1- قال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ( ج 1 ص 172: ح436 ) : حدثنا مسدد قال حدثنا عبد العزيز بن مختار قال حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة قال لي بن عباس ولابنه علي انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال ثم كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فينفض التراب عنه ويقول ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار .
قال محمد بن إسماعيل الصنعاني (773-852هـ) في كتابه سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام ج:3 ص:258: قال ابن عبد البر تواترت الأخبار بهذا وهو من أصح الحديث .
2- تعريف القرآن الكريم بمن يدعون إلى النار :
قال تعالى في سورة القصص، الآية41: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ
وقال تعالى في آية أوضح بياناً، من سورة غافر، الآية41: يصف فيه حال المشركين الذين يرفضون دعوة داعي الله: وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ !
وفي آية أشد وضوحاً قال تعالى في سورة البقرة، الآية 221: وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ (أي المشركون والمشركات) يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ!
وفي آية أوضح وأوضح تبين حال الفراعنة :
َقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ
إذن الآيات الكريمة تخبرنا بأن الذين يدعون إلى النار هم المشركون !
3- أجمع المفسرون على أن معنى ( يدعون إلى النار ) أي : أن المشركين يدعون أوليائهم إلى الأفعال الموجبة لدخول النار .
مثل ماذا ؟ مثل ما رواه مسلم !
4- قال الإمام مسلم ( ح 2404 ) : عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب ؟
______________________________
النتيجة : أن معاوية يدعو إلى النار من خلال سوق شيعته إلى انتقاص أهل البيت وغمطهم مكانتهم وبخسهم حقوقهم , وهذا العمل من أكبر دواعي دخول النار , ومن ثم دخول صاحبه النار . وإمامه في ذلك هو معاوية .
إمضاء وتوقيع
محمد بن إسماعيل البخاري
مسلم بن الحجاج النيسابوري
_________________________________
5- وفي السلسلة الصحيحه للالباني ج 2 ص 996-998 ( ح رقم 3332 ) : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من سب عليا فقط سبني ) .
وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني: إسناده صحيح، (تهذيب الخصائص، ص76، ح86) ط. دار الكتب العلمية.
انظر كذلك كتاب (الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة، ص39) إشراف وتقديم مقبل بن هادي الوادعي: الحديث صحيح .
وأخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (ج2 \ ص735، ح1011)، قال المحقق وصي الله محمد عباس: إسناده صحيح.
وصححه ابن الجزري في مناقب الاسد الغالب ص20.
وصح أيضاً :
( ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل ) السلسلة الصحيحة 1299.
( وأنا منك، وأنت مني ) السلسلة الصحيحة 1550
( إن عليا مني وانا منه ) السلسلة الصحيحة 2223.
( من آذى عليا فقد آذاني ) السلسلة الصحيحة 2295. وقد جعله (ابو اسحاق الحويني) شاهدا على صحة حديث (من سب عليا)، فإن سب علي هو أذى لرسول الله (ص) ( فمن معاوية بعد هذا ؟ ) والله سبحانه يقول: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا.
تعليق