بسم اللّه الرحمن الرحيم وبه نستعين وبعد :-
جئنا لكم بكتبنا وأحاديثنا الصحيحة فلم تصدقوها فما رائيكم بهذه الخطبة والتى ألقاهاسيدنا عليّ رضى الله عنه عند توليه الخلافة ونص هذه الخطبة من عند اعز كتاب عندكم وهو نهج البلاغة فلاتخجلواقولو لنا الحقيقة بأنكم طمستم هذه الخطبة لحفظ ماء المذهب .
(( أمّا بعد ، فاِنّه لمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم اِستخلف الناس أبابكر ، ثمّ اِستخلف أبوبكر عمر فعمل بطريقته ، ثمّ جعلها شورى بين ستّة فأفضى الامر اِلى عثمان فعمل ماانكرتم فعرفتم ثمّ حصر وقتل ، ثمّ جئتمونى طآئعين فطلبتم الىّ ، واِنّما أنا رجل منكم لى مالكم وعلىّ ماعليكم ، وقد فتح الله الباب بينكم وبين اهل القبلة وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، ولايحمل هذا الامر اِلا أهل الصبروالبصر والعلم بواقع الامر ، واِنِّى حاملكم على منهج نبيّكم ، ومنفذ فيكم ماأمرت به اِن استقمتم لى وبالله المستعان ، ألا اِنّ موضعى من رسول الله بعد وفاته كموضعى منه أيّام حياته ، فامضو لما تؤمرون ، وقفوا عندما تنهون عنه ، ولاتعجلوا فى أمر حتّى نبيّنه لكم ، فاِن لنا عن كل امر تنكرونه عذرآ ، ألا واِنّ الله عالم من فوق سمآئه وعرشه أنّى كنت كارهآ للولاية على أمّة محمّد حتى أجتمع رأيكم على ذلك ، لاِنّى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :أيما والِ ولى الامر من بعدى أقيم على حد الصراط ونشرت الملائكة صحيفته ، فاِن كان عادلآ أنجاه الله بعدله ، واِن كان جائرآ انتقص به الصراط حتى تتزايل مفاصله ثمّ يهوى اِلى النار ، فيكون أول مايتقيها به أنفه وحر وجهه، ولكنِّى لما اجتمع رأيكم لم يسعنى ترككم ، ثمّ ألتفت رضى الله عنه يمينآ وشمالآ وقال : ألا لا يقولن رجال منكم غدآ قد غمرتم الدّنيا ،فاتخذوا العقار وفجّروا الأنهار وركبوا الخيول الفارهة واتخذوا الوصائف الرقيقة ،وصار ذلك عليهم عارآ وشنارآ اِذا مامنعتم ما كانوا يخوضون فيه ، وأصرتهم اِلى حقوقهم التى يعملون فينقمون ذلك ويستنكرون ويقولون حرمنا اِبن أبى طالب حقوقنا ، ألا وأيما رجل من المهاجرين والانصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى ان الفضل له على من سواه لصحبته فاِن الفضل النير غدآ عند الله ، وثوابه وأجره على الله ، وأيما رجل استجاب لله وللرسول فصدّق ملته ودخل فى ديننا واِستقبل قبلتنا فقد اِستجوب حقوق الاِسلام وحدوده ، فأنتم عباد الله والمال مال الله يقسم بينكم بالسويّة ، ولا فضل فيه لاِحد على احد وللمتقين عند الله غدآ حسن الجزآء وأفضل الثواب ، لم يجعل الله الدنيا للمتقين اجرآ ولا ثوابآ ، وماعند الله خير للأبرار ، واِذا كان غدآ اِن شآء الله فاغمدواعلينا ، فاِن عندنا مالآ نقسّمه فيكم ولايتخلفن أحد منكم عربىّ ولا عجمىّ كان من أهل العطآء اِلا حضره اِذا كان مسلمآ حرآ ، أقول قولى هذا وأستغر الله لى ولكم ))
ابن أبى الحديد : نهج البلاغة : شرح نهج البلاغة مجلد 2 جزء 7 ص 171 .
</B></I>
جئنا لكم بكتبنا وأحاديثنا الصحيحة فلم تصدقوها فما رائيكم بهذه الخطبة والتى ألقاهاسيدنا عليّ رضى الله عنه عند توليه الخلافة ونص هذه الخطبة من عند اعز كتاب عندكم وهو نهج البلاغة فلاتخجلواقولو لنا الحقيقة بأنكم طمستم هذه الخطبة لحفظ ماء المذهب .
(( أمّا بعد ، فاِنّه لمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم اِستخلف الناس أبابكر ، ثمّ اِستخلف أبوبكر عمر فعمل بطريقته ، ثمّ جعلها شورى بين ستّة فأفضى الامر اِلى عثمان فعمل ماانكرتم فعرفتم ثمّ حصر وقتل ، ثمّ جئتمونى طآئعين فطلبتم الىّ ، واِنّما أنا رجل منكم لى مالكم وعلىّ ماعليكم ، وقد فتح الله الباب بينكم وبين اهل القبلة وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، ولايحمل هذا الامر اِلا أهل الصبروالبصر والعلم بواقع الامر ، واِنِّى حاملكم على منهج نبيّكم ، ومنفذ فيكم ماأمرت به اِن استقمتم لى وبالله المستعان ، ألا اِنّ موضعى من رسول الله بعد وفاته كموضعى منه أيّام حياته ، فامضو لما تؤمرون ، وقفوا عندما تنهون عنه ، ولاتعجلوا فى أمر حتّى نبيّنه لكم ، فاِن لنا عن كل امر تنكرونه عذرآ ، ألا واِنّ الله عالم من فوق سمآئه وعرشه أنّى كنت كارهآ للولاية على أمّة محمّد حتى أجتمع رأيكم على ذلك ، لاِنّى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :أيما والِ ولى الامر من بعدى أقيم على حد الصراط ونشرت الملائكة صحيفته ، فاِن كان عادلآ أنجاه الله بعدله ، واِن كان جائرآ انتقص به الصراط حتى تتزايل مفاصله ثمّ يهوى اِلى النار ، فيكون أول مايتقيها به أنفه وحر وجهه، ولكنِّى لما اجتمع رأيكم لم يسعنى ترككم ، ثمّ ألتفت رضى الله عنه يمينآ وشمالآ وقال : ألا لا يقولن رجال منكم غدآ قد غمرتم الدّنيا ،فاتخذوا العقار وفجّروا الأنهار وركبوا الخيول الفارهة واتخذوا الوصائف الرقيقة ،وصار ذلك عليهم عارآ وشنارآ اِذا مامنعتم ما كانوا يخوضون فيه ، وأصرتهم اِلى حقوقهم التى يعملون فينقمون ذلك ويستنكرون ويقولون حرمنا اِبن أبى طالب حقوقنا ، ألا وأيما رجل من المهاجرين والانصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى ان الفضل له على من سواه لصحبته فاِن الفضل النير غدآ عند الله ، وثوابه وأجره على الله ، وأيما رجل استجاب لله وللرسول فصدّق ملته ودخل فى ديننا واِستقبل قبلتنا فقد اِستجوب حقوق الاِسلام وحدوده ، فأنتم عباد الله والمال مال الله يقسم بينكم بالسويّة ، ولا فضل فيه لاِحد على احد وللمتقين عند الله غدآ حسن الجزآء وأفضل الثواب ، لم يجعل الله الدنيا للمتقين اجرآ ولا ثوابآ ، وماعند الله خير للأبرار ، واِذا كان غدآ اِن شآء الله فاغمدواعلينا ، فاِن عندنا مالآ نقسّمه فيكم ولايتخلفن أحد منكم عربىّ ولا عجمىّ كان من أهل العطآء اِلا حضره اِذا كان مسلمآ حرآ ، أقول قولى هذا وأستغر الله لى ولكم ))
ابن أبى الحديد : نهج البلاغة : شرح نهج البلاغة مجلد 2 جزء 7 ص 171 .
</B></I>
تعليق