السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الافاضل يعز علي ان اضع هكذا موضوع لكن القوم يتهمونا بسب ازواج النبي
باطل انما نحن ندافع عنه بكل طاقاتنا
كائن من يكون
احقا هذه ام المؤمنين ..؟
تروي عائشة: فقدت رسول الله (ص) ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتجسسته فإذا هو راكع أو ساجد (4)..اخواني الافاضل يعز علي ان اضع هكذا موضوع لكن القوم يتهمونا بسب ازواج النبي

كائن من يكون
احقا هذه ام المؤمنين ..؟
____________
(4) النسائي. باب الغيرة كتاب عشرة النساء..
وتروي عائشه : كما كانت ليلة والنبي (ص) عندي انقلب فوضع نعليه عند رجليه ووضع رداءه وبسط طرف إزاره على فراشه فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ثم انتعل رويدا أو أخذ رداءه رويدا ثم فتح الباب رويدا وخرج. فجعلت درعي في راسي واختمرت وتقنعت إزاري فانطلقت في إثره حتى جاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرات وأطال ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت وسبقته فدخلته فليس إلا أن اضطجعت. فدخل فقال: " ما لك يا عائشة ".. قالت: لا. قال: " لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخيبر ". فأخبرته الخبر. قال: " فأنت السواد التي رأيته أمامي "؟ قالت: نعم. قالت: فلهدني في صدري لهدة أوجعتني.. ثم قال: " إن جبريل أتاني ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك ".. وأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفر لهم (1)..
والطريف أن السندي وهو يعلق على هذين الحديثين لم يتطرق إلى مقاصدهما بل انغمس في معاني الألفاظ وأسرف في شرح المفردات. في الوقت الذي تجنب فيه السيوطي ذكر أي شئ عن هاتين الروايتين (2)..
وهما بهذا المسلك يتعاملان مع هذه الروايات على أساس كونها من الثوابت والنصوص الصحيحة المسلم بها. وهذا موقف طبيعي من قوم طرحوا العقل جانبا وتعبدوا بأقوال الرجال..
ونحن من باب الدفاع عن الرسول (ص) نستنكر مثل هذه الروايات مثلما نستنكر مثل هذه السلوك من عائشة..
ولقد وضع كتاب الأحاديث هذه الروايات تحت عنوان الغيرة وهم بهذا قد موهوا على حقيقة هذه المواقف والسلوكيات التي تطفح بها هذه الروايات وكان الأجدر بهم أن يضعوها تحت باب الشك. فمثل هذا السلوك من عائشة لا يشير إلا لذلك..
الشك في خلق الرسول..
____________
(1) المرجع السابق. (2) أنظر النسائي بشرح السيوطي وحاشية السندي باب الغيرة ح 7 / 74.
والشك في عدله..
إن عائشة بمثل هذه السلوكيات بدا وكأنها تؤكد أنها تعايش رجلا عاديا لا رسول خاتم. ومن جهة أخرى فقد صورت هذه الروايات الرسول وكأنه لا شغل له سوى النساء (1)..
وكان النساء هن عائشة..
وعائشة هي النساء..
إن العقل لا يقبل أن تكون هناك امرأة تتحدث عن علاقتها بزوجها بمثل هذه الطريقة الفاضحة فضلا عن زوجة نبي..
ونحن في مواجهة هذه الروايات بين أمرين:
إما أن نرفضها..
وإما أن نتهم عائشة بالوضع على الرسول..
والأمر الأول سوف تكون نتيجته هي راحة العقل واستقامة التصور..
والأمر الثاني نتيجته تصحيح حركة التاريخ وثورة الإسلام والرسول..
هذه الأحاديث إما هي موضوعة..
أو دست على عائشة بفعل السياسة..
وإذا كانت الرواية الثانية قد نصت على قول الرسول (ص): " أتاني جبريل ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك "..
فكيف ينسب إلى الرسول قوله: " لا تؤذين في عائشة. فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها " (2)..
____________
(1) يروي القوم على لسان الرسول (ص) قوله: " حبب إلي من الدنيا النساء والطيب ".
ويروي أنس خادم الرسول لم يكن شئ أحب إلى رسول الله بعد النساء من الخيل.
أنظر النسائي كتاب عشرة النساء..
(2) البخاري. باب فضل عائشة..
أليس هناك تناقض بين الروايتين؟
جبريل في الرواية الأولى يستحي أن يدخل على النبي وقد وضعت عائشة ثيابها فيضطر النبي إلى الخروج من البيت..
وفي الرواية الثانية يقتحم عليه لحافه وهو مع عائشة..
إن مثل هذا الموقف إنما يدفع بنا إلى شك في هذه الروايات وبواعثها لا أن يدفع بنا إلى محاولة التوفيق بينهما كما صنع الفقهاء من أجل تبديد الشبهات من حولها (1)..
يدفع بنا إلى تحكيم القرآن والعقل في جميع ما أسند إلى الرسول من أقوال وأفعال على لسان عائشة وغيرها..
تروي عائشة: أن رجلا سأل الرسول (ص) عن رجل يجامع أهله ثم يكسل - أي لا ينزل بسبب ضعف أو غيره - هل عليهما غسل وعائشة جالسة. فقال الرسول: " إني لا فعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل " (2)..
وهذه رواية أخرى من الروايات الفاضحة على لسان عائشة تكشف فيها علاقتها الجنسية بالرسول (ص) على الملأ..
وهل يعقل أن يتحدث الرسول عن حياته الجنسية مع زوجته بهذه الصورة؟
إن رواية ذلك الكم من الأحاديث التي تتعلق بالحياة الخاصة للرسول على لسان عائشة من دون بقية أزواج النبي أمر مثير للشك. خاصة وأنها أصغر زوجاته بل هي بالقياس إلى بعض أزواجه تعتبر بنتا من بناتهن. وبالطبع ينبني على مسألة السن هذه مسائل أخرى مثل انعدام الخبرة وقلة الوعي. فكيف تحقق لها رصد كل هذه الروايات ونقلها عن الرسول..؟
وإذا كان الرسول قد خصها بعلاقة متميزة كما يقولون فإن هذه يعني أن الرسول لم يكن عادلا مع بقية أزواجه..
____________
(1) أنظر تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة..
(2) مسلم. كتاب الطهارة..
ومن جهة أخرى فإن عائشة تؤكد لنا أن الجنس كان هو المدخل والدافع الذي جعل الرسول يتعلق بها ويورثها هذا العلم فهل يقبل مسلم أن يكون رسوله بهذه الصورة..؟
يروي ابن هشام أن عائشة كانت تنام على العجين فتأتي الشاة فتأكله (1)..
وهذه الرواية تبين لنا أن عائشة بالإضافة إلى شغلها بالجنس كانت مشغولة بما تشغل به النساء في البيوت من أمر الطعام وخلافه. وهي هنا قد اهملت العجين ونامت فأكلته الشاة. وسبب هذه الاهمال يعود إلى صغر سنها وقلة إدراكها..
وقد تفوق أبو هريرة على عائشة في أمر الرواية والتي أنكرت عليه فأجاب:
يا أماه إنه كان يشغلك عن رسول الله المرآة والمكحلة (2)..
تروي عائشة: أن رسول الله (ص) لما كان في مرضه جعل يدور على نسائه ويقول: " أين أنا غدا "؟ حرصا على بيت عائشة. قالت عائشة: فلما كان يومي سكن (3)..
وهكذا تثبت لنا عائشة أن العشق خير دواء حتى مع الأنبياء. وأن الرسول وهو في مرض الموت لم يكن في مخيلته سوي عائشة. وكان يعيش معها حتى وهو مع زوجاته اللاتي لم يحققن له السكن والراحة..
فإذا كن زوجات النبي بهذه الحالة فلماذا تزوجهن الرسول على عائشة؟
وكيف لرسول خاتم يودع أمته ينشغل بامرأة ويحمل واجبه نحو دعوته؟ وكيف للرسول وهو في حالة مرضية شديدة - كما تصور الروايات - يفكر في عائشة ولا يفكر في الله ومستقبل الدعوة..
____________
(1)سيرة ابن هشام ح 3. غزوة بني المصطلق. خبر الإفك..
(2) رواه الحاكم في المستدرك ح 3 / 509. ونصفه: ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنك تحدث بها عن النبي (ص) هل سمعت إلا ما سمعنا؟ ورأيت إلا ما رأينا قال أبو هريرة: يا أماه إنه كان يشغلك.. الحديث..
(3) البخاري. باب فضائل عائشة.
لقد سكن الرسول إلى جوار عائشة ولم يسكن إلى جوار جبريل أو فاطمة ابنته أو علي ربيبه..
إننا نقف في مواجهة حالة مرضية من صناع الأحاديث الذين سعوا في تضخيم عائشة فجاء هذا التضخيم على حساب النبي والدين وعلى حساب عائشة ذاتها التي تصورها هذه الروايات امرأة غير سوية تتأرجح شخصيتها ما بين الحسد والسفه..
لقد فات أولئك الصناع الذين أرادوا تضخيم عائشة أن عصمة النبي وخلقه العظيم يتنافى مع مثل هذه الأحاديث والمواقف الفاضحة. وهم إن كانوا قد ضربوا عصمة النبي بروايات تدعم رؤيتهم فقد فاتهم أن الفطرة السليمة تأبى هذا وإن كان العقل المسلم قد سلم بهذه في الماضي فلن يقبله في الحاضر
يتبع
تعليق