إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الماتريكس و التنافر المعرفي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الماتريكس و التنافر المعرفي

    الماتريكس و التنافر المعرفي

    إن أحد أدوات التعبير الأساسية لبرامج خرائط الدماغ هذه ما يسمى بالتنافر المعرفي. إنه هذا الخلل واللاتوازن في العقل والعواطف والإنفعالات، أودى بالبشرية إلى أودية الجهل السحيق والظلام العميق. وفهمنا لبرنامج التنافر المعرفي يساعدنا على فهم حالة البشر. برنامج أو حالة التنافر المعرفي هي حالة يحيا الإنسان فيها بعقلين متنافرين، متعاكسين، أحدهما يناقض الآخر. وهذا ما يتخذ عادةً شكل معتقد معين يعتقده الإنسان، لكنه معتقد قد ناقضته التجربة والمعلومات والتصرفات. الإدراكي والمعرفي أي (المعرفة، الوعي) والتنافر (عدم الإنسجام) هو حالة التوتر والضغط الداخلي نتيجة عدم مناغمة تجربة الإنسان لما يعتقد به ويؤمن فيه، وعدم انسجام هذا المعتقد مع الحقائق الموجودة أمام هذا الإنسان. هذه الجملة السابقة تصف ببساطة شديدة حال البشر في يومنا هذا ولما يحدث في عالمنا كل ما يحدث ونراه على الأخبار والشاشات والصحف والمجلات. إن هذه الحالة من التوتر الداخلي تُصِرّ على خروجنا من هذه الدائرة المفرغة وعلى حلّ ما نعيشه من تناقض فاضح على كل مستوى من مستويات حياتنا، وهذا ما نقوم به فعلا... لكنه حلّ ليس بالحلّ لأن ما نقوم به هو وهم بالحلّ، فما نقوم به لا يتعدى كونه خداع للنفْس وكذِب عليها. البشر تحيا في حال من التنافر المعرفي بلا رحمة ورأفة... حال احتلّه واستغلّه حكّام العالم.
    أنت كافر وملحد ومجنون.... كم مرة سمعتم هذه العبارة أو وجّهها أحدهم إليكم حين تقومون بمواجهة ما يعتقد به وما اتخذه على أنه حقائق ومسلّمات، فتواجهون معتقده الصارم بحقائق أو دلائل تناقض حقيقة ما يؤمن به؟ إن مهمة هذه الكلمات الصادرة منه خيانة صدق ما يشعر به حين يتم تحدي ما يعتقد به بالدليل والبرهان. ولأجل إزالة هذا التنافر الداخلي والهروب من ضغط التناقض، يسعى هذا الشخص لإنكار ما تقوله أو الإستهزاء به وتصنيفه على أنه خطأ وكفر وجنون دون حتى أن يقوم بأي بحث أو تحرّي... أو يلجأ لتبني ما تقوله فيوسّع دائرة معتقده وما يتناسب مع المعلومة الجديدة. الحل الثاني يبدو إيجابياً لأن صاحبه يكون قد فتح عقله وقلبه لاستيعاب واستقبال كل جديد، ليبحث ويتحرى ويستفتي قلبه في نهاية المطاف. لكن الغالبية تلجأ وللأسف للحل الأول... للهروب... وهذا ما يفعله بشكل خاص أصحاب الإنتماءات الدينية والأكاديميين والعلماء الماديين والأطباء وأصحاب الإنتماءات السياسية والوطنية. فإن كان ولابد لهؤلاء من أن يختاروا بين معتقدهم الصارم الضيّق الأفق وبين فرصة للفهم الأكبر للوجود، فإن معتقدهم هو الرابح دائماً.
    لقد أصبح الكثير من الناس مستعبدين خاضعين أسرى لعقولهم لدرجة أنهم فقدوا القدرة على استشعار الحنين والتوق الذي يرسله لهم حدسهم الداخلي، ما يسميه الحكماء بالصوت الصامت، صدى الصمت. فصوت العقل مرتفع جداً أشبه بالصراخ، وكلما كان عالياً كلما كان أكثر تأثيراً. فالعقل يسعى دائماً إلى إلهاء صاحبه عن ذلك الصوت الهامس الرقيق الآتي من بعيد، من لب القلب وأبعد. كل شيء في هذه الحياة يملك وعياً مع اختلاف درجات الوعي، والعقل يملك وعياً يعي فيه نفسه، وهو يعي تماماً أنه مجرد أن يمنح الفرصة لذلك الصوت الصامت كي يعبّر عن نفسه ويبوح بالحقيقة، فإن عهده وأيامه كحاكم متحكم بالإنسان ستنتهي. من هنا يعمل العقل على إغلاق وسدّ قنوات الوعي، ويشجّعه على ذلك من يحكم العالم، ومن يقومون بهندسة المجتمع وإنشاء مؤسساته التربوية والتعليمية والثقافية والدينية والسياسية إلخ.... فهُم يستخدمون المعرفة التي نتحدث عنها هنا ليتمكنوا عبرها من سجن البشر داخل عقولهم. وأحد أهم هذه المفاتيح لفتح باب السجن وزجّ الناس داخله هو تخويفهم من الصمت داخلهم ومحاولة إبعادهم عنه بشتى الطرق والوسائل... إعلانات وراقصات وأوتيلات وفنادق وسياحات وساحات ومظاهرات ومؤتمرات وشاشات وبرامج مسابقات، إلخ........ ولِلعلم، فإن هذا الصوت الصامت لا يتواصل بالكلمات لأن ما سيمنحنا إياه يتعدى كل الكلمات، فهو يتواصل بالوعي، بالعرفان أي المعرفة من دون مصدر... المعرفة الكونية الوجودية لا المعرفة المادية. اليوم لا أحد يجلس في صمت ولو للحظة... دائماً ما يسألني الناس كيف نتخلص من القلق والفكر ووووو... أقول لهم أصمتوا وشاهدوا الفكر والنفَس لكن لا حياة لمن تنادي... يستغربون الفكرة ويبدؤون بالحديث عنها وعن منافعها.... لكنهم لا يمارسونها... مجرد كلام... مجرد معتقدات في الرأس... لذا ومنذ فترة ابتعدت عن هذه الناس... لا أريد كلاماً بعد اليوم بل فعلاً وتطبيقاً.... لا أريد شلّة من يتحدث بإسم الحقيقة وهو غافل نائم يشخر يقوم بكل ما يقوم به أهل الدنيا والعالم المتطور الحديث.... ليس بعد الآن.... فعلى من يضحكون؟ قريباً حين يعلمون كم من الوقت ضاع سوف يبكون ويندمون.
    يتحدث الوعي الكوني إلينا عبر مقام القلب ولهذا نستشعر الحدس يأتينا من منطقة الصدر. ولا أعني بكلمة القلب، القلب المادي الذي يخفق... لا... أعني القلب الروحي مركز هذا المعبد الذي يسكنه الإنسان. إنه صراط مستقيم عامودي داخل كل إنسان يحوي مقامات تُسمى بعجلات النور، والتي تقوم بوصل مستوانا المادي الجسدي بمستوياتنا العلوية النورانية التي تتجاوز الحواس الخمسة.
    إن الشخص المفعم بالضجة لا يمكن أن يكون سعيداً فالمرء يحتاج إلى موسيقى الصمت. وعقولنا ممتلئة بالضجيج. إننا نحمل أسواقاً تجارية في رؤوسنا، وكل أنواع النفايات. ونحن لسنا واحد، نحن في الداخل عبارة عن حشد، أناس كثر، وهم يتقاتلون دوماً، يقاتل بعضهم بعضاً، يحاولون الفوز بالسيطرة. كل قطعة من عقولنا تريد أن تصبح الجزء الأكثر قوة. على الدوام هناك مناورات سياسية في الداخل

    بشار عبدالله
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X