أقول : ففي حين يقول الجزائري في مقدمة نصيحته إلى كل شيعي : ( . . . حتى أشار علي أحد الإخوان بالنظر في كتاب لهذه الجماعة لاستخلاص الحكم الصحيح عليها ووقع الاختيار على كتاب الكافي وهو عمدة القوم في إثبات مذهبهم وطالعته
وخرجت منه بحقائق علمية جعلتني أعذر من كان يخطئني في عطفي علي القوم . . . ) - وهو في كلامه هذا يقر على نفسه بأنه لم يقرأ أي كتاب للشيعة عند كتابته لفضائحه هذه غير كتاب الكافي " تجده يقول أعلاه : ( ففي كتب القوم نصوص لا
تحصى كثيرة في تكفير الشيعة لهم . . . ) حيث يدل هذا القول على أنه اطلع على كتب الشيعة جميعها أو أغلبها فوجد فيها نصوص كثيرة لا تحصى في تكفير الشيعة للشيخين .
نعم لقد صدق المثل القائل : ( حبل الكذب قصير ) . وهو مع أنه يدعي أن في كتب الشيعة نصوصا كثيرة لا تعد ولا تحصى على تكفير الشيعة للشيخين نجده لا يأتي إلا بروايتين ينسبهما إلى كتاب الروضة من الكافي أما الثانية فقد اختلقها من عنده ليس في روضة الكافي رواية بالنص الذي ذكره
وأما الأولى فهي ضعيفة سندا ، ولفظة الشيخين الواردة فيها مبهمة ، فتعيين أن المراد منها أبو بكر وعمر أو غيرهما يحتاج إلى دليل وأنا له أن يأتي بهذا الدليل ، ثم أنه أيضا حرف في الرواية فلم يرد في الرواية أن الرواي عن الإمام الباقر عليه السلام سأل عن الشيخين كما ذكر بقوله : ( . . . حيث قال : سألت أبا جعفر عن الشيخين فقال : . . . . . ) فليس في نص الرواية هذا النص .
قال : ( وبعد أيها الشيعي فهل من المعقول الحكم بالكفر والردة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم حواريون وأنصار دينه ، وحملة شريعته رضي الله عنهم في كتابه وبشرهم بجنته على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ، حمى الله بهم
الدين ، وأعز بهم الدين ، وخلد لهم ذكرا في العالمين ، وإلى يوم الدين ، فقل لي بربك أيها الشيعي ، ألم يكن لهذا التكفير واللعن والبراء لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هدف وغاية ؟ بلى أيها الشيعي ، إن الهدف هو
وخرجت منه بحقائق علمية جعلتني أعذر من كان يخطئني في عطفي علي القوم . . . ) - وهو في كلامه هذا يقر على نفسه بأنه لم يقرأ أي كتاب للشيعة عند كتابته لفضائحه هذه غير كتاب الكافي " تجده يقول أعلاه : ( ففي كتب القوم نصوص لا
تحصى كثيرة في تكفير الشيعة لهم . . . ) حيث يدل هذا القول على أنه اطلع على كتب الشيعة جميعها أو أغلبها فوجد فيها نصوص كثيرة لا تحصى في تكفير الشيعة للشيخين .
نعم لقد صدق المثل القائل : ( حبل الكذب قصير ) . وهو مع أنه يدعي أن في كتب الشيعة نصوصا كثيرة لا تعد ولا تحصى على تكفير الشيعة للشيخين نجده لا يأتي إلا بروايتين ينسبهما إلى كتاب الروضة من الكافي أما الثانية فقد اختلقها من عنده ليس في روضة الكافي رواية بالنص الذي ذكره
وأما الأولى فهي ضعيفة سندا ، ولفظة الشيخين الواردة فيها مبهمة ، فتعيين أن المراد منها أبو بكر وعمر أو غيرهما يحتاج إلى دليل وأنا له أن يأتي بهذا الدليل ، ثم أنه أيضا حرف في الرواية فلم يرد في الرواية أن الرواي عن الإمام الباقر عليه السلام سأل عن الشيخين كما ذكر بقوله : ( . . . حيث قال : سألت أبا جعفر عن الشيخين فقال : . . . . . ) فليس في نص الرواية هذا النص .
قال : ( وبعد أيها الشيعي فهل من المعقول الحكم بالكفر والردة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم حواريون وأنصار دينه ، وحملة شريعته رضي الله عنهم في كتابه وبشرهم بجنته على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ، حمى الله بهم
الدين ، وأعز بهم الدين ، وخلد لهم ذكرا في العالمين ، وإلى يوم الدين ، فقل لي بربك أيها الشيعي ، ألم يكن لهذا التكفير واللعن والبراء لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هدف وغاية ؟ بلى أيها الشيعي ، إن الهدف هو
- ص77 -
القضاء على الإسلام خصم اليهودية والمجوسية وعدو كل شرك ووثنية ، وإن الغاية هي إعادة دولة المجوس الكسروية بعد أن هدم الإسلام أركانها ، وقوض عروشها ، ومحا أثر وجودها وإلي الأبد إن شاء الله تعالى ، وهاك إشارة مغنية عن عبارة : ألم يقتل ثاني خليفة للمسلمين بيد غلام مجوسي ؟ )
أقول : هذا صاحبنا وبعد أن يختلق ويلفق على الشيعة ما يريده يأتي بلوازم لهذا الاختلاق والتلفيق والافتراء والكذب ، ولكن أيها القارئ الكريم قد أثبتنا لك أعلاه أن الشيعة لا تقول بردة ولا كفر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن رأيهم في
أصحاب رسول الله هو أوسط الآراء بلا تفريط ولا إفراط ونقول له أن حواري محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنصار دينه وحملة شريعته هم المؤمنون الذين مضوا على سبيله ونهجه حتى آخر لحظة من لحظات حياتهم ممن قضى شهيدا في حياته
صلوات الله وسلامه عليه أو مات حتف أنفه وممن بقي بعده لم يغير ولم يبدل ولم يرتد أو يحدث ما يخالف الدين ، هؤلاء هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه هؤلاء هم حماة الدين الذين أعز الله بهم دينه ، وليس المنافقين والمغيرين والمبدلين
والمرتدين ، ثم إن من أعجب العجب قوله أن الله سبحان وتعالى بشر جميع الصحابة بالجنة على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان عليه أن يأتي بالدليل على هذه البشارة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا أن يرمي كلامه
هكذا رميا بدون برهان أو دليل فهل التكليف عن من صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرفوع حتى يبشر جميعهم بالجنة ؟ أو هم معصومون عن الذنوب والأخطاء فلا يفعلون شيئا من ذلك ؟ فيكون النبي بشرهم بذلك لأنهم كذلك ، لا هذا ولا ذاك فهم مكلفون كسائر المسلمين وليسوا بمعصومين أيضا ، والجنة كما هو صريح القرآن الكريم ليست إلا للمتقين المؤمنين .
أما المنافقون والمبدعون في الدين فمصيرهم جهنم وبئس المصير . فمتى كان رأي الشيعة " الذي عليه الدليل من القرآن والروايات " في
أصحاب رسول الله هو أوسط الآراء بلا تفريط ولا إفراط ونقول له أن حواري محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنصار دينه وحملة شريعته هم المؤمنون الذين مضوا على سبيله ونهجه حتى آخر لحظة من لحظات حياتهم ممن قضى شهيدا في حياته
صلوات الله وسلامه عليه أو مات حتف أنفه وممن بقي بعده لم يغير ولم يبدل ولم يرتد أو يحدث ما يخالف الدين ، هؤلاء هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه هؤلاء هم حماة الدين الذين أعز الله بهم دينه ، وليس المنافقين والمغيرين والمبدلين
والمرتدين ، ثم إن من أعجب العجب قوله أن الله سبحان وتعالى بشر جميع الصحابة بالجنة على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان عليه أن يأتي بالدليل على هذه البشارة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا أن يرمي كلامه
هكذا رميا بدون برهان أو دليل فهل التكليف عن من صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرفوع حتى يبشر جميعهم بالجنة ؟ أو هم معصومون عن الذنوب والأخطاء فلا يفعلون شيئا من ذلك ؟ فيكون النبي بشرهم بذلك لأنهم كذلك ، لا هذا ولا ذاك فهم مكلفون كسائر المسلمين وليسوا بمعصومين أيضا ، والجنة كما هو صريح القرآن الكريم ليست إلا للمتقين المؤمنين .
أما المنافقون والمبدعون في الدين فمصيرهم جهنم وبئس المصير . فمتى كان رأي الشيعة " الذي عليه الدليل من القرآن والروايات " في
- ص78 -
الصحابة هو لإعادة دولة المجوس وما علاقة هذا بذلك ؟ ! ! !
فهل يجد هذا المفتري في عقائد الشيعة التي هم عليها الآن ما يتوافق مع عقائد المجوس حتى يهذي بما هذى به . ثم ما علاقة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية بأبي لؤلؤة قاتل عمر ابن الخطاب وبمذهبهم وعقائدهم ؟ ما هذا التهريج والتدجيل والتخريف أيها
الجزائري ، فأبو لؤلؤة كان عبدا للمغيرة بن شعبة ، وهو ليس مجوسيا بل نصراني كما يقول الطبري ( 1 ) وقد تظلم عند عمر بن الخطاب ضد سيده المغيرة بن شعبة فلم ينصره ، فما كان منه إلا أن حمله غضبه إلى أن يحمل سكينا ويضرب بها
عمر بن الخطاب منتقما لنفسه ، وقد قام عبد الله بن عمر وثأرا لأبيه ، فقتل أبا لؤلؤة وابنته الصغيرة وامرأته والهرمزان المسلم وجفينة العبادي ( 2 ) فالمسألة شخصية لا علاقة لها بالإسلام ولا بالمجوسية ولا بالنصرانية ولا بشئ من ذلك .
قال الجزائري : ( ألم يحمل راية الفتنة ضد الخليفة عثمان فيذهب ضحيتها وتكون أول بذرة للشر والفتنة في ديار المسلمين اليهودي عبد الله بن سبأ ؟ وفي هذه الرحم المشؤومة تخلق شيطان الشيعة ، وولد من ساعته يحمل راية بدعة الولاية والإمامة
كسيفين مصلتين على رأس الإسلام والمسلمين . . . وبالدعوة إلى الولاية كفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولعنوا وكفروا كل من يرضى أو يترضى عليهم من المسلمين . . . وببدعة الإمامة حيكت المؤامرات ضد خلافة المسلمين
وأثيرت الحروب الطاحنة بين المسلمين وسفكت الدماء وهدم بناء ، وعاش الإسلام مفكك الأوصال ، مزعزع الأركان أعداؤه منه كأعدائه من غيره ، وخصومه من المنتمين إليه كخصومه من الكافرين
* هامش * فهل يجد هذا المفتري في عقائد الشيعة التي هم عليها الآن ما يتوافق مع عقائد المجوس حتى يهذي بما هذى به . ثم ما علاقة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية بأبي لؤلؤة قاتل عمر ابن الخطاب وبمذهبهم وعقائدهم ؟ ما هذا التهريج والتدجيل والتخريف أيها
الجزائري ، فأبو لؤلؤة كان عبدا للمغيرة بن شعبة ، وهو ليس مجوسيا بل نصراني كما يقول الطبري ( 1 ) وقد تظلم عند عمر بن الخطاب ضد سيده المغيرة بن شعبة فلم ينصره ، فما كان منه إلا أن حمله غضبه إلى أن يحمل سكينا ويضرب بها
عمر بن الخطاب منتقما لنفسه ، وقد قام عبد الله بن عمر وثأرا لأبيه ، فقتل أبا لؤلؤة وابنته الصغيرة وامرأته والهرمزان المسلم وجفينة العبادي ( 2 ) فالمسألة شخصية لا علاقة لها بالإسلام ولا بالمجوسية ولا بالنصرانية ولا بشئ من ذلك .
قال الجزائري : ( ألم يحمل راية الفتنة ضد الخليفة عثمان فيذهب ضحيتها وتكون أول بذرة للشر والفتنة في ديار المسلمين اليهودي عبد الله بن سبأ ؟ وفي هذه الرحم المشؤومة تخلق شيطان الشيعة ، وولد من ساعته يحمل راية بدعة الولاية والإمامة
كسيفين مصلتين على رأس الإسلام والمسلمين . . . وبالدعوة إلى الولاية كفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولعنوا وكفروا كل من يرضى أو يترضى عليهم من المسلمين . . . وببدعة الإمامة حيكت المؤامرات ضد خلافة المسلمين
وأثيرت الحروب الطاحنة بين المسلمين وسفكت الدماء وهدم بناء ، وعاش الإسلام مفكك الأوصال ، مزعزع الأركان أعداؤه منه كأعدائه من غيره ، وخصومه من المنتمين إليه كخصومه من الكافرين
( 1 ) تاريخ الطبري ج 4 ص 136 ، أحداث سنة 21 ط . دار المعارف بمصر ، وانظر الكامل في التاريخ ج 3 .
( 2 ) أنظر شرح الأخبار للقاضي أبي حنيفة النعمان ج 2 ص 13 . ( * )
( 2 ) أنظر شرح الأخبار للقاضي أبي حنيفة النعمان ج 2 ص 13 . ( * )
- ص79 -
به . . . . . إلى آخر تخريفه ) .
أقول :
لو أن هذا الرجل ليس بمغرض وكان قد قرأ التاريخ بعين بصيرة لأدرك أن السبب الذي جعل المسلمين من صحابة وتابعين يثورون على الخليفة عثمان بن عفان ، إن بعضا من أفعاله وتصرفاته هي التي ألبت هؤلاء ضده ، فأنصح من يريد
الحق ومعرفة هذه الحقيقة أن يرجع لكتب التاريخ والسير عند المسلمين ليعرف سبب نقمة وهيجان الناس على عثمان ، وكمثال على ذلك أذكر هنا بعضا مما أورده بعض علماء أهل السنة عن الأسباب التي جعلت الناس تنقم على عثمان بن عفان ففي
تاريخ أبي الفداء المسمى بالمختصر في أخبار البشر منشورات دار الكتب العلمية بيروت ، لبنان الطبعة الأولى 1417 ه - 1997 م ج 1 ص 333 : ( . . . ثم دخلت سنة أربع وثلاثين فيها قدم سعيد إلى عثمان ، وأخبره بما فعله أهل الكوفة ،
وأنهم يختارون أبا موسى الأشعري ، فولى عثمان أبا موسى الكوفة ، فخطبهم أبو موسى وأمرهم بطاعة عثمان ، فأجابوا إلى ذلك ، وتكاتب نفر من الصحابة بعضهم إلى بعض أن أقدموا فالجهاد عندنا ، ونال الناس من عثمان ، وليس أحد من الصحابة
ينهى عن ذلك ، ولا يذب إلا نفر منهم زيد بن ثابت ، وأبو أسيد الساعدي ، وكعب بن مالك ، وحسان بن ثابت ، ومما نقم الناس عليه رده الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريد أبي بكر وعمر أيضا ، وإعطاء مروان بن الحكم خمس غنائم إفريقية وهو خمس مائة ألف دينار )
وفيه أيضا : ( وأقطع مروان بن الحكم فدكا وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي طلبتها فاطمة . . . . . . ) .
وفي كتاب الملل والنحل للشهرستاني قال : ( ووقعت في زمانه " أي عثمان " اختلافات كثيرة ، وأخذوا عليه أحداثا كلها محالة على بني أمية ، منها : رده الحكم بن أمية إلى المدينة بعد أن طرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسمى طريد رسول الله ، وبعد أن تشفع إلى أبي بكر وعمر ( رض ) أيام خلافتهما فما أجابا إلى ذلك ، ونفاه
الحق ومعرفة هذه الحقيقة أن يرجع لكتب التاريخ والسير عند المسلمين ليعرف سبب نقمة وهيجان الناس على عثمان ، وكمثال على ذلك أذكر هنا بعضا مما أورده بعض علماء أهل السنة عن الأسباب التي جعلت الناس تنقم على عثمان بن عفان ففي
تاريخ أبي الفداء المسمى بالمختصر في أخبار البشر منشورات دار الكتب العلمية بيروت ، لبنان الطبعة الأولى 1417 ه - 1997 م ج 1 ص 333 : ( . . . ثم دخلت سنة أربع وثلاثين فيها قدم سعيد إلى عثمان ، وأخبره بما فعله أهل الكوفة ،
وأنهم يختارون أبا موسى الأشعري ، فولى عثمان أبا موسى الكوفة ، فخطبهم أبو موسى وأمرهم بطاعة عثمان ، فأجابوا إلى ذلك ، وتكاتب نفر من الصحابة بعضهم إلى بعض أن أقدموا فالجهاد عندنا ، ونال الناس من عثمان ، وليس أحد من الصحابة
ينهى عن ذلك ، ولا يذب إلا نفر منهم زيد بن ثابت ، وأبو أسيد الساعدي ، وكعب بن مالك ، وحسان بن ثابت ، ومما نقم الناس عليه رده الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريد أبي بكر وعمر أيضا ، وإعطاء مروان بن الحكم خمس غنائم إفريقية وهو خمس مائة ألف دينار )
وفيه أيضا : ( وأقطع مروان بن الحكم فدكا وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي طلبتها فاطمة . . . . . . ) .
وفي كتاب الملل والنحل للشهرستاني قال : ( ووقعت في زمانه " أي عثمان " اختلافات كثيرة ، وأخذوا عليه أحداثا كلها محالة على بني أمية ، منها : رده الحكم بن أمية إلى المدينة بعد أن طرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسمى طريد رسول الله ، وبعد أن تشفع إلى أبي بكر وعمر ( رض ) أيام خلافتهما فما أجابا إلى ذلك ، ونفاه
- ص80 -
عمر من مقامه باليمن أربعين فرسخا .
ومنها : نفيه أبا ذر إلى الربذة ، وتزويجه مروان بن الحكم بنته ، وتسليمه خمس غنائم إفريقية له ، وقد بلغت مائتي ألف دينار
ومنها : إيواؤه عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان رضيعه بعد أن أهدر النبي عليه السلام دمه ، وتوليته إياه مصر بأعمالها ، وتوليته عبد الله بن عامر البصرة حتى أحدث فيها ما أحدث . . . إلى غير ذلك مما نقموا عليه ، وكان أمراء جنوده معاوية
بن أبي سفيان عامل الشام وسعد بن أبي وقاص عامل الكوفة ، وبعده الوليد بن عقبة وسعيد بن العاص وعبد الله بن عامر عامل البصرة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح عامل مصر ، وكلهم خذلوه ورفضوه حتى أتى عليه قدره . . ) ( 1 ) .
وفي كتاب أنساب الأشراف للبلاذري المتوفى سنة ( 279 ه ) عن سعيد بن المسيب قال : ( لما ولي عثمان كره ولايته نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن عثمان كان يحب قومه ، فولي الناس اثنتي عشرة حجة وكان كثيرا ما
يولي من بني أمية من لم يكن له مع النبي صحبة ، فكان يجئ من أمرائه ما ينكره أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكان يستعتب فيهم فلا يعزلهم ، فلما كان في الست الأواخر استأثر ببني عمه فولاهم وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر
فمكث عليها سنين فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه ، وقد كانت من عثمان قبل هنات إلى عبد الله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر ، فكان في قلوب هذيل وبني زهرة وبني غفار وأخلافها من غضب لأبي ذر ما فيها ، وحنقت بنو مخزوم لحال عمار بن ياسر . . . . ) .
نعم فهذه الأسباب وغيرها هي التي كانت السبب في ثورة أولئك الثوار على عثمان والتي انتهت بقتله ، وأن القول بأن عبد الله بن سبأ اليهودي " هذا على فرض حقيقة شخصيته " هو الذي أجج نار الفتنة
* هامش * ( 1 ) الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 32 . ( * ) ومنها : نفيه أبا ذر إلى الربذة ، وتزويجه مروان بن الحكم بنته ، وتسليمه خمس غنائم إفريقية له ، وقد بلغت مائتي ألف دينار
ومنها : إيواؤه عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان رضيعه بعد أن أهدر النبي عليه السلام دمه ، وتوليته إياه مصر بأعمالها ، وتوليته عبد الله بن عامر البصرة حتى أحدث فيها ما أحدث . . . إلى غير ذلك مما نقموا عليه ، وكان أمراء جنوده معاوية
بن أبي سفيان عامل الشام وسعد بن أبي وقاص عامل الكوفة ، وبعده الوليد بن عقبة وسعيد بن العاص وعبد الله بن عامر عامل البصرة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح عامل مصر ، وكلهم خذلوه ورفضوه حتى أتى عليه قدره . . ) ( 1 ) .
وفي كتاب أنساب الأشراف للبلاذري المتوفى سنة ( 279 ه ) عن سعيد بن المسيب قال : ( لما ولي عثمان كره ولايته نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن عثمان كان يحب قومه ، فولي الناس اثنتي عشرة حجة وكان كثيرا ما
يولي من بني أمية من لم يكن له مع النبي صحبة ، فكان يجئ من أمرائه ما ينكره أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكان يستعتب فيهم فلا يعزلهم ، فلما كان في الست الأواخر استأثر ببني عمه فولاهم وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر
فمكث عليها سنين فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه ، وقد كانت من عثمان قبل هنات إلى عبد الله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر ، فكان في قلوب هذيل وبني زهرة وبني غفار وأخلافها من غضب لأبي ذر ما فيها ، وحنقت بنو مخزوم لحال عمار بن ياسر . . . . ) .
نعم فهذه الأسباب وغيرها هي التي كانت السبب في ثورة أولئك الثوار على عثمان والتي انتهت بقتله ، وأن القول بأن عبد الله بن سبأ اليهودي " هذا على فرض حقيقة شخصيته " هو الذي أجج نار الفتنة
- ص81 -
ضد عثمان بن عفان وجعل أولئك المسلمين من صحابة وتابعين يثورون عليه قول لا يمكن للعقل أن يقبله فكيف يستطيع شخص مثل ابن سبأ أن يخدعهم فيشعلوا الفتنة ويجهزوا على خليفتهم ؟
فهل كان أولئك المسلمون من السذاجة والبساطة والضحالة في التفكير بحيث ينطلي عليهم مكر وخداع هذا الرجل ؟
ثم أن الكثير من المحققين أثبتوا أن عبد الله بن سبأ هذا شخصية وهمية خرافية مختلقة ، يقول الدكتور طه حسين في كتابه علي وبنوه ( 1 ) : ( إن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلفا منحولا ، قد اخترع بأخرة ، حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية ، أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصرا يهوديا ، إمعانا في الكيد لهم والنيل منهم . . . )
وقال الدكتور عبد العزيز الهلابي الأستاذ في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض في كتابه عبد الله بن سبأ ص 26 : ( . . . وعلى أية حال ، فسيف " أي راوي قصة ابن سبأ " أراد طعن الشيعة في الصميم ، وذلك بنسبة مذهب التشيع إلى يهودي حاقد على الإسلام ، يريد تقويضه من الداخل ، وأن أفكار الشيعة " المعتدلين منهم والغلاة " ليست سوى أفكار هذا اليهودي ) .
وقال الدكتور الأستاذ سهيل زكار محقق كتاب المنتظم لابن الجوزي في المجلد الثالث من المنتظم هامش صفحة 301 : ( المرجح أن ابن سبأ لم يوجد بالمرة بل هو شخصية مخترعة ) .
وقال الدكتور علي سامي النشار في كتابه تيارات الفكر الإسلامي ص 203 : ( من المحتمل أن تكون شخصية عبد الله بن سبأ
* هامش * ( 1 ) علي وبنوه ص 518 . ( * ) فهل كان أولئك المسلمون من السذاجة والبساطة والضحالة في التفكير بحيث ينطلي عليهم مكر وخداع هذا الرجل ؟
ثم أن الكثير من المحققين أثبتوا أن عبد الله بن سبأ هذا شخصية وهمية خرافية مختلقة ، يقول الدكتور طه حسين في كتابه علي وبنوه ( 1 ) : ( إن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلفا منحولا ، قد اخترع بأخرة ، حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية ، أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصرا يهوديا ، إمعانا في الكيد لهم والنيل منهم . . . )
وقال الدكتور عبد العزيز الهلابي الأستاذ في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض في كتابه عبد الله بن سبأ ص 26 : ( . . . وعلى أية حال ، فسيف " أي راوي قصة ابن سبأ " أراد طعن الشيعة في الصميم ، وذلك بنسبة مذهب التشيع إلى يهودي حاقد على الإسلام ، يريد تقويضه من الداخل ، وأن أفكار الشيعة " المعتدلين منهم والغلاة " ليست سوى أفكار هذا اليهودي ) .
وقال الدكتور الأستاذ سهيل زكار محقق كتاب المنتظم لابن الجوزي في المجلد الثالث من المنتظم هامش صفحة 301 : ( المرجح أن ابن سبأ لم يوجد بالمرة بل هو شخصية مخترعة ) .
وقال الدكتور علي سامي النشار في كتابه تيارات الفكر الإسلامي ص 203 : ( من المحتمل أن تكون شخصية عبد الله بن سبأ
- ص82 -
شخصية موضوعة أو أنها رمزت إلى شخصية ابن ياسر كما فعل الأمويون بكلمة أبي تراب والترابيين ، ومن المحتمل أن يكون عبد الله ابن سبأ هو مجرد تغليف لأسم عمار بن ياسر ) .
وسواء كان ابن سبأ شخصية وهمية أو حقيقية فلا علاقة له بالشيعة والتشيع من قريب أو بعيد ، ونقول لهذا الدجال الجزائري إن التشيع لم يتخلق ولم يوجد في أيام عثمان ولا كان نتيجة إفرازات الفتنة في تلك الفترة ، بل كانت ولادة التشيع لعلي بن
أبي طالب عليه السلام في زمان وعهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي بذر بذرته الأولى ، وتعهدها بالسقي والنماء فهو الذي دعى ووجه المسلمين في عصره إلى مشايعته عليه السلام من خلال دعوته إلى موالاته والاقتداء به ومحبته ،
وبيان ما لعلي من مكانة ومنزلة عند الله سبحانه وتعالى وكذلك لمواليه والمقتدين به والمشايعين له ، فقد نقل جلال الدين السيوطي في تفسير قوله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : ( هو أنت وشيعتك ) ( 1 ) .
ونقل ذلك أيضا ابن حجر في الصواعق المحرقة ( 2 )
والشبلنجي في نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي الأطهار ( 3 ) .
وسواء كان ابن سبأ شخصية وهمية أو حقيقية فلا علاقة له بالشيعة والتشيع من قريب أو بعيد ، ونقول لهذا الدجال الجزائري إن التشيع لم يتخلق ولم يوجد في أيام عثمان ولا كان نتيجة إفرازات الفتنة في تلك الفترة ، بل كانت ولادة التشيع لعلي بن
أبي طالب عليه السلام في زمان وعهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي بذر بذرته الأولى ، وتعهدها بالسقي والنماء فهو الذي دعى ووجه المسلمين في عصره إلى مشايعته عليه السلام من خلال دعوته إلى موالاته والاقتداء به ومحبته ،
وبيان ما لعلي من مكانة ومنزلة عند الله سبحانه وتعالى وكذلك لمواليه والمقتدين به والمشايعين له ، فقد نقل جلال الدين السيوطي في تفسير قوله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : ( هو أنت وشيعتك ) ( 1 ) .
ونقل ذلك أيضا ابن حجر في الصواعق المحرقة ( 2 )
والشبلنجي في نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي الأطهار ( 3 ) .
تعليق