فكتاب ((كشف الأسرار)) للإمام الخميني قدس الله روحه الزكية صنّفه باللغة الفارسية.
ألّفه ردّاً على كتاب ((أسرار ألف سنة)) لمصنّفه علي أكبر حكمي زاده ، وهي عبارة عن رسالة في 38 صفحة هاجم فيها مذهب التشيع.
فكتب الامام الخميني هذا الكتاب ردّ به ما زخرف به رسالته تلك.
وكان تاريخ تصنيف ((كشف الأسرار)) سنة 1942م
وفي عام 1987م قام رجل يدعى الدكتور محمد البنداري بترجمته إلى العربية ، وقد صدرت النسخة المعربة في الأردن عن ((دار عمار للطباعة والنشر)) في 344 صفحة.
وهي ترجمة مشوهة مُحرّفة!!!!
وقامت على إثر هذه الترجمة المحرفة للكتاب أصداء معادية موجهة لمذهب التشيع عامة ولصاحب الكتاب الأصل خاصة ، فجُعِل من هذه الترجمة أصلٌ لتوجيه مطاعنهم الغبية دونما رجوع إلى اصل الكتاب الفارسي للتأكد من الترجمة ، أو أن تقوم لجنة بهذا الخصوص بمطابقة الترجمة بالنسخة الأم .
إذ أن صاحب الكتاب الأصل هو من المذهب الشيعي ، وليس من المنطق أن يقوم من يخالفه بترجمة كتابه هذا ، فيُجعل من الترجمة أصلٌ يُعتمدُ عليه في مناقشة الكتاب!!!!!
بل حتى إن كان المُترجم يوافق صاحب الكتاب الأصل في مذهبه فلا ينبغي الاعتماد على الترجمة إن لم تُعتمَد من صاحب الكتاب الأصل ، فكيف إن كان من مخالفيه ، وممن يتربصون به!!!؟؟؟
وهذا أمر واضح ، لا أراني بحاجة إلى الاسهاب في لاثباته ، ولكن لهوى في نفوس القوم آثروا الطعن في متّبعي أهل البيت (ع) حين لا يسعفهم الظرف للطعن فيهم سلام الله عليهم أجمعين. ، محاولة منهم لتشويه مذهبهم وإبعاد الناس عنهم . ويأبى الله ورسوله إلا أن يتم نوره .
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ونعود للترجمة المحرفة ، فنجد المعلق عليه شخص يدعى ((سليم الهلالي)) حشّى الترجمة بالسباب والشتائم والحقد.
فترى المترجم ( الأبله) يُرصف الطريق - بترجمات خاطئة - لهذا المعلّق الذي لا يُحسن من العلم غير فن الشتم .
ففي ص59 عندما قال المؤلف (قدس سره) عن الشهيد : ((وضحّى بكل وجوده في سبيل الله )) فترجمها المترجم (الأبله) بـ : ((وخسر روحه من أجل الله تعالى)) فانبرى المعلق الإذاعي – كما يقول شتا – في سب الخميني الذي يرى في الشهيد أنه خسر روحه.
وحينما يترجم البنداري قول الامام ص90: ((مركز التشيع وسرّته)) في النص الفارسي بـ : ((مملكة التشيع الكبرى)) ينبري المعلق قائلا : حري بالمسلمين أن يتنبهوا الى السرعة الخمينية الكامنة وراء هذه السطور .
ويضحكنا المعلق حينما يترجم المترجم عبارة الامام : ((عن طريق العموم)) أي عموم أو كل المحدّثين بـ : ((عن طريق أهل العامة )) ينبري المعلق بقوله : يقصد بالعامة أهل السنة.
يقول الدكتور ابراهيم شتا عن المترجم البنداري : فهل سمعتم عن مترجم يقدم على ترجمة نص في فن ما دون أية خلفية عن هذا الفن ، أو إلمام بمصطلحه بحيث يترجم ((الرواية)) وهي مصطلح فقهي بـ ((الحكاية)) ؟؟ ص93
ثم يقول شتا : وحين يصادف المترجم قضية فقهية تقول إن الماء يصير نجساً ولو بمقدار راس إبرة من النجاسة إذا كان أقل من أكر ( وهو الكر الذي هو الحد الذي يعصم الماء من التأثر بمجرد ملاقاة النجاسة) يحذف القضية برمتها ، لأنه يجهل معنى كلمة (أكر) ، ولا يريد أن يكلف خاطره بالبحث عن معناها فهو مشغول بما هو أهم من تزييف للنص.
والأدهى والأشنع والفاضح للمترجم أنه يترجم نصوصاً أصلها عربي ، وهي آيات قرآنية ، فيترجمها باسلوبه الخاص ، فلا يكلّف حتى نفسه بفتح المصحف الشريف لينقل منه الآية الكريمة ليكتبها صحيحة!!!!!
فتعال معي وانظر ص 158 : ( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل معيني هارون أخي فاشدد ساعدي به واجعله شريكي).!!!!!
وفي ص160 يترجم فيقول : ( اللهم ابعدني وأولادي عن عبادة الأوثان) وهو يقصد بالطبع ( رب أجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام) [سورة ابراهيم : 35].
بالله عليكم أرايتم مترجماً أكثر عبقرية من هذا !!!!!!!.
أقول :
استفدناه من مقال ((كشف الأسرار)) بين اصله الفارسي والترجمة الأردنية للدكتور ابراهيم الدسوقي شتا رئيس قسم اللغات الشرقية وآدابها في كلية الآداب بجامعة القاهرة.
نشر هذا المقال في (مجلة الراصد – تموز 1991م) ونشر في الترجمة الجديدة للكتاب من ص13-29.
الترجمة الجديدة لكتاب كشف الأسرار : تمت ترجمته في مكتبة الفقيه ، الكويت ، السالمية / ودار المحجة البيضاء ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الثانية عام 1421/2000م .
وبالنسبة للنص المحرّف الذي نقله الأخ الجازل وهو :
((وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه )) انتهى .
الترجمة الصحيحة للنص كما في ص138 من الترجمة الجديدة:
((والواضح أن الإمامة لو تمت كما أراد الله ، وكما بلّغه النبي ، وسعى إليه لم تكن لتقع جميع هذه الاختلافات في بلاد الاسلام ، ولم تكن لتقع كل هذه الحروب وسفك الدماء ، ولم تكن لتحصل كل هذه الخلافات في أصول الدين وفروعه)) انتهى.
وتلاحظ فرق خطيييييييير بين الترجمتين.!!!
وهذا النص الفارسي :قال الإمام الخميني : ((وبر روشن وواضح است كه أكر أمر إمامت بآنطور كه خدا دستور داده بوده وبيغمبر تبليغ كرده ودو كوشش در باره آن كرده بود جريان بيدا كرده بود اينهمه اختلافات در مملكت إسلامي وجنكها وخونريزي ها اتفاق نمي افتاد وإين همه اختلافات در دين خدا أز أصول كرفته تا فروع بيدا نمي شد "))
( كشف الأسرار باللغة الفارسية ص 135 )
وليأتنا الجازل بمن يعتمد عليه من في الترجمة الفارسية ليترجم لنا هذا النص على حقيقته.
أهذه الأمانة في النقل؟؟
أهذه الأمانة في الترجمة؟؟
كيف تريد منا الاعتماد على ما تنقله يا حضرة الجازل!!؟؟؟
أم هو مجرد (نسخ – لصق – نسخ – لصق)!!!!!!!!!!
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الانبياء:18)
(ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ) (محمد:3)
((فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) (غافر:78)
- - - - - - - - - - - - - - - - -
وهذا ملحق لقيته في بحثي في الشبكة
وكتب المدعو الفاطمي بتاريخ 29 - 01 - 2000 - الثالثة صباحا : (( لا أدري هل هو مولانا الفاطمي الموجود هنا معنا في هجر أم غيره))
أولا : لقد اثبتنا لكم صدق مصدرنا لا كما ادعيتم بعدم وجود المصدر .
ثانيا : لا اختلاف بين مصدرنا ومصدركم الا في الكلمات ، أما المعنى واحد . واليكم الدليل مرة اخرى : هذا مصدرنا :
((وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقا لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه )) .
أقول : هذا ما قاله الإمام الخميني في كتابه ((كشف الأسرار)) باللغة الفارسية ، و لكن ترجمته إلى الفارسية ، وفي الأردن حرفوا كلامه للطعن فيه ليس إلا .
قال الإمام الخميني : ((وبر روشن وواضح است كه أكر أمر إمامت بآنطور كه خدا دستور داده بوده وبيغمبر تبليغ كرده ودو كوشش در باره آن كرده بود جريان بيدا كرده بود اينهمه اختلافات در مملكت إسلامي وجنكها وخونريزي ها اتفاق نمي افتاد وإين همه اختلافات در دين خدا أز أصول كرفته تا فروع بيدا نمي شد "))
( كشف الأسرار باللغة الفارسية ص 135 )
وترجمته باللغة العربية هو كالتالي :
(( ومن البين والواضح أن أمر الإمامة لو أجري بالشكل الذي أمر الله به وبالشكل الذي بلغه الرسول وبذل في ذلك سعيه لم تكن تحدث كل هذه الاختلافات في الدول الإسلامية والحروب وإراقة الدماء ، ولم يقع كل هذه الاختلافات في دين الله بدءا بالأصول وانتهاء بالفروع ))انتهى.
تعليق