إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

نصيحة الى كل شيعي .. الجزء الاول

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصيحة الى كل شيعي .. الجزء الاول

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


    هذه نصيحة إلى كل شيعي

    اتمنى الكل يقره هذا الموضوع


    للشيخ / أبو بكر الجزائري


    الإهداء إلي كل شيعي حر الضمير والفكر محب للحق والخير يرغب في العلم والمعرفة.أهدي هذه الكلمة القصيرة ، ولا آمل منه أكثر من أن يقرأها ، معتقدا أني قدمت له فيها نصيحة كما اعتقدت أنا ذلك.والسلام،،،الجزائري

    مقدمه :


    بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام علي رسول الله نبينا محمد وآله وصحــبــــــه .
    وبعد: فإني كنت- والحق يقال- لا اعرف عن شيعة آل البيت إلا أنهم جماعة من المسلمين يغالون في حب آل البيت، وينتصرون لهم ، وأنهم يخالفون أهل السنة في الفروع الشرعية بتأويلات قريبة أو بعيدة ولذلك كنت امتعض كثيرا بل أتألم لتفسيق بعض الإخوان لهم ، ورميهم أحيانا بما يخرجهم من دائرة الإسلام غير أن الأمر لم يدم طويلا حتى أشار علي أحد الإخوان بالنظر في كتاب لهذه الجماعة لاستخلاص الحكم الصحيح عليها ووقع الإختيار علي كتاب الكافي وهو عمدة القوم في إثبات مذهبهم وطالعته وخرجت منه بحقائق علمية جعلتني أعذر من كان يخطئني في عطفي علي القوم وينكر علي ميلي إلي مداراتهم رجاء زوال بعض الجفوة التي لاشك في وجودها بين أهل السنة وهذه الفئه التي تنتسب إلي الإسلام بحق أو بباطل وها أنا ذا أورد تلك الحقائق المستخلصة من أهم كتاب تعتمد عليه الشيعة في إ ثبات مذهبها وإني لأهيب بكل شيعي أن يتأمل هذه الحقائق بإخلاص وإنصاف وأن يصدر حكمه بعد ذلك علي مذهبه وعلي نسبته إليه فإن كان الحكم قاضيا بصحة هذا المذهب وسلامة النسبة إليه أقام الشيعي علي مذهبه واستمر عليه وإن كان الحكم قاضيا ببطلان

    المذهب وفساده وقبح النسبة إليه وجب علي كل شيعي نصحا لنفسه وطلبا لمنجاتها أن يتركه ويتبرأ منه وليسعه ما وسع ملايين المسلمين كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.
    كما أنني أعيذ بالله تعالي كل مسلم يتبين له الحق ثم يصر علي الباطل جمودا وتقليدا أوعصبية شعوبية أو حفاظا علي منفعة دنيوية فيعيش غاشا لنفسه سالكا معها مسلك النفاق والخداع فتنة لأولاده وإخوانه ولأجيال تأتي من بعده يصرفهم عن الحق بباطله ويبعدهم عن السنة ببدعته وعن الإسلام الصحيح بمذهبه القبيح.
    وهاك أيها الشيعي هذه الحقائق العلمية التي هي أصل مذهبك وقواعد نحلتك كما وضعتها لك ولأجيال خلت من قبلك يد الإجرام الماكرة ونفوس الشر الفاجرة لتبعدك وقومك عن الإسلام باسم الإسلام وعن الحق باسم الحق . هكها يا شيعي سبعا من الحقائق تضمنها كتاب الكافي الذي هو عمدة مذهبك ومصدر شيعتك فأجل فيها النظر وأعمل فيها الفكر وأسأل الله تعالي أن يريك فيها الحق وأن يعينك علي انتحاله ويقدرك علي احتماله إنه لاإله إلاهو ولا قادر إلا سواه.

    الحقيقة الأولي
    استغناء آل البيت عن القران الكريم بما عند آل البيت من الكتب الإلهية الأولى هي التوراة والإنجيل!
    إن الذي يثبت هذة الحقيقة ويؤكدها ويلزمك أيها الشيعي بها : هو ما جاء في كتاب الكافي ج1 كتاب الحجة ص 207 ومن قول مؤلفه ((باب إن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من الله عز وجل وأنهم يعرفونها كلها علي اختلاف ألسنتها )) مستدلا علي ذلك بحديثين يرفعهما إلي أبي عبد الله وأنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسريانية. وقصد المؤلف من وراء هذا معروف وهو أن آل البيت وشيعتهم تبع لهم يمكنهم الاستغناء عن القرآن الكريم بما يعلمون من كتب الأولين . وهذه خطوة عظيمة في فصل الشيعة عن الإسلام والمسلمين إذ ما من شك في أن من اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم بأي وجه من الوجوه فقد خرج من الإسلام وانسلخ من جماعة المسلمين أليس من الرغبة عن القرآن الذي يربط الأمة الإسلامية بعقائده وأحكامه وآدابه فيجعلها أمة واحدة ؟ أليس من الرغبة عنه دراسة الكتب المحرفة المنسوخة والعناية بها والعمل بما فيها ؟!
    وهل الرغبة عن القرآن لا تعد مروقا من الإسلام وكفرا ؟ وكيف تجوز قراءة تلك الكتب المنسوخة المحرفة والرسول صلي الله عليه وسلم يري عمر بن الخطاب رضى الله عنه وفي يده ورقه من التوراة فينتهره قائلا : ألم آتكم بها بيضاء نقيه ؟!
    إذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم لم يرض لعمر مجرد النظر في تلك الورقة من التوراة فهل يعقل أن أحدا من آل البيت الطاهرين يجمع كل هذه الكتب القديمة

    ويقبل عليها يدرسها بألسنتها المختــلفة ولماذا ؟! أ لحاجة إليها أم لأمر ما يريده منها ؟!
    اللهم إنه لاذا ولا ذاك وإنما هو افتراء المبطلين علي آل بيت رسول الله رب العالمين من أجل القضاء علي الإسلام والمسلمين . وأخيرا فإن الذي ينبغي أن يعرفه كل شيعي هو أن اعتقاد الاستغناء عن القرآن الكريم كتاب الله الذي حفظه الله في صدور المسلمين وهو الآن بين أيديهم لم تنقص منه كلمة ولم تزد فيه أخرى ولا يمكن ذلك أبدا لأن الله تعهد بحفظه في قوله: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) سورة الحجر الآيه:9 وهو كما نزل به جبريل الأمين علي سيد المرسلين وكما قرأه رسول الله صلي الله عليه وسلم وقرأه عنه آلاف أصحابه وقرأه من بعدهم من ملايين المسلمين متواترا إلي يومنا هذا . إن اعتقاد امرئ الاستغناء عنه أو عن بعضه بأي حال من الأحوال هو ردة عن الإسلام ومروق منه لا يبقيان لصاحبها نسبـــة إلي الإسلام ولا إلي المسلمين .

    الحقيقة الثانية
    اعتقاد أن القرآن الكريم لم يجمعه ولم يحفظه أحد من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم إلا علي والأئمة من آل البيت! . هذا الاعتقاد أثبته صاحب كتاب الكافي ( ج1 كتاب الحجة ص26) جازما به مستدلا عليه بقوله: عن جابر قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب وما جمعه وحفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده . والآن فعلم أيها الشيعي هداني الله وإياك إلي الحق وصراطه المستقيم أن اعتقادا كهذا وهو عدم وجود من جمع القرآن وحفظه من المسلمين إلا الأئمة من آل البيت وشيعتهم وكفى بذلك فسادا وباطلا وشرا والعياذ بالله تعالي . وإليك بيان ذلك.

    1.تكذيب كل من ادعى حفظ كتاب الله وجمعه في صدره أو في مصحفه كعثمان، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود وغيرهم من مئات أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وتكذيبهم يقتضي فجورهم وإسقاط عدالتهم ، وهذا مالا يقوله أهل البيت الطاهرون، وإنما يقوله أعداء الإسلام وخصوم المسلمين؛ للفتنة والتفريق.
    2. ضلال عامة المسلمين ماعدا شيعة آل البيت وذلك أن من عمل ببعض القرآن دون البعض لاشك في كفره وضلاله لأنه لم يعبد الله تعالي بكل ما شرع، إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملا علي العقائد والعبادات والآداب والأحكام.

    3. هذا الاعتقاد لازمه تكذيب الله في قوله( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)وتكذيب الله تعالي كفر ، وأي كفر ؟

    4.هل يجوز لأهل البيت أن يستأثروا بكتاب الله تعالي وحدهم دون المسلمين إلا من شاءوا من شيعتهم ؟! أليس هذا احتكارا لرحمة الله، واغتصابا لها ينزه عنه آل البيت ؟ اللهم إنا لنعلم أن آل بيت رسولك براء من هذا الكذب ، فالعن اللهم من كذب عليهم وافترى.

    لازم هذا الاعتقاد أن طائفة الشيعة هم وحدهم أهل الحق والقائمون عليه لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملا غير منقوص فهم يعبدون الله بكل ما شرع وأما من عداهم من المسلمين فهم ضالون لحرمانهم من كثير من كتاب الله تعالي وهدايته فيه !! يا أيها الشيعي إن مثل هذا الهراء ينزه عنه الرجل العاقل فضلا عمن ينسب إلي الإسلام والمسلمين إنه ما مات رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى أكمل الله تعالي نزول كتابه وأتم بيانه وحفظه المسلمون في صدورهم وسطورهم وانتشر فيهم وعمهم وحفظه الخاص والعام ولم يكن آل البيت في شأن القرآن وجمعه وحفظه إلا كسائر المسلمين وسواء بسواء فكيف يقال : إنه لم يجمع القرآن ولم يحفظه أحدا إلا آل البيت ومن ادعى ذلك فهو كاذب!!
    أرأيت لو قيل لهذا القائل : أرنا هذا القرآن الذي خص به آل البيت شيعتهم أرنا منه صورة أو صورا يتحداه في ذلك فما يكون موقفه؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.

    الحقيقة الثالثة
    استئثار آل البيت وشيعتهم دون المسلمين بآيات الأنبياء كالحجر والعصا

    يشهد لهذه الحقيقة ويثبتها ما أورده صاحب الكافي بقوله : عن أبي بصير عن جعفر عليه السلام قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام في ليلة مظلمة وهو يقول: همهمة ، همهمة، وليلة مظلمة، خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم، وفي يده خاتم سليمان، وعصا موسى!!. وأورد أيضا قوله في ج1 كتاب الحجة ص227 عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول ألواح موسى عندنا وعصا موسى عندنا ، ونحن ورثة النبيين !! . وبعد أيها الشيعي إن هذا المعتقد في الحقيقة بالذات يلزمك أمورا في غاية الفساد والقبح ، ولا يمكنك وأنت العاقل إلا أن تبرأ منها ولا تعترف بها وهى:

    1-تكذيب علي رضى الله عنه في قوله: وقد سئل : هل خصكم رسول الله صلي الله عليه وسلم ، آل البيت بشيء ؟ فقال : لا . إلا ما كان في قرا ب سيفي هذا ، فأخرج صحيفة مكتوب فيها أمور أربع، ذكرها أهل الحديث كالبخاري ومسلم .

    2-الكذب عليه رضى الله عنه بنسبة هذا القول إليه

    3-الازدراء من نفس صاحب هذا المعتقد والدلالة القاطعة علي تفاهة فهمه ، ونقصان عقله وعدم احترامه لنفسه ، إذ لو قيل له : أين الخاتم وأين العصا ، وأين الألواح مثلا ؟ لما حار جوابا ، ولما استطاع أن يأتي بشيء من ذلك. وبه يتبين كذب القصة من أولها إلي آخرها . وأوضح من ذلك : فإنه قد يقال لو كان ما قيل حقا لم لا يستخدم آل البيت هذه الآيات كالعصا والخاتم في تدمير أعدائهم والقضاء عليهم وهم قد تعرضوا لكثير من الشر قبلهم ؟!
    4-إن الهدف من هذا الكذب المرذول هو إثبات هداية الشيعة وضلال من عداهم من المسلمين ، والقصد من وراء ذلك الإبقاء علي المذهب الشيعي ذا كيان مستقل عن جسم الأمة الإسلامية ، ليتحقق لرؤساء الطائفة ، ولمن وراءهم من ذوى النيات الفاسدة والأطماع الخبيثة ما يريدونه من العيش علي حساب هدم الإسلام وتمزيق شمل المسلمين ، وإذا كان هذا المعتقد يحقق مثل هذا الفساد والشر فبئس منمعتقد هو ، وبئس من يعتقده ، أو يرضى به .

    الحقيقة الرابعة
    اعتقاد اختصاص آل البيت وشيعتهم بعلوم ومعارف نبوية وإلهية دون سائر المسلمين ومستند هذه الحقيقة ما أورده صاحب الكافي في ج1 كتاب الحجة ص 138 بقوله: عن أبي بصير قل دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، علم عليا عليه السلام ألف باب من العلم يفتح منه ألف باب قال : فقال : يا أبا محمد علم رسول الله صلي الله عليه وسلم : عليا عليه السلام ألف باب يفتح له من كل باب ألف باب . فال: قلت: هذا بذاك ، قال: ثم قال يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريك ما الجامعة ؟ قال: قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراها بذراع النبي صلي الله عليه وسلم ، وأملاه من فلق فيه ، وخط علي بيمينه كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج له الناس حتى الإرش والخدش . قال: قلتك هذا والله العلم ! قال: إنه لعلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة ، ثم قال: عندنا الجفر ما يدريكم ما الجفر ؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قال: قلت : إن هذا العلم ! قال: إنه العلم وليس بذاك ، ثم سكت ساعة ، ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام ،وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ! والله مافية من قرآنكم هذا حرف واحد ! قال : قلت : هذا والله العلم ! قال : وإن عندنا علم ما كان ، وما هو كائن إلي أن تقم الساعة!!!!. انتهى بالحرف الواحد .

    وبعد إن النتيجة الحقيقية لهذا الاعتقاد الباطل لا يمكن أن تكون إلا كما يلي :

    1-الاستغناء عن كتاب الله تعالي وهو كفر صراح

    2-اختصاص آل البيت بعلوم ومعارف دون سائر المسلمين، وهو خيانة صريحة تنسب إلي النبي صلي الله عليه وسلم ، ونسبة الخيانة إليه صلي الله عليه وسلم ، كفر لاشك فيه ولا جدال .

    3-تكذيب علي رضى الله عنه في قوله الثابت الصحيح : لم يخصنا رسول الله آل البيت بشيء ، وكذب على علي ، كالكذب على غيره ، حرام لا يحل أبدا .

    4-الكذب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وهو من أعظم الذنوب ، وأقبحها عند الله ؛ إذ قال عليه الصلاة والسلام : (((((إن كذبا علي ليس ككذب علي أحدكم من كذب علي متعمدا فل يلج النار))))).

    5-الكذب علي فاطمة رضى الله عنها، بأن لها مصحفا خاصا يعدل القرآن ثلاث مرات، وليس فيه من القرآن حرف واحد .

    6-صاحب هذا الاعتقاد لا يمكن ، أن يكون من المسلمين ، أو يعد من جماعتهم ، وهو يعيش علي علوم ومعارف ، وهداية ليس للمسلمين منها شيء .

    7-وأخيرا فهل مثل هذا الهراء ، الباطل والكذب السخيف ، تصح نسبته إلي الإسلام ، دين الله الذي لا يقبل الله دينا غيره ؟!.
    (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ))
    وعليه فقل أيها الشيعي معي لننجو معا من هذه الورطة الكبيرة: اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع هؤلاء الكاذبون عليك وعلي رسولك وآل بيته الطاهرين . من أجل إظلال عبادك ، وإفساد دينك ،وتمزيق شمل أمة نبيك ورسولك محمد صلي الله عليه وسلم.


    منقووووول من منتديات الدراز

  • #2
    ظهر على حقيقته الان بشكل علني الكذاب من يومين يقول شيعي واليوم وهابي في اين تنصرف شيعي وفي نفس الوقت يروج للوهابية من كبار شيوخ الوهابية لمعادات الشيعة
    فمن قبل تعرفنا عليه من يكون وتبع من بكثرة اكاذيبه والان اصبح علنن يظهر معتقده الحقيقي
    احد اتباع الوهابية كما واضح
    والان اصبح يروج لابشع الناس من الوهابية والعجب الذي يروجه لشيخ وهابي يعتمد على التدليسات وتحريفات فانت لن تكتفي كثرة الكذب وتدليس في تناقل الاخبار عن السياسة فاصبحة تنقل حتى اكاذيب وتحاريف الوهابية لتنتصر لهم باكاذيبهم اقول هلشيخ الوهابي ليس الا مردود على اكاذيبه الذي تروج له انت ياتبعهم وناصرهم
    سياتي الرد لاحقا لفضح شيخك الوهابي ومانقلته لتنصر شيخك بالكذب
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد55; الساعة 07-03-2011, 12:26 PM.

    تعليق


    • #3
      يااخي العزيز .. هل انت تفهم ماكتبته .. اقرا الى النهاية .. الكلام منقووووووول من منتدى الدراز و ليس انا الذي كتبته .. انا شيعي و هاذي عقيدتي للأبد لن تنقص منها انت و امثالك .. و رجاءا عندما تقرأ شي اود ان تقرأه الى النهاية

      تعليق


      • #4
        التعديل الأخير تم بواسطة احمد55; الساعة 07-03-2011, 01:15 PM.

        تعليق


        • #5
          اقول ساعيد مشاركتي في وقت اخر فانا انزلت رد لاكنالمنتدى فيه خلل بسبب حذف المشاركات في التعديل ساعيد الرد واما انت من واضح وضوح الشمس من تكون

          تعليق


          • #6
            من متى والسنه متعلقين بالقران..؟ من بعد ما احرق المصاحف عثمان هههههههههه ومتى تعلقوا بالسنن النبويه..؟ لمى احرق ابو بكر 500 حديث وعمر 750 حديث للنبي ونهى الناس من تداول السنن وحذرهم بقتل من يتداولها لماذا نفي الصحابي الجليل ابو ذر من قبل عثمان الراقص على الدف حاق القران الذي يحاججنا به القس ويقول اقتدي بخليفة نبيكم عثمان بن عفان هههههههههههههه اليوم ابن حنتمه صارت انصاره الخوارج والوهابيه تسير بغطاء السم بالعسل هههههههههههه
            انصحوا انفسكم واجيبونا لماذا عثمان احرق المصاحف اليس هذا كافر ولماذا عمر وابو بكر احرقوا السنن اليس هؤلاء كفر فجره هههههه انصحكم والله لم تفلحوا ابدا السيل جارف والكره الارضيه تزداد تشيع بعدما كشفت اكاذيب الوهابيه وزور هولاء المغتصبين ابو بكر وعمر ابن حنتمه وعثمان ابن عفان ناقر الدفوف للراقصات من هنا تاخذون دينكم يا ابناء صهاك من عمر الي امه تكون اخته عمته ومن ابوه يكون خاله جده يا مشاء الله ومن ابو بكر الذي امه تسافح عمها هههههههههههههه هنيئا لكم هؤلاء الانجاس احتفظوا بصورهم المزيفه لعلها تمنيكم وتنيمكم بحلم لم تفيقوا منه الا بالقبر ........؟

            تعليق


            • #7
              للشيخ / أبو بكر الجزائري الفرنسي من الطراز الاول ينصح المؤمنين خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ مطرود من كل الجوامع من السنه و اليوم وجد له اخوان فرنساويين يتحفونه كتب عنه الصحف الجزائريه والتونسيه احذروا ابو بكر الجزائري الدجال الكاذب بعام 2008 وقالت عنه الصحف الوان الكلام الذي لايسعني ذكره هنا .......؟ هههههههههههههه
              التعديل الأخير تم بواسطة الاسد القاطع; الساعة 07-03-2011, 02:15 PM.

              تعليق


              • #8
                اقول للمتسمى تكريتي مردود على كتاب الوهابي ليس الا اكثر مايحتج به من احاديث من المراسيل الضغيفة التي نحن لانومن بصحتها ولاتاخذ للمذهب وحجته الاخرى يمارس التدليس وكثرة الاكاذيب فشيخهم هذا وشيوخهم الاخرون مردود على كل كتبهم وشبهاتهم من قبل علمانا واصلا لاتسمى حتى شبهات مجرد تدليسات وتلبيسات وهذهي هوايتهم تكون شيوخهم

                يعتقد التكريتي باحقية الشيخ المتسمى البكري من هلسبب يريد ينصحنا بنصيحة البكري


                ونحن من نقول بل انتم من تحتاجون لنصيحة ونصيحة هيا اتباع اهل البيت للاعتراف باحقيتهم



                ولرد على شيخهم

                منقووووووووول

                وقفة مع الجزائري - الشيخ : حسن عبدالله - ص4 -

                الحلقة الأولى :




                أقول :


                إن الحديثين اللذين أشار إليهما الجزائري وذكر أن الشيخ الكليني عليه الرحمة وقدس الله سره أوردهما في كتابه الكافي تحت العنوان المذكور هما كالتالي : -


                الأول : ( علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم في حديث برية أنه لما جاء معه إلى أبي عبد الله عليه السلام فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فحكى له هشام الحكاية ، فلما فرغ قال أبو الحسن عليه

                السلام لبرية : يا برية كيف علمك بكتابك ؟ قال : أنا به عالم ، ثم قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه ، قال : فابتدأ أبو الحسن عليه السلام يقرأ الإنجيل ، فقال برية : إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك ، قال : فآمن برية وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة التي كانت معه






                - ص6 -


                فدخل هشام وبرية والمرأة على أبي عبد الله فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى عليه السلام وبين برية فقال أبو عبد الله عليه السلام : { ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم } فقال برية : أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب
                الأنبياء ؟ قال : هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها ونقولها كما قالوا ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول لا أدري ) ( 1 ) .

                الثاني : ( علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال : أتينا باب أبي عبد الله عليه السلام ونحن نريد الإذن عليه فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكى فبكينا
                لبكائه ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه ، فقلت : أصلحك الله أتيناك نريد الإذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكيت فبكينا لبكائك فقال : نعم ذكرت الياس النبي وكان من عباد بني إسرائيل ، فقلت كما يقول في
                سجوده ثم اندفع فيه بالسريانية فلا والله ما رأينا قسا ولا جاثليقا أفصح لهجة منه به ، ثم فسره لنا بالعربية ، فقال : كان يقول في سجوده : أتراك معذبي وقد أظمأت لك هواجري أتراك معذبي وقد عفرت لك في التراب وجهي ، أتراك معذبي وقد
                اجتنبت لك المعاصي ، أتراك معذبي وقد سهرت لك ليلي قال : فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك ، قال : فقال : إن قلت : لا أعذبك ماذا ؟ ألست عبدك وأنت ربي ؟ قال : فأوحى الله إليه أن أرفع رأسك فإني غير معذبك إني إذا وعدت وعدا وفيت به ) . ( 2 )



                * هامش *
                ( 1 ) الكافي 1 / 273 طباعة بيروت نشر دار التعارف للمطبوعات ضبط وتحقيق وتعليق الشيخ محمد جعفر شمس الدين .
                ( 2 ) الكافي 1 / 284 ، الطبعة المذكورة أعلاه . ( * )









                - ص7 -



                والحديث الأول ضعيف ، قال عنه الشيخ محمد باقر المجلسي عليه الرحمة في مرآة العقول : ( مجهول ) ( 1 ) .
                ففي سنده الحسن ابن إبراهيم وهو مجهول الحال ، قال الشيخ المامقاني عنه في تنقيح المقال : ( وظاهره كونه إماميا إلا أنه مجهول ) ( 2 ) .

                والحديث الثاني كذلك ضعيف السند ، قال عنه الشيخ المجلسي في مرآة العقول : ( الحديث الثاني ضعيف ) ( 3 ) .
                ففي سند هذا الحديث أكثر من راو ضعيف فبكر بن صالح ضعيف قال عنه الشيخ النجاشي في رجاله : ( ضعيف ) وقال عنه ابن الغضائري : ( ضعيف جدا كثير التفرد بالغرائب ) وقال المامقاني في تنقيح المقال : ( ضعف بكر بن صالح الضبي
                الرازي الراوي عن الكاظم عليه السلام مما لا ينبغي الريب فيه ، واشتراك غيره معه من دون تمييز صحيح يسقط كل رواية لبكر بن صالح عن الاعتبار ) ( 4 ) .

                كما ضعفه غير هؤلاء أنظر ترجمته في ( نقد الرجال للسيد مصطفى التفريشي 1 / 292 ) . وأما محمد بن سنان فالمشهور بين العلماء أنه ضعيف فقد ضعفه النجاشي في رجاله وابن عقدة وابن الغضائري والشيخ الطوسي في رجاله والفهرست
                وكثيرون غيرهم وقال السيد الخوئي عليه الرحمة في كتابه معجم رجال الحديث : ( تضعيف هؤلاء الأعلام يصدنا عن الاعتماد عليه والعمل برواياته ) ( 5 ) .

                وقال العلامة الحلي في الخلاصة : ( والوجه عندي التوقف فيما يرويه ) ( 6 ) .

                * هامش * ( 1 ) مرآة العقول : 3 / 24 .
                ( 2 ) تنقيح المقال : 1 / 265 .
                ( 3 ) مرآة العقول : 3 / 28 .
                ( 4 ) تنقيح المقال : 1 / 178 .
                ( 5 ) معجم رجال الحديث : 16 / 160 .
                ( 6 ) خلاصة الأقوال ص 394 . ( * )




                - ص8 -



                وأما سهل بن زياد ففيه قولان والمشهور بين علمائنا أنه ضعيف حيث اختار تضعيفه النجاشي وابن الغضائري والشيخ الطوسي في الفهرست والعلامة الحلي في الخلاصة وابن داود في رجاله وغيرهم وقال السيد الخوئي قدس سره في معجم رجال الحديث : ( وكيف كان فسهل بن زياد الآدمي ضعيف جزما ، أو لم تثبت وثاقته ) ( 1 ) .



                فهذا حال هاتين الروايتين من حيث السند ، ولو أغضضنا النظر عن ضعف الروايتين سندا وأردنا مناقشتهما من حديث الدلالة ، فنسأل الجزائري في أي كلمة أو مقطع أو عبارة من


                هاتين الروايتين يوجد ما يدل على قوله : ( أن آل البيت وشيعتهم تبع لهم يمكنهم الاستغناء عن القرآن الكريم بما يعلمون من كتب الأولين ) فهل يرشدنا هذا المفتري أو من يروج لباطله هذا
                على عبارة أو لفظ في الروايتين يدل على ذلك ؟ثم من أين علم أن قصد المؤلف " أي الشيخ الكليني " من وراء إيراده هاتين الروايتين هو ما ذكر ؟ هل أشار الشيخ الكليني إلى ذلك في
                كتابه الكافي أو في غيره ؟ أم هو افتراء وبهتان عظيم عليه من هذا الدجال الذي يريد أن يستر الحقائق بأكاذيبه وتدجيله وتدليسه ؟ بلى إنه رجم بالغيب .

                حاشا أئمة أهل البيت عليهم السلام أن يدعوا الاستغناء عن القرآن الكريم وحاشا الشيخ الكليني أن يعتقد بذلك أو يريده من وراء إيراده لهاتين الروايتين ، فالشيخ الكليني عليه الرحمة قد عقد بابا كاملا في كتابه الكافي سماه ( كتاب فضل القرآن ) ذكر فيه أكثر من مائة وعشرين حديثا موزعة على الأبواب



                * هامش *
                ( 1 ) معجم رجال الحديث : 8 / 340 . ( * )






                - ص9 -



                التالية : -
                ( 1 ) باب فضل حامل القرآن .
                ( 2 ) باب من يتعلم القرآن بمشقة .
                ( 3 ) باب من حفظ القرآن ثم نسيه .
                ( 4 ) باب في قراءته .
                ( 5 ) باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن .
                ( 6 ) باب ثواب قراءة القرآن .
                ( 7 ) باب قراءة القرآن في المصحف .
                ( 8 ) باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن .
                ( 9 ) باب فيمن يظهر الغشية عند قراءة القرآن .
                ( 10 ) باب في كم يقرأ ويختم .
                ( 11 ) باب في أن القرآن يرفع كما أنزل .
                ( 12 ) باب فضل القرآن .
                فليس في الحديث الأول ولا الثاني ما يدل على أن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم استغنوا عن القرآن الكريم بكتب الأولين فأقصى ما يدل عليه الحديث الأول هو أن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام عندهم هذه الكتب غير محرفة ولا مبدلة ورثوها عن سيد الأنبياء
                - ص10 -

                والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم يعرفونها ويقرؤونها على اختلاف ألسنتها وأن الإمام أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قد قرأ من الإنجيل على برية ما جعله يعتنق الدين الإسلامي فلعله والله العالم أنه قرأ عليه ما يثبت صحة
                نبوة ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونسخ شريعته لشريعة نبي الله عيسى عليه السلام الأمر الذي جعله يؤمن بالدين الإسلامي .

                وغاية ما يدل عليه الحديث الثاني أن الإمام الصادق عليه السلام كان يدعو بدعاء للنبي إلياس عليه السلام باللغة السريانية ولم تتعرض هذه الرواية إلى ذكر أن هذا الدعاء مذكور في أحد الكتب السماوية وأن الإمام عليه السلام قرأه منه ، فلربما وصل
                هذا الدعاء إليه من خلال آبائه عن طريق روايتهم ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فالدعاء بمثل هذا الدعاء وغيره من الأدعية التي دعا بها الأنبياء السالفين لا يدل على الرغبة عن القرآن الكريم وما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

                إن الجزائري اختار هذين الحديثين الضعيفين رغم عدم دلالتهما على شئ مما استنتجه منهما كما وضحنا أعلاه وكما هو ظاهر نصهما فزعم أنهما يدلان على أن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم قد استغنوا عن القرآن الكريم بالكتب القديمة المحرفة وذلك
                ليصل إلى هدف يريده وهو أن كل من اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم فهو خارج عن حضيرة المسلمين مرتد عن الإسلام كافر والشيعة يعتقدون ذلك فهم كذلك .

                وهذا ما أشار إليه بقوله : ( وهذه خطوة عظيمة في فصل الشيعة عن الإسلام والمسلمين إذ ما من شك في أن من اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم بأي وجه من الوجوه فقد خرج من الإسلام وانسلخ من جماعة المسلمين أليس من الرغبة عن
                القرآن الذي يربط الأمة الإسلامية بعقائده وأحكامه وآدابه فيجعلها أمة واحدة ؟ أليس من الرغبة عنه دراسة الكتب المحرفة المنسوخة والعناية بها
                - ص11 -

                والعمل بما فيها ؟ ! وهل الرغبة عن القرآن لا تعد مروقا من الإسلام وكفرا ؟ ) .

                ولكن كما علمت أيها القارئ الكريم أن هذه النتيجة التي أرادها هذا الدجال الجزائري بناها على استنتاج خطأ من الروايتين المذكورتين أعلاه حيث حملهما من الدلالة ما لا يحتملانه ، بل غير خفي علينا أن هذا الرجل كان يعلم أن هاتين الروايتين لا
                تدلان على شئ مما ذكره " ولذلك لم يذكر نص الروايتين في نصيحته " ولكنه فعل ذلك بغية النيل من أئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ومذهبهم لينتصر إلى باطله الذي هو عليه بطمس الحقائق من خلال المغالطات والكذب والتدليس .












                تعليق


                • #9
                  وقفة مع الجزائري - الشيخ : حسن عبدالله - ص19 -

                  الحلقة الثانية


                  أقول : لقد تصرف الجزائري في الرواية التي استشهد بها على كلامه والتي نقلها من كتاب الكافي فحرفها مما أدى تحريفه لها إلى تغيير كبير في معنى الرواية
                  ، فنص الرواية في كتاب الكافي هو : ( محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن
                  محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة
                  - ص21 -
                  من بعده عليهم السلام ) ( 1 ) .

                  ومن خلال المقارنة بين النص الذي ذكره الجزائري والنص الأصلي المذكور في الكافي نجد أنه قد حذف عبارة ( كما أنزل ) الواقعة في العبارة التالية : ( جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ) فكتب هذه العبارة هكذا : ( جمع القرآن كله إلا كذاب )

                  كما أنه أيضا أبدل عبارة ( كما أنزله الله تعالى ) الواقعة في قول الإمام التالي : ( وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي ابن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام ) أبدلها بعبارة ( كما نزل ) وإن كانت العبارة الثانية التي أبدلها
                  لم تغير من معنى الحديث شيئا فإن حذفه لعبارة ( كما أنزل ) غير معنى الحديث كثيرا ، وهو بهذا قد غش القاري الكريم ودلس وكذب عليه بتزييفه للحقائق وتبديله لها ، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : { فنجعل لعنة الله على الكاذبين }

                  ثانيا : إن المراد بجمع القرآن الكريم وحفظه كما أنزله الله سبحانه وتعالى هو جمعه مرتبا حسب النزول ، السابق نزولا قبل اللاحق ، والمكي قبل المدني ، والمنسوخ قبل الناسخ وهكذا كما يحتمل كبيرا أن المراد به إضافة إلى ذلك العلم بتفسيره
                  حسب تفسير الوحي له للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فمما لا شك ولا إشكال فيه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قد تفرد بكتابة القرآن الكريم وجمعه على التنزيل وحسب تسلسل السور والآيات من حيث النزول . نقل عن ابن سيرين أنه قال : ( إن عليا كتب في مصحفه الناسخ
                  * هامش * ( 1 ) الكافي 1 / 284 نشر دار التعارف للمطبوعات ضبط وتصحيح وتعليق محمد جعفر شمس الدين . ( * )
                  - ص22 -
                  والمنسوخ )
                  وعنه : ( تطلبت ذلك الكتاب ، وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه ) ( 2 ) .
                  وعنه أيضا أنه قال : ( فبلغني أنه " علي " كتبه على تنزيله ، ولو أصيب الكتاب لوجد فيه علم كثير ) ( 2 ) .
                  وعن ابن جزي قال : ( لو وجد مصحفه عليه السلام لكان فيه علم كثير ) ( 3 ) .

                  ونقل الزركشي الشافعي في كتابه البرهان في علوم القرآن 1 / 259 قال : ( وقال القاضي أبو بكر الطيب ، فإن قيل ، قد اختلف السلف في ترتيب القرآن ، فمنهم من كتب في المصحف السور على تاريخ نزولها ، وقدم المكي على المدني ومنهم من جعل أوله : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) وهو أول مصحف علي إلى آخر كلامه ) .

                  إن هذا القول يدل على تفرد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بكتابة القرآن وجمعه وفق تسلسل نزول السور والآي ، وهو مصداق لما جاء في حديث الكافي عن الإمام الباقر عليه السلام . وقد كان صلوات الله وسلامه عليه أعلم وأعرف الأمة " بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم " بكتاب الله وتفسيره ومعارفه
                  * هامش *
                  ( 1 ) الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 58 .
                  ( 2 ) الاستيعاب المطبوع بهامش الإصابة 2 / 253 .
                  ( 3 ) التمهيد في علوم القرآن 1 / 226 عن التسهيل لعلوم التنزيل 1 / 4 . ( * )
                  - ص23 -
                  وأحكامه ففي طبقات ابن سعد الكبرى ، يروي بسنده عن سليمان الأحمسي عن أبيه قال : ( قال علي : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا ) ( 1 ) .

                  كما أخرجه أيضا أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ( 2 ) .

                  ويروي ابن سعد أيضا في نفس المصدر بسنده عن أبي الطفيل قال : ( قال علي : سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل ) .
                  وقد أخرج ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء عن عبد الله قال : ( إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن ، وإن علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن ) ( 3 ) .

                  وورد من طرق الشيعة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : ( ما نزلت على رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " آية من القرآن إلا أقرأنيها ، وأملاها علي ، فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها الخ ) ( 4 ) .

                  وفي كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي عليه الرحمة ( 5 ) نقلا عن كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب عن أمير المؤمنين
                  * هامش *
                  ( 1 ) الطبقات الكبرى 2 / 101 .
                  ( 2 ) حلية الأولياء 1 / 68 .
                  ( 3 ) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 3 / 32 ، حلية الأولياء 1 / 65 .
                  ( 4 ) أنظر المصادر التالية : ( بصائر الدرجات ص 198 كمال الدين 1 / 284 البحار 89 / 41 التمهيد في علوم القرآن 1 / 57 ) .
                  ( 5 ) بحار الأنوار ج 89 ص 52 . ( * )
                  - ص24 -
                  علي بن أبي طالب عليه السلام قال : ( لو ثنيت لي الوسادة ، لأخرجت لهم مصحفا ، كتبته وأملاه علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) .

                  وقد ورث بقية الأئمة عليهم السلام واحدا تلو الآخر علم جدهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالقرآن الكريم وتفسيره الذي هو بدوره أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما أنهم ورثوا المصحف المذكور " أي الذي جمعه
                  أمير المؤمنين عليه السلام والذي لا يختلف عن القرآن الموجود والمتداول في أيدي المسلمين بشئ إلا من حيث الترتيب ، وما به من تفسير للآيات حسب الوارد في تفسيرها من طرق الوحي " وهو الآن موجود عند الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف .

                  وعليه فإن الإمام الباقر عليه السلام لا يدعي أنه لا يوجد أحد جمع آيات كتاب الله سبحانه وتعالى كاملة أو أنه لم يحفظ آياته أحد من الأمة كما فهم الجزائري " بفهمه السقيم " بل يريد الإمام عليه السلام من قوله هذا أنه لم يجمع القرآن ويحفظه
                  بالكيفية التي ذكرناها سابقا أحد من الأمة سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة المعصومين عليهم السلام من ولده وأنهم الأعلم بتفسيره ومعرفة أحكامه ومعارفه حسب الواقع دون غيرهم وذلك لما عندهم من تفسير للقرآن الكريم حسب ما
                  أخبر به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام وكتبه عنه وانتقل ذلك إليهم . وبهذا تكون جميع اللوازم التي ساقها الجزائري والتي رتبها على فهمه السقيم لقول الإمام الباقر عليه السلام ساقطة ولا مكان لها .


                  تعليق


                  • #10
                    وقفة مع الجزائري - الشيخ : حسن عبدالله - ص25 -

                    الحلقة الثالثة



                    أقول :
                    أولا : إن الحديث الأول الذي ذكره الجزائري والذي رواه الشيخ الكليني عليه الرحمة بسنده عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام هو كالتالي : ( محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن أبي الحسن الأسدي عن أبي بصير
                    عن أبي جعفر عليه السلام قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة بعد عتمة وهو يقول همهمة همهمة وليلة مظلمة ، خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى عليه السلام ) . وهذا الحديث ضعيف سندا قال العلامة المجلسي عليه الرحمة في مرآة العقول عنه : ( ضعيف ) ( 1 ) .

                    ففي سنده موسى بن سعدان الحناط قال عنه الشيخ النجاشي عليه الرحمة في رجاله ( 289 ) : ( موسى بن سعدان الحناط ضعيف في الحديث ) وقال عنه ابن الغضائري ( 2 ) والعلامة الحلي في
                    * هامش *
                    ( 1 ) مرآة العقول 3 / 39 .
                    ( 2 ) تنقيح المقال 3 / 265 . ( * )

                    - ص27 -

                    الخلاصة ( 1 ) : ( موسى بن سعدان الحناط كوفي روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ضعيف في مذهبه غلو ) .

                    وأما الحديث الثاني فقد رواه الشيخ الكليني بسنده عن أبي حمزة عن الإمام الصادق عليه السلام فهو كالتالي : ( أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي
                    عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : ألواح عيسى عليه السلام عندنا ، وعصا موسى عندنا ونحن ورثة النبيين ) . وهذا الحديث ضعيف لجهالة بعض رواته قال عنه العلامة المجلسي قدس الله سره في مرآة العقول : ( مجهول ) ( 2 ) .

                    فالحديث في سنده عمران بن موسى والاسم مشترك بين عمران بن موسى الأشعري وهو مجهول الحال وعمران بن موسى الخشاب وهو مجهول الحال أيضا ، وبين عمران بن موسى الزيتوني وهو ثقة .
                    وفي سنده موسى بن جعفر البغدادي وهو مجهول الحال أيضا .
                    وفي سنده محمد بن الفضيل والاسم مشترك بين الضعيف والمجهول ففي تنقيح المقال : ( الرجل إما ضعيف أو مجهول اتحد أو تعدد ) ( 3 ) .

                    وعليه فالحديثان ضعيفان سندا لا يلزمان أحدا ولا يلزم بهما أحد .
                    ثانيا : لقد أورد الجزائري على هذين الحديثين الضعيفين أربعة من اللوازم الثالث والرابع منهما لوازم ابتدعها من بطنه ليس في نص الحديثين ما يمكن أن يستنتج منه شئ مما أورده هذا الدجال
                    * هامش *
                    ( 1 ) خلاصة الأقوال في معرفة الرجال ص 406 .
                    ( 2 ) مرآة العقول 3 / 38 .
                    ( 3 ) تنقيح المقال 3 / 172 . ( * )

                    - ص28 -

                    المغالط ، أما بالنسبة إلى اللازم الأول وهو وقوله : ( تكذيب علي رضي الله عنه في قوله : وقد سئل : هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم آل البيت بشئ ؟ فقال : لا . إلا ما كان في قراب سيفي هذا ، فأخرج صحيفة مكتوب فيها أمور أربع ذكرها أهل الحديث كالبخاري ومسلم } فيلاحظ عليه التالي : -

                    1 - الحديث الذي ذكره الجزائري والذي رواه أهل السنة في كتبهم وارد فقط من طرقهم وليس من طرق الشيعة فلم تثبت صحته عند الشيعة ولا يعلمون قطعا بصدور هذا الكلام من أمير المؤمنين عليه السلام حتى يعتبر ذلك تكذيب له سلام الله عليه فلا يلزم الشيعة ولا يحتج عليهم بأحاديث وردت من طرق غيرهم أو لم تثبت عندهم صحتها .

                    2 - تناقض الروايات التي ذكرها أهل السنة بما يخص السؤال الموجه لأمير المؤمنين عليه السلام ( هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشئ ؟ )
                    أولا : من حيث الأمور المذكورة في الصحيفة التي أخرجها أمير المؤمنين من قراب سيفه والتي ذكرت الروايات أنه ادعى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد خصهم بها فنجد مثلا أن البيهقي في السنن الكبرى ومسلم في صحيحه وأحمد بن
                    حنبل في مسنده والبخاري في الأدب المفرد كل هؤلاء يرون بسأنيدهم عن أبي الطفيل واللفظ للأخير قال : ( سئل علي هل خصكم النبي صلى الله عليه وسلم بشئ لم يخص به الناس كافة ، قال : ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ لم يخص به الناس إلا ما في
                    * هامش *
                    ( 1 ) السنن الكبرى 9 / 250 .
                    ( 2 ) صحيح مسلم 3 / 1567 .
                    ( 3 ) مسند أحمد بن حنبل 1 / 152 ، 118 .
                    ( 4 ) الأدب المفرد ص 20 . ( * )

                    - ص29 -

                    قراب سيفي ثم أخرج صحيفة فإذا فيها مكتوب لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من سرق منار الأرض ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثا ) .

                    بينما نجد أن البيهقي في سننه يروي بسنده عن الحارث بن سويد قال : ( قيل لعلي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصكم بشئ دون الناس عامة ؟ قال : ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ لم يخص الناس ليس شيئا في قراب سيفي هذا
                    فأخذ صحيفة فيها شئ من أسنان الإبل وفيها أن المدينة حرم ما بين ثور إلى عير فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا كان عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ) ( 1 ) .

                    ونجد أحمد بن حنبل يروي في مسنده بسنده عن الحارث بن سويد قال : ( قيل لعلي رضي الله تعالى عنه : إن رسولكم كان يخصكم بشئ دون الناس عامة ؟ قال : ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ لم يخص به الناس إلا بشئ في قراب
                    سيفي هذا فأخرج صحيفة فيها شئ من أسنان الإبل وفيها أن المدينة حرم ما بين ثور إلى عائر فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر
                    مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل ومن تولى مولى بغير إذنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل ) ( 2 )
                    * هامش * ( 1 ) سنن البيهقي 2 / 486 .
                    ( 2 ) مسند أحمد بن حنبل 1 / 151 . ( * )

                    - ص30 -

                    والبخاري يروي في صحيحه ( 1 )
                    والنسائي في المجتبى من السنن ( 2 )
                    والسنن الكبرى ( 3 )
                    وأحمد بن حنبل في المسند ( 4 )
                    وابن ماجه في سننه ( 5 )
                    والبيهقي في سننه ( 6 )
                    وأبو داود في سننه ( 7 )
                    وأبو يعلى في مسنده ( 8 )
                    والترمذي في سننه ( 9 )

                    كل واحد منهم بسنده عن أبي جحيفة واللفظ لسنن الترمذي قال : ( قلت لعلي يا أمير المؤمنين هل عندكم سوداء في بيضاء ليس في كتاب الله قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما علمته إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مؤمن بكافر ) .

                    فبعض هذه الروايات تقول بأن الذي مكتوب في الصحيفة هو ( لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من سرق منار الأرض ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثا )

                    وبعضها يذكر أن فيها : ( شئ من أسنان الإبل وفيها أن المدينة حرم ما بين ثور إلى عائر فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل ومن تولى مولى بغير
                    * هامش * ( 1 ) صحيح البخاري 1 / 53 ، 3 / 1110 ، 6 / 2531 .
                    ( 2 ) المجتبى من السنن 8 / 23 .
                    ( 3 ) السنن الكبرى 4 / 220 .
                    ( 4 ) مسند أحمد بن حنبل 1 / 79 .
                    ( 5 ) سنن ابن ماجه 4 / 24 .
                    ( 6 ) سنن البيهقي 8 / 28 ، 9 / 226 .
                    ( 7 ) سنن أبي داود ص 15 .
                    ( 8 ) مسند أبي يعلى 1 / 350 .
                    ( 9 ) سنن الترمذي 4 / 24 . ( * )

                    - ص31 -

                    إذنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل )

                    وبعضها يذكر أنها تحتوي على ( العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مؤمن بكافر ) .

                    وثانيا : تناقضها من حيث طبيعة السؤال الموجه لأمير المؤمنين عليه السلام وإليك أخي القارئ الكريم النصوص المتناقضة التي ذكرتها هذه الروايات للسؤال الذي سئل أمير المؤمنين عليه السلام :
                    1 - سئل علي هل خصكم النبي صلى الله عليه وسلم بشئ لم يخص به الناس كافة ؟
                    2 - قلت لعلي يا أمير المؤمنين هل عندكم سوداء في بيضاء ليس في كتاب الله ؟
                    3 - هل عندكم عن رسول الله شئ سوى كتاب الله ؟
                    4 - هل عندكم من الوحي شئ ؟
                    5 - هل عندكم من النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم شئ سوى القرآن ؟
                    6 - هل عندكم شئ من العلم ليس عند الناس ؟
                    7 - عندكم كتاب ؟
                    وكل هذا التناقض يجعلنا نضع علامة استفهام على هذه الروايات لأنها متناقضة تناقضا واضحا .
                    - ص32 -

                    ثالثا : - إن الأمور التي ذكرت هذه الروايات " بغض النظر عن تناقضها " أن الصحيفة التي أخرجها أمير المؤمنين عليه السلام من قراب سيفه قد احتوت عليها ليس مما اختص به الإمام علي عليه السلام وبقية أهل البيت عليهم السلام دون سائر
                    المسلمين ، فكيف تدعي هذه الروايات أن عليا عليه السلام أخرجها للسائل على أنها مما اختص به آل البيت عليهم السلام يقول أبو الطيب العظيم آبادي في عون المعبود : ( ليس يخفى أن ما في كتابه " أي صحيفته علي عليه السلام " ليس من الأمور المخصوصة ) ( 1 )
                    ومثله قول السندي في حاشيته على سنن النسائي ( 2 ) .


                    رابعا : - وأما بالنسبة إلى اللازم الثاني وهو وقوله : ( الكذب عليه رضي الله عنه بنسبة هذا القول إليه )
                    فنقول : لا ندري لم جزم الجزائري بأن عليا عليه السلام لم يقل ذلك القول ، فكونه خبرا ضعيفا لا يدل على عدم وقوعه وإن كان بعض رواته معروفا بالكذب لأن الكذوب قد يصدق ، ولهذا أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يتبينوا في أخبار
                    الفاسقين ، حيث قال : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبوا على ما فعلتم نادمين } فأمر بالتبين في أخبارهم ولم يأمر بردها فجزم الجزائري بأن هذا الخبر مكذوب على أمير المؤمنين عليه السلام في غير محله
                    لعدم جريانه على القواعد العلمية ، اللهم إلا إذا كان يدعي أن لديه ملكة قدسية نورانية يستطيع بها تمييز الحديث المكذوب من غيره ! ! ! ! ! وعليه أن يثبت لنا ذلك .

                    والشيخ الكليني عليه الرحمة عندما روى ذلك في كتابه الكافي حدث به عن مجموعة من الرواة فكيف يكون الكليني عليه الرحمة كاذبا على أمير المؤمنين ؟ فهو لم ينسب هذا القول لأمير المؤمنين عليه السلام مع علمه بعدم صدوره
                    * هامش *
                    ( 1 ) عون المعبود 12 / 260
                    ( 2 ) سنن النسائي بشرح السيوطي 8 / 19 . ( * )

                    - ص33 -

                    منه سلام الله عليه حتى يكون كاذبا فالكاذب على الغير هو الذي ينسب إلى الغير قولا أو فعلا يعلم أنه لم يصدر منه .

                    خامسا : بغض النظر عن صحة الحديثين أو عدم صحتهما فليس من المستحيل ولا شئ يدعو للغرابة أو يمنع أن يكون عند الأئمة من أهل البيت عليهم السلام خاتم سليمان وعصا موسى وأن يكونوا ورثة النبيين ، وهم اللذين اصطفاهم الله تعالى من بين سائر الناس كما اصطفى إمامهم ومعلمهم ومربيهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهم ورثة النبيين حقا وصدقا وهم علماء هذه الأمة وصديقوها وشهداؤها .

                    روى العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في كتابه آل محمد قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي وحبيب قلبي ووصيي ووراث علمي وأنت مستودع مواريث الأنبياء من قبلي ، وعلي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة ومودته عبادة ) ( 1 ) .

                    وروى العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة قال : ( وفي المناقب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي وحبيب قلبي ووصيي ووارث علمي وأنت مستودع مواريث الأنبياء من قبلي . . . . الخ ) ( 2 )
                    * هامش *
                    ( 1 ) آل محمد ص 45 .
                    ( 2 ) ينابيع المودة ص 133 . ( * )

                    تعليق


                    • #11
                      وقفة مع الجزائري - الشيخ : حسن عبدالله - ص34 -

                      الحلقة الرابعة


                      أقول
                      أولا : الحديث الذي استشهد به الجزائري هو صحيح من حيث السند لا غبار عليه .

                      ثانيا : إن الجزائري بنى على هذا الحديث نتائج عجيبة وأمورا غريبة ولوازم ليس في الحديث المذكور ما يدل على شئ منها حيث قال : ( وبعد : إن النتيجة الحقيقية لهذا الاعتقاد الباطل لا يمكن أن تكون إلا كما يلي :

                      1 - الاستغناء عن كتاب الله تعالى ، وهو كفر صراح )
                      أقول
                      ما هو دليل الجزائري على بطلان الاعتقاد بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ألف باب من العلم ينفتح له من كل باب ألف ألف باب أو الاعتقاد بأن عندهم صحيفة تسمى الجامعة فيها الحلال
                      والحرام وهي من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط يمين الإمام علي عليه السلام أو الاعتقاد بأن عندهم وعاءا يسمى الجفر فيه علوم الأنبياء السالفين والوصيين والعلماء من بني إسرائيل ، أو الاعتقاد بأن عندهم ما يسمى بمصحف فاطمة
                      الذي هو ليس بقرآن " كما سنبين ذلك لاحقا " بل فيه علوم ومعارف أخرى أو الاعتقاد بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خص أهل البيت عليهم السلام ببعض العلوم والمعارف مما أخبر به عن طريق الوحي مما قد كان وما يكون ؟


                      ليأتي لنا الجزائري أو أعوانه المروجين لباطله بدليل واحد يدل على أن من يعتقد ذلك يكون اعتقاده باطلا ، وليثبتوا لنا بالدليل بطلان هذا الاعتقاد وأما قوله أن الاعتقاد بذلك يعني الاستغناء عن كتاب الله سبحانه وتعالى فليس في الحديث ما يدل على ذلك
                      ويشير إليه فهو " أي الحديث " يشير ويبين ما خص به أهل البيت عليهم السلام من الصحائف والكتب وما عندهم من العلوم الشرعية والمعارف الإلهية التي لم تأتي لغيرهم من الناس .

                      فهذه النتيجة أتى بها الجزائري من جعبته المليئة بالحقد والعداوة والبغضاء والكراهية لشيعة أهل البيت عليهم السلام .

                      - ص37 -
                      وقال : ( 2 - اختصاص آل البيت بعلوم ومعارف دون سائر المسلمين وهو خيانة صريحة تنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ونسبة الخيانة إليه كفر لا شك فيه ولا جدال ) .
                      أقول :
                      إن هذا الجزائري حاطب بليل لا يدري ما يقول فهو يرمي الكلام على عواهنه فمن أي دليل استفاد على أن اختصاص النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل بيته بعلوم أو معارف دون غيرهم يعد خيانة ؟
                      لا والله لا يعد خيانة ولا شئ من ذلك خصوصا إذا كان في ذلك منفعة عامة أو خاصة فقد خص النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه بأسماء المنافقين دون غيره من الناس حتى سمي صاحب سر رسول الله ، وخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بما لم يخص به غيره

                      فقد أخرج الترمذي بسنده في سننه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله تعالى عليه قال : ( دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما انتجيته ولكن الله انتجاه ) ( 1 ) .


                      قال الملا علي القاري في شرح الحديث في مرقاة المصابيح : ( والمعنى أني بلغته عن الله ما أمرني أن أبلغه إياه على سبيل النجوى ، وقال : قال الطيبي رحمه الله : كان ذلك أسرار إلهية وأمور غيبية جعله من خزانها ) ( 2 ) .
                      وأخرج أحمد في مسنده والحاكم النيسابوري في المستدرك ( 3 ) عن أم سلمة قالت : ( والذي أحلف به إن كان علي

                      * هامش *
                      ( 1 ) سنن الترمذي 5 / 639 .
                      ( 2 ) مرقاة المصابيح 10 / 471 .
                      ( 3 ) مسند أحمد 6 / 300 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 138 . ( * )
                      - ص38 -
                      لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قالت : عدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غداة بعد غداة ، يقول : جاء علي ؟ مرارا . قالت فاطمة : كان بعثه في حاجة . قالت : فجاء بعد . قالت : فظننت أن إليه حاجة ، فخرجنا من
                      البيت فقعدنا عند الباب ، وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يومه ، فكان علي أقرب الناس به عهدا ) .
                      وقال الحاكم عن هذا الحديث : ( هذا حديث صحيح الإسناد ولك يخرجاه ووافقه الذهبي ) .
                      والحديث أيضا مذكور في كتاب فضائل الصحابة ( 1 ) .
                      وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى ( 2 )
                      وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ( 2 )
                      والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ( 3 ) عن ابن عباس قال : ( كنا نتحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلى علي سبعين عهدا لم يعهدها إلى غيره ) .

                      وقال الجزائري : ( 3 - تكذيب علي رضي الله عنه في قوله الثابت الصحيح : لم يخصنا رسول الله آل البيت بشئ ، وكذب على علي كالكذب على غيره حرام لا يحل ) .
                      أقول :
                      لقد بينت سابقا في - الحلقة الثالثة - أن هذا الحديث لم يرد من طريق الشيعة الإمامية ولم تثبت صحته لديهم فلا يصح الاحتجاج به عليهم وهو غير متواتر يفيد القطع بصدوره من أمير المؤمنين حتى يلزم القول بخلافه وبما يناقضه تكذيب

                      * هامش * ( 1 ) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 686 .
                      ( 2 ) الطبقات الكبرى 2 / 338 .
                      ( 3 ) حلية الأولياء 1 / 68 .
                      ( 4 ) كفاية الطالب ص 291 . ( * )
                      - ص39 -
                      لأمير المؤمنين عليه السلام إضافة إلى أننا أثبتنا هناك أن هذه الروايات التي رواها أهل السنة متناقضة من حيث نص السؤال الموجه إلى أمير المؤمنين عليه السلام ومن حيث أسماء وعدد المواد والأمور المذكورة في الصحيفة التي تقول الروايات أنه سلام الله أخرجها من قراب سيفه .

                      وفوق كل ذلك لقد ذكرنا سابقا بعض الروايات ومن مصادر سنية تقول أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد خص عليا عليه السلام ببعض الأمور وعهد إليه الكثير من العهود مما لم يخص أو يعهد به إلى غيره ، فهذه الروايات أيضا مناقضة لرواية ( لم يخصنا ) .


                      وقال الجزائري : ( الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو من أعظم الذنوب وأقبحها عند الله إذ قال عليه الصلاة والسلام إن كذبا علي ليس ككذب على أحدكم من كذب علي متعمدا فليلج النار ) .
                      أقول :
                      لا ندري أين يكمن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الكافي فإن كان يقصد أن ما جاء في الحديث من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علم عليا عليه السلام ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب فهذا
                      الحديث مروي أيضا في كتبهم فقد أخرجه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل ( 1 ) عن علي عليه السلام أنه قال : ( علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألف باب كل باب يفتح ألف باب ) .

                      وفيه عن ابن عباس قال : ( إن عليا خطب الناس فقال : يا أيها الناس ما هذه المقالة السيئة التي تبلغني عنكم ؟ والله لتقتلن طلحة والزبير ولتفتحن البصرة ، ولتأتينكم مادة من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وستين أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين ، قال ابن عباس :

                      * هامش *
                      ( 1 ) منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل 5 / 43 . ( * )
                      - ص40 -
                      فقلت : الحرب خدعة . قال : فخرجت فأقبلت أسأل الناس : كم أنتم فقالوا : كما قال ، فقلت : هذا مما أسره إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إنه علمه ألف كلمة ، كل كلمة تفتح ألف ألف كلمة ) .

                      وفي تفسير الفخر الرازي في ذيل تفسير قوله تعالى : { إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين } ( 1 ) قال : ( قال علي عليه السلام : علمني رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ألف باب من العلم واستنبطت من كل باب ألف باب ) ثم قال : ( فإذا كان حال المولى هكذا فكيف حال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ) ( 2 ) .

                      وفي ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق روى الحافظ ابن عساكر بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في مرضه : ( ادعوا لي أخي . . . فدعي له علي بن أبي طالب ، فستره بثوب وانكب عليه ، فلما خرج من عنده قيل له : ما قال النبي لك ؟ قال : علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب ) ( 3 ) .

                      كما يؤيد هذا القول الكثير من الأحاديث منها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب ) ( 4 ) .
                      * هامش *
                      ( 1 ) آل عمران : 33 .
                      ( 2 ) التفسير الكبير للفخر الرازي 8 / 21 .
                      ( 3 ) ترجمة الإمام علي من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 485 .
                      ( 4 ) المستدرك على الصحيحين 3 / 137 ، 138 وقال عنه : ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) . ( * )
                      - ص41 -
                      وفي كتاب الإستيعاب ( 1 )
                      وأسد الغابة ( 2 )
                      والرياض النضرة في مناقب العشرة ( 3 ) عن عبد الله بن عباس قال : ( والله لقد أعطي علي بن أبي طالب عليه السلام تسعة أعشار العلم ، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر ) .
                      وفي أسد الغابة ( 4 )
                      والإستيعاب ( 5 )
                      وفيض القدير ( 6 )
                      والرياض النضرة ( 7 )
                      عن عبد الملك بن سليمان قال : قلت لعطاء : أكان في أصحاب محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أعلم من علي ؟ قال : لا والله لا أعلم .

                      وقد روى الإمام أحمد في مسنده بسنده إلى هبيرة قال : ( خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، لا ينصرف حتى يفتح الله على يديه ) ( 8 ) .

                      وروى الحاكم في مستدركه على الصحيحين بسنده عن قيس بن أبي حازم قال : ( كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب والناس وقوف حواليه إذ أقبل سعد بن أبي وقاص
                      * هامش * ( 1 ) الإستيعاب 3 / 40 .
                      ( 2 ) أسد الغابة 4 / 100 .
                      ( 3 ) الرياض النضرة 3 / 141 .
                      ( 4 ) أسد الغابة 4 / 100 .
                      ( 5 ) الإستيعاب 3 / 40 .
                      ( 6 ) فيض القدير 3 / 47 .
                      ( 7 ) الرياض النضرة 3 / 141 .
                      ( 8 ) مسند الإمام أحمد 1 / 199 . ( * )
                      - ص42 -
                      فوقف عليهم فقال ما هذا فقالوا رجل يشتم علي بن أبي طالب فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب ألم يكن أول من أسلم ألم يكن أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم يكن أزهد الناس ألم
                      يكن أعلم الناس وذكر حتى قال ألم يكن ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته ألم يكن صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم
                      قدرتك قال قيس فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه ومات ) ثم قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) ( 1 ) .

                      وفي تاريخ بغداد ( 2 )
                      وترجمة الإمامة علي من تاريخ مدينة دمشق ( 3 ) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب ) .
                      وفي مجمع الزوائد للهيثمي ( 4 )
                      ومسند أحمد بن حنبل ( 5 )

                      والمعجم الكبير للطبراني ( 6 ) عن معقل بن يسار قال : ( وضأت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال هل لك في فاطمة نعودها فقلت نعم فقام متوكئا علي فقال أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك قال
                      * هامش * ( 1 ) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 571 .
                      ( 2 ) تاريخ بغداد ج 11 ص 204 رقم 5908 .
                      ( 3 ) ترجمة الإمام علي من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 476 ح 1003
                      ( 4 ) مجمع الزوائد للهيثمي 9 / 101 ، 102 ، 114 .
                      ( 5 ) مسند أحمد بن حنبل 5 / 29 .
                      ( 6 ) المعجم الكبير للطبراني 20 / 229 . ( * )
                      - ص43 -
                      فكأنه لم يكن علي شئ حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام فقال كيف نجدك فقالت والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي قال عبد الله وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ) .

                      وفي طبقات ابن سعد ( 1 ) والإصابة لابن حجر ( 2 )
                      والإستيعاب لابن عبد البر ( 3 ) عن أبي الطفيل قال : ( قال علي بن أبي طالب " عليه السلام - : سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل ) .

                      إلى غيرها من الكثير من الأحاديث الكثيرة في هذا المضمار التي تبين منزلة ومكانة أمير المؤمنين عليه السلام العلمية وما خصه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم به من علوم ومعارف لم يخص بها غيره وإذا صح عندهم أن أبا هريرة كان عنده
                      وعاءان من العلم تلقاهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مدة قصيرة فكيف يستبعد أن يحوي علي عليه السلام ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب مع قرب منزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكثرة ملازمته له وطول صحبته وكثرة مسائلته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشدة ذكائه وقوة حافظته .

                      وأما إذا أراد أن ما جاء في الحديث من أن الجامعة هي من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو كذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فنقول من أين جزم الجزائري بعدم وقوع ذلك من النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى يعتبر القول بذلك كذبا على
                      * هامش * ( 1 ) طبقات ابن سعد 2 / 338 .
                      ( 2 ) الإصابة 2 / 509 .
                      ( 3 ) الاستيعاب 3 / 43 . ( * )
                      - ص44 -
                      رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ مع أننا قد أوردنا سابقا من الروايات ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينتجي عليا عليه السلام كثيرا ، وتفيد الروايات أن عليا عليه السلام كان يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيجيبه بل
                      كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يبتدؤه بالتعليم ، فلعل عليا عليه السلام كان يكتب كل ذلك ويسجله فتكونت منه صحيفة سميت فيما بعد بالجامعة .

                      قال الجزائري : ( 5 - الكذب على فاطمة رضي الله عنها بأن لها مصحفا يعدل القرآن ثلاث مرات ، وليس فيه من القرآن حرف واحد ) .
                      أقول :
                      كيف يكون كاذبا من يقول بأن للسيدة الزهراء عليها السلام مصحفا ؟ مع ورود الروايات الصحيحة من طرقنا التي تذكر ذلك ، فمصحف فاطمة ليس هو قرآن ولا به شئ من الآيات القرآنية والرواية عن الإمام عليه السلام صريحة في ذلك
                      حيث يقول الإمام الصادق عليه السلام : ( والله ما فيه من قرآنكم هذا حرف واحد ) وإنما هو من حيث حجمه يعدل القرآن الكريم ثلاث مرات ، ولا يوجد شيعي يقول بأن مصحف فاطمة عليها السلام هو قرآن وآيات قرآنية منزلة من الله سبحانه
                      وتعالى ، وحقيقة مصحف فاطمة هي أنه كتاب فيه علم ما يكون وأسماء من يملكون إلى قيام الساعة وعلوم أخرى من إملاء جبريل عليه السلام وخط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وسمي بالمصحف لأنه كتاب جامع لصحف مكتوبة
                      وكل ما كان كذلك فهو مصحف لغة قال في لسان العرب : ( المصحف والمصحف بضم الميم وكسرها : الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين ، كأنه أصحف ) .

                      - ص45 -
                      قال الجزائري : ( 6 - صاحب هذا الاعتقاد لا يمكن أن يكون من المسلمين أو يعد من جماعتهم وهو يعيش على علوم ومعارف وهداية ليس للمسلمين منها شئ ) .
                      أقول :
                      كيف يكون من يعتقد نتيجة للأخبار الصحيحة عنده أن أهل البيت عليهم السلام خصوا بمعارف وعلوم لم يخص بها غيرهم من بقية الناس كافرا خارجا من دائرة الإسلام وحضيرة المسلمين ؟
                      لماذا لم يسق الجزائري أدلته على ذلك ؟
                      لماذا يقول من دون دليل ؟
                      لماذا لا يأتي لنا من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدليل يثبت لنا أن مثل هذا الاعتقاد يؤدي بالعبد إلى الكفر والخروج عن ملة الإسلام ؟

                      وأنى له أن يأتي بذلك . لأن هذا الاعتقاد لو سلمنا جدلا ببطلانه فصاحبه لم يجحد ما علم ثبوته في الدين بالضرورة حتى يكفر ويخرج من ربقة الإسلام .

                      وتعليل خروج من يعتقد بهذا الأمر عن دائرة الإسلام وجماعة المسلمين بأنه يعيش على علوم ومعارف وهداية ليس للمسلمين منها شئ تعليل باطل ، فهذه العلوم والمعارف المخصوصة بأهل البيت عليهم السلام هي بيد أئمة المسلمين من أهل البيت
                      عليهم السلام وهم عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم اللذين جعلهم عدل القرآن الكريم وأمر بالتمسك بهم وملازمتهم والتعلم منهم والاقتداء بهم فقد أثر عنه صلوات الله وسلامه عليه قوله : ( إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ( 1 ) .

                      * هامش * ( 1 ) ستأتي الإشارة إلى بعض مصادر هذا الحديث ( أنظر الحلقة السابعة من هذا الرد ) . ( * )
                      - ص46 -
                      هذا مضافا إلى أن الفرقة الناجية لا بد وأن تكون لها هداية ومعارف ليست لغيرها من الطوائف ، وإلا لما كان في المسلمين فرقة ناجية واحدة ، ووجب أن يكون كل فرق المسلمين ناجية وهو باطل .


                      قال الجزائري : ( 7 - وأخيرا فهل مثل هذا الهراء الباطل والكذب السخيف تصح نسبته إلى الإسلام ، دين الله الذي لا يقبل غيره ؟ ! ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) .
                      أقول :
                      لقد وضحنا حقيقة الأمر فلا هراء باطل ولا كذب سخيف ولا غير ذلك بل غاية ما في الأمر أن الجزائري وأشكاله ينظرون إلى كل فضيلة خص بها أهل البيت عليهم السلام على أنها كذب وهراء أما ما ينسب لغيرهم ممن يتفاعل معهم هؤلاء
                      من فضائل ومناقب وإن كانت منسوبة إليهم كذبا فهي من الإسلام الذي لا يقبل الله سبحانه وتعالى غيره فلا نملك إلا أن نقول : إنا لله وإنا إليه راجعون .

                      تعليق


                      • #12
                        وقفة مع الجزائري - الشيخ : حسن عبدالله - ص47 -

                        الحلقة الخامسة
                        أقول : إن هذا الحديث الذي استشهد به الجزائري من كتاب الكافي هو وسنده كالتالي : ( علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : إن الله عز وجل غضب على الشيعة فخيرني نفسي أو هم
                        فوقيتهم والله بنفسي ) وهذا الحديث ضعيف ففي سنده إرسال كما واضح قال عنه الشيخ المجلسي عليه الرحمة في مرآة العقول ( 1 ) : ( مرسل ) .
                        وكما أسلفنا سابقا فالحديث الضعيف لا يلزم ولا يلزم به أحد
                        * هامش * ( 1 ) مرآة العقول 3 / 126 . ( * )
                        - ص49 -

                        وهذا الدجال الجزائري عندما نقل هذه الرواية من الكافي بلا شك أنه رأى أن في سندها إرسال وضعيفة سندا لجهة الإرسال فيها إلا أنه مع كل ذلك اتخذها وسيلة للتشنيع على الشيخ الكليني عليه الرحمة والشيعة وألزمها مع كل ذلك لوازم ونتائج ليس
                        في الرواية ما يدل على شئ منها وأكتفي في الرد عليه بذلك لأنني وحسب تتبعي لم أجد لهذه الرواية شاهدا صحيحا لا بلفظها ولا بمعناها يستدعي الأمر منا لذلك أن نتعرض لمضمونها بالشرح والتوضيح .


                        /////////////////////////////////////////////////////////////////////////


                        اقول انت لن تاتي بشي جديد لتترك لنا نصيحة شيخهم الوهابي المدلس التي تكون حججه من تدليس واحاديث ضعيفة مرسلة لانومن بالاخذ بها لمذهبنا

                        فيكفي المدرج للرد ولرد على شيخهم للموضوع الثاني الذي انت ادرجته

                        نترك الكتاب باكمله لرد على شيخهم الوهابي


                        وقفة مع الجزائري
                        الشيخ : حسن عبدالله



                        http://www.shiaweb.org/books/waqfa/index.html




                        ولرد كتاب اخر




                        كَشْفُ الحَقَائِق
                        ردٌّ عَلى «هذِهِ نَصيْحَتي إلى كُلّ شِيْعي »

                        تأليف
                        الشَّيْخ عَلي آل مُحْسِنْ
                        http://www.aqaed.com/book/361/

                        تعليق


                        • #13
                          نكمل افضل

                          وقفة مع الجزائري - الشيخ : حسن عبدالله - ص50 -

                          الحلقة السادسة

                          .






                          أقول : لقد ثبت للشيعة بالأدلة الكثيرة أن علي بن أبي طالب والحسن بن علي الزكي والحسين بن علي الشهيد وعلي ابن الحسين زين العابدين ، ومحمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق ، وموسى بن جعفر الكاظم ، وعلي بن موسى
                          الرضا ، ومحمد بن علي الجواد ، وعلي بن محمد الهادي ، والحسن بن علي العسكري ومحمد بن الحسن المهدي المتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، هم خلفاء

                          - ص46 -

                          النبي صلى الله عليه وآله وسلم والقادة وولاة الأمر على الأمة من بعده واحدا تلو الآخر ، اختارهم الله سبحانه وتعالى للقيام بهذه المهمة وهذا الدور ، وإذ ثبتت إمامتهم وإمرتهم وولايتهم ، ثبت أيضا عصمتهم ووجوب طاعتهم ، فأما بالنسبة للعصمة ،
                          فإن الدليل العقلي يدل على أن الإمام وولي أمر الأمة القائم بأمورها وشؤونها الدينية والدنيوية يجب أن يكون معصوما ، لأن الذي يدعو إلى وجوب نصب الإمام هو جواز الخطأ على الأمة ، فإذا جاز الخطأ على الإمام أحتاج إلى إمام ثان يرفع خطأه،
                          وهذا الثاني إما أن يكون مثل الأول فيحتاج إلى ثالث ، وهكذا فيلزم إما التسلسل أو الدور وكلا الأمرين باطل ، وإما أن لا يكون كذلك " أي لا يجوز عليه الخطأ - فيثب المطلوب وهو العصمة .

                          هذا من ناحية الدليل العقلي ، وأما أدلة عصمتهم من ناحية الشرع فكثيرة منها :

                          1 - قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ( 1 ) وظاهر الآية الكريمة يدل على أن الله سبحانه وتعالى أمر بإطاعة أولي الأمر على وجه الإطلاق والجزم في جميع الحالات دون أن يقيد طاعتهم بحالة معينة
                          أو شئ ما ، ومن كان الأمر بطاعتهم على هذا الشكل فإنه يجب أن يكونوا معصومين ، وإلا لما صح الأمر بطاعتهم على وجه الإطلاق وبلا قيد أو شرط . وقد استفاد من الآية الكريمة من أهل السنة دلالتها على العصمة
                          * هامش * ( 1 ) النساء : 59 . ( * )

                          - ص53 -

                          الفخر الرازي حيث صرح بذلك في تفسيره مفاتيح الغيب عند تفسيره للآية الكريمة فقال : ( إن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ، ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع ، لا بد وأن يكون معصوما عن الخطأ
                          إذ لو لم يكن معصوما عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته ، فيكون ذلك أمرا بفعل الخطأ ، والخطأ لكونه خطأ منهي عنه ، فهذا يقضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد ، وأنه محال ، فثبت
                          أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم ، وثبت أن كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوما عن الخطأ ، فثبت قطعا أن أولي الأمر المذكور في هذه الآية لا بد وأن يكون معصوما ) ( 1 ) .

                          2 - قوله سبحانه وتعالى : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) ( 2 ) .

                          ففي الآية الكريمة أن إبراهيم عليه السلام لما أن قال له سبحانه وتعالى ( إني جاعلك للناس إماما ) طلب هذا المنصب لبعض ذريته بقوله كما يحكيه تعالى ( قال ومن ذريتي ) فرد الله عز وجل عليه بقوله : ( لا ينال عهدي الظالمين ) فنفى أن ينال هذا
                          المنصب الظالم ، والمراد بالظالم في الآية الكريمة مطلق من اتصف بهذه الصفة ولو في آن من آنات حياته ، فمن تلبس بالظلم ولو في آن ما فإنه لا يصلح أن يتولى منصب الإمامة حتى لو تاب من ظلمه .

                          وعليه فإن الآية تدل على أن الإمام يجب أن يكون معصوما لأن الذي لا يمارس ظلما ولا يتلبس به هو المعصوم . وطبعا ليس المراد بمنصب الإمامة في الآية الكريمة والذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لإبراهيم عليه السلام هو
                          * هامش * ( 1 ) مفاتيح الغيب 10 / 144 . ( 2 ) البقرة / 124 . ( * )

                          - ص54 -

                          منصب النبوة أو الرسالة فإن منصب النبوة هو منصب تحمل الوحي ، ومنصب الرسالة هو منصب إبلاغه للناس ، وقد كان الخليل عليه السلام قائما بوظائفهما سنين طويلة قبل أن يعطى منصب الإمامة الذي هو منصب القيادة وتنفيذ الشريعة في
                          المجتمع بقوة وقدرة ، أما هذا المنصب " الإمامة - فقد أعطي إياه في أخريات عمره ، يدل على ذلك أنه طلب هذا المنصب لبعض ذريته ، ومعلوم أنه رزق الذرية في الكبر ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ) ( 1 )

                          وقد كان نبيا رسولا قبل أن يرزق الذرية ، فطلبه هذا المنصب لبعض ذريته يدل على وجود خلف وذرية له ، وإلا من غير المناسب " وخصوصا من الخليل الذي آيس من الذرية " أن يطلبه لمن لا يعلم بوجوده .

                          فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إن الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا وأن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا وأن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وأن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، فلما جمع له الأشياء قال : إني جاعلك للناس
                          إماما ، قال فمن عظمها في عين إبراهيم عليه السلام قال ( من ذريتي ، قال لا ينال عهدي الظالمين ) قال : لا يكون السفيه إمام التقي ) ( 2 ) .

                          هذه هي بعض الأدلة على عصمة الإمام بما هو إمام ، أما الأدلة على عصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام فكثيرة منها :
                          1 - قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 3 ) وقبل أن نثبت دلالة هذه الآية على العصمة ، لا بد أولا من بيان مصداق مفهوم أهل البيت في الآية الكريم . إن
                          * هامش * ( 1 ) إبراهيم : 39 .
                          ( 2 ) الاختصاص للشيخ المفيد : ص 22 .
                          ( 3 ) الأحزاب : 33 . ( * )

                          - ص55 -

                          الروايات المستفيضة في كتب الفريقين سنة وشيعة تثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدد هذا المفهوم في الآية الكريمة بالخمسة أصحاب الكساء وهم : ( النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ) دون غيرهم ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر :

                          1 - روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين بسنده عن أبي عمار قال : حدثني واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : ( جئت أريد عليا رضي الله تعالى عنه فلم أجده فقالت فاطمة رضي الله عنها انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه ( وآله )
                          وسلم يدعوه فاجلس ، فجاء مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فدخل ودخلت معهما ، قال فدعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حسنا وحسينا فأجلس كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبه وأنا
                          شاهد فقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، اللهم هؤلاء أهل بيتي ) .
                          ثم قال الحاكم النيسابوري : ( هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه ) ( 1 ) .

                          2 - روى الحاكم النيسابوري في المستدرك بسنده عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت : ( في بيتي نزلت { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال هؤلاء أهل بيتي )
                          ثم قال النيسابوري : ( هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ) ( 2 )
                          وقال الذهبي في التلخيص : ( على شرط البخاري ) .
                          * هامش * ( 1 ) المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 451 .
                          ( 2 ) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 158 . ( * )

                          - ص56 -

                          3 - وأخرج الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال : ( أتيت عليا فلم أجده فقالت لي فاطمة انطلق إلى رسول الله يدعوه فجاء مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول الله صلى الله
                          عليه ( وآله ) وسلم الحسن والحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذيه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ثم قال هؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق ) .
                          قال الحاكم النيسابوري : ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) ( 1 )
                          وقال الذهبي في التلخيص : ( على شرط مسلم ) .

                          4 - وأخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك بسنده عن صفية بنت شيبة قالت : ( حدثتني أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ( خرج النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن والحسين فأدخلهما معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها معهما ثم جاء علي فأدخله معهم ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
                          قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) ( 2 ) .
                          وقال الذهبي في التلخيص : ( على شرط البخاري ومسلم ) .

                          5 - وأخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك بسنده عن عطاء بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : ( في بيتي نزلت هذه الآية { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إلى علي
                          وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت أم سلمة يا رسول الله ما أنا من أهل البيت قال إنك أهلي خير وهؤلاء
                          * هامش *
                          ( 1 ) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 159 .
                          ( 2 ) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 159 . ( * )

                          - ص57 -

                          أهل بيتي اللهم أهلي أحق )
                          قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ) ( 1 ) .
                          وقال الذهبي في التلخيص ( على شرط مسلم ) .

                          6 - وأخرج الترمذي في صحيحه بسنده عن عمر بن أبي سلمة قال : ( لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء
                          وعلي خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت على خير )
                          قال الترمذي : ( هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة ) ( 2 )
                          وقد صحح الشيخ الألباني هذا الحديث .

                          7 - وأخرج الترمذي أيضا في صحيحه بسنده عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في بيت أم سلمة فدعا النبي
                          صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت إلى خير )
                          قال الترمذي : ( وفي الباب عن أم سلمة ومعقل بن يسار وأبي الحمراء وأنس قال وهذا حديث غريب من هذا الوجه ) ( 3 )
                          وقد صحح الشيخ الألباني هذا الحديث في سلسلته .
                          * هامش *
                          ( 1 ) المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 451 .
                          ( 2 ) صحيح الترمذي ج 5 ص 351 .
                          ( 3 ) صحيح الترمذي ج 5 ص 663 . ( * )

                          - ص58 -

                          8 - وأخرج الترمذي في صحيحه بسنده عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة وأنا
                          معهم يا رسول الله قال إنك إلى خير ) قال الترمذي : ( هذا حديث حسن وهو أحسن شئ روي في هذا وفي الباب عن عمر بن أبي سلمة وأنس بن مالك وأبي الحمراء ومعقل بن يسار وعائشة ) ( 1 ) .

                          9 - وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه بسنده عن شداد أبي عمار قال : ( دخلت على واثلة وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمته معهم فقال ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت
                          توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما آخذ بيده فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساءه ثم تلا هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق ) ( 2 ) .

                          10 - روى الطبري في تفسيره بسند صحيح عن بكير بن مسمار قال سمعت عامر بن سعد قال : قال سعد ( قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة وأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي ) ( 3 ) .

                          11 - وأخرج النسائي في كتابه السنن الكبرى بسند صحيح عن
                          * هامش * ( 1 ) صحيح الترمذي ج 5 ص 699 .
                          ( 2 ) مصنف ابن أبي شيبة ج 6 ص 370 .
                          ( 3 ) تفسير الطبري ج 10 ص 298 . ( * )





                          عمرو بن ميمون قال : ( إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا يا هؤلاء وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال أنا أقوم معكم فتحدثوا فلا أدري ما قالوا ، فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول أف وتف يقعون
                          في رجل له عشر ، وقعوا في رجل قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله لا يخزيه الله أبدا فأشرف من استشرف فقال أين علي ؟ هو في الرحا يطحن وما كان أحدكم ليطحن فدعاه وهو أرمد ما يكاد أن يبصر فنفث في
                          عينيه ثم هز الراية ثلاثا فدفعها إليه فجاء بصفية بنت حيي وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا خلفه فأخذها منه فقال لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ، ودعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) الحسن والحسين وعليا وفاطمة فمد عليهم ثوبا
                          فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة ، ولبس ثوب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ونام فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وهم
                          يحسبون أنه نبي الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فجاء أبو بكر فقال يا نبي الله ، فقال علي إن نبي الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قد ذهب نحو بئر ميمون فاتبعه فدخل معه الغار وكان المشركون يرمون عليا حتى أصبح وخرج بالناس في غزوة
                          تبوك فقال علي أخرج معك فقال لا فبكى فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ثم قال : أنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي قال وسد أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو في طريقه ليس له طريق غيره ، وقال من كنت وليه فعلي وليه . . . ) ( 1 ) .

                          12 - وأخرج النسائي في كتابه خصائص الإمام علي عليه السلام بسند صحيح عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال

                          * هامش *
                          ( 1 ) سنن النسائي ج 5 ص 112 . ( * )


                          - ص60 -

                          ( أمر معاوية سعدا ، فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أنا ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلن أسبه لأن يكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول له
                          وخلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية
                          غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فتطاولنا إليها ، فقال : ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه . . . ولما نزلت : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } دعا رسول الله صلى الله
                          عليه ( وآله ) وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ) . فهذه الروايات صريحة وواضحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خصص وحدد مفهوم أهل البيت في هذه الآية في أصحاب الكساء فقط دون غيرهم ، يفهم ذلك

                          تعليق


                          • #14
                            من له أدنى مسكة إلمام باللغة العربية فهو يقول : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) وفي رواية الترمذي السالفة ( وخاصتي ) ومعنى هذا أن هؤلاء هم أهل بيته فقط دون غيرهم وهم المقصودون بأهل البيت في الآية دون غيرهم ولو كان المفهوم يشمل هؤلاء
                            وغيرهم " من الموجودين في عصره " من نسائه أو عشيرته لكان الأصح والأنسب أن يقول : ( اللهم هؤلاء من أهل البيت ) لا أن يقول : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) الذي يفيد حصر المفهوم كله فيهم . وبعد هذا فنقول أن دلالة الآية الكريمة على
                            عصمة هؤلاء في غاية الوضوح فالله سبحانه وتعالى " كما هو ظاهر الآية " أذهب عنهم بإرادته ( التكوينية ) التي لا يتخلف المراد فيها عن الإرادة أذهب عنهم الرجس الذي هو كل قذارة مادية ومعنوية وطهرهم من
                            - ص61 -
                            كل رجس ودنس تطهيرا وهذا عين العصمة وحقيقتها .

                            2 - حديث الثقلين المتواتر الذي من ألفاظه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ( 1 ) .

                            وحديث الثقلين يدل على عصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام من عدة وجوه : -
                            1 - إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر في هذا الحديث باتباع أهل البيت عليهم السلام على وجه الإطلاق بدون قيد أو شرط ومن كان الأمر بطاعته كذلك يكون معصوما فحاشا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر بهذا النوع من الأمر بالإتباع لمن يعلم ويحتمل خطأه ومخالفته للكتاب والسنة .

                            2 - أنه جعل التمسك بهم مانعا من الضلال كالكتاب ، ومن كان جائزا عليه الضلال لا يكون مانعا منه ، فالنتيجة أن أهل البيت عليهم السلام غير جائز في حقهم الضلال ومن كان كذلك كان معصوما .

                            3 - أنه صلى الله عليه وآله وسلم قرنهم بالكتاب وأمر باتباعهما معا فكما أن الكتاب منزه من كل باطل فأهل البيت كذلك ، وهو عين العصمة .

                            4 - أنه صلى الله عليه وآله وسلم صرح بأنهم لا يفارقون
                            * هامش *
                            ( 1 ) مسند أحمد ج 3 ص 59 . ( * )
                            - ص62 -
                            الكتاب ، والكتاب لا يفارقهم ، فهم لا يخالفونه في زمن من الأزمنة ووقت من الأوقات ، فإذا كانوا كذلك كانوا معصومين . هذه أربعة وجوه في حديث الثقلين تدل على عصمة عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته وفي نصوص أخرى لهذا الحديث توجد وجوه أخرى ، وفيما ذكرنا كفاية .

                            3 - قوله عليه الصلاة والسلام : ( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتهم قبيلة اختلفوا فصاروا حزب إبليس ) . ( 1 )
                            فلو كان أهل البيت عليهم السلام يخطئون لجازت مخالفتهم في الخطأ ، ولا يكون مخالفهم " حال ذلك " من حزب إبليس ، ولما اعتبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن مخالفهم مطلقا يكون من حزب إبليس علمنا أنهم لا يخطئون ومن لا يخطئ مطلقا هو المعصوم ، فالنتيجة أن أهل البيت عليهم السلام معصومون .

                            4 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ) ( 2 ) . والحديث واضح الدلالة على عصمتهم لأن التخلف عنهم حال
                            * هامش * ( 1 ) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 162 وقال عنه صحيح الإسناد ولم يخرجاه ،
                            وانظر أيضا المستدرك ج 2 ص 486 وج 3 ص 516 .
                            ( 2 ) المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 373 وج 3 ص 163 وقال عنه : حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ،
                            والمعجم الأوسط للطبراني ج 5 ص 355 وج 6 ص 85 ،
                            والمعجم الكبير للطبراني ج 3 ص 45 وج 3 ص 46 وج 12 ص 34 ،

                            ومسند الشهاب ج 2 ص 273 وج 2 ص 274 ، وحلية الأولياء ج 4 ص 306 ،
                            وفضائل الصحابة ج 2 ص 785 ، أخبار مكة للفاكهي ج 3 ص 134 . ( * )

                            - ص63 -
                            الخطأ لا يعد هلاكا ، والنبي هنا جزم بأن النجاة في اتباعهم والهلاك في التخلف عنهم فثبت أنهم لا يخطئون ، فإذا هم معصومون .

                            5 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن التي غرس ربي قضبانها بيده ، فليتوال عليا من بعدي ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ) ( 1 ) .

                            ( وهل هناك دلالة على عصمتهم من الخطأ أوضح من قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي ) وأصرح من قوله ( فليقتد بأهل بيتي ) ؟

                            وذلك لأن طينته معصومة فتجب عصمتهم لأنه لو لم يكونوا معصومين لوقع منهم الخطأ ، فيجب الاقتداء بهم في الأمر بالخطأ ولا شئ من الخطأ يجوز الاقتداء به ، ولما ثبت وجوب الاقتداء بهم مطلقا ثبت أنهم معصومون من الخطأ ) ( 2 ) .

                            وهناك أدلة أخرى كثيرة في كتب أهل السنة على عصمتهم عليهم السلام فضلا عن ما ورد من طرق الشيعة ( 3 ) فالإمام قائم بوظيفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعده " وإن لم يكن نبيا " فوظيفته هي هداية الناس إلى الطريق القويم ، وإذا جاز عليه الخطأ
                            * هامش * ( 1 ) منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد ج 5 ص 94 وقريبا منه في حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني ج 1 ص 86 .
                            ( 2 ) مع الدكتور على أحمد السالوس في كتابه فقه الشيعة الإمامية ص 163 - 164 .
                            ( 3 ) روى الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة 1 / 240 بسند صحيح عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : ( إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحججا في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا ) . ( * )
                            - ص64 -
                            والمعصية انتفت الغاية من نصبه ، ولما اطمأن إليه الناس ولما وثقوا بأفعاله وأقواله . فثبت كونه معصوما . أما بالنسبة لوجوب طاعتهم فكل الأدلة التي سقناها سابقا لإثبات عصمة الإمام والأئمة من أهل البيت أدلة أيضا على وجوب طاعة الأئمة
                            عليهم السلام ، فبعد ثبوت عصمته " الإمام - وأنه الهادي للأمة والمنقذ لها من الضلال وفي اتباعه الهداية والنجاة ، فبلا شك أن من كان هكذا حاله وجبت طاعته ، وأصرح الأدلة قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) .

                            وعليه فقد ثبت أن قول الشيعة بأن الأئمة عليهم السلام في العصمة ووجوب الطاعة كالأنبياء مدعوم بالدليل والبرهان ، وما دامت عقيدتهم هذه مستندها القرآن والسنة فكيف يحق لهذا الجزائري وأضرابه من الوهابية أن يشنعوا بها عليهم ؟ ! ! ! أليس من الأفضل له ولغيره من هؤلاء أن يناقشوا أدلتهم هذه ويردونها بدليل " إن كان لديهم ذلك " بدل هذا التشنيع ؟ .

                            أما بالنسبة للوحي فالشيعة لا يعتقدون بأن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ينزل عليهم الوحي كالأنبياء ويوحى إليهم بقرآن أو شئ من ذلك والرواية الأولى التي استشهد بها لإثبات فريته بأن الشيعة يعتقدون بأن الأئمة يوحى عليهم ليس فيها دلالة على
                            ذلك غاية ما ورد فيها أن الإمام لا يحجب عنه خبر السماء أما ما هي أخبار السماء التي لا تحجب عن الإمام وما هو طريق اتصاله بأخبار السماء فلم تشر إليه هذه الرواية لا من قريب ولا من بعيد ، فلربما يكون اتصاله بالسماء عن طريق التحديث
                            أو الإلهام أو طرق أخرى غير ذلك .

                            يقول العلامة المجلسي عليه الرحمة في كتابه مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول عند شرحه لهذا الحديث : ( خبر السماء ، أي الخبر النازل من السماء سواء نزل عليه بالتحديث أو نزل على من
                            - ص65 -
                            قبله ) وقال : ( وكون مثل هذا العالم بين العباد لطف ورأفة بالنسبة إليهم ليرجعوا إليه في كل ما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم والله أرأف من أن يمنعهم مثل هذا اللطف ، ويفرض طاعة من ليس كذلك فيصير سببا لمزيد تحيرهم ) ( 1 )

                            إضافة إلى ذلك فالرواية ضعيفة سندا فمن جملة رواتها جماعة بن سعد وقد ضعفه غير واحد من علماء الشيعة ، ضعفه السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ( 2 ) والعلامة الحلي في الخلاصة ( 3 ) والمامقاني في تنقيح المقال ( 4 ) وغيرهم .

                            والرواية الثانية التي أوردها " وإن حاول أن يحملها ما لا تدل عليه " فقد ورد في نصها نفي كون الأئمة عليهم السلام أنبياء ( إلا أنهم ليسوا بأنبياء ) نعم يشارك الأئمة عليهم السلام الأنبياء في بعض السمات ومنها العصمة ووجوب الطاعة كما أسلفنا
                            ذلك ، والرواية أيضا ضعيفة سندا ففي سندها عبد الله بن بحر ضعفه كثيرون كالسيد الخوئي في معجم رجال الحديث ( 5 ) والسيد محسن الحكيم في مستمسك العروة الوثقى ( 6 ) والشيخ يوسف البحراني في الحدائق ( 7 ) وغيرهم .

                            أما حول قوله : ( والقصد الصحيح من هذا الاختلاق والكذب الملفق " أيها الشيعي " هو دائما فصل أمة الشيعة عن الإسلام والمسلمين للقضاء على الإسلام والمسلمين بحجة أن أمة الشيعة في
                            * هامش * ( 1 ) مرآة العقول ج 3 ص 130 .
                            ( 2 ) معجم رجال الحديث ج 4 ص 143 .
                            ( 3 ) الخلاصة ص 211 .
                            ( 4 ) تنقيح المقال ج 1 ص 230 .
                            ( 5 ) معجم رجال الحديث ج 10 ص 118 .
                            ( 6 ) مستمسك العروة الوثقى ( 1 ج ص 335 .
                            ( 7 ) الحدائق الناظرة ج 24 ص 222 . ( * )
                            - ص66 -
                            غنى عما عند المسلمين من وحي الكتاب الكريم . . . . الخ )
                            نقول :
                            إن الأدلة الكثيرة والبراهين القاطعة قادة الشيعة إلى أن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هم خلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوصياءه من بعده على أمته ، كما قادتهم أيضا إلى كونهم معصومين واجبي الطاعة فدانت بإمامتهم واعتقدت
                            بعصمتهم ووجوب طاعتهم ، فلا كذب ولا اختلاق في المسألة ، وهل بعد قيام الأدلة على إمامة هؤلاء الأئمة وعصمتهم ووجوب طاعتهم إذا ما قال المسلم بإمامتهم وعصمتهم ووجوب طاعتهم يكون هدفه هو القضاء على الإسلام والمسلمين ؟

                            إن هذا لشئ عجيب من مثل هذا الرجل ، فهل في اتباع القرآن الكريم وأقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " الدالة على ذلك - والأخذ والالتزام بها انفصال عن الإسلام وأمة الإسلام ؟
                            لا والله ليس شئ من ذلك بل هو عين الإلتزام بالإسلام والعيش في نطاق إطار الإسلام وأمة الإسلام .
                            وكتاب الله سبحانه وتعالى هو المصدر الأول من مصادر التشريع عند الشيعة الإمامية وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسنة الأئمة المعصومين من البيت عليهم السلام الواصلة إلينا من طريق صحيح هي المصدر الثاني للتشريع ،
                            وما قول الدجال الجزائري هذا بأن الشيعية في غنى عن القرآن والسنة إلا محض كذب وافتراء وما ذكره حول مصحف فاطمة عليها السلام والجفر والجامعة وعلوم النبيين السابقين قد تحدثنا عنه فيما سبق فراجع ، وهذه الكتب هي من مختصات
                            الأئمة عليهم السلام فمجرد وجودها عندهم لا يدل على استغنائهم عن الكتاب العزيز ، وأحاديثهم عليهم السلام الحاثة لأتباعهم على الاهتمام بالقرآن ودراسته وحفظه وتعلمه والعمل بتعاليمه لخير دليل على صحة ما نقول .

                            ومسألة الوحي أيضا قد بينا حقيقتها فلا انسلاخ ولا انسلال للشيعة من الإسلام في شئ من عقائدها التي تعتقدها ، ولكن الذي

                            - ص67 -
                            انسلخ وانسل من القيم والأخلاق والآداب الإسلامية وكل الأعراف النبيلة هو أنت أيها الجزائري الذي تفتري على أمة وتريد من ذلك أن تسلخها من الإسلام بالقوة وبواسطة الكذب والافتراء .

                            وحول قوله : ( ألا قاتل الله روح الشر التي اقتطعت قطعة عزيزة من جسم أمة الإسلام باسم الإسلام وأبعدت خلقا كثيرا عن طريق آل البيت باسم نصرة آل البيت ) .
                            نقول : ألا قاتل الله الدجل الذي عشعش في نفسك أيها الجزائري وخصال الكذب والإفك والافتراء التي تخصلت بها فأتيت لتلفق الأكاذيب على الشيعة أتباع أهل البيت عليهم السلام
                            لتفصلهم بذلك عن أمة الإسلام ولكن جهودك والحمد لله باءت بالفشل وخاب سعيك واعلم أن الشيعي ليس بهذه الدرجة من الغباء والسذاجة حتى تنطلي عليه أكاذيبك ومغالطاتك وشبهاتك هذه .



                            تعليق


                            • #15
                              وقفة مع الجزائري - الشيخ : حسن عبدالله - ص68 -
                              الحلقة السابعة


                              أقول : إن مسلسل الافتراء والكذب من هذا الرجل على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية لا زال مستمرا فهو يفتري هنا ويكذب عليهم بأنهم يعتقدون أن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ارتدوا وكفروا من بعد وفاته ما عدا آل البيت

                              ونفرا قليلا من الصحابة ، وهذا الكلام غير صحيح بالمرة ، ورأي الشيعة في صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم معروف ومشهور وهو أوسط الآراء ، قال السيد شرف الدين الموسوي في كتابه أجوبة مسائل جار الله : ( إن من وقف على رأينا في
                              الصحابة علم أنه أوسط الآراء ، إذ لم نفرط فيه تفريط الغلاة الذين كفروهم جميعا ، ولا أفرطنا إفراط الجمهور الذين وثقوهم أجمعين ، فإن الكاملية ومن كان في الغلو على شاكلتهم قالوا بكفر الصحابة كافة ، وقال أهل السنة بعدالة كل فرد ممن سمع
                              النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو رآه من المسلمين مطلقا ، واحتجوا بحديث كل من دب أو درج منهم أجمعين أكتعين أبصعين . أما نحن فإن

                              - ص69 -
                              الصحبة بمجردها وإن كانت عندنا فضيلة جليلة ، لكنها " بما هي ومن حيث هي " غير عاصمة ، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول وهم عظماؤهم ، وأولياء هؤلاء ، وفيهم البغاة ، وفيهم أهل الجرائم من المنافقين ، وفيهم مجهول الحال ،
                              فنحن نحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والآخرة ، أما البغاة على الوصي أخي النبي ، وسائر أهل الجرائم والعظائم كابن هند وابن النابغة وابن الزرقاء وابن عقبة وابن أرطاة وأمثالهم ، فلا كرامة لهم ، ولا وزن لحديثهم ، ومجهول الحال نتوقف فيه حتى نتبين أمره . . . ) ( 1 ) .

                              يدعم هذه العقيدة القرآن الكريم ، فهو يقسم صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن رآه وعايشه ، وسمع منه إلى عدة فئات منهم المؤمنون الذين أخلصوا لله عز وجل وجاهدوا في سبيله بأموالهم وأنفسهم وكانوا في أعلى درجات الإيمان يقول تعالى : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } ( 2 ) .

                              وقال تعالى أيضا : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم رضوا عنه ، وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } ( 3 ) .

                              وقال تعالى أيضا : { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات مغفرة وأجرا عظيما } ( 4 ) .
                              * هامش * ( 1 ) أجوبة مسائل جار الله ص 14 - 15 . ( 2 ) الفتح : 18 . ( 3 ) التوبة : 100 . ( 4 ) الفتح : 29 . ( * )

                              - ص70 -

                              ومنهم المنافقون منهم من كان معروفا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولبعض المؤمنين من صحابته سلام الله عليه ، وهؤلاء أنزل الله سبحانه وتعالى في حقهم سورة كاملة ذمهم وفضحهم فيها وهي سورة ( المنافقون ) ، ومنهم من لا يعرفهم ولا
                              يعلمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول تعالى عن هؤلاء في سورة التوبة : { وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم } ( 1 ) .

                              ومنهم " أي الصحابة - ضعفاء الإيمان الذين إذا سمعوا أي نبأ دنيوي عن تجارة أو غير ذلك يسارعون إلى الخروج من المسجد والرسول الكريم قائم خطيبا على المنبر يقول تعالى في سورة الجمعة : { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما } ( 2 ) .

                              ومنهم من قال عنه سبحانه وتعالى : { سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } ( 3 ) .

                              ومنهم من قال عنه تعالى : { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء } ( 4 ) .
                              ومنهم من قال الله في حقه : { يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا } . ( 5 )
                              * هامش * ( 1 ) التوبة : الآية 101 . ( 2 ) الجمعة : الآية 11 . ( 3 ) الفتح : الآية 11 . ( 4 ) التوبة : الآية 101 . ( 5 ) التوبة : الآية 74 . ( * )

                              - ص71 -

                              فهذا القرآن الكريم شاهد حق وصدق على صدق وحقيقة ما نقول من أن الصحابة ليسوا كلهم عدول أو ثقاة بل فيهم المؤمن الصالح العادل السائر على نهج الله ورسوله وفيهم المنافق المتجاهر بنفاقه والمتستر به ، وفيهم ضعيف الإيمان ومن خلط عملا صالحا وآخر سيئا .

                              بل إن صحاح ومسانيد وكتب السنن عند أهل السنة مليئة بالروايات التي تدل على أن من الصحابة من سيرتد ويغير ويبدل بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن قسما من هؤلاء سيرد النار أعاذنا الله منها فقد أخرج البخاري في صحيحه ( 1 )
                              والشاشي في مسنده ( 2 ) بسنديهما كلاهما عن أبي وائل قال " واللفظ للأول - : قال عبد الله : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا فرطكم على الحوض ، ليرفعن إلي رجال منكم ، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول : أي رب أصحابي ! يقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك ) .

                              وأخرج أيضا البخاري في صحيحه ( 3 ) ومسلم بن الحجاج في صحيحه ( 4 ) وأحمد بن حنبل في مسنده ( 5 ) - واللفظ للبخاري - عن أبي حازم ، قال : سمعت سهل بن سعد يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أنا فرطكم
                              على الحوض ، من ورده شرب منه ، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ، ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم . قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا فقال : هكذا سمعت سهلا ؟ فقلت : نعم . فقال : وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد
                              * هامش * ( 1 ) صحيح البخاري ج 6 ص 2587 .
                              ( 2 ) مسند الشاشي ج 2 ص 42 .
                              ( 3 ) صحيح البخاري ج 5 ص 2406 .
                              ( 4 ) صحيح مسلم ج 4 ص 1793 .
                              ( 5 ) مسند أحمد ج 5 ص 333 و 339 . ( * )

                              - ص72 -

                              فيه ، قال : إنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما بدلوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي ) .

                              وأخرج البخاري في صحيحه ( 1 ) ويعقوب السدوسي في مسند عمر بن الخطاب كلاهما عن أبي هريرة الدوسي " واللفظ للبخاري " أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلؤون على الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي ! فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري ) .

                              وأخرج البخاري في صحيحه ( 2 ) ومسلم في صحيحه ( 3 ) وابن حبان في صحيحه ( 4 ) والحاكم النيسابوري في مستدركه ( 5 ) والترمذي في سننه ( 6 ) والنسائي في سننه ( 7 ) بأسانيدهم جميعا عن ابن عباس أنه قال " واللفظ لمسلم - :
                              ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بموعظة فقال يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ألا وإنه سيجاء برجال من
                              أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت
                              * هامش * ( 1 ) صحيح البخاري ج 5 ص 2407 .
                              ( 2 ) صحيح البخاري ج 3 ص 1222 و 1271
                              وج 4 ص 1691 و 1766 وج 5 ص 2391 .
                              ( 3 ) صحيح مسلم ج 4 ص 2194 .
                              ( 4 ) صحيح ابن حبان ج 16 ص 344 .
                              ( 5 ) المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 486 .
                              ( 6 ) سنن الترمذي ج 4 ص 615 وج 5 ص 321 .
                              ( 7 ) سنن النسائي ج 1 ص 668 وج 6 ص 339 و 408 . ( * )

                              - ص73 -

                              العزيز الحكيم قال فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم . . . ) .

                              وأخرج البخاري في صحيحه ( 1 ) عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( بينما أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم . فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله . قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري ، ثم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله . قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري . فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) .


                              يقول في فتح الباري في شرح صحيح البخاري ( 2 ) : ( والمعنى أنه لا يرده منهم إلا القليل لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره ) . وأخرج أحمد بن حنبل في مسنده ( 3 ) وأبو يعلى في مسنده ( 4 ) - عن عبد الله بن مسعود " واللفظ لأحمد - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأصحابه : ( أنا فرطكم على الحوض ، ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول : يا ربي أصحابي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) .

                              ومن أمثال هذه الأحاديث يوجد الكثير في كتب أهل السنة ، وهي صريحة في أن مجموعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن كان يعرفهم ويعرفونه سيحدثون بعده أمورا ما أنزل الله بها
                              * هامش * ( 1 ) صحيح البخاري ج 5 ص 2407 .
                              ( 2 ) فتح الباري ج 11 ص 475 .
                              ( 3 ) مسند أحمد ج 1 ص 384 و 406 و 425 .
                              ( 4 ) مسند أبي يعلى ج 1 ص 126 . ( * )

                              - ص74 -

                              من سلطان وليست من الدين ويبدلون ويغيرون ويرتدون على أدبارهم القهقري بحيث أنهم يذادون يوم القيامة عن الحوض ويمنعون من الشرب منه ويؤمر بهم إلى النار والعياذ بالله .

                              وأما الرواية التي نقلها ونسبها إلى روضة الكافي فلا يوجد في الروضة ولا في بقيت أجزاء ومجلدات كتاب الكافي رواية بهذا النص الذي ذكره ، نعم توجد رواية في روضة الكافي ص 245 هذا نصها : ( حنان ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه
                              السلام قال : كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة فقلت : ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم ثم عرف أناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا
                              , وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع وذلك قول الله تعالى : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين } ) .

                              وأولا : إن هذه الرواية ضعيفة فيها إرسال فالواسطة بين الشيخ الكليني عليه الرحمة وحنان بن سدير غير معروفة .
                              وثانيا : ليس المراد بالردة في هذه الرواية ردة الكفر أو الإرتداد عن الإسلام بل المراد به تخلفهم عن إحدى أهم الواجبات الدينية وهي مبايعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم خليفة وإماما للأمة بعد
                              أن نص عليه النبي في حياته في مواقف أشهرها نص غدير خم بعد رجوعه صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ، وبهذا المعنى " أي معنى الإرتداد الذي أشرنا إليه " فسر ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الأثر ج 2 ص 241 لفظ
                              الإرتداد الوارد في أحاديث الحوض حيث قال : ( وفي حديث القيامة والحوض ، فيقال : إنهم لم يزالوا مرتدين على أدبارهم القهقري ، أي متخلفين عن بعض الواجبات ، ولم يرد ردة الكفر . . . )
                              - ص75 -
                              يشهد لما قلناه ما ورد في الحديث أعلاه ( . . . ثم عرف أناس بعد يسير ) أي عرف أناس من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وقت قليل يسير من الزمن أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو الأولى بالأمر من غيره .

                              وكذلك ما ورد فيه : ( . . . وأبو أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع . . . ) فهذا القول صريح في أن المراد بالإرتداد هنا هو تخلفهم عن مبايعة أمير المؤمنين علي عليه السلام ومبايعة غيره ممن لم ينص عليه من الله ورسوله .
                              والخلاصة :
                              أن الشيعة لا تقول بارتداد وكفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخروجهم عن دائرة الإسلام ما عدا أهل البيت ونفر قليل ثلاثة أو خمسة ، - كما يزعم " وكان عليه أن يرجع إلى قول علماء المذهب المجمع عليه عندهم
                              لا إلى الروايات المنقولة في كتبهم لأنها لا تكون حجة عليهم لمجرد وجودها في مؤلف من مؤلفاتهم ما لم يأخذ بها ويقول بمضمونها علماء المذهب ، والروايات الوارد فيها مثل ذلك ، فعلماء المذهب يؤلونها ولا يقبلونها على ظاهرها ويفسرون
                              الإرتداد الوارد فيها بالمعنى الذي ذكرناه أعلاه لا بمعنى الإرتداد عن الدين ، فليس من عقيدة الشيعة هذه العقيدة التي اختلقها لهم هذا المفتري الجزائري .

                              قال الجزائري : ( أما بخاصة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ففي كتب القوم نصوص لا تحصى كثيرة في تكفير الشيعة لهم ، ومن ذلك ما جاء في كتاب الكليني صفحة 20 حيث قال : سألت أبا جعفر عن الشيخين فقال : فارقا الدنيا ولم
                              يتوبا ، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وأورد أيضا في صفحة 107 قوله تسألني عن أبي بكر وعمر ؟ فلعمري لقد نافقا وردا على الله كلامه وهزئا برسوله ، وهما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .

                              - ص76 -

                              تعليق

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
                              ردود 13
                              2,137 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة مروان1400
                              بواسطة مروان1400
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              76 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
                              ردود 2
                              343 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X