يتبع ان شا ءالله
X
-
عن حاطب بن أبي بلتعة مرفوعاً
: «مَنْ زارني بعد موتي فكأنَّما زارني في حياتي، ومَنْ مات في أحد الحرمين بُعث يوم القيامة من الامنين»
، أخرجه:
1 ـ الحافظ أبو الحسن الدار قطني المتوفّى 385هـ، في «السنن
2 ـ الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى 458هـ .
3 ـ الحافظ ابن عساكر الدمشقي المتوفّى 571هـ.
4 ـ الحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي المتوفّى 648هـ.
5 ـ الحافظ أبو محمَّد عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى 705هـ.
6 ـ أبو عبد الله العبدري المالكي ابن الحاجّ المتوفّى 737هـ، في «المدخل».
7 ـ تقيُّ الدين السبكي المتوفّى 756هـ، في «شفاء السقام 9:25».
8 ـ الشيخ شعيب الحريفيش المتوفّى 801هـ، في «الروض الفائق 2: 137».
9 ـ نور الدين السمهودي المتوفّى 911هـ، في «وفاء الوفاء 2: 399».
10 ـ أبو العبّاس القسطلاني المتوفّى 923هـ، في «المواهب اللدنيَّة» عن البيهقي.
11 ـ الجراحي العجلوني المتوفّى 1162هـ، في «كشف الخفاء 2: 551»، عن ابن عساكر والذهبي، وحكى عن الاخير إنَّه قال: إنَّ هذا الحديث من أجود أحاديث الباب إسناداً.
12 ـ الشيخ محمَّد الشوكاني المتوفّى 1250هـ، في «نيل الاوطار 4: 325».
13 ـ الشيخ محمَّد بن درويش الحوت البيروتي المتوفّى 1276هـ، في «حسن الاثر: 246».
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
تتمة
عن عبدالله بن عمر مرفوعاً:
«مَنْ حجَّ حجَّة الاسلام وزار قبري، وغزا غزوةً وصلّى عليَّ في بيت المقدس، لم يسأله الله
عزَّ وجلَّ فيما إفترض عليه
أخرجه الحافظ محمَّد بن الحسين بن أحمد أبو الفتح الازدي المتوفّى 374هـ، في فوائده،
ورواه عنه الحافظ السلفي أبو طاهر الاصبهاني المتوفّى 576هـ، بإسناده، وأخرجه بالطريق المذكور تقيُّ الدين السبكي المتوفّى 756هـ، في «شفاء السقام: 25»
، وذكره السيِّد السمهودي المتوفّى 911هـ، في «وفاء الوفاء 2: 400»، والشيخ محمَّد بن علي الشوكاني المتوفّى 1250هـ، في «نيل الاوطار 4: 326».
عن أبي هريرة مرفوعاً:
«مَنْ زارني بعد موتي فكأنَّما زارني وأنا حيُّ، ومَنْ زارني كنتُ له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة»
، أخرجه:
1 ـ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه المتوفّى 416هـ.
2 ـ الحافظ أبو سعد أحمد بن محمَّد بن الحسن الاصبهاني المتوفّى 540هـ.
3 ـ أبو الفتوح سعيد بن محمَّد اليعقوي في فوائده سنة 552.
4ـالحافظ أبوسعدعبدالكريم السمعاني الشافعي المتوفّى 562 هـ.
5 ـ ابن الانماطي إسماعيل بن عبدالله الانصاري المالكي المتوفّى 619هـ.
6 ـ تقيُّ الدين السبكي المتوفّى 756هـ، في «شفاء السقام: 26».
7 ـ السيِّد نور الدين السمهودي المتوفّى 911هـ، في «وفاء الوفاء 2: 400».
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
عن أنس بن مالك مرفوعاً:
«مَنْ زارني بالمدينة مُحتسباً كنت له شفيعاً»
.
وفي رواية اُخرى عنه أيضاً:
«مَنْ مات في أحد الحرمين بُعث من الامنين يوم القيامة، ومَنْ زارني مُحتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة».
وفي لفظ ثالث له زيادة:
«وكنتُ له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة».
أخرجته اُمَّةٌ من الحفّاظ.
، منهم:
1 ـ ابن أبي فُديك محمَّد بن إسماعيل المتوفّى 200هـ.
2 ـ ابن أبي الدنيا أبو بكر القرشي المتوفّى 281هـ.
3 ـ الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفّى 405هـ .
4 ـ الحافظ أبوبكرالبيهقي المتوفّى 458هـ، في «شعب الايمان»
5 ـ القاضي عياض المالكي المتوفّى 544هـ، في «الشفاء»
.
6 ـ الحافظ عليُّ بن الحسن، الشهير بابن عساكر، المتوفّى 571هـ.
7 ـ الحافظ ابن الجوزي المتوفّى 597هـ، في «مثير الغرام الساكن».
8 ـ الحافظ عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى 705هـ.
9 ـ أبو عبدالله العبدري المالكي ابن الحاجّ المتوفّى 737هـ، في «المدخل 1: 261».
10 ـ شمس الدين أبو عبدالله الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن القيِّم الجوزيَّة المتوفّى 751هـ، في «زاد المعاد 2: 47».
11 ـ تقيُّ الدين السبكي المتوفّى 756هـ، في «شفاء السِّقام: 27».
12 ـ السيِّد نور الدين السَّمهودي المتوفّى 911هـ، في «وفاء
الوفاء 2: 400».
13 ـ أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاني المتوفّى 923هـ، في «المواهب اللدنيَّة».
14 ـ جلال الدين السيوطي المتوفّى 911هـ، في «الجامع الكبير» كما في ترتيبه 8: 99.
15 ـ الشيخ عبد الرَّحمن شيخ زاده المتوفّى 1078هـ، في «مجمع الانهر 1: 157»، بلفظ:«مَنْ زارني إلى المدينة متعمِّداً كان في جواري إلى يوم القيامة».
16 ـ الشيخ محمَّد الشوكاني المتوفّى 1250هـ، في «نيل الاوطار 4: 326».
17 ـ أبو عبدالله الزرقاني المالكي المتوفّى 1122هـ، في «شرح المواهب 8: 299».
18 ـ الجراحي العجلوني المتوفّى 1162هـ، في كشف الخفاء 2: 251.
19 ـ السيِّد أحمد الهاشمي في مختار الاحاديث النبويّة: 169.
20 ـ السيِّد محمَّد بن عبدالله الدمياطي الشافعي المتوفّى 1307هـ، في «مصباح الظلام 2: 144».
21 ـ الشيخ منصور علي ناصف في «التاج 2: 216».
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
عن أنس بن مالك مرفوعاً
:«مَنْ زارني ميِّتاً فكأنَّما زارني حيّاً، ومَنْ زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة، وما مِنْ أحد من اُمَّتي له سعة ثمَّ لم يزرني فليس له عذرٌ»،
أخرجه:
1 ـ الحافظ أبو عبدالله محمَّد بن محمود إبن النجّار المتوفّى 643هـ، في كتابه «الدرَّة الثمينة في فضائل المدينة».
2 ـ تقيُّ الدين السبكي المتوفّى 756هـ، في «شفاء السِّقام: 28».
3 ـ الحافظ زين الدين العراقي المتوفّى 806هـ، أشار إليه كما في «المواهب».
4 ـ السيِّد نور الدين السمهودي المتوفّى 911هـ، في «وفاء الوفاء 2: 400».
5 ـ أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاني المتوفّى 923هـ، في «المواهب اللدنيَّة».
6 ـ العجلوني المتوفّى 1162هـ، في «كشف الخفاء 3: 278».
---\
عن عليّ أمير المؤمنين مرفوعاً وغير مرفوع:
«مَنْ زار قبري بعد مماتي فكأنَّما زارني في حياتي، ومَنْ لم يزر قبري فقد جفاني» ،
أخرجه:
1 ـ أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر الحسني في كتابه
«أخبار المدينة».
2 ـ أبو سعيد عبد الملك بن محمَّد النيسابوري الخر كوشي المتوفّى 406هـ، في «شرف المصطفى».
3 ـ الحافظ ابن عساكر المتوفّى 571هـ.
4 ـ الحافظ أبو عبد الله ابن النجّار المتوفّى 643هـ
، في كتاب «الدرَّة الثمينة».
5 ـ الحافظ عبد المؤمن الدمياطي المتوفّى 705هـ.
6 ـ تقيُّ الدين السبكي المتوفّى 756هـ، في «شفاء السّقام: 29».
7 ـ الشيخ شعيب الحريفيش المتوفّى 801هـ،
في «الروض الفائق 2: 137».
8 ـ السيّد نور الدين السمهودي المتوفّى 911هـ، في
«وفاء الوفاء 2: 401».
9 ـ زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفّى 1031هـ
، في «كنوز الحقائق: 141».
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
تتمة
الاحاديث في الحث على الزيارة متواترة
و نختصر بذكر الاحاديث فقط:
عن بكر بن عبدالله مرفوعاً
: «مَنْ أتى المدينة زائراً لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة،
ومَنْ مات في أحد الحرمين بُعث آمناً».
عن عبدالله بن عمر مرفوعاً:
«مَنْ زارني بعد موتي فكأنّما زارني في حياتي»
عن ابن عبّاس مرفوعاً:
«مَنْ حجَّ إلى مكّة ثمَّ قصدني في مسجدي كُتبت له حجّتان مبرورتان».
عن رجل من آل الخطَّاب مرفوعاً:
«مَنْ زارني متعمِّداً كان في جواري يوم القيامة، ومَنْ مات في أحد الحرمين بعثه الله في الامنين [من الامنين]» وزاد الشحامي عقب قوله [يوم القيامة]:
«ومَنْ سكن المدينة وصبر على بلائها كنتُ له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة
عن عبدالله بن عمر مرفوعاً:
«مَنْ زارني إلى المدينة كُنتُ له شهيداً وشفيعاً
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«مَنْ زارني بعد وفاتي وسلّم عليَّ ردّدتُ عليه السَّلام عشراً، وزاره عشرة من الملائكة، كلّهم يسلّمون عليه، ومَنْ سلّم عليَّ في بيته ردَّ الله تعالى عليَّ روحي حتّى اُسلّم عليه
مرفوعاً عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)
:«لا عُذرَ لمن كان له سعة من اُمَّتي ولم يزرني».
عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
:«مَنْ زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)كان في جوارهِ».
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
كلمات أعلام المذاهب الاربعة
حول زيارة النبيِّ الاقدس (صلى الله عليه وآله وسلم)
وهي أربعون كلمة:
1 ـ قال أبو عبدالله الحسين بن الحسن الحليمي الجرجاني الشافعي المتوفّى 403هـ،
في كتابه (المنهاج في شعب الايمان) بعد ذكر جملة من تعظيم النبيِّ: فأمّا اليوم فمِن تعظيمه زيارته.
2 ـ قال أبو الحسن أحمد بن محمَّد المحاملي الشافعي المتوفّى 425هـ، في «التجريد»:
ويستحبُّ للحاجِّ إذا فرغ من مكّة أن يزور قبر النبيِّ
(صلى الله عليه وآله وسلم).
3 ـ قال القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبدالله الطبري المتوفّى
450هـ:
ويستحبّ أن يزور النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
بعد أن يحجَّ ويعتمر.
4 ـ قال أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي المتوفّى 450هـ،
في «الاحكام السلطانيَّة: 105»:
فإذا عاد [وليُّ الحاجِّ ]سار بهم على طريق المدينة لزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
ليجمع لهم بين حجّ بيت الله عزَّوجلَّ وزيارة قبر رسول الله،
رعايةً لحرمته وقياماً بحقوق طاعته،
وذلك وإن لم يكن من فروض الحجِّ فهو من مندوبات الشرع المستحبَّة،
وعبادات الحجيج المُستحسنة.
وقال في الحاوي
: أمّا زيارة قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فمأمورٌ بها ومندوبٌ إليها.
5 ـ حكى عبد الحقِّ بن محمَّد الصقيلي المتوفّى 466هـ، في كتابه
[تهذيب الطالب ]عن الشيخ أبي عمران المالكي أنَّه قال
: إنَّما كره مالك أن يُقال:
زرنا قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
; لانَّ الزيارة مَن شاء فعلها ومَن شاء تركها
،وزيارة قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)واجبةٌ.
قال عبد الحقِّ:
يعني من السنن الواجبة [في «المدخل 1: 256» ]
يريد وجوب السنن المؤكّدة.
6 ـ قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الشيرازي الفقيه الشافعي
المتوفّى 476هـ، في «المهذَّب»:
ويستحبُّ زيارة قبر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم .
7 ـ قال أبو الخطّاب محفوظ بن أحمد الكلوداني،
الفقيه البغدادي الحنبلي،
المتوفّى 510هـ، في كتاب «الهداية»:
وإذا فرغ من الحجِّ استحبَّ له زيارة قبر النبيِّ
(صلى الله عليه وآله وسلم) وقبر صاحبيه.
8 ـ قال القاضي عياض المالكي المتوفّى 544هـ، في «الشفاء»
: وزيارة قبره (صلى الله عليه وآله وسلم)
سُنَّةٌ مجمعٌ عليها،
وفضيلةٌ مُرغَّبٌ فيها.
ثمَّ ذكر عدّة من أحاديث الباب فقال:
قال إسحاق بن إبراهيم الفقيه:
وممّا لم يزل مِنْ شأن مَنْ حجَّ المزور بالمدينة
، والقصد إلى الصَّلاة في مسجد رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)،
والتبرّك برؤية روضته ومنبره وقبره ومجلسه
وملامس يديه ومواطن قدميه والعمود الذي إستند إليه
ومنزل جبريل بالوحي فيه عليه
، ومَنْ عمره وقصده من الصحابة وأئمَّة المسلمين;
والاعتبار بذلك كلّه .
9 ـ قال ابن هبيرة المتوفّى 560هـ، في كتاب «إتِّفاق الائمَّة»
: إتَّفق مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل
رحمهم الله تعالى
على أنَّ زيارة النبيِّ
(صلى الله عليه وآله وسلم)مستحبة «المدخل،
لابن الحاجّ 1:256».
10 ـ عقد الحافظ إبن الجوزي الحنبلي المتوفّى 597هـ،
في كتابه «مثير الغرام الساكن إلى أشرف الاماكن
» باباً في زيارة قبر النبيِّ
(صلى الله عليه وآله وسلم)
وذكر حديثي ابن عمر وأنس المذكورين في أحاديث الباب.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
11 ـ قال أبو محمَّد عبد الكريم بن عطاء الله المالكي المتوفّى 612هـ، في مناسكه:
فصلٌ:
إذا كمل لك حجّك وعمرتك على الوجه المشروع،
لم يبق بعد ذلك
إلاّ إتيان مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)للسَّلام على النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، والدعاء عنده،
والسَّلام على صاحبيه، والوصول إلى البقيع وزيارة مافيه من قبور الصحابة والتابعين، والصَّلاة في مسجد الرَّسول، فلا ينبغي للقادر على ذلك تركه.
12 ـ قال أبو عبدالله محمَّد بن عبدالله بن الحسين
السامري الحنبلي،
المعروف بابن أبي سنينة المتوفّى 616هـ، في كتاب «المستوعب»: باب زيارة قبر الرَّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
. وإذا قدم مدينة
الرَّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) استحبَّ له أن يغتسل لدخولها. ثمَّ ذكر أدب الزيارة،
وكيفيَّة السّلام والدُّعاء والوداع.
13 ـ قال الشيخ موفّق الدين عبدالله بن أحمد بن
قدامة المقدسي الحنبلي المتوفَّي 620هـ، في كتابه المغني
فصلٌ:
يستحبُّ زيارة قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)،
ثمَّ ذكر حديثَي ابن عمر وأبي هريرة من طريق الدار
قطني وأحمد.
14 ـ قال محيي الدين النووي الشافعي المتوفَّي حدود 677هـ،
في «المنهاج» المطبوع بهامش شرحه المغني: ج1، ص494: ويسنُّ شرب ماء زمزم
، وزيارة قبر رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)بعد فراغ الحجّ.
15 ـ قال نجم الدين بن حمدان الحنبلي المتوفّى 695هـ، في «الرّعاية الكبرى»
في الفروع الحنبليَّة:
ويسنّ لمن فرغ عن نسكه زيارة قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وقبر صاحبيه رضي الله عنهما،
وله ذلك بعد فراغ حجِّة وإن شاء قبل فراغه.
16 ـ قال القاضي الحسين:
إذا فرغ من الحجِّ فالسنَّة أن يقف بالملتزم ويدعو
، ثمَّ يشرب من ماء زمزم،
ثمَّ يأتي المدينة ويزور قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم): (الشفاء)
17 ـ قال القاضي أبو العبّاس أحمد السروجي الحنفي المتوفَّي 710هـ، في «الغاية»
: إذا انصرف الحاجّ والمعتمرون
من مكّة فليتوجَّهوا إلى طيبة مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وزيارة قبره،
فإنَّها من أنجح المساعي.
18 ـ قال الامام القدوة إبن الحاجّ
محمَّد بن محمَّد العبدري القيرواني المالكي المتوفّى 737 في [المدخل ]في
فصل زيارة القبور
1: 257 وأمّا عظيم جناب الانبياء والرُّسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيأتي إليهم الزائر
، ويتعيَّن عليه قصدهم من الاماكن البعيدة، فإذا جاء إليهم فليتَّصف بالذلِّ والانكسار والمسكنة،
والفقر والفاقة والحاجة، والاضطرار والخضوع،
ويحضر قلبه وخاطره إليهم وإلى مُشاهدتهم
بعين قلبه لا بعين بصره;
لانّهم لا يبلون ولا يتغيّرون، ثمَّ يثني على الله تعالى بما هو أهله
، ثمَّ يُصلّي عليهم ويترضّى على أصحابهم
، ثمَّ يترّحم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
، ثمَّ يتوسَّل إلى الله تعالى بهم في قضاء مآربه
ومغفرة ذنوبه، ويستغيث بهم، ويطلب حوائجه منهم،
ويجزم بالاجابة ببركتهم، ويقرِّي حسن ظنِّه في ذلك،
فإنَّهم باب الله المفتوح
، وجرتْ سنّته سبحانه
وتعالى بقضاء الحوائج على أيديهم وبسببهم».
ومَنْ عجز عن الوصول فليرسل بالسَّلام عليهم
، ويذكر ما يحتاج إليه من حوائجه ومغفرة ذنوبه
وستر عيوبه إلى غير ذلك، فإنَّهم السّادة الكرام،
والكرام لا يردُّون مَنْ سألهم، ولا مَنْ توسّل بيهم،
ولا مَنْ قصدهم، ولا مَنْ لجأ إليهم.
هذا الكلام في زيارة الانبياء
والمرسلين عليهم الصَّلاة والسَّلام عموماً.
ثمَّ قال
: فصلٌ: وأمّا في زيارة سيِّد الاوَّلين
والاخرين صلوات الله عليه وسلامه،
فكلُّ ما ذكر يزيد عليه أضعافه، أعني في الانكسار
والذلّ والمسكنة; لانَّه الشافع المُشفَّع الذي لا تردُّ شفاعته، ولا يخيب مَنْ قصده، ولا مَنْ نزل بسحاته،
ولا مَنْ استعان أو استغاث به، إذ أنَّه
عليه الصَّلاة والسَّلام قطب دائرة الكمال
وعروس المملكة.
إلى أن قال: فمن توسَّل به،
أو استغاث به،
أو طلب حوائجه منه،
فلا يُردُّ ولا يخيب; لما شهدت به المعاينة والاثار،
ويحتاج إلى الادب الكلِّي في زيارته عليه الصَّلاة والسَّلام، وقد قال علماؤنا رحمة الله عليهم: إنَّ الزائر يشعر نفسه بأنَّه واقفٌ بين يديه عليه الصَّلاة والسَّلام كما هو في حياته،
إذ لا فرق بين موته وحياته، أعني في مشاهدته لاُمّته ومعرفته بأحوالهم ونيّاتهم وعزائمهم
وخواطرهم، ذلك عنده جليٌّ لا خفاء فيه.
إلى أن قال: فالتوسّل به عليه الصَّلاة والسَّلام
هو محلّ حطّ أحمال الاوزار،
وأثقال الذنوب والخطايا; لانَّ بركة شفاعته عليه الصَّلاة والسَّلام وعظمها عند ربّه لا يتعاظمها ذنبٌ
، إذ أنَّها أعظممن الجميع، فليستبشر من زاره،
وليلجأ إلى الله تعالى بشفاعة نبيِّه عليه الصَّلاة
والسَّلام من لم يزره، اللّهمَّ لا تحرمنا من شفاعته
بحرمته عندك آمين ربّ العالمين.
ومَنْ اعتقد خلاف هذا فهو المحروم،
ألم يسمع قول الله عزَّوجلَّ:
(ولو أنَّهم إذ ظلموا أنفسهم جؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرَّسول)
الاية؟
فمَن جاءه ووقف ببابه وتوسّل به وجد الله توّاباً رحيماً
; لانَّ الله مُنزَّهٌ عن خلف الميعاد
، وقد وعد سبحانه وتعالى بالتوبة
لمن جاءه ووقف ببابه وسأله وإستغفر ربّه،
فهذا لا يشكُّ فيه ولا يرتاب إلاّ جاحدٌ للدين معاندٌ لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
19 ـ ألَّفَ الشيخ تقيّ الدين السبكي الشافعي المتوفّى 756هـ،
كتاباً حافلاً في زيارة النبيِّ الاعظم في 187 صحيفة
وأسماه (شفاء السِّقام في زيارة خير الانام)
ردّاً على ابن تيميّة،
وذكر كثيراً من أحاديث الباب،
ثمَّ جعل باباً في نصوص العلماء من المذاهب الاربعة على إستحبابها، وانَّ ذلك مجمعٌ عليه بين المسلمى.
وقال في ص48:
لا حاجة إلى تتّبع كلام الاصحاب في ذلك مع العلم بإجماعهم وإجماع سائر العلماء عليه
، والحنفيّة قالوا: إنَّ زيارة قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)من أفضل المندوبات والمستحبّات
، بل يقرب من
الصفحة 100
درجة الواجبات، وممَّن صرَّح بذلك أبو منصور محمّد بن مكرم الكرماني في مناسكه;
وعبدالله بن محمود بن بلدحي في شرح المختار، وفي فتاوى أبي الليث السمر قندي في باب أداء الحجّ.
وقال في ص59:
كيف يتخيَّل في أحد من السَّلف منعهم من زيارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
وهم مجمعون على زيارة سائر الموتى،
وسنذكر ذلك وما ورد من الاحاديث والاثار في زيارتهم.
وحكى في ص61 عن القاضي عياض
وأبي زكرّيا النووي إجماع العلماء والمسلمين على استحباب الزيارة.
وقال ص63:
وإذا استحبَّ زيارة قبر غيره (صلى الله عليه وآله وسلم)فقبره أولى;
لما له من الحقِّ ووجوب التعظيم.
فإن قلتَ
: الفرق [يعني بين زيارة قبر النبيِّ وغيره ]أنَّ غيره يُزار للاستغفار له;
لاحتياجه إلى ذلك كما فعل النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم)في زيارته أهل البقيع
، والنبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم)مُستغن عن ذلك.
قلتُ:
زيارته (صلى الله عليه وآله وسلم
) إنَّما هي لتعظيمه والتبرُّك به،
ولتنالنا الرَّحمه بصلاتنا وسلامنا عليه،
كما إنّا مأمورون بالصّلاة عليه والتسليم وسؤال الوسيلة
، وغير ذلك ممّا يعلم أنَّه حاصلٌ له
(صلى الله عليه وآله وسلم)بغير سؤالنا،
ولكنَّ النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم)أرشدنا
إلى ذلك لنكون بدعائنا له متعرِّضين للرَّحمة التي رتَّبها الله على ذلك.
فإن قلتَ: الفرق أيضاً أنَّ غيره لا يُخشى فيه محذورٌ،
وقبره (صلى الله عليه وآله وسلم)يُخشى الافراط في تعظيمه أن يُعبد. </SPAN>
الصفحة 101
قلتُ: هذا كلامٌ تقشعرُّ منه الجلود
، ولولا خشية إغترار الجهّال به لماذكرته،
فإنّ فيه تركاً لما دلّت عليه الادلّة الشرعيّة بالاراء الفاسدة الخياليَّة، وكيف تقدّم على تخصيص قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«زوروا القبور»
وعلى ترك قوله:
«مَنْ زار قبري وجبت له شفاعتي»
وعلى مخالفة إجماع السّلف والخلف
بمثل هذا الخيال الذي لم يشهد به كتاب ولا سنَّة؟
بخلاف النهي عن أتِّخاذه مسجداً،
وكون الصحابة إحترزوا عن ذلك المعنى المذكور
; لانَّ ذلك قد ورد النهي فيه، وليس لنا أن نشرِّع أحكاماً من قبلنا
، أم لهم شركاء شرّعوا لهم من الدِّين مالم يأذن به الله؟
فَمَنْ منع زيارة قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقد شرّع من الدين والتعظيم والوقوف عند الحدّ الذي لا يجوز مجاوزته بالادلَّة الشرعيَّة
، وبذلك يحصل الامر من عبادة غير الله تعالى،
ومَنْ أراد الله ضلاله من أفراد من الجهّال
فلن يستطيع أحدٌ هدايته.
الصفحة 102
فمَنْ ترك شيئاً
من التعظيم المشروع لمنصب النبوَّة زاعماً
بذلك الادب مع الريوبيّة، فقد كذب على الله تعالى،
وضيَّع ما أمر به في حقّ رسله،
كما أنَّ مَنْ أفرط وجاوز الحدَّ إلى جانب الربوبيَّة
فقد كذب على رسل الله
، وضيَّع ما اُمروا به في حقِّ ربِّهم سبحانه وتعالى
، والعدل حفظ ما أمر الله به في الجانبين
، وليس في الزِّيارة المشروعة من التعظيم ما يُفضي إلى محذور.
وعقدَ في ص75
87 باباً
في كون السفر إلى الزِّيارة قربةً،
وبسط القول فيه، وأثبته بالكتاب والسنَّة والاجماع والقياس،
وإستدلَّ عليه من الكتاب بقوله تعالى:
(ولو أنَّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فإستغفروا الله وإستغفر لهم الرَّسول لوجدوا الله توّاباً رحيماً)
بتقريب صدق المجييءوعدم فرق بين حياته (صلى الله عليه وآله وسلم)ومماته.
ومِنْ السنَّة بعموم قوله (صلى الله عليه وآله وسلم)
: «من زار قبري»
، وصريح
أخرجه الدار قطني في سننه 2: 287/
194،
والبيهقي في سننه الكبرى 2: 177،
والقاضي عياض في الشفاء بتعريف حقوق المصطفى 2: 194 ـ 195،
والشوكاني في نيل الاوطار 4: 325،
وابن حجر في تلخيص الحبير 2: 267،
والسيوطي في اللالي المصنوعة 2: 64
والدر المنثور 1: 237 و
الدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة: 158، والهيثمي في مجمع الزوائد 4: 2،
والزبيدي في أتحاف السّادة المتّقين 4: 417 و10: 363، والفتني في تذكرة الموضوعات:
75، والمتقي الهندي في كنز العمال 15: 651/42582.
الصفحة 103
صحيحة ابن السكن:
«مَنْ جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلاّ زيارتي»
، وبما دلَّ من السنَّة على خروج النبيِّ من المدينة لزيارة القبور
، وإذا جاز الخروج إلى القريب جاز إلى البعيد،
فقد ثبت في صحيح خروجه (صلى الله عليه وآله وسلم)إلى البقيع
بأمر من الله تعالى وتعليم عائشة كيفيَّة السَّلام على أهل البقيع. وخروجه إلى قبور الشهداء
ثمَّ قال: الرابع: الاجماع; لاطباق السَّلف والخلف،
فإنَّ الناس لم يزالوا في كلِّ عام إذا قضوا الحجَّ يتوجَّهون
إلى زيارته (صلى الله عليه وآله وسلم)،
ومنهم مَنْ يفعل ذلك قبل الحجِّ هكذا شاهدناه وشاهده من قبلنا، وحكاه العلماء عن الاعصار القديمة
كما ذكرناه في الباب الثالث.
وذلك أمرٌ لا يُرتاب فيه، وكلّهم يقصدون ذلك
ويعرجون إليه، وإن لم يكن طريقهم
، ويقطعون فيه مسافة بعيدة،
وينفقون فيه الاموال، ويبذلون فيه المهج، معتقدين أنَّ ذلك قربة وطاعة،
وإطباق هذا الجمع العظيم من مشارق الارض
ومغاربها على ممرِّ
الصفحة 104
السنين وفيهم العلماء والصّلحاء وغيرهم،
يستحيل أن يكون خطأ،
وكلّهم يفعلون ذلك على وجه التقرُّب به إلى الله عزَّوجلَّ،
ومن تأخَّر عنه من المسلمين
فإنَّما يتأخَّر بعجز أو تعويق المقادير مع تأسّفه عليه
وودِّه لو تيسَّر له
، ومَنْ إدَّعى أنَّ هذا الجمع العظيم مجمعون على خطأ فهو المخطيء
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
20 ـ قال زين الدين أبو بكر بن الحسين بن عمر القريشي العثماني المصري المراغي المتوفّى 816هـ، في
(تحقيق النصرة في تأريخ دار الهجرة):
وينبغي لكلِّ مسلم إعتقاد كون زيارته (صلى الله عليه وآله وسلم)قربةً عظيمةً،
للاحاديث الواردة في ذلك، ولقوله تعالى:
(ولو أنَّهم إذ ظلموا جاؤك فاستغفروا الله وإستغفر لهم الرَّسول)
الاية; لانّ تعظيمه لا ينقطع بموته.
ولا يقال: إنَّ إستغفار الرَّسول لهم إنَّما هو في حياته وليست الزيارة كذلك;
لما أجاب به بعض الائمَّة المحقِّقين
أنَّ الاية دلّت على تعليق وجدان الله تعالى توّاباً رحيماً
بثلاثة اُمور: المجييء
، وإستغفارهم، وإستغفار الرَّسول لهم.
وقد حصل إستغفار الرَّسول لجميع المؤمنين
; لانَّه قد إستغفر للجميع قال الله تعالى
: (وإستغفر
لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات
، فإذا وجد مجيئهم وإستغفارهم كملت الامور الثلاثة الموجبة لتوبة الله تعالى ورحمته.
(المواهب اللدنيَّة للقسطلاني).
21 ـ قال السيِّد نور الدين السَّمهودي المتوفّى 911هـ،
في «وفاء الوفاء 2: 412»،
بعد ذكر أحاديث الباب:
وأمّا الاجماع: فأجمع العلماء على إستحباب زيارة القبور للرِّجال، كما حكاه النووي،
بل قال بعض الظاهريَّة بوجوبها.
وقد إختلفوا في النساء
وقد إمتاز القبر الشريف بالادلّة الخاصَّة به كما سبق،
قال السبكي:
ولهذا أقول إنَّه لا فرق في زيارته (صلى الله عليه وآله وسلم)بين الرِجال والنساء.
وقال الجمال الريمي في «التقفية»
: يُستثنى ـ أي من محلِّ الخلاف ـ
قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وصاحبيه
، فإنَّ زيارتهم مُتسحبَّةٌ للنساء بلا نزاع،
كما اقتضاه قولهم في الحجِّ
: يُستحبّ لمن حجَّ أن يزور قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحينئذ فيقال معاياة قبور يستحبُّ زيارتها للنساء بالاتِّفاق
، وقد ذكر ذلك بعض المتأخِّرين وهو الدمنهوري الكبير،
وأضاف إليه قبور الاولياء والصَّالحين والشهداء،
ثمَّ بسط القول في أنَّ السفر للزيارة قربةٌ كالزيارة نفسها.
22 ـ قال الحافظ أبو العبّاس القسطلاني المصري المتوفّى 923هـ، في «المواهب اللدنيَّة»
: الفصل الثاني في زيارة قبره الشَّريف
ومسجده المنيف: إعلم أنَّ زيارة قبره الشَّريف من أعظم القربات وأرجى الطاعات والسبيل إلى أعلى الدرجات،
ومَنْ إعتقد غير هذا فقد إنخلع من ربقة الاسلام،
وخالف الله ورسوله وجماعة العلماء الاعلام،
وقد أطلق بعض المالكيَّة وهو أبو عمران الفاسي كما ذكره في «المدخل»
عن «تهذيب الطالب» لعبد الحقّ: أنَّها واجبةٌ
، قال: ولعلّه أراد وجوب السُنن المؤكّدة.
وقال القاضي عياض:
إنَّها من سُنن المسلمين، مجمعٌ عليها،
وفضيلةٌ مرغَّبٌ فيها، ثمَّ ذكر جملةً من الاحاديث الواردة في زيارته (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال
: وقد أجمع المسلمون على إستحباب زيارة القبور
كما حكاه النووي و أوجبها الظاهريَّة،
فزيارته (صلى الله عليه وآله وسلم)
مطلوبةٌ بالعموم والخصوص كما سبق،
ولانَّ زيارة القبور تعظيمٌ،
وتعظيمه (صلى الله عليه وآله وسلم)واجبٌ،
ولهذا قال بعض العلماء: لا فرق في زيارته
(صلى الله عليه وآله وسلم)
بين الرِّجال والنساء
وإن كان محل الاجماع على إستحباب زيارة القبور الرِّجال، وفي النساء خلافٌ،
الاشهر في مذهب الشافعي الكراهة.
قال ابن حبيب من المالكيَّة:
ولا تدع في زيارة قبره (صلى الله عليه وآله وسلم)
والصَّلاة في مسجده،
فإنَّ فيه من الرغبة ما لا غنى بك وبأحد عنه
، وينبغي لمن نوى الزيارة أن ينوي مع ذلك زيارة مسجده الشريف والصَّلاة فيه;
لانَّه أحد المساجد الثلاثة التي لا تشدّ الرحال إلاّ إليها،
وهو أفضلها عند مالك.
وليس لشدِّ الرِّحال إلى غير المساجد الثلاثة فضلٌ;
لانَّ الشَّرع لم يجييء به،
وهذا الامر لا يدخله قياسٌ; لانّ شرف البقعة
إنَّما يُعرف بالنصِّ الصريح عليه،
وقد ورد النصُّ في هذه دون غيرها.
وقد صحَّ عن عمر بن عبد العزيز كان يبرد البريد للسَّلام على النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)،
فالسفر إليه قربةٌ، لعموم الادلَّة،
ومَنْ نذر الزيارة وجبت عليه كما جزم به ابن كج من أصحابنا، وعبارته:
إذا نذر زيارة قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لزمه الوفاء وجهاً واحداً. إنتهى.
إلى أن قال: وللشيخ تقيِّ الدين إبن تيمية هنا كلامٌ شنيعٌ عجيبٌ،
يتضمَّن منع شدِّ الرِّحال للزيارة النبويَّة،
وأنَّه ليس من القرب، بل يضدُّ ذلك،
وردَّ عليه الشيخ تقيّ الدين السبكي في «شفاء السِّقام»
، فشفى صدور المؤمنين.
23 ـ ذكر شيخ الاسلام أبو يحيى زكريّا الانصاري الشافعي المتوفّى 925هـ، في «أسنى المطالب» شرح
«روض الطالب» ـ لشرف الدين إسماعيل بن المقري اليمني ـ: ج1، ص501، ما يستحبّ لمن حجَّ وقال
: ثمَّ يزور قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)ويسلّم عليه وعلى صاحبيه بالمدينة المشرَّفة،
ثمَّ ذكر شطراً من أدلّتها وجملة من آداب الزيارة.
24 ـ قال إبن حجر الهيتمي المكي الشافعي المتوفّى 973هـ، في
كتابه (الجوهر المنظّم في زيارة القبر المكرَّم)
ص12 ط سنة 1279 بمصر ـ بعد ما إستدلَّ على مشروعيَّة زيارة قبر النبيِّ بعدَّة أدلّة منها الاجماع
ـ فإن قلتَ: كيف تحكي الاجماع على مشروعيَّة الزيارة والسفر إليها وطلبها،
وابن تيميَّة من متأخِّري الحنابلة منكرٌ لمشروعيَّة ذلك كلّه، كما رآه السبكي في خطِّه؟!
وقد أطال ابن تيميَّة الاستدلال لذلك بما تمجه الاسماع، وتنفر عنه الطباع،
بل زعم حرمة السَّفر لها إجماعاً وأنَّه لا تقصّر فيه الصَّلاة، وأنّ جميع الاحاديث الواردة فيها موضوعةٌ،
وتبعه بعض مَنْ تأخَّر عنه من أهل مذهبه.
قلتُ: مَنْ هو ابن تيميَّة؟
حتّى يُنظر إليه أو يُعوَّل في شيء من اُمور الدِّين عليه، وهل هو إلاّ كما قال جماعة من الائمَّة
ـ الذين تعقَّبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة
، حتَّى أظهروا عوار سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته كالعزّ بن جماعة ـ: عبدٌ أضلّه الله تعالى وأغواه،
وألبسه رداء الخزي وأراده،
وبوَّأه من قوَّة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان ولقد تصدّى شيخ الاسلام وعالم الانام،
المجمع على جلالته وإجتهاده وصلاحه وإمامته، التقيُّ السبكيُّ قدَّس الله روحه ونوَّر ضريحه
، للردِّ عليه في تصنيفُ مستقلّ،
أفاد فيه وأجاد، وأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصَّواب. ثمَّ قال
: هذا وما وقع من ابن تيميَّة ممّا ذكر وإن كان عثرةً لاتُقال أبداً، ومصيبةً يستمرُّ شؤمها سرمداً
، وليس بعجيب فإنَّه
سوَّلت له نفسه وهواه وشيطانه أنَّه ضرب مع المجتهدين بسهم صائب،
وما درى المحروم أنَّه أتى بأقبح المعائب،
إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة
، وتدارك على أئمَّتهم ـ سيَّما الخلفاء الراشدين
ـ بإعتراضات سخيفة شهيرة،
حتّى تجاوز إلى الجناب الاقدس المنزَّه سبحانه عن كلِّ نقص والمستحقِّ لكل كمال أنفس،
فنسب إليه الكبائر والعظائم،
وخرق سياج عظمته بما أظهره للعامَّة على المنابر
من دعوى الجهة والتجسيم، وتضليل مَنْ لم يعتقد ذلك من المتقدِّمين والمتأخرين
، حتّى قام عليه علماء عصره
وألزموا السّلطان بقتله أو حبسه وقهره، فحبسه إلى أن مات،
وخمدت تلك البدع، وزالت تلك الضَّلالات
، ثمَّ إنتصر لهُ أتباعٌ لم يرفع الله لهم رأساً،
ولم يظهر لهم جاهاً ولا بأساً،
بل ضُربت عليهم الذلَّة والمسكنة
وباءوا بغضب من الله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.التعديل الأخير تم بواسطة الاميني; الساعة 03-06-2011, 03:43 PM.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق