أيها الأخوة و الأخوات الأفاضل ..
وددت هنا أن أكشف لكم جانباً مهماً في حياتي ، و هو جزءٌ لا يتجزأ منها و لا يمكن فصله أو نسيانه البتة
لقد نشأت و ترعرعت في كَنَف أمٍ تعاني المرض منذ ريعان شبابها دون وجود الأب ، فقد كان الأب حاضراً بجسده ،
غائباً بإحساسه و عطائه و واجباته ، و لم أشعر بحنانه و لم أتلقى دعمه المادي و لا المعنوي ، و لم أتلَّمس دوره التوجيهي في حياتي . و لا جُناح عليه ، لأنني منذ أن أبصرت في هذه الحياة و هو في وضعٍ صحيٍ يُرثى له أيضاً .
لا زلت أتذكر جيداً عندما بلغت السن القانوني لدخولي المدرسة و لا يوجد من يقوم بتسجيلي و إتمام إجراءات التسجيل ، و لا زلت أتذكر عندما كنت أبحث عن وجه والدي في وجوه أولياء أمور الطلبة في اجتماع الآباء الدوري أو في تكريم المتفوقين فلا أجده ،
و لا زلت أتذكر عندما كنت آتي له بتقرير الدرجات الشهري و أنا أزهو فرحاً بتميزي و لا أجد ردة الفعل التي كنت أتوقعها منه
، و لا زلت أتذكر نفسي و أنا صغيراً و أقوم بشراء أغراضي و حاجياتي بمفردي . كان الإحباط يخيم عليَّ كثيراً و الانكسار يلقي بظلاله عليً مراراً ، لكني كنت أجد أمي تشغل كل ثغرة يتركها غياب والدي ، و أرى لمساتها تخفف عني و تزيل كل هم قد يكسيني .
أمي هي من ربتني و وجَّهتني و سهرت في مرضي و حزنت في تعبي و تألمت لألمي و فرحت لفرحي و صارت لي الأم و الأب في آنٍ واحد ، و احتوتني بجناحيها خوفاً عليَّ من رياح الأيام العاتية ،
و أخذت بيدي الصغيرة حتى كبرت و خط شاربي و نبتت لحيتي و أصبحت رجلاً و شققت طريقي في الحياة بمفردي معتمداً على نفسي .
لله در هذا المرأة التي استطاعت القيام بأدوارها و أدوار الرجل في نفس الوقت ، و استطاعت تربية رجال و إخراجهم للمجتمع و هم قادرين أن يعتمدوا على أنفسهم
لكن السؤال : هل يستطيع رجلاً أن يقوم بدور هذه المرأة ؟!.. بلا شك لا .. و دون أدنى تردد .
أماه ، هل لي أن أُقبّل قدميك الطاهرتين ؟.. كيف لا أقبلهما و تحتهما رُهِنت الجنان ؟!
وددت هنا أن أكشف لكم جانباً مهماً في حياتي ، و هو جزءٌ لا يتجزأ منها و لا يمكن فصله أو نسيانه البتة
لقد نشأت و ترعرعت في كَنَف أمٍ تعاني المرض منذ ريعان شبابها دون وجود الأب ، فقد كان الأب حاضراً بجسده ،
غائباً بإحساسه و عطائه و واجباته ، و لم أشعر بحنانه و لم أتلقى دعمه المادي و لا المعنوي ، و لم أتلَّمس دوره التوجيهي في حياتي . و لا جُناح عليه ، لأنني منذ أن أبصرت في هذه الحياة و هو في وضعٍ صحيٍ يُرثى له أيضاً .
لا زلت أتذكر جيداً عندما بلغت السن القانوني لدخولي المدرسة و لا يوجد من يقوم بتسجيلي و إتمام إجراءات التسجيل ، و لا زلت أتذكر عندما كنت أبحث عن وجه والدي في وجوه أولياء أمور الطلبة في اجتماع الآباء الدوري أو في تكريم المتفوقين فلا أجده ،
و لا زلت أتذكر عندما كنت آتي له بتقرير الدرجات الشهري و أنا أزهو فرحاً بتميزي و لا أجد ردة الفعل التي كنت أتوقعها منه
، و لا زلت أتذكر نفسي و أنا صغيراً و أقوم بشراء أغراضي و حاجياتي بمفردي . كان الإحباط يخيم عليَّ كثيراً و الانكسار يلقي بظلاله عليً مراراً ، لكني كنت أجد أمي تشغل كل ثغرة يتركها غياب والدي ، و أرى لمساتها تخفف عني و تزيل كل هم قد يكسيني .
أمي هي من ربتني و وجَّهتني و سهرت في مرضي و حزنت في تعبي و تألمت لألمي و فرحت لفرحي و صارت لي الأم و الأب في آنٍ واحد ، و احتوتني بجناحيها خوفاً عليَّ من رياح الأيام العاتية ،
و أخذت بيدي الصغيرة حتى كبرت و خط شاربي و نبتت لحيتي و أصبحت رجلاً و شققت طريقي في الحياة بمفردي معتمداً على نفسي .
لله در هذا المرأة التي استطاعت القيام بأدوارها و أدوار الرجل في نفس الوقت ، و استطاعت تربية رجال و إخراجهم للمجتمع و هم قادرين أن يعتمدوا على أنفسهم
لكن السؤال : هل يستطيع رجلاً أن يقوم بدور هذه المرأة ؟!.. بلا شك لا .. و دون أدنى تردد .
أماه ، هل لي أن أُقبّل قدميك الطاهرتين ؟.. كيف لا أقبلهما و تحتهما رُهِنت الجنان ؟!
كلمات قرأتها وقد اعجبتني فاحببت ان انقلها لكم
تعليق