أخذ الطبيب بيده الى غرفة خاصة وأغلق الباب، ساورته الشكوك وبدا على ملامح وجهه شحوب الخوف والترقب، كان يتوقع أن يستقبل بالتهنئة اذ أن زوجه قد وضعت، لكن الأمر سار الى غير ما كان في الحسبان.
بدأ الطبيب بالحديث الى هذا الأب الذي شارف على الخمسين، يشرح له بهدوء وتدرج ليخبره ان ابنه مصاب بتشوهات في القلب والكليتين والأطراف، هي نفسها تلك التشوهات التي كانت في ثلاثة من ابنائه توفوا وهم في المهد.
امتلأت الغرفة بالصمت، رفع الطبيب بصره فاذا بعيني الأب تذرفان ولسانه يلهج بالاسترجاع وحمد الله على كل حال، وبسؤاله الصبر والأجر.
في هذا العصر شهد قفزات كبيرة في الطب تشخيصا وعلاجا، بقيت - في كثير من الأحيان - اسباب تشوهات الأجنة والمواليد لغزا محيرا على الرغم من انتشارها النسبي اذ تصيب ما يقرب من 3% من المواليد.
وفي الآونة الأخيرة كثر الحديث على أن من الأسباب هو تعرض الأمهات الحوامل للمواد الكيميائية المستخدمة في الصناعة والزراعة - كالمبيدات الحشرية - وتعرضهن لملوثات الهواء والماء، وللمواد المضافة والحافظة في الأطعمة، غير ان كثيرا من هذه المواد لم يثبت علميا علاقته بالتشوهات، لكن في النفس شيء من ذلك..
اما الاسباب المعروفة طبيا فمنها:
1- اختلال الصبغيات (الكروموزومات) ومثاله متلازمة داون.
2- اختلال المورثات (الجينات): ومثاله بعض أنواع القزامة (قصر القامة الشديد).
3- عوامل غير وراثية: وأمثلتها تعرض الأم الحامل لجرعات كبيرة من الاشعاع، والتهاب الحصبة الالمانية، واستخدام بعض أنواع الأدوية كتلك التي تؤخذ لعلاج الصرع، وشرب الكحول.
4- قد تجتمع الأسباب الوراثية والبيئية لتعمل معا في إحداث التشوه، كتلك التي تسبب انشقاق الشفة او سقف الحلق.
5- التدخين: إذ ثبت بشكل واضح ارتباط تدخين الأم الحامل بانجاب اطفال ضعيفي البنية قليلي الوزن والطول.
6- اصابة الأم ببعض الامراض كداء السكري إذا لم يتمكن من ضبط مستوى السكر في الدم اثناء الحمل.
ويبقى ما يزيد على نصف الأطفال المصابين بالتشوهات دون اسباب معروفة، لكن المؤمل ان تقل هذه النسبة في كل يوم تطالعنا فيه الدراسات العلمية باكتشاف طبي جديد يمهد لعلاج شاف بإذن الله.
وإن كان الخالق الباري - سبحانه - قد تفضل فأنعم فخلق هذا الكائن الجميل، الا ان مثل هذه الحالات تذكر بقوله تعالى {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم} وبخطابه - سبحانه - لهذا الكائن الضعيف {يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم* الذي خلقك فسواك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركبك}.
بدأ الطبيب بالحديث الى هذا الأب الذي شارف على الخمسين، يشرح له بهدوء وتدرج ليخبره ان ابنه مصاب بتشوهات في القلب والكليتين والأطراف، هي نفسها تلك التشوهات التي كانت في ثلاثة من ابنائه توفوا وهم في المهد.
امتلأت الغرفة بالصمت، رفع الطبيب بصره فاذا بعيني الأب تذرفان ولسانه يلهج بالاسترجاع وحمد الله على كل حال، وبسؤاله الصبر والأجر.
في هذا العصر شهد قفزات كبيرة في الطب تشخيصا وعلاجا، بقيت - في كثير من الأحيان - اسباب تشوهات الأجنة والمواليد لغزا محيرا على الرغم من انتشارها النسبي اذ تصيب ما يقرب من 3% من المواليد.
وفي الآونة الأخيرة كثر الحديث على أن من الأسباب هو تعرض الأمهات الحوامل للمواد الكيميائية المستخدمة في الصناعة والزراعة - كالمبيدات الحشرية - وتعرضهن لملوثات الهواء والماء، وللمواد المضافة والحافظة في الأطعمة، غير ان كثيرا من هذه المواد لم يثبت علميا علاقته بالتشوهات، لكن في النفس شيء من ذلك..
اما الاسباب المعروفة طبيا فمنها:
1- اختلال الصبغيات (الكروموزومات) ومثاله متلازمة داون.
2- اختلال المورثات (الجينات): ومثاله بعض أنواع القزامة (قصر القامة الشديد).
3- عوامل غير وراثية: وأمثلتها تعرض الأم الحامل لجرعات كبيرة من الاشعاع، والتهاب الحصبة الالمانية، واستخدام بعض أنواع الأدوية كتلك التي تؤخذ لعلاج الصرع، وشرب الكحول.
4- قد تجتمع الأسباب الوراثية والبيئية لتعمل معا في إحداث التشوه، كتلك التي تسبب انشقاق الشفة او سقف الحلق.
5- التدخين: إذ ثبت بشكل واضح ارتباط تدخين الأم الحامل بانجاب اطفال ضعيفي البنية قليلي الوزن والطول.
6- اصابة الأم ببعض الامراض كداء السكري إذا لم يتمكن من ضبط مستوى السكر في الدم اثناء الحمل.
ويبقى ما يزيد على نصف الأطفال المصابين بالتشوهات دون اسباب معروفة، لكن المؤمل ان تقل هذه النسبة في كل يوم تطالعنا فيه الدراسات العلمية باكتشاف طبي جديد يمهد لعلاج شاف بإذن الله.
وإن كان الخالق الباري - سبحانه - قد تفضل فأنعم فخلق هذا الكائن الجميل، الا ان مثل هذه الحالات تذكر بقوله تعالى {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم} وبخطابه - سبحانه - لهذا الكائن الضعيف {يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم* الذي خلقك فسواك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركبك}.