
إبان بن تغلب
وكان متضلعا في علم التفسير والحديث والفقه والقراءة واللغة
وهو الأمر الذي دفع الامام الباقر عليه السلام أن يجلسه في مسجد المدينة ويفتي الناس
وكلما دخل أبان إلى المدينة تبعثرت حلقات الدروس فيها لتجتمع إليه في مسجد المدينة
فتترك له المنصة للخطابة والتي كان يشغلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ولما بلغ الإمام الصادق عليه السلام نبأ وفاته يوما ، قال :
"أما والله لقد آلم قلبي موت أبان" ..
_______________________________________
زرارة بن أعين
يقول الإمام الصادق عليه السلام:
لو لم يكن "بريد بن معاوية" و "أبو بصير" و "محمد بن مسلم" و "زرارة"
لاندثرت آثار النبوة . فهؤلاء أمناء الله على حلاله وحرامه
ويقول أيضا عليه السلام:
بريد" و "زرارة" و "محمد بن مسلم" و "الأحول"
هم أحب الناس إليّ أحياءً وأمواتاً
وقد كان زرارة في حبه للإمام صامدا وصلبا
بحيث اضطر الإمام الصادق عليه السلام للتظاهر
بأنه يقدح فيه وينال منه حفاظا على حياته ،
وقد بعث إليه سراًّ: إنني إنما أقدح فيك للتأمين على حياتك
فإن الأعداء يبذلون قصارى جهدهم لإيذاء من يحبنا ويتمسك بنا
وقد اشتهر عنك أنك من محبينا
وقد كان لزرارة حظا من وافر القراءة والفقه والكلام والشعر والأدب العربيين
، وكانت علامات الفضيلة والتدين واضحة عليه
جامع الرواة: ج1 ص117 وص324-325
_______________________________________
الكميت الأسدي
وكان شاعراً راقيا ، وقد استخدم لسانه الطلق ونظم شعره في الدفاع عن أهل البيت
، وقد هُدّد بالقتل من قبل الخلفاء الأمويين بسبب ذلك
وكان الدفاع عن أهل البيت في ذلك الزمان يعد من الخطورة
وقد وصف الكميت الحاكم الأموي بقوله:
مصيب على الأعواد يوم ركوبها *** بما قال ، مخطيء حين ينزل
كـلام النبين الهــداة بفهيــم *** وأفعال أهل الجاهليــة يفعل
الشيعة والحاكمون ص128
وكان الكميت ينشد للإمام عليه السلام بعض الشعر ، فتوجه نحوه الامام
وقال : اللهم ارحم الكميت ، والتفت نحو الكميت قائلا له :
لقد جمعت لك من أهل بيتي مئة ألف درهم ، فقال الكميت :
والله لا أريد ذهبا ولا فضة ، وإنما أريد منك أن تمنحني واحد من ثيابك
، فأعطاه الإمام ثوبه..
سفينة البحار:ج2-ص496
_______________________________________
محمد بن مسلم
وهو فقيه أهل البيت ، ومن الأصحاب الأوفياء للإمامين الباقر والصادق عليهما السلام
وكان الصادق يعده من الأربعة رجال ممن خلدوا آثار النبوة
ومحمد هو من أهل الكوفة ، وكان قد قدم إلى المدينة ليكتسب العلم من الامام الباقر
حيث بقي في المدينة لهذا أربع سنين
يقول عبد الله بن يعفور : ذكرت للإمام الصادق عليه السلام :
إنني لاقد أعرف لك طريقا حين أتعرض لأسئلة لا اعرف جوابها فماذا أفعل ؟
فدلني الامام الصادق عليه السلام على "محمد بن مسلم" وقال لي :
لماذا لا تسأله؟
تحفة الأحباب للمحدث القمي ص 351 -
جامع الرواة: ج2-ص164
طرافة حصلت بين محمد بن مسلم وأبي حنيفة
وجاءت امرأة في الكوفة إلى دار محمد بن مسلم ليلا وقالت:
لقد ماتت زوجة ولدي وفي بطنها جنين فكيف أتصرف؟
قال لها محمد بن مسلم: حسب ما أمر به الامام الباقر عليه السلام،
لابد من شق بطنها وإخراج الوليد ثم تدفت الميتة
ثم التفت إلى المرأة وسألها : من الذي دلّك عليّ؟ فقال:
لقد ذهبت إلى "أبي حنيفة" استفتيه فاعتذر عن الجواب وأمرني بالذهاب إلى "محمد بن مسلم"
وقل لي : إن أفتاك بشيء فأعلميني الجواب.
وفي أحد الأيام رأى محمد بن مسلم أبا حنيفة في مسجد الكوفة
وهو يحدث أصحابه في تلك المسألة ويحاول أن ينسب الإجابة لنفسه
فتنحنح محمد بن مسلم معرّضا به ، ففهم أبو حنيفة مقصوده فقال له:
"غفر الله لك لماذا لا تتركنا نعيش".
رجال الكشي : ص162 ، طبعة جامعة مشهد
_______________________________________
تعليق