القصيدة العاشرة / في حق الإمام الباقر عليه السلام الذي رأى أول طفولته كل أهوال كربلاء :
نبع البراءة
إلى أُفُقٍ دامي الجوانحِ تنظُرُ === وفي رِئَتيْكَ الأُمنياتُ تكسَّرُ
وحولَكَ يا نبعَ البراءةِ صِبْيَةٌ === تطارِدُها نارُ الطفوفِ .. فتُذعَرُ
ربيعان رقّا عُمْرُكَ الوَرْدُ .. والأسى === يهيْمِنُ في عينَيْكَ كوناً يبَعثرُ
كأنك لم تَهْنأْ سوى حلمِ ليلةٍ === وفرَّ قبيلَ الصَحوِ فجرٌ معفَّرُ
وأنتَ على طولِ المدى خفقةٌ هوتْ === فشبّتْ على وجهِ الرمالِ تزمجرُ
وبينَ يديكَ الأُمهاتُ تهالكتْ === تضمُّ يتامى في العراءِ تفرفرُ
وتصمتُ ؛ لا هذا اللهاثُ يفلُّهُ === أُفولٌ ، ولا ذاك الصفاءُ يعَكّرُ
وليسَ على مَدّ التراب سوى دمٍ === تناثرَ ، وَهوَ الظامِئُ المُتسَعّرُ
ومزرعةٍ .. كانتْ رؤوسُ شُموسِكُمْ === قطافاً لها ... والأرذلونَ تنمَّروا
* * * * *
تمرُّ بك الأيامُ داميةَ الخُطى === وتمضي الليالي الحالكاتُ .. فتكبرُ
وتبقى على الأهدابِ أطيافُ كربلا === تؤرّقكَ الليلَ الطويلَ ... فتسْهَرُ
وأنتَ على هَمْسِ المُناجاةِ لهفةٌ === تــَـــأجـَّجُ ، والأنداءُ بالوجدِ تنثرُ
تَعلّمتَ سِرَّ التوقِ في بهجةِ الصِبا === وعصرُكَ مذهولُ المَلامحِ مقفِرُ
على شاطِئَيْ نَحْرِ (الحسينِ) ، ودمعةٍ === لوالدِكَ (السجادِ) .. قد كُنتَ تبحِرُ
وهذا الزمانُ المِسْخُ ينسلُ أوجُهاً === بهيْمِيةً ، والمُلْكُ قنٌّ مؤمَّرُ
وأنتَ معينُ الحُبِ والخِصْبِ والهُدى === يفيضُ على الأرض المَواتِ فتزهِرُ
* * * * *
شَققْتَ ثرىً قد كانَ أنهَكهُ الظَما === وأرهقهُ الليلُ البهيمُ المُكدَّرُ
وكنتَ أفانينَ الصباحِ طريّةً === براعمها ، والوردُ نورٌ مُعَطّرُ
ولَمْلَمْتَ إخفاقَ الزمانِ فأوّبَتْ === خطاهُ التي عَفّا عليها التصحُّرُ
مدَدتَ إلى الإنسانِ كفّاً نما بها === وَجيبُ فؤادٍ همُّهُ العَدلُ ينشرُ
وكانت عيونٌ ظامئاتٌ برِقها === إلى راحتيكَ النبعِ تهفو وتزفرُ
فلامَسْتَها وانهلَّ دهرٌ مُحبَّرُ === وأنعَشتَ آمالاً تكادُ تُدَمَّرُ
وحينَ أذاقتْكَ الطغاةُ سُمومها === سموتَ وفي عينيكَ كونٌ مُنَوَّرُ
للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
نبع البراءة
إلى أُفُقٍ دامي الجوانحِ تنظُرُ === وفي رِئَتيْكَ الأُمنياتُ تكسَّرُ
وحولَكَ يا نبعَ البراءةِ صِبْيَةٌ === تطارِدُها نارُ الطفوفِ .. فتُذعَرُ
ربيعان رقّا عُمْرُكَ الوَرْدُ .. والأسى === يهيْمِنُ في عينَيْكَ كوناً يبَعثرُ
كأنك لم تَهْنأْ سوى حلمِ ليلةٍ === وفرَّ قبيلَ الصَحوِ فجرٌ معفَّرُ
وأنتَ على طولِ المدى خفقةٌ هوتْ === فشبّتْ على وجهِ الرمالِ تزمجرُ
وبينَ يديكَ الأُمهاتُ تهالكتْ === تضمُّ يتامى في العراءِ تفرفرُ
وتصمتُ ؛ لا هذا اللهاثُ يفلُّهُ === أُفولٌ ، ولا ذاك الصفاءُ يعَكّرُ
وليسَ على مَدّ التراب سوى دمٍ === تناثرَ ، وَهوَ الظامِئُ المُتسَعّرُ
ومزرعةٍ .. كانتْ رؤوسُ شُموسِكُمْ === قطافاً لها ... والأرذلونَ تنمَّروا
* * * * *
تمرُّ بك الأيامُ داميةَ الخُطى === وتمضي الليالي الحالكاتُ .. فتكبرُ
وتبقى على الأهدابِ أطيافُ كربلا === تؤرّقكَ الليلَ الطويلَ ... فتسْهَرُ
وأنتَ على هَمْسِ المُناجاةِ لهفةٌ === تــَـــأجـَّجُ ، والأنداءُ بالوجدِ تنثرُ
تَعلّمتَ سِرَّ التوقِ في بهجةِ الصِبا === وعصرُكَ مذهولُ المَلامحِ مقفِرُ
على شاطِئَيْ نَحْرِ (الحسينِ) ، ودمعةٍ === لوالدِكَ (السجادِ) .. قد كُنتَ تبحِرُ
وهذا الزمانُ المِسْخُ ينسلُ أوجُهاً === بهيْمِيةً ، والمُلْكُ قنٌّ مؤمَّرُ
وأنتَ معينُ الحُبِ والخِصْبِ والهُدى === يفيضُ على الأرض المَواتِ فتزهِرُ
* * * * *
شَققْتَ ثرىً قد كانَ أنهَكهُ الظَما === وأرهقهُ الليلُ البهيمُ المُكدَّرُ
وكنتَ أفانينَ الصباحِ طريّةً === براعمها ، والوردُ نورٌ مُعَطّرُ
ولَمْلَمْتَ إخفاقَ الزمانِ فأوّبَتْ === خطاهُ التي عَفّا عليها التصحُّرُ
مدَدتَ إلى الإنسانِ كفّاً نما بها === وَجيبُ فؤادٍ همُّهُ العَدلُ ينشرُ
وكانت عيونٌ ظامئاتٌ برِقها === إلى راحتيكَ النبعِ تهفو وتزفرُ
فلامَسْتَها وانهلَّ دهرٌ مُحبَّرُ === وأنعَشتَ آمالاً تكادُ تُدَمَّرُ
وحينَ أذاقتْكَ الطغاةُ سُمومها === سموتَ وفي عينيكَ كونٌ مُنَوَّرُ
للدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
تعليق