
ان حوالي 15% من المتزوجين مصابون بالعقم ومسؤولية الرجل تصل الى حوالي 50% من هذه الحالات كما ذكرنا سابقاً في مقالتنا عن العقم عند الرجال في هذه الجريدة. و حيث ان الكثير من العقاقير التي يتناولها الرجل لمعالجة مختف الأمراض قد تؤثر سلبياً على جهازه التناسلي علينا مناقشتها بالإسهاب وتوضيح تأثير التدخين والكحول والمخدرات على طاقة الرجل التناسلية وأمله في الانجاب، وقد يساعد ذلك طبيبه على استبدال الدواء المضر بدواء آخر سليم، ويزيد أمل نجاح علاج عقمه. هنالك أربع آليات أساسية تتحكم بإفساد الجهاز التناسلي نتيجة هذه المواد السامة وبعض العقاقير. وهي تشمل المفعول السمي المباشر على الخصيتين او تعطيل محور الدماغ والغدة النخامية والخصيتين من حيث افراز الهرمونات الضرورية لعملية الانطاف او احداث ضعف جنسي او تخاذل في القذف او نقصان في الشهوة الجنسية.
الكحول
مضاعفات الإدمان على الكحول تشمل الضعف الجنسي وانخفاض الشهوة الجنسية والاستناث وتثدي الرجل من اسباب هذه العوارض تدني مستوى الهرمون الذكري في الدم من جراء انخفاض انتاجه في الخصيتين وارتفاع استقلابه في الكبد. والادمان على الكحول قد يسبب ايضاً تشمعاً في الكبد الذي يؤدي بدوره الى تعطيل محور الدماغ والغدة النخامية والخصية مع انخفاض في الهرمون النخامي LH الذي يحث الخصيتين إلى إفراز الهرمون الذكري والهرمون النخامي FSH الذي يساعد على الانطاف فيقلل ذلك حجم السائل المنوي وعدد الحييات المنوية. ومن المضاعفات الاخرى ارتفاع تركيز الهرمون الأنثوي عند الرجل مع تأثيره على الشهية والانتصاب والانطاف وتسببه انخفاض في حساسية اعصاب القضيب الذي يؤثر على آلية الانتصاب.
التدخين
لقد برهنت عدة دراسات طبية عن المفعول السلبي والمضر للتدخين على عملية الانطاف بالنسبة الى عدد الحييات المنوية وحركتها وشكلها.. فللمركبات السرطانية والطافرة الموجودة في دخان السجائر تؤثر على الخلايا المنقسمة ومنها خلايا الانطاف. وبينت عدة دراسات على الحيوانات ان مادة "النيكوتين" وغيرها من المواد السامة الموجودة في السجائر قد تسبب ضمور الخصية او تخاذل الانطاف او تشويهاً في شكل الحييات المنوية مما يؤدي الى العقم. وتبين ايضاً ان التدخين يؤدي الى ارتفاع تركيز هرمون "البرولكتين" المفروز منه الغدة النخامية والمضر للخصية اذا ما ارتفع تركيزه في الدم والهرمون الانثوي "استرادايول" الذي يصد انتاج الغدة النخامية للهرمونات التناسلية وقد يسبب العقم والضعف الجنسي. ومن اضرار التدخين الاخرى زيادة تركيز مادة نورأبينفرين الودية في الجسم التي تساعد على تحويل الهرمون الذكري الى هرمون انثوي مع عوارضه الجانبية.
المخدرات
المخدرات سامة للجسم والعقل والخصيتين وقد تسبب العقم نتيجة تأثيرها على عملية الانطاف، وتسبِّبها تشويه شكل الحييات المنوية وتخفيض عددها وحركتها. انها ايضاً تقمع انتاج الهرمونات النخامية مع تدني تركيز الهرمون الذكري ويؤدي ذلك الى الضعف الجنسي وفقدان الشهوة الجنسية. وبعضها سام للخلايا الانطافية في الخصية، تقتل بعضها وتشوه الكثير منها فحذار من استعمال هذه المواد السامة التي قد تسبب ضرراً فادحاً في الجسم والعقل وتؤدي الى الضعف الجنسي والعقم وتمنع الرجل من الاستمتاع بحياة جنسية ممتعة وإنجاب اطفال يشرقون حياته ويخلدّون سليلته.