السلام عليكم
إنّ الكثير من أتباع أهل السنّة والجماعة توفّرت لهم أجواء تعرّفوا من خلالها على أفكار ومبادىء أهل البيت (عليهم السلام)،
فتجلّت لهم حقائق مخالفة للأسس الفكريّة التي هم عليها،
فاعترتهم حالة من الاندهاش دعتهم إلى إعادة النظر في مرتكزاتهم الفكرية وبنيتهم المعرفيّة من أجل حلّ إشكاليّة التضارب المعرفي الذي تبلور في أذهانهم.
ومن هذا المنطلق توجّه المهتمّون بأمر دينهم إلى البحث من أجل تلمّس خطى الحقيقة،
فغاصوا في أعماق التاريخ ليكتشفوا الحقائق الكامنة فيه،
وغربلوا المعتقدات التي هم عليها ليحدّدوا مكانتها من الصحّة والصواب،
فانزاحت الستائر بالتدريج عن أبصارهم، وزالت رواسب الجهل واتربة التقليد الأعمى عن ذواتهم، وتجلّت في قلوبهم بارقةُ نور بيّنت لهم الكثير من الحقائق
، فانجذبوا إلى هذا النور،
وتلمّسوا الطريق إليه حتى استضاءت بصائرهم بنور الولاء لأهل البيت (عليهم السلام).
ثمّ وجد الحقَّ الذي تجلّى بأوضح وأجلى معانيه في عقول هؤلاء طريقاً إلى قلوبهم فطهّرها من جميع الأدران والشوائب العالقة بها.
ثمّ تشرّبت عقليّة هؤلاء بالفكر الشيعي،
وانتهلت نفوسهم من تُراث أهل البيت (عليهم السلام) ما يروى ظمأها ويحقّق لها التوازن الروحي المفقود.
ثمّ أنهى هؤلاء تقليدهم الأعمى لموروثاتهم العقائديّة
، واتّبعوا ما أملت عليهم الأدلّة والبراهين الساطعة، فاعتصموا بأهل البيت (عليهم السلام)
وانضمّوا تحت لوائهم وساروا في ظلّ رايتهم متمسّكين بالقرآن والعترة ليعصموا بذلك أنفسهم من الضّلال الذي
حذّر الرسول (صلى الله عليه وآله) أمّتَه من الوقوع فيه من بعده.
تعليق