اللهم صل على محمد وال محمد
ان ما جاء به أمثال أبناء حزم وتيمية والجوزي والجوزية وكثير وحجر من عصمة هؤلاء الثلاثة والغلو بفضائلهم لا يدل الا على خبث سرائر هؤلاء ومدى بغضهم لال بيت النبوة ، وتشويه الحقائق التي مدحوا ومجدوا بها الصحائف السوداء لهؤلاء الثلاثة .
خلافة أبي بكر إنما تمت بعد وصمات سودت صحيفة تاريخه، وأبقت على الأمة عارا إلى منصرم الدنيا، حيث تمت ببيعة رجل أو رجلين أو خمسة، ومن هنا حسبوا أن الخلافة تنعقد برجل أو رجلين أو خمسة ، وجرى ما جرى من مآسي على بيت الزهراء سلام الله عليها .
وأما خلافة عمر فكانت بالنص من أبي بكر مع إنكار الصحابة عليه ونقدهم إياه بذلك. وكم أناس كانوا يشاركون طلحة في قوله لأبي بكر: ما تقول لربك وقد وليت علينا فظا غليظا (2).
وأما عثمان فنصبته الشورى على هنات بين رجال الشورى عقد له عبد الرحمن بن عوف ولم يشترطوا اجماع من في المدينة ، حيث عقد عبد الرحمن البيعة لصاحبه وسيفه مسلول على رأس الإمام علي بن أبي طالب قائلا له: بايع وإلا ضربت عنقك. ولحقه أصحاب الشورى قائلين بايع وإلا جاهدناك.
وقوله عليه السلام يوم قال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: إذهب فادع لي عليا. فذهب إلى علي فقال: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله. فقال امير المؤمنين عليه السلام : (( لسريع ما كذبتم على رسول الله)) . فرجع فأبلغ الرسالة ثم قال أبو بكر: عد إليه فقل له: أمير المؤمنين يدعوك لتبايع. فجاءه قنفذ فأدى ما أمر به فرفع علي عليه السلام صوته فقال: (( سبحان الله لقد ادعى ما ليس له )) .
---------------------------------------------------------------
1- راجع الرياض النضرة 1: 181 كنز العمال 6: 324.
2- المغالاة في فضائل الخلفاء الثلاثة - تأليف
العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني
سلسلة الكتب المؤلفـة في رد الشبهـات ص (3)
فأين العصمة المزعومة ؟ ثم أين الإجماع المدعى عليها ؟ وأنى كان الإجماع على الخلافة ؟ ومتى تحقق ؟
هذه فاطمة عليها السلام وهي صديقة يوم خرجت عن خدرها وهي تبكي وتنادي بأعلى صوتها: (( يا أبت! يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة )) (1).
ويوم لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، وارتج المجلس (2). و قالت لأبي بكر: (( والله لأدعون عليك بعد كل صلاة أصليها ))، ويوم ماتت وهي واجدة ( اي ساخطة ) على أبي بكر.
وماذا فعلوا بأمير المؤمنين عي عليه السلام وهو الصديق الأكبر يوم قادوه، كما يقاد الجمل المخشوش إلى بيعة عمت شومها الاسلام، وزرعت في قلوب أهلها الآثام، وعنفت سلمانها، وطردت مقدادها، ونفت جندبها، وفتقت بطن عمارها، وحرفت القرآن، وبدلت الأحكام، و غيرت المقام، وأباحت الخمس للطلقاء، وسلطت أولاد اللعناء على الفروج والدماء، و خلطت الحلال بالحرام، واستخفت بالإيمان والاسلام، وقتلت ابن بنت نبيها ، وسبي حرمه ، وقتل انصاره ، وهدمت الكعبة .
ولو كان يرى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يرى أن أبا بكر خير الناس فلماذا تقاعد عن بيعته إلى أن توفيت سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ؟ وكان له وجه عند الناس أيام حياتها كما أخرجه البخاري نفسه في صحيحه .
---------------------------------------------------------------
(1) الإمامة والسياسة 1: 12.
(2) تاريخ ابن عساكر 3: 407.
فلم كل هذا الغلو والتمجيد في قوم لم تكن الخلافة لهم عنوان ، وقد كانوا يقولون اذا اقبل عليهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : (( أتـى خير البــرية )) .
تعليق