القاضي
وها نحن بفضل الله تعالى ، ونقتفي اثر محمد الصدر ( رض) ونسير على نهجه الطاهر ، ونذكر بعض الأحبة من إخواننا المؤمنين أعزهم الله بعزه بما يرضاه الله لنا ولهم ، ونريد أن نخاطب شرائح المجتمع ، ومن هذه الشرائح هم ( القضاة )0
فليعلم القاضي إن شريعتنا تلزم القاضي شرط أن يكون مجتهدا أو قد نصبه المجتهد ، لعلو منزلة القاضي وخطورتها في المجتمع 0
فمما جاء عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال ما مضمونه :- (( القضاة أربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة ، قاض ٍقضى بالباطل وهو لا يعلم انه باطل فهو في النار ، وقاض ٍقضى بالباطل وهو يعلم انه باطل فهو في النار ، وقاض ٍقضى بالحق وهو لا يعلم أنه حق فهو في النار، وقاض ٍقضى بالحق وهو يعلم انه حق فهو في الجنة ))
ونحن نعلم أيها الإخوة وأيها القضاة أيضا ، إن من يمارس القضاة اليوم لاتوجد فيه صفة الاجتهاد أو التنصيب من المجتهد 0
لكن نتنزل قليلا للقانون الوضعي ونقول للقضاة اتقوا الله الذي سينصب لكم المحكمة العادلة في يوم القيامة ، فهل حكمتم في الدنيا على ضوء الشهود العدول
واثبات الجرم ؟
لأننا نعرف جيدا وانتم أيضا تعرفون ، بأن شهود الغير العدول لاتقبل شهادتهم بدليل قول الإمام (ع) :- إن أمير المؤمنين (ع) كان لايقبل شهادة فحاش ولاذي مخزية في الدين 0
وفي صحيحة محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين (ع) يقول: لا أأخذ بقول عرّاف ولا قائف ولا لص ولا اقبل شهادة الفاسق إلا على نفسه.
وفي حديث آخر قال (ع): لا تجوز شهادة المُريب والخصم ودافع مغرم أو أجير أو شريك أو متهم أو تابع (بائع) ولا تقبل شهادة شارب الخمر ولا شهادة اللاعب بالشطرنج والنرد ولا شهادة المقامر إلى غير ذلك من الاخبار.
وينبغي أن نلتفت هنا إلى إن بعض هذه الصفات كالأجير والشريك والخصم إنما لا تقبل شهادة أصحابها بالرغم من أنهم قد يكونون عدولا من الناحية الشرعية ،لأجل زيادة الاحتياط والتحرز في صحة قول الشاهد.
فالأجير :- يود أن مستأجره ذو مال كثير ليدفع له أجرته فقد يكون ذلك سببا نفسيا لشهادته في صالحه.
والشريك:- قد لا يكون مرتاحا من شريكه فهو يريد له الضرر من الناحية المالية فلا تقبل شهادته عليه.
والخصم:- وهو المخالف للفرد في قضية معينة سواء كانت قضائية أم لم تكن على ما سنشير.
وهو عادة يريد الكيد لخصمه فلا تقبل منه الشهادة.
وهناك روايات كثيرة واردة عن أهل البيت (ع) في هذا المورد.
إذن هل حكمتم على ضوء الشهود العدول واثبات الجرم أم عن المخبر السري لآن المخبر السري كتب اسمه الحركي لا اسمه الحقيقي واتهم الناس ولم يحضر أثناء المحاكمة.
وأنت على ضوء شهادة رجل لا تعرفه لا من حيث العدالة ولا من حيث الفسق ولم تره ولا تعرف حتى اسمه الحقيقي وبالرغم من كل ذلك تحكم بالإعدام وتحكم بالسجن المؤبد على أناس قد يكونوا من الأبرياء.
فماذا تنتظر من الله بهذا البريء؟ أكيد يأخذ بعنقك إلى النار يوم القيامة .
أن المخبرين السريين كما تعلمون أغلبهم أهل فسق وجرم ومنهم شاربي الخمروسيئوا الخلق ...الخ
والقضاة يعلمون بهم جيدا أن هذا حال اغلبهم ...فهل رفض أحد القضاة شهادة واحد من هؤلاء ؟
فهذا يدل على خضوع القانون ( لو صح التعبير) لشهوات هؤلاء المخبرين وليس إخضاع الشهود للقانون..
وقد شاهدنا هنالك حالات كثيرة تحكي لك مأساة عند المحاكمة لا يسعنا ذكرها في هذا المقام ولكن نذكر منها واحدة (ينقل احد الإخوة المحامين حادثة قد رآها بأم عينه يقول : ادخلوا احد المتهمين مكتوف الأيدي وهو منهك وعلى جسمه آثار التعذيب واضحة وكان معصب العينين وبصحبته رجال الأمن وهم مسلحون دخلوا على احد القضاة في محكمة الديوانية فدار كلام بين القاضي والمتهم عندها قال المتهم : يا سيدي القاضي أن إفادتي جاءت نتيجة الضرب والتعذيب وأنا بريء من هذه التهمة عندها وجه احد رجال الأمن ضربة قاسية إلى المتهم أمام القاضي وقال له وهو يصرخ ( كلب احنه ضربناك ) ثم صرخ القاضي على المتهم وقال له ( أخرس انتم كلكم على هذا الإنكار ) نعم هذه حالة واحدة من عشرات بل مئات الحالات.
نحن نريد أن يكون القضاة أداة لتطبيق القانون العادل وأخذ الحق من الظالم إلى المظلوم لا إن يكونوا أداة بيد الجلادين القساة الذين يريدون أن يجروا النار إلى قرصهم بشتى الوسائل حتى لو كانت على حساب أجساد الأبرياء.
فنوصيكم معشر القضاة بتقوى الله ونقول لكم ارجعوا إلى دينكم ومراجعكم وأحسابكم والى كهفكم الحصين علي بن أبي طالب عليه السلام وليرجع كل منكم أيها القضاة إلى من تقلدون وتأخذون الإذن منه بالعمل وطريقة العمل وكذلك المحامي أن يأخذ الإذن والإجازة ممن يقلد.
وانظروا كيف كان يحكم أمير المؤمنين عليه السلام .
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نحسن الظن بكم كونكم مسلمون ومن أتباع أهل البيت (ع) وعراقيون فكونوا مع أهل مدينتكم واتخذوا من قول أهل البيت عليهم السلام شعارا ( كن للظالم خصما وللمظلوم عونا).
نسأل الله العلي القدير أن يوحد شمل العراقيين ويرص صفوفهم ويجمع كلمتهم على الخير انه سميع مجيب الدعاء0
السلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى وبركاته00
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ
نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ
إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }
صدق الله العلي العظيم
وها نحن بفضل الله تعالى ، ونقتفي اثر محمد الصدر ( رض) ونسير على نهجه الطاهر ، ونذكر بعض الأحبة من إخواننا المؤمنين أعزهم الله بعزه بما يرضاه الله لنا ولهم ، ونريد أن نخاطب شرائح المجتمع ، ومن هذه الشرائح هم ( القضاة )0
فليعلم القاضي إن شريعتنا تلزم القاضي شرط أن يكون مجتهدا أو قد نصبه المجتهد ، لعلو منزلة القاضي وخطورتها في المجتمع 0
فمما جاء عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال ما مضمونه :- (( القضاة أربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة ، قاض ٍقضى بالباطل وهو لا يعلم انه باطل فهو في النار ، وقاض ٍقضى بالباطل وهو يعلم انه باطل فهو في النار ، وقاض ٍقضى بالحق وهو لا يعلم أنه حق فهو في النار، وقاض ٍقضى بالحق وهو يعلم انه حق فهو في الجنة ))
ونحن نعلم أيها الإخوة وأيها القضاة أيضا ، إن من يمارس القضاة اليوم لاتوجد فيه صفة الاجتهاد أو التنصيب من المجتهد 0
لكن نتنزل قليلا للقانون الوضعي ونقول للقضاة اتقوا الله الذي سينصب لكم المحكمة العادلة في يوم القيامة ، فهل حكمتم في الدنيا على ضوء الشهود العدول
واثبات الجرم ؟
لأننا نعرف جيدا وانتم أيضا تعرفون ، بأن شهود الغير العدول لاتقبل شهادتهم بدليل قول الإمام (ع) :- إن أمير المؤمنين (ع) كان لايقبل شهادة فحاش ولاذي مخزية في الدين 0
وفي صحيحة محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين (ع) يقول: لا أأخذ بقول عرّاف ولا قائف ولا لص ولا اقبل شهادة الفاسق إلا على نفسه.
وفي حديث آخر قال (ع): لا تجوز شهادة المُريب والخصم ودافع مغرم أو أجير أو شريك أو متهم أو تابع (بائع) ولا تقبل شهادة شارب الخمر ولا شهادة اللاعب بالشطرنج والنرد ولا شهادة المقامر إلى غير ذلك من الاخبار.
وينبغي أن نلتفت هنا إلى إن بعض هذه الصفات كالأجير والشريك والخصم إنما لا تقبل شهادة أصحابها بالرغم من أنهم قد يكونون عدولا من الناحية الشرعية ،لأجل زيادة الاحتياط والتحرز في صحة قول الشاهد.
فالأجير :- يود أن مستأجره ذو مال كثير ليدفع له أجرته فقد يكون ذلك سببا نفسيا لشهادته في صالحه.
والشريك:- قد لا يكون مرتاحا من شريكه فهو يريد له الضرر من الناحية المالية فلا تقبل شهادته عليه.
والخصم:- وهو المخالف للفرد في قضية معينة سواء كانت قضائية أم لم تكن على ما سنشير.
وهو عادة يريد الكيد لخصمه فلا تقبل منه الشهادة.
وهناك روايات كثيرة واردة عن أهل البيت (ع) في هذا المورد.
إذن هل حكمتم على ضوء الشهود العدول واثبات الجرم أم عن المخبر السري لآن المخبر السري كتب اسمه الحركي لا اسمه الحقيقي واتهم الناس ولم يحضر أثناء المحاكمة.
وأنت على ضوء شهادة رجل لا تعرفه لا من حيث العدالة ولا من حيث الفسق ولم تره ولا تعرف حتى اسمه الحقيقي وبالرغم من كل ذلك تحكم بالإعدام وتحكم بالسجن المؤبد على أناس قد يكونوا من الأبرياء.
فماذا تنتظر من الله بهذا البريء؟ أكيد يأخذ بعنقك إلى النار يوم القيامة .
أن المخبرين السريين كما تعلمون أغلبهم أهل فسق وجرم ومنهم شاربي الخمروسيئوا الخلق ...الخ
والقضاة يعلمون بهم جيدا أن هذا حال اغلبهم ...فهل رفض أحد القضاة شهادة واحد من هؤلاء ؟
فهذا يدل على خضوع القانون ( لو صح التعبير) لشهوات هؤلاء المخبرين وليس إخضاع الشهود للقانون..
وقد شاهدنا هنالك حالات كثيرة تحكي لك مأساة عند المحاكمة لا يسعنا ذكرها في هذا المقام ولكن نذكر منها واحدة (ينقل احد الإخوة المحامين حادثة قد رآها بأم عينه يقول : ادخلوا احد المتهمين مكتوف الأيدي وهو منهك وعلى جسمه آثار التعذيب واضحة وكان معصب العينين وبصحبته رجال الأمن وهم مسلحون دخلوا على احد القضاة في محكمة الديوانية فدار كلام بين القاضي والمتهم عندها قال المتهم : يا سيدي القاضي أن إفادتي جاءت نتيجة الضرب والتعذيب وأنا بريء من هذه التهمة عندها وجه احد رجال الأمن ضربة قاسية إلى المتهم أمام القاضي وقال له وهو يصرخ ( كلب احنه ضربناك ) ثم صرخ القاضي على المتهم وقال له ( أخرس انتم كلكم على هذا الإنكار ) نعم هذه حالة واحدة من عشرات بل مئات الحالات.
نحن نريد أن يكون القضاة أداة لتطبيق القانون العادل وأخذ الحق من الظالم إلى المظلوم لا إن يكونوا أداة بيد الجلادين القساة الذين يريدون أن يجروا النار إلى قرصهم بشتى الوسائل حتى لو كانت على حساب أجساد الأبرياء.
فنوصيكم معشر القضاة بتقوى الله ونقول لكم ارجعوا إلى دينكم ومراجعكم وأحسابكم والى كهفكم الحصين علي بن أبي طالب عليه السلام وليرجع كل منكم أيها القضاة إلى من تقلدون وتأخذون الإذن منه بالعمل وطريقة العمل وكذلك المحامي أن يأخذ الإذن والإجازة ممن يقلد.
وانظروا كيف كان يحكم أمير المؤمنين عليه السلام .
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نحسن الظن بكم كونكم مسلمون ومن أتباع أهل البيت (ع) وعراقيون فكونوا مع أهل مدينتكم واتخذوا من قول أهل البيت عليهم السلام شعارا ( كن للظالم خصما وللمظلوم عونا).
نسأل الله العلي القدير أن يوحد شمل العراقيين ويرص صفوفهم ويجمع كلمتهم على الخير انه سميع مجيب الدعاء0
والحمد لله رب العالمين.
أزهر الجنابي
الديوانية
تعليق