الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشارف الخلق أجمعين سيدنا وبنبينا وحبيبنا وقائدنا محمد وعلى أهل بيته الهداة الميامين…
السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته..
العنوان المطروح لهذه المحاضرة ( دور المرأة بين التجميد والتغريب) إلا أني قد عدلت بعض الشيء في هذا العنوان.
فالنقاط التي أود أن أعالجها في هذا اللقاء وفي اللقاء القادم إن شاء الله هي ثلاث نقاط أساسية:
مشروع النهوض بواقع المرأة الإسلامي.
أهم مكونات المشروع الإسلامي للنهوض بواقع المرأة.
أهم التفسيرات لظاهرة التخلف في دور المرأة الثقافي والاجتماعي والسياسي.
أولاً: مشروع النهوض بواقع المرأة بين النهج الإسلامي والنهج الآخر:
في ظل المتغيرات والمستجدات التي تشهدها الساحة في هذا البلد الطيب الذي يحمل أصالة الانتماء إلى الإسلام، ينشط الحديث حول قضايا المرأة، وهموم المرأة، وطموحات المرأة … حاضر المرأة … مستقبل المرأة.
ولا نشك أن المبررات قائمة لتنشيط هذا اللون من الحديث، والذي اتخذ مسارات متعددة على الصعيد الثقافي والاجتماع السياسي…
ووجدت كل الاتجاهات الفكرية والسياسية الفرصة المفتوحة للتعاطي مع مسألة المرأة ،وقضايا المرأة ،وتطلعات المرأة وجميع شؤون المرأة…
انطلقت في ساحة دعوات،وفعاليات ، ومؤسسات تحمل شعار "النهوض بواقع المرأة" كون هذا الواقع في حاجة إلى تغيير،وإلى إصلاح،وإلى تكوين جديد…
ومن أجل هذا النهوض والتغيير والإصلاح والتكوين ،كانت هناك صياغات وأطروحات تتفق في مساحة،وتختلف في مساحات …ويهمنا هنا أن نشير إلى نهجين في هذه الصياغات والطروحات...النهج الذي يعتمد الرؤية الإسلامية ،ونهج الآخر بكل أطيافه وتنوعاته …
قد يقال لماذا هذا الإصرار على إقحام "إيديولوجيا الدين "في قضايا الإصلاح الاجتماعي و السياسي … هذا الإصلاح الذي ينطلق من مبادئ ثابتة ومتفقة عليها كما هي مبادئ الميثاق الوطني ،وكما هي مبادئ الدستور ،وكما هي توجيهات القيادة السياسية…
صحيح أن مبادئ الميثاق والدستور وتوجيهات القيادة السياسية يمكن أن تحدد الخطوط العامة في حركة الإصلاح الاجتماعي و الاقتصادي والسياسي إلا أن الصياغات العملية التطبيقية ستبقى محكومة للرؤى والتصورات المنظورات المتعددة …
ولذلك نجد كل الاتجاهات نحاول أن تطرح أوراقها الخاصة فيما هو "البرنامج العملي" الذي تعتمده لتفعيل المشروع الإصلاحي ، ولا نربد هنا الدخول في جدل حول مناقشة بعض أسس المشروع الإصلاحي …
ونعتقد أن من الحماقة و الجناية على أصالة هذا البلد الذي يعتز بانتمائه إلى الإسلام ،أن نستكثر على "دينه" الذي هو منهج الله أن يكون له رأي في الإصلاح والتغيير، ولا نستكثر على كل قول التي صاغتها ثقافات أرضية فيها الكثير من الغبش والتيه والضلال، أن يكون لها رأي في الإصلاح والتغيير…
دعونا من هرطقات هؤلاء، فيجب أن نصر على أن يكون لهذا الدين العظيم حضوره في كل مسارات الحركة الإصلاحية الراهنة ،إذا أردنا لهذه الحركة أن تتناغم مع هموم وطموحات شعبنا المسلم ،المؤمن بدينه وقيمه وهويته…
وأي محاولة لإقصاء الدين بعيداً عن حركة الإصلاح والتغيير، فهي محاولة لمصادرة و استلاب الهوية ،والأصالة والتاريخ لهذا البلد…
نعود للحديث حول مشروع "نهوض بواقع المرأة" …قلنا أن هناك نهجين في صياغة هذا المشروع ،النهج الذي يعتمد الرؤية الإسلامية ،والنهج الآخر بكل أطيافه وألوانه…
ومن الواضح أن النهجين يمتلكان رؤيتين مختلفتين في الكثير من "حيثيات" هذا المشروع للنهوض بواقع المرأة …ولا يعني أنهما لا يتفقان في بعض الحيثيات…
المهم أن لدينا قراءتين مختلفتين لواقع المرأة، ولكل قراءة رؤيتها في فهم هذا الواقع، وفي ضوء هذا الاختلاف في القراءة والفهم، يأتي الاختلاف في نمط المشروع الإصلاحي للنهوض بواقع المرأة..
وللتوضيح نحاول أن نستعين بالأمثلة التالية:
المثال الأول: من أولويات مشروع النهوض بواقع المرأة المطالبة بحقوق المرأة..
المسألة في هذا الإطار تبدو محل اتفاق، فلا يشك أحد بضرورة أن تحظى المرأة بجميع حقوقها المشروعة.. ولا يشك أحد أن للمرأة حقوقاً أسرية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية … ولكن ما هي هذه الحقوق؟
هنا يختلف النهجان.. في تحديد المساحة لهذه الحقوق، وفي تحديد الضوابط…
الإسلام - المنهج الرباني الكامل- له نظامه الخاص في صياغة "المنظومة الحقوقية للمرأة" وتمثل هذه الصياغة أنضج وأكمل وأروع الصياغات، لأنها صياغة ربانية بصيرة بكل حاجات الإنسان وضروراته، بينما الصياغات الأخرى صياغات بشرية ناقصة، فيا الكثير من التناقض والتهافت والجور على حاجات الإنسان وضروراته…
المحاضرة ليس هدفها الحديث عن "حقوق المرأة في الإسلام" وإنما أثرت المسألة كمثال لاختلاف النهج الإسلامي عن النهج الآخر في كثير من التطبيقات..
قبل أشهر قرأت في جريدة الأيام العدد 4443 مقالاً لإحدى النساء -لا ضرورة لذكر الاسم- تدعو فيه المرأة العربية والخليجية على وجه الخصوص إلى استلهام نضال المرأة التونسية ممثلة في حركات منظماتها النسائية… وأشادت بقانون لأحوال الشخصية الذي أصدره الحبيب بو رقيبة…
وكما تعلمون هذا القانون في تجاوزات صارخة لأحكام الإسلام، ولقيم الدين.. يكفي أن تعرفوا أن من جملة موارده "إباحة الإجهاض" …
هذا هو القانون، وهذه هي إنجازات النضال الطويل للمرأة التونسية، وإنجازات منظماتها النسائية.. وهذا ما تدعو إلى "استلهامه" كاتبة السطور في جريدة الأيام، متمنية أن تكون المرأة العربية، والمرأة الخليجية على وجه الخصوص قد قطعت أشواطها الطويلة في الوصول إلى هذا الإنجاز الكبير.
أنا واثق أن أصواتاً نشازا على هذا المستوى لن تجد لها صدى مقبولاً في بل -كالبحرين- قد تشرب أبناؤه وبناته حب الإسلام وتعشَّقوا قيم الدين… إلا أنني سقت ذلك مثالاً على وجود "النهج الآخر" ولأقول لأولئك الذين يطالبون بعدم إقحام "إيديولوجيا الدين"" في قضايا الإصلاح الاجتماعي والسياسي، هل يعني أن نترك "لأيديولوجيا الضلال" و "أيديولوجيا الإباحية" أن تقود حركة الإصلاح الاجتماعي والسياسي، لا أريد أن أكون قاسياً في حديثي مع أولئك المذعورين من الديّن لأقول لهم إنه من السفه والحماقة وقلة الحياء أن يستكثروا على الإسلام أن يتحرك بين أبنائه ليقول كلمته في قضايا الاجتماع، وفي قضايا السياسة، وفي قضايا الاقتصاد، وفي قضايا الأسرة، وفي قضايا المرأة، وفي قضايا الشباب، وفي قضايا التربية، وفي قضايا الإعلام، وفي قضايا كل الحياة…
المثال الثاني:
وفي سياق البرهنة على تغاير النهج الإسلامي والنهج الآخر في التعاطي مع مشروع "النهوض بواقع المرأة" نسوق مثالاً آخر..
ما هو الموقف من "زي المرأة"؟
في منظور النهج الآخر، يشكل التزام المرأة بالزي الإسلامي "الحجاب الشرعي أو الستر الشرعي" حالة من حالات التخلف و التزمّت والجمود والإنغلاق… فالثقافة المناهضة للدين تهزأ بظاهرة "الالتزام" عند المرأة المسلمة، وتروِّج من خلالها إعلامها ووسائلها، ومن خلال أدبياتها لتحريض المرأة المسلمة على التمرّد، والانفتاح من أسر هذه التقاليد العتيقة.
أما النهج الإسلامي فيحمل فهماَ آخراً.. فالالتزام بالزي الإسلامي عند المرة يشكل "أصالة الانتماء"، بما تملكه هذه الأصالة من قيم وضوابط وثوابت ،يعتبر الخروج عليها مظهراً من مظاهر التخلف والانحراف والانسلاخ عن الهوية …
فمشروع النهوض بواقع المرأة وفق المنظور الآخر يفرض تخطيط لتحرير المرأة من أسر الإلتزام بالحجاب الإسلامي،والذي يعطل دور المرأة الاجتماعي والثقافي والسياسي، ويعطل طاقتها الإنتاجية…
أما مشروع النهوض بواقع المرأة وفق المنظور الإسلامي ،فيفرض حماية المرأة من أسر الإنفلات والتسيب والضياع الفكري والأخلاقي والسلوكي …وكون المرأة تعيش "الالتزام"لا يعطل دورها الرسالي الكبير في كل مجالات الحياة الاجتماعي والثقافية والتربوية والسياسية_ وسوف نعالج ذلك في المستقبل الحديث _ومما يملأ النفس اعتزاز وافتخار أن المرأة المسلمة
المعاصرة أثبتت حضورها الكبير في كل مواقع الحياة ، وفي كل مواقع التحدي ،وفي كل ساحات العطاء …المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها الإسلامي ساهمت في نجاح الثورة الإسلامية في إيران ،ولازالت تساهم بكل اقتدار في كل ميادين الثقافية والاجتماعية والتربوية والإعلامية والسياسية…
السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته..
العنوان المطروح لهذه المحاضرة ( دور المرأة بين التجميد والتغريب) إلا أني قد عدلت بعض الشيء في هذا العنوان.
فالنقاط التي أود أن أعالجها في هذا اللقاء وفي اللقاء القادم إن شاء الله هي ثلاث نقاط أساسية:
مشروع النهوض بواقع المرأة الإسلامي.
أهم مكونات المشروع الإسلامي للنهوض بواقع المرأة.
أهم التفسيرات لظاهرة التخلف في دور المرأة الثقافي والاجتماعي والسياسي.
أولاً: مشروع النهوض بواقع المرأة بين النهج الإسلامي والنهج الآخر:
في ظل المتغيرات والمستجدات التي تشهدها الساحة في هذا البلد الطيب الذي يحمل أصالة الانتماء إلى الإسلام، ينشط الحديث حول قضايا المرأة، وهموم المرأة، وطموحات المرأة … حاضر المرأة … مستقبل المرأة.
ولا نشك أن المبررات قائمة لتنشيط هذا اللون من الحديث، والذي اتخذ مسارات متعددة على الصعيد الثقافي والاجتماع السياسي…
ووجدت كل الاتجاهات الفكرية والسياسية الفرصة المفتوحة للتعاطي مع مسألة المرأة ،وقضايا المرأة ،وتطلعات المرأة وجميع شؤون المرأة…
انطلقت في ساحة دعوات،وفعاليات ، ومؤسسات تحمل شعار "النهوض بواقع المرأة" كون هذا الواقع في حاجة إلى تغيير،وإلى إصلاح،وإلى تكوين جديد…
ومن أجل هذا النهوض والتغيير والإصلاح والتكوين ،كانت هناك صياغات وأطروحات تتفق في مساحة،وتختلف في مساحات …ويهمنا هنا أن نشير إلى نهجين في هذه الصياغات والطروحات...النهج الذي يعتمد الرؤية الإسلامية ،ونهج الآخر بكل أطيافه وتنوعاته …
قد يقال لماذا هذا الإصرار على إقحام "إيديولوجيا الدين "في قضايا الإصلاح الاجتماعي و السياسي … هذا الإصلاح الذي ينطلق من مبادئ ثابتة ومتفقة عليها كما هي مبادئ الميثاق الوطني ،وكما هي مبادئ الدستور ،وكما هي توجيهات القيادة السياسية…
صحيح أن مبادئ الميثاق والدستور وتوجيهات القيادة السياسية يمكن أن تحدد الخطوط العامة في حركة الإصلاح الاجتماعي و الاقتصادي والسياسي إلا أن الصياغات العملية التطبيقية ستبقى محكومة للرؤى والتصورات المنظورات المتعددة …
ولذلك نجد كل الاتجاهات نحاول أن تطرح أوراقها الخاصة فيما هو "البرنامج العملي" الذي تعتمده لتفعيل المشروع الإصلاحي ، ولا نربد هنا الدخول في جدل حول مناقشة بعض أسس المشروع الإصلاحي …
ونعتقد أن من الحماقة و الجناية على أصالة هذا البلد الذي يعتز بانتمائه إلى الإسلام ،أن نستكثر على "دينه" الذي هو منهج الله أن يكون له رأي في الإصلاح والتغيير، ولا نستكثر على كل قول التي صاغتها ثقافات أرضية فيها الكثير من الغبش والتيه والضلال، أن يكون لها رأي في الإصلاح والتغيير…
دعونا من هرطقات هؤلاء، فيجب أن نصر على أن يكون لهذا الدين العظيم حضوره في كل مسارات الحركة الإصلاحية الراهنة ،إذا أردنا لهذه الحركة أن تتناغم مع هموم وطموحات شعبنا المسلم ،المؤمن بدينه وقيمه وهويته…
وأي محاولة لإقصاء الدين بعيداً عن حركة الإصلاح والتغيير، فهي محاولة لمصادرة و استلاب الهوية ،والأصالة والتاريخ لهذا البلد…
نعود للحديث حول مشروع "نهوض بواقع المرأة" …قلنا أن هناك نهجين في صياغة هذا المشروع ،النهج الذي يعتمد الرؤية الإسلامية ،والنهج الآخر بكل أطيافه وألوانه…
ومن الواضح أن النهجين يمتلكان رؤيتين مختلفتين في الكثير من "حيثيات" هذا المشروع للنهوض بواقع المرأة …ولا يعني أنهما لا يتفقان في بعض الحيثيات…
المهم أن لدينا قراءتين مختلفتين لواقع المرأة، ولكل قراءة رؤيتها في فهم هذا الواقع، وفي ضوء هذا الاختلاف في القراءة والفهم، يأتي الاختلاف في نمط المشروع الإصلاحي للنهوض بواقع المرأة..
وللتوضيح نحاول أن نستعين بالأمثلة التالية:
المثال الأول: من أولويات مشروع النهوض بواقع المرأة المطالبة بحقوق المرأة..
المسألة في هذا الإطار تبدو محل اتفاق، فلا يشك أحد بضرورة أن تحظى المرأة بجميع حقوقها المشروعة.. ولا يشك أحد أن للمرأة حقوقاً أسرية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية … ولكن ما هي هذه الحقوق؟
هنا يختلف النهجان.. في تحديد المساحة لهذه الحقوق، وفي تحديد الضوابط…
الإسلام - المنهج الرباني الكامل- له نظامه الخاص في صياغة "المنظومة الحقوقية للمرأة" وتمثل هذه الصياغة أنضج وأكمل وأروع الصياغات، لأنها صياغة ربانية بصيرة بكل حاجات الإنسان وضروراته، بينما الصياغات الأخرى صياغات بشرية ناقصة، فيا الكثير من التناقض والتهافت والجور على حاجات الإنسان وضروراته…
المحاضرة ليس هدفها الحديث عن "حقوق المرأة في الإسلام" وإنما أثرت المسألة كمثال لاختلاف النهج الإسلامي عن النهج الآخر في كثير من التطبيقات..
قبل أشهر قرأت في جريدة الأيام العدد 4443 مقالاً لإحدى النساء -لا ضرورة لذكر الاسم- تدعو فيه المرأة العربية والخليجية على وجه الخصوص إلى استلهام نضال المرأة التونسية ممثلة في حركات منظماتها النسائية… وأشادت بقانون لأحوال الشخصية الذي أصدره الحبيب بو رقيبة…
وكما تعلمون هذا القانون في تجاوزات صارخة لأحكام الإسلام، ولقيم الدين.. يكفي أن تعرفوا أن من جملة موارده "إباحة الإجهاض" …
هذا هو القانون، وهذه هي إنجازات النضال الطويل للمرأة التونسية، وإنجازات منظماتها النسائية.. وهذا ما تدعو إلى "استلهامه" كاتبة السطور في جريدة الأيام، متمنية أن تكون المرأة العربية، والمرأة الخليجية على وجه الخصوص قد قطعت أشواطها الطويلة في الوصول إلى هذا الإنجاز الكبير.
أنا واثق أن أصواتاً نشازا على هذا المستوى لن تجد لها صدى مقبولاً في بل -كالبحرين- قد تشرب أبناؤه وبناته حب الإسلام وتعشَّقوا قيم الدين… إلا أنني سقت ذلك مثالاً على وجود "النهج الآخر" ولأقول لأولئك الذين يطالبون بعدم إقحام "إيديولوجيا الدين"" في قضايا الإصلاح الاجتماعي والسياسي، هل يعني أن نترك "لأيديولوجيا الضلال" و "أيديولوجيا الإباحية" أن تقود حركة الإصلاح الاجتماعي والسياسي، لا أريد أن أكون قاسياً في حديثي مع أولئك المذعورين من الديّن لأقول لهم إنه من السفه والحماقة وقلة الحياء أن يستكثروا على الإسلام أن يتحرك بين أبنائه ليقول كلمته في قضايا الاجتماع، وفي قضايا السياسة، وفي قضايا الاقتصاد، وفي قضايا الأسرة، وفي قضايا المرأة، وفي قضايا الشباب، وفي قضايا التربية، وفي قضايا الإعلام، وفي قضايا كل الحياة…
المثال الثاني:
وفي سياق البرهنة على تغاير النهج الإسلامي والنهج الآخر في التعاطي مع مشروع "النهوض بواقع المرأة" نسوق مثالاً آخر..
ما هو الموقف من "زي المرأة"؟
في منظور النهج الآخر، يشكل التزام المرأة بالزي الإسلامي "الحجاب الشرعي أو الستر الشرعي" حالة من حالات التخلف و التزمّت والجمود والإنغلاق… فالثقافة المناهضة للدين تهزأ بظاهرة "الالتزام" عند المرأة المسلمة، وتروِّج من خلالها إعلامها ووسائلها، ومن خلال أدبياتها لتحريض المرأة المسلمة على التمرّد، والانفتاح من أسر هذه التقاليد العتيقة.
أما النهج الإسلامي فيحمل فهماَ آخراً.. فالالتزام بالزي الإسلامي عند المرة يشكل "أصالة الانتماء"، بما تملكه هذه الأصالة من قيم وضوابط وثوابت ،يعتبر الخروج عليها مظهراً من مظاهر التخلف والانحراف والانسلاخ عن الهوية …
فمشروع النهوض بواقع المرأة وفق المنظور الآخر يفرض تخطيط لتحرير المرأة من أسر الإلتزام بالحجاب الإسلامي،والذي يعطل دور المرأة الاجتماعي والثقافي والسياسي، ويعطل طاقتها الإنتاجية…
أما مشروع النهوض بواقع المرأة وفق المنظور الإسلامي ،فيفرض حماية المرأة من أسر الإنفلات والتسيب والضياع الفكري والأخلاقي والسلوكي …وكون المرأة تعيش "الالتزام"لا يعطل دورها الرسالي الكبير في كل مجالات الحياة الاجتماعي والثقافية والتربوية والسياسية_ وسوف نعالج ذلك في المستقبل الحديث _ومما يملأ النفس اعتزاز وافتخار أن المرأة المسلمة
المعاصرة أثبتت حضورها الكبير في كل مواقع الحياة ، وفي كل مواقع التحدي ،وفي كل ساحات العطاء …المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها الإسلامي ساهمت في نجاح الثورة الإسلامية في إيران ،ولازالت تساهم بكل اقتدار في كل ميادين الثقافية والاجتماعية والتربوية والإعلامية والسياسية…