إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تخريج قول : أعوذ برسول الله صلى الله عليه وآله [ بسند صحيح ]

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
    حَمْدَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ, وَ صَلِّ الْلَّهُمَّ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَ آَلِهِ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِيْنَ صَلَاةً دَائِمَةً سَرْمَدا وَ لَعْنَةُ الْلَّهِ عَلَىَ اعْدَائِهِمْ إِلَيَّ قِيَامَ يَوْمِ الْدِّيْنِ..
    سَلَامٌ مِنْ خَالِقٍ الْبَارِيْ عَلَيْكُمْ أَيَّتُهَا الْارْوَاحِ الْطَّيِّبَةُ الْمُوَالِيَةِ فِيْ حُبِّهَا لِمُحَمَّدٍ وَ آَلِ مُحَمَّدٍ.
    طيب الله أيامكم و جعلها أيام خير و بركات..
    و حياكم الله جميعاً و جعلكم في ظل رحمته الالهية..
    شاكرة لأخينا الموالي ( جابري اليماني ) على طرحه الجميل و المميز و حقاً رؤية جديدة غير مكررة في مواضيع هذا القسم .
    اهنيئكَ على البحوث المتجددة الغير الروتنية..
    بوركتَ..
    ____________
    بالنسبة لأخينا الطيب ( عبد الرحمن الفضل ):
    يا اخي المُكرم و بقية من مشى معكَ في نقطه حواركَ الخاطئة , القضية هُـنا ليس باستغاثة كما ترى بل القضية باستعاذه و شتان ما بين القضيتين .
    فـ من المعروف الاستغاثه هي طلب الغوث و المساعد.
    اما استعاذه يا زميلي هي:
    القرطبي: معنى الاستعاذة في كلام العرب: الاستجارة والتحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه؛ يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه. وهو عياذي؛ أي ملجئي. وأعذت غيري به وعوذته بمعنى. ويقال: عوذ بالله منك؛ أي أعوذ بالله منك.
    والمعاذة والتعويذ كله بمعنى.
    وأصل أعوذ: أعوذ نقلت الضمة إلى العين لاستثقالها على الواو فسكنت. ... وعاذ به يَعُوذُ عَوْذاً وعِياذاً ومَعاذاً: لاذ فيه ولجأَ إِليه واعتصم.
    وهو عِيَاذُه أي ملجؤه و أعَاذَ غيره به و عَوَّذَه به بمعنى وقولهم معاذ الله أي أعوذ بالله .
    والعوذ: الالتجاء إلى ما ينجي من شيء يضر،
    ومعنى نعوذ بالله أي: نلتجئ إليه ونستنصر به .والعوذة: ما يعاذ به من الشيء، ومنه قيل: للتميمة والرقية: عوذة، وعوذه: إذا رقاه.

    ::
    ,,
    ::
    وكما ذكرتهم أنّ آيات استغاثة تشمل :
    الرسل و بقية عباد الصالحين و من الخالق الباري ,
    بعكس استعاذه لا تكون إلا من الخالق الباري وحده , كما كالأتي:
    (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) _ البقرة ,67_
    ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) _الدخان/20_
    ( إني أعوذ بالرحمن) _ مريم/18_
    ( إني أعيذها بك) _ آل عمران /36_
    وقوله: ( معاذ الله ) _ يوسف/79_
    إلا إنّها وردت مرة واحدة مضافة الى غير الله في قوله تعالى :
    ( وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ).
    ** ابن عاشور: فإذا حمل العوذ على حقيقته كان المعنى أنه كان رجال يلتجئون إلى الجن ليدفع الجن عنهم بعض الأضرار فوقع تفسير ذلك بما كان يفعله المشركون في الجاهلية إذا سار أحدهم في مكان قفر ووحش أو تعَزب في الرعي كانوا يتوهمون أن الجن تسكن القفر ويخافون تعرض الجن والغيلان لهم وعبثَها بهم في الليل فكان الخائف يصيح بأعلى صوته: يا عَزيز هذا الوادي إني أعوذ بك من السفهاء الذين في طاعتك، فيخال أن الجني الذي بالوادي يمنعه،
    ** يقول القرطبي:.قوله تعالى :{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادوهُمْ رَهَقاً }
    أي زاد الجنُّ الإنس «رهقا» أي خطيئة وإثماً؛ قاله ٱبن عباس ومجاهد وقتادة. والرهَق: الإثم في كلام العرب وغِشيان المحارم؛ ورجلٌ رَهِقٌ إذا كان كذلك؛ ومنه قوله تعالى:"ترهقهم ذلة"يونس27يعني اثما.
    وأضيفت الزيادة إلى الجنّ إذ كانوا سبباً لها. وقال مجاهد أيضاً: «فَزَادُوهُم» أي إن الإنس زادوا الجنّ طغياناً بهذا التعوّذ، حتى قالت الجنّ: سُدنا الإنس والجنّ. وقال قتادة أيضاً وأبو العالية والربيع وٱبن زيد: ٱزداد الإنس بهذا فَرَقاً وخوفاً من الجنّ. وقال سعيد بن جُبير: كفراً.

    ::
    ,,
    ::
    فـ الجن حين ذاك أحياء و التعوذ فيهم زادهم كفراً و خوفاً, علماً هناك أصناف منهم الخيّر و منهم الشياطين..
    إذن بعد رؤية ادلة القرآئنية الراسخه:
    فــ أين التشريع الذي يقول بجوز استعاذه برسل الله سواء حياً أو ميتاً..
    بأحرى :
    هل سمعنا أو قرائنا هذه المعوذة:
    أعوذ برسول الله من شيطان الرجيم.
    أعوذ برسول الله من شيطان الجن.
    أو:
    إذا كانَ قولكَ يخصُ استعاذة بـ أحياءِ التي قلتَ في ردكَ استجارة إذاً لا بأس أنِّ نقولَ:
    أعوذ بالوالدي من رفقاء السوء ..!!
    لأنّ يمكنني استجير بالوالدي منهم مادام هو حي
    التعديل الأخير تم بواسطة دموع ولائية; الساعة 30-03-2011, 02:41 PM.

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة دموع ولائية

      فـ من المعروف الاستغاثه هي طلب الغوث و المساعد.
      اما استعاذه يا زميلي هي:
      القرطبي: معنى الاستعاذة في كلام العرب: الاستجارة والتحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه؛ يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه. وهو عياذي؛ أي ملجئي. وأعذت غيري به وعوذته بمعنى. ويقال: عوذ بالله منك؛ أي أعوذ بالله منك.
      والمعاذة والتعويذ كله بمعنى.
      وأصل أعوذ: أعوذ نقلت الضمة إلى العين لاستثقالها على الواو فسكنت. ... وعاذ به يَعُوذُ عَوْذاً وعِياذاً ومَعاذاً: لاذ فيه ولجأَ إِليه واعتصم.
      وهو عِيَاذُه أي ملجؤه و أعَاذَ غيره به و عَوَّذَه به بمعنى وقولهم معاذ الله أي أعوذ بالله .
      والعوذ: الالتجاء إلى ما ينجي من شيء يضر،
      ومعنى نعوذ بالله أي: نلتجئ إليه ونستنصر به .والعوذة: ما يعاذ به من الشيء، ومنه قيل: للتميمة والرقية: عوذة، وعوذه: إذا رقاه.

      ::
      ,,
      ::
      وما الفرق بين الاستعاذة والاستغاثة؟؟؟؟

      فهي كلها تدخل في الاستعانة
      في النهاية في طلب العون
      الاستعاذه والاستغاثة تكون للانسان الحي, وهذا امر معلوم
      واما الميت فلا يمكن.

      والا ما المانع من القول المشركين : يايعوق ويايغوث ويانسرا اعني في كذا وكذا
      (طبعا غوث ويعوق ونسرا رجال صالحين)
      وقول عبده المسيح : ارزقني مالا طيبا واصلح ابني ... الخ

      فهمتم؟

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفضل
        وما الفرق بين الاستعاذة والاستغاثة؟؟؟؟

        فهي كلها تدخل في الاستعانة
        في النهاية في طلب العون
        الاستعاذه والاستغاثة تكون للانسان الحي, وهذا امر معلوم
        واما الميت فلا يمكن.

        والا ما المانع من القول المشركين : يايعوق ويايغوث ويانسرا اعني في كذا وكذا
        (طبعا غوث ويعوق ونسرا رجال صالحين)
        وقول عبده المسيح : ارزقني مالا طيبا واصلح ابني ... الخ

        فهمتم؟

        ما اظن ان تقدر تفهم هذه الامرو التي سنورد و لكن من باب اتمام الحجة لاباس


        هناك جملة أمور يخلط فيها القوم خلطاً ينم عن جهل فظيع بتفسير القرآن الكريم ومفاهيمه, بل جهل كبير بلغهة العرب وآدابها. ونحن هنا سنتعرف معك على هذه الأمور التي يخلط فيها القوم - وبالقدر الذي ذكرته في رسالتك وحوارك مع الطرف الآخر -, وسنجعل ذلك في نقاط:
        النقطة الأولى: دعواه بأنّ دعاء الأموات شرك صريح, وهذا الدليل من القرآن الكريم: (( وَالَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَملِكُونَ مِن قِطمِيرٍ )) (فاطر:13).
        نقول: نحن لا ندعو أمواتاً بل ندعو - (والمراد بالدعاء هنا الطلب بالتشفع) - أحياءً عند ربّهم يرزقون, بدليل قوله تعالى: (( وَلاَ تَحسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَموَاتاً بَل أَحيَاء عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ )) (آل عمران:169).
        وقد ثبت عندنا أن الأئمة (عليهم السلام) بالإضافة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليها السلام) قد قضوا شهداء (وهذا البحث محل أثباته مكان آخر), الأمر الذي يعني أنهم من الأحياء الذين هم عند ربهم يرزقون بنص هذه الآية,ومن لوازم الحياة السمع والبصر والإدراك, وهذا المعنى قد نصّت عليه نفس الآية الكريمة والآية التي بعدها بذكرها الأفعال الإدراك: (يُرزَقُونَ), (فَرِحِينَ), (يَستَبشِرُونَ), بل قوله تعالى: (( يَستَبشِرُونَ بِالَّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مِّن خَلفِهِم )) (آل عمران:170), نص في إدراك أحوال من خلفوهم في الحياة الدنيا, وهو دحض لكل دعاوى عدم السماع, وعدم الإدراك التي يتبجح بها القوم مستدلين بذلك بآيات وردت في خصوص دعاء المشركين لأصنامهم, والتي هي بعيدة كل البعد عن توسل المؤمنين بأهل البيت (عليهم السلام) هذا أولاً.
        وثانياً: لقد ثبت بنص قرآني جواز التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيّاً وميّتاً, وهو قوله تعالى: (( وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُم جَآؤُوكَ فَاستَغفَرُوا اللّهَ وَاستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً )) (النساء:64).
        فهذه الآية تحث على المجيء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ظلم النفس, واستغفار الله عنده, واستغفار الرسول (ص) للجائي, ليتحقق الجزاء وهو وجدان الله تواباً رحيماً..
        والحضور عنده (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس معناه حضوراً جامداً من غير كلام ولا سؤال, بل هو صريح في طلب الاستغفار لهم من عند الله سبحانه وتعالى, وهذا المعنى يتضمنه مدلول الفعل (استَغفَرَ) المصاغ على وزن (استفعل) للطلب, (أنظر مغني اللبيب - لأبن هشام الأنصاري 2/523). فالرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يطلب لهم المغفرة لمجرد حضورهم الشكلي ما لم يفصحوا عن نيتهم ويعترفوا بذنبهم ويطلبوا من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسأل الله لهم بالمغفرة وقوله تعالى (( فَاستَغفَرُوا اللّهَ )) صريح في طلب المغفرة وسؤالها, وكذلك معنى قوله: (( استَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ )), يكون صريحاً في الطلب من النبي (ص) وسؤاله بأن يسأل الله لهم بالمغفرة فيكون شفيعهم في هذا الطلب, وقد يقول القائل : إن المراد من قوله (( استَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ )) إنهم قد أذنبوا ذنباً في حق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنهم يأتون ليطلبوا من الرسول(ص)أن يغفر لهم.
        قلنا: أنه لو كان الأمر كذلك, للزم أن يقول: وغفر لهم الرسول.لا: أستغفر لهم الرسول. لأن (استغفر) معناه طلب لهم المغفرة.. وهذا المعنى واضح, ولا موجب للمغالطة فيه.
        فإن قلت: هذا المعنى يختص بحياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), وأمّا بعد مماته فلا يجوز ذلك.
        قلنا: منشأ عدم الجواز ما هو؟ هل تريد أنه مستفاد من نفس الآية الكريمة, كيف وهي تدل على خلاف ذلك فقد فهم منها العلماء العموم في الحالتين, أي حالة الحياة وحالة الممات.
        قال تقي الدين السبكي الشافعي - من أعلام الشافعية - في سياق حديثه عن الآية الكريمة: ((الآية وإن وردت في أقوام معينين في حالة الحياة, فتعم بعموم العلة كل من وجد فيه ذلك الوصف في الحياة وبعد الموت)).
        ولذلك فهم العلماء من الآية العموم في الحالتين, واستحبوا لمن أتى إلى قبره (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتلو هذه الآية, ويستغفر الله تعالى.
        وحكاية العتبي في ذلك مشهورة, وقد حكاها المصنفون في المناسك من جميع المذاهب, والمؤرخون, وكلهم أستحسنوها, ورأوها من آداب الزائر, وما ينبغي له أن يفعله, وقد ذكرناها في أواخر الباب الثالث. (شفاء السقام/181).
        وأما حكاية العتبي فقد رواها النووي في (المجموع), ناقلاً استحسان العلماء لها, قال في بيان ما يستحب أن يقول من يزور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ وقف أمام القبر الشريف مخاطباً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), ما نصه: ((ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربّه سبحانه وتعالى, ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا - يعني الشافعية - عن العتبي مستحسنين له, قال: كنت جالساً عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله, سمعت الله يقول: (( وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُم جَآؤُوكَ فَاستَغفَرُوا اللّهَ وَاستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً )) (النساء:64), وقد جئتك مستغفراً من ذنبي, مستشفعاً بك إلى ربي, ثم أنشأ يقول:

        يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ***** فطاب من طيبهن القاع والأكم
        نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ***** فيه العفاف وفيه الجود والكرم))
        (المجوع 8/274).

        بل لنا أن نثبت جواز الاستغاثة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد مماته, من غير هذه الآية... روى ابن حجر في (فتح الباري 2/465), قال: ((روى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن أبي صالح السمان عن مالك الدار وكان خازن عمر, قال: أصاب الناس قحط شديد في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. فأتي الرجل في المنام فقيل له: (أئتِ عمر وأقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون)).. انتهى.
        فهذا الفعل حصل في زمن عمر بن الخطاب, وبمحضر من الصحابة وقد علموا به, ولم ينكروا على صاحبه هذا الفعل, وهذا يعني أقرار منهم له, وهو يدل على أجماع سكوتي منهم, فيكون حجّة في حق من يرى حجية هذا الإجماع.
        بل ورد هناك توسل وتشفع بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسند صحيح رواه حفاظ أهل السنة, في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد مماته, وإليك الحادثتين:
        التوسل والتشفع به (صلى الله عليه وآله وسلم) حال حياته الشريفة:
        روى الترمذي في أبواب الدعاء من جامعه بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أدع الله أن يعافيني قال: (إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك), قال: فادعه, قال (فأمره أن يتوضاً فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليه بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفّعه فيّ), قال الترمذي: حديث حسن صحيح (5:229).
        ففي هذا الحديث الدلالة واضحة على التوسل, والتشفع, ودعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - أي مناداته (صلى الله عليه وآله وسلم) وطلب شفاعته - ؛ إذ قوله: يا محمد أني أتوجه بك إلى ربي, صريح في مناداته (صلى الله عليه وآله وسلم)التي يسميها القوم دعاءً, وقوله: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة, صريح في التوسل, وقوله: اللهم فشفعه فيَّ, صريح في التشفع, فقد جمعت هذه الحادثة الأمور الثلاثة: التوسل والتشفع والمناداة - التي يسميها القوم دعاءً -.
        وأما سند الحديث, فقد نصَّ الترمذي - كما تقدم - على صحته, وقال الطبراني بعد ذكر طرق الحديث: والحديث صحيح (أنظر المعجم الصغير 1/183).
        وكذا نقل تصحيح الطبراني ووافقه الحافظ الهيثمي في باب صلاة الحاجة من مجمع الزوائد (أنظر مجمع الزوائد - للهيثمي - 2/279).
        وكذلك رواه الحاكم في عدة مواضع من (المستدرك على الصحيحن: 1/458- 519, 707) وصححه على شرط الشيخين, ووافقه الذهبي عليه, ووافقه على تصحيح الحديث أيضاً النووي في باب أذكار صلاة الحاجة من كتاب الأذكار, والحافظ في أمالي الأذكار, والحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى, ونقل تصحيحه عن الترمذي والحاكم والحافظ أبي عبد الله المقدسي صاحب المختارة, وغيرهم.
        وبالجملة فالحديث صحيح بإجماع الحفاظ, لا مطعن فيه ولا مغمز.
        ودلالته على التوسل والتشفع والدعاء المباشر للتوسل به أو المتشفع واضحة.
        وقد أستدلَّ حافظ المغرب المحدّث أبو الفضل الغماري في كتابه (الرد المحكم المتين) على جواز التوسل بهذا الحديث من أثني عشر وجهاً, فراجع ثمّة.
        وأما التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والتشفع به والاستغاثة, بمعنى منادته في قضاء الحاجة, بعد موته (صلى الله عليه وآله وسلم), فقد دلَّ عليه نفس الخبر الذي رواه عثمان بن حنيف بالسند الصحيح المتقدم:
        بأن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له, وكان عثمان لا يلتفت إليه في حاجته, فشكا ذلك إلى عثمان بن حنيف فقال له أئتِ الميضأة فتوضأ ثم أئتِ المسجد فصل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبي الرحمة, يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي, وتذكر حاجتك.
        فصنع الرجل ما قال له عثمان بن حنيف, ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله وقال ما حاجتك فذكر حاجته فقضاها له, ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة, وقال: ما كانت لك من حاجة فأئتنا, ثم أن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليَّ حتى كلمته في.
        فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره.. (الحديث).
        رواه الطبراني وصححه بعد ذكر الطرق التي روي فيها, وأقره الهيثمي عليه (أنظر مجمع الزوائد 2/279.
        وأنظر في هذا الجانب ما ذكرناه على موقعنا في حرف التاء/ التوسل/ السؤال الخاص: هل هناك فرق بن الحي والميت؟

        النقطة الثانية: تباين حقيقة الشرك عن حقيقة التوسل والتشفع والاستغاثة لغة وشرعاً.
        ينبغي أن يُعلم أن حقيقة الإشراك في اللغة تباين حقيقة كل من التوسل والاستغاثة والدعاء, لأنَّ الإشراك معناه اعتقاد شريك مع الله في الإلوهية, وهو كفر - تعالى الله عن ذلك علّواً كبيراً - ولهذا فسّر كثير من أهل اللغة الإشراك بالكفر, لأنّه كفر بالله وجحد لوحدانيته.
        وأمّا التوسل فهو التقرب إلى الغير, يقال توسّل فلان بكذا إذا تقرب إليه بشيء, والوسيلة ما يتقرب به, ومنه قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ )) (المائدة:35), وقوله تعالى: (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ )) (الإسراء:57).
        والاستغاثة معناها طلب الغوث والنجدة, قال تعالى: (( فَاستَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِن عَدُوِّهِ )) (القصص:15), أي طلب أغاثته ونجدته.
        والدعاء معناه النداء وطلب الإقبال, يقال دعا فلاناً إذا ناداه طالباً إقباله عليه, ومنه: (( لاَ تَجعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَينَكُم كَدُعَاء بَعضِكُم بَعضاً )) (النور:63).
        ودعا الله ناداه بابتهال وخضوع, ومنه: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )) (البقرة:186).
        نقول: فإذا كانت هذه الحقائق متباينة, فكيف ساغ للقوم - الوهابية ومن يدور في فلكهم - أن يجعلوها بمعنى واحد, ولا يفرّقون بين معانيها لغةً وشرعاً, هذا أولاً.
        وثانياً: إن الإشراك الذي حصل من المشركين الذين ذمّهم القرآن هو عبادتهم للأنبياء والملائكة والأولياء بناءاً على اعتقادهم فيهم أنهم يشاركون الله في الإلوهية, وأنَّ لهم تأثيراً مستقّلاً في الأشياء, لذلك ترى القرآن في معرض الرد عليهم يقرر دلائل وحدانية الله وانفراده بالإلوهية, وأنّه المنفرد بالإيجاد والإبداع, ولو ذهبنا نسرد الآيات في ذلك لطال بنا المقام وخرجنا إلى حد الإملال, لأنَّ ما في القرآن مما يتعلق بالتوحيد والرد على المشركين كله في هذا المعنى, وهو كثير, ومع ذلك لا تجد فيه أشارة إلى التوسل والتشفع والاستغاثة, بالشكل الذي يفعله المسلمون اليوم وقبل اليوم, لأنّه لم يكن من عمل المشركين ولا كان معروفاً لهم, فبطل أن يكون داخلاً في تلك الآيات لابالعموم ولا بالخصوص ولا بنوع من أنواع الدلالات.
        وثالثاً: إنَّ الآيات التي ذمّت عُباد الأصنام إذا قلنا بعموم تناولها لأهل التوسل والتشفع والاستغاثة - كما يقول الوهابية - فلا يخلو حالها من أحد أمرين, إما أن تتناولهم حقيقة أو مجازاً. والأول لا سبيل إليه لنا, لانّا بيّنا في أشارة سابقة أنّ حقيقة الإشراك تباين حقيقة التوسل والتشفع والدعاء, فلم يبق إلا الثاني وهو باطل لأمرين:
        الأول: إنَّ المجاز لا بد له من علاقة وقرينة وهما مفقودتان هنا.
        الثاني: إن تلك الآيات قد استعملت في معناها الحقيقي الذي هو الإشراك بالله, كما بينا في الأمر الثاني من هذه النقطة, فلا يجوز استعمالها أيضاً في المعنى المجازي الذي هو التوسل والتشفع وما في معناهما, لأنَّ المقرر في علم الأصول أنَّ اللفظ لا يجوز استعماله في الحقيقة والمجاز معاً, هذا مذهب جمهور أهل العربية, وجميع الحنفية ومحققي الشافعية وجمع من المعتزلة, قال الشوكاني وهو الحق, ودلائل هذا القول مبسوطة في كتب الأصول والبيان فلا نطيل الكلام بذكرها.

        النقطة الثالثة: تحقيق معنى العبادة
        من الأمور التي التبست على الوهابية, أو بالأحرى لبّسوها على أنفسهم, وأرادوا أن يلبّسوها على الآخرين أيضاً, وإن لم تكن هي كذلك, مسألة أن من توسل أو تشفع أو استغاث بولي من أولياء الله من الأموات أصبح عابداً له, صار مشركاً بالله..
        وقد بينا سابقاً الفرق بين المعاني التي تدل عليها هذه الألفاظ: الشرك, التوسل, التشفع, الاستغاثة, الدعاء.. وفي هذه النقطة نريد أن نبين معنى العبادة.. وهل حقّاً أن كل من نادى شخصاً ليس من أهل الدنيا كأن يكون نبيّاً أو إماماً أو وليّاً صالحاً من أولياء الله, صار عابداً له؟!
        وفي هذا الجانب نقول: إن العبادة تعني في اللغة الذل والخضوع.. ومن ذلك قولهم: بعير معبد أي مذلل, وطريق معبد, أي مسلوك مذلل.. ونقلت في الشرع إلى معنى جديد كغيرها من الألفاظ المنقولة كالصلاة والصيام والزكاة والحج, التي كانت في اللغة لمطلق الدعاء والإمساك والنمو والقصد..
        فالعبادة بمعناها اللغوي الذي هو مطلق الذل والخضوع والانقياد ليس شركاً ولا كفراً قطعاً, وإلاّ لزم الكفر للناس جميعاً من لدن آدم إلى يومنا هذا.. لأنّ العبادة بمعنى الطاعة والخضوع لا يخلو منها أحد فيلزم كفر المملوك والزوجة والخادم والولد والأجير والرعية والجنود.
        بل وكفر الأنبياء لأطاعتهم آبائهم وخضوعهم لهم, وقد أوجب الله سبحانه طاعة الأبوين وخفض الجناح لهما, وقال لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (( وَاخفِض جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ )) (الشعراء:215).
        وأوجب طاعة العبيد لمواليهم وسماهم عبيداً, وطاعة الأنبياء, وجعل نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى بالمؤمنين من أنفسهم, وأمر بطاعته وإطاعة أولي الأمر منا وقرنها بإطاعته تعالى إلى غير ذلك..
        كما ورد في الشرع أن العاصي عبد الشيطان, وأنه عبد الهوى, وأن الإنسان عبد الشهوات, وأن من أصغى إلى ناطق فقد عبده.
        وورد إطلاق العبادة على دعاء الله في القرآن بقوله: (( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) (غافر:60).
        وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (الدعاء مخ العبادة).
        ولكن ليس المراد بالدعاء هنا معناه اللغوي قطعاً وهو النداء, وإلا لكان كل من نادى أحداً وسأله شيئاً صار عابداً له.. فالمراد به نداء الله تعالى وسؤاله, فمن دعا مخلوق على أساس أنه قادر على كل شيء, وأنّه المالك الحقيقي كان عابداً له. أمّا من دعاه ليشفع له إلى الله بعد ثبوت أن الله جعل له الشفاعة فلا يكون عابداً ولا فاعلاً ما لا يحل.
        والنتيجة: إن العبادة الاصطلاحية - أي أن يكون الشخص عابداً حقيقة بالمعنى الشرعي للعبادة - يستلزم أن يتوفر شرطان:
        الأول: أن يكون معتقداً بإلوهيته.. فخضوع مثل الخادم والزوجة والجندي والولد, وإن سمّي عبودية لغةً, لكنه لا يسمى عبادة بالمعنى الشرعي لهذه الكلمة.
        الثاني: أن يكون خاضعاً لما يعتقد بإلوهيته.. فمثل الشيطان (لعنه الله) لا يسمى عابداً, رغم أنه مقر بأن الله خالقه وأنه ألهه, لكنه ليس من أهل الخضوع والتذلل لطاعة الله, فلا يسمى عابداً.
        فإذا توفر هذان الشرطان في شخص ما عند توسله وتشفعه ودعاءه, ككونه يعتقد بأن المتوسل به أو المتشفع به أو المستغاث به هو إله مستقل بالملك والتأثير وكان خاضعاً له, سمي ذلك الشخص عابداً لذلك الشيء, وكان كافراً إن كان المتوسل به أو المتشفع أو المستغاث به من المخلوقين... وما عدا ذلك لا يمكن أن يطلق على الشخص المتوسل والمستغيث والمتشفع بالأنبياء والأولياء والتوسط بهم إلى الله في قضاء الحاجات, أنه عابدٌ لهم أو مشركٌ أو ما شابه ذلك, فهذا مما لا تساعد عليه لا اللغة ولا الشرع, ولا سيرة المسلمين منذ صدر الإسلام إلى اليوم

        تعليق


        • #19
          مشاركة طويلة لا ادري هل كتبتها انت ام نستختها من موقع آخر
          المهم مافي دليل على كلامك ابدا على جواز دعاء الاموات, هات لي نص واحد ولا اريد شرح طويل وتأويلات باطلة.
          فالموت لايعني الفناء, ولكن الانتقال الى حياة برزخية ,وما يجوز دعاء ما انتقل الى ذلك الموضع, لانه مثل دعاء المشركين يغوث ويعوق ونسرا, وهم رجال صالحين.

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفضل
            مشاركة طويلة لا ادري هل كتبتها انت ام نستختها من موقع آخر
            المهم مافي دليل على كلامك ابدا على جواز دعاء الاموات, هات لي نص واحد ولا اريد شرح طويل وتأويلات باطلة.
            فالموت لايعني الفناء, ولكن الانتقال الى حياة برزخية ,وما يجوز دعاء ما انتقل الى ذلك الموضع, لانه مثل دعاء المشركين يغوث ويعوق ونسرا, وهم رجال صالحين.

            يا ريت ترفضو ا الحماقة و تقرء مع التامل

            او يقول لواحد ان يقرء لك

            تعليق


            • #21


              بعض الاحيان لو اراد الانسان ان يتوقف الحوار, فيقوم بنسخ ولصق لكتب ومقالات طويلة حتى يضيع الموضوع.
              فحاول ان تضع لي ادلة لها علاقة بالاستدلال على كلامك, وليس ان تبحر في مواضيع مختلفة وتفاصيل اخرى.

              فمثلا الاية (وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُم جَآؤُوكَ فَاستَغفَرُوا اللّهَ وَاستَغفَرَ لَه) قد ذكرناها سابقا وعدت وتستدل بها في موضوعك الطويل, وكذلك تستدل بالكلام عن حياة البرزخ, مع ان الله ذكر ال فرعون انهم يعذبون الان, فالميت لا يعني فناء, ولكن الاستدلال انه مثل الحي لايصلح.

              تعليق


              • #22
                المشاركة الأصلية بواسطة S-AL AMINI
                ما اظن ان تقدر تفهم هذه الامرو التي سنورد و لكن من باب اتمام الحجة لاباس


                هناك جملة أمور يخلط فيها القوم خلطاً ينم عن جهل فظيع بتفسير القرآن الكريم ومفاهيمه, بل جهل كبير بلغهة العرب وآدابها. ونحن هنا سنتعرف معك على هذه الأمور التي يخلط فيها القوم - وبالقدر الذي ذكرته في رسالتك وحوارك مع الطرف الآخر -, وسنجعل ذلك في نقاط:
                النقطة الأولى: دعواه بأنّ دعاء الأموات شرك صريح, وهذا الدليل من القرآن الكريم: (( وَالَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَملِكُونَ مِن قِطمِيرٍ )) (فاطر:13).
                نقول: نحن لا ندعو أمواتاً بل ندعو - (والمراد بالدعاء هنا الطلب بالتشفع) - أحياءً عند ربّهم يرزقون, بدليل قوله تعالى: (( وَلاَ تَحسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَموَاتاً بَل أَحيَاء عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ )) (آل عمران:169).
                وقد ثبت عندنا أن الأئمة (عليهم السلام) بالإضافة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليها السلام) قد قضوا شهداء (وهذا البحث محل أثباته مكان آخر), الأمر الذي يعني أنهم من الأحياء الذين هم عند ربهم يرزقون بنص هذه الآية,ومن لوازم الحياة السمع والبصر والإدراك, وهذا المعنى قد نصّت عليه نفس الآية الكريمة والآية التي بعدها بذكرها الأفعال الإدراك: (يُرزَقُونَ), (فَرِحِينَ), (يَستَبشِرُونَ), بل قوله تعالى: (( يَستَبشِرُونَ بِالَّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مِّن خَلفِهِم )) (آل عمران:170), نص في إدراك أحوال من خلفوهم في الحياة الدنيا, وهو دحض لكل دعاوى عدم السماع, وعدم الإدراك التي يتبجح بها القوم مستدلين بذلك بآيات وردت في خصوص دعاء المشركين لأصنامهم, والتي هي بعيدة كل البعد عن توسل المؤمنين بأهل البيت (عليهم السلام) هذا أولاً.
                وثانياً: لقد ثبت بنص قرآني جواز التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيّاً وميّتاً, وهو قوله تعالى: (( وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُم جَآؤُوكَ فَاستَغفَرُوا اللّهَ وَاستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً )) (النساء:64).
                فهذه الآية تحث على المجيء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ظلم النفس, واستغفار الله عنده, واستغفار الرسول (ص) للجائي, ليتحقق الجزاء وهو وجدان الله تواباً رحيماً..
                والحضور عنده (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس معناه حضوراً جامداً من غير كلام ولا سؤال, بل هو صريح في طلب الاستغفار لهم من عند الله سبحانه وتعالى, وهذا المعنى يتضمنه مدلول الفعل (استَغفَرَ) المصاغ على وزن (استفعل) للطلب, (أنظر مغني اللبيب - لأبن هشام الأنصاري 2/523). فالرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يطلب لهم المغفرة لمجرد حضورهم الشكلي ما لم يفصحوا عن نيتهم ويعترفوا بذنبهم ويطلبوا من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسأل الله لهم بالمغفرة وقوله تعالى (( فَاستَغفَرُوا اللّهَ )) صريح في طلب المغفرة وسؤالها, وكذلك معنى قوله: (( استَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ )), يكون صريحاً في الطلب من النبي (ص) وسؤاله بأن يسأل الله لهم بالمغفرة فيكون شفيعهم في هذا الطلب, وقد يقول القائل : إن المراد من قوله (( استَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ )) إنهم قد أذنبوا ذنباً في حق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنهم يأتون ليطلبوا من الرسول(ص)أن يغفر لهم.
                قلنا: أنه لو كان الأمر كذلك, للزم أن يقول: وغفر لهم الرسول.لا: أستغفر لهم الرسول. لأن (استغفر) معناه طلب لهم المغفرة.. وهذا المعنى واضح, ولا موجب للمغالطة فيه.
                فإن قلت: هذا المعنى يختص بحياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), وأمّا بعد مماته فلا يجوز ذلك.
                قلنا: منشأ عدم الجواز ما هو؟ هل تريد أنه مستفاد من نفس الآية الكريمة, كيف وهي تدل على خلاف ذلك فقد فهم منها العلماء العموم في الحالتين, أي حالة الحياة وحالة الممات.
                قال تقي الدين السبكي الشافعي - من أعلام الشافعية - في سياق حديثه عن الآية الكريمة: ((الآية وإن وردت في أقوام معينين في حالة الحياة, فتعم بعموم العلة كل من وجد فيه ذلك الوصف في الحياة وبعد الموت)).
                ولذلك فهم العلماء من الآية العموم في الحالتين, واستحبوا لمن أتى إلى قبره (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتلو هذه الآية, ويستغفر الله تعالى.
                وحكاية العتبي في ذلك مشهورة, وقد حكاها المصنفون في المناسك من جميع المذاهب, والمؤرخون, وكلهم أستحسنوها, ورأوها من آداب الزائر, وما ينبغي له أن يفعله, وقد ذكرناها في أواخر الباب الثالث. (شفاء السقام/181).
                وأما حكاية العتبي فقد رواها النووي في (المجموع), ناقلاً استحسان العلماء لها, قال في بيان ما يستحب أن يقول من يزور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ وقف أمام القبر الشريف مخاطباً رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), ما نصه: ((ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربّه سبحانه وتعالى, ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا - يعني الشافعية - عن العتبي مستحسنين له, قال: كنت جالساً عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله, سمعت الله يقول: (( وَلَو أَنَّهُم إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُم جَآؤُوكَ فَاستَغفَرُوا اللّهَ وَاستَغفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً )) (النساء:64), وقد جئتك مستغفراً من ذنبي, مستشفعاً بك إلى ربي, ثم أنشأ يقول:

                يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ***** فطاب من طيبهن القاع والأكم
                نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ***** فيه العفاف وفيه الجود والكرم))
                (المجوع 8/274).

                بل لنا أن نثبت جواز الاستغاثة بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد مماته, من غير هذه الآية... روى ابن حجر في (فتح الباري 2/465), قال: ((روى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن أبي صالح السمان عن مالك الدار وكان خازن عمر, قال: أصاب الناس قحط شديد في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. فأتي الرجل في المنام فقيل له: (أئتِ عمر وأقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون)).. انتهى.
                فهذا الفعل حصل في زمن عمر بن الخطاب, وبمحضر من الصحابة وقد علموا به, ولم ينكروا على صاحبه هذا الفعل, وهذا يعني أقرار منهم له, وهو يدل على أجماع سكوتي منهم, فيكون حجّة في حق من يرى حجية هذا الإجماع.
                بل ورد هناك توسل وتشفع بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسند صحيح رواه حفاظ أهل السنة, في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد مماته, وإليك الحادثتين:
                التوسل والتشفع به (صلى الله عليه وآله وسلم) حال حياته الشريفة:
                روى الترمذي في أبواب الدعاء من جامعه بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أدع الله أن يعافيني قال: (إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك), قال: فادعه, قال (فأمره أن يتوضاً فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليه بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفّعه فيّ), قال الترمذي: حديث حسن صحيح (5:229).
                ففي هذا الحديث الدلالة واضحة على التوسل, والتشفع, ودعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - أي مناداته (صلى الله عليه وآله وسلم) وطلب شفاعته - ؛ إذ قوله: يا محمد أني أتوجه بك إلى ربي, صريح في مناداته (صلى الله عليه وآله وسلم)التي يسميها القوم دعاءً, وقوله: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة, صريح في التوسل, وقوله: اللهم فشفعه فيَّ, صريح في التشفع, فقد جمعت هذه الحادثة الأمور الثلاثة: التوسل والتشفع والمناداة - التي يسميها القوم دعاءً -.
                وأما سند الحديث, فقد نصَّ الترمذي - كما تقدم - على صحته, وقال الطبراني بعد ذكر طرق الحديث: والحديث صحيح (أنظر المعجم الصغير 1/183).
                وكذا نقل تصحيح الطبراني ووافقه الحافظ الهيثمي في باب صلاة الحاجة من مجمع الزوائد (أنظر مجمع الزوائد - للهيثمي - 2/279).
                وكذلك رواه الحاكم في عدة مواضع من (المستدرك على الصحيحن: 1/458- 519, 707) وصححه على شرط الشيخين, ووافقه الذهبي عليه, ووافقه على تصحيح الحديث أيضاً النووي في باب أذكار صلاة الحاجة من كتاب الأذكار, والحافظ في أمالي الأذكار, والحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى, ونقل تصحيحه عن الترمذي والحاكم والحافظ أبي عبد الله المقدسي صاحب المختارة, وغيرهم.
                وبالجملة فالحديث صحيح بإجماع الحفاظ, لا مطعن فيه ولا مغمز.
                ودلالته على التوسل والتشفع والدعاء المباشر للتوسل به أو المتشفع واضحة.
                وقد أستدلَّ حافظ المغرب المحدّث أبو الفضل الغماري في كتابه (الرد المحكم المتين) على جواز التوسل بهذا الحديث من أثني عشر وجهاً, فراجع ثمّة.
                وأما التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والتشفع به والاستغاثة, بمعنى منادته في قضاء الحاجة, بعد موته (صلى الله عليه وآله وسلم), فقد دلَّ عليه نفس الخبر الذي رواه عثمان بن حنيف بالسند الصحيح المتقدم:
                بأن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له, وكان عثمان لا يلتفت إليه في حاجته, فشكا ذلك إلى عثمان بن حنيف فقال له أئتِ الميضأة فتوضأ ثم أئتِ المسجد فصل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبي الرحمة, يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي, وتذكر حاجتك.
                فصنع الرجل ما قال له عثمان بن حنيف, ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله وقال ما حاجتك فذكر حاجته فقضاها له, ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة, وقال: ما كانت لك من حاجة فأئتنا, ثم أن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليَّ حتى كلمته في.
                فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره.. (الحديث).
                رواه الطبراني وصححه بعد ذكر الطرق التي روي فيها, وأقره الهيثمي عليه (أنظر مجمع الزوائد 2/279.
                وأنظر في هذا الجانب ما ذكرناه على موقعنا في حرف التاء/ التوسل/ السؤال الخاص: هل هناك فرق بن الحي والميت؟

                النقطة الثانية: تباين حقيقة الشرك عن حقيقة التوسل والتشفع والاستغاثة لغة وشرعاً.
                ينبغي أن يُعلم أن حقيقة الإشراك في اللغة تباين حقيقة كل من التوسل والاستغاثة والدعاء, لأنَّ الإشراك معناه اعتقاد شريك مع الله في الإلوهية, وهو كفر - تعالى الله عن ذلك علّواً كبيراً - ولهذا فسّر كثير من أهل اللغة الإشراك بالكفر, لأنّه كفر بالله وجحد لوحدانيته.
                وأمّا التوسل فهو التقرب إلى الغير, يقال توسّل فلان بكذا إذا تقرب إليه بشيء, والوسيلة ما يتقرب به, ومنه قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ )) (المائدة:35), وقوله تعالى: (( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ )) (الإسراء:57).
                والاستغاثة معناها طلب الغوث والنجدة, قال تعالى: (( فَاستَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِن عَدُوِّهِ )) (القصص:15), أي طلب أغاثته ونجدته.
                والدعاء معناه النداء وطلب الإقبال, يقال دعا فلاناً إذا ناداه طالباً إقباله عليه, ومنه: (( لاَ تَجعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَينَكُم كَدُعَاء بَعضِكُم بَعضاً )) (النور:63).
                ودعا الله ناداه بابتهال وخضوع, ومنه: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )) (البقرة:186).
                نقول: فإذا كانت هذه الحقائق متباينة, فكيف ساغ للقوم - الوهابية ومن يدور في فلكهم - أن يجعلوها بمعنى واحد, ولا يفرّقون بين معانيها لغةً وشرعاً, هذا أولاً.
                وثانياً: إن الإشراك الذي حصل من المشركين الذين ذمّهم القرآن هو عبادتهم للأنبياء والملائكة والأولياء بناءاً على اعتقادهم فيهم أنهم يشاركون الله في الإلوهية, وأنَّ لهم تأثيراً مستقّلاً في الأشياء, لذلك ترى القرآن في معرض الرد عليهم يقرر دلائل وحدانية الله وانفراده بالإلوهية, وأنّه المنفرد بالإيجاد والإبداع, ولو ذهبنا نسرد الآيات في ذلك لطال بنا المقام وخرجنا إلى حد الإملال, لأنَّ ما في القرآن مما يتعلق بالتوحيد والرد على المشركين كله في هذا المعنى, وهو كثير, ومع ذلك لا تجد فيه أشارة إلى التوسل والتشفع والاستغاثة, بالشكل الذي يفعله المسلمون اليوم وقبل اليوم, لأنّه لم يكن من عمل المشركين ولا كان معروفاً لهم, فبطل أن يكون داخلاً في تلك الآيات لابالعموم ولا بالخصوص ولا بنوع من أنواع الدلالات.
                وثالثاً: إنَّ الآيات التي ذمّت عُباد الأصنام إذا قلنا بعموم تناولها لأهل التوسل والتشفع والاستغاثة - كما يقول الوهابية - فلا يخلو حالها من أحد أمرين, إما أن تتناولهم حقيقة أو مجازاً. والأول لا سبيل إليه لنا, لانّا بيّنا في أشارة سابقة أنّ حقيقة الإشراك تباين حقيقة التوسل والتشفع والدعاء, فلم يبق إلا الثاني وهو باطل لأمرين:
                الأول: إنَّ المجاز لا بد له من علاقة وقرينة وهما مفقودتان هنا.
                الثاني: إن تلك الآيات قد استعملت في معناها الحقيقي الذي هو الإشراك بالله, كما بينا في الأمر الثاني من هذه النقطة, فلا يجوز استعمالها أيضاً في المعنى المجازي الذي هو التوسل والتشفع وما في معناهما, لأنَّ المقرر في علم الأصول أنَّ اللفظ لا يجوز استعماله في الحقيقة والمجاز معاً, هذا مذهب جمهور أهل العربية, وجميع الحنفية ومحققي الشافعية وجمع من المعتزلة, قال الشوكاني وهو الحق, ودلائل هذا القول مبسوطة في كتب الأصول والبيان فلا نطيل الكلام بذكرها.

                النقطة الثالثة: تحقيق معنى العبادة
                من الأمور التي التبست على الوهابية, أو بالأحرى لبّسوها على أنفسهم, وأرادوا أن يلبّسوها على الآخرين أيضاً, وإن لم تكن هي كذلك, مسألة أن من توسل أو تشفع أو استغاث بولي من أولياء الله من الأموات أصبح عابداً له, صار مشركاً بالله..
                وقد بينا سابقاً الفرق بين المعاني التي تدل عليها هذه الألفاظ: الشرك, التوسل, التشفع, الاستغاثة, الدعاء.. وفي هذه النقطة نريد أن نبين معنى العبادة.. وهل حقّاً أن كل من نادى شخصاً ليس من أهل الدنيا كأن يكون نبيّاً أو إماماً أو وليّاً صالحاً من أولياء الله, صار عابداً له؟!
                وفي هذا الجانب نقول: إن العبادة تعني في اللغة الذل والخضوع.. ومن ذلك قولهم: بعير معبد أي مذلل, وطريق معبد, أي مسلوك مذلل.. ونقلت في الشرع إلى معنى جديد كغيرها من الألفاظ المنقولة كالصلاة والصيام والزكاة والحج, التي كانت في اللغة لمطلق الدعاء والإمساك والنمو والقصد..
                فالعبادة بمعناها اللغوي الذي هو مطلق الذل والخضوع والانقياد ليس شركاً ولا كفراً قطعاً, وإلاّ لزم الكفر للناس جميعاً من لدن آدم إلى يومنا هذا.. لأنّ العبادة بمعنى الطاعة والخضوع لا يخلو منها أحد فيلزم كفر المملوك والزوجة والخادم والولد والأجير والرعية والجنود.
                بل وكفر الأنبياء لأطاعتهم آبائهم وخضوعهم لهم, وقد أوجب الله سبحانه طاعة الأبوين وخفض الجناح لهما, وقال لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (( وَاخفِض جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ )) (الشعراء:215).
                وأوجب طاعة العبيد لمواليهم وسماهم عبيداً, وطاعة الأنبياء, وجعل نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى بالمؤمنين من أنفسهم, وأمر بطاعته وإطاعة أولي الأمر منا وقرنها بإطاعته تعالى إلى غير ذلك..
                كما ورد في الشرع أن العاصي عبد الشيطان, وأنه عبد الهوى, وأن الإنسان عبد الشهوات, وأن من أصغى إلى ناطق فقد عبده.
                وورد إطلاق العبادة على دعاء الله في القرآن بقوله: (( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) (غافر:60).
                وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (الدعاء مخ العبادة).
                ولكن ليس المراد بالدعاء هنا معناه اللغوي قطعاً وهو النداء, وإلا لكان كل من نادى أحداً وسأله شيئاً صار عابداً له.. فالمراد به نداء الله تعالى وسؤاله, فمن دعا مخلوق على أساس أنه قادر على كل شيء, وأنّه المالك الحقيقي كان عابداً له. أمّا من دعاه ليشفع له إلى الله بعد ثبوت أن الله جعل له الشفاعة فلا يكون عابداً ولا فاعلاً ما لا يحل.
                والنتيجة: إن العبادة الاصطلاحية - أي أن يكون الشخص عابداً حقيقة بالمعنى الشرعي للعبادة - يستلزم أن يتوفر شرطان:
                الأول: أن يكون معتقداً بإلوهيته.. فخضوع مثل الخادم والزوجة والجندي والولد, وإن سمّي عبودية لغةً, لكنه لا يسمى عبادة بالمعنى الشرعي لهذه الكلمة.
                الثاني: أن يكون خاضعاً لما يعتقد بإلوهيته.. فمثل الشيطان (لعنه الله) لا يسمى عابداً, رغم أنه مقر بأن الله خالقه وأنه ألهه, لكنه ليس من أهل الخضوع والتذلل لطاعة الله, فلا يسمى عابداً.
                فإذا توفر هذان الشرطان في شخص ما عند توسله وتشفعه ودعاءه, ككونه يعتقد بأن المتوسل به أو المتشفع به أو المستغاث به هو إله مستقل بالملك والتأثير وكان خاضعاً له, سمي ذلك الشخص عابداً لذلك الشيء, وكان كافراً إن كان المتوسل به أو المتشفع أو المستغاث به من المخلوقين... وما عدا ذلك لا يمكن أن يطلق على الشخص المتوسل والمستغيث والمتشفع بالأنبياء والأولياء والتوسط بهم إلى الله في قضاء الحاجات, أنه عابدٌ لهم أو مشركٌ أو ما شابه ذلك, فهذا مما لا تساعد عليه لا اللغة ولا الشرع, ولا سيرة المسلمين منذ صدر الإسلام إلى اليوم

                الحماقة مانعة ان يرون الحق وصم بكم عمى

                تعليق


                • #23
                  بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
                  حَمْدَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ, وَ صَلِّ الْلَّهُمَّ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَ آَلِهِ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِيْنَ صَلَاةً دَائِمَةً سَرْمَدا وَ لَعْنَةُ الْلَّهِ عَلَىَ اعْدَائِهِمْ إِلَيَّ قِيَامَ يَوْمِ الْدِّيْنِ..

                  هلاً بكَ من جديد ( عبد الرحمن الفضل ) تحت حوار علمي ناجح إنّ شاء الله ..
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفضل
                  وما الفرق بين الاستعاذة والاستغاثة؟؟؟؟

                  فهي كلها تدخل في الاستعانة
                  في النهاية في طلب العون
                  الاستعاذه والاستغاثة تكون للانسان الحي, وهذا امر معلوم
                  واما الميت فلا يمكن.

                  والا ما المانع من القول المشركين : يايعوق ويايغوث ويانسرا اعني في كذا وكذا
                  (طبعا غوث ويعوق ونسرا رجال صالحين)
                  وقول عبده المسيح : ارزقني مالا طيبا واصلح ابني ... الخ

                  فهمتم؟
                  إقرأ مشاركتي جيداً طيبنا , قلتُ رحمكَ الله و ارضاكَ:
                  وكما ذكرتهم أنّ آيات استغاثة تشمل :
                  الرسل و بقية عباد الصالحين و من الخالق الباري ,

                  بعكس استعاذه لا تكون إلا من الخالق الباري وحده , كما كالأتي:
                  (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) _ البقرة ,67_
                  ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) _الدخان/20_
                  ( إني أعوذ بالرحمن) _ مريم/18_
                  ( إني أعيذها بك) _ آل عمران /36_
                  وقوله: ( معاذ الله ) _ يوسف/79_
                  إلا إنّها وردت مرة واحدة مضافة الى غير الله في قوله تعالى :
                  ( وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ).
                  ** ابن عاشور: فإذا حمل العوذ على حقيقته كان المعنى أنه كان رجال يلتجئون إلى الجن ليدفع الجن عنهم بعض الأضرار فوقع تفسير ذلك بما كان يفعله المشركون في الجاهلية إذا سار أحدهم في مكان قفر ووحش أو تعَزب في الرعي كانوا يتوهمون أن الجن تسكن القفر ويخافون تعرض الجن والغيلان لهم وعبثَها بهم في الليل فكان الخائف يصيح بأعلى صوته: يا عَزيز هذا الوادي إني أعوذ بك من السفهاء الذين في طاعتك، فيخال أن الجني الذي بالوادي يمنعه،
                  ** يقول القرطبي:.قوله تعالى :{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادوهُمْ رَهَقاً }
                  أي زاد الجنُّ الإنس «رهقا» أي خطيئة وإثماً؛ قاله ٱبن عباس ومجاهد وقتادة. والرهَق: الإثم في كلام العرب وغِشيان المحارم؛ ورجلٌ رَهِقٌ إذا كان كذلك؛ ومنه قوله تعالى:"ترهقهم ذلة"يونس27يعني اثما.
                  وأضيفت الزيادة إلى الجنّ إذ كانوا سبباً لها. وقال مجاهد أيضاً: «فَزَادُوهُم» أي إن الإنس زادوا الجنّ طغياناً بهذا التعوّذ، حتى قالت الجنّ: سُدنا الإنس والجنّ. وقال قتادة أيضاً وأبو العالية والربيع وٱبن زيد: ٱزداد الإنس بهذا فَرَقاً وخوفاً من الجنّ. وقال سعيد بن جُبير: كفراً.

                  ::
                  ,,
                  ::
                  فـ الجن حين ذاك أحياء و التعوذ فيهم زادهم كفراً و خوفاً, علماً هناك أصناف منهم الخيّر و منهم الشياطين..
                  إذن بعد رؤية ادلة القرآئنية الراسخه:
                  فــ أين التشريع الذي يقول بجوز استعاذه برسل الله سواء حياً أو ميتاً..
                  بأحرى :
                  هل سمعنا أو قرائنا هذه المعوذة:
                  أعوذ برسول الله من شيطان الرجيم.
                  أعوذ برسول الله من شيطان الجن.
                  أو:
                  إذا كانَ قولكَ يخصُ استعاذة بـ أحياءِ التي قلتَ في ردكَ استجارة إذاً لا بأس أنِّ نقولَ:
                  أعوذ بالوالدي من رفقاء السوء ..!!
                  لأنّ يمكنني استجير بالوالدي منهم مادام هو حي
                  _____________________
                  لمعلومية:
                  جاء في حجة المستهل الموضوع أعوذ برسول الله , فيما سبق في مشاركتي بأنّ هنُاك أدلة قرآنية تخص الاستعاذه بالله وحده ولم يورد صحه وجواز انتساب ( أعوذ ) لغيره بعكس استغاثة وردت أيات بإستغاثة بغير الخالق الباري من الرسل و عباد صالحين..
                  مع طِيب الودّ و عطر التحية..

                  تعليق


                  • #24

                    فــ أين التشريع الذي يقول بجوز استعاذه برسل الله سواء حياً أو ميتاً..
                    الاستعاذة تعني طلب العون
                    وطلب العون يجوز في الاحياء ولايجوز في الاموات

                    ولا ادري لماذا هذا الشرح الطويل, فانتي تناقضين بقية الامامية, فافهم من كلاكمك ان الاستعاذة لاتجوز مطلقا لغير الله, واصحابك يقولون انها تجوز لله ولغيره وحتى الاموات!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

                    ونحن في الوسط, نقول انها تجوز في الحي (اي الاستعانه به) ولاتجوز في الميت.
                    فلا ادري لماذا انتم في طريفي نقيض؟؟؟
                    واما الدليل فهو الحديث الصحيح المذكور في المشاركة الاولى.

                    تعليق


                    • #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفضل


                      الاستعاذة تعني طلب العون
                      وطلب العون يجوز في الاحياء ولايجوز في الاموات

                      ولا ادري لماذا هذا الشرح الطويل, فانتي تناقضين بقية الامامية, فافهم من كلاكمك ان الاستعاذة لاتجوز مطلقا لغير الله, واصحابك يقولون انها تجوز لله ولغيره وحتى الاموات!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

                      ونحن في الوسط, نقول انها تجوز في الحي (اي الاستعانه به) ولاتجوز في الميت.
                      فلا ادري لماذا انتم في طريفي نقيض؟؟؟
                      واما الدليل فهو الحديث الصحيح المذكور في المشاركة الاولى.

                      وماالمانع ايها الناصبي الحذق ؟!!


                      تعليق


                      • #26

                        بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
                        حَمْدَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ, وَ صَلِّ الْلَّهُمَّ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَ آَلِهِ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِيْنَ صَلَاةً دَائِمَةً سَرْمَدا وَ لَعْنَةُ الْلَّهِ عَلَىَ اعْدَائِهِمْ إِلَيَّ قِيَامَ يَوْمِ الْدِّيْنِ..

                        طيبَ اللهُم أيامكم و جعلها ربي إليكم أيام فرج و خير و هِبة في البركات..
                        وهلاً بكم وبِـ روحكم المناضلة و المتجهدة في معرفةِ الحق و الحقيقة ..
                        مرحباً بأخ المُكرم ( عبد الرحمن الفضل ) , أتمنى أنّ تكون اليوم بخير و أتمّـ في عافية:
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفضل


                        الاستعاذة تعني طلب العون
                        وطلب العون يجوز في الاحياء ولايجوز في الاموات

                        طيبنا عبد الرحمن لقد سردتُ لكَ معناها و أكدُ لكَ الفروقات و بعد عدتُ بكتابة مشاركتي مرة آخرى لتفهم , لـكن لم أجدُ منك الفكر و العقل الذي أتمناه في محاوريّ
                        طيبنا لا تفتي من كيسكَ بدون أدلة و لا أسانيد ثابته و متوافقة مع الشريعة..
                        من معروف لأغلب المذاهب بأنّ طلب العون تكون في حالتين:
                        1) استغاثة:
                        تتفرع بين الحي و الميت بين الخالق الباري و بين عبد صالح .
                        2) الاستعاذ:
                        تتعوذ من شيء بقصد طلب العون منه وهذا فقط يخص الخالق الباري في لفظه ( أعوذ بالله و باسمائك الحسنى )
                        و كل هذا بأدلة القرآنية لا منازع فيها ..


                        ولا ادري لماذا هذا الشرح الطويل, فانتي تناقضين بقية الامامية, فافهم من كلاكمك ان الاستعاذة لاتجوز مطلقا لغير الله, واصحابك يقولون انها تجوز لله ولغيره وحتى الاموات!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

                        ونحن في الوسط, نقول انها تجوز في الحي (اي الاستعانه به) ولاتجوز في الميت.
                        فلا ادري لماذا انتم في طريفي نقيض؟؟؟
                        واما الدليل فهو الحديث الصحيح المذكور في المشاركة الاولى.
                        لا يوجد تناقض و لا يوجد نقيض في طرفكَ بل يوجد بيننا عدم ادراك و عدم تتدبر وهذا في جانبكَ أنتَ طيبنا عبد الرحمن..
                        أسردت ُأدله على استعاذ بالله فقط لا غيره من عباد سواء أحياء أو أموات رسل أم صالحين..
                        ولذلك إنّ كان رؤيتكَ بأنّ استعاذه تكون لأحياء فأترك تعليقاً عليّ هُنا:
                        إذا كانَ قولكَ يخصُ استعاذة بـ أحياءِ التي قلتَ في ردكَ استجارة إذاً لا بأس أنِّ نقولَ:
                        أعوذ بالوالدي من رفقاء السوء ..!!
                        لأنّ يمكنني استجير بالوالدي منهم مادام هو حي
                        دمتَ بحفظ الحافظ..

                        تعليق


                        • #27

                          الاستعاذه هي مثل الاستجارة التي تجوز في الحي الحاضر, وليس الميت الغائب, مثل الاستغاثه بالاحياء, لانهم يستطيعون فعل ذلك.
                          واما عن المثال المطروح في الاستعاذه بالوالدين من رفقاء السوء, فكيف ذلك؟
                          يعني يذهب الى الوالدين ويقول لهم اعيذوني من رفقاء السوء ... لماذا هل هم يريدون ضربه؟؟؟؟؟؟
                          ويريد الام ان تتدخل لردهم عنه؟؟؟

                          هذا المقصد؟؟؟

                          تعليق


                          • #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفضل



                            ونحن في الوسط, نقول انها تجوز في الحي (اي الاستعانه به) ولاتجوز في الميت.
                            يا عبقري الغباء


                            اذا الاستعانة بغير الله فيه المحظور فلافرق بين الحي و الميت

                            الى اين تذهبون؟

                            تعليق


                            • #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة S-AL AMINI
                              يا عبقري الغباء


                              اذا الاستعانة بغير الله فيه المحظور فلافرق بين الحي و الميت

                              الى اين تذهبون؟
                              الفرق بين الحي والميت مثل الفرق بين الحي والميت.
                              فالاستعانه بالناس مثل : ان تطلب مساعدة في حمل شيء ثقيل او تذهب الى الطبيب لسياعدك على العلاج, او المدرس ليشرح لك مسألة
                              وهذا كله يختلف عن دعاء الاموات مثل ان تدعوا وتقول : يافلان اشفني او اشرح لي صدري او احمل عني 50 كيلو بطاط.

                              قال تعالى (وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ شُرَكَاءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)
                              وقال تعالى (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَبًا )
                              فالاول دعاء غير الله والثاني جواز الاستعانه بالناس الاحياء
                              التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن الفضل; الساعة 02-04-2011, 02:25 PM.

                              تعليق


                              • #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفضل
                                الفرق بين الحي والميت مثل الفرق بين الحي والميت.
                                فالاستعانه بالناس مثل : ان تطلب مساعدة في حمل شيء ثقيل او تذهب الى الطبيب لسياعدك على العلاج, او المدرس ليشرح لك مسألة
                                وهذا كله يختلف عن دعاء الاموات مثل ان تدعوا وتقول : يافلان اشفني او اشرح لي صدري او احمل عني 50 كيلوا بطاط.

                                طلب العون من الميت كرسول الله شنو المحظور فيه عند ابن تيمية و الوهابية ؟

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
                                ردود 13
                                2,137 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة مروان1400
                                بواسطة مروان1400
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                76 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
                                ردود 2
                                343 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X