
إحياء اليوم العالمي الثامن للطفل الرضيع (ع) في حسينية المهدية بالعمران الجنوبية في الأحساء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
لقد سعى خدمة الرضيع بالعمران الجنوبية في الحسينية المهدية هذا العام عام 1432 هـ لإقامة مراسم اليوم العالمي لباب الحوائج عبدالله الرضيع وذلك في صباح أول جمعة من شهر محرم 3/1/ 1432هـ وهذه السنة هي السنة الرابعة التي نحيي فيها هذه الذكرى العظيمة ..
فببركات محمد وآل محمد ومحبيهم كان لهذه السنة توفيق إلهي خاص فمنذ صلاة الفجر والحضور يتوافد إلى مجلس الرضيع بشكل كبير تجاوز الألف تقريباً . وببركات الرضيع تعرض الحاضرين لنفحة من النفحات الحسينية وهي تبركهم براية أبي الفضل العباس ... وفتحت هذه الأجواء المباركة ببعض اللطميات وبحديث الكساء وزيارة الناحية المقدسة للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لجده الإمام الحسين عليه السلام ،التي تعالت فيها الأصوات الضاجة بالبكاء وسبحت القلوب في بحر الألم على ماجرى على أهل بيت النبوة في كربلاء ومن فاجعة ذاك اليوم إلى فاجعة هذا اليوم في العراق إذ أنتقلت القلوب بين المصابين وعاشت في ظلهم عندما تم تقديم عرض خاص ببعض أوضاع العراق الجريح الذى أدمى القلوب ...
وهنا بدأنا البرنامج لهذا المجلس الحسيني العظيم ..إذ وقفت القلوب المحبة وقفة إنصات وخشوع عندما إستهل البرنامج بالأيات الأولى المباركة من سورة مريم إلى أن أنصهرت القلوب في بحر الفاجعتين فاجعة المحسن وفاجعة علي الأصغر وعاشت لحظات عزاء ومواساة للزهراء والحسين ،بل عاشت جرح الزهراء في كلا المصيبتين وذاك في لطمية المجلس التي كانت بعنوان "تقول الوديعة."
وكان مطلعها:
أمك أنا يحسين طفلك وين دليني صار الجرح جرحين بالطفلين واسيني
إذ كان لها وقعً كبيرً على الحاضرين إلى أن كانت لنا وقفة حزن خاص عاش فيها الموالين والمحبين بدموعهم المنهمرة على الرضيع الضامي عمق المأساة التي تعرض لها هذا الصغير في عمره ...الكبير في عطاءه وذلك من خلال فلم قصيرجدا يبين المظلومية الكبيرة التي لحقت برضيع الحسين من عطش وقتل والتي تبين حقارة من تعاطى مع الموكب الحسيني الإلهي العظيم بلا رحمة أوإنسانية ..
بعدها قدمنا مشهداً جميلاً ومؤثراً على لسان أطفال عشقوا الرضيع وعاشوا مصيبته فخاطبوا الرضيع خطاباً يظهرون فيه هذه المظلوميتة وكيف قتل بلاذنب ولاجرم وكيف أنتهكت حرمة من لايقوى على القتال ..وكيف أن هذه المظلومية أصبحت لأطفال هذا العالم منهجاُ وطريقاً للحق لينتهجوه وأن الهدف الإلهي الكبير الذي ضحى من أجله أبيه الحسين "ع" سيبقى هو الهدف الأساس الذي سيسعى له العاشقون ويضحوا من أجله ..
بعد هذه اللحظات وقفنا وقفة تأمل في بركات الرضيع ونفحاته وألطافه الخاصة لمريديه والطارقين بابه وكان ذاك في عرض خاص بعنوان " رضيع يستنزل الرحمة" يبين كيف أن هذا الرضيع كانت له لحظات خاصه مع أبيه الحسين وكيف أصبح هذا الرضيع بعد شهادته العظيمة باباً من أبواب الحوائج ومحط لنزول الرحمات والبركات الإلهية ..
وقبل الختام كانت كلمة المجلس ... التي تفاعل معها الناس كثيراً وتركت طابعاً خاصاً في النفوس وتأثرالناس بها كثيراً إذا كانت بعنوان " الرضيع جذبة الحسين الإلهية " تضمنت هذه الكلمة كيف أن كربلاء كان من أبرز عناوينها عنوان الشهادة ..وكيف تنوعت كربلاء في أطروحاتها وفي تضحياتها وفي عطاءتها وفي شهداءها إذ لم تكن كربلاء للرجال دون النساء ولا للشباب دون الكهول ولم تستثني حتى الأطفال وكان أبرز أطفال كربلاء هو صاحب هذه المراسم العالمية..وصحيحٌ أن من أستشهدوا بين يدي الحسين ضربوا أروع الصور والتي تفوق حد التصور ولكن كان للإمام الحسين عليه السلام معجزة خارقة للعادة جداً وهي حين ضحى بطفله الرضيع العملاق الذي مازال صداه مدوياً إلى الأن وينشر رسالة أبيه بأبهى صورة وأعلى موقف ..إذ كانت شهادته متميزة وفريدة فخصه الله بخصائص لم تكن لأحد من شهداء كربلاء وهذا الخصائص أقتبست من كتابات وأطروحات خادم الحسين سماحة السيد علي جمال أشرف الحسيني ..
وبعد هذا الزخم من المعرفة الإلهية والتفاعل مع جذبة الحسين الخاصة كانت هذه الرحلة أكثر تكاملاً بالبكاء والأنيين والألم في عرض مصيبة الرضيع وفاجعته الكبرى فإحترقت القلوب وأكتوت الأفئدة بنارالمصاب الفجيع ..فالكل جاؤا معزين للزهراء والحسين والرباب وللحجة بن الحسن المهدي أرواحنا فداه ..جاؤوا معزين بدموع العين التي لم تتوقف حال قرآءة المصيبة والتي كان بعدها اللطم ثم الختام الإلهي الكبير بدعاء الفرج لولي الله الأعظم الذي مازال ينتظرنا حتى يأخذ بثأر جده الحسين وعمه الرضيع ويرفع مظلومية كل مظلوم ..
هذا وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين .....
حرر بقلم:
اللجنة المسؤولة عن مراسم الطفل الرضيع بالعمران الجنوبية
..ولنا شرف خدمته
الأحساء في: يوم الجمعة 18 /1/ 1432هـ