تويت
السيد جعفر العلوي لـ "إسلام تايمز" مقاومة شبابنا ضد النظام الخليفي هي موضع فخرنا أمام الأمم
قرار اسقاط النظام الخليفي يمثل قمة الوعي السياسي
اسلام تايمز - وصف الناشط والمعارض البحريني السيد جعفر العلوي النظام الخليفي بـ "المتفرعن". مؤكداً أن قرار الشعب بإسقاط النظام الخليفي يمثل قمة الوعي في العمل السياسي.
وقال القيادي في تيار العمل الإسلامي السيد جعفر العلوي في مقابلة مع مراسل "إسلام تايمز" إن غالبية شعبنا ولله الحمد وصلت الى نتيجة حاسمة أن لا يمكن بقاء هذا النظام، وإن من الممكن إسقاطه. مضيفاً أن الحوار يكون مع النظام القابل للإصلاح وإن النظام الخليفي لا يمكن إصلاحه والحوار معه.
وأضاف السيد العلوي " أقبّل أيدي شبابنا الثائرين وأنحنى تواضعاً لحرائرنا الثائرات، فما يقومون به من أعمال بطولية ومقاومة باسلة هي موضع فخرنا أمام الأمم، بل أن هذه الأعمال البطولية ستكون رفعة لهم في الدنيا والأخرة، وسيكتبها التاريخ بأحرف أفضل من الذهب".
واشار أن سياسية القمع والقبضة الأمنية لن تجد نفعاً ولن تكسر إرادة وعزيمة الشعب الثائر.
وعن مقاطعة الجمعيات البحرينية للانتخابات، قال السيد جعفر العلوي أن "أغلب الجميعات السياسية البحرينية مع إحترامي لها ليست جمعيات ثورية بالرغم من إنتماء بعضها لقوى ثورية في السابق، ولذا لم تستطع أن تتوائم مع حركة الجماهير العريضة في ثورة 14 فبراير والتي أعلنت عالياً مطالبتها بإسقاط النظام بينما بقت الجمعيات تطالب بإصلاحات في ظل وجود النظام، مع أن كل المعطيات التاريخية والحاضرة والإستشفاف المستقبلي القائم على الدليل الواضح يكشف عجز النظام وهرمه وعدم قدرته على الإصلاح".
نص المقابلة التي أجراها مراسل موقع "إسلام تايمز"
* ـ برأيكم هل أن الحل في البحرين هو بإسقاط النظام خصوصا بعد فشل الحوار المزعوم.
الجواب:
أصل وجود أي نظام سياسي هو في مدي خدمته وحمايته للشعب وتحقيقه لتطلعاته، وحين يتحول النظام الى وحش كاسر ضد شعبه ينهب ثرواته ويقطع أرزاقه ويهدد أمنه ويحاربه في معتقداته ويهدم مساجده ويحرق قرآنه ويقوم بسجن وتعذيب خيرة أحراره وحرائره فإن هذا النظام لا يستحق البقاء لأنه فقد مبررات وجوده، بل يستحق إنهاء وجوده، إذ كل لحظة في إستمراره يعنى عظائم الجرائم الإنسانية وغيرها.
ومن هنا فإن هناك ضرورة شرعية وعقلية وجماهيرية لإسقاط هذا النظام المتفرعن. إن غالبية شعبنا ولله الحمد وصلت الى نتيجة حاسمة أن لا يمكن بقاء هذا النظام، وإن من الممكن إسقاطه، وبالتالي فقد رفعت جماهير الشعب شعار أن لا حوار قبل سقوط النظام وهو يمثل قمة الوعي في العمل السياسي.
فالحوار يكون مع نظام قابلٌ للإصلاح، في حين أن نظام آل خليفة كنظام ملكي طاغوتي يرى نفسه فوق الجماهير وأركانه فوق القانون، فمن المستحيل تحقيق أي نوع من التغيير الإيجابي والإصلاحي بواسطته، وقد حسم الله تعالى كلامنا في هذا الأمر، حيث أبان أن الأنظمة الملكية الفرعونية لا يخرج منها إلا الفساد وإذلال الناس، وهو قوله تعالى: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون" وبالفعل طوال وجود آل خليفة في البحرين هكذا كان فعلهم الدامي والفاسد.
* ـ الا تعقتد أن سياسة القمع الخليفية لم تجد نفعا تجاه صمود الشعب البحريني؟
الجواب:
بالطبع أن سياسة القمع لم ولن تجدي، لأن أي شعب حين يقرر النهوض والقيام ضد حكامه الطغاة، فلن يستطيع أحدٌ مهما أوتي من قوة أن يكسر إرادة وعزيمة وقوة ذلك الشعب. وعلى الرغم من أن القمع الخليفي مدعوم أمريكياً بالقرار السياسي والأدوات القمعية من أسلحة ورصاص لهذا النظام، ومدعوم بالتدخل السعودي العسكري والسياسي المباشر، فإن هذا القمع، بل القتل والتعذيب الى درجة القتل، وبقية الوسائل الوحشية فشلت في إيقاف عجلة الثورة وأعزي سبب فشل قمع النظام الى تمسك الجماهير بقيم الدين وسيرها على الأسباب الصحيحة للصراع، ووقناعتها بأن الأزمة أعمق من إصلاحات تتحقق في ظل وجود النظام بل الأزمة هي أساساً في أصل وجوده. وهذه إرادة الله في التغيير حين يتواجد من يتحمل المسئولية. وقد قال الله تعالى: لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ.
* ـ كيف تفسر مقاطعة الجمعيات البحرينية للانتخابات؟
الجواب:
أغلب الجميعات السياسية البحرينية مع إحترامي لها ليست جمعيات ثورية بالرغم من إنتماء بعضها لقوى ثورية في السابق، ولذا لم تستطع أن تتوائم مع حركة الجماهير العريضة في ثورة 14 فبراير والتي أعلنت عالياً مطالبتها بإسقاط النظام بينما بقت الجمعيات تطالب بإصلاحات في ظل وجود النظام، مع أن كل المعطيات التاريخية والحاضرة والإستشفاف المستقبلي القائم على الدليل الواضح يكشف عجز النظام وهرمه وعدم قدرته على الإصلاح، والنخب السياسية في الجمعيات تدرك ذلك جيداً. في حين أن الجماهير الشعبية العريضة بوعيها النقي وحركتها الميدانية فاقت الجمعيات السياسية في الطرح والرؤية والعمل.
أما موضوع الإنتخابات فإن الجمعيات في نظري خضعت الى الإرادة الشعبية الجارفة، وإلا فإن النظام الخليفي ومجلسه النيابي الكاذب هو هو، لم يتغير قبل الثورة وأثناءها، ومعظم تلك الجمعيات نراها خالفت مواقفها السياسية التي كانت عليها في 2002 ورضت بالدخول في إنتخابات هذا المجلس الفاسد والمفسد بحسب تعبير سماحة الزعيم المعارض الشيخ المحفوظ. وأستثني من الجمعيات المذكورة، جمعية العمل الإسلامي لكونها أقرب في تعاطيها السياسي الى النظرة المبدئية في رفض مشاريع النظام، حتى الميثاق الخاطئ أعلن سماحة الشيخ المحفوظ رأيه الصريح والقوي ضده. واليوم تدفع هذه الجمعية ضريبة مواقفها البطولية والمبدئية حين أرتضت أن تكون في صف الجماهير في الثورة لا تتقدم عليهم بشيء، وهو ما أدى الى إعتقال معظم قادتها وكوادرها وإختفاء وهجرة العديد من رموزها والعاملين فيها، ومن هنا فإن الكيانات السياسية الأربع أمل وحق ووفاء والأحرار هي القوى الأساسية المصطفة مع هدف الجماهير والحركات الشبابية الناشطة في الثورة.
* ـ وزير الخارجية البحريني يتجاهل المسيرات الشعبية ويقول أن الوضع الأمني مستتب؟ ما هو تعليقكم؟
الجواب:
هذا الوزير ومن خلال أكثر من تصريح يكذب بإمتياز، فلطالما قال أموراً والعالم كله يعلم ويرى عكس قوله، وهو أكثر من غيره، يدرك أن الوضع الأمني ليس مستتباً، ولكنه يخادع العالم كشأن أي وزير فاسد في حكومة طاغوتية، وهذا الوزير بالخصوص هو الأكثر فشلاً وتعثراً في عمله لأنه يدافع ويتحرك مع نظام فاشل آيل للسقوط.
* ـ هل هناك أزمة حقيقة بين قطر والبحرين؟ وكيف تجد تعامل الاعلام العربي والدولي مع الثورة البحرينية؟
الجواب:
الأزمة بين هذين البلدين قديمة، وتعود الى مستوى كبير الى طبيعة عقلية آل خليفة الذين يرون أنفسهم فوق حكام الإمارات وقطر وعمان، في حين أن هذا الغرور ليس له أصل سوى أن تاريخ هذه الأسرة كان تاريخاً دموياً في مواجهة قبائل المنطقة.
أما الإعلام العربي فالشعبي والصادق منه فهو مصطف مع ثورتنا، في حين أن الإعلام التابع والدائر في فلك الحكومات العربية الظالمة فمن الطبيعي أن يحارب ثورتنا لأنها جزء من الحالة الثورية العربية التي تعارض هذه الأنظمة المهترئة. أما الإعلام الدولي فهو أكثر إنصافاً لأنه يتمتع بحرية كبيرة وليس مجيراً للأنظمة، ولذا فإن أكثر الفضائيات والصحف العالمية أدانت النظام وكشفت جرائمه ووقفت مع مظلومية شعبنا.
* ـ ما هي الخطوات التي تتخذها المعارضة البحرينية في الأيام المقبلة؟
الجواب:
المعارضة متحركة على أكثر من صعيد حالياً، وهي تحاول أن تزيد من لهيب وعمل هذه الأصعدة. فهناك حراك شعبي ثوري ميداني هو الرهان الأساس ، وهناك عمل إعلامي واسع لفضح النظام وتعريته عالمياً، وهناك تحرك سياسي لعزله، وهناك تحرك حقوقي لمحاكمة أركان ومنفذي جرائم النظام والضغط عليه دولياً وإعلامياً. ولله الحمد أن شبابنا الثوري قد انتقل الى مرحلة المقاومة المدنية الواسعة ميدانياً مع هذا النظام، وهذا الدفاع حقٌ مقدسٌ مكفولٌ في الشرائع السماوية والأرضية، فكيف يتسنى للنظام أن يقمعنا ويحاربنا بوحشية ونحن نتفرج على أفعاله الإجرامية، وقد قال الله تعالى وقوله الفصل: فمن اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما أعتدى عليكم، وقد قال أمير المؤمنين والمجاهدين: رد الحجر من حيث أتاك، فإن الشر لا يدفعه إلا الشر، وبالمناسبة أن هذا القول العلوي مجمعٌ عليه بين أهل السنة والشيعة، بل بستند عليه السنة الكرام في مواجهة الأشرار.
أما الطريقة السلمية فقد أستوفى شعبنا فوائد الإستفادة منها من إبراز مظلوميتنا أمام العالم، ونحن مستعدون للتعامل السلمي مع النظام بشرط أن يتعامل معنا بسلمية ويسمح بخروج المسيرات من دون تعدي عليها، كما كان الحال قبل نزول القوات السعودية، وقد قال تعالى: فإن جنحوا للسلم فأجنح لها. إننا بحمد الله نتحرك بوضوح ورؤية مبدئية وعقلية وواقعية وهي وفق نظر كبار المراجع والفقهاء المجاهدين أعزهم الله، أما التقوقع على طريقة السلمية مهما أرتكبوا من فظائع، فأقولها بصراحة أنها خلاف الشرع والعقل والواقع، وهو أسلوب وعقلية المنهزمين وليس شعبنا منهم ولله الحمد.
* ـ ما مدى صحة المعلومات التي تتحدث أن النظام سيلجأ إلى اغتيال رموز المعارضة وعلمائها؟
الجواب:
الأمريكان والنظام تبعاً له، صنفوا المعارضة الى معتدلة ويقصدون بها الوفاق والجمعيات الأخرى، ومتشددة ويقصدون بها جمعية العمل الإسلامي وبقية الفصائل الشعبية والثورية المخالفة، ووضعوا في نظرهم إستراتيجية لإحتواء المعتدلة وتصفية المتشددة من الواقع السياسي، والعمل السياسي للسلطة يكشف عن ذلك، فأنشطة الوفاق بالدرجة الأولى مرحب بها من قبل النظام حالياً بل يعتبرون الوفاق شريك إستراتيجي معه كما قال بذلك وزير الخارجية، رغبة في إحتواء هذه القوى المعارضة الأصيلة. في حين تقوم السلطة بعملية قمع متشددة للجانب الثوري من المعارضة تمهيداً لإزاحتها من المشهد السياسي كما قالوا، وذلك بأن تسجن وتطارد رموز وكوادر هذه المعارضة. و
لا أستبعد لجوء النظام لعملية القتل والتصفية الجسدية في المرحلة القادمة. وأقول أن الإمريكان خاطئون في هذا الإستراتيجية ولن يفلحوا في تحقيق تقدم في كلي جانبيها، وأدعو كافة قوى المعارضة الى تفويت الفرصة على أعدائنا، وإعلان البراءة التامة من المشركين الغربيين الذين يحاولون التحاور والضغط على بعض قوى المعارضة لتمييع الموقف الثوري بأنصاف حلول والقبول بفتات من النظام الديكتاتوري المستبد.
* ـ ما هي الرسالة التي تبعثها للشعب البحريني عبر موقع اسلام تايمز؟
الجواب:
أقول لشعبنا الكريم الأبي الشجاع، أنت اليوم وبحق تكتب ملحمة خلاصك الكبرى من الطغيان الخليفي، وهذه المعركة هي النزال الخطير والأخير مع هذا النظام، وهي تتطلب منا جميعاً صبراً وتحملاً وسيراً على مضض الجراح، فإننا على موعد من نصر الله المؤكد والمؤزّر. وقد أوضحنا في تيار العمل الإسلامي أن سقوط هذا النظام حتميٌ وقريب إنشاء الله، وجاء ذلك ضمن تأصيل لحقيقة سقوطهم وفقاً للرؤية القرآنية بعنوان "السقوط الحتمي والقريب لنظام آل خليفة"، وأدعو شعبنا لقرائته؛ لأهمية هذا البحث وضرورته في المرحلة الحالية وتحصيله سهل عبر البحث بالإنترنت. وكنا ولله الحمد نتحرك على خيار إسقاط النظام منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهو اليوم خيار الجماهير الواسعة، ولن ينفع فرعون البحرين كيده حيث أتى، فإن لله تعالى سنناً في الحياة، وسنته التغيير في الواقع السياسي أيضاً، إذا إستوفى كلا الطرفين الظالم والمظلوم شرائطها، وهاهي الشرائط تتحقق، والنظام الظالم الكافر الذي حارب القرآن عملاً وأطلق عليه الرصاص وحرقه يصطدم اليوم بالحقائق الربانية ومن صارع الحق صرعه.
وبحق أقول، إن بيننا وبين نصر الله العظيم فترة من الزمن علينا أن نتصبّر عليها ونقدم الغالي والنفيس في هذا الجهاد العظيم الذي هو موضع رضا الله جبار السموات والأرضين، نصير المستضعفين ومبير الظالمين الذي يؤمن الخائفين وينجّي الصالحين ويرفع المستضعفين ويضع المستكبرين ويُهلك ملوكاً ويستخلف آخرين. كما أرجو من شعبنا وهو في هذه المرحلة الخطيرة أن يتواصى بالحق فيما بينه، فعلينا أن نترك العواطف والإرتباط بالأشخاص مهما أحببناهم وننتقل الى الإرتباط بالبرامج والمناهج الصحيحة التي تمثل أسباب التغيير، فالأشخاص زائلون حتى وإن كانوا على حق، والمناهج الصحيحة هي الباقية، فلا يصح إلا الصحيح كما قال الإمام علي(ع)، وقد قال أيضا: لا يعرف الحق بالرجال، ولكن يعرف الرجال بالحق، اعرف الحق تعرف أهله.
وختاماً فأني أقبّل أيدي شبابنا الثائرين وأنحنى تواضعاً لحرائرنا الثائرات، فما يقومون به من أعمال بطولية ومقاومة باسلة هي موضع فخرنا أمام الأمم، بل أن هذه الأعمال البطولية ستكون رفعة لهم في الدنيا والأخرة، وسيكتبها التاريخ بأحرف أفضل من الذهب.
/انتهت المقابلة/
قرار اسقاط النظام الخليفي يمثل قمة الوعي السياسي
اسلام تايمز - وصف الناشط والمعارض البحريني السيد جعفر العلوي النظام الخليفي بـ "المتفرعن". مؤكداً أن قرار الشعب بإسقاط النظام الخليفي يمثل قمة الوعي في العمل السياسي.
وقال القيادي في تيار العمل الإسلامي السيد جعفر العلوي في مقابلة مع مراسل "إسلام تايمز" إن غالبية شعبنا ولله الحمد وصلت الى نتيجة حاسمة أن لا يمكن بقاء هذا النظام، وإن من الممكن إسقاطه. مضيفاً أن الحوار يكون مع النظام القابل للإصلاح وإن النظام الخليفي لا يمكن إصلاحه والحوار معه.
وأضاف السيد العلوي " أقبّل أيدي شبابنا الثائرين وأنحنى تواضعاً لحرائرنا الثائرات، فما يقومون به من أعمال بطولية ومقاومة باسلة هي موضع فخرنا أمام الأمم، بل أن هذه الأعمال البطولية ستكون رفعة لهم في الدنيا والأخرة، وسيكتبها التاريخ بأحرف أفضل من الذهب".
واشار أن سياسية القمع والقبضة الأمنية لن تجد نفعاً ولن تكسر إرادة وعزيمة الشعب الثائر.
وعن مقاطعة الجمعيات البحرينية للانتخابات، قال السيد جعفر العلوي أن "أغلب الجميعات السياسية البحرينية مع إحترامي لها ليست جمعيات ثورية بالرغم من إنتماء بعضها لقوى ثورية في السابق، ولذا لم تستطع أن تتوائم مع حركة الجماهير العريضة في ثورة 14 فبراير والتي أعلنت عالياً مطالبتها بإسقاط النظام بينما بقت الجمعيات تطالب بإصلاحات في ظل وجود النظام، مع أن كل المعطيات التاريخية والحاضرة والإستشفاف المستقبلي القائم على الدليل الواضح يكشف عجز النظام وهرمه وعدم قدرته على الإصلاح".
نص المقابلة التي أجراها مراسل موقع "إسلام تايمز"
* ـ برأيكم هل أن الحل في البحرين هو بإسقاط النظام خصوصا بعد فشل الحوار المزعوم.
الجواب:
أصل وجود أي نظام سياسي هو في مدي خدمته وحمايته للشعب وتحقيقه لتطلعاته، وحين يتحول النظام الى وحش كاسر ضد شعبه ينهب ثرواته ويقطع أرزاقه ويهدد أمنه ويحاربه في معتقداته ويهدم مساجده ويحرق قرآنه ويقوم بسجن وتعذيب خيرة أحراره وحرائره فإن هذا النظام لا يستحق البقاء لأنه فقد مبررات وجوده، بل يستحق إنهاء وجوده، إذ كل لحظة في إستمراره يعنى عظائم الجرائم الإنسانية وغيرها.
ومن هنا فإن هناك ضرورة شرعية وعقلية وجماهيرية لإسقاط هذا النظام المتفرعن. إن غالبية شعبنا ولله الحمد وصلت الى نتيجة حاسمة أن لا يمكن بقاء هذا النظام، وإن من الممكن إسقاطه، وبالتالي فقد رفعت جماهير الشعب شعار أن لا حوار قبل سقوط النظام وهو يمثل قمة الوعي في العمل السياسي.
فالحوار يكون مع نظام قابلٌ للإصلاح، في حين أن نظام آل خليفة كنظام ملكي طاغوتي يرى نفسه فوق الجماهير وأركانه فوق القانون، فمن المستحيل تحقيق أي نوع من التغيير الإيجابي والإصلاحي بواسطته، وقد حسم الله تعالى كلامنا في هذا الأمر، حيث أبان أن الأنظمة الملكية الفرعونية لا يخرج منها إلا الفساد وإذلال الناس، وهو قوله تعالى: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون" وبالفعل طوال وجود آل خليفة في البحرين هكذا كان فعلهم الدامي والفاسد.
* ـ الا تعقتد أن سياسة القمع الخليفية لم تجد نفعا تجاه صمود الشعب البحريني؟
الجواب:
بالطبع أن سياسة القمع لم ولن تجدي، لأن أي شعب حين يقرر النهوض والقيام ضد حكامه الطغاة، فلن يستطيع أحدٌ مهما أوتي من قوة أن يكسر إرادة وعزيمة وقوة ذلك الشعب. وعلى الرغم من أن القمع الخليفي مدعوم أمريكياً بالقرار السياسي والأدوات القمعية من أسلحة ورصاص لهذا النظام، ومدعوم بالتدخل السعودي العسكري والسياسي المباشر، فإن هذا القمع، بل القتل والتعذيب الى درجة القتل، وبقية الوسائل الوحشية فشلت في إيقاف عجلة الثورة وأعزي سبب فشل قمع النظام الى تمسك الجماهير بقيم الدين وسيرها على الأسباب الصحيحة للصراع، ووقناعتها بأن الأزمة أعمق من إصلاحات تتحقق في ظل وجود النظام بل الأزمة هي أساساً في أصل وجوده. وهذه إرادة الله في التغيير حين يتواجد من يتحمل المسئولية. وقد قال الله تعالى: لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ.
* ـ كيف تفسر مقاطعة الجمعيات البحرينية للانتخابات؟
الجواب:
أغلب الجميعات السياسية البحرينية مع إحترامي لها ليست جمعيات ثورية بالرغم من إنتماء بعضها لقوى ثورية في السابق، ولذا لم تستطع أن تتوائم مع حركة الجماهير العريضة في ثورة 14 فبراير والتي أعلنت عالياً مطالبتها بإسقاط النظام بينما بقت الجمعيات تطالب بإصلاحات في ظل وجود النظام، مع أن كل المعطيات التاريخية والحاضرة والإستشفاف المستقبلي القائم على الدليل الواضح يكشف عجز النظام وهرمه وعدم قدرته على الإصلاح، والنخب السياسية في الجمعيات تدرك ذلك جيداً. في حين أن الجماهير الشعبية العريضة بوعيها النقي وحركتها الميدانية فاقت الجمعيات السياسية في الطرح والرؤية والعمل.
أما موضوع الإنتخابات فإن الجمعيات في نظري خضعت الى الإرادة الشعبية الجارفة، وإلا فإن النظام الخليفي ومجلسه النيابي الكاذب هو هو، لم يتغير قبل الثورة وأثناءها، ومعظم تلك الجمعيات نراها خالفت مواقفها السياسية التي كانت عليها في 2002 ورضت بالدخول في إنتخابات هذا المجلس الفاسد والمفسد بحسب تعبير سماحة الزعيم المعارض الشيخ المحفوظ. وأستثني من الجمعيات المذكورة، جمعية العمل الإسلامي لكونها أقرب في تعاطيها السياسي الى النظرة المبدئية في رفض مشاريع النظام، حتى الميثاق الخاطئ أعلن سماحة الشيخ المحفوظ رأيه الصريح والقوي ضده. واليوم تدفع هذه الجمعية ضريبة مواقفها البطولية والمبدئية حين أرتضت أن تكون في صف الجماهير في الثورة لا تتقدم عليهم بشيء، وهو ما أدى الى إعتقال معظم قادتها وكوادرها وإختفاء وهجرة العديد من رموزها والعاملين فيها، ومن هنا فإن الكيانات السياسية الأربع أمل وحق ووفاء والأحرار هي القوى الأساسية المصطفة مع هدف الجماهير والحركات الشبابية الناشطة في الثورة.
* ـ وزير الخارجية البحريني يتجاهل المسيرات الشعبية ويقول أن الوضع الأمني مستتب؟ ما هو تعليقكم؟
الجواب:
هذا الوزير ومن خلال أكثر من تصريح يكذب بإمتياز، فلطالما قال أموراً والعالم كله يعلم ويرى عكس قوله، وهو أكثر من غيره، يدرك أن الوضع الأمني ليس مستتباً، ولكنه يخادع العالم كشأن أي وزير فاسد في حكومة طاغوتية، وهذا الوزير بالخصوص هو الأكثر فشلاً وتعثراً في عمله لأنه يدافع ويتحرك مع نظام فاشل آيل للسقوط.
* ـ هل هناك أزمة حقيقة بين قطر والبحرين؟ وكيف تجد تعامل الاعلام العربي والدولي مع الثورة البحرينية؟
الجواب:
الأزمة بين هذين البلدين قديمة، وتعود الى مستوى كبير الى طبيعة عقلية آل خليفة الذين يرون أنفسهم فوق حكام الإمارات وقطر وعمان، في حين أن هذا الغرور ليس له أصل سوى أن تاريخ هذه الأسرة كان تاريخاً دموياً في مواجهة قبائل المنطقة.
أما الإعلام العربي فالشعبي والصادق منه فهو مصطف مع ثورتنا، في حين أن الإعلام التابع والدائر في فلك الحكومات العربية الظالمة فمن الطبيعي أن يحارب ثورتنا لأنها جزء من الحالة الثورية العربية التي تعارض هذه الأنظمة المهترئة. أما الإعلام الدولي فهو أكثر إنصافاً لأنه يتمتع بحرية كبيرة وليس مجيراً للأنظمة، ولذا فإن أكثر الفضائيات والصحف العالمية أدانت النظام وكشفت جرائمه ووقفت مع مظلومية شعبنا.
* ـ ما هي الخطوات التي تتخذها المعارضة البحرينية في الأيام المقبلة؟
الجواب:
المعارضة متحركة على أكثر من صعيد حالياً، وهي تحاول أن تزيد من لهيب وعمل هذه الأصعدة. فهناك حراك شعبي ثوري ميداني هو الرهان الأساس ، وهناك عمل إعلامي واسع لفضح النظام وتعريته عالمياً، وهناك تحرك سياسي لعزله، وهناك تحرك حقوقي لمحاكمة أركان ومنفذي جرائم النظام والضغط عليه دولياً وإعلامياً. ولله الحمد أن شبابنا الثوري قد انتقل الى مرحلة المقاومة المدنية الواسعة ميدانياً مع هذا النظام، وهذا الدفاع حقٌ مقدسٌ مكفولٌ في الشرائع السماوية والأرضية، فكيف يتسنى للنظام أن يقمعنا ويحاربنا بوحشية ونحن نتفرج على أفعاله الإجرامية، وقد قال الله تعالى وقوله الفصل: فمن اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما أعتدى عليكم، وقد قال أمير المؤمنين والمجاهدين: رد الحجر من حيث أتاك، فإن الشر لا يدفعه إلا الشر، وبالمناسبة أن هذا القول العلوي مجمعٌ عليه بين أهل السنة والشيعة، بل بستند عليه السنة الكرام في مواجهة الأشرار.
أما الطريقة السلمية فقد أستوفى شعبنا فوائد الإستفادة منها من إبراز مظلوميتنا أمام العالم، ونحن مستعدون للتعامل السلمي مع النظام بشرط أن يتعامل معنا بسلمية ويسمح بخروج المسيرات من دون تعدي عليها، كما كان الحال قبل نزول القوات السعودية، وقد قال تعالى: فإن جنحوا للسلم فأجنح لها. إننا بحمد الله نتحرك بوضوح ورؤية مبدئية وعقلية وواقعية وهي وفق نظر كبار المراجع والفقهاء المجاهدين أعزهم الله، أما التقوقع على طريقة السلمية مهما أرتكبوا من فظائع، فأقولها بصراحة أنها خلاف الشرع والعقل والواقع، وهو أسلوب وعقلية المنهزمين وليس شعبنا منهم ولله الحمد.
* ـ ما مدى صحة المعلومات التي تتحدث أن النظام سيلجأ إلى اغتيال رموز المعارضة وعلمائها؟
الجواب:
الأمريكان والنظام تبعاً له، صنفوا المعارضة الى معتدلة ويقصدون بها الوفاق والجمعيات الأخرى، ومتشددة ويقصدون بها جمعية العمل الإسلامي وبقية الفصائل الشعبية والثورية المخالفة، ووضعوا في نظرهم إستراتيجية لإحتواء المعتدلة وتصفية المتشددة من الواقع السياسي، والعمل السياسي للسلطة يكشف عن ذلك، فأنشطة الوفاق بالدرجة الأولى مرحب بها من قبل النظام حالياً بل يعتبرون الوفاق شريك إستراتيجي معه كما قال بذلك وزير الخارجية، رغبة في إحتواء هذه القوى المعارضة الأصيلة. في حين تقوم السلطة بعملية قمع متشددة للجانب الثوري من المعارضة تمهيداً لإزاحتها من المشهد السياسي كما قالوا، وذلك بأن تسجن وتطارد رموز وكوادر هذه المعارضة. و
لا أستبعد لجوء النظام لعملية القتل والتصفية الجسدية في المرحلة القادمة. وأقول أن الإمريكان خاطئون في هذا الإستراتيجية ولن يفلحوا في تحقيق تقدم في كلي جانبيها، وأدعو كافة قوى المعارضة الى تفويت الفرصة على أعدائنا، وإعلان البراءة التامة من المشركين الغربيين الذين يحاولون التحاور والضغط على بعض قوى المعارضة لتمييع الموقف الثوري بأنصاف حلول والقبول بفتات من النظام الديكتاتوري المستبد.
* ـ ما هي الرسالة التي تبعثها للشعب البحريني عبر موقع اسلام تايمز؟
الجواب:
أقول لشعبنا الكريم الأبي الشجاع، أنت اليوم وبحق تكتب ملحمة خلاصك الكبرى من الطغيان الخليفي، وهذه المعركة هي النزال الخطير والأخير مع هذا النظام، وهي تتطلب منا جميعاً صبراً وتحملاً وسيراً على مضض الجراح، فإننا على موعد من نصر الله المؤكد والمؤزّر. وقد أوضحنا في تيار العمل الإسلامي أن سقوط هذا النظام حتميٌ وقريب إنشاء الله، وجاء ذلك ضمن تأصيل لحقيقة سقوطهم وفقاً للرؤية القرآنية بعنوان "السقوط الحتمي والقريب لنظام آل خليفة"، وأدعو شعبنا لقرائته؛ لأهمية هذا البحث وضرورته في المرحلة الحالية وتحصيله سهل عبر البحث بالإنترنت. وكنا ولله الحمد نتحرك على خيار إسقاط النظام منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهو اليوم خيار الجماهير الواسعة، ولن ينفع فرعون البحرين كيده حيث أتى، فإن لله تعالى سنناً في الحياة، وسنته التغيير في الواقع السياسي أيضاً، إذا إستوفى كلا الطرفين الظالم والمظلوم شرائطها، وهاهي الشرائط تتحقق، والنظام الظالم الكافر الذي حارب القرآن عملاً وأطلق عليه الرصاص وحرقه يصطدم اليوم بالحقائق الربانية ومن صارع الحق صرعه.
وبحق أقول، إن بيننا وبين نصر الله العظيم فترة من الزمن علينا أن نتصبّر عليها ونقدم الغالي والنفيس في هذا الجهاد العظيم الذي هو موضع رضا الله جبار السموات والأرضين، نصير المستضعفين ومبير الظالمين الذي يؤمن الخائفين وينجّي الصالحين ويرفع المستضعفين ويضع المستكبرين ويُهلك ملوكاً ويستخلف آخرين. كما أرجو من شعبنا وهو في هذه المرحلة الخطيرة أن يتواصى بالحق فيما بينه، فعلينا أن نترك العواطف والإرتباط بالأشخاص مهما أحببناهم وننتقل الى الإرتباط بالبرامج والمناهج الصحيحة التي تمثل أسباب التغيير، فالأشخاص زائلون حتى وإن كانوا على حق، والمناهج الصحيحة هي الباقية، فلا يصح إلا الصحيح كما قال الإمام علي(ع)، وقد قال أيضا: لا يعرف الحق بالرجال، ولكن يعرف الرجال بالحق، اعرف الحق تعرف أهله.
وختاماً فأني أقبّل أيدي شبابنا الثائرين وأنحنى تواضعاً لحرائرنا الثائرات، فما يقومون به من أعمال بطولية ومقاومة باسلة هي موضع فخرنا أمام الأمم، بل أن هذه الأعمال البطولية ستكون رفعة لهم في الدنيا والأخرة، وسيكتبها التاريخ بأحرف أفضل من الذهب.
/انتهت المقابلة/
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 720x540 .
تعليق