"أنا يا ربِّ في طريقـي أحثُّ الخـطو نـحو العُلا وأنـتَ العـلاءُ
فاهـدني الـدّربَ، إنَّ خـطوي حيران ودنيـاي حيرةٌ وشقـاءُ
أنا إمَّا جلسْتُ في اللَّيـل ألقـاكَ بقـلبٍ يمـوجُ فـيهِ الصَّـفاءُ
كصـباحٍ تُنـوِّرُ الشَّمسُ جفـنيه وتزهـو بجانـحيـهِ السَّمـاءُ
وإذا لفَّـني النَّـهارُ مع الـنّاس، وحنَّـت لرِجْسِـهَا الأهْــوَاءُ
فأنا تائِهٌ قدْ يجمحُ الـخطـو، وقـد يحـجـب الضِّـياء بـلاءُ
سرعةٌ في اللِّسان قد يحجب التفكير فيها ـ مع الضجـيج هـراءُ
واضطرابٌ في فكرةٍ لستُ أدري كيف غشَّى نجوى هُدَاها الغشاءُ
وإذا بـي وقـد حمـلْتُ ذنوبي فوقَ ظـهري ـ يقودُني الإعياءُ
ويعـودُ المـساءُ فالـقَلبُ في نـجواكَ حـُرٌّ وفي الـشِّفاهِ نداءُ
وإذا بالحـَياءِ يُلـجِمُ نـجواي فهـل شـافعٌ لـديكَ الـحَياءُ؟"
"أنا راجٍ غفران ذنبي وإن ضجَّ ـ بنتنِ الذنوبِ منّـي ـ الـفَضَاءُ
وأنا منْ أنا... سوى الفقرِ للرحـمةِ والعفو حسبُ قلبي الرَّجـاءُ
أنت ربّي وقد صـنعت بنعمـاك كيـاني.. وفاضـت النَّعمـاءُ
واستمرَّ الجحودُ منّي ولم أشكرْ، فهـل لي إليـك درب مضـاءُ
أنـت يا ربِّ عـالمٌ بجراحـاتي، خبـيرٌ بـما يجـنُّ الـخفاءُ"
"وأنـا راجـعٌ إليـكَ بقـلـبي، إنَّ قلـبي صحـيفةٌ بيـضاءُ
فإذا شئتَ أن تُعـذّبَ جـسمي بغـواياته، فحـسبي الـدُّعاءُ
دَعْ لساني يدعوك ـ يا ربّ ـ وافعلْ بي ما شئت فالدُّعاءُ هَناءُ"
تعليق