بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن التحريف و الزواج المؤقت وأتهام الصحابة هي ذخيرة من يريد الحط على المذهب الجعفري
فنادراً ما تجد من يتبع الأسلوب العلمي في الرد على الشيعة من منهاج إبن تيمية الذي أعتمد على الحط من قدر سيد الموحدين علي -صلوات الله عليه-
إلى تهريج و بتر أحسان إلهي ظهير للنصوص إلى شيوخ الفضائات اليوم
واليوم و قد أنكشفت الحقائق والعالم يتجه نحو التشيع
فيجد السني بأن سلفه لم يورثوه مادة علمية يرد فيها على الشيعة غير أنهم أما أن يروجوا أكاذيب
حول الزواج المؤقت أو أن يتهمونك بالتحريف أو أنك ورثت أحقاد على الصحابة من المجوس
وغيرها من أتهامات لا يقبلها عاقل
أو أن يأتى أحدهم بحديث و يقول أنظروا إلى عقائد الرافضة
حتى أن بعض العقلاء من أهل السنة أنفسهم قالوا بأنه لا يصح الأحتجاج بهذه الطريقة
على كل حال بالنسبة لموضوع التحريف
ستجد أنهم يتلاعبون بالألفاظ وهم يقولون بنفس قول الشيعة بالضبط
فإن قال صحابي أو أمام من أئمتهم بالزيادة أو النقصان فهو نسخ تلاوة
وإن قرأ الأية بغير المعني المتعارف عليه فيقولون القرأن نزل على عدة حروف
فمتي يقول بالتحريف بالضبط ؟
أما الشيعة فلم يضعوا هذه المصطلحات وسموا الزيادة و النقصان تحريف
فماذا لو أستخدم النصراني و اليهودي مصطلح نسخ التلاوة
وكلما أتيته بأدلة التحريف قال لك هذا منسوخ
فكيف ستقيم الحجة عليه ؟
وهو في النهاية ليس سوى زيادة و نقصان في كتاب الله
قال العلامة السيد الطباطبائي رضوان الله تعالى عليه :
" أو أن هذه الآيات - وقد دلت هذه الروايات على بلوغها في الكثرة-كانت منسوخة التلاوة كما ذكره جمع من المفسرين من أهل السنة حفاظاً لما ورد في بعض رواياتـهم أن من القرآن ما أنساه الله ونسخ تلاوته . فما معنى إنساء الآية ونسخ تلاوتـها ؟ أكان ذلك لنسخ العمل بـها ؟! فما هي هذه الآيات المنسوخة الواقعة في القرآن كآية الصدقة وآية نكاح الزانية والزاني وآية العدة وغيرها ؟ وهم مع ذلك يقسمون منسوخ التلاوة إلى منسوخ التلاوة والعمل معاً ومنسوخ التلاوة دون العمل كآية الرجم .
أم كان ذلك لكونـها غير واجدة لبعض صفات كلام الله حتى أبطلها الله بإمحاء ذكرها وإذهاب أثرها فلم يكن من الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟! ولا منـزه من الاختلاف ؟! ولا قولاً فصلاً ولا هادياً إلى الحق وإلى طريق مستقيم ؟! ولا معجزاً يتحدى به ؟! ولا ؟! ولا ؟! فما معنى الآيات الكثيرة التي تصف القرآن بأنه في لوح محفوظ ، وأنه كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأنه قول فصل ، وأنه هدى ، وأنه نور ، وأنه فرقان بين الحق والباطل ، وأنه آية معجزة ، وأنه ، وأنه ؟! فهل يسعنا أن نقول : إن هذه الآيات على كثرتـها وإباء سياقها عن التقييد مقيدةٌ بالبعض ؟! فبعض الكتاب فقط وهو غير المنسي ومنسوخ التلاوة لا يأتيه الباطل وقول فصل وهدى ونور وفرقان ومعجزة خالدة ؟!
وهل جعلُ الكلام منسوخ التلاوة ونسياً منسياً غير إبطاله وإماتته ؟ وهل صيرورة القول النافع بحيث لا ينفع للأبد ولا يصلح شأناً مما فسد غير إلغائه وطرحه وإهماله ؟ وكيف يجامع ذلك كون القرآن ذكراً ؟!
فالحق أن روايات التحريف المروية من طريق الفريقين وكذا الروايات المروية في نسخ تلاوة بعض الآيات القرآنية مخالفة للكتاب مخالفة قطعية "
الميزان في تفسير القرآن ج12ص117 ط الأعلمي الثانية .
كما أننا سنجد الكثير من علماء أهل السنة و الجماعة ممن يقول بالزيادة و النقصان
أربعة أمثلة سريعة :
1- سئل ابن تيمية عن الإمام مالك أنه قال : من كتب مصحفا على غير رسم المصحف العثماني فقد أثم أو قال : كفر فهل هذا صحيح ؟
فأجاب : أما هذا النقل عن مالك في تكفير من فعل ذلك ، فهو كذب على مالك سواء أريد به رسم الخط أو رسم اللفظ ، فإن مالكا كان يقول عن أهل الشورى : إن لكل منه مصحفا يخالف رسم مصحف عثمان ، وهم أجل من أن يقال فيهم مثل هذا الكلام ، وهم علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن بن عوف مع عثمان .
وأيضا فلو قرأ رجل بحرف من حروفهم التي تخرج عن مصحف عثماني ففيه روايتان عن مالك وأحمد ، وأكثر العلماء يحتجون بما ثبت من ذلك عنهم ، فكيف يكفر فاعل ذلك ؟ "
مجموعة الفتاوى ج13 ص 228 .
2- قال الحافظ ابن عبد البر الأندلسي في التمهيد :
وروى أبونعيم الفضل بن دكين، قال حدثنا سيف ، عن مجاهد، قال :
كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ، ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير ، ولم يذهب منه حلال ولا حرام .
التمهيد في شرح الموطأ ج4 ص275 ، شرح حديث21 ط. مؤسسة قرطبة سنة 1387 هـ- 1967م .
3- ورد في كتاب مسائل الإمام أحمد بن حنبل برواية إسحاق بن إبراهيم النيسابوري : سألت أبا عبد الله عن هذه الآية : ) أفلم ييأس الذين آمنوا أنْ لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ( وكيف تقرأ ؟ قال : أما ابن عباس فكان يقول : أخطأ الكاتب ، إنما هي : ) أفلم يتبين الذين آمنوا( ، ثم قال : لا أعلم لها معنى في كتاب الله عز وجل : ييأس
.
مسائل الإمام أحمد بن حنبل برواية إسحاق بن إبراهيم النيسابوري ج2 ص 101 مسألة رقم 505 ط . المكتب الإسلامي/ بيروت – دمشق سنة 1400هـ .
4- قال إبن تيمية :
... وأيضاً فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من المسائل ، واتفقوا على عدم التكفير بذلك ، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي ، وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة ، وأنكر بعضهم رؤية محمد ربه ، ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام معروف ، وكذلك لبعضهم في قتال بعض ، ولعن بعض ، وإطلاق تكفير بعض أقوال معروفة ، وكان شريح يذكر قراءة من قرأ ( بل عجبتُ) ويقول إنّ الله لا يعجب ، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال : إنما شريح شاعر يعجبه علمه ، كان عبد الله أفقه منه ، وكان يقول (بل عجبتُ) ، فهذا أنكر قراءة ثابتة ، وأنكر صفة دل عليها الكتاب والسنة ، واتفقت الأمة على أنه إمام من الأئمة ، وكذلك بعض السلف ، أنكر بعضهم حروف القرآن مثل إنكار بعضهم قوله : ) أَفَلَمْ ييئس الَّذِينَ آمَنُوا (، وقال إنما هي ( أولم يتبين الذين آمنوا) ، وإنكار الآخر قوله : ) وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ( ، وقال إنما هي : ( ووصى ربك ) ، وبعضهم كان قد حذف المعوذتين ، وآخر يكتب سورة القنوت ، وهذا خطأ معلوم بالإجماع والنقل المتواتر ، ومع هذا لم يكن تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا ، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجة بالنقل المتواتر .
مجموع فتاوى ابن تيمية ج12 ص 492 . مطابع الرياض / ط1 سنة 1382 هـ وج12 ص 493 ط. محمد بن عبد الرحمن بن القاسم .
في النهاية أقول :
بغض النظر عن التحريف
وبغض النظر عن صحة نسخ التلاوة أو لا
لو قلنا بالزيادة و النقصان و لو سمينا التحريف زيادة و نقصان فقط
فهل هناك فرق بين ما قاله الشيعة و ما قاله أهل السنة ؟
طبعاً لا
لكن من لا يجد أسلوباً علمياً في رد حججك يرد عليك بهذه الوسائل ..
كما أننا سنجد الكثير من علماء أهل السنة و الجماعة ممن يقول بالزيادة و النقصان
أربعة أمثلة سريعة :
1- سئل ابن تيمية عن الإمام مالك أنه قال : من كتب مصحفا على غير رسم المصحف العثماني فقد أثم أو قال : كفر فهل هذا صحيح ؟
فأجاب : أما هذا النقل عن مالك في تكفير من فعل ذلك ، فهو كذب على مالك سواء أريد به رسم الخط أو رسم اللفظ ، فإن مالكا كان يقول عن أهل الشورى : إن لكل منه مصحفا يخالف رسم مصحف عثمان ، وهم أجل من أن يقال فيهم مثل هذا الكلام ، وهم علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن بن عوف مع عثمان .
وأيضا فلو قرأ رجل بحرف من حروفهم التي تخرج عن مصحف عثماني ففيه روايتان عن مالك وأحمد ، وأكثر العلماء يحتجون بما ثبت من ذلك عنهم ، فكيف يكفر فاعل ذلك ؟ "
مجموعة الفتاوى ج13 ص 228 .
2- قال الحافظ ابن عبد البر الأندلسي في التمهيد :
وروى أبونعيم الفضل بن دكين، قال حدثنا سيف ، عن مجاهد، قال :
كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ، ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير ، ولم يذهب منه حلال ولا حرام .
التمهيد في شرح الموطأ ج4 ص275 ، شرح حديث21 ط. مؤسسة قرطبة سنة 1387 هـ- 1967م .
3- ورد في كتاب مسائل الإمام أحمد بن حنبل برواية إسحاق بن إبراهيم النيسابوري : سألت أبا عبد الله عن هذه الآية : ) أفلم ييأس الذين آمنوا أنْ لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ( وكيف تقرأ ؟ قال : أما ابن عباس فكان يقول : أخطأ الكاتب ، إنما هي : ) أفلم يتبين الذين آمنوا( ، ثم قال : لا أعلم لها معنى في كتاب الله عز وجل : ييأس
.
مسائل الإمام أحمد بن حنبل برواية إسحاق بن إبراهيم النيسابوري ج2 ص 101 مسألة رقم 505 ط . المكتب الإسلامي/ بيروت – دمشق سنة 1400هـ .
4- قال إبن تيمية :
... وأيضاً فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من المسائل ، واتفقوا على عدم التكفير بذلك ، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي ، وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة ، وأنكر بعضهم رؤية محمد ربه ، ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام معروف ، وكذلك لبعضهم في قتال بعض ، ولعن بعض ، وإطلاق تكفير بعض أقوال معروفة ، وكان شريح يذكر قراءة من قرأ ( بل عجبتُ) ويقول إنّ الله لا يعجب ، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال : إنما شريح شاعر يعجبه علمه ، كان عبد الله أفقه منه ، وكان يقول (بل عجبتُ) ، فهذا أنكر قراءة ثابتة ، وأنكر صفة دل عليها الكتاب والسنة ، واتفقت الأمة على أنه إمام من الأئمة ، وكذلك بعض السلف ، أنكر بعضهم حروف القرآن مثل إنكار بعضهم قوله : ) أَفَلَمْ ييئس الَّذِينَ آمَنُوا (، وقال إنما هي ( أولم يتبين الذين آمنوا) ، وإنكار الآخر قوله : ) وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ( ، وقال إنما هي : ( ووصى ربك ) ، وبعضهم كان قد حذف المعوذتين ، وآخر يكتب سورة القنوت ، وهذا خطأ معلوم بالإجماع والنقل المتواتر ، ومع هذا لم يكن تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا ، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجة بالنقل المتواتر .
مجموع فتاوى ابن تيمية ج12 ص 492 . مطابع الرياض / ط1 سنة 1382 هـ وج12 ص 493 ط. محمد بن عبد الرحمن بن القاسم .
في النهاية أقول :
بغض النظر عن التحريف
وبغض النظر عن صحة نسخ التلاوة أو لا
لو قلنا بالزيادة و النقصان و لو سمينا التحريف زيادة و نقصان فقط
فهل هناك فرق بين ما قاله الشيعة و ما قاله أهل السنة ؟
طبعاً لا
لكن من لا يجد أسلوباً علمياً في رد حججك يرد عليك بهذه الوسائل ..
تعليق