المشاركة الأصلية بواسطة الاميني
أولا: لا يوجد اختلاف بين قولك بأنكم تأخذون بالمعنى المجازي و بين قول الآخرين بأنهم يؤولون . فالفكرة واحدة و النهاية واحدة كذلك . ففي كلتا الحالتين ، تنفون الصفة بمعناها الظاهري الحقيقي و تثبتون معنى آخر ! تقول أنت بأنه المعنى المجازي للصفة و يقول آخر بأنه تأويل الصفة و المراد منها ..
ثانيا : في اللغة العربية لا يمكن الحكم على جملة على أنها مجازية إلا إذا كان من المستحيل تحققها بالمعنى الظاهري.ففي جملة : رأيت أسدا يرمي . نحن افترضنا أنه من المستحيل رؤية أسد يرمي ، فتم الحكم على أنها جملة مجازية من باب الاستعارة المكنية ، و أن الرامي الحقيقي هو إنسان تم تشبيهه بالأسد . و ينتفي هذا القول بمجرد رؤية أسد حقيقي يرمي ، فيكون حكمنا خاطئا ، لإمكانية وجود أسد حقيقي يرمي حاله حال الإنسان . و لتوضيح ذلك : لو جاء أحدهم و قال : أخبرني أسد بأني شجاع .. هنا سنفهم جملته على أنها مجازية ، و أن الأسد هنا هو إنسان . في حين لو قال سليمان عليه السلام : أخبرني أسد بأني شجاع .. فسنفهم الجملة على أنها حقيقية ، لإمكانية تكلم سليمان مع الحيوانات ، فلا عجب أن يكون هذا الأسد أسد حقيقي..و عليه ،، فالمجاز رهن على استحالة وقوع الجملة على وجه الحقيقة . و هذا مربط الفرس ، فأنتم عندما تعتبرون صفات الله مجازية ، فأنتم تنسبون إلى الله العجز عن اتصافه بالصفة على وجه الحقيقة، و هذا كلام خطير جدا . لأن الأصل أن الله سبحانه ليس كمثله شيء ، و لأنه كذلك فهو يتصف بأية صفة و لكن تلك الصفة ليست كمثل صفة المخلوقين لكون الخالق لامثيل له . فالصفة متحققة و لكن كيفية تحققها هي التي نجهلها . أما أنتم تنفون الصفة لاعتقادكم بأن الكيفية مستحيلة وجودها .. و هذا مكمن الخطر .
ثالثا : هناك فرق بين وجود الصفة و بين استخدام الصفة ، فعند قولك : البلد في يد الأمير .. فهنا تم استخدام يد الأمير في جملة ، لإعطاء معنى معين . و لكن الصفة متحققة للموصوف و هي أن للأمير يد ، و لكن استخدام يده في الجملة هو لإعطاء معنى القدرة و السيطرة . وبالنظر إلى يد الله ، فلكي يتم استخدامها في جملة لإعطاء معنى معين ، فلا بد أن تكون الصفة متحققة فيه أصلا . بيد أنكم تقولون أنه لا يد له ، فكيف يتم استخدام صفة ليست صفته للتعبير عن معنى آخر ؟؟ هذا النوع من الاستخدام يسمى استعارة ، فهو استعار صفتنا ليعطي معنى معين ، و بهذا نسبتم إلى الله استعارة صفات مخلوقاته ، و هذا مكمن الخطر .
تعليق