وثائق ويكيليكس غطاء اميركي لتبني استراتيجية جديدة
الاثنين, 25/10/2010 - 15:41

يعتبر جوليان اسانج الذي ينشر وثائق سرية في موقعه ويكيليكس ويسلط الاضواء على القضايا المخفية في العالم ذي شخصية غامضة لكن كيفية حصوله على وثائق في غاية السرية يثير الريبة حول علاقته باصحاب الوثائق ودوره في نشرها.
[وحسب وسائل الاعلام الاسترالية ولد اسانج مؤسس ويكيليكس وهو استرالي في 39 من عمره عام 1971 وقد امضى طفولته متنقلا مما ادى الى دخوله 37 مدرسة.
[]وامضى اسانج سن المراهقة في ملبورن حين اكتشف موهبته في القرصنة المعلوماتية واصبح مستشارا امنياً واسس احدى شركاتي الاولى للخدمات المعلوماتية في استراليا.
[]وقد اسس موقع ويكيليس عام 2006 بالتعاون مع "حوالى عشرة اشخاص اخرين جاءوا من اوساط حقوق الانسان ووسائل الاعلام والتكنولوجيا العالية", على حد تعبيره.
[ويتعاون عناصر من المخابرات الاميركي مع موقع ويكيليكس على ما يبدو حسب صحيفة الغارديان حيث قالت: ان مصدر الوثائق التي ينشرها ويكيليكس هو "المحلل المنشق عن مخابرات الجيش الاميركي" الذي كان وراء عملية التسريب حول الحرب في افغانستان.
[]ويجمع اسانج معلوماته من العراق الى كينيا مرورا بايسلندا والحرب في افغانستان. وقد نشر77 الف وثيقة عسكرية سرية حول افغانستان في 23 تموز/يوليو. كما وعد بنشر 15 الف وثيقة جديدة اثار خبره زوبعة اعلامية جديدة.
[وبناء على المواصفات التي ذكرتها وسائل الاعلام لا يبقى ادنى شك بان اسانج عنصر مجرب في الاستخبارات فذكرت هذه الوسائل ان اسانج يزن كل كلمة يتفوه بها ويتمهل قبل الاجابة ويرفض ذكر اي تفاصيل مما يصعب معرفة اي شيء عن تنقلاته. فهو يرفض البوح بمكانه ومن اين اتى والى اين يذهب, وهو ينتقل من عاصمة الى اخرى ويسكن لدى انصاره او اصدقاء اصدقاءه.
[وتعد ايسلندا والسويد محطتين مفضلتين في رحلته الدائمة في العالم من لندن الى نيروبي ومن هولندا الى كاليفورنيا حيث تحظيان بدعم وتشريعات مواتية.
ويكشف اسانج عن معلوماته السرية لوسائل الاعلام في مؤتمر صحفي بلندن التي تعرف بعاصمة الضباب والجواسيس وملتقى المعارضين والمنفصلين الذين يخونون بلادهم الام ويخدمون مصالح الدول التي استخدمتهم كعملاء.
[ويحيط اسانج نفسه بسرية تامة منذ نشر وثائق سرية عن افغانستان.
[ويبدو ان هذه الوثائق لا تنشر الا بتنسيق مسبق مع الجهات المستفيدة منها ترجح ان تكون الـ CIA بتوجيه من الادارة الاميركية حيث ترى ان مخططاتها في منطقة الشرق الاوسط باءت بالفشل فلجات الى سيناريوات واستراتيجيات جديدة.
[ومن المؤكد ان نشروثائق ويكليكس لم يكن بالامكان من دون الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لانها والدول الغربية تستطيع ان تحول دون نشر الوثائق التي لا تضر بل تخدم مصالح واهداف الولايات المتحدة .[]من جهة اخرى ، ليست هناك إمكانية التحقيق حول التقارير والوثائق المنتشرة لان حجمها كبيرة ومصدر الانتشار ليس محايداً ولايمكن التاكد من صحتها ايضاً.
]وقد نددت الخارجية الاميركية والبنتاغون الكشف عن هذه الوثائق لكن هذا التنديد الاميركي ليس الا لعبة سياسية اخرى وحربا نفسية ضد اطراف مستهدفة في المنطقة حيث تبرر الولايات المتحدة كل هذه الجرائم والخروقات بالدفاع عن النفس واستقراراً وترسيخاً للحرية والديمقراطية.
]ويرى الخبراء ان نشر وثائق عن الخروقات الاميركية الواضحة في العراق وافغانستان التي لا يخفى على احد ليس الا تغطية لنشر معلومات ملفقة عن ايران للضغط عليها وتشوية سمعتها وغطاء للاخفاقات الاميركية في افغانستان والعراق وفي ادارة مفاوضات السلام في منطقة الشرق الاوسط وحجة لتغيير الاستراتيجية الراهنة الفاشلة لاميركا وتطبيقا لسياستها الجديدة.
]ويعتبر اخرون ان نشر هذه الوثائق يهدف الى دعم اياد العلاوي وتشويه نوري المالكي واتباع سياسة فرق تسد في العراق لخلق حجة للبقاء في المنطقة وتجربة مخططات اخرى بغية تنفيذ ما لم تتمكن واشنطن من تمريرها فيها.
[
]وفي بغداد, صرح ناطق باسم وزارة حقوق الانسان العراقية كامل الامين لوكالة فرانس برس السبت ان الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس "لم تشكل اي مفاجاة" مضيفاً : ان عدد القتلى الذي كشفت الوثائق انه بلغ 109 الاف منذ بداية الغزو في 2003 "قريب من الارقام التي اعلنتها وزارة الصحة العراقية".ودعا المقرر الخاص للامم المتحدة لشؤون التعذيب /مانفريد نواك/ الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اجراء تحقيق حول صحة حالات التعذيب التي وردت في وثائق موقع ويكيليكس.
]وندد نواك بعدم فتح تحقيق حتى الان، معتبرا التعذيب جريمة بحق الانسانية في السلم او الحرب. واكد ضرورة احالة المسؤولين عن جرائم التعذيب على القضاء. واشار نواك الى ان التحقيق لا يمكن الا ان يكون اميركيا، لان الولايات المتحدة لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي فان اي ملاحقات عن طريق المحكمة ستكون غير ممكنة]
]كما نفى علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي ما اورده موقع ويكيليكس عن وجود حالات اعتقالات غير شرعية. واتهم بعض الجهات الاعلامية بالانتقائية في تناول الوثائق لتحقيق اهدافها السياسية]
[
[]من جهتها، ابدت وزارة حقوق الانسان العراقية استغرابها مما ورد في الوثائق واشارت الى ان رئيس الوزراء نوري المالكي كان متميزا في تعاونه بشان ملاحقة حالات انتهاك حقوق الانسان .
[وتشير هذه الوثائق الى جرائم الولايات المتحدة وتجاهلها ارتكاب بعض المسؤولين العراقيين جرائم ضد الإنسانية ، لكن السؤال هو ان اية محكمة او جهة دولية تتجرأ ان تقوم بمحاكمة الولايات المتحدة حيث كل المنظمات الدولية ومؤسسات ومراكز الحقوق الانسان ومجلس الامن الدولي وغيرها في فيينا اونيويورك ترضخ لسيطرتها .
فهناك شكوك واقعية حيال نشر هذه الوثائق فالغرض من وراء نشر هذه الوثائق سياسة واستراتيجية خاصة تتمثل في تغيير سياسة الولايات المتحدة واستراتيجيتها وربما تطبيق استراتيجية جديدة بشأن العراق وأفغانستان وإبعاد إيران من العراق حيث انهم على إلمام تام بان سير الامور على المسار الراهن سيتشكل تيارا قويا ضد مصالح الغرب واسرائيل في المنطقة.
كما ان الهدف من نشر هذه الوثائق هو خلق الخلافات الطائفية والاثنية والدينية بين شعوب منطقة الشرق الاوسط ، لكن وعي الشعوب سنة وشيعة ومسيحيين ومن كل الديانات والطوائف احبط هذه المؤامرة
[وقام موقع ويكيليكس بتسليم وثائقه مسبقا الى عدد كبير من وسائل الاعلام الدولية مثل صحيفتي نيويورك تايمز الاميركية والغارديان البريطانية ودير شبيغل الالمانية وقناة الجزيرة القطرية لكن سرعان ما كشفت وسائل الاعلام ان محتوى الوثائق لا تشمل ما هو جديد
بالنسبة للانتهاكات الاميركية بل هي وثائق وتقارير مفبركة عن ايران ودورها في العراق وبعض معلومات كاذبة اخرى ، ما تدل على مخططات جديدة لاذكاء الصراع بين دول المنطقة .]
[وتصف الوثائق اعتقال الاميركيين الثلاثة من جانب ايران بانه عملية "خطف سياح" اميركيين. وتؤكد انهم لا يعملون لحساب اي جهاز استخبارات اميركي فيما رفض المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس منطقة كردستان شمالي العراق جبار ياور ما جاء في موقع "ويكيليكس" ، مؤكدا ان"الأميركيين الثلاثة دخلوا الأراضي الإيرانية رغم تنبيههم بعدم الاقتراب من الحدود". وهلمّ جرّا]
[كما هو الحال دائما ، تحاول أميركا إخفاء بعض الحقائق فطبقاً للاتفاق الامني بين بغداد وواشنطن على الاخيرة ان تنسحب من العراق لكن بما ان لديها مصالح في المنطقة ولم تنجز العديد من أهدافها فتحتاج الى ديمومة حضورها في العراق وتطبيق مخططاتها المتبقية حتى تتمكن من تضعيف المقاومة وتركيع ايران والدول المعارضة لها
[فتتمتع إيران والدول الداعمة للمقاومة بقدرة ومكانة هامة في المنطقة مقارنة مع الماضي حيث تحظى الجمهورية الاسلامية الايرانية بدور ايجابي في العراق وتدعم كل اطياف الشعب العراقي وتساند الاستقرارالسياسي والحكومة القانونية في بلاد الرافدين، لكن نشر هذه الوثائق تؤثر سلباً على تشكيل الحكومة العراقية وتزيد الصراعات في المنطقة وهذا ما يبتغونه من وراء ذلك
[-فعلى شعوب المنطقة ان لا تنسى جرائم النظام الصهيوني في لبنان وفلسطين ، أو ارتكاب اميركا جرائم حرب في العراق وأفغانستان فقد شهدت المنطقة كوارث كثيرة خلال السنوات المنصرمة فلم تقم لحد الان اية هيئة دولية للدفاع عنها ولم تحاول اية جهة اومنظمة دولية مساعدتها ولا تبذل اي مؤسسة او جهة غربية اهتماماً او رعاية للبلدان العربية والإسلامية]
[ومما مضى نستنتج ان هذه الوثائق انتشرت لتخدم الاجندة الاميركية لتبني استراتيجية جديدة ، فالجرائم التي يرتكبها الاميركان اياً كانت لا يهمهم ويرتكبونها بقوة وشراسة ولا ياخذون الراي العام العالمي بالحسبان، فاية جهة دولية حاكمتهم حتى الأن او سوف تحاكمهم في المستقبل لجرائمهم العديدة في ارجاء العالم]
[]ولا يستبعد المراقبون ان يكون نشر الوثائق اقناعاً لدافعي الضرائب الاميركيين لازدياد ميزانية بنتاغون العسكرية حيث هناك ضغوط لتقليص هذه الميزانية جراء ظروف اميركا المعيشية والاقتصادية والبطالة التي تزداد يوما بعد يوم.]
]ويرجح عدد اخر نشر الاسناد الى خلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين في اميركا حيث يحاول حزب الجمهوري تشويه صورة الحزب الديمقراطي لكسب الاراء في انتخابات الكونغرس النصفية المقبلة في الولايات المتحدة لكن هاتين الرؤيتين الاخيرتين ضعيفتان جدا]
[ موقع قناة العالم الاخباري - داود حسن عبدالله]
تعليق