح خانته في الفراش في حياته
    وكان ابن نوح الذي تخلف عن السفينة هو ابن رجل زاني وليس ابنـًا للنبي نوح عليه السلام.

  • #2
    عندما فسر ياسر الحبيب قوله تعالى: -

    {ضرب الله مثلاً للذين كفروا إمرأة نوحٍ وإمرأة لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما}

    هل هذا صحيح والعياذ بالله

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ..
      ما يعتمده علماؤنا لا ينطبق مع هذا القول ابدا..
      فما ورد في بعض الروايات من تفسير ( خانتاهما ) في الاية الكريمة بالفاحشة فقد حمله مفسرونا وعلماؤنا على الانحراف في العقيدة ، وهل هناك أعظم انحرافا من الكفر؟

      أما مسألة ابن نوح، فما ورد في الروايات عن ائمة الهدى عليهم السلام يدل على انه ابنه الحقيقي، ولكن نتيجة انحرافه قال الله تعالى ( انه ليس من أهلك)..
      والقول الذي يدعي انه ليس ابنه حقيقة هو قول لا يلتزم به اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام بل هو قول بعض مخالفيهم من قدامى المفسرين.. كالحسن البصري، ومجاهد..
      وفي ذلك يقول العلامة الطبرسي ما يلي:
      قد قيل في معنى قوله سبحانه إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أقوال.

      أحدها أنه كان ابنه لصلبه و المعنى أنه ليس من أهلك الذين وعدتك بنجاتهم معك لأن الله تعالى قد استثنى من أهله الذين وعده أن ينجيهم من أراد إهلاكهم بالغرق فقال إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ عن ابن عباس و سعيد بن جبير و الضحاك و عكرمة و اختاره الجبائي.

      و ثانيها أن المراد من قوله لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أنه ليس على دينك فكان كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله عن جماعة من المفسرين و هذا كما قال النبي ص سلمان منا أهل البيت و إنما أراد على ديننا و يؤيد هذا التأويل أن الله سبحانه قال على طريق التعليل إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فبين أنه إنما أخرج عن أحكام أهله لكفره و شر عمله و روي عن عكرمة أنه قال كان ابنه و لكنه كان مخالفا له في العمل و النية فمن ثم قيل إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ.

      و ثالثها أنه لم يكن ابنه على الحقيقة و إنما ولد على فراشه فقال ع إنه ابني على ظاهر الأمر فأعلمه الله أن الأمر بخلاف الظاهر و نبهه على خيانة امرأته عن الحسن و مجاهد و هذا الوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة للقرآن لأنه تعالى قال وَ نادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ و لأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال لأنها تعير و تشين و قد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك توقيرا و تعظيما عما ينفر من القبول منهم و روي عن ابن عباس أنه قال ما زنت امرأة نبي قط و كانت الخيانة من امرأة نوح أنها كانت تنسبه إلى الجنون و الخيانة و من امرأة لوط أنها كانت تدله على أضيافه.

      و رابعها أنه كان ابن امرأته و كان ربيبه و يعضده قراءة من قرأ ابنه بفتح الهاء أو ابنها
      و المعتمد المعول عليه في تأويل الآية القولان الأولان.

      وقد ورد في الروايات ما يلي:

      قال ابن عباس كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون و إذا آمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به و كانت امرأة لوط تدل على أضيافه فكان ذلك خيانتهما لهما و ما بغت امرأة نبي قط و إنما كانت خيانتهما في الدين.


      و في تفسير علي بن إبراهيم كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما و الله ما عنى بقوله فَخانَتاهُما إلا الفاحشة.. أقول- والقول لعلماءنا الاعلام - ينبغي حمل الفاحشة هنا على معناها اللغوي و هو ما تفاحش قبحه و لا قبح أكبر من الكفر و النفاق

      ِ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنُوحٍ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ مُخَالِفاً لَهُ وَ جَعَلَ مَنِ اتَّبَعَهُ مِنْ أَهْلِهِ

      تعليق


      • #4

        قال ابن عباس ما بغت امرأة نبي قط
        قال ياسر الحبيب
        الرواية بالأصل ليست عن النبي
        وانما مقولة ابن عباس التي لم ينسبها نفس ابن عباس للنبي صلى الله عليه وآله.
        وقول ابن عباس من كل الجهات هو قول ساقط الاعتبار لأنه لا قول معصوم، ولا قول من زكّاه المعصوم بل هو ممن ذمه المعصومين بروايات معتبرة، ولا هو قول مسند عندنا ولا القول من مصادرنا ورواتنا بل من طرقهم هم.
        بالإضافة إلى كون ابن عباس أحد تلاميذ كعب الأحبار اليهودي.

        تعليق


        • #5
          المشكلة بأن هنالك أقوال عند اهل الخلاف تشير إلى ذلك

          -----------------------

          قوله تعالى : ( رب إن ابني من أهلي ) إنما قال نوح هذا ، لأن الله تعالى وعده نجاة أهله ، فقال [ تعالى ] : ( وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ) قال ابن عباس : أعدل العادلين . وقال ابن زيد : فأنت أحكم الحاكمين بالحق . واختلفوا في هذا الذي سأل فيه نوح على قولين : أحدهما : أنه ابن نوح لصلبه ، قاله ابن عباس ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، والضحاك ، والجمهور . والثاني : أنه ولد على فراشه من لغير رشدة ولم يكن ابنه . روى ابن الأنباري بإسناده عن الحسن أنه قال : لم يكن ابنه ، إن امرأته فجرت . وعن الشعبي قال : لم يكن ابنه ، إن امرأته خانته ، وعن مجاهد نحو ذلك . وقال ابن جريج : ناداه نوح وهو يحسب أنه ابنه ، وكان ولد على فراشه


          راجع / زاد المسير - ابن الجوزي - ج 4 - ص 91

          تعليق


          • #6
            من تفسير القمي
            تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق

            { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا
            عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ }

            قال علي بن إبراهيم في قوله: { ضرب الله مثلاً } ثم ضرب الله فيهما مثلاً فقال: { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما } فقال والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق وكان فلان يحبها فلما أرادت أن تخرج إلى... قال لها فلان لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من فلان.

            تعليق


            • #7
              عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) أنه قال: "أتى رجل أبي (عليه السلام) فقال: إن فلانا - يعني عبد الله بن العباس - يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيم نزلت! قال: فسله في من نزلت: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)؟ وفيم نزلت: (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم)؟ وفيم نزلت: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟ فأتاه الرجل، وقال: وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فاسائله! ولكن سله ما العرش ومتى خلق وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبي فقال له ما قال، فقال: وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا! قال: ولكني أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعى والمنتحل، أما الأوليان فنزلتا في أبيه، وأما الأخيرة فنزلت في أبي وفينا، وذكر الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط. فأما ما سألك عنه فما العرش؟ فإن الله عزوجل جعله أرباعا لم يخلق قبله شيئا إلا ثلاثة أشياء؛ الهواء والقلم والنور، ثم خلقه من ألوان مختلفة من ذلك النور الأخضر الذي منه اخضرت الخضرة، ومن نور أصفر اصفرت منه الصفرة، ونور أحمر احمرت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار، ومنه ضوء النهار، ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين، وليس من ذلك طبق إلا يسبح بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة والسنة غير مشتبهة، ولو سمع واحدا منها شئ مما تحته لا نهدم الجبال والمدائن والحصون ولخسف البحار ولهلك ما دونه. له ثمانية أركان ويحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم إلا الله يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولو أحس شئ مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين، بينه وبين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثم (القلم) العلم، وليس وراء هذا مقال. لقد طمع الخائن في غير مطمع! أما إن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه، وستصبغ الارض بدماء الفراخ من فراخ آل محمد، تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير ما تدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون لما يرون حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين". (انظر تفسير القمي ج2 ص23 والاختصاص ص71 والتوحيد للصدوق ص238 وكذا راجع كل تراجم الرجال ومنها رجال الكشي ج1 ص273 وتفسير العياشي ج2 ص305 وعنهم نقل العلامة المجلسي في البحار ج58 ص24، واختلاف النعوت من اختلاف ألفاظ الرواية).

              والمعنى المستفاد من هذه الرواية، أن ابن عباس ادّعى منزلة فوق منزلته وطمع أن يكون إماما يستغني الناس بعلمه دون الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم)، وهو ليس سوى مدّعٍ زاعم، ومنتحل لولاية أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، وخائن خاسر أو حائر.

              وقد ناقش بعض الرجاليين في سند هذه الرواية، وضعّفوها من جهة بعض الرواة أملا في إسقاطها، والحال أن بعض من ضعّفوه – كإبراهيم بن عمر اليماني – موثق عند آخرين كالنجاشي وغيره. كما أن الرواية مروية بطرق مختلفة تنتهي إلى الباقر (صلوات الله عليه)، وليس في رواتها مذموم، بل مجهول أو مسكوت عنه أو ضعيف، وتعدد الأسناد يجبرها مع وجود النظائر، ويُطمأن إلى صدورها عن المعصوم (عليه السلام)، ولذا تجد المحقق الداماد يقول عنها: "وبالجملة هذا الحديث الشريف طريقه صحيح على الأصح، ومسائله الغامضة من الحكمة منطوية في متنه". (اختيار معرفة الرجال – أو رجال الكشي - ج1 ص274).

              ونحن كما سبق وبيّنا لا نميل إلى إعمال الشدة في فحص السند في أمثال هذه الروايات التي لا يترتّب عليها حكم تكليفي خاص أو عام، فذلك غير ملزَم وبعيد عما انتهى إليه الرأي العلمي في الاستنتاج التاريخي الذي ينبني على حصول الاطمئنان بالقرائن والشواهد التاريخية أكثر، إلا من باب الترجيح حال التعارض بلا مرجّح أوّلي كقول معصوم، ولذا نناقش ههنا السند لحصول هذا التعارض كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

              ومن روايات ذمّه أيضا ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن الحسن بن عباس بن حريش، عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: "بينا أبي – الباقر عليه السلام - جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا، ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟ فقالوا: لا، قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا! فقلت له: هل رأيت الملائكة يابن عباس تخبرك بولائها لك في الدنيا والآخرة مع الأمن من الخوف والحزن؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوة) وقد دخل في هذا جميع الأمة!

              فاستضحكت! ثم قلت: صدقت يا ابن عباس أنشدك الله هل في حكم الله جل ذكره اختلاف؟ فقال: لا، فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ثم ذهب وأتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به إليك وأنت قاض؛ كيف أنت صانع؟ قال: أقول لهذا القاطع: أعطه دية كفه وأقول لهذا المقطوع: صالحه على ما شئت وابعث به إلى ذوي عدل! قلت: جاء الاختلاف في حكم الله عز ذكره ونقضت القول الأول! أبى الله عز ذكره أن يحدث في خلقة شيئا من الحدود وليس تفسيره في الأرض، اقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية الأصابع، هكذا حكم الله ليلة تنزل فيها أمره، إن جحدتها بعدما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن ابي طالب! قال: فلذلك عَمِيَ بصري! وما علمك بذلك فوالله إن عمي بصري إلا من صفقة جناح الملك!

              ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت يابن عباس ما تكلمت بصدق بمثل أمس، قال لك علي بن أبي طالب: إن ليلة القدر في كل سنة وأنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة وأن لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: من هم؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدَّثون، فقلت: لا أراها كانت إلا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)! فتبدّى لك الملك الذي يحدثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدثك به علي (عليه السلام) ولم تره عيناه ولكن وعي قلبه ووقر في سمعه، ثم صفقك بجناحه فعميت! فقال ابن عباس: ما اختلفنا في شيء فحكمه إلى الله تعالى! فقلت له: فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين؟ قال: لا، قلت: ههنا هلكت وأهلكت"! (الكافي ج1 ص247).

              فهنا ترى كيف أن ابن عباس زعم أنه من المستقيمين والإمام الباقر (صلوات الله عليه) يثبت العكس، فيبيّن جهله ويصفه بسخافة العقل ويكشف أن ملكا من الملائكة أعماه يوم ردّ على المولى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وأنكر نزول الأوامر الإلهية على أهل البيت في ليلة القدر بعد مضي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم ينبئه الإمام بأنه هالك في النار، وسيهلك معه خلقا أيضا، ولهذا تجد العامة قد أخذوا منه كثيرا حتى أسموه (حبر الأمة) وتركوا أهل البيت صلوات الله عليهم، وكل من أخذ العلم من غير أهل البيت هلك. وههنا تمايز ينبغي أن تكون ملتفتا له، بين خط أهل البيت (عليهم السلام) وخط ابن عباس وأشباهه – كالحسن البصري – الذين طالما ادّعوا موالاة أهل البيت ليصعدوا في الأمة، غير أنك إذا تفحّصت ما جاءوا به وجدته مغايرا لتعاليم الأئمة (صلوات الله عليهم) ومتمايزا عنها، ومجرّد قبول العامة بهم كل هذا القبول وتقديسهم كل هذا التقديس يجعل ذا اللبّ والخبرة يرتاب في شأنهم، فإن المخالفين كانوا يبتعدون عن كل من ينتسب إلى أهل البيت (صلوات الله عليهم) ويتلقّى العلم منهم، ولهذا صنعوا لأنفسهم فقهاء بديلين، كان من أوائلهم ابن عباس وأمثاله، ومن أواخرهم أبو حنيفة وأضرابه. فتأمل.

              وقد ناقش بعض الرجاليين في سند هذه الرواية أيضا من جهة تضعيف الحسن بن العباس بن حريش مع أن الراوي ليس بمتّهم في شيء، ومع ذا نقول أنها مشمولة بالاعتبار لورودها في الكافي الشريف الذي هو عندنا الأصل في رواياته الصحة لمدحه وتوثيقه الإجمالي من إمام العصر (صلوات الله عليه) إلا أن يقوم الدليل القطعي القوي على طرح بعضها، ويبقى المطروح أيضا تحت إمكان التوجيه والحمل لردّ الاعتبار.

              وأما محاولة بعضهم إسقاط هذه الرواية من باب أن الباقر (صلوات الله عليه) لم يكن عمره آنذاك يتجاوز الحادية عشرة فكيف يتخاطب وابن عباس المسن ويجتمع إليه الناس والحال أنه لم يكن إلا صغير السن حينها وقبل إمامته؟ فأقول: إن المحاولة هذه واهية إذ كيف خفي على المحاول أن الأئمة المعصومين (عليهم الصلاة والسلام) كان الناس يجتمعون إليهم والمسنّون يختلفون عليهم وهم في أقل من هذا السن كالجواد (صلوات الله عليه) في الثامنة؟! فالعمر بالنسبة إلى المعصومين لم يكن يوما من الأيام بحاجب الناس عنهم، بل الجميع كان يتعامل معهم على أنهم كبار بل عمالقة لا أطفال أو صبيان – معاذ الله – كما أن التاريخ حدّثنا عن اختلاف بعض الناس ومحاورات بعض الأئمة مع رموز المخالفين قبل امتلاكهم زمام الإمامة – كما وقع بين الكاظم (عليه السلام) وأبي حنيفة (لعنه الله) والكاظم كان حينها صغيرا أيضا وقد أبهره بعلمه - وعليه فلا يستبعد صدور هذا الحديث سيما وأنه من جنس ذلك الحديث إذ الغرض فيه تبيان علم الإمام – ولو كان صغيرا وقبل إمامته – في مقابل علم غير الإمام ولو كان كهلا أو شيخا مسنّا. كما أنه لا مانع من التحقيق في أشباه هذا الحديث فلعلّ الغلط وقع من النسّاخ وكان المقصود بلفظة (أبي) السجّاد لا الباقر صلوات الله عليهما. ومن هذا القبيل كثير في مصادرنا كما لا يخفى.

              ومما ورد في ذمّه ما رواه الكشي عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: "اللهم العن ابني فلان – أي العباس - وأعمِ أبصارهما، كما أعميت قلوبهما، الآجلين (الآكلين) في رقبتي واجعل عمى أبصارهما دليلا على عمى قلوبهما". غير أني لا أعتمد على هذا الحديث كثيرا إذ قد نسلّم بأن اللعنة تشمل عبد الله ابن عباس بعد حادثة سرقته لبيت مال البصرة وهروبه إلى الحجاز – كما سيأتي إن شاء الله – بيْد أنه كيف يمكن التسليم بلعنه (عليه السلام) لعبيد الله بن عباس وقد استعمله الحسن (عليه السلام) في ما بعد على الجيش ولم يكن قد صدر منه شيء بعد حال توليّه اليمن؟ ولو كان ملعونا على لسان الأمير علنا لما استعمله المجتبى أبدا، إلا أن يوجّه أحد الرواية بتوجيه آخر لم يصل إليه نظري القاصر.

              كما قد وردت روايات أخرى في ذمّه منها رواية (الجراد) التي يقول فيها الحسن (صلوات الله عليه) لابن عباس: "أما والله لولا ما نعلم لأعلمتك عاقبة أمرك ما هو، وستعلمه، ثم إنك بقولك هذا مستنقص في بدنك، ويكون الجرموز من ولدك، ولو أذن لي في القول لقلت ما لو سمع عامة هذا الخلق لجحدوه وأنكروه". (اختيار معرفة الرجال – أو رجال الكشي – ج1 ص276). والجرموز على الظاهر هو أحد طغاة بني العباس، وفي الجزء الأخير من الرواية ما يدلّ على تعاظم شعبيته في أوساط المخالفين حتى أنه لو قال الإمام الحسن (صلوات الله عليه) فيه القول الحق وعرّفهم حقيقته لجحدوا قوله وأنكروه. وفي هذا مزيد دلالة على أن الرجل إنما هو صاحبهم لا صاحبنا، وعلى هذا تدل السيرة ومجريات التاريخ.

              أما سرقته لبيت مال البصرة عندما كان واليا عليها بأمر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وهروبه بالمال إلى الحجاز فشهير ومعروف، فقد نقل التاريخ لنا كتاب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) الذي عنّفه وتوعّده فيه بالعذاب العظيم من الله تعالى. وفيه: "من عبد الله علي بن أبي طالب إلى عبد الله بن عباس أما بعد فإني كنت أشركتك في أمانتي، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي ومؤازرتي وأداء الامانة إلي، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو عليه قد حرب، وأمانة الناس قد عزت، وهذه الأمور قد فشت، قلّبت لابن عمك ظهر المجن، وفارقته مع المفارقين، وخذلته أسوأ خذلان الخاذلين، فكأنك لم تكن تريد الله بجهادك، وكأنك لم تكن على بينة من ربك، وكأنك إنما كنت تكيد أمة محمد (صلى الله عليه وآله) على دنياهم، وتنوي غرّتهم، فلما أمكنتك الشدة في خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجّلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الازل دامية المعزى الكسيرة. كأنك - لا أبا لك - إنما جررت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك! سبحان الله! أما تؤمن بالمعاد؟! أو ما تخاف من سوء الحساب؟! أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد؟! فاتّقِ الله واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم فإن لم تفعل ثم أمكنني الله منك لأعذرنَّ الله فيك، ولأضربنّك بسيفي الذي ما ضربت به أحدا إلا دخل النار! ووالله لو أن حسنا وحسينا فعلا مثل الذي فعلت لما كانت لهما عندي في ذلك هوادة، ولا لواحد منهما عندي فيه رخصة، حتى آخذ الحق وأزيح الجور عن مظلومها، والسلام".

              فكتب إليه عبد الله بن عباس: "أما بعد، فقد أتاني كتابك تعظم علي إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة ولعمري إن لي في بيت مال الله أكثر مما أخذت! والسلام"!

              فكتب إليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه: "أما بعد، فالعجب كل العجب من تزيين نفسك أن لك في بيت مال الله أكثر مما أخذت وأكثر مما لرجل من المسلمين! فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل، وادعاؤك مالا يكون ينجيك من الإثم، ويحل لك ما حرم الله عليك. عمرك الله إنك لأنت العبد المهتدي إذن! فقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا وضربت بها عطنا تشتري مولدات مكة والطائف، تختارهن على عينك، وتعطي فيهن مال غيرك! واني لأقسم بالله ربي وربك، رب العزة، ما يسرّني أن ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبي ميراثا، فلا غرو أشد باغتباطك تأكله رويدا رويدا، فكأن قد بلغت المدى وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادي الظالم فيه بالحسرة، ويتمنى المضيّع الرجعة، ولات حين مناص، والسلام".

              فكتب إليه عبد الله بن عباس: "أما بعد فقد أكثرت عليّ، فوالله لئن ألقى الله بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحبّ إلي من أن ألقى الله بدم رجل مسلم"! (راجع نهج البلاغة ج3 ص65 واختيار معرفة الرجال – أو رجال الكشي – ج1 ص280 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج16 ص168 وغيرهما).

              وقد رُوي أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) عندما بلغته سرقته صعد المنبر وبكى وقال: "هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا! فكيف يؤمن من كان دونه؟! اللهم إني قد مللتهم فأرحني منهم، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول". (المصدر السابق).

              وقد حاول بعضهم التشكيك في هذا الخبر من جهة أنه مروي عن طريق الشعبي المنحرف، غير أنّا نقول أن الخبر يُطمأن لصدوره لاشتهاره حتى أدرجه الشريف الرضي في النهج، وكونه واردا من طرق أهل الخلاف مع جلالة قدر ابن عباس عندهم يساعد على هذا الاطمئنان، والمحدّثون من أصحابنا لم يشككوا فيه لاشتهاره، ولذا تراهم عبّروا عن التوقّف فيه والحيرة ولم يقدروا على دفعه لأن من أوضح الواضحات أن الكتاب يفصح عن لسان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لا لسان غيره. وحتى المحدّث الخبير الشيخ عباس القمي (رحمه الله) رغم أنه اعتبر ابن عبّاس من جملة أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلا أنه عبّر عن حيرته وتوقّفه في شأن سرقته لبيت مال البصرة، إذ قال: "أما قصة حمله المال من بيت مال البصرة وذهابه إلى مكة، وكتابة أمير المؤمنين (عليه السلام) إليه بهذا الخصوص، وجوابه له، وبهذه العبارات الجسورة، فأمر حيّر المحقّقين". (منتهى الآمال ج1 ص288).

              وقد حاول بعضهم أيضا ادعاء أن هذا الكتاب من الأمير (عليه السلام) إنما وجهه إلى عبيد الله بن عباس، لا عبد الله، وهو قول غير دقيق لأن عبيد الله إنما كان على اليمن واليا لا البصرة، كما أنه لو كان كذلك لما أمّره الحسن المجتبى (صلوات الله عليه) على الجيش كما أسلفنا إذ تكون جريمته ظاهرة.

              فهذه جملة من روايات ذمّه وإظهار فساده وانحرافه بل وارتداده وهلاكه. وتقابلها بضع روايات في مدحه، ولو سلّمنا بوقوع التعارض؛ فنقول: إن روايات مدحه كلها غير صحيحة، وقد أقرّ بذلك السيد الخوئي في المعجم رغم ميلانه إلى حفظ ابن عباس من الخدش والجرح، فقال: "ونحن وإن لم نظفر برواية صحيحة مادحة، وجميع ما رأيناه من الروايات في إسنادها ضعف، إلا أن استفاضتها أغنتنا عن النظر في إسنادها، فمن المطمأن به صدور بعض هذه الروايات عن المعصومين إجمالا. وبازاء هذه الروايات روايات قادحة.." (معجم رجال الحديث ج11 ص250).

              ونحن إنما نتمسّك بالطائفة الأولى من الروايات حتى وإن لم تعدّ عندهم صحيحة سندا، ونغض النظر في أسنادها اعتمادا على ما قرّروه من الاطمئنان بصدورها إجمالا عن المعصومين بعد الاستفاضة، وهذا متحقق فيها. وأما ترجيحنا لها على الطائفة الثانية فمن واقع ملاحظة السيرة ومجريات التاريخ حيث لا نجد لابن عباس موقعا حقيقيا في التشيع بل نرى موقعه عند أهل الخلاف أعظم، وخدمته لابن الخطّاب (لعنة الله عليه) حتى كان مستشاره الأوّل تثير الريب أكثر، ولا يُقال أن ذلك كان كأمر سلمان (عليه السلام) في قبوله الاستعمال فإن الفرْق بيّنٌ بين المثاليْن، فسلمان كان مجازا من الأمير (عليه السلام) على الأظهر وقد خدم الإسلام لا ابن الخطاب، في حين أن ابن عباس لم يُجَز ونراه قد أضحى له خير ظهير ومعاون يخدمه ويمتدحه ويترحّم عليه. هذا ولا نجد له ذكرا في الدفاع عن الزهراء البتول (صلوات الله عليها) يوم أن تعرّضت للهجوم، وحتى إن قيل أنه كان يومذاك في مقتبل الفتوّة فكيف يُرجى منه مثل ذلك؟ فنقول: وما كان يمنعه أن يصنع كما صنع أسامة بن زيد وهو يقاربه في العمر؟ ولو أدرنا الوجه عن ذلك سألنا عن سبب كثرة رواياته عن طرق أهل الخلاف ومحدوديتها عن طرقنا، وهذا وحده كافٍ لتبيان موقعه وعلى أي الطرفين هو محسوب، إذ لو كان من رجال التشيّع حقا لطغت رواياته من طرقنا على التي من طرقهم، إلا أن الواقع يكشف عن أنه من رجالهم وأصحابهم، ويزيدك يقينا في هذا أن الروايات المادحة له عندنا والتي عرفت أنها ضعيفة، إنما هي واردة من طرقهم وفي مصادرهم، كزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا له بالعلم ومعرفة التأويل وما أشبه ذلك، فكون هذه الروايات واردة من طرقهم وفي مصادرهم يكفي في طرحها مقابل روايات الذم الواردة من طرقنا وفي مصادرنا بملاك جلالة قدره عندهم، وذلك لما قُرر في محلّه في علم الرواية والدراية أن من مسوّغات الطرح وجود النظير في كتب أهل الخلاف فيكون الأمر مشمولا بقاعدة "دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم" كما ورد عن المعصوم عليه السلام.

              ويزيدك أنه لم يطلق عليه أحد من الأئمة (صلوات الله عليه) ألقابه المشتهرة عند أهل الخلاف كحبر الأمة أو ترجمان الوحي وما أشبه، بل ليس له أدنى مقام عندهم ولاحظ في هذا الشأن روايات الأئمة اللاحقين (صلوات الله عليهم) وقارنها مثلا بما تحدّثوا به عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضوان الله عليه) لتقف على الفرق. وبالمثال نفسه لاحظ أنه لم يرد إلينا خبر تردّده على الأئمة المعصومين كالحسن والحسين والسجّاد والباقر (صلوات الله عليهم) بالمستوى الذي نرى فيه جابرا يتردّد عليهم، وكلاهما كانا مكفوفيْن، فما بال جابر يصل في خدمة السجّاد والباقر (صلوات الله عليهما) ويتمسح بأعتابهما طلبا للنجاة ورغبة في العلم مع قدمه وصحبته، ثم هو يتحمّل المشقة لزيارة قبر أبي عبد الله (صلوات الله عليه) في كربلاء، ويحدّث عن الأئمة بما لا يسع المرء إلا اعتباره من أعلام التشيّع، فيما ابن عباس غائب عن ذلك كلّه وكأنه يرى نفسه أعظم شأنا من الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) فيفسّر القرآن برأيه ويفتي بهواه ويدخل الأمة في مهالك الظنون؟!

              أما عن القول بأنه قد لازم أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وكان يختلف عليه طلبا للعلم، فلا شأن له بما نحن بصدده إذ إن جمعا عظيما كان يأخذ من الأمير ومن الأئمة (صلوات الله عليهم) ما ينفعهم وحتى الحسن البصري كان يأخذ ما يساعده على ترويج نفسه واكتساب الشهرة حتى وُصف على لسان الإمام (عليه السلام) بأنه سامريّ هذه الأمة، وحتى أبو حنيفة كان يصنع ذلك، فمن هم من هذا الصنف تراهم يخالطون أهل بيت الوحي (عليهم السلام) للاستفادة والتأكّل ليس إلا، وليكتسبوا شيئا من العلم يكون لهم زادا في باطلهم عندما يضيفون إليه آراءهم وظنونهم ويكيّفونه بأهوائهم.

              فمن هذه القرائن وغيرها مما يثبت أن الرجل إنما كان أقرب إليهم ولم نرَ في تاريخه انسجاما مع رجال التشيّع وأعلامه في التواصي والتواصل والمخالطة كما لمسناه في ما بينهم، وحيث قد بان لنا أنه في طريق يغاير الطريق العام لأهل البيت (صلوات الله عليهم) فإننا نرجّح روايات الذم ونجدها أقرب إلى العقل وتصديق الواقع.

              وعلى فرض التنزّل فإن التعارض وحده كاف لإعمال التساقط، فلا تكون له جلالة ويُتوقّف على الأقل في أمره. وعليك أن تكون نبيها في أن اشتباه بعض الأعلام في مدحه وتوثيقه وتجليله إنما جاء مما ورد من بعض مواقفه التي يُستشف منها نصرة أهل البيت (عليهم السلام) كموقفه مع عائشة (عليها لعائن الله) بعد حرب الجمل، وموقفه معها يوم جنازة الحسن (عليه صلوات الله) وبعض مواقفه مع معاوية (لعنه الله) وما أشبه، لكنك إذ عرفت أنه من المتأكّلين فليس بالوسع استبعاد أنه إنما صنعها تزلّفا لأهل البيت (عليهم السلام) حتى ينال منهم ما ينفعه في الدنيا وما يتزيّن به في أعين الناس. وحتى لو سلّمنا أن مواقفه تلك كانت صادقة فلا يبعد أن يكون حاله حال الزبير (لعنه الله) الذي ساءت عاقبته بعد الاستقامة وبعد أن كان "سيفا طالما كشف الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله" كما ورد. فإن قيل أن الأمير (عليه السلام) اختاره بدوا لمناظرة عمرو بن العاص (عليهما اللعنة) في التحكيم بعد صفّين وهو ما يشهد على جلالته ووثاقته؛ قلنا: إن ترتيب هذا على ذاك غير صحيح وإلا لكان اختيار الحسن (صلوات الله عليه) لعبيد الله بن عباس وتأميره إياه على الجيش شاهدا على جلالته ووثقاته، ولا يقول بهذا قائل. وإنما كان اختيار الأمير (عليه السلام) لابن عباس للمناظرة لما رآه فيه من فطنة وكياسة في كسر الخصم، والاستعانة بذوي الفطنة حتى وإن لم يكونوا من أهل الإيمان الخالص جائز من أجل تحقيق المصلحة الإسلامية العليا، ولذا استعان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ببعضهم مع الإجماع على كونهم منافقين أو منحرفين.

              وابن عباس مشمول بحديث الارتداد الشهير الذي فيه أن الناس بعد استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ارتدّوا وكفروا إلا ثلاثة ليس ابن عباس من بينهم. فعن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) أنه قال: "ارتدّ الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا ثلاثة نفر؛ المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي. ثم إن الناس عرفوا ولحقوا بعدُ". (الاختصاص للمفيد ص6). وملاحظة تاريخ الرجل في ما بعد توجب استبعاده عن المعرفة واللحوق، فإنما كان يلتصق بالسلطان لينال منه نصيبا من الدنيا، ولمّا أن عادت الخلافة إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) التصق به أيضا، حال حال الخوارج الذين عظّموا أبا بكر وعمر (عليهما اللعنة) ولما أصبحت السلطنة بيد علي (صلوات الله عليه) والوه ثم لما وجدوه يناقض تطلعاتهم عادوه. فهم ليسوا إلا متأكّلين. فإن قيل أن له مواقف وملاسنات مع عمر (لعنه الله) مما ينبئ عن اعتقاده بالولاية وإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأحقيّته بالخلافة؛ قلنا: إن عمر نفسه وفي نفس تلك المحاورات أو الملاسنات كان يعترف بحقّ الأمير ولا ينكره، بل وحتى أبو سفيان وأمثاله (عليهم اللعنة) فكيف يدفع الحق ابن عبّاس مع أنه ابن عمّه ومن أوائل المستفيدين من إثباته؟! وهذا الإقرار منه بمجرّده ليس كافيا لتعديله أو توثيقه أو مدح شأنه، فلطالما أقرّ أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بحقّهم حتى كأمثال معاوية عليه لعائن الله. أضف إلى هذا أن العصبية الجاهلية كانت آنذاك سائدة لا تزال في المجتمع الإسلامي، فعندما يحين موعد الانتصار للقوم والعشيرة كان عرق التعصب ينبض، وإنما كان أمثال ابن عباس من بني هاشم يجرّونها إلى أنفسهم كما رفع بنو العباس أنفسهم في ما بعد شعار الولاية لآل محمد وآل علي (صلوات الله عليهم) وإنما كانوا يجرّونها إلى أنفسهم.

              والحصيلة أنه بملاحظة هذه السيرة وهذا التاريخ، وبالتمعّن في القرائن والشواهد، نستبعد تماما كونه من الأجلاء اعتمادا على روايات غير صحيحة ومنحولة وأصلها من طريق أهل الخلاف، ونأخذ بما صحّ معنى واستفاض رواية في ذمّه على لسان أهل بيت الوحي (صلوات الله عليهم) فيكون ابن عباس منحرفا وخائنا.

              تعليق


              • #8
                أعراض ألأنبياء محفوضه

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة الممرض
                  عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) أنه قال: "أتى رجل أبي (عليه السلام) فقال: إن فلانا - يعني عبد الله بن العباس - يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيم نزلت! قال: فسله في من نزلت: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)؟ وفيم نزلت: (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم)؟ وفيم نزلت: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟ فأتاه الرجل، وقال: وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فاسائله! ولكن سله ما العرش ومتى خلق وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبي فقال له ما قال، فقال: وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا! قال: ولكني أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعى والمنتحل، أما الأوليان فنزلتا في أبيه، وأما الأخيرة فنزلت في أبي وفينا، وذكر الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط. فأما ما سألك عنه فما العرش؟ فإن الله عزوجل جعله أرباعا لم يخلق قبله شيئا إلا ثلاثة أشياء؛ الهواء والقلم والنور، ثم خلقه من ألوان مختلفة من ذلك النور الأخضر الذي منه اخضرت الخضرة، ومن نور أصفر اصفرت منه الصفرة، ونور أحمر احمرت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار، ومنه ضوء النهار، ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين، وليس من ذلك طبق إلا يسبح بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة والسنة غير مشتبهة، ولو سمع واحدا منها شئ مما تحته لا نهدم الجبال والمدائن والحصون ولخسف البحار ولهلك ما دونه. له ثمانية أركان ويحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم إلا الله يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولو أحس شئ مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين، بينه وبين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثم (القلم) العلم، وليس وراء هذا مقال. لقد طمع الخائن في غير مطمع! أما إن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه، وستصبغ الارض بدماء الفراخ من فراخ آل محمد، تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير ما تدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون لما يرون حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين". (انظر تفسير القمي ج2 ص23 والاختصاص ص71 والتوحيد للصدوق ص238 وكذا راجع كل تراجم الرجال ومنها رجال الكشي ج1 ص273 وتفسير العياشي ج2 ص305 وعنهم نقل العلامة المجلسي في البحار ج58 ص24، واختلاف النعوت من اختلاف ألفاظ الرواية).
                  والمعنى المستفاد من هذه الرواية، أن ابن عباس ادّعى منزلة فوق منزلته وطمع أن يكون إماما يستغني الناس بعلمه دون الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم)، وهو ليس سوى مدّعٍ زاعم، ومنتحل لولاية أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، وخائن خاسر أو حائر.
                  وقد ناقش بعض الرجاليين في سند هذه الرواية، وضعّفوها من جهة بعض الرواة أملا في إسقاطها، والحال أن بعض من ضعّفوه – كإبراهيم بن عمر اليماني – موثق عند آخرين كالنجاشي وغيره. كما أن الرواية مروية بطرق مختلفة تنتهي إلى الباقر (صلوات الله عليه)، وليس في رواتها مذموم، بل مجهول أو مسكوت عنه أو ضعيف، وتعدد الأسناد يجبرها مع وجود النظائر، ويُطمأن إلى صدورها عن المعصوم (عليه السلام)، ولذا تجد المحقق الداماد يقول عنها: "وبالجملة هذا الحديث الشريف طريقه صحيح على الأصح، ومسائله الغامضة من الحكمة منطوية في متنه". (اختيار معرفة الرجال – أو رجال الكشي - ج1 ص274).
                  ونحن كما سبق وبيّنا لا نميل إلى إعمال الشدة في فحص السند في أمثال هذه الروايات التي لا يترتّب عليها حكم تكليفي خاص أو عام، فذلك غير ملزَم وبعيد عما انتهى إليه الرأي العلمي في الاستنتاج التاريخي الذي ينبني على حصول الاطمئنان بالقرائن والشواهد التاريخية أكثر، إلا من باب الترجيح حال التعارض بلا مرجّح أوّلي كقول معصوم، ولذا نناقش ههنا السند لحصول هذا التعارض كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
                  ومن روايات ذمّه أيضا ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن الحسن بن عباس بن حريش، عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: "بينا أبي – الباقر عليه السلام - جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا، ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟ فقالوا: لا، قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا! فقلت له: هل رأيت الملائكة يابن عباس تخبرك بولائها لك في الدنيا والآخرة مع الأمن من الخوف والحزن؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوة) وقد دخل في هذا جميع الأمة!
                  فاستضحكت! ثم قلت: صدقت يا ابن عباس أنشدك الله هل في حكم الله جل ذكره اختلاف؟ فقال: لا، فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ثم ذهب وأتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به إليك وأنت قاض؛ كيف أنت صانع؟ قال: أقول لهذا القاطع: أعطه دية كفه وأقول لهذا المقطوع: صالحه على ما شئت وابعث به إلى ذوي عدل! قلت: جاء الاختلاف في حكم الله عز ذكره ونقضت القول الأول! أبى الله عز ذكره أن يحدث في خلقة شيئا من الحدود وليس تفسيره في الأرض، اقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية الأصابع، هكذا حكم الله ليلة تنزل فيها أمره، إن جحدتها بعدما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن ابي طالب! قال: فلذلك عَمِيَ بصري! وما علمك بذلك فوالله إن عمي بصري إلا من صفقة جناح الملك!
                  ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت يابن عباس ما تكلمت بصدق بمثل أمس، قال لك علي بن أبي طالب: إن ليلة القدر في كل سنة وأنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة وأن لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: من هم؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدَّثون، فقلت: لا أراها كانت إلا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)! فتبدّى لك الملك الذي يحدثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدثك به علي (عليه السلام) ولم تره عيناه ولكن وعي قلبه ووقر في سمعه، ثم صفقك بجناحه فعميت! فقال ابن عباس: ما اختلفنا في شيء فحكمه إلى الله تعالى! فقلت له: فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين؟ قال: لا، قلت: ههنا هلكت وأهلكت"! (الكافي ج1 ص247).
                  فهنا ترى كيف أن ابن عباس زعم أنه من المستقيمين والإمام الباقر (صلوات الله عليه) يثبت العكس، فيبيّن جهله ويصفه بسخافة العقل ويكشف أن ملكا من الملائكة أعماه يوم ردّ على المولى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وأنكر نزول الأوامر الإلهية على أهل البيت في ليلة القدر بعد مضي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم ينبئه الإمام بأنه هالك في النار، وسيهلك معه خلقا أيضا، ولهذا تجد العامة قد أخذوا منه كثيرا حتى أسموه (حبر الأمة) وتركوا أهل البيت صلوات الله عليهم، وكل من أخذ العلم من غير أهل البيت هلك. وههنا تمايز ينبغي أن تكون ملتفتا له، بين خط أهل البيت (عليهم السلام) وخط ابن عباس وأشباهه – كالحسن البصري – الذين طالما ادّعوا موالاة أهل البيت ليصعدوا في الأمة، غير أنك إذا تفحّصت ما جاءوا به وجدته مغايرا لتعاليم الأئمة (صلوات الله عليهم) ومتمايزا عنها، ومجرّد قبول العامة بهم كل هذا القبول وتقديسهم كل هذا التقديس يجعل ذا اللبّ والخبرة يرتاب في شأنهم، فإن المخالفين كانوا يبتعدون عن كل من ينتسب إلى أهل البيت (صلوات الله عليهم) ويتلقّى العلم منهم، ولهذا صنعوا لأنفسهم فقهاء بديلين، كان من أوائلهم ابن عباس وأمثاله، ومن أواخرهم أبو حنيفة وأضرابه. فتأمل.
                  وقد ناقش بعض الرجاليين في سند هذه الرواية أيضا من جهة تضعيف الحسن بن العباس بن حريش مع أن الراوي ليس بمتّهم في شيء، ومع ذا نقول أنها مشمولة بالاعتبار لورودها في الكافي الشريف الذي هو عندنا الأصل في رواياته الصحة لمدحه وتوثيقه الإجمالي من إمام العصر (صلوات الله عليه) إلا أن يقوم الدليل القطعي القوي على طرح بعضها، ويبقى المطروح أيضا تحت إمكان التوجيه والحمل لردّ الاعتبار.
                  وأما محاولة بعضهم إسقاط هذه الرواية من باب أن الباقر (صلوات الله عليه) لم يكن عمره آنذاك يتجاوز الحادية عشرة فكيف يتخاطب وابن عباس المسن ويجتمع إليه الناس والحال أنه لم يكن إلا صغير السن حينها وقبل إمامته؟ فأقول: إن المحاولة هذه واهية إذ كيف خفي على المحاول أن الأئمة المعصومين (عليهم الصلاة والسلام) كان الناس يجتمعون إليهم والمسنّون يختلفون عليهم وهم في أقل من هذا السن كالجواد (صلوات الله عليه) في الثامنة؟! فالعمر بالنسبة إلى المعصومين لم يكن يوما من الأيام بحاجب الناس عنهم، بل الجميع كان يتعامل معهم على أنهم كبار بل عمالقة لا أطفال أو صبيان – معاذ الله – كما أن التاريخ حدّثنا عن اختلاف بعض الناس ومحاورات بعض الأئمة مع رموز المخالفين قبل امتلاكهم زمام الإمامة – كما وقع بين الكاظم (عليه السلام) وأبي حنيفة (لعنه الله) والكاظم كان حينها صغيرا أيضا وقد أبهره بعلمه - وعليه فلا يستبعد صدور هذا الحديث سيما وأنه من جنس ذلك الحديث إذ الغرض فيه تبيان علم الإمام – ولو كان صغيرا وقبل إمامته – في مقابل علم غير الإمام ولو كان كهلا أو شيخا مسنّا. كما أنه لا مانع من التحقيق في أشباه هذا الحديث فلعلّ الغلط وقع من النسّاخ وكان المقصود بلفظة (أبي) السجّاد لا الباقر صلوات الله عليهما. ومن هذا القبيل كثير في مصادرنا كما لا يخفى.
                  ومما ورد في ذمّه ما رواه الكشي عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: "اللهم العن ابني فلان – أي العباس - وأعمِ أبصارهما، كما أعميت قلوبهما، الآجلين (الآكلين) في رقبتي واجعل عمى أبصارهما دليلا على عمى قلوبهما". غير أني لا أعتمد على هذا الحديث كثيرا إذ قد نسلّم بأن اللعنة تشمل عبد الله ابن عباس بعد حادثة سرقته لبيت مال البصرة وهروبه إلى الحجاز – كما سيأتي إن شاء الله – بيْد أنه كيف يمكن التسليم بلعنه (عليه السلام) لعبيد الله بن عباس وقد استعمله الحسن (عليه السلام) في ما بعد على الجيش ولم يكن قد صدر منه شيء بعد حال توليّه اليمن؟ ولو كان ملعونا على لسان الأمير علنا لما استعمله المجتبى أبدا، إلا أن يوجّه أحد الرواية بتوجيه آخر لم يصل إليه نظري القاصر.
                  كما قد وردت روايات أخرى في ذمّه منها رواية (الجراد) التي يقول فيها الحسن (صلوات الله عليه) لابن عباس: "أما والله لولا ما نعلم لأعلمتك عاقبة أمرك ما هو، وستعلمه، ثم إنك بقولك هذا مستنقص في بدنك، ويكون الجرموز من ولدك، ولو أذن لي في القول لقلت ما لو سمع عامة هذا الخلق لجحدوه وأنكروه". (اختيار معرفة الرجال – أو رجال الكشي – ج1 ص276). والجرموز على الظاهر هو أحد طغاة بني العباس، وفي الجزء الأخير من الرواية ما يدلّ على تعاظم شعبيته في أوساط المخالفين حتى أنه لو قال الإمام الحسن (صلوات الله عليه) فيه القول الحق وعرّفهم حقيقته لجحدوا قوله وأنكروه. وفي هذا مزيد دلالة على أن الرجل إنما هو صاحبهم لا صاحبنا، وعلى هذا تدل السيرة ومجريات التاريخ.
                  أما سرقته لبيت مال البصرة عندما كان واليا عليها بأمر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وهروبه بالمال إلى الحجاز فشهير ومعروف، فقد نقل التاريخ لنا كتاب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) الذي عنّفه وتوعّده فيه بالعذاب العظيم من الله تعالى. وفيه: "من عبد الله علي بن أبي طالب إلى عبد الله بن عباس أما بعد فإني كنت أشركتك في أمانتي، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي ومؤازرتي وأداء الامانة إلي، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو عليه قد حرب، وأمانة الناس قد عزت، وهذه الأمور قد فشت، قلّبت لابن عمك ظهر المجن، وفارقته مع المفارقين، وخذلته أسوأ خذلان الخاذلين، فكأنك لم تكن تريد الله بجهادك، وكأنك لم تكن على بينة من ربك، وكأنك إنما كنت تكيد أمة محمد (صلى الله عليه وآله) على دنياهم، وتنوي غرّتهم، فلما أمكنتك الشدة في خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجّلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الازل دامية المعزى الكسيرة. كأنك - لا أبا لك - إنما جررت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك! سبحان الله! أما تؤمن بالمعاد؟! أو ما تخاف من سوء الحساب؟! أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد؟! فاتّقِ الله واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم فإن لم تفعل ثم أمكنني الله منك لأعذرنَّ الله فيك، ولأضربنّك بسيفي الذي ما ضربت به أحدا إلا دخل النار! ووالله لو أن حسنا وحسينا فعلا مثل الذي فعلت لما كانت لهما عندي في ذلك هوادة، ولا لواحد منهما عندي فيه رخصة، حتى آخذ الحق وأزيح الجور عن مظلومها، والسلام".
                  فكتب إليه عبد الله بن عباس: "أما بعد، فقد أتاني كتابك تعظم علي إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة ولعمري إن لي في بيت مال الله أكثر مما أخذت! والسلام"!
                  فكتب إليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه: "أما بعد، فالعجب كل العجب من تزيين نفسك أن لك في بيت مال الله أكثر مما أخذت وأكثر مما لرجل من المسلمين! فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل، وادعاؤك مالا يكون ينجيك من الإثم، ويحل لك ما حرم الله عليك. عمرك الله إنك لأنت العبد المهتدي إذن! فقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا وضربت بها عطنا تشتري مولدات مكة والطائف، تختارهن على عينك، وتعطي فيهن مال غيرك! واني لأقسم بالله ربي وربك، رب العزة، ما يسرّني أن ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبي ميراثا، فلا غرو أشد باغتباطك تأكله رويدا رويدا، فكأن قد بلغت المدى وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادي الظالم فيه بالحسرة، ويتمنى المضيّع الرجعة، ولات حين مناص، والسلام".
                  فكتب إليه عبد الله بن عباس: "أما بعد فقد أكثرت عليّ، فوالله لئن ألقى الله بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحبّ إلي من أن ألقى الله بدم رجل مسلم"! (راجع نهج البلاغة ج3 ص65 واختيار معرفة الرجال – أو رجال الكشي – ج1 ص280 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج16 ص168 وغيرهما).
                  وقد رُوي أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) عندما بلغته سرقته صعد المنبر وبكى وقال: "هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا! فكيف يؤمن من كان دونه؟! اللهم إني قد مللتهم فأرحني منهم، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول". (المصدر السابق).
                  وقد حاول بعضهم التشكيك في هذا الخبر من جهة أنه مروي عن طريق الشعبي المنحرف، غير أنّا نقول أن الخبر يُطمأن لصدوره لاشتهاره حتى أدرجه الشريف الرضي في النهج، وكونه واردا من طرق أهل الخلاف مع جلالة قدر ابن عباس عندهم يساعد على هذا الاطمئنان، والمحدّثون من أصحابنا لم يشككوا فيه لاشتهاره، ولذا تراهم عبّروا عن التوقّف فيه والحيرة ولم يقدروا على دفعه لأن من أوضح الواضحات أن الكتاب يفصح عن لسان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لا لسان غيره. وحتى المحدّث الخبير الشيخ عباس القمي (رحمه الله) رغم أنه اعتبر ابن عبّاس من جملة أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلا أنه عبّر عن حيرته وتوقّفه في شأن سرقته لبيت مال البصرة، إذ قال: "أما قصة حمله المال من بيت مال البصرة وذهابه إلى مكة، وكتابة أمير المؤمنين (عليه السلام) إليه بهذا الخصوص، وجوابه له، وبهذه العبارات الجسورة، فأمر حيّر المحقّقين". (منتهى الآمال ج1 ص288).
                  وقد حاول بعضهم أيضا ادعاء أن هذا الكتاب من الأمير (عليه السلام) إنما وجهه إلى عبيد الله بن عباس، لا عبد الله، وهو قول غير دقيق لأن عبيد الله إنما كان على اليمن واليا لا البصرة، كما أنه لو كان كذلك لما أمّره الحسن المجتبى (صلوات الله عليه) على الجيش كما أسلفنا إذ تكون جريمته ظاهرة.
                  فهذه جملة من روايات ذمّه وإظهار فساده وانحرافه بل وارتداده وهلاكه. وتقابلها بضع روايات في مدحه، ولو سلّمنا بوقوع التعارض؛ فنقول: إن روايات مدحه كلها غير صحيحة، وقد أقرّ بذلك السيد الخوئي في المعجم رغم ميلانه إلى حفظ ابن عباس من الخدش والجرح، فقال: "ونحن وإن لم نظفر برواية صحيحة مادحة، وجميع ما رأيناه من الروايات في إسنادها ضعف، إلا أن استفاضتها أغنتنا عن النظر في إسنادها، فمن المطمأن به صدور بعض هذه الروايات عن المعصومين إجمالا. وبازاء هذه الروايات روايات قادحة.." (معجم رجال الحديث ج11 ص250).
                  ونحن إنما نتمسّك بالطائفة الأولى من الروايات حتى وإن لم تعدّ عندهم صحيحة سندا، ونغض النظر في أسنادها اعتمادا على ما قرّروه من الاطمئنان بصدورها إجمالا عن المعصومين بعد الاستفاضة، وهذا متحقق فيها. وأما ترجيحنا لها على الطائفة الثانية فمن واقع ملاحظة السيرة ومجريات التاريخ حيث لا نجد لابن عباس موقعا حقيقيا في التشيع بل نرى موقعه عند أهل الخلاف أعظم، وخدمته لابن الخطّاب (لعنة الله عليه) حتى كان مستشاره الأوّل تثير الريب أكثر، ولا يُقال أن ذلك كان كأمر سلمان (عليه السلام) في قبوله الاستعمال فإن الفرْق بيّنٌ بين المثاليْن، فسلمان كان مجازا من الأمير (عليه السلام) على الأظهر وقد خدم الإسلام لا ابن الخطاب، في حين أن ابن عباس لم يُجَز ونراه قد أضحى له خير ظهير ومعاون يخدمه ويمتدحه ويترحّم عليه. هذا ولا نجد له ذكرا في الدفاع عن الزهراء البتول (صلوات الله عليها) يوم أن تعرّضت للهجوم، وحتى إن قيل أنه كان يومذاك في مقتبل الفتوّة فكيف يُرجى منه مثل ذلك؟ فنقول: وما كان يمنعه أن يصنع كما صنع أسامة بن زيد وهو يقاربه في العمر؟ ولو أدرنا الوجه عن ذلك سألنا عن سبب كثرة رواياته عن طرق أهل الخلاف ومحدوديتها عن طرقنا، وهذا وحده كافٍ لتبيان موقعه وعلى أي الطرفين هو محسوب، إذ لو كان من رجال التشيّع حقا لطغت رواياته من طرقنا على التي من طرقهم، إلا أن الواقع يكشف عن أنه من رجالهم وأصحابهم، ويزيدك يقينا في هذا أن الروايات المادحة له عندنا والتي عرفت أنها ضعيفة، إنما هي واردة من طرقهم وفي مصادرهم، كزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا له بالعلم ومعرفة التأويل وما أشبه ذلك، فكون هذه الروايات واردة من طرقهم وفي مصادرهم يكفي في طرحها مقابل روايات الذم الواردة من طرقنا وفي مصادرنا بملاك جلالة قدره عندهم، وذلك لما قُرر في محلّه في علم الرواية والدراية أن من مسوّغات الطرح وجود النظير في كتب أهل الخلاف فيكون الأمر مشمولا بقاعدة "دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم" كما ورد عن المعصوم عليه السلام.
                  ويزيدك أنه لم يطلق عليه أحد من الأئمة (صلوات الله عليه) ألقابه المشتهرة عند أهل الخلاف كحبر الأمة أو ترجمان الوحي وما أشبه، بل ليس له أدنى مقام عندهم ولاحظ في هذا الشأن روايات الأئمة اللاحقين (صلوات الله عليهم) وقارنها مثلا بما تحدّثوا به عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضوان الله عليه) لتقف على الفرق. وبالمثال نفسه لاحظ أنه لم يرد إلينا خبر تردّده على الأئمة المعصومين كالحسن والحسين والسجّاد والباقر (صلوات الله عليهم) بالمستوى الذي نرى فيه جابرا يتردّد عليهم، وكلاهما كانا مكفوفيْن، فما بال جابر يصل في خدمة السجّاد والباقر (صلوات الله عليهما) ويتمسح بأعتابهما طلبا للنجاة ورغبة في العلم مع قدمه وصحبته، ثم هو يتحمّل المشقة لزيارة قبر أبي عبد الله (صلوات الله عليه) في كربلاء، ويحدّث عن الأئمة بما لا يسع المرء إلا اعتباره من أعلام التشيّع، فيما ابن عباس غائب عن ذلك كلّه وكأنه يرى نفسه أعظم شأنا من الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) فيفسّر القرآن برأيه ويفتي بهواه ويدخل الأمة في مهالك الظنون؟!
                  أما عن القول بأنه قد لازم أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وكان يختلف عليه طلبا للعلم، فلا شأن له بما نحن بصدده إذ إن جمعا عظيما كان يأخذ من الأمير ومن الأئمة (صلوات الله عليهم) ما ينفعهم وحتى الحسن البصري كان يأخذ ما يساعده على ترويج نفسه واكتساب الشهرة حتى وُصف على لسان الإمام (عليه السلام) بأنه سامريّ هذه الأمة، وحتى أبو حنيفة كان يصنع ذلك، فمن هم من هذا الصنف تراهم يخالطون أهل بيت الوحي (عليهم السلام) للاستفادة والتأكّل ليس إلا، وليكتسبوا شيئا من العلم يكون لهم زادا في باطلهم عندما يضيفون إليه آراءهم وظنونهم ويكيّفونه بأهوائهم.
                  فمن هذه القرائن وغيرها مما يثبت أن الرجل إنما كان أقرب إليهم ولم نرَ في تاريخه انسجاما مع رجال التشيّع وأعلامه في التواصي والتواصل والمخالطة كما لمسناه في ما بينهم، وحيث قد بان لنا أنه في طريق يغاير الطريق العام لأهل البيت (صلوات الله عليهم) فإننا نرجّح روايات الذم ونجدها أقرب إلى العقل وتصديق الواقع.
                  وعلى فرض التنزّل فإن التعارض وحده كاف لإعمال التساقط، فلا تكون له جلالة ويُتوقّف على الأقل في أمره. وعليك أن تكون نبيها في أن اشتباه بعض الأعلام في مدحه وتوثيقه وتجليله إنما جاء مما ورد من بعض مواقفه التي يُستشف منها نصرة أهل البيت (عليهم السلام) كموقفه مع عائشة (عليها لعائن الله) بعد حرب الجمل، وموقفه معها يوم جنازة الحسن (عليه صلوات الله) وبعض مواقفه مع معاوية (لعنه الله) وما أشبه، لكنك إذ عرفت أنه من المتأكّلين فليس بالوسع استبعاد أنه إنما صنعها تزلّفا لأهل البيت (عليهم السلام) حتى ينال منهم ما ينفعه في الدنيا وما يتزيّن به في أعين الناس. وحتى لو سلّمنا أن مواقفه تلك كانت صادقة فلا يبعد أن يكون حاله حال الزبير (لعنه الله) الذي ساءت عاقبته بعد الاستقامة وبعد أن كان "سيفا طالما كشف الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله" كما ورد. فإن قيل أن الأمير (عليه السلام) اختاره بدوا لمناظرة عمرو بن العاص (عليهما اللعنة) في التحكيم بعد صفّين وهو ما يشهد على جلالته ووثاقته؛ قلنا: إن ترتيب هذا على ذاك غير صحيح وإلا لكان اختيار الحسن (صلوات الله عليه) لعبيد الله بن عباس وتأميره إياه على الجيش شاهدا على جلالته ووثقاته، ولا يقول بهذا قائل. وإنما كان اختيار الأمير (عليه السلام) لابن عباس للمناظرة لما رآه فيه من فطنة وكياسة في كسر الخصم، والاستعانة بذوي الفطنة حتى وإن لم يكونوا من أهل الإيمان الخالص جائز من أجل تحقيق المصلحة الإسلامية العليا، ولذا استعان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ببعضهم مع الإجماع على كونهم منافقين أو منحرفين.
                  وابن عباس مشمول بحديث الارتداد الشهير الذي فيه أن الناس بعد استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ارتدّوا وكفروا إلا ثلاثة ليس ابن عباس من بينهم. فعن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) أنه قال: "ارتدّ الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا ثلاثة نفر؛ المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي. ثم إن الناس عرفوا ولحقوا بعدُ". (الاختصاص للمفيد ص6). وملاحظة تاريخ الرجل في ما بعد توجب استبعاده عن المعرفة واللحوق، فإنما كان يلتصق بالسلطان لينال منه نصيبا من الدنيا، ولمّا أن عادت الخلافة إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) التصق به أيضا، حال حال الخوارج الذين عظّموا أبا بكر وعمر (عليهما اللعنة) ولما أصبحت السلطنة بيد علي (صلوات الله عليه) والوه ثم لما وجدوه يناقض تطلعاتهم عادوه. فهم ليسوا إلا متأكّلين. فإن قيل أن له مواقف وملاسنات مع عمر (لعنه الله) مما ينبئ عن اعتقاده بالولاية وإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأحقيّته بالخلافة؛ قلنا: إن عمر نفسه وفي نفس تلك المحاورات أو الملاسنات كان يعترف بحقّ الأمير ولا ينكره، بل وحتى أبو سفيان وأمثاله (عليهم اللعنة) فكيف يدفع الحق ابن عبّاس مع أنه ابن عمّه ومن أوائل المستفيدين من إثباته؟! وهذا الإقرار منه بمجرّده ليس كافيا لتعديله أو توثيقه أو مدح شأنه، فلطالما أقرّ أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بحقّهم حتى كأمثال معاوية عليه لعائن الله. أضف إلى هذا أن العصبية الجاهلية كانت آنذاك سائدة لا تزال في المجتمع الإسلامي، فعندما يحين موعد الانتصار للقوم والعشيرة كان عرق التعصب ينبض، وإنما كان أمثال ابن عباس من بني هاشم يجرّونها إلى أنفسهم كما رفع بنو العباس أنفسهم في ما بعد شعار الولاية لآل محمد وآل علي (صلوات الله عليهم) وإنما كانوا يجرّونها إلى أنفسهم.
                  والحصيلة أنه بملاحظة هذه السيرة وهذا التاريخ، وبالتمعّن في القرائن والشواهد، نستبعد تماما كونه من الأجلاء اعتمادا على روايات غير صحيحة ومنحولة وأصلها من طريق أهل الخلاف، ونأخذ بما صحّ معنى واستفاض رواية في ذمّه على لسان أهل بيت الوحي (صلوات الله عليهم) فيكون ابن عباس منحرفا وخائنا.
                  أقول لهذا الكذوب: حاشا بن عباس أن يكون خائنا و الله لبئس شخص يتجرأ على هاته النفس الطاهرة.
                  الرواية الأولى ساقطة و هذ نصها:
                  عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) أنه قال: "أتى رجل أبي (عليه السلام) فقال: إن فلانا - يعني عبد الله بن العباس - يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيم نزلت! قال: فسله في من نزلت: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)
                  السند كاملا:
                  جعفر بن معروف ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد الانباري ، عن
                  حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي
                  جعفر ( عليه السلام )
                  جعفر بن معروف غال منكر الحديث و قد توقف العلامة في روايته بسبب طعن بن الغضائري فيه. و جعفر بن معروف هذا هو السمرقندي الغالي و ليس الكشي الوكيل كما يتوهم البعض قد ميز بينهما الفاضل المجلسي و العلامة الماماقاني.
                  فالرواية لا تساوي فلسين.
                  فسبب الضعف في الرواية هو جعفر بن معروف و ليس ابراهيم بن عمر اليماني وحتى هذا الأخير فقد طعن فيه بن الغضائري رحمه الله و لكن وثقه النجاشي.
                  أما الحديث الثاني الذي ذكره هذا الجاهل فهو هذا:
                  ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن الحسن بن عباس بن حريش، عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: "بينا أبي – الباقر عليه السلام - جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا، ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟ فقالوا: لا، قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا! فقلت له: هل رأيت الملائكة يابن عباس تخبرك بولائها لك في الدنيا والآخرة مع الأمن من الخوف والحزن؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوة) وقد دخل في هذا جميع الأمة!
                  السند فيه الحسن بن عباس بن حريش وهو ضعيف لا يلتفة إليه وضعفه النجاشي و و سلخه سلخا بن الغائري
                  فالرواية لا تصح
                  أما رواية الجراد التافهة المكذوبة فهذه هي بسندها:
                  محمد بن مسعود، قال حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، قال حدثني حمدان بن سليمان أبو الخير، قال حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد اليماني، قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي، عن أبيه الحسين، عن طاوس، قال : كنا على مائدة ابن عباس، و محمد بن الحنفية حاضر، فوقعت جرادة فأخذها محمد، ثم قال هل تعرفون ما هذه النقط السود في جناحها قالوا الله أعلم.
                  فقال أخبرني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال هل تعرف يا علي هذه النقط السود في جناح هذه الجرادة قال : قلت الله و رسوله أعلم.
                  فقال (عليه السلام) مكتوب في جناحها أنا الله رب العالمين، خلقت الجراد جندا من جنودي أصيب به من أشاء من عبادي، فقال ابن عباس فما بال هؤلاء القوم يفتخرون علينا يقولون إنهم أعلم منا، فقال محمد ما ولدهم إلا من ولدني، قال، فسمع ذلك الحسن بن علي (عليه السلام) فبعث إليهما و هما بالمسجد الحرام، فقال لهما أما إنه قد بلغني ما قلتما إذ وجدتما جرادة، فأما أنت يا ابن عباس ففيمن نزلت ف لَبِئْسَ الْمَوْلى وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ.
                  في أبي أو في أبيك و تلى عليه آيات من كتاب الله كثيرا...
                  الحديث ضعيف بـعبد الله بن محمد اليماني لم يوثق و مرسلة بين طاووس و الحسين ابن ابي الخطاب
                  أما دعوى سرقة بن عباس من بيت المال فالرواية التافهة ساقطة وهذه هي:
                  قال شيخ من أهل اليمامة، يذكر عن معلى بن هلال، عن الشعبي، قال : لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة و ذهب به إلى الحجاز كتب إليه علي بن أبي طالب من عبد الله علي بن أبي طالب.
                  الرواية مجهولة السند بالإضافة إلى أنها مرسلة والشعبي من المخالفين عامي مذموم عندنا.
                  ثم ان تعظيم ابن عباس عند المخالفين واخذهم عنه لا يجعله في خط معادي لأهل البيت عليهم السلام فالعناية به عند المخالفين جائته من خلال احفاده من الملوك العباسيين الذين ارادوا ان يجعلوه طريقا في مقابل اهل البيت عليهم السلام بل ارادوا ان يجعلوا انفسهم هم اهل البيت لذا فإنهم تمسكوا بابن عباس باعتباره احد اعمدتهم العلمية لذا لا يصح ترجيح الروايات القادحة على الروايات المادحة لأجل ما ذكرت بعد التسليم بحصول التعارض بينهما.
                  و أيضا ابن عباس بقي على البصرة حتى وفاة أمير المؤمنين عليه السلام وانه هو الذي عقد الخلافة للحسن عليه السلام.
                  و النهاية أقول رضي الله عنك يا بن عباس و لعن أعداءك و مبغضيك و منتقصيك[/SIZE]

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة إمامي أصيل
                    أقول لهذا الكذوب: حاشا بن عباس أن يكون خائنا و الله لبئس شخص يتجرأ على هاته النفس الطاهرة.
                    الرواية الأولى ساقطة و هذ نصها:
                    عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) أنه قال: "أتى رجل أبي (عليه السلام) فقال: إن فلانا - يعني عبد الله بن العباس - يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيم نزلت! قال: فسله في من نزلت: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)
                    السند كاملا:
                    جعفر بن معروف ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد الانباري ، عن
                    حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي
                    جعفر ( عليه السلام )
                    جعفر بن معروف غال منكر الحديث و قد توقف العلامة في روايته بسبب طعن بن الغضائري فيه. و جعفر بن معروف هذا هو السمرقندي الغالي و ليس الكشي الوكيل كما يتوهم البعض قد ميز بينهما الفاضل المجلسي و العلامة الماماقاني.
                    فالرواية لا تساوي فلسين.
                    فسبب الضعف في الرواية هو جعفر بن معروف و ليس ابراهيم بن عمر اليماني وحتى هذا الأخير فقد طعن فيه بن الغضائري رحمه الله و لكن وثقه النجاشي.
                    [/size]

                    الرواية التي ذكرتها حضرتك لم تذكر ان كان هو جعفر بن معروف السمرقندي او جعفر بن معروف الكشي لذلك يرد تحليلك ونتمنى ان تضع تعليق ابن الغضائري في الرواية على ان راويها هو جعفر بن معروف السمرقندي وليس جعفر بن معروف الكشي ومن ثم هذه رواية اخرى تؤكد ان هذا الكلام صحيح من تفسير علي بن ابراهيم وجاءت بهذا الشكل :










                    واليك رواية اخرى في تفسير العياشي





                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة إمامي أصيل
                      ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن الحسن بن عباس بن حريش، عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: "بينا أبي – الباقر عليه السلام - جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا، ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟ فقالوا: لا، قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا! فقلت له: هل رأيت الملائكة يابن عباس تخبرك بولائها لك في الدنيا والآخرة مع الأمن من الخوف والحزن؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوة) وقد دخل في هذا جميع الأمة!
                      السند فيه الحسن بن عباس بن حريش وهو ضعيف لا يلتفة إليه وضعفه النجاشي و و سلخه سلخا بن الغائري
                      فالرواية لا تصح
                      [/size]
                      الحسن بن عباس الخراش وصفه السيد الخوئي في رجاله بأنه من اصحاب الامام الجواد عليه السلام ووثقه الشيخ في رجاله





                      الحسن بن عباس الخراش وصفه السيد الخوئي في رجاله بأنه من اصحاب الامام الجواد عليه السلام ووثقه الشيخ في رجاله
                      والرواية جاءت على الشكل التالي والتي لم تذكر سوى العباس بن الحسن والخراش هو غير الحريش بينما نراك وضعت عبارة حريش من دون ان نجدها في الرواية وهذا تدليس علمي واضح منك لا يستحب وحتى لو كان هو نفسه الحريش فإن علي بن ابراهيم والشيخ الطوسي في رجاله وثقوه ومن المفترض ان تضع لنا في اي مصدر موجود انه الحريش وليس الخراش مع توثيق الحريش في بعض المصادر





                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة إمامي أصيل
                        أما دعوى سرقة بن عباس من بيت المال فالرواية التافهة ساقطة وهذه هي:
                        قال شيخ من أهل اليمامة، يذكر عن معلى بن هلال، عن الشعبي، قال : لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة و ذهب به إلى الحجاز كتب إليه علي بن أبي طالب من عبد الله علي بن أبي طالب.
                        الرواية مجهولة السند بالإضافة إلى أنها مرسلة والشعبي من المخالفين عامي مذموم عندنا.
                        ثم ان تعظيم ابن عباس عند المخالفين واخذهم عنه لا يجعله في خط معادي لأهل البيت عليهم السلام فالعناية به عند المخالفين جائته من خلال احفاده من الملوك العباسيين الذين ارادوا ان يجعلوه طريقا في مقابل اهل البيت عليهم السلام بل ارادوا ان يجعلوا انفسهم هم اهل البيت لذا فإنهم تمسكوا بابن عباس باعتباره احد اعمدتهم العلمية لذا لا يصح ترجيح الروايات القادحة على الروايات المادحة لأجل ما ذكرت بعد التسليم بحصول التعارض بينهما.
                        و أيضا ابن عباس بقي على البصرة حتى وفاة أمير المؤمنين عليه السلام وانه هو الذي عقد الخلافة للحسن عليه السلام.
                        و النهاية أقول رضي الله عنك يا بن عباس و لعن أعداءك و مبغضيك و منتقصيك[/size]
                        هنالك روايات كثيرة عن الكشي فيها قدح وذم واضح لابن عباس وقد توعده امير المؤمنين بالسقوط في خطبته وتوليته البصرة قبل ان يسرق خزينتها ليس تزكية له وإلا فتزكية خالد بن الوليد اولى لتوليه قيادة الجيش في عهد النبي الى اليمن وستكون تولية ابو بكر وعمر قيادة الجيش في خيبر تزكية لهما وسيكون اسامة بن زيد الذي ولاه النبي في اخر ايامه تزكية لأسامة وكما هو معلوم فإن نواصب الامة يعتبرون هؤلاء الاربعة اركان للاحاديث عندهم وهم ابو هريرة وعائشة وابن عباس وعبد الله بن عمر وابن عباس كان من المرتدين الذين تخلفوا عن بيعة امير المؤمنين بل ولم يكن من محلقي الرؤوس ولم يدافع عن ضلع الزهراء والهجوم على منزلها كما فعل المقداد وابو ذر وعمار وسلمان وحتى الزبير كان في ذلك الموقف واين كان ابن عباس عن نصرة الامام الحسن ونصرة الامام الحسين بل وقف موقف الخذلان يوم كربلاء اذ انه وقف هو وعبد الله بن عمر ليمنعا الامام الحسين من ان يسير الى كربلاء تحت عنوان الخوف على الحسين فمتى كان ابن عباس وابن عمر يخافان على الحسين فكان اقلها يجب ان يحاربان معه بدل ان يمنعانه من انقاذ دين رسول الله صل الله عليه وآله وسلم والقائمة تطول في خذلانه .

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد العاملي
                          السلام عليكم ..
                          ما يعتمده علماؤنا لا ينطبق مع هذا القول ابدا..
                          فما ورد في بعض الروايات من تفسير ( خانتاهما ) في الاية الكريمة بالفاحشة فقد حمله مفسرونا وعلماؤنا على الانحراف في العقيدة ، وهل هناك أعظم انحرافا من الكفر؟

                          لا اجتهاد مقابل النص لأن قول المعصوم حجة على الجميع فهم بنوا رأيهم عن سراب وليس عن النص وهذه احداها




                          لاحظ فهذه الرواية تؤكد من كتاب الكافي نفسه بأن عبارة الفاحشة سقطت سهواً وقد أكد المُعلِّق ذلك في الفهرس وهنا يقول المعصوم بأن ليست الخيانة هنا دينية إنما ما عنى الله بذلك إلا الفاحشة وهذا يؤكد هذه الرواية التي نقلها الكليني في الكافي أيضاً وانتبه للفرق بينهما والتي قالت

                          وبهذا نكون قد قطعنا الشك باليقين ولا يخالف هذا إلا كل معاند متكابر والمفاجأة الجميلة هي تأكيد مسألة التقية في موضوع زنا بعض زوجات الأنبياء ومن أجل التقية إمتنعوا عن وضعها في الرواية وانظر بهذا الحديث التعليق بالهامش في اللون الأزرق

                          فهنا يقول الشيخ في هامش المخطوط الأساسي بأن المستثنى محذوف في الموضعين لعدم إمكانية التصريح به ( منه قده ) هامش المخطوط .
                          وهذا إن دل فإنه يدل على التقية التي مارسها كبار الطائفة وعدم إمكانية التصريح بهذه الأمور وكما ترى فإنك اليوم يتم تكفيرك من قِبَل المتشيعة قبل البكريين فلو فعلها الكليني لكان مصيره القتل وخصوصاً لقلة الشيعة في وقتها ولعمري فإن عصرنا لا يختلف عن عصره بل وقد ترك الرواية الثانية سهواً أو ربما بقصد لكي يأتي عصر ويتم فك شيفرتها من قِبَل المخلصين وحتى أن مصدر الرواية الأولى في مقدماتها تختلف عن مصدر الرواية الثانية وتؤكد على كشف الرجل الغامض التي يعتمد المصدران على الأخذ منه واللبيب تغنيه الإشارة

                          وبما انك قلت بأن الكفر اكبر فلا يعود للأصغر منه قيمة ان فعلها صاحبها


                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد العاملي

                            أما مسألة ابن نوح، فما ورد في الروايات عن ائمة الهدى عليهم السلام يدل على انه ابنه الحقيقي، ولكن نتيجة انحرافه قال الله تعالى ( انه ليس من أهلك)..
                            والقول الذي يدعي انه ليس ابنه حقيقة هو قول لا يلتزم به اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام بل هو قول بعض مخالفيهم من قدامى المفسرين.. كالحسن البصري، ومجاهد..
                            وفي ذلك يقول العلامة الطبرسي ما يلي:
                            قد قيل في معنى قوله سبحانه إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أقوال.

                            أحدها أنه كان ابنه لصلبه و المعنى أنه ليس من أهلك الذين وعدتك بنجاتهم معك لأن الله تعالى قد استثنى من أهله الذين وعده أن ينجيهم من أراد إهلاكهم بالغرق فقال إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ عن ابن عباس و سعيد بن جبير و الضحاك و عكرمة و اختاره الجبائي.

                            و ثانيها أن المراد من قوله لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أنه ليس على دينك فكان كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله عن جماعة من المفسر
                            المسألة فيها مفارقات لأن نفي ابوة نوح لولده قد تأخذ اعتبارات لغيره ان كانت دينية فلماذا لم ينف الله ايضا ابوة نوح لولديه حام ويافت الكافرين بل اركبهما السفينة مع اخيهما سام .

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد العاملي

                              و ثانيها أن المراد من قوله لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أنه ليس على دينك فكان كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله عن جماعة من المفسرين و هذا كما قال النبي ص سلمان منا أهل البيت و إنما أراد على ديننا و يؤيد هذا التأويل أن الله سبحانه قال على طريق التعليل إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فبين أنه إنما أخرج عن أحكام أهله لكفره و شر عمله و روي عن عكرمة أنه قال كان ابنه و لكنه كان مخالفا له في العمل و النية فمن ثم قيل إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ.



                              قد اوضحنا ثانيهما وحتى لو كانت الاية تقصد عدم الابوة للمنافقين والكافرين فهذا يستلزم الحاق حام ويافت بأخيهما الضال وهذا يؤكد بأن عائشة بمجرد كفرها ونفاقها يخرجها عن اطار الزوجية والتبعية لرسول الله وذلك حتى لا يتبجح علينا الاخرون ليقولوا انها عرض وشرف النبي وقد نفى الله ابوة نوح لولده بسبب الخيانة الدينية وهي قرابة اشد صلة من قرابة الزوجة لأنها قرابة لحم ودم وحمل اسم بينما الزوجة تخرج من اطار الزوجية وإلحاقها بزوجها بمجرد الطلاق فكيف اذا علمنا بصدور خيانة دينية له على اقل التقادير فهل بعدها ننسبها الى قرابة وعرض النبي .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X