إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الجهاد الالكتروني للتيار الصدري في الميزان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجهاد الالكتروني للتيار الصدري في الميزان

    ضرب المواقع الالكترونية بين جدل السياسة والشريعة

    لعل من أبجديات المحذورات الشرعية هو التعرض إلى حقوق الآخرين وانتهاكها من دون وجه حق سواء كانت تلك الحقوق مادية أو معنوية فكرية أو اجتماعية ولكن لعله في المقابل هناك من يجهل أو يتجاهل تلك الحقوق حتى على مستوى هذه الأبجديات ولا عجب ولعله أيضا انه ليس من باب الجهل بقدر ما هو اقتحام وقح لكل المحاذير الشرعية والمسافة بين الجهل والتعدي تتفاوت نسبتها بين العموم والخصوص المطلق والعموم والخصوص من وجه كما يعبرون في المنطق فتارة يقع التعدي في دائرة الجهل المطلق وتارة يشترك معه في نقطة ويفترق في نقاط ولا ادري أين أضع ممارسة ضرب المواقع الشيعية من قبل الكوادر الالكترونية المرتزقة للتيار الصدري .
    إن أية ممارسة سواء كانت فردية أو جماعية وسواء كانت اعتباطية أو قصدية فهي تخضع للتحليل المنطقي بالنظر إلى الظروف الموضوعية المحيطة بها من قبيل الأفكار والقناعات والالتزامات والتناقضات فهل أن الفكرة التي انبثقت عنها تلك الممارسة هي فكرة سليمة من حيث الاقتناع بها والالتزام بها وهل أنها تتناقض مع القبليات والمبادئ المفترضة للفرد والجماعة فإذا كانت النتائج التحليلية لمثل هذه الممارسة سلبية فلابد أن يكون الحكم على هذه الممارسة مؤسسا على وفق هذا الاستنتاج خصوصا إذا كانت المعطيات والملابسات التي تقف وراء هذه الممارسة اقصد -ضرب المواقع الإسلامية الشيعية- أو نتجت عنها تضع الممارسين في أدنى مستويات الشخصية الازدواجية ضمن ملاحظات عديدة نتتبعها كالتالي:
    1- إن ضرب المواقع الالكترونية هو فعل وممارسة وكل فعل يتكأ إلى قصد وكل قصد إما أن ينبثق عن مشروعية وضعية أو تكليفية (عبادية) مما يتطلب قصد القربة وكل عمل عبادي بلا تقليد فهو باطل إذن فهو يستند الى قوة فتوائية خصوصا وانه من المفترض أن التيار الصدري جهة ملتزمة فإذا كانت الممارسة خلو من الفتوى فهي تعدي وتمرد على قوانين الشريعة إذن فالممارس ملتزم بإبراز فتوى شرعية تؤيد ممارسته تلك وفي حال الادعاء بوجود فتوى فهي لا تخلو إما إن تكون مجرد دعوى بلا دليل وإما إن تكون فعلا موجودة وهنا يأتي النقاش على المستوى الواقعي للفتوى باعتبارها ستكون منجزا فقهيا جديدا على الساحة الشيعية الأمر الذي سيؤدي إلى بروز سجالات فقهية لذلك فلا اعتقد أن لها واقعا إلا في أذهان الممارسين .
    2- بحسب معطيات الممارسة والحدث فان ما تنوقل من أن كوادر التيار اعتمدت على خبرات خارجية في أوربا لتنفيذ هذه الممارسة يفتح الباب أمام الكثير من الاستفهامات منها ما هو شرعي ومنها ما هو مرتبط بالأخلاق الإسلامية من حيث المبدأ هذا من جهة ومن جهة أخرى فان هذه الممارسة بحكم ما تقتضيه من بذل مالي فهي بحاجة إلى تكريس الكثير من المقدرات المالية والطاقات البشرية وعليه تأتي منافذ التطلع نحو الاستفهامات التالية :
    أولا: ما هو المبرر الشرعي في ضرب وتخريب المواقع الإسلامية خصوصا وإنها تابعة لبعض فصائل المقاومة الشيعية؟.
    ونحن في معرض طرح بعض الاحتمالات المتصورة للجواب عن هذا السؤال نحاول أن نناقش تلكم الاحتمالات لعلنا نجد أو نتلمس شيء من التبرير والعذر ولكن (أنى لهم التناوش من مكان بعيد) .
    الاحتمال الأول: أن هذه المواقع إما أنها تنشر الضلال الفكري أو أنها تعتمد الانحراف الأخلاقي والعياذ بالله وهذين المبررين يشكلان عذرا مقبولا في حال ثبوتهما من حيث الواقع الموضوعي لا من حيث الارتكاز الذاتي للممارس فما بالك وان محفزات الارتكاز الذاتي منتفية أساسا لخلو الواقعة المنقولة وهي كونها مواقع ضلال في الفرض المتقدم خلوها من العناصر المحفزة لتأسيس ذلك الارتكاز بل حتى في حال وجهت تلك الممارسة نحو مواقع ضلال معينة- مثلا- فليست هي بالممارسة الموفقة ما لم تتكئ إلى مرجعية فمحاربة الفساد والضلال كوقائع خارجية مما يتعين عليه استحصال الإذن خصوصا وان تلك المواقع تمتلك من التقنية التي تستطيع من خلالها أن تقابل بالمثل بل بالأكثر مما تترتب عليه مفاسد عكسية في تخريب المواقع الإيمانية وهو ما نهى عنه القرآن الكريم في أكثر من مناسبة كما في قوله تعالى : {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 108] .
    الاحتمال الثاني: أن هذا التخريب والاختراق نابع عن حب التنافس والاستيلاء على مراكز النفوذ فهي حرب إعلامية يراد منها كسب اكبر قدر ممكن من النفوذ السياسي والاجتماعي وهذا الاحتمال يضعنا أمام المسؤولية الشرعية بالمباشر ويضع مستقبل التيار الصدري الديني والشرعي على المحك فان ثبت فعلا إن هذا هو المبرر لتلك الممارسة وهو ما اعتقده جازما فان ذلك يمثل تحولا سلبيا وانحدارا دينيا غير مسبوق بالمرة فالغاية لا تبرر الوسيلة وهذا مبدأ ثابت في الإسلام بل هو من أساسيات الإسلام فما بالك إذا كانت الغاية بحد ذاتها هي غير مبررة فكيف تبرر الوسيلة لأجلها.
    إن غاية المؤمن المتواضع هو رفعة الإسلام سواء تم ذلك بجهوده أم بجهود غيره وسواء كان جهده ملحوظا أو مغفولا عنه وهذا ما تعلمناه من المولى المقدس حينما قال: أنا لست مهماً بوجهي ولا بيدي ولا بعيني وإنما الشيء المهم هو دين الله ومذهب أمير المؤمنين عليه السلام.
    الاحتمال الثالث : أن هذه الممارسة نابعة عن تكليف شرعي وارد من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الاحتمال قريب جدا من الاحتمال الأول ويرد عليه ما ورد على الاحتمال الأول أضف إلى ذلك أن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتحقق ضمن ضوابط ومعايير دقيقة بلحاظ مراتب الأمر والنهي وبلحاظ مراتب المخالفة والمنكر كواقعة ملحوظة كما أن هذه الفريضة كحكم شرعي تدور مدار المصالح والمفاسد الواقعية فهل نتصور أن هناك مفسدة واقعية ترتبت على وجود بعض مواقع المقاومة الشيعية خصوصا وان هناك كم كبير من مواقع الضلال والمواقع الإباحية ومواقع التي تثير الفتن الدينية والطائفية أولى بهذا التوجه وان كانت الأولية يجب أن تكون أولوية واقعية كما أسلفنا سابقا نضيف الى ذلك مقولة للمولى المقدس هي بمثابة القاعدة القيمية لهذه الفريضة حيث يقول : فليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مظهر من مظاهر الشتم والعداء لأي واحد من المجتمع بل هي حب له وشفقه عليه وفي مصلحته صرفا وحرفا .
    .



    ثانيا: ما هو وجه الحق الشرعي في صرف الأموال الكبيرة على هذه الممارسة؟ بعد مناقشة الوجه الشرعي لذات الممارسة والتي ثبت أنها خالية من أي ملاك واقعي للإباحة بالمعنى الأعم بل إن ملاكها هو الحرمة الواقعية بل إن حرمتها واضحة من أدنى توجه فيترتب على ذلك أن صرف الأموال على هذه الممارسة يدخل تحت عناوين الباطل المتنوعة فهي إما من باب الإدلاء: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة : 188].
    فبذل الأموال للتقنيين الأوربيين هو احد مصاديق هذه الآية خصوصا وان الغرب الأوربي يمثل حاكما قاهرا على كل الدنيا وهولاء حكام لا اقل على مستوى تخصصهم الشيطاني في التخريب والاختراق.
    أو أن بذلها هو من باب السفاهة كما في قوله تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء : 5].
    فهولاء المتخصصين بالتخريب تنطبق عليهم السفاهة أكيدا أو أن بذل هذا المال هو من باب الصد عن سبيل الله خصوصا بعد أن فرغنا من كون ذات الممارسة في ضرب المواقع الشيعية باطلة يقول تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال : 36].
    ثالثا : ما هي أساسات وقواعد المنظومة القيمية التي اعتمدها قادة التيار في توجيه هذه الممارسة؟ .
    إن القيم النبيلة أو لا اقل السليمة من حيث التوجه الإنساني هي الكافل الأهم في تحقيق الذات (الكاملة) وتوفير أجواء الممارسة الاجتماعية المعتدلة وبخلافه فان القيم الأقل حضورا في معادلة الحركة الاجتماعية هي تلك القيم التي تتشكل من خلالها الذات (الأنا الناقصة) وترتبك بسببها الحركة الاجتماعية وليست المفاهيم الدينية إلا ضوابط ومعايير تعبر عن سلوك حقيقي يأخذ بعناصر التحقق الذاتي نحو التكامل الحركي ضمن دائرة المحور المعتدل وأية انحرافة عن هذه الدائرة تمثل سقوطا باتجاه زوايا الانعكاس المنحرف مما يعني التسافل بعكس الحركة الجوهرية للتكامل المطلوب من قبل الشريعة وعليه فليست هناك أي مرجعية قيمية لمثل هذه الممارسة المخلة سوى الشعور بالنقص الذاتي وإلا بربك فان تيارا من المفترض انه يمتلك مقدرات بشرية كبيرة يلجأ إلى مثل هذه الممارسة من دون وجه حق ماذا تسميه وبماذا توجه مثل هذا الفعل القبيح بعد أن ناقشناه الأوجه المحتملة للاعتذار لهم عن هذا الفعل فلم جد لهم عذرا سوى ما حكم به العقل والعقل يقول أنهم إما مجانين أو جهلة أو مغرورين وكفى بها موبقات نسأل الله لهم الهداية .

    وللحديث بقية.....



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X