إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تاريخ يفتخر به

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تاريخ يفتخر به

    ~ سيرة الإمام طالب الحق الكندي في اليمن:-
    وأما إن سألت عن سيرة أهل الحق والاستقامة، فأريدك أن تقرأ بعض ما كتبه الكاتبون من غير الإباضية، فانظر- إن شئت- ما حفظه المؤرخون عن سيرة الإمام طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي وقائده أبي حمزة المختار بن عوف ( كانت ثورتهما على ظلم بني أمية وجورهم عام 129 هـ وكانت ثمرة ثورتهما المباركة نشر الحق والعدل في اليمن والحجاز )، ومن بين هؤلاء الذين كتبوا عن سيرة هذين الإمامين الجليلين الصالحين -رحمهما الله تعالى- البلاذري في كتابه "أنساب الأشراف" والأصفهاني في كتابه "الأغاني".
    ومما ذكر من سيرتهما أن أبا حمزة عندما واجه جموع البغاة في قديد فاعترضوهم، حاول أن يقيم الحجة عليهم قبل أن تكون هناك مناوشة، وحاول أن يقنعهم بأنه ما قام أشرًا ولا بطرًا وإنما قام لإظهار الحق وإقامة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في الأرض، فما كان من أولئك البغاة إلا أن عتوا واستكبروا استكبارًا، ولكن أبا حمزة مع ذلك قال لأصحابه لا تبدأوهم بالقتال حتى رمى أولئك البغاة بسهامهم في جند أبي حمزة فأصابوا رجلاً من جنده، فقال لأصحابه: (دونكم الآن فقد حل قتالهم).
    وعندما دخل الإمام طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي -رحمه الله تعالى- صنعاء بعدما هزموا القائد الأموي القاسم بن عمر الثقفي، عامله الإمام عبدالله بن يحيى الكندي معاملة حسنة فلم يحز غلصمته، أو يقطع رأسه، بل لم يصنع به أي شيء، وإنما أخرجه ومن معه وهم سالمون من كل أذى.
    ووجد الإمام طالب الحق الأموال الكثيرة التي جباها هذا العامل من الناس وتكدست في خزينته، وكان الإمام طالب الحق وأصحابه في فقر مدقع وهم بحاجة ملحة إلى المال، ولكنهم لم تشرئب أعناقهم إلى هذه الأموال بل قسموها بين أهل صنعاء، يقول في ذلك البدر الشماخي في كتابه " السير" في ص(99) من الطبعة الأولى : (وخلص لعبدالله وقسم ما وجد من مال على فقراء صنعاء، قصد إليهم ابن خيران وعبدالله بن مسعود وغيرهما من المسلمين فأتوا من الخزانة إلى المسجد، فقسمه عبدالله على فقراء صنعاء، ولم يأخذ منه شيئاً ولم يستحل منه لأصحابه متاعاً).
    وفي هذا يقول الإمام السالمي رحمه الله تعالى:-
    وطالب الحــق بصنعا حكما
    بجعلها في أهلها واحتشما
    لم يــأخذن عند مضيق يومه
    شـيئاً لنفســه ولا لقومــه
    تعففـاً منهم ومـن كمثلهـــم
    أكرم بهم من عصبة أكرم بهم
    كانوا يموتون على ما أبصـروا
    من الهدى ما بدلـوا أو غيروا

    ثم إن الإمام طالب الحق –أيضاً- عامل هذه المعاملة الحسنة إبراهيم بن جبلة الذي كان والياً على حضرموت من قبل بني أمية، فأباح له أن يخرج من حضرموت وقال له: (إما أن تقيم عندنا وإما أن تشخص ولا عليك حرج في ذلك) فاختار الخروج، فخرج إلى القاسم الثقفي في صنعاء ولم يعترضه الإمام طالب الحق.
    انظر السير ص 91- 92 ط 1407 هـ - 1987 م وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان . جوهر النظام ج2 ص 355 ط مطبعة الفجالة الجديدة مصر . انظر نشأة الحركة الإباضية للدكتور عوض محمد خليفات والحركة الإباضية في المشرق العربي لمهدي طالب هاشم تجد فيهما تحقيقا جيدا لهذه الحقبة من تاريخ الإباضية بالإضافة إلى ذلك فإنهما يمدان القارئ بالعديد من المصادر والمراجع المهمة وعند التحقيق والإنصاف ستجد صورة إسلامية رائعة لأهل الحق والإستقامة .

    ~ سيرة الإمام أبي الخطاب المعافري في طرابلس والقيروان:-
    وكان الإمام أبو الخطاب المعافري( انتخب إماما عام 141 هـ ) - الذي عقدت عليه الإمامة في بلاد المغرب بطرابلس- له دور عظيم في نشر الحق وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قام في بداية أمره على عامل أبي جعفر المنصور ببلاد طرابلس، فانتصر عليه إلا أنه لم يتشف منه بعد انتصاره عليه، بل خيره بين المقام معهم على أن يكون له ما لهم وعليه ما عليهم، وبين أن يخرج آمناً مطمئناً، لا يكدر له صفو ولا يسفك له دم، ولا ينتهك له عرض، ولا يؤخذ عليه مال، فاختار الخروج، فخرج إلى بلاد المشرق وهو آمن مطمئن.
    وهذا الإمام نفسه عندما بلغه استصراخ امرأة من القيروان من جور ورفجومة -وهي قبيلة صفرية خارجية كانت تعيث فساداً في بلاد القيروان- فقد كتبت إليه رسالة تشكو إليه الجور والخوف وعدم الطمأنينة، حتى أنها كانت تخفي ابنتها في حفرة تحفرها خشية أن يسبيها هؤلاء الخوارج الصفرية، عندما وصل كتابها إلى الإمام بكى من ذلك وقال: (لبيك يا أختاه) وخطب بعد صلاة أقامها وحض الناس على الجهاد، فخرج مجاهداً إلى تلك القبيلة العاتية التي كانت مستولية على القيروان، وعندما وصل إلى القيروان أمر أصحابه ألا ينتهكوا عرضاً، ولا يأخذوا مالاً، فإن أولئك مهما كان بغيهم هم من أهل التوحيد، ولا يباح شيء من أموالهم قط، ولا يباح إلا سفك دمهم بسبب بغيهم حتى يعودوا إلى الحق.
    وفي هذا يقول العلامة الدرجيني في كتابه "طبقات المشائخ بالمغرب"() حاكياً ما حصل بعد هذه الوقعة التي انتصر فيها الإمام رحمه الله تعالى ومن معه من المسلمين يقول: (وحدث بعض أصحابنا أن شيخاً من شيوخ القيروان بعث ابناً له يرتاد مزرعة كانت له بالقرب من منزل عسكر أبي الخطاب، فقال: (يا بني، اذهب وانظر هل بقي في مزرعتنا شيء؟) قال: فخرج الغلام إلى المزرعة فوجدها سالمة لم ينلها فساد، فرجع الغلام إلى أبيه فأخبره، فتعجب لذلك، وعجب الناس لعدل أبي الخطاب وسيرته وطاعة أصحابه له فيما يأمرهم به، وينهاهم عنه، وكان من مقالة الشيخ المذكور إذ ذاك لمن حضره من أهل القيروان: (أتظنون أن أبا الخطاب يشبه من ولي عليكم قبله ديناً وفضلاً؟ وأن سيرتهم كسيرته حسناً وعدلاً؟ كلا والله أين مثل أبي الخطاب في سيرته وعدله وفضله.؟).
    ثم يقول العلامة الدرجيني: (وبلغنا أن امرأتين قد خرجتا من القيروان حين فتحها الله لأبي الخطاب بعد هزيمة أهلها، فنظرت إحداهما إلى القتلى مزملين في ثيابهم كأنهم رقود، فقالت لصاحبتها: (انظري إليهم كأنهم رقود فسمي ذلك الموضع "رقادة" إلى اليوم) ثم يقول بعد ذلك: (ولما دخل أبو الخطاب المدينة أمر أهل المدينة يخرجوا إلى قتلاهم ليدفنوهم).
    ثم تحدث بعد ذلك عن وقفة وقفها أبو الخطاب عندما وجد أحداً من جند عدوه القتلى قد أُخِذَ سلبه، فضاقت عليه الدنيا بما رحبت بسبب هذا التصرف المخالف لشريعة الله، يقول العلامة الدرجيني: (وقد أمر أبو الخطاب من يتفقد القتلى، فوجد قتيلاً واحداً منهم مسلوباً، وأمر منادياً ينادي في عسكره: (من نزع عن أحد من القتلى شيئاً فليردده) فلم يرد أحد شيئاً، فعلم أن سالبه عمل غير صالح، فلما أيس من رد سلب القتيل المذكور طوعاً ومخافة من عقاب الله تعالى، دعى أبو الخطاب ربه عز وجل أن يفضحه ويظهره على أعين الناس، فأمر أبو الخطاب فرساناً من عسكره بأن يخرجوا ويجروا خيلهم بين يديه وكان فيهم رجل فارس من سدراته، فلما أجريت الخيل انقطع حزام سرج السدراتي، فوجد كساءً سفسارية تحت سرجه، فسقطت الكساء على أعين الناس، وقيل: بل كان جبة حرير) ثم يقول بعد ذلك: (كل ذلك من الكرامات، فأخذه الإمام رحمه الله وعزره حسب ما اقتضاه الاجتهاد) يعني أن الإمام عزر أحد جنوده بسبب هذه المخالفة التي وقع فيها فلم يسكت عنها ثم يقول العلامة الدرجيني: (وبلغنا أن أبا الخطاب رضي الله عنه لما هزمهم أحسن فيهم السيرة، وأمر أصحابه ألا يتبعوا مدبراً ولا يجهزوا على جريح، فقال رجل من لواتى من معسكر أبي الخطاب يقال له خالد: (نأكل من أموالهم كما يأكلوا أموالنا ويعتقدون أنها غنيمة أحلت لهم، فقال أبو الخطاب رحمه الله: (إن فعلنا كما فعلوا فحق على الله أن يرفضنا ويدخلنا معهم جهنم، فنكون كما قال الله تعالى :( كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون)
    انظر طبقات المشايخ بالمغرب للعلامة أحمد بن سعيد الدرجيني ج1 ص 22 – 23 ط . إبراهيم طلاي .

    ~ سيرة الإمام عزان بن قيس في عُمان:-
    ومما ذكره إمامنا نور الدين السالمي رحمه الله تعالى في كتابه "تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان" أن الإمام العدل عزان بن قيس رضي الله تعالى عنه(بويع له بالإمامة عام 1285 هـ - 1869 م) قام على طائفة باغية في أطراف بلاد عمان، فلما ذهب إليهم بجنده نزل في قرية، وتلك القرية كانت مشهورة بجودة الأنبا -أي شجر المانجو- فنزل أصحابه تحت ظلال تلك الأشجار، وكان ذلك وقت ثمرها، فتساقط الثمر في أوعيتهم وفرشهم، فما مد أحد منهم يده ليأخذ شيئاً من هذه الثمار، إلا أحد الجند أخذ ثمرة واحدة فزجره الإمام عن ذلك زجراً شديداً، وشدد عليه التقريع واللوم على ذلك وإن لم يعاقبه فإنه ربما نظر إلى أن هذه الثمرة سقطت بنفسها ولم يمد يده ليأخذها، فمن أجل ذلك ترك عقوبته، لكن مهما يكن من أمر فإن ذلك دليل واضح على أن أهل الحق والاستقامة يتحرجون تحرجاً شديداً من أموال أهل التوحيد.
    انظر تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان للإمام نور الدين السالمي ج2 ص 259 – 260ط مكتبة الإستقامة مسقط
    يتبع

  • #2
    الله يلعن بني امية حكام الفساد والطغيان والضلم

    انا لله وانا اليه راجعون

    تعليق


    • #3
      ~ دور الإباضية في حرب النصارى وطرد المستعمرين:-
      أما الإباضية -أهل الحق والاستقامة- فإن تأريخهم حافل بمواجهة أعداء الإسلام في كل مكان سواء كان ذلك في المشرق أو في المغرب.ففي بلاد المشرق هنالك الكثير من الوقفات التي وقفها أئمة الإباضية وسادتهم وقادتهم في مواجهة الكفرة وصد هجماتهم ذباً عن دين الله سبحانه وتعالى.

      ~ دور الإمام الصلت بن مالك في طرد نصارى الحبشة:-
      من ذلك أن نصارى الحبشة أغاروا على بلاد سقطرى، فكتبت امرأة -بعدما استبيحت الحرمات في تلك البلدة- قصيدة غراء إلى الإمام الصلت بن مالك الخروصي رحمه الله تعالى(بويع له بالإمامة 237 هـ) الذي كان بعمان، وجاء في تلك القصيدة التصوير البالغ لأفعال أولئك الكفرة، الذين استباحوا ما استباحوه من أعراض النساء المسلمات بما يندي الجبين ويدمع العين، ومما جاء فيها:-
      ما بال صلت ينام الليل مغتبطاً
      وفي سقطرى حريم باد بالنهب
      قل للإمام الذي ترجى فضائله
      بأن يغيث بنات الدين والحسب
      فقام الإمام وجند الأجناد وأرسل أسطولاً يتكون من مائة سفينة وسفينة، وأمر على الأسطول قائدين من أصحابه، وكتب إليهم عهداً يبلغ خمساً وعشرين صفحة، فيه ما يجب أن يتبينه كل مسلم من سيرة الإباضية، حيث أمرهم ألا يذعروا أحداً حتى أولئك النصارى حتى يقيموا عليهم الحجة، ويدعوهم إلى الإسلام أولاً، فإن أبوا فليدعوهم إلى تسليم الأمر وقبولهم أن يكونوا في ذمة المسلمين، فإن أبوا فليقاتلوهم.فنصر الله سبحانه وتعالى المسلمين، وهزم القوم الكافرين.
      ومما جاء في هذا العهد العظيم : ( ... وإذا التحمت الحرب بينكم وبينهم فلا تقتلوا صبيا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة إلا شيخا أو امرأة أعانوا على القتال ومن قتلتموه عند المحاربة فلا تمثلوا به فإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة .....)
      انظر تحفة الأعيان ج1 ص 166 – 182 ط الإستقامة مسقط

      ~ دور اليعاربة في تطهير البلاد الإسلامية من البرتغاليين:-
      ومن ذلك أيضاً ما قام به الإمام الفاتح المظفر ناصر بن مرشد اليعربي رحمه الله تعالى(بويع له بالإمامة عام 1024هـ)، إذ قام على البرتغاليين الذين كانوا يجتاحون بلاد الخليج، وقد اجتاحوا كثيراً من بلاد الإسلام في الشرق، فقام عليهم وأجلاهم من بلاد الخليج، ثم قام بعد ذلك خلفاؤه من بعده بإجلاء أولئك البرتغاليين من شواطيء شرق إفريقيا، وشواطيء بلاد فارس، وشواطيء بلاد الهند ومن غيرها، فكان انتصارا مظفراً.
      وقد كان من نوايا هؤلاء الاستعماريين البرتغال السيطرة على مقدسات المسلمين في الحجاز – الحرم المكي والحرم المدني – لولا أن قيض الله تعالى هذا الإمام العادل فطهر الله به الأرض من الفساد ودفع به المستعمرين عن بيته الحرام وحرم رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وقد أعترف أحد الغربيين بهذه الحقيقة وهو البورفسور س . بكنجهام حيث يقول : ( عندما نجح البرتغاليون في نهاية المطاف في إيجاد طريق بحري إلى الهند وأقاموا حصونهم ومحطاتهم التجارية على الساحلين الأفريقي والآسيوي للمحيط الهندي لم يكن لديهم أي شك في أنهم يقومون بشيء ذي أهمية هائلة بالنسبة لتاريخ العالم .
      فقد كانوا ينظرون لإنجازاتهم على أنها عكس للفتوحات الإسلامية في القرنين السابع والثامن فالعرب في الحد الغربي لتوسعهم قد فتحوا شبه جزيرة إيبريا وهاهم البرتغاليون الآن يهاجمون شواطئ شبه الجزيرة العربية نفسها ويهددون مدينة مكة المقدسة ويخضعون الأمراء المسلمين مثل حكام هرمز وملقا )
      انظر : حصاد ندوة الدراسات العمانية ج6 ص210 ط وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان 1400هـ - 1980 هـ
      انظر تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان للإمام العلامة نور الدين السالمي تجد مايثلج صدر كل مسلم من مقاومة الإباضية –أهل الحق والإستقامة – للإستعمار الغربي

      ~ دور إباضية تونس في حماية جزيرة جربة من الأسبان:-
      وأما بلاد المغرب؛ فكانت كذلك هنالك جولات لأصحابنا أهل الحق والاستقامة سواء الذين هم في تونس أو الذين هم في الجزائر في مواجهة الكفرة.
      ومن ذلك ما كان من أهل جزيرة جربة -وهي جزيرة صغيرة يحيط بها البحر من جهاتها الأربع- في مواجهة أساطيل الأسبان الذين كانت ترهب أساطيلهم الشمال الأفريقي بأسره، فقد واجهوهم بقوة وعزم وحزم، فاسأل التأريخ الذي كتبه غير الإباضية، واسأل التأريخ الذي كتبه النصارى أنفسهم عن هؤلاء الإباضية -أهل الحق والاستقامة- كيف واجهوا أولئك النصارى في تلك الديار؟ وكيف أنزلوا بهم الهزائم المتلاحقة؟ وتكفي تلك الهزيمة النكراء التي أصيب بها أولئك النصارى بقيادة الإمام المظفر أبي النجاة يونس بن سعيد التعاريتي والإمام أبي زكريا يحيى السمومني، وكان ذلك في السنة السادسة بعد التسعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، فقد هزموا أسطولاً يتكون من مائة وعشرين سفينة، فيه عشرون ألفاً من المقاتلين المدججين بالسلاح المزودين بأحدث ما ابتكره الإنسان في ذلك الوقت من وسائل الإبادة والتدمير.وشاء الله سبحانه وتعالى أن يحقق لهؤلاء الإباضية -أهل الحق والاستقامة- كرامة، إذ عصفت العواصف بالنصارى بعد ما انهزموا ورجعوا إلى سفنهم، فتكسرت تلك السفن وتحطمت وهلك منهم خلق كثير، كما دون ذلك التاريخ.
      انظر الإباضية الإباضية في موكب التاريخ للعلامة علي يحيى معمر ج2 ص 231- 290 ط مكتبة الضامري السيب مسقط ، ستجد فيه الإشارة إلى اعترافات الغربيين بالجهاد الإسلامي الذي قام به أهل الحق والإستقامة ضد الأفرنج .

      ~ دور إباضية الجزائر في الدفاع عن العاصمة الجزائرية:-
      عندما نزل الأسبان بالعاصمة الجزائرية( وكانت الجزائر حينها تتبع الدولة العثمانية )، واجههم الإباضية -أهل الحق والاستقامة- حيث جاءوا من وادي ميزاب على بعد أكثر من ستمائة كيلومتر لينصروا إخوانهم المسلمين بالعاصمة الجزائرية، فأبلوا بلاءً حسناً، وقدرت لهم الدولة العثمانية هذا الدور الإيجابي الفعال الذي فعلوه، لذلك اختصتهم ببعض المزايا.
      انظر الإباضية في موكب التاريخ ج3 ص 571 – 573
      وننقل للقاريء الكريم شهادة الجنرال دوماس مستشار الدولة ومدير شؤون الجزائر بوزارة الحرب الأسبانية وكما وردت في كتابه " أخلاق وعادات الجزائر " وهي شهادة الخصم وكما هو معرف أن شهادته من أقوى الشهادات يقول هذا الجنرال بالنص – مابين حاصرتين فهو منا لإزالة بعض الوهم الذي الوقع فيه الجنرال في حق المسلمين : ( إنها تعود إلى سنة 1541م وإلى الحملة الرهيبة التي وجهها شارل الخامس – شارلكان – ضد مدينة الجزائر التي بدأ القراصنة البرابرة - يقصد المسلمين – لتحصيلها بجعلها مصدر الرعب للمسيحية .
      وجد الإمبراطور بعد الإستطلاع أن الربوات التي تشرف على مدينة الجزائر من جهة الجنوب هي موقع مناسب لتثبيت قطع المدفعية وأعطى الأوامر لكي يشيد برج أو مركز هجوم في أسرع وقت لأن هذا المركز يشكل نقطة هامة بالنسبة لجيشه وفي ليلة واحدة شيد برج منيع محاط بالخنادق وسلحه بقطع ذات العيار الكبير وسماه العرب ( برج بوليلة ) تخليدا للسرعة الهائلة التي بني بها .
      من الصعب جدا الاستيلاء على موقع كهذا على درجة كبيرة من الحصانة والمناعة ، والمدينة بعد أن صعقت لايمكن أن تصمد أكثر .
      في هذه الظروف الحرجة قرر بنو ميزاب - أي الإباضية – الذين يوجد منهم عدد كبير منذ ذلك الوقت في الجزائر – أن يضحوا بأنفسهم لإنقاذ المدينة فعرضوا خطتهم على الباشا فما كان من هذا الأخير إلا أن وافق كما هو متوقع .
      والحيلة التي استعملها بنو ميزاب للوصول دون خطر إلى الموقع هي كما يلي : لبسوا ملابس النساء وغطوا وجوههم باللحاف حسب العادة المحلية حتى لاتظهر لحاهم وشواربهم وأخفوا تحت حواثكهم مسدسات ملأى بالذخيرة وخناجر مشحذة فخرجوا من المدينة من جهة ( الباب الجديد ) وتوجهوا نحو الموقع عند ظهورهم توقف الأسبان الموجودون في الخنادق عن إطلاق النار ظنا منهم أن سكان المدينة قد استسلموا معبرين عن ذلك بهذه القافلة من النساء حسب الطريقة المتبعة عند المسلمين ( ليس صحيحا أن هذه طريقة إسلامية بل لم يؤثر عن المسلمين مثل ذلك أبدا وهذا من مطاعن المستشرقين قطعا )
      وهكذا دخل هؤلاء المهاجمون الماكرون الحصن دون عرقلة وما إن دخل آخرهم حتى كشفوا عن دورهم الحقيقي فأفرغوا أسلحتهم في هؤلاء الأسبان المغرورين وسلوا خناجرهم فاحتدمت معركة عنيفة ورهيبة لم تنته إلا بموت آخر مدافعي الحصن ورغم المفاجأة لم يكن الدفاع أقل عنفا وضراوة مما تسبب في هلاك كثير من بني ميزاب وما إن سيطر هؤلاء على الحصن وبعد الإشارة المتفق عليها من قبل ، أسرعت قافلة من جند المشاة كانت قد أعدت من قبل وراء الباب الجديد فأخذت مواقعها داخل برج بوليلة ) أ.هـ
      يقول العلامة علي يحيى معمر عن ذلك الموقف البطولي : هذا موقف من مواقف الجهاد في سبيل الله كما صوره مستشار دولة معادية يتولى إدارة شؤون الحرب في الجزائر يفيض قلبه مرارة من فشل الأسبان وحقدا على المسلمين ولاشك لو أنا أخذنا الصورة عن مؤرخ نزيه لكانت أجمل وأروع من هذا بكثير .


      منقول بتصرف كتاب وسقط القناع للشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله
      التعديل الأخير تم بواسطة المسيب; الساعة 07-11-2010, 05:34 PM.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X