بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة الملك :
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ لنغض البصر الان عن أحاديث مدح و ذم الصحابة في السنة النبوية
ولنراجع كيفية تعامل القرأن الكريم مع الصحابة
فهل هذا التعامل يوافق منهج الشيعة في التعامل معهم أم يوافق منهج أهل السنة في التعامل معهم
قالوا بأن الله مدحهم في كتابه العزيز فوجب أتباعهم و مولاتهم و تعظيمهم و التجاوز عن ذنوبهم
طبعاً التجاوز عن الذنوب هو أجتهاد شخصي من عقول البعض
وإلا فكون الله رضى عنهم هنا لا يعني حسن عاقبتهم كما سنبين
وقال الشيعة الأتباع و الأقتداء و المحبة و المولاة تحتاج إلى نص من الله تعالى و من السنة الشريفة
فالمدح في القرأن غير كافي لأتباعهم
فقالوا : الله يمدحهم في كتابه و أنت تذمهم ؟
أليس في هذا نوع من الكفر ؟
الله يقول و أنتم تقولون ؟
فنقول سنعرض لك مثالين حول كيفية التعامل مع من مدحهم الله في القرأن و أحكم أنت بنفسك
فأحياناً الله يمدح لموقف معين و يذم لموقف اخر
فالمدح يكون لجانب معين كما يبان في اللغة :
أمريكا دولة قوية و لكن شريرة
فلان يهودي لكن كريم
فلان حليم لكن معاند ...ألخ
وهذا منطق علمائهم ... كلما أردت أن تنتقد الصحابة قالوا لك :
أبن جبرين :
أليس ذلك دليلا على أنهم محقون، وعلى أنهم على الهدى؟ ومنهم عثمان -رضي الله عنه- كان من المهاجرين إلى الحبشة أفيقال: إنه ارتد، وبطل عمله كله، وبطلت فضائله؟! لا شك أن هذا تكذيب لله تعالى، وتكذيب لتلك الفضائل وإبطال لها .
ثم نتأمل أيضا الآيات القرآنية التي تفصح بفضل الصحابة -رضي الله عنهم- فمنها قول الله تعالى في سورة المائدة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ).
مدحهم بست فضائل لا تحصل لغيرهم، لما انطبقت هذه على أبي بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة الذين بالمدينة .
لما ارتدت الأعراب الذين حولهم ثبتوا؛ فوصفهم الله تعالى بالصفة الأولى أنه يحبهم، وما أعظمها من فضيلة، والصفة الثانية: أنهم يحبونه، والصفة الثالثة: أنهم أذلة على المؤمنين يعني متواضعين لأهل الإيمان، والصفة الرابعة: أنهم أعزة على الكافرين يعني أنهم غيورون عن الكفر، ثم وصفهم خامسا: بأنهم لا يخافون في الله لومة لائم، والصفة السادسة: أنهم يجاهدون وهذه لا تحصل لغيرهم ( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ) .
لا شك أنه يوجد من جاهد بعدهم، ولكن أولئك امتازوا بهذا الجهاد، وبأنهم لا يخافون لومة لائم، وبأنه يحبهم ويحبونه وبأنهم أعزة على الكافرين، ومتواضعون للمؤمنين .
كذلك أيضا وصفوا في سورة الأنفال قال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) وقال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) إلى قوله: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ )
هذه تنطبق على أولئك الصحابة؛ فإنهم آمنوا، وهاجروا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم، وآووا ونصروا الذين آووا ونصروا هم الأنصار رضي الله عنهم، كذلك أيضا مدحهم الله في سورة التوبة بقوله تعالى: ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )
ابى زراعة الرازي :
إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة
إبن كثير :
ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه، في رواية عنه، بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم. قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك، والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم والنهي عن التعرض لهم بمساءة كثيرة، ويكفيهم ثناء الله عليهم ورضاه عنهم.انتهى كلامه
وذكر أيضاً البغوي وابن الجوزي والقرطبي : بعد ان ذكر هذا الاثر عن الامام مالك: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله. فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رَبِّ العالمين، وأبطل شرائع المسلمين؛ قال الله تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ } الآية.انتهى
فهؤلاء أعتمدوا و بشكل أساسي على مدح الله لهم بالقرأن الكريم و تغافلوا عن الأيات التى يذمهم الله فيها ..
وهنا مثالين (الأنسان - بني أسرائيل) على أن المدح في القرأن لايعني الصلاح بشكل عام و لا يعني وجوب الأتباع
1- الأنسان :
مدحه الله تعالى في القرأن بقوله :
ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا
الأسراء : 70
يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سواتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون
الأعراف : 27
وذمه الله تعالى بقوله :
ولئن اذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليئوس كفور
هود : 9
واتاكم من كل ما سالتموه وان تعدوا نعمت الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار
أبراهيم : 34
واذا انعمنا على الانسان اعرض وناى بجانبه واذا مسه الشر كان يؤوسا
الأسراء : 83
كلا ان الانسان ليطغى
العلق : 6
2- بني أسرائيل :
مدحهم الله بقوله :
يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين
البقرة : 47
واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون
الأعراف : 137
كذلك واورثناها بني اسرائيل
الشعراء : 59
ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين
الجاثية : 16
وذمهم بقوله :
الم تر الى الملا من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا قالوا وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين
البقرة : 246
لقد اخذنا ميثاق بني اسرائيل وارسلنا اليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون
المائدة : 70
وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا
الأسراء : 4
فكيف نتعامل مع الأيات القرأنية إن كان الله هنا يمدح و هنا يذم
الجواب هو : التميز و التمحيص
فهل كل أنسان صالح لأن الله مدحه بالقرأن الكريم أم يجب أن نميز بين الأنسان الصالح و الطالح
أم كل بني أسرائيل صالحون ويجب أن نتبعهم ؟
لأن الله مدحهم في جزء معين من القرأن الكريم بل قال عنهم بأنه فضلهم على العالمين ؟
فهل المدح هنا مخصوص بوقت معين أم أنه شامل لكل وقت ؟
فلماذا نتعامل مع الصحابة بطريقة مختلفة ؟
الله مدحهم و ذمهم و الأحاديث مدحتهم و ذمتهم
فهل نميز بينهم لنعرف الصالح و الفاسد أم نوثقهم كلهم ؟
..... يتبع لاحقاً مع روايات ذم الصحابة .
الأسراء : 4
فكيف نتعامل مع الأيات القرأنية إن كان الله هنا يمدح و هنا يذم
الجواب هو : التميز و التمحيص
فهل كل أنسان صالح لأن الله مدحه بالقرأن الكريم أم يجب أن نميز بين الأنسان الصالح و الطالح
أم كل بني أسرائيل صالحون ويجب أن نتبعهم ؟
لأن الله مدحهم في جزء معين من القرأن الكريم بل قال عنهم بأنه فضلهم على العالمين ؟
فهل المدح هنا مخصوص بوقت معين أم أنه شامل لكل وقت ؟
فلماذا نتعامل مع الصحابة بطريقة مختلفة ؟
الله مدحهم و ذمهم و الأحاديث مدحتهم و ذمتهم
فهل نميز بينهم لنعرف الصالح و الفاسد أم نوثقهم كلهم ؟
..... يتبع لاحقاً مع روايات ذم الصحابة .
تعليق