كتب احد الاعضاء موضوعا في المنبر الحر بعنوان (الشيخ حسين الراضي بتري منحرف)
وذكر فيه سؤالا وجه الى ياسر الحبيب جاء في السؤال:
وحيث انه قد وجهت للشيخ الراضي ردود حول زيارة عاشوراء ولعله ساوفق لعرض الردود هنا ان شاء الله تعالى. لكن جائني الجواب على هذه الشبهة من العضو صاحب الموضوع اعلاه ودلني على هذا الرابط
http://www.alradhy.com/?act=artc&id=183
وحيث انني منشغل بأمور خاصة آثرت الا أن أضع هذه الشبهة هنا ليجيب عنها اخواني الموالين رواد منتدى العقائد الذين نعهد منهم دفاعهم عن حريم اهل البيت عليهم السلام ونقضهم الشبهات!!!
لعلنا نجد من يجيب عن هذه الشبهة ويوضح لنا مراد الشيخ الراضي من كلامه!!
يقول الراضي:
هل فاطمة الإمام الثالث عشر ؟
من الأحاديث الموضوعة
العلامة المحقق الشيخ حسين الراضي - 4 / 6 / 2011م - 3:56 م
جاء في بعض الكتب المعاصرة لجملة من المعاصرين رواية منسوبة للإمام العسكري وهي : (نحن حجج اللَّه على خلقه وجدتنا فاطمة حجة اللَّه علينا)
فهل هذه الرواية صحيحة أو مكذوبة على الإمام العسكري وموضوعة عليه؟
تمهيد:
من المتسالم عليه بين أهل العلم من مختلف الطوائف والمذاهب، وجود الكذّابين والوضّاعين بين الرواة ووجود الأخبار الكثيرة الموضوعة على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى لسان أهل بيته عليهم السلام وعلى لسان أصحابه الكرام وهي موضوعة ومكذوبة عليهم ولا يوجد لها عين ولا أثر.
مائة ألف حديث موضوع:
لقد ابتلت مدرسة أتباع أهل البيت عليهم السلام بما ابتلت به بقية المدارس الأخرى من الأحاديث المدسوسة بين أخبارنا وقد نقلت الأخبار الشيء الكثير من ذلك.
قال الرجالي الشيخ عبد الله المامقاني ( 1290هـ - 1351 هـ ) :
( إن أخبارنا قد تضمنت جملة من الأخبار الموضوعة ، فلا يجوز العمل بها إلا بعد تحقيق حال رجالها .
أما الصغرى [ أي أن أخبارنا قد تضمنت جملة من الأخبار الموضوعة ] :
عقلي ، ونقلي .
أما الأول : فهو أنه لا ريب في حصول العلم الإجمالي بوجود الوضّاعين والمندسّين والمتعمدين الكذب على الله ورسوله وأوليائه صلوات الله عليهم بين الرواة ، والعلم بصدور ذلك منهم حاصل لكلّ متتبّع لكتب الأخبار ، حتى أن المغيرة بن سعيد قال – فيما حكي عنه - : قد دسست في أخباركم أخباراً كثيرة تقرب من مائة ألف حديث .
وأما الثاني : فلاستفاضة الأخبار بذلك ، ففي النبوي المعروف " ستكثر بعدي القالة عليّ " ..... )( [1] )ثم نقل جملة من الأخبار عن أهل البيت عليهم السلام .
ثم قال :
( وأما الكبرى : فلأن إخراج الموضوعة عمّا بأيدينا غير معلوم ، وإدّعاؤه غير مسموع ، فالعمل بالجميع من غير تمييز الموضوع عن غيره بالمقدور قبيح مخالف للأخبار المذكورة ..... ) [2]
فأين هي تلك المائة ألف التي وضعها رجل واحد ؛ المغيرة بن سعيد ، المعاصر للإمام الباقر عليه السلام ، وأين هي التي وضعها الآخرون فيما بعده إلى نهاية الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى وما بعدها؟!!.
أما ما هي الموازين التي يعرف بها الحديث الموضوع من غيره فقد تحدثنا عنها أكثر من مرة وفي مناسبات عديدة، وقد أشارت إليها جملة من الروايات التي نقلها الكليني في الكافي [3] والكشي في رجاله [4] والعياشي في تفسيره [5] والتي نقل بعضها المامقاني [6] وتركناها للاختصار وقد ذكرنا بعضها في كتاب ( المؤامرة الكبرى على مدرسة أهل البيت عليهم السلام ) وتحدث عنها علماء الدراية ، وعلماء الأصول في الأخبار العلاجية وغيرها . ومن تلك الموازين :
1- مخالفة الحديث للقرآن الكريم . [7]
2- مخالفته للسنة النبوية القطعية [8].
3- مخالفته لضرورات العقل .
4- مخالفته لما ثبت من الشريعة ضرورة .
5- مخالفته لما ثبت من مذهب أهل البيت عليهم السلام ضرورة .
6- مخالفته لما هو ثابت من التاريخ بالعلم والقطع .
7- عدم وجود مصدر له في كتب الأحاديث أو الكتب الفقهية التي هي بمنزلة كتب الأحاديث ، وإنما ينقله بعض المتأخرين دون مصدر بحيث لا يحتمل أنه اطلع على مصدره دون غيره ، وحينئذ فلا يحكم بكونه حديثاً [9].
وغيرها من موازين فإذا ثبت مخالفته لأحد هذه الموازين فيحكم بوضعه .
من الأحاديث الموضوعة :
(نحن حجج اللَّه على خلقه وجدتنا فاطمة حجة اللَّه علينا).
نسب هذا الكلام إلى الإمام العسكري عليه السلام.
ما هو مصدره؟
هذا الحديث لا يوجد له مصدر من كتب الأحاديث الأصلية ولا غير الأصلية ، المعتبرة وغيرها ولا في كتب الفقه ولا التاريخ وغيرها فبعد الفحص الآلي بالكمبيوتر في المعاجم لم نر له أي أثر فيها ، نعم شاع في بعض الكتب المتأخرة وأقدم كتاب له الذي وجدناه فيه هو:
كتاب ( أطيب البيان ج 13 ص 225 ، تفسير فارسي ) للسيد عبد الحسين طيب . من المعاصرين ذكر هذا الحديث بقوله : حديث شريف منسوب بحضرت عسكرى است كه فرمود:
(نحن حجج اللَّه على خلقه و جدتنا فاطمة حجة اللَّه علينا) [10]. ومع هذا لم يشر إلى المصدر الذي نقله منه بل ذكره على نحو الاحتمال ، ولا يوجد ظن ولا احتمال أنه اطلع على مصدره وسنده دون غيره.
مَن نقله عنه:
جاء بعض المعاصرين المشغوفين بمثل هذه الموضوعات والترويج لها وصيروها إلى عقائد مسلمة من عقائد الشيعة معتمدين على هذا الحديث وأمثاله وكأنها من الأحاديث الثابتة المتسالم على صدورها من الإمام، منها:
1- كتاب ( مقامات فاطمة الزهراء (س) في الكتاب والسنة )
في المقام الثانى فاطمة وحجيتها على الأئمة ، الجهة الأولى: حجّيتها على الأئمة عليهم السلام، قال في ص 20 :
( وإذا كان أهل البيتعليهم السلام حجج الله على خلقه فانّ أمّهم فاطمة حجة الله عليهم، وهي ما صرّحت به رواية العسكرىعليه السلام: « نحن حجة الله على الخلق، وفاطمة عليها السلام حجّة علينا »[11] )
ومصدره هو ما تقدم من كتاب أطيب البيان. وأطال الكلام على هذا الحديث وحجيته وحجية فاطمة عليها السلام على الأئمة عليهم السلام.
وكأنما انعدمت جميع فضائل فاطمة عليها السلام من القرآن الكريم والسنة النبوية المتسالم عليها بين الأمة ككل فجاء من يريد أن يثبت حجيتها على الأئمة بهذا الحديث الموضوع وأشباهه أو أحاديث ضعيفة.
2- كتاب الأسرار الفاطمية :
ذكر هذا الحديث في عدة موارد من الكتاب منها : ص 17 فقال : ( نحن نعلم أنه ورد عن الإمام العسكري عليه السلام أنه قال : (( نحن حجج اللَّه على خلقه وجدتنا فاطمة حجة اللَّه علينا )) ) [12] فهنا ينسب صدور الحديث من الإمام العسكري عليه السلام على نحو القطع والعلم فيقول ( نحن نعلم أنه ورد ... ) وهذه جرأة على الله وعلى الإمام العسكري عليه السلام.
وفي ص 37 [13] نقل هذا الحديث ثم قال: ( يعتبر هذا الحديث من الأحاديث المهمة التي وردت عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام ) .
فهو يجزم بوروده عن الإمام العسكري عليه السلام ، وأشار في الهامش إلى مصدر نقله للحديث وهو كتاب ( أطيب البيان ) المتقدم وهذه أول مرة يشير إلى المصدر المتقدم ذكره .
وفي ص 53 ذكره دون أن يشير لمصدره فقال حول الحديث ( الحديث المأثور عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام )
وأشار إليه في ص 99 وأشار إلى نفس المصدر المتقدم وهو ( أطيب البيان ) أما في ص 154 وص 265 وص 410 فلم يشر إلى مصدر.
3- كتاب (الكوثر في أحوال فاطمة بنت النبي الأطهر) في ج 1 ص 114 نقله عن مقدمة العالم ج11 ص 1 عن أطيب البيان.
ثم أصبح الناس ينقلونه في مجالسهم وأنديتهم وحواراتهم على الإنترنت وغيرها وكأنه من الأحاديث المسلمة بل بعضهم يعبر عنه بالحديث المتواتر.
هل فاطمة الإمام الثالث عشر ؟
والأخطر من ذلك أنه يمكن أن يستدل به على أن الأئمة عليهم السلام 13 بإضافة فاطمة الزهراء عليها السلام، لأنه لا معنى لكونها حجة على الأئمة إلا لأنها إمام بل الإمام الأكبر.
لأن هذا الحديث منسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ، وهو يعطي في معناه بكل وضوح أن فاطمة الزهراء عليها السلام هي الإمام الثالث عشر من أئمة الهدى عليهم السلام بل هي حجة الله عليهم فتصبح إمامتهم منضوية تحت إمامتها وإمامتها أكبر وأعظم من إمامتهم، ولو حصل التعارض في الأقوال أو الأفعال يقدم قولها وفعلها عليهم.
ثم إن معنى هذا الحديث الموضوع وأمثاله الذي يعطي أن الأئمة عليهم السلام 12+ فاطمة = 13 لم يكن ذلك مجرد ضرب من الخيال والنكتة، بل هو أمر واقعي وقد انجر بعض المغفلين والبسطاء من الشيعة إلى هذا القول بهذا الحديث المنسوب للإمام العسكري عليه السلام وما شابهه من شبهات.
وإذا كان في القديم أشكل على كتاب سُلَيم بن قيس الهلالي وقيل بعدم صحته لأنه ذكر في هذا الكتاب أن الأئمة عليهم السلام ثلاثة عشر فمن باب أولى أن يضرب بهذا الحديث عرض الحائط حتى لو وجد له سند وله مصدر فكيف والحال لم يوجد له شيء من ذلك.
ومع هذا فيوجد شرذمة قليلة في الهند تدعي أن فاطمة عليها السلام هي الإمام الثالث عشر وإليك هذه الحادثة :
ذكر العلامة الحجة الشيخ عبد الحميد الخطي ( 1331هـ - 1422هـ ) في ( ذكرى حجة الإسلام الإمام الشيخ حسن علي البدر ) ( 1278هـ - 1334هـ ) أحد أعلام القطيف ضمن ترجمته له وكان يتحدث عن جهاده الديني بقوله :
ومن الشواهد في هذا المقام ما حُكي لي أنه سافر إلى الهند بمناسبة علاج عينه ، وفي صحبته زميله ونديمه الحاج أحمد البارباري ، وأقام بضعة شهور في حيد آباد ولكنهو ، فنشر هناك كثيراً من التعاليم ، وبث جملة من المعارف ، وطوى طائفة من الشبهات والأضاليل ، ومن تلك الشبهات ما شاع عند شرذمة من الشيعة من أن الأئمة عليهم السلام ثلاثة عشر بأن يكون الثالث عشر هي الزهراء عليها السلام ، نظراً منهم إلى أن من حواه الكساء وشملته آية التطهير ، إما نبي مرسل ، أو إمام مفترض الطاعة .
فأزال هذه الشبهة ، وكشف هذه الريبة والعقيدة الفاسدة ، بأبلغ بيان وأفصح منطق وأخيراً أضمر له بعض المناوئين الإساءة ، وفهم منهم ذلك زميله الآنف الذكر فتلا عليه الآية : ﴿إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ﴾ [14]
فغادر تلك البقاع قاصداً العراق إلى النجف الأشرف [15].
والحاصل أن من يحاول أن يروج لهذا الحديث وأمثاله من الأحاديث المكذوبة على أهل البيت يؤسس للقول بالإمام الثالث عشر وهم مسؤولون عن هذه الأحدوثة.
وذكر فيه سؤالا وجه الى ياسر الحبيب جاء في السؤال:
ما هو رأي سماحتكم بالشيخ حسين الراضي (من الاحساء مع العلم ان اخر تحقيقاته اظهرة له ان السيده الزهراء عليها السلام ليست بحجة
http://www.alradhy.com/?act=artc&id=183
وحيث انني منشغل بأمور خاصة آثرت الا أن أضع هذه الشبهة هنا ليجيب عنها اخواني الموالين رواد منتدى العقائد الذين نعهد منهم دفاعهم عن حريم اهل البيت عليهم السلام ونقضهم الشبهات!!!
لعلنا نجد من يجيب عن هذه الشبهة ويوضح لنا مراد الشيخ الراضي من كلامه!!
يقول الراضي:
هل فاطمة الإمام الثالث عشر ؟
من الأحاديث الموضوعة
العلامة المحقق الشيخ حسين الراضي - 4 / 6 / 2011م - 3:56 م
جاء في بعض الكتب المعاصرة لجملة من المعاصرين رواية منسوبة للإمام العسكري وهي : (نحن حجج اللَّه على خلقه وجدتنا فاطمة حجة اللَّه علينا)
فهل هذه الرواية صحيحة أو مكذوبة على الإمام العسكري وموضوعة عليه؟
تمهيد:
من المتسالم عليه بين أهل العلم من مختلف الطوائف والمذاهب، وجود الكذّابين والوضّاعين بين الرواة ووجود الأخبار الكثيرة الموضوعة على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى لسان أهل بيته عليهم السلام وعلى لسان أصحابه الكرام وهي موضوعة ومكذوبة عليهم ولا يوجد لها عين ولا أثر.
مائة ألف حديث موضوع:
لقد ابتلت مدرسة أتباع أهل البيت عليهم السلام بما ابتلت به بقية المدارس الأخرى من الأحاديث المدسوسة بين أخبارنا وقد نقلت الأخبار الشيء الكثير من ذلك.
قال الرجالي الشيخ عبد الله المامقاني ( 1290هـ - 1351 هـ ) :
( إن أخبارنا قد تضمنت جملة من الأخبار الموضوعة ، فلا يجوز العمل بها إلا بعد تحقيق حال رجالها .
أما الصغرى [ أي أن أخبارنا قد تضمنت جملة من الأخبار الموضوعة ] :
عقلي ، ونقلي .
أما الأول : فهو أنه لا ريب في حصول العلم الإجمالي بوجود الوضّاعين والمندسّين والمتعمدين الكذب على الله ورسوله وأوليائه صلوات الله عليهم بين الرواة ، والعلم بصدور ذلك منهم حاصل لكلّ متتبّع لكتب الأخبار ، حتى أن المغيرة بن سعيد قال – فيما حكي عنه - : قد دسست في أخباركم أخباراً كثيرة تقرب من مائة ألف حديث .
وأما الثاني : فلاستفاضة الأخبار بذلك ، ففي النبوي المعروف " ستكثر بعدي القالة عليّ " ..... )( [1] )ثم نقل جملة من الأخبار عن أهل البيت عليهم السلام .
ثم قال :
( وأما الكبرى : فلأن إخراج الموضوعة عمّا بأيدينا غير معلوم ، وإدّعاؤه غير مسموع ، فالعمل بالجميع من غير تمييز الموضوع عن غيره بالمقدور قبيح مخالف للأخبار المذكورة ..... ) [2]
فأين هي تلك المائة ألف التي وضعها رجل واحد ؛ المغيرة بن سعيد ، المعاصر للإمام الباقر عليه السلام ، وأين هي التي وضعها الآخرون فيما بعده إلى نهاية الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى وما بعدها؟!!.
أما ما هي الموازين التي يعرف بها الحديث الموضوع من غيره فقد تحدثنا عنها أكثر من مرة وفي مناسبات عديدة، وقد أشارت إليها جملة من الروايات التي نقلها الكليني في الكافي [3] والكشي في رجاله [4] والعياشي في تفسيره [5] والتي نقل بعضها المامقاني [6] وتركناها للاختصار وقد ذكرنا بعضها في كتاب ( المؤامرة الكبرى على مدرسة أهل البيت عليهم السلام ) وتحدث عنها علماء الدراية ، وعلماء الأصول في الأخبار العلاجية وغيرها . ومن تلك الموازين :
1- مخالفة الحديث للقرآن الكريم . [7]
2- مخالفته للسنة النبوية القطعية [8].
3- مخالفته لضرورات العقل .
4- مخالفته لما ثبت من الشريعة ضرورة .
5- مخالفته لما ثبت من مذهب أهل البيت عليهم السلام ضرورة .
6- مخالفته لما هو ثابت من التاريخ بالعلم والقطع .
7- عدم وجود مصدر له في كتب الأحاديث أو الكتب الفقهية التي هي بمنزلة كتب الأحاديث ، وإنما ينقله بعض المتأخرين دون مصدر بحيث لا يحتمل أنه اطلع على مصدره دون غيره ، وحينئذ فلا يحكم بكونه حديثاً [9].
وغيرها من موازين فإذا ثبت مخالفته لأحد هذه الموازين فيحكم بوضعه .
من الأحاديث الموضوعة :
(نحن حجج اللَّه على خلقه وجدتنا فاطمة حجة اللَّه علينا).
نسب هذا الكلام إلى الإمام العسكري عليه السلام.
ما هو مصدره؟
هذا الحديث لا يوجد له مصدر من كتب الأحاديث الأصلية ولا غير الأصلية ، المعتبرة وغيرها ولا في كتب الفقه ولا التاريخ وغيرها فبعد الفحص الآلي بالكمبيوتر في المعاجم لم نر له أي أثر فيها ، نعم شاع في بعض الكتب المتأخرة وأقدم كتاب له الذي وجدناه فيه هو:
كتاب ( أطيب البيان ج 13 ص 225 ، تفسير فارسي ) للسيد عبد الحسين طيب . من المعاصرين ذكر هذا الحديث بقوله : حديث شريف منسوب بحضرت عسكرى است كه فرمود:
(نحن حجج اللَّه على خلقه و جدتنا فاطمة حجة اللَّه علينا) [10]. ومع هذا لم يشر إلى المصدر الذي نقله منه بل ذكره على نحو الاحتمال ، ولا يوجد ظن ولا احتمال أنه اطلع على مصدره وسنده دون غيره.
مَن نقله عنه:
جاء بعض المعاصرين المشغوفين بمثل هذه الموضوعات والترويج لها وصيروها إلى عقائد مسلمة من عقائد الشيعة معتمدين على هذا الحديث وأمثاله وكأنها من الأحاديث الثابتة المتسالم على صدورها من الإمام، منها:
1- كتاب ( مقامات فاطمة الزهراء (س) في الكتاب والسنة )
في المقام الثانى فاطمة وحجيتها على الأئمة ، الجهة الأولى: حجّيتها على الأئمة عليهم السلام، قال في ص 20 :
( وإذا كان أهل البيتعليهم السلام حجج الله على خلقه فانّ أمّهم فاطمة حجة الله عليهم، وهي ما صرّحت به رواية العسكرىعليه السلام: « نحن حجة الله على الخلق، وفاطمة عليها السلام حجّة علينا »[11] )
ومصدره هو ما تقدم من كتاب أطيب البيان. وأطال الكلام على هذا الحديث وحجيته وحجية فاطمة عليها السلام على الأئمة عليهم السلام.
وكأنما انعدمت جميع فضائل فاطمة عليها السلام من القرآن الكريم والسنة النبوية المتسالم عليها بين الأمة ككل فجاء من يريد أن يثبت حجيتها على الأئمة بهذا الحديث الموضوع وأشباهه أو أحاديث ضعيفة.
2- كتاب الأسرار الفاطمية :
ذكر هذا الحديث في عدة موارد من الكتاب منها : ص 17 فقال : ( نحن نعلم أنه ورد عن الإمام العسكري عليه السلام أنه قال : (( نحن حجج اللَّه على خلقه وجدتنا فاطمة حجة اللَّه علينا )) ) [12] فهنا ينسب صدور الحديث من الإمام العسكري عليه السلام على نحو القطع والعلم فيقول ( نحن نعلم أنه ورد ... ) وهذه جرأة على الله وعلى الإمام العسكري عليه السلام.
وفي ص 37 [13] نقل هذا الحديث ثم قال: ( يعتبر هذا الحديث من الأحاديث المهمة التي وردت عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام ) .
فهو يجزم بوروده عن الإمام العسكري عليه السلام ، وأشار في الهامش إلى مصدر نقله للحديث وهو كتاب ( أطيب البيان ) المتقدم وهذه أول مرة يشير إلى المصدر المتقدم ذكره .
وفي ص 53 ذكره دون أن يشير لمصدره فقال حول الحديث ( الحديث المأثور عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام )
وأشار إليه في ص 99 وأشار إلى نفس المصدر المتقدم وهو ( أطيب البيان ) أما في ص 154 وص 265 وص 410 فلم يشر إلى مصدر.
3- كتاب (الكوثر في أحوال فاطمة بنت النبي الأطهر) في ج 1 ص 114 نقله عن مقدمة العالم ج11 ص 1 عن أطيب البيان.
ثم أصبح الناس ينقلونه في مجالسهم وأنديتهم وحواراتهم على الإنترنت وغيرها وكأنه من الأحاديث المسلمة بل بعضهم يعبر عنه بالحديث المتواتر.
هل فاطمة الإمام الثالث عشر ؟
والأخطر من ذلك أنه يمكن أن يستدل به على أن الأئمة عليهم السلام 13 بإضافة فاطمة الزهراء عليها السلام، لأنه لا معنى لكونها حجة على الأئمة إلا لأنها إمام بل الإمام الأكبر.
لأن هذا الحديث منسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ، وهو يعطي في معناه بكل وضوح أن فاطمة الزهراء عليها السلام هي الإمام الثالث عشر من أئمة الهدى عليهم السلام بل هي حجة الله عليهم فتصبح إمامتهم منضوية تحت إمامتها وإمامتها أكبر وأعظم من إمامتهم، ولو حصل التعارض في الأقوال أو الأفعال يقدم قولها وفعلها عليهم.
ثم إن معنى هذا الحديث الموضوع وأمثاله الذي يعطي أن الأئمة عليهم السلام 12+ فاطمة = 13 لم يكن ذلك مجرد ضرب من الخيال والنكتة، بل هو أمر واقعي وقد انجر بعض المغفلين والبسطاء من الشيعة إلى هذا القول بهذا الحديث المنسوب للإمام العسكري عليه السلام وما شابهه من شبهات.
وإذا كان في القديم أشكل على كتاب سُلَيم بن قيس الهلالي وقيل بعدم صحته لأنه ذكر في هذا الكتاب أن الأئمة عليهم السلام ثلاثة عشر فمن باب أولى أن يضرب بهذا الحديث عرض الحائط حتى لو وجد له سند وله مصدر فكيف والحال لم يوجد له شيء من ذلك.
ومع هذا فيوجد شرذمة قليلة في الهند تدعي أن فاطمة عليها السلام هي الإمام الثالث عشر وإليك هذه الحادثة :
ذكر العلامة الحجة الشيخ عبد الحميد الخطي ( 1331هـ - 1422هـ ) في ( ذكرى حجة الإسلام الإمام الشيخ حسن علي البدر ) ( 1278هـ - 1334هـ ) أحد أعلام القطيف ضمن ترجمته له وكان يتحدث عن جهاده الديني بقوله :
ومن الشواهد في هذا المقام ما حُكي لي أنه سافر إلى الهند بمناسبة علاج عينه ، وفي صحبته زميله ونديمه الحاج أحمد البارباري ، وأقام بضعة شهور في حيد آباد ولكنهو ، فنشر هناك كثيراً من التعاليم ، وبث جملة من المعارف ، وطوى طائفة من الشبهات والأضاليل ، ومن تلك الشبهات ما شاع عند شرذمة من الشيعة من أن الأئمة عليهم السلام ثلاثة عشر بأن يكون الثالث عشر هي الزهراء عليها السلام ، نظراً منهم إلى أن من حواه الكساء وشملته آية التطهير ، إما نبي مرسل ، أو إمام مفترض الطاعة .
فأزال هذه الشبهة ، وكشف هذه الريبة والعقيدة الفاسدة ، بأبلغ بيان وأفصح منطق وأخيراً أضمر له بعض المناوئين الإساءة ، وفهم منهم ذلك زميله الآنف الذكر فتلا عليه الآية : ﴿إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ﴾ [14]
فغادر تلك البقاع قاصداً العراق إلى النجف الأشرف [15].
والحاصل أن من يحاول أن يروج لهذا الحديث وأمثاله من الأحاديث المكذوبة على أهل البيت يؤسس للقول بالإمام الثالث عشر وهم مسؤولون عن هذه الأحدوثة.
الهوامش:
---------------
[1] الفوائد الرجالية من تنقيح المقال ج 1 ص 64 .
[2] الفوائد الرجالية من تنقيح المقال ج 1 ص 72 .
[3] الكافي(الطبعة الحديثة)، ج1، ص: 172 باب 22- بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ وغيره 203/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ السَّكُونِيِّ:
[4] في ترجمة المغيرة بن سعيد . وغيره .
[5] تفسير العياشي ج 1 ص 82 باب ترك الرواية التي بخلاف القرآن
[6] الفوائد الرجالية من تنقيح المقال ج 1 ص 65 وما بعدها .
[7] انظر : ( اختيار معرفة الرجال ) رجال الكشي ص 298 حديث 401 صحيحة يونس بن عبد الرحمن . وتفسير العياشي ج 1 ص
[8] انظر : ( اختيار معرفة الرجال ) رجال الكشي ص 298 حديث 401 صحيحة يونس بن عبد الرحمن .
[9] قد رد علماء الحديث والفقه عدداً من الروايات لعدم وجود مصدر لها . انظر : اللؤلؤ والمرجان للميرزا النوري ، وكذلك خاتمة المستدرك له .
[10] أطيب البيان ج 13 ص 225 الطبعة الثانية سنة 1420 هـ .
[11] تفسير أطيب البيان 235: 13. كذا نقل في هامشه .
[12] الأسرار الفاطمية للشيخ محمد فاضل المسعودي ص 17 وفي طبعة أخرى ص 20 .
[13] وفي طبعة أخرى ص 41 .
[14] سورة القصص : 20
[15] انظر ( ذكرى حجة الإسلام الإمام الشيخ حسن علي البدر ) بقلم الشيخ عبد الحميد الخطي مطبوع في مقدمة رسائل البدر ص 16 ، ومجلة التراث التي تصدرها دار المصطفى صلى الله عليه وآله لإحياء التراث العد 4 ص 7 لسنة 1419هـ / 1998م . كما في المقدمة المذكورة ..
---------------
[1] الفوائد الرجالية من تنقيح المقال ج 1 ص 64 .
[2] الفوائد الرجالية من تنقيح المقال ج 1 ص 72 .
[3] الكافي(الطبعة الحديثة)، ج1، ص: 172 باب 22- بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ وغيره 203/ 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ السَّكُونِيِّ:
[4] في ترجمة المغيرة بن سعيد . وغيره .
[5] تفسير العياشي ج 1 ص 82 باب ترك الرواية التي بخلاف القرآن
[6] الفوائد الرجالية من تنقيح المقال ج 1 ص 65 وما بعدها .
[7] انظر : ( اختيار معرفة الرجال ) رجال الكشي ص 298 حديث 401 صحيحة يونس بن عبد الرحمن . وتفسير العياشي ج 1 ص
[8] انظر : ( اختيار معرفة الرجال ) رجال الكشي ص 298 حديث 401 صحيحة يونس بن عبد الرحمن .
[9] قد رد علماء الحديث والفقه عدداً من الروايات لعدم وجود مصدر لها . انظر : اللؤلؤ والمرجان للميرزا النوري ، وكذلك خاتمة المستدرك له .
[10] أطيب البيان ج 13 ص 225 الطبعة الثانية سنة 1420 هـ .
[11] تفسير أطيب البيان 235: 13. كذا نقل في هامشه .
[12] الأسرار الفاطمية للشيخ محمد فاضل المسعودي ص 17 وفي طبعة أخرى ص 20 .
[13] وفي طبعة أخرى ص 41 .
[14] سورة القصص : 20
[15] انظر ( ذكرى حجة الإسلام الإمام الشيخ حسن علي البدر ) بقلم الشيخ عبد الحميد الخطي مطبوع في مقدمة رسائل البدر ص 16 ، ومجلة التراث التي تصدرها دار المصطفى صلى الله عليه وآله لإحياء التراث العد 4 ص 7 لسنة 1419هـ / 1998م . كما في المقدمة المذكورة ..
تعليق