ارتفاع ضغط الدم لدى الاطفال من الامراض الخطيرة اذا لم تكتشف سريعاً، وللأسف يتهاون في أخذ قياس ضغط الدم لدى الطفل حيث ان الطفل اثناء زيارته الى المستوصف او المستشفى ولنقل البعض، فقط يقومون بقياس حرارة الطفل وطوله، ووزنه فقط وينسون او يتناسون قياس الضغط وذلك اما لعدم وجود جهاز قياس ضغط الدم الالكتروني، مع العلم ان قياس الضغط من خلال الجهاز العادي ممكن ولكن يحتاج الى استخدام الكف المناسب، واخذ القياس عدة مرات وخاصة بعد تهدئة الطفل. ويجب على الطبيب الصبر اثناء اخذ الضغط، واما يكون تهاوناً واهمالاً. لذا على كل اب او ام عند كل مراجعة الى المستشفى او المستوصف ان يطلب قياس ضغط الطفل ويصر على ذلك.
أسباب ارتفاع ضغط الدم لدى الاطفال:
أولاً: الضيق الوراثي لقوس العرنتين في الشريان الأبهر:
هذا التشوه الخلقي في اكبر الشرايين الخارجة من القلب ويمكن اكتشافه سريعاً بعد ولادة الطفل حين يسمع الطبيب من خلال السماعة نفساً او لغطاً في الظهر، بالاضافة الى العلامة المميزة والذي يكتشفها الطبيب من خلال فحص الطفل الرضيع جيداً وبأمانة الا وهي اختفاء النبض الفخذي في ثنية الفخذ. لذا فإن التواتر النسبي لهذه الاصابة وتوقعها من قبل الطبيب يبرر البحث دوماً عن النبض الفخذي لدى المولود الجديد والتأكد من ذلك. اذ ان ذلك يستغرق وقتاً للتأكد وهناك اطباء عوقبوا من جراء عدم اكتشاف ذلك بعد الولادة. لأن عدم اكتشافه مبكراً يؤثر على القلب والطفل معاً وتصعب اجراء العملية لوجود مضاعفات التأخير في اجراء العملية وعدم تناول ادوية مخففة.
وعلاج هذه الحالة جراحي من قبل جراحي القلب والعمر المناسب هو في حوالي الاربع او الخمس سنوات، وربما قبل ذلك ويعتمد ذلك على شدة هذا التشوه الخلقي ومصاحبته لتشوهات اخرى. وتقييم الطبيب للحالة، وعادة يصبح الضغط طبيعياً بعد العملية مباشرة.
ثانياً: الكلى:
في حوالي 80% من حالات ارتفاع الضغط لدى الاطفال يكون السبب هو الكلى: تصبح الكلية ندبية اثر اصابة في القنوات البولية التي لم يلاحظها أحد، ويمكن ان تكون هذه الاصابات وحيدة الجانب او مزدوجة او مرتبطة بجزء من الكلية فقط. من المستحيل، في معظم الاحيان، معرفة ما اذا كانت هذه الكلى الندبية من الحالات المكتسبة او الموروثة. كذلك قد يكون سبب الارتفاع في الضغط مرضاً وراثياً في الكلية مع تمدد كيسي في قنوات تجميع البول او مع ضيق في شريان الكلية او ما يتفرع منه. وهذا من اهم الاسباب.
لذا يتطلب الكشف عن مرض الكلى المسؤول عن ارتفاع ضغط الطفل فحوصات شديدة التخصص مثل صورة بالاشعة للمسالك البولية وللأوردة فيها، وايضاً اجراء صورة صوتية تسمى دوبلر لشريان الكلية، وصورة اشعاعية للكلية.. الخ.. من الفحوصات الاخرى.
العلاج:
يمكن علاج بعض حالات ارتفاع الضغط بسبب الكلى بعملية جراحية اذا كان الجرح وحيد الجانب (البتر الجزئي او الكامل للكلية المجروحة، عملية جراحية وعائية) يسمح التقدم العلمي في مجال الجراحة، في معظم الاحيان باصلاح الخلل الشرياني المسؤول عن ارتفاع الضغط الوعائي يكفي التمدد البسيط بالكرية القابلة للانتفاخ كي تشفي بعض حالات الضيق ويعتمد ذلك على قرار الجراح المختص.
ثالثاً: الغدد الصماء:
قد يكون ارتفاع الضغط لدى الطفل ناتجاً عن سبب في الغدد الصماء مثل الغدة الدرقية والنخامية والكظرية وهذا في الحقيقة موضوع طويل ولكن بمجرد توقع الطبيب ان الاسباب تلك بناءً على وجود بعض الاعراض او العلامات يقوم باجراء الفحوصات المخبرية والاشعاعية اللازمة لاكتشاف السبب الرئيسي.
رابعاً: الضغط العصبي:
ارتفاع الضغط العصبي حقيقة واقعة: فهو يصيب الاطفال او المراهقين الانفعاليين والقلقين الذين يرتفع ضغطهم عند كل انفعال وخاصة اثناء الفحص الطبي. يطال هذا الارتفاع الضغط العالي لا الضغط المنخفض. وبعد الاسترخاء لعدة دقائق، تعود الارقام الى الحالة الطبيعية. فمن الضروري مراقبة هذه التغيرات في الضغط لدى الطفل. فضغط الشرايين ثابتة بيولوجية تسيطر عليها ميكانيزمات ضابطة تدل التغيرات الكبيرة تحت تأثير الانفعال على وجود خلل في هذه الميكانيزمات (كيفية حدوث الشيء).
خامساً: ارتفاع أساسي في الضغط:
يبقى سؤال أخير شديد الاهمية. هل يصاب الطفل بارتفاع اساسي في الضغط (أي دون معرفة السبب) كما يحدث لدى الكبار اذا ان هذا هو السبب الشائع لديهم. هذا الاحتمال بأنه السبب لدى الاطفال نادر، ولكنه يمكن لدى بعض الاطفال الكبار او المراهقين الشديدي السمنة، لا سيما اذا كان أحد والديهما كثير التوتر.
يتراجع ارتفاع الضغط في 50% من هذه الحالات بعد علاج بالأدوية لعدة سنوات. ويجب الانتظام في أخذ الادوية والمتابعة واتباع التعليمات من قبل الطبيب المعالج.