إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هوامش تدقيقية على دعوى التزوير في حديث الكساء - الشيخ عبدالجليل البن سعد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    حياكم الله أخي العزيز و الأستاذ الفاضل شيخ الطائفة أعزه الله في الدارين
    شرفني مرورك الكريم
    هنالك تتمة لهذا البحث , و البارحة كلما سعيت لدرجها فلم أوفق , لا أدري كيف أحل هذه المشكلة الفنية , سأحاول إن شاء الله في وقت لاحق درج هذه التتمة لتكتمل الفائدة إن شاء الله تعالى.

    عصمنا الله و إياكم من إتباع عمائم الضلال و المنحرفة عن أهل البيت عليهم السلام

    و أسئلكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها
    يا علي
    التعديل الأخير تم بواسطة لواء الحسين; الساعة 22-07-2011, 10:23 PM.

    تعليق


    • #17
      بعد السلام والتحية ..
      مولاي الفاضل " لواء الحسين " ادام الله توفيقكم ..
      جزاك الله خيرا .. وقد كنت قرأت الحلقتين الأولى والثانية إن لم أكن مخطئاً .. والحق والإنصاف فإن البحث أسلوبه راقٍ وطرحه مفيد ونافع ان شاء الله .. سأحاول إكمال قراءة بقية الأجزاء .. والظاهر أنها 12 جزءاً لا أكثر .. على أي حال بارك الله بالشيخ البن سعد .. وسلمت يداك أخي العزيز .. ونحن بانتظار الأجزاء المتبقّية ..
      وإني أختلف مع أستاذي الكريم " شيخ الطائفة " أدام الله توفيقه فإن في زماننا هذا لم يبق شيء يدعو الى الغرابة .. نعوذ بالله من فتن آخر الزمان .. ونستجير به تعالى من الهوى والزلل .. وندعوا كما كان يدعو العالم الرباني العارف الخبير الولائي الشهير المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى الشيخ بهجت (قدس الله روحه الطاهرة) بأن لا يُميتنا الله سبحانه إلا على ولاية النبي وآله بالعقيدة الصحيحة الكاملة وأن يرزقنا حسن العاقبة ويُعجل في فرج مولانا صاحب الزمان .. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .. واللعن على اعدائهم اجمعين ..
      أسألكم الدعاء ..

      تعليق


      • #18
        أستاذي الفاضل العزيز محطم الطاغوت أيده الله تعالى

        مولانا و مولاكم الحسين صلوات الله و سلامه عليه , أشكر مروركم الكريم و إفاداتكم , قد إطلعت على تسعة حلقات من هذا البحث , ولم أكن أعرف بانها 12 حلقة , إن شاء الله سأسعى في تتبع هذا البحث و باقي الحلقات و إفادتكم بما أستطيع بتوفيق من الله عز و جل إن شاء الله تعالى .

        كما و أستغل الفرصة بأن أشكر أخي العزيز لمبارد لوضعه رابط بحث سماحته في موقع آخر , فلم أكن قد إنتبهت إلى رده لتداخلها في الردود السابقة

        وفقكم الله لكل خير
        و أسألكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها
        يا علي

        تعليق


        • #19
          أنت الأستاذ وأنا التلميذ أخي الكريم ..
          سلّمكم الله .. وهذا رابط المقالات 10 و 11 و 12 ( ولكني لن أقرأها حتى تضعها هنا لأقرأها من عندك ) :

          http://www.alrames.net/?act=artc&id=7258
          http://www.alrames.net/?act=artc&id=7346
          http://www.alrames.net/?act=artc&id=7500

          من هذه الصفحة :

          http://www.alrames.net/?act=writers&id=484

          أنتم أهل الدعاء .. أعزكم الله دنيا وآخرة .. ونسألكم الدعاء ..
          اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك ..

          تعليق


          • #20
            اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

            السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

            حماك الله ورحم الله والديكم .. هذا ما نُريده لدفع الشبهات و ردها إلى نُحور المُشكلين والمنتقصين لمقام

            أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ,,

            الله يبارك فيك ويجعلها بموازين حسناتك ,إني أقرأها مُقصمة فكل مرة ادخل أقرأ من جزء إلى جُزئين

            فلا بأس أخي الكريم خُـذ وقتكم ..فهذه البحوث لا يقرأها القاريء الواعي إلا بعُمق ,,

            سددكم الله .

            تعليق


            • #21
              لم نعد نستغرب على دعاة الوحدة (ولو على حساب العقيدة) هذه الدعاوى وللحقيقة فاني أرى الكثير من البسطاء من الموالين أسعد حظا وجدا وأقوى عقيدة من بعض أصحاب العمائم،وأنقل لكم هنا موقفا قد ذكرته لنا احدى قريباتنا (وهي امرأة مسنة) أنها كانت في زيارة قبل عدة سنوات مع احدى الحملات الدينية الى مشهد الرضا عليه السلام، وفي الحرم الشريف كان المرشد الديني والذي يلقب الآن بلقب العلامة على وشك أن يقرأ لهم الزيارة، فاذا بخادم الحرم يطلب من الشيخ المذكور التنحي جانبا قليلا لغرض كنس المكان فما كان من هذا المرشد الا أن استشاظ غيظا وأخذ يتلاسن مع الخادم الى أن تفل في وجهه، تقول تلك المرأة المسنة: لقد تصببت عرقا خوفا وحياء من الامام واعتذرت اليه عما بدر من هذا الشيخ، ان هذه المرأة الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب لأقوى عقيدة من هذا المعمم وبلا شك عندي، وفي العام الفائت بثت فضائية رسمية تابعة لدولة اسلامية احد المعممين وهو يحاول اثبات أن الولاية ليست شرطا لدخول الجنة، أنا أعتقد أن الوحدة صارت عقدة عند البعض فحاول علاجها بالتنكر لأساسيات الدين والمذهب، نعم ان زيارة عاشوراء وحديث الكساء مما لا يشك في آثارهما من بلوغ المقاصد وانتشار البركات والرزق ودرء البليات، وهو مما جربته شخصيا، وأنا أقول دائما لنفسي أن الامام الحسين عليه السلام قد أدبني عندما ابتليت بابتلاءات لم تطرأ على بالي وذلك لكوني تركت قراءة زيارة عاشوراء لفترة من الزمان بسبب الانشغال بأمور الدنيا، وأدركت حينها وعاهدت الامام عليه السلام أن لا أترك قراءتها ما دمت على قيد الحياة، ورزقت ولا زلت أرزق من الخير الكثير الذي لا أدري بأي شيء أستطيع أن أشكرهم عليه أو أرد جميلهم الغير منقطع والذي لا يعد ولا يحصى، واني لأقف خجلا من كثرة عطاياهم من الخيرات والنور الذي به أميل الى الحق الذي يمثلونه ويمثلهم وأنفر به عن الباطل الذي سواهم، شكرا لك يا لواء الحسين ويا محطم الطاغوت، سدد الله خطاكم ولقد قرأت جل المقالات،والبحث كما يبدو جليا متين علميا، وبانتظار البقية، حشرني الله واياكم مع محمد وآل محمد.

              تعليق


              • #22
                أشكر جميع إخوتي و أخواتي الكرام على حضورهم و قرآئتهم لهذا البحث
                و أشكر لهم كذلك دعائهم بحق هذا الفقير فإن ذلك موضع تقديري و إحترامي.

                كما و أخص بالشكر أخي العزيز محطم الطاغوت لإتحافي ببقية هذه البحوث , و سأمتثل إلى أمره في نشر بقيتها على صفحات هذا المنتدى المبارك , و من الله التوفيق.

                و أسألكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها

                يا علي

                تعليق


                • #23
                  الحلقة العاشرة :

                  تختص هذه الحلقة بمناقشة القراءة المتفردة للشيخ الراضي حول مسيرة حديث الكساء في كتب ونتاج عدة من المشايخ منهم الشيخ عباس القمي ..
                  بعد أن ناقش الشيخ الراضي ( بصرنا الله وإياه طريق السداد ) نسبة الحديث إلى كتاب الطريحي و الديلمي أستمر بتقصي وجود الحديث في الكتب الأخرى وهي كتاب العلوي، والشيخ علي نقي الأحسائي، والشيخ عباس القمي ، وكتاب التحقيق في سند حديث الكساء للمؤلف: علي أصغر فيض بور..
                  وسوف نتابعه في دراستها واحدا بتلو الآخر إن شاء الله تعالى:
                  العلوي الدمشقي:
                  قال : "" نقل بعض الأعاظم أن هذا الحديث قد رواه السيد ... العلوي الدمشقي نقله بسنده المتصل إلى صفية بنت شيبة وهي عن عائشة وهذا الكتاب لم يكن موجودا عندنا ولكن نحتمل أن المراد به هو الحديث المتواتر المتقدم ذكره وإحدى طرقه صفية بنت شيبة عن أم المؤمنين عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه واله وقد تقدم نقله ..."".
                  لا شك أن أتحاد الراوي الأول والثاني وهو صفية بنت شيبة عن أم المؤمنين بين حديث الكساء المشهور ولم نره لعدم توفر الكتاب المشار إليه وبين ما رأيناه في معظم كتب التفاسير والرواية قرينة تقدح في النفس مثل هذا الاحتمال الذي ابرزه الشيخ الراضي أي أن يكون ما في كتابه هو عين المتن المتواتر ..
                  ولا شيء يلفت عيني الناقد هنا إلا مسألة واحدة وهي:
                  أن الشيخ الكريم ذو حساسية مفرطة من شهادات الآخرين حتى لو كانوا علماء ممن تميزوا بالتبحر فإن رأيهم ليس بذي بال لديه وإن كانت شهادتهم على وجود الحديث في هذا الكتاب أو ذاك بالرؤية الحسية ؟!!


                  من هو بعض الأعاظم الذي ألمح إليه ؟
                  هو السيد شهاب الدين المرعشي النجفي الخبير بالآثار والعليم بذخائر ونفائس التراث فإننا بعد أن نقف على كلمته حرفيا (ضمن موسوعة إحقاق الحق ) سنعرف بأن الشيخ الحبيب قد جفى هذا السيد ولم يوفي له بحقه عليه:
                  قال السيد شهاب الدين المرعشي بعد أن نقل متن حديث الكساء المشهور عن رسالة الشيخ محمد تقي اليزدي البافقي قال: "" وممن نقل المتن العلامة الجليل الثقة الثبت شيخنا فخر الدين محمد العلي الطريحي صاحب مجمع البحرين في كتاب المنتخب الكبير ... حتى قال بعد سطر واحد: وممن يوجد في كلماته هذا المتن العلامة الجليل الديلمي ... ثم قال بعد سطر أيضا: وكذا الحسين العلوي الدمشقي الحنفي من أسرة نقباء الشام وقد رأيته بخطه "". إحقاق الحق:ج2/ 558.
                  فإن مقتضى سياق كلام السيد المرعشي أن يكون المقصود بما رواه العلوي الدمشقي هو حديث الكساء الواقع في بيت فاطمة عليها السلام بتلك التفاصيل الجليلة ويدل على ذلك أمور:-


                  الأول: أن السيد النجفي المرعشي قد ختم الكلام على طرق حديث الكساء المعروف بين المسلمين قبل هذا الموضع الذي أشار فيه إلى رواية السيد العلوي الدمشقي في ص 553 أي قبله بخمس صفحات قال" ولنختم الكلام بإيراد نسخة من حديث الكساء سائرة دائرة في مجالس المؤمنين شيعة آل رسول الله صلى الله عليه واله يستشفى بقرائته عند المرضى ويطلب قضاء الحاجات ... " .
                  الثاني: أن الحديث قبل وبعد الاستشهاد بكلام العلوي كان يتناول موضوع الحديث الدائر والذائع بين المؤمنين، وإن كان من غير البعيد أن لا تتوافق رواية العلوي الدمشقي مع المتن المعروف إلى حد التطابق إلا أن رواية جزء منه يكفي في دفع أحتمال الوضع والتزوير في أصل الحديث؛ لأن من البعيد أن يتمكن المزور من كل هذه الكتب العديدة والتي تختلف باختلاف المذهب والزمن ومكان النسخ والناسخ ..
                  الثالث: وهو أبين شيء على أن ما جاء في كتاب الدمشقي روايتان إحداهما يشاكل ما رواه العامة والثانية منهما توافق الرواية المفصلة في بعض كتب الشيعة الإمامية وذلك أن السيد المرعشي قسم الرواة إلى قسمين أحدهما من خرج لحديث الكساء بنحو عام وشأن نزول آية التطهير في أهل البيت عليهم السلام وقسم ذلك إلى أربعة أقسام:


                  القسم الأول: ما وقف عليه بالتنقيب و البحث (إحقاق الحق:2/ 502).
                  القسم الثاني: ما نقله بواسطة العلامة المجلسي (ن:م/ 545).
                  القسم الثالث: ما نقله بواسطة السيد هاشم البحراني (ن:م/ "" ).
                  القسم الرابع:ما ينقله عن أصحابنا وهي تربوا على الألوف كما صرح بذلك (ن:م/ 548).


                  وجميع هذه الأقسام تعنى برواية حديث الكساء العام..
                  وقد أدرج المرعشي اسم العلوي الدمشقي ضمن القسم الأول، وبعد أن أنتهى من الأقسام الأربعة ساق عبارته التي نقلناها في أختتامه الكلام برواية حديث الكساء المفصل ونقله عن عدة منهم البافقي والديلمي وغيرهما وأدرج اسم العلوي الدمشقي ضمنهم أيضا وكان قد شهد على نفسه في كلا الموضعين أنه رأى الكتاب بخطه فقال في الموضع الأول :"" ومنهم العلامة المحدث ابو محمد الحسين بن محمد بن أحمد العلوي الدمشقي من اسرة نقباء الشام في كتاب المناقب رأيت بخطه الشريف رواية حديث الكساء وقد أنهى سنده إلى صفية بنت شيبة وهي عن عائشة وكان تاريخ الكتاب سنة 978 "".
                  وأما عبارته الخاصة بالموضع الثاني فقد قدمناها في السطور القليلة الماضية ..



                  وقصارى الكلام :
                  أن أحتمالك يا جناب الشيخ لا يُـعـَـادله المنصف بوقوف السيد المرعشي على الكتاب بخط مصنفه ورأيته للروايتين فيه !
                  الشيخ علي نقي الأحسائي:
                  قال الشيخ الراضي في الحلقة المذكورة: "" الشيخ علي نقي بن الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي المتوفي 1246هـ له كتاب نهج المحجة في فضائل الأئمة فرغ منه سنة 1235هـ طبع الكتاب في مجلدين في تبريز سنة 1373هـ قال صاحب الذريعة ورأيت النقل عنه لحديث الكساء لكنه أخصر مما في منتخب الطريحي"".
                  وإن لفن علم الحديث كلمة لم يعقب بها الشيخ المحترم وقد غفل عنها وتلك هي:
                  أن مجيء الرواية عند الشيخ الأحسائي ضمن كتاب نهج المحجة(ج2/ 39) بشكل أخصر مما جاء به الطريحي دليل على تعدد المأخذ فلم يأخذا الرواية عن مصدر واحد وفي هذا دعم لاحتمال أن يكون الحديث من غير متفردات الشيخ الطريحي كما ظن ذلك بعض الأعلام وسيأتي ذكر بعضهم إن شاء الله تعالى .
                  إذ أن القاعدة في فن الحديث على أن النقص والزيادة تأتي من تعدد الرواة واختصار البعض منهم و تفصيل البعض الآخر !

                  يتبع .....

                  تعليق


                  • #24
                    حديث الكساء وكتاب مفاتيح الجنان:


                    ثم إن الشيخ الراضي (أعاننا الله وإياه على مخافته وخشيته) سلط الكشاف على حديث الكساء في كتاب مفاتيح الجنان واغرق كثيرا في بيان أن دعوى جزئية حديث الكساء من هذا الكتاب دعوى تسخر منها العقول لأنه لا يتصل معه بنسب؛ لشهادة ما جاء في مقدمة الشيخ لكتابه، وشهادة عدم اتحاد موضع الحديث في الطبعات القديمة والحديثة، فمرة نلفيه في آخر الكتاب ومرة في وسطه !! بل ويشهد على عدم أعتبار الشيخ القمي به ما جاء منه في كتابي منتهى الآمال والكنى والألقاب..
                    ولم يكتفي الشيخ الراضي بهذا القدر ولكنه أراد أن يسدد بسهام الإدانة والاستنكار لمن قام بإضافة الحديث في كتاب مفاتيح الجنان فخلع على هذا العمل وصف التحريف المتطور وغير العادي !!
                    وسوف نجري مع الموضوع بنفس خطواته ..


                    1 ما هي نظرة الشيخ القمي إلى حديث الكساء ؟
                    الشيء الحسن في الموضوع هو تناول الشيخ القمي لحديث الكساء في عدة من مؤلفاته فقد أعطى إفادات خاصة حول نص حديث الكساء في كتابه منتهى الآمال، وفي كتابه الكنى والألقاب وقد جاء الشيخ الراضي بعبارتيه في كل منهما .. و هناك إفادة مشابهة في كتابه هداية الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب والأنساب فقد تضمن تعريفه بالشيخ الديلمي النص التالي :
                    "" الشيخ المحدث الوجيه النبيه الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي صاحب كتاب إرشاد القلوب....حتى يقول: قيل إن حديث الكساء المشهور الذي يعد من منفردات منتخب الطريحي موجود في غرر الأخبار لهذا الشيخ "" (هداية الإحباب:190).
                    وقد حملتني الصراحة في صدر البحث على أن أقول بأننا لسنا ممن يقاتل من أجل تصحيح حديث الكساء وأن هذه ليست هي قضية القضايا بيننا وبين الشيخ الراضي وإن كنا نقدر من يقول بصحته من الأساتذة الكرام ( قذفنا الله وإياهم بنوره الذي يقذفه في قلب من يشاء )، بل إن قضية القضايا هي دعوى الوضع والتزوير وأما كون الحديث ضعيفا بالتقدير السندي (لا بتقدير الدلالة والمؤدى) فأمر مقبول ولو جنح إليه رأي الشيخ الراضي لما كان مثيرا ولما تلقيناه كما تتلقى الآذان مقاطع الشجى ؟!
                    بيد أنه أصر وأكثر من الفر والكر لاثبات أن الحديث موضوع و ملفق وإن دون إثبات ذلك حلب الذكور ؟!!


                    ملاحظات على قراءة الشيخ الراضي لتراث القمي !
                    أ ) لقد سبق وأن أطلعنا القارئ الحصيف في طيات الأبحاث المتقدمة أن الشيخ الكريم قد طغى به الحماس لما ينتصر له من أراء واتجاهات وهو حماس غير مألوف ظهرت علاماته في سطوره ومقاطعه في هذه المقالة وتلك وفي هذا البحث وذاك ومن تلك العلامات أنه يستهيل ويضخم في الصور بداخله بطريقة لا يملك معها نفسه فهو قد لا يقصد المبالغة لذاتها وإن كانت لا تكاد تفارق اسلوبه ولكنها طبيعة الحماس والاندفاع نحو الاتجاهات الشاذة في علم الحديث والتي اهتم بها الشيخ فذهبت بقلمه بعيدا !!
                    ومن مظان ذلك ما جاء في الحلقة المنوه بها في نقله تقييم الشيخ القمي لحديث الكساء قال: "" لقد كان موقف الشيخ عباس القمي المتوفي:22/12/1359هـ من هذا الحديث موقفا سلبيا ولعله هو أول من طعن في هذا الحديث وذلك..."".
                    إذن فالشيخ القمي له موقف سلبي من حديث الكساء
                    وإنه يطعن في حديث الكساء !!
                    وإن هذه الطريقة من القراءة لرأي الشيخ القمي تشعل بنار الفضول في النفوس وتدفعها إلى قراءة كلماته لترى ما هي طبيعة الموقف السلبي و الطعن في هذا الحديث الجليل ولكن من عظيم الأسف أننا لو بحثنا وظللنا نبحث في تراث الشيخ القمي وراء السطور والفقرات التي تحكي توصيف الشيخ الراضي لم يزدنا ذلك البحث إلا بعدا !!
                    فلا شيء في إفاضات الشيخ القمي يشهد على أمانة طريقة الشيخ الراضي (أكرمه الله) في قراءته لكلماته !!
                    وسوف نترك (القارئ الذكي) مع ما أورده الشيخ الراضي نقلا عن الشيخ القمي ليقول رأيه بحرية:
                    قال في منتهى الأمال: "" أما حديث الكساء المعروف عندنا الآن فإنه لم يورد في الكتب المعروفة المعتبرة وفي أصول الحديث والمجامع المتقنة للمحدثين بهذه الكيفية ويمكن القول بأن هذا من خصائص كتاب المنتخب "" (منتهى الأمال ج1/ 788).
                    وفي كتاب الكنى والألقاب: "" قيل إن حديث الكساء المشهور الذي يعد من متفردات منتخب الطريحي موجود في غرر هذا الشيخ ""(الكنى والألقاب:ج2/ 238).
                    و ينزع إليه في الشبه ما نقلنا عن هداية الأحباب (تقدم تخريجه).
                    والسؤال الذي يستقبلنا أين هو الموقف السلبي وأين هو الطعن المباشر أو غير المباشر من الشيخ القمي ؟
                    هل إشارته إلى عدم احتلاله شيئا من صفحات الكتب المعتبرة التي عليها المعول موقفا سلبيا ؟!
                    إذن فمن الجائز أن ينسب إلى الشيخ القمي الموقف السلبي تجاه كل حديث لم يجيء في الكتب المتميزة بالاتقان !
                    بل لنا أن ننمي إليه القول بالموقف السلبي من مشروع البحار ومشاريع السيد هاشم البحراني و مدرسة السيد البرجوردي المتمثلة في كتاب جامع أحاديث الشيعة.. لأنها انفتحت على الكتب غير المتقنة فجاءت إلى القارئ الشيعي بأضعاف أضعاف ما في الكتب المتقنة وإن قسما وافرا منها تجده في مصدر واحد لا ند له في المصادر الأخرى حتى غير المعتبرة !
                    وأخيرا فإن ما ينساق من كلمة (موقف سلبي) هو إهمال الشيخ القمي لحديث الكساء المشهور وتخليه عن قراءته له في حياته والإشاحة عن التوسل به لتذليل صعوباته فهل ثبت هذا في أحوال الشيخ القمي ولو بحكاية ضعيفة يا شيخنا الراضي ؟!
                    واين قوله الذي ينطبق عليه الطعن في حديث الكساء المشهور بكل ما تأذن به كلمة الطعن من معنى ؟
                    هل الإقرار بضعف حديث ما، يرجع بالطعن عليه ؟
                    نعم لو كان قد عـَـدّ ل الشيخ الراضي عبارته وقال:" لعله (القمي) أول من طعن في صحته " لكان أوفق وأشبه بالمصطلح العلمي !!
                    إذ لا يذهب على القارئ النبيه الفرق الكبير بين الطعن في الحديث والطعن في صحته .. فإن الطعن في الحديث يساوي نفيه عن ساحة أهل البيت عليهم السلام والإمضاء على دعوى الوضع والتزوير والتلفيق مثلا وهذا ما لم يرد في شيء من عبارات الشيخ القمي !
                    ونؤكد على أن من إشكاليات الخطاب مع الشيخ الراضي أن المصطلحات العلمية تتذبذب بين يديه فقد يأتي بالتسمية على أصولها وقد يخالف تلك الأصول فمثلا نراه قد رجع في ص 6 من ح 5 وعبر أخيرا بما كنا نتمنى أن يعبر به أولا فقال في الملاحظة على إسناد السيد صادق الشيرازي حديث الكساء إلى القمي: "" إن الشيخ عباس القمي لعله هو أول من أشار إلى عدم صحة هذا الحديث..."" !!
                    وأيضا لا يذهب على قارئنا الفاضل أن الشيخ القمي كان يتدرج في الاطلاع دليل ذلك أنه حصر الحديث في نقل الطريحي وهو يعالج المسألة في كتاب منتهى الآمال، ثم لما بدأ تجربة جديدة في الكتابة مع الكنى والألقاب حكى نقلا لوجود الحديث في غرر الأخبار وهذا يدل على التوسع في الإطلاع بشكل تدريجي، بل ويدل على اعتداد الشيخ القمي بمن حكى له ونقل له عن كتاب غرر الأخبار ولم يكن ينظر له قولا هزيلا، ولذا رأى من السائغ تكراره في مؤلفين وهما الكنى والألقاب أولا وهدية الأحباب آخرا ..
                    ولكن يشتد العجب مع الشيخ الراضي انه وبعد أن نقل فقرات كتابي المنتهى والكنى لم يصل إلى ما يصل إليه كل قارئ من أن الشيخ القمي قد تدرج في الاطلاع على مواضع الحديث بل أصر على أن الشيخ القمي يعد هذا الحديث من متفردات الطريحي قال في ص3 من ح 5:
                    "" فهو يعد هذا الحديث من متفردات الطريحي في منتخبه و لم ينقله غيره "" !!
                    علما بأننا لو لم نستطع أن نقول باعتقاد الشيخ القمي بوجود الحديث في غرر الآخبار سابقا على الطريحي فلا أقل من شكه في وجوده عند غير الطريحي لا أنه يعده من متفرداته رغما على ما نقل له من وجوده في غيره !



                    التزوير في كتاب مفاتيح الجنان ؟
                    ابرز الشيخ الراضي كلام القمي في أول مفاتيح الجنان وحرصه العظيم على عدم تطرق الزيادة إلى كتابه من قبل أحد حتى أنه لم يخول ذلك لنفسه فعندما عنـّى له أن يضيف عليه بعد أن انتشر صيته وذاع وشاع كتب ملحقا وأرفقه بالكتاب .. وذكر نص كلامه الذي يدعو فيه على من تسول له نفسه العبث بكتاب مفاتيح الجنان بشيء..
                    ولم نعرف ما الهدف أبراز عنوان التزوير في كتاب مفاتيح الجنان؟
                    وما الهدف من سوق كلام الشيخ القمي؟
                    حتى قال في نهاية الكلام :
                    "" ثم إن الخطاط للكتاب للنسخة الخامسة وباللغة الفارسية في سنة 1359 هـ قد جعل له ملحقا ثانيا قال إن الشيخ عباس القمي قد اشار إلى بعض الأدعية وتركها لطولها ثم ذكرها هو كملحق ثان ...""
                    ولعلنا لا نجانب الصواب إذا ما نفينا الترابط بين العنوان والمحتوى لأن هذا الخطاط لم يعبث في كتاب مفاتيح الجنان بل أضاف له ملحقا كما صنع المؤلف نفسه حينما أراد أن يرفق بالكتاب مطالبا جديدة وأنه لم يتعوذ إلا ممن يحاول أن يعبث في المتن مباشرة فهذا الخطاط لم يخرج عن حدود التشرع كما هو واضح !


                    التحريف في النتاج الفكري للشيخ القمي ..
                    لقد ألمع الشيخ الراضي (عفى الله عنا وعنه) إلى بعض المساعي غير المسؤولة والأيادي التي لا تتأثم في العبث في الذخائر الفكرية لنحوم العلماء والمحققين فغيرت وأضافت في منتهى الآمال ومفاتيح الجنان ما لم يكن على بال المؤلف بحسبان !!
                    فحذف تقديره السندي لحديث الكساء من إحدى ترجمات كتاب منتهى الآمال .. وأضيف الحديث بسنده (عن كتاب العوالم ) إلى كتاب مفاتيح الجنان في حركة متدرجة قد استعرضها الشيخ الراضي ..
                    وهنا لا نرسل القلم ليفند أو يبدد في كلام الشيخ الراضي بل إننا نتضامن معه وندين هذه الجهود التي عليها دائرة الشبهة ونستخف بهذه المساعي أيما استخفاف، وما يطيب لي أن أستدرك به أن الإدانة لا تستوعب كتاب منتخب مفاتيح الجنان الذي قام به المرعشي النجفي لأن الإنتخاب تأليف آخر يحسب لمنتخبه لا لمصنف الكتاب الأول فمثلا كتاب مفاتيح البلاغة يدرج في مؤلفات السكاكي ومختصر تلخيص المفاتيح يدرج في مؤلفات التفتازني وكتاب الشافي في الإمامة ينسب للشريف المرتضى وكتاب تلخيص الشافي ينسب للشيخ الطوسي، وكتاب الرجال يعد من أعمال الكشي وكتاب اختيار معرفة الرجال يعد من أعمال الشيخ الطوسي، وكتاب الإلهيات ينسب إلى الشيخ السبحاني وكتاب مختصر الإلهيات ينسب إلى الشيخ الرباني ودواليك ..
                    لكن ما ربما يفهم من الشيخ الراضي حينما أدرج كتاب المنتخب للسيد المرعشي في المحتوى الذي كان يشرح فيه عنوانه الرئيس (تطور التحريف) عمل غير لائق !!
                    إلا إذا اعتذر بأن هذا جانب آخر من البحث حول السند لحديث الكساء لا للاستشهاد على محاولات التحريف ولذا قال معقبا ص5ح5: "" ولم يذكر السند ولم ينقل المستند "".
                    كان لا بد من نشر حصاد للبحث المديد الذي تعقب الصيحة الأخيرة للشيخ حسين الراضي ( حفظه الله ) فليت شعري قد زاد البحث بمده عن حـده ولذا وضعنــــا هذه السلة (الحلقة الثاني عشر) لتجمع للقارئ ثمارَه وقطافَه ..


                    يتبع ....



                    تعليق


                    • #25
                      .....
                      التعديل الأخير تم بواسطة لواء الحسين; الساعة 26-07-2011, 06:33 PM.

                      تعليق


                      • #26
                        الحلقة الحادي عشرة :


                        - حكاية الاجازات التي تذكر لحديث الكساء والنظر الدقيق فيها..
                        2 - التفسير المزاجي الخاص من قبل الشيخ الراضي لمعنى الوضع في الأحاديث!! 3 - رواية عن الإمام الرضا توحل في وحلها البعض ومنهم الشيخ الراضي «حفظه الله».
                        كل هذا تقرأه في الحلقة «11» من هوامش تدقيقية على دعوى التزوير في حديث الكساء..


                        ماذا في هذه الحلقة؟


                        كنا قد نوهنا للقارئ من خلال المحاكمات الفارطة أننا لسنا ممن تبين له «حتى الآن» صحة الحديث في تقديره السندي وإن كانت مفردات معانيه متسقة ومتناسقة مع القرآن المجيد والسنة ذات الطرق والمصادر الكثيرة.. ولكننا نريد أن نضع كشفا باسماء ونصوص العلماء الذين لم يخفوا هذه الحقيقة مضافا على من ذهب إلى صحة سنده وما نتوخاه من هذا الدور أن يلتفت الشيخ الراضي إلى نقص بحثه علميا إذ كان عليه أن يعطي العلماء القائلين بعدم صحته من جهة السند حقهم كما كان عليه أن لا يهمل جانب العلماء والخبراء الذين أدعو وجود أسانيد للحديث يعتمدون عليها في تصحيحه..

                        أسانيد حديث الكساء المشهور:

                        أشارت الأصابع الكثيرة من قبل العلماء الأعلام إلى سند هذا الحديث وكل إشارة لها تعبيرها الخاص..

                        ليس له سند أو انه من متفردات الطريحي:

                        ولنستمع إلى فريق من العلماء الذين جهروا برأيهم ولم يستحقوا من أحد هجرا ولا لوما لأن الرأي العلمي البحت لا يحارب ولا يصارع..

                        1- قال السيد اليزدي قد سره: إن أصل القضية الكسائية في الجملة من المعلومات كما يستفاد من أخبار كثيرة مما ورد في آية التطهير منها خبر منتخب الطريحي..

                        «الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء /ج19/475».

                        وهذا النص المنقول عن السيد اليزدي وإن لم يكن فيه تصريح بالارسال ولكن بالمراجعة إلى النسخة الأصلية الفارسية نجد أنه قد صرح بذلك فقد جاء:

                        «أصل قضيه كسائيه في الجملة أز معلومات است جنانجه أز أخبار كثيره أز أنجه در خصوص آيه تطهير وارد است مستفاد ميشود كه أز جملهء آنها خبر منتخب است وآن هر جند مرسل است لكن در عداد آن أخباراست كه بسياري أز آنها ضعيف است وأرسال آن مضر نيست».

                        «جواب سؤال فارسي سيد يزدي: 444».

                        فقد سقط في الترجمة العربية ما تحته خط وترجمته: «وهذا وإن كان على كل حال مرسل ولكنه في عداد الأخبار الضعيفة التي لا يضر إرسالها..».

                        وعلى أي ٍ من الأحوال فإن هذا التصريح من سيد مراجع عصره الكاظم اليزدي يكشف لنا عن خطأ ماظنه الشيخ الراضي في الشيخ عباس القمي حيث قال: «ولعله أول من من أشار إلى عدم صحة هذا الحديث».

                        «الحلقة الخامسة ص6»

                        وهي الكلمة التي لم يقلها عن بحث بل قد أقتبسها الشيخ المحترم من بحث محمدي الريشهري، وسيعلم القارئ المتحري ان الشيخ ابا مجتبى قد سار خلف الريشهري مقلدا لا محققا وسنضع النقاط على الحروف والكلمات على السطور في الحلقة الأخيرة من هذه الهوامش تحت عنوان: " تحية المطاف " إن شاء الله تعالى.

                        مداخلــة استبــاقية:


                        وهنا ولكي أسبق المناقشة من أي أحد أبين «للقارئ النبه» بأن السيد عباس الكاشاني نقل كلام الطبأطبائي اليزدي معتبرا إياه ممن جنحت كلمتهم إلى صحة حديث الكساء المشهور قال: «ومنهم آية الله الفقيه المتلاطم السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب العروة فإنه طاب ثراه قد جنح إلى صحته وصدوره في كتابه السؤال والجواب...».

                        «مصابيح الجنان:826».

                        إلا أن هذا التقييم من السيد الكاشاني واضح لا ارتياب في معناه فهو يتحدث عن رأي السيد الطبأطبائي اليزدي في متن ومضامين الحديث والتي قال عما قليل مضى نقلنا لك نصه الفارسي عنها بأن إرسال السند لا يوجب ضررا بها ولا يحقق ضعفها.

                        2- وقال العلامة السيد محسن الأمين في معرض حديثه عن الديلمي وكتابه غرر الأخبار:

                        " غرر الأخبار ودرر الآثار في مناقب الأطهار وحديث الكساء المشهور المذكور في منتخب الطريحي مذكور فيه.."

                        «أعيان الشيعة: ج5/ 251».

                        3- وقال الميرزا جواد التبريزي طاب ثراه: في جواب سؤال:

                        هل ثبت لديكم حديث الكساء بسند صحيح؟ وما هو ثواب قراءة هذا الحديث؟

                        الجواب: حديث الكساء مشهور والثواب المنقول يعطى للقارئ والمتوسل بقراءته وبمن ورد في حقهم الحديث إلى الله سبحانه وتعالى عند الحاجات والله العالم.

                        «الأنوار البهية في المسائل العقائدية:97».

                        4- كلمات الشيخ عباس القمي وقد نقلناها عن كتاب هداية الأحباب والكنى والألقاب ومنتهى الآمال كما قد ساق الشيخ الراضي نفسه بعضا منها..

                        5- ويقول الشيخ زين العابدين الابراهيمي: «ليس في شيء من تلك الأخبار هذه التفاصيل المذكورة في رواية المنتخب وأنا لا أحكم بصحتها ولا سقمها...»

                        «أسرار حديث الكساء/99».

                        6-7 الشيخ فخر الدين الطريحي وعلي نقي الأحسائي حيث عبر كل منهما بـ «روي» وهي تفيد الإرسال.

                        ولا زال هناك العديد من الكلمات التي لم تبالغ في السند موجودة في كتب المشايخ الأعلام لم نستقصها عن آخرها..

                        فهل مع مرور هذه الأراء بسلام آمنين من النقد وسكوت الآخرين عن مدافعتها يجوز لاحد أن يتهم العلماء في امانتهم ويقول ان هناك تهويل وتضخيم ومبالغة في حديث الكساء، وماذا قدم لهم من الإنصاف من يقول فيهم بهذا؟!

                        الاجازات والطرق إلى حديث الكساء:

                        ولكن هناك إشارات أخرى تتحدث واثقة عن وجود سند صحيح لحديث الكساء علاوة على ما جاء في كتاب العوالم وقد تقدم نقل البعض عن وجوده في غرر الأخبار مثلا وهو ما لم يتم العثور عليه وهنا سننقل طرفا مِـن أقوال مَـن يؤمن بوجود أسانيد وإيجازات تصل بين حلقات الرواة إلى السيدة الزهراء سلام الله عليها.. والداعي لي إلى نقلها هي أنها قد انتشرت وشاعت بين المؤمنين في أرجاء الشبكة العنكبوتية كما تحدث بها بعض الفضلاء في رسائلهم.

                        1- السيد عباس الكاشاني:

                        ونحن نروي هذا الحديث الشريف بشتى الطرق من أرباب الحديث ومشايخ الرواية وقد ذكرنا طرقنا العديدة في كتابنا المسلسلات وهنا ننقل الحديث الشريف بحق إجازتنا من العوالم بحذف أسانيده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري «رض».

                        «مصابيح الجنان 826».

                        2- قال السيد محمد الحسيني الميلاني:

                        «وأروي حديث الكساء بسند صحيح متصل عن جابر بن عبد الله».

                        «قديسة الاسلام:271».

                        3- السيد مهدي الشيرازي نقل عنه إسناد صحيح إلى حديث الكساء وأنه في رسالة مخطوطة لا تزال محفوظة.

                        «فقه الزهراء:9».

                        وصورتها:

                        «...السيد مهدي عن الشيخ عباس القمي عن الميرزا حسين النوري عن الشيخ مرتضى الأنصاري عن المولى أحمد النراقي عن السيد بحر العلوم عن الوحيد البهبهاني عن أبيه الشيخ محمد أكمل عن المولى محمد باقر المجلسي عن أبيه محمد تقي المجلسي عن الشيخ البهائي عن أبيه الشيخ حسين بن عبد الصمد عن الشهيد الثاني عن أحمد بن محمد بن خاتون عن الشيخ عبد العال الكركي عن علي بن هلال الجزائري عن الشيخ علي بن خازن الحائري عن أحمد بن فهد الحلي عن ضياء الدين علي بن الشهيد الأول عن أبيه محمد مكي العاملي عن فخر المحققين عن أبيه العلامة الحلي عن خاله المحقق الحلي عن ابن نما عن محمد بن أدريس الحلي عن ابن حمزة الطوسي عن محمد بن شهر آشوب عن الطبرسي صاحب الاحتجاج عن الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي عن أبيه شيخ الطائفة عن الشيخ المفيد عن الشيخ الصدوق عن أبيه عن علي بن أبراهيم حيلولة: وعن ابن قولويه عن الشيخ الكليني عن علي بن أبراهيم عن أبيه ابراهيم بن هاشم عن احمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن القاسم بن يحي الحذاء الكوفي عن أبي بصير عن أبان بن تغلب عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله تعالى عليهم جميعا عن سيدتنا ومولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت رسول الله أنها قالت دخل عليّ أبي في بعض الأيام...».

                        «صورة ممهورة بختم ابنه السيد صادق».

                        4- الشيخ فرج العمران فبعد أن نقل سند الحديث من كتاب العوالم للشيخ الجليل الثقة الثبت المحدث الحافظ الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني ساق «تذييلا» جاء فيه:

                        «يسرني جدا أن أتصل بهذا السند وأن أنتظم في سلك سلسلته الذهبية بتوسط إجازتي عن مشايخي الكرام تبركا وتيمنا فأقول:

                        حدثني إجازة آية الله السيد محسن الطباطبأي الحكيم «مد ظله العالي» عن شيخه واستاذه آية الله الحكيم الفيلسوف المتكلم الفقيه الأصولي الثبت الميرزا محمد الحسين النائني المتوفي 26/5/1355هـ عن شيخه ثقة الاسلام الميرزا حسين النوري المتوفى سنة 27/6/1320هـ عن شيخه سلطان أهل التحقيق الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفي سنة 1281هـ عن الفقيه المعتمد صاحب المستند الشيخ أحمد النراقي المتوفى 13ـ 4ـ 1245هـ عن والده المبرز في علم الأخلاق الشيخ مهدي النراقي الغفاري المتوفى سنة 1209هـ عن شيخه المحقق المنصف الشيخ يوسف صاحب الحدائق المتوفى سنة 1186هـ عن شيخه الشيخ حسين ابن الشيخ محمد ابن الشيخ جعفر الماحوزي عن شيخه الشيخ سليمان ابن الشيخ عبد الله البحراني عن السيد هاشم البحراني... إلى آخره».

                        «الأزهار الأرجية:م3ج8ص245».


                        كل هذه الاجازات في الميزان:

                        والنظر الدقيق في هذه الاجازات يقتضينا ذكر أمور:

                        أ» يؤكد بعض الأجلة من مشايخنا ومن أصحاب الفن في الاجازات «أعني به المحقق الكبير والعلامة الحجة السيد محمد رضا الجلالي» أن هذه الاجازات طرا ليست من الاجازة الخاصة التي تفيد تحميل المجيز للمجاز نسخة مصححة بل هي من الاجازة العامة التي لا تفيد قليلا أو كثيرا بل هي مجرد تبعية للسلف وتذكر للتيمن والتبرك ولا شيء أكثر، وهذا ما صرح به الشيخ فرج العمران في مطلع إجازته قال: " إجازتي عن مشايخي الكرام تيمنا وتبركا "!

                        ب» أن بعضها اسانيد إلى النسخ والكتب بل إلى خصوص نسخة عوالم العلوم للبحراني يشهد بذلك عبارة السيد عباس الكاشاني إذ قال: " ننقل الحديث الشريف بحق إجازتنا من العوالم..."، فإن المستجيز يرى في سنده إلى الكتاب ما يؤمن له الانضمام إلى السند الموجود داخل الكتاب فيسره أن يتصل بالسلسلة الذهبية المذكورة في العوالم ولو بهذا النحو.

                        ج» وحينما نتحصل على الفهم الصحيح لموقعية هذه الاجازات التبركية يزول الاشكال عن اشتمال بعضها على الشيخ القمي والشيخ النوري أو صاحب الذريعة بينما أيا من هؤلاء لم يذكر الطريق في إجازته الكبرى أو غيرها بل ربما صرح بما ينافي ثبوت الحديث بسند صحيح كما هو الحال مع الشيخ القمي صاحب المفاتيح، وإنما يفك الاشكال لأن هؤلاء أصحاب طرق إلى كتاب العوالم مثلا فصحح ذلك وجودهم داخل التوليفة التيمنية والتبركية!

                        د» وإن بمعرفة نوع الدرجة العلمية لهذه الاسانيد والاجازات لا يبقى استغراب من تحدث بعض الأعلام والأقطاب كالشيخ فخر الدين الطريحي أو علي نقي الاحسائي أو الفقيه اليزدي أو العلامة الأمين وغيرهم عن إرساله وعدم تمامه في التقدير السندي طبعا.. فإن نظر أمثال هؤلاء إلى المعنى الحقيقي والاصطلاحي للإجازة بينما قد توسع في معناها من ادعى سندا غير ما في العوالم!

                        هـ» نلفت الانظار إلى وجود بعض أجلة الأساتذة في قم ممن يصر على أن بعض هذه الطرق ليس من نوع الاجازة المجازية والتيمنية بل هي طرق صحيحة في رأيه وبلغنا أنه يشتغل على إعداد بحث في هذه الخصوص «نسأل الله لنا وله المدد في العون والزيادة في التوفيق».

                        زبدة المخض:

                        أهتم الشيخ الراضي أن تكون الدقائق الأخيرة لقرائه خاصة بطي خيوط بحثه المتناثرة فجاء بخلاصة تتألف من سبعة عشرة نقطة غالبها مما قد أخذ نصيبه في البحث والتمحيص في هذه الهوامش، لهذا لا نعيد الكرة معها من جديد لولا أن بعضا منها يفرض علينا الكلام فرضا ويلزمنا بالوقوف عليه وبنفس الطريقة التي كنا نقصد من ورائها قياس الدقة العلمية لدى الشيخ الراضي «أصلح الله أمرنا جميعا»؟!

                        قرر في النقطة «2»: ح 5 ص 7 أنه:

                        " على فرض أن كاتب هذه الحاشية هو الشيخ عبد الله البحراني وأن هذه الدعوى منه من الذي يضمن أن ما رآه الشيخ البحراني هو خط السيد هاشم البحراني".

                        هنا إخفاقة علمية جاءت وليدة الاتباع والتقليد للريشهري كما يبدو لي في كتابه أهل البيت في القرآن والسنة وإلا فجميع علماء الحديث على أن قول الراوي: " رأيت بخط فلان " شهادة منه على معرفة الخط فهذا التشكيك من ضعف الخبرة، وهذا الجواب نفسه ينسف ما قرره في النقطة الثالثة أيضا لهذا نترك إيرادها!

                        أدعى في النقظة «4» ن/م:

                        لماذا لم يطلع على هذا الخط أحد من تلامذة السيد هاشم البحراني الملازمين له...؟

                        هذا الكلام جزم منه «سامحه الله» بعدم اطلاع أحد من تلامذته عليه ولا أدري من أين جاء هذا الجزم؟!

                        كم هو البون الشاسع بين أن نقول لم نسمعه ولم نقرأه عن أحد تلامذته الملازمين له، وبين أن نقول لم يطلع عليه أحد من تلامذته؟

                        فما قاله الشيخ الكريم يتوقف على تصريح تلامذة السيد البحراني بالنفي ولم يحصل!

                        وأعز ما نشير إليه أن تلامذة السيد البحراني قد خفيت أسمائهم وهذه حجة أخرى على الشيخ الراضي فهو لم يستطع عند ترجمته من أن يذكر له أكثر من تلميذ واحد بينما من المقطوع به أنه صاحب مدرسة تتهافت عليها العقول والهمم، فرجل تخفى تلامذته وحضار درسه المستفيدين منه ما علمك بأوراقه ومستنداته العلمية التي لم تنتشر في حياته هل يمتنع أن تكون خافية على الناس؟؟

                        قال في النقطة «13» ن/م:

                        «إنما عبرنا عن هذا الحديث بالوضع لأنه لم يثبت أنه روي في كتاب معتبر معتمد ولم يثبت أنه روي حتى بسند ضعيف فهو لا أصل له».

                        ما أكثر الروايات الفقهية التي حشدت في كتب الفقه كالمبسوط للشيخ الطوسي والتذكرة والمختلف للعلامة الحلي وغيرها من كتب الفقه الاستدلالي، وليس لها مكان في كتب الحديث المعتبر منها وغير المعتبر فكيف ستكون النتيجة بناء على الطريقة الجديدة للشيخ الراضي هل سنحكم على جميعها بالوضع؟!

                        ومن ناحية علمية فإن الوضع له مغازي يعرفها طلاب علم الدراية وعلم الحديث منها التهمة الشخصية للرواي التي تقوم على أسس عامة وقد ذكرناها في بادئ البحث ومن أهمها شهادة علماء الفن على كون الراوي وضاعا وجرحه بالكذب مثلا..

                        ومنها عدم الانسجام مع القرآن وكلام أهل البيت

                        وليس بين العلل العلمية للوضع شيء أسمه لم يرد في كتاب؟!

                        فمن أين جاء الشيخ الراضي بهذا؟

                        المرجو منه أن يدلنا على مصدر واحد للعلماء سواء شيعة أو سنة يقول بأن عدم ورود الحديث في كتاب ولا بسند ضعيف يساوي في النتيجة كونه موضوعا؟!!!

                        ولا غرو فهو شخصيا يعرف بأن ذلك من مُحدَثــات الاصطلاح ولم يقل به غيره ولذا قال " عَبَرَنـَا "، ولم يقل: " يُـعَـبَـرُ "، وجوابنا:

                        أنت أولى بتعبيرك الذي لم تتضح لنا ذهنيته بعد.. بل إننا لا نستطيع أن نثق بكل تقييماته لحركة العلماء مع الحديث لأنه قد بدى واضحا أن الشيخ الراضي يتكلم بالمصطلحات العلمية لكن عن ذهنية خاصة لا تشبه الذهنية العامة فالتساهل عنده له معنى مختلف، والوضع له معنى مغاير، ولا يبعد أيضا إذا وصلنا وإياه إلى بحث الدلالة والمضمون لحديث الكساء أننا سنرى للغلو معنىً فردياً يختص به ولا يفهمه غيره!!!

                        والنتيجة المستنتجة:

                        أن الشيخ الراضي «عفى الله عنا وعنه» يحاكم التراث محاكمة مزاجية وبأراء لا تنطلق من القواعد والأصول المدرسية التي لا تختص بأحد دون أحد بل هي واحدة يعرفها المتدرجون قبل المتخرجين في المعاهد العلمية الحوزية!!

                        وألقى إلينا في النقطة «17» والأخيرة ن/م:

                        «إن الإمام الرضا وضع لنا جملة من القواعد في التعرف والتمييز في فضائل أهل البيت في صحيحة ابن أبي محمود التي نقلها عنه...».

                        لقد الفتناكم في الحلقة الرابعة من هذه الهوامش إلى عجيب قراءته للنصوص فهو كثيرا ما يتكئ على نص ٍ لا يحمي مطالبه ولا ينصر آرائه إنما هي نصوص أدل ما تكون على خلافه!! وإن الرواية المشار إليها هنا أيضا هي بعيدة عما استنتجه بفهمه وسننقل الرواية ونبرز مواضع الإشارة فيها والحكم متروك للناقد البصير..

                        روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا بسند صحيح عن إبراهيم بن أبي محمود قال:

                        «قلت للرضا يا بن رسول الله إن عندنا أخبارا ففي فضائل أمير المؤمنين وفضلكم أهل البيت وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم أفندين بها فقال يا بن أبي محمود لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله قال من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله عز وجل فقد عبد الله وإن كان الناطق عن أبليس فقد عبد أبليس ثم قال الرضا : يا بن أبي محمود إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها الغلو، وثانيها التقصير في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا وإذا سمعوا التقصير أعتقدوه فينا وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عز وجل ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فلزم طريقتنا فإنه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه إن أدنى ما يخرج الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك ويبرأ ممن خالفه يا ابن أبي محمود أحفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة».

                        «عيون أخبار الرضا ج1/ باب 28 رقم 63».

                        ماهي الأشياء التي غفل عنها الشيخ الراضي في هذه الرواية؟


                        فعلى أن الرواية لا تتصل بمقصود الشيخ الراضي إلا أن ثمة أسئلة جادة تلاحقها ولا بد على الشيخ الراضي من تخليص الرواية منها وإلا ستفقد الرواية صلاحيتها للعمل حتى لو كانت نقية السند، خصوصا على نفس الشيخ الراضي «عاجلنا الله وإياه بعفوه» وما رأينا من استعداده الدائم لرمي الرواية بالمشبوهية والوضع لأدنى خلل ولأدنى شبهة، فإنا نقول له هاهنا شبهات كثيرة حول هذه الرواية فكيف استنام قلبك إليها وكيف قبلت بها حجة دون أن تلتفت إلى ما تخفيه في جيوبها؟!!

                        هيا معا إلى الأسئلة..


                        1 - كان من قوله: «إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا»، وهذا يقتضي أن يكون في الخارج شخصيات بارزة ومحترفة في وضع الفضائل في اهل البيت كما عرف الوضع والاختلاق عند ابي الخطاب أو ابن المغيرة أو ابن المقفع فالكل محترف في الوضع والدس في جوانب معينة وفي أعصار محددة وقد تولى أهل البيت فضحهم بالمباشرة..

                        فهل تسعفنا ذاكرة الشيخ الراضي باسم واحد من هؤلاء المحترفين الذين هولت أمرهم الرواية المزبورة؟

                        وأين مَن ذكرهم أو عين وضعهم في كتب القوم «لأن الرواية تقول أنهم من المخالفين» سيما وأن علماء الطرف الآخر يهتمون بأمر الوضاعين بل من الأمور الاعتيادية عندهم تبادل التهم بالوضع فما أكثر رجالهم الذين الصقوا بهم تهمة الوضع والدس والتدليس فصار يرد بعضهم على بعض في هذا المعنى...

                        وأيضا فنحن نعرف أن ضعف اتباع الآخرين لأهل البيت وشراب قلوبهم من حب الآخرين من أعداء أهل البيت حتى لو كانوا مجرد سلاطين أو رعاة جفاة من النواصب مثلا فهو حافز قوي يدعوهم للنيل ممن وضع أحاديثا تغلو في أهل البيت أو تنال بالسب والشتم ممن يحبون حتى لو كان من مذهبهم فلما لا نجد لهم أي ذكر ٍ وهذا يدل على أن المخاوف التي تتكلم عنها الرواية تجاه المخالفين ليست بواقعية؟

                        2 - وفيها أيضا: «وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها الغلو»، ولا شك أن معنى الغلو هنا هو ما يقتضي الربوبية لا مطلق الارتفاع بأهل البيت ولذا قال بعد ذلك " ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا ".

                        والسؤال المحوري: أين هي الروايات التي تتحدث عن ربوبية أهل البيت من طرق أهل الخلاف وهل يمكن أن يعثر الشيخ الراضي على رواية واحدة بهذا الشرط؟

                        3 - وأخيرا قال: «وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا»، وهذه من أكثر فقرات الرواية إجمالا..

                        فالربط بين قيام روايات في سب أعداء أهل البيت وسب أهل البيت غير واضح؟

                        لأنه إذا كان المقصود وضع هذه الروايات على لسان أهل البيت فإننا نعود بالسؤال إلى من يحتج بهذه الرواية ونقول أين هي الأحاديث المروية في طرق القوم وفيها نسبة كلام السباب والشتام إلى أهل البيت ؟

                        إنما المعروف هو خلاف ذلك كوضع " ولدني أبو بكر مرتين " على لسان الإمام الصادق ووضع بعض الترضيات والاشادة ببعض رموزهم وهنا ينشأ سؤال رابع بالمناسبة وهو:

                        4 - لما تدعي الرواية أن الإمام نبه على بعض مساعي المخالفين التي لولا هذه الرواية لم نعرفها ولم ينبه على هذه الممارسة التي كانت واضحة من قبل المخالفين فلما لم يجعلها قسما رابعا ويبين هدفهم من عملية وضع روايات المدح لرموز المخالفين وهو أن يميل شيعتهم إلى خصومهم ونحن نعرف أن هذا دور خطير جدا لا يصح إهماله من حكيم صاحب خبرة واردة فضلا عن الإمام ؟!

                        وأما إذا كان المقصود أنهم يضعون روايات تنال من رموزهم بالسب والشتم لا على لسان الأئمة بل من غيرهم مثلا فاي ربط بين وجود هذه الروايات وبين أن ينتقم الناس منها بسب أهل البيت فلما لا يسبون من تنسب إليه مباشرة؟

                        5 - والسؤال الأخير أن ما رأيناه من الذهبي وغيره ينص على أن المقبلين على التصديق بفضائل أهل البيت من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين كثير، نعم قال أنهم لم يؤمنوا بإمامتهم الإلهية كما تقول الرافضة..

                        ولعمري فهذا شيء لا يشك فيه حيث أن كتبهم وطواميرهم المخصصة لفضائل أهل البيت بعيدا عن الغلو والنيل من أعدائهم تملئ الفجاج الأعظم إذن ليس الغاية من حديث المخالفين في فضائل اهل البيت أن يسمع الناس الغلو فينسبوا الشيعة إلى الربوبية، أو يسمعوا بمثالب غيرهم فيثلبوهم بل هو قضية المحبة العامة والاعتقاد بفضل وسمو أهل هذا البيت الذي أظهره الله عز وجل على لسانهم ﴿ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ﴾..

                        6 - إن الدور الذي تتحدث عنه هذه الرواية دور خطير جدا وهذا يجعلنا نتسائل كيف سكت الأئمة عن هذا التلاعب ولم يحملوا عليه بل كل ما جاء فيه هو موقف واحد للإمام الرضا من بعد سبعة أئمة ولم يتكرر على لسان من بعده من الأئمة بل حتى الإمام الرضا لم يهاجم أو يبادر من نفسه «حسب زعم هذه الرواية» إنما كان ابن أبي محمود قد تعرضه بالسؤال فأجابه؟!؟!؟!!

                        وكنتيجة لهذه الأسئلة التحقيقية الستة يتضح أن الرواية وبالرغم من قول البعض بصحة سندها «والذي فيه كلام أيضا»، إلا أنها من حيث المعاني يبدو أنها تتكلم عن أجواء لا تثبت تاريخيا مع إهمالها لأمور أخرى في صميم الموضوع الذي تدور حوله مما هو ثابت تاريخيا!

                        فنحن وإن كنا لا نطعن في الرواية لأدنى ملابسة ولكننا نتوقف فيها ونرد علمها إلى أهلها!

                        ومن مارس علمي الفقه والعقيدة يعرف بأن التوقف في بعض الأحاديث حتى لو كانت صحيحة وأعلائية ليس بالأمر العزيز سيما إذا كان فيها أضطراب أو مخالفة لضروري من ضروريات الدين أو المذهب أو الفقه وغير ذلك من الأمور التي تمثل القدرة على رعاية الحديث ودرايته حيث جاء في النص: «الحديث دراية وليس برواية»!!

                        ملاحظة أساسية:


                        إن هذا التحليل والأسئلة المثارة كلها بناء على تفسير قوله " مخالفينا " بعموم أهل السنة والجماعة «*».. وأما إذا فسرت بالخوارج والمرجئة كما هو المعروف بين العلماء والمستأنس من كلمة مخالفين آنذاك فإن هذا التفسير يكشف عن سطحية ما قاله الشيخ الراضي:

                        «إن الإمام الرضا وضع لنا جملة من القواعد في التعرف والتمييز في فضائل أهل البيت في صحيحة بن أبي محمود التي نقلها عنه...».

                        «ح5 ص8»

                        ولكن كيف؟

                        لأن الخوارج والمرجئة لم يكونوا متنفذين في الطبقة العلمية من الشيعة بل كان الشيعة يحذرونهم تمام الحذر لأن الأئمة قد حاربوهم وحاججوهم سيما الإمام جعفر بن محمد صلوات الله عليهما الذي كان يعلم أصحابه احتجاجاتا يحتجون بها على المرجئة.

                        «راجع إلى الملل والنحل للشيخ السبحاني ج3/104»..

                        فقــــه الحــــديث:


                        وحينما نغمض عن تلك التساؤلات التي تثير الشكوك في جهة الصدور أو فيما هو مرادها الجدي أو في احتمال سقوط ما يوجب اختلال المعنى فيها..

                        فلو أغمضنا عن كل ذلك فإن الرواية في واد ومطلوب الشيخ المتحدث في واد آخر!

                        1- هي تدعو إلى قبول ما كان الحديث عن الله عز وجل وهذا لا يتوقف على توثيق الطريق كما توهم الشيخ الراضي بقوله: «لا بد من المصادر المعتمدة في نقل العقيدة والأحاديث والفضائل التي تنسب إلى أهل بيت العصمة والطهارة...» لأن الفضائل إن أريد التحدث بها على وجه الاحتمال فلا تتوقف على ذلك كما هو صريح كلام علماء الدراية والحديث..

                        وأما إذا كان الهدف الايمان بها فهذا لا ينفع معه وثاقة الطريق وكون المصدر معمتدا فالمحققون قالوا بأن الخبر الواحد الصحيح حجة في الأحكام الشرعية فقط لما دل عليه الدليل، وأما في غير الأحكام فهو من الظنون التي لم تخرج من أصل عدم الحجية بالدليل وهذا موضح حتى في أبسط الدراسات الأصولية؟!

                        وإن الراوي على ما يبدوا كان يعي هذه الجهة ولذا طرح سؤاله بشكل دقيق قال: " أفندين بها " فهو يتحدث عن الادانة والقطع بها لا عن مجرد روايتها وتناقلها وهذه خصوصية لم يعطها الشيخ الراضي حقها من التأمل ولو كان لكتشف مبكرا أن الرواية على خلاف مقصوده أدل!

                        إنما طريق الاطمئنان لكون الحديث عن الله أم عن أبليس يتوقف على معرفة قرآئن الصدق التي قد تحتفي بالخبر فترتقي به إلى درجة القطع أو الاطمئنان بصدقه وصدوره، كما يتوقف على معرفة موافقته لكتاب الله عز وجل أو مخالفته..

                        ولعمري فقد أتعب العلماء الشراح والمتعرضون لحديث الكساء أنفسهم في مقابلة فقراته مع كتاب الله عز وجل وكشفوا عن موافقته الأكيدة للقرآن الكريم وهذا كلام نتركه إلى حين البحث في مضمون ودلالة حديث الكساء إن شاء الله تعالى.

                        2- وتدعو إلى ملازمة أهل البيت يقول فيها: «إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فالزم طريقتنا فإنه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه...».

                        وإن التحقق من ملازمتهم تفرض علينا أن لا نقتصر على الدرس السندي للخروج بحكم خطير وهو الوضع والاختلاق بل تكليفنا أن نقوم بعملية تمشيط واسعة لتراثهم وقياس ما جاء في حديث الكساء على تراثهم فإن كان مطابقا له فالالتزام بحديث الكساء وإن كان سنده كلا سند التزام بهم ومفارقته مفارقة لهم، وهذا الشيء يوضح لنا أن التعلق بالأسانيد فقط لترجيح صحة شيء على ضعفه أو العكس هي طريقة من يعجز عن الخوض في غمار بحارهم !!.

                        ترقبوا الحلقة الأخيرة إن شاء الله

                        تعليق


                        • #27
                          تحــــية المطــــــاف
                          بعد هذا المد الطويل والبحث الوافر مع قضية حديث الكساء بالرواية المشهورة، أرتأيت أن أقوم بجمع الخيوط و لملمة الصحف في نقاط وأسطر قليلة تقتصر على ثمار الهوامش وحصاد التدقيقات التي جلنا معها في الحلقات الإحدى عشر التي رافقت الشيخ الراضي في دعواه التزوير والتلفيق رفقة ً نقدية ً.


                          الخطة الأساسية للهوامش:
                          1 لم تكن الهوامش زعيمة بتصحيح حديث الكساء ( في تقدير السند، وإن كان المتن مما لاغبار على صحته ) وبالتالي لم يكن الدافع لرصف كلمات هذه الهوامش و رص سطورها نقد من غمز في صحة الحديث أو صرح بضعفه .. فهذا قول علمي ومعروف وليس شيئا تعمد العلماء إخفائه على الناس كما ربما يحاول البعض أن يلبس في ذلك فيعطي شربة سائغة لمن يتربص بنا المزالق ؟!
                          2 قد يظن القارئ خطأ بهذه الهوامش أنها تـُحَـرمُ النظر في ركام التراث بعين النقد والصد، وهذا من الحيف والظلم بمكان، فإن الجامعة الدينية والحوزة الراعية لنا لم تربنا على شيء بمستوى تربيتها لنا على النقد والنفوذ بالإشكال والاقتحام بالسؤال خلف كل حقيقة ولو كانت ضرورية فالسؤال لا يشين السائل و الكلام لا يَـحط ُ المنزلة وهذا ما يمكن أن يثبت لدى أي إنسان بعد أن يطالع في دواوين العلماء ومفصلاتهم التي تمثل أبحاث العلماء في خارج الأصول، والفقه، والكلام، والتفسير، بل والرجال ..
                          فأيا قرأت من هذه تجد أن لكاتبها أو محاضرها أسئلة جريئة وشــبَـه ٌ ربما لا تكون مسبوقة ً لكن دون أن تضيع مهابة هذا أو يتزلزل تمثال ذاك المبني في قلوب من حوله من العلماء والفضلاء ممن عاشوا معه في حياض الحوزة العلمية المقدسة!




                          وهنا بضعة من الأمثلة:
                          1) فالصدوق و استاذه بن الوليد وجماعة أخرى منهم التستري (صاحب قاموس الرجال) يصرون على صحة وتمام الأحاديث المثبتة لسهو النبي صلى الله عليه واله وسلم (1)..
                          2) والشريف المرتضى ربما لاح منه أن حديث الغدير نص خفي على علي بن أبي طالب عليه السلام وليس نصا جليا جاء ذلك في كتابه الشافي في الإمامة..
                          3) و الشيخ المفيد ربما توقف في أمور كثيرة أو أنكرها من قبيل حضور المعصوم عند كل ميت أو مثل القول بتفضيل أهل البيت على كل الأنبياء، ومن قبيل ما منا إلا مسموم أو مقتول، والعديد من المسائل المبثوثة في تراثه والتي في بعض منها جاءت كلمات تلميذه المتقدم الذكر موافقة له..
                          4) والقمي (صاحب القوانين) و الخوئي وعدة عديدة ينكرون صراحة سعة علم المعصوم فلا تشمل كل الموضوعات الخارجية.
                          5) والشيخ المصباح اليزدي (معارف القرآن:ج2/113) وأصرح منه آصف محسني (صراط الحق:ج /) يتأملان بشكل واضح في الدليل العقلي لعصمة الامام من حين الولادة ولعل كلام الأخير أصرح ثم إنه زاد بخطوة أخرى جريئة حيث ألف كتاب (مشرعة البحار)، وهو مشروع تحتاج الساحة العلمية لمثله لولا أن فيه بعض الشطحات كقوله بأن ما جرى على بعض المسلمين في البوسنة والهرسك وأفغانستان أعظم مما جرى في كربلاء: (مشرعة البحار:ج2 / 11)، وذلك في سبيل نفيه لحديث (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت)!!.
                          6) والشيخ النوري قد أنتقد و نبذ شيئا من التفاصيل التاريخية مثل زيارة نساء أهل البيت لقبر الحسين عليه السلام في الأربعين بل وهاجم الكثير من الروايات المنبرية وخصص لها رسالة مطبوعة(باسم اللؤلؤ والمرجان) كما زل به الرأي حيث اشتبه في تحريف القرآن الكريم ولي في هذا الكتاب قراءة شخصية لم أذكرها بعدُ وربما سنحت الفرصة لأقف بالقارئ عليه إن شاء الله تعالى !!
                          7) والسيد شرف الدين أيضا له في بعض محطات مراجعاته كلام لا يشبه الذهنية العامة لعلمائنا كالذي جاء في المراجعتين (83-84) فقد أكد على أن من خالف عليا متأولا لا متقصدا !!
                          8) وإن الشيخ ناصر مكارم قد طبق عبس وتولى على رسول الله صلى الله عليه واله ؟! (الأمثل:ج19/363).
                          بعد تقريب أن هذا لا يعني ترك الأولى المنافي للعصمة ... كما له في تفسيره نظرات أخرى مستغربة لا نحصيها الآن ..
                          وإن ما سوى هذه الأمثلة كثير في الذاكرة العلمية الخاصة بأتباع أهل البيت عليهم السلام من الذين ربما قالوا قولا خرجوا به عن المألوف ولكنها أمثلة ترينا كيف أن الحوزة بأعلامها وثقلها ما أوصلت ساكنا ليتحرك، و لا رَجّـــتْ راكدا للتهيج الراسبات في القعر !!
                          بل إنهم غالبا ما يقيمون الآخرين الذين لا يمكن التغاضي والإغماض عن توجهاتهم الفكرية ببضع كلمات لا تتجاوز السطر الواحد، وربما أشاروا فيها إلى مشكلة المشاكل عند هذا أو ذاك دون المطاردة وراء التفاصيل التي تعمق الشبهة فيه لأن أهل الباطل يحيون بفرص النقاش فإذا فتح باب التفاصيل تعلقوا بالأمور غير الواضحة والمتشابهة وأطالوا النقاش فيها ليصدوا المؤمنين عن الأمور البينة .
                          وهذا الكلام لا أقوله لتبني عصمة كل تلك التقييمات والفتاوى (على امتداد تاريخ الفتوى) كلا. .
                          بل العصمة لأهلها ممن فرض الله طاعتهم ومحبتهم !
                          إذن ..
                          فالقضية المشهورة بإطلاقها على الألسن وهي أن الحوزة (المتمثلة في الفضلاء الأجلاء والمجتهدين لا في كل طالب علم من أمثالي شخصيا) هي حوزة تتملكها حساسية مفرطة و تهاجم من يشذ عن الخط العام قضية غير عادلة في إطلاقها!


                          قراءة من جانب آخر:
                          إن شهادتي الشخصية في حق الحوزة والتي لم يثبت لي خلافها إلى الآن تأتينا بأمور:
                          الأول: أنني لا أدافع عن حوزة خارجية معينة في النجف، أو قم، أو جبل عامل، أو الأحساء أو غيرها... بل إن قرائتي تصف الجو العام فقط ، وهذا لا يمنع أن يكون هناك أفراد ممن له غطاء وصفي آخر . .
                          الثاني: أن ما يقوم به بعض من بعض في بعض بين بعض من الخطباء أو أئمة المساجد ممن ليس لهم مستوى الاجتهاد أو الفضيلة العلمية المميزة وإن كانوا محصلين لا يصح أن يبنى هجوماتهم و اقتحاماتهم التي يصطدمون بها مع مختلف ذوي الأقلام والأراء لحساب الحوزة الخاص والمانع هو:
                          أن الكثير من غير الفضلاء ينفصل عن الحوزة وينقطع أتصاله بمجرد تبوئه مقعدا في بلدة من البلدان فلايصل بينه وبين الحوزة الأم أوامر، ولا مشورة، فربما جاءت التصرفات مبنية على التقدير الشخصي وما يراه حجة بينه وبين ربه لكن سيرة الحوزة عودتنا على أن لا ننسب إلى المرجعية والمجتهدين إلا ما ذيل بخاتمهم وتوقيعهم، وهذه ليست دعوة مني أو إلزام لهذا البعض من الطلبة الكرام أن يتواصل مع المرجعية وأن لا يفرغ إلا عن لسانها فإن لم يشأ هو ذلك فما عليه إلا أن ينبه إذا خطب أو كتب إلى رأيه وتقديره الشخصي حتى لا يزرع زرعا ثم يكون ثمره المر والحامض للمرجعية والحوزة !!
                          وكم مناسب هنا أن نسرح بين عيني (القارئ الرصين) شاهدا يعود إلى الخمسينيات من القرن الهجري المنصرم حيث تطاول السيد صالح الحلي وهو أحد الخطباء البارزين في النجف الأشرف على مقام السيد محسن الأمين لرأي أرتأه الأخير في موضوع التطبير فهبت المرجعية المتمثلة في السيد أبي الحسن الأصفهاني لتحرم الاستماع إليه وتدافع عن مقام السيد الأمين بل وهكذا صار السيد الأمين وبالرغم من بعض مقالاته رجلا كريما ينظر إلى شخصه ويذكر اسمه بكل آيات الاحترام والتقدير وزيارته إلى حوزة قم واحتفال المرجعية الرسمية به آنذاك شاهد آخر على ما أقول .
                          وهذا ما نطمع أن تستمر عليه الحوزة إن شاء الله تعالى، وإن كنت لا أعطي اساتذتي دروسا فيما هو تكليفهم بل أنا ممن يستنير و يستوعب إرشاداتهم الغالية .
                          وعلى أساس من هذا:
                          فإن من يتكلم من طلبة العلم (سدد الله أفهامهم) ويأتي بما يصدم وعي النخب والمثقفين، أو أصحاب المقولات المعاكسة للاتجاه حتى لو كانوا طلبة علم يجب أن نتحاسب مع الكل حسابا شخصيا وأن نتلقاه كرأي في سياق الأراء نوفيه كل حقوقه الانسانية والمنطقية من الاستماع، والتأمل، والمناقشة الهادفة إن استحق ذلك ولكن ليس من الضرورة أن يمثل رأي القمم العلمية في الحوزة المباركة .
                          الثالث: أن زعماء الحوزة العلمية كثيرا ما يفضلون الصمت والإطباق بالشفاه تجاه الكثير من الإثارات فلا تستفز شراعهم كل الرياح ومن أي اتجاه جاءت .. بل ربما مدوا في الوقت وأتاحوا في الفرصة أمام من أعتاد التكلم قبل التعلم بل ربما شككوا الناس في ما سمعوا ورأوا من الحالات غير الطبيعية من وراء بعض الشخصيات العلمية فيطلبون إلى الناس أن يتريثوا ويتلبثوا لأن القصاص لا يكون قبل الجناية .. والتهمة لا تقطع الطريق على أصالة البراءة في الشخص إلا بالشاهد والبينة !!


                          وهنا أود أن أذكر بنموذج قرأته قديما ولكنه استطاع بآخذيته الأخلاقية أن يَــثبتَ في لباب لبي وذلك هو الشيخ علي كاشف الغطاء الذي جاءته الكتب والتوقيعات من بعض البلدان في شأن الشيخ الأوحد الأحسائي تتهمه وتسمه بمياسم الكفر والشذوذ الفكري فكان جوابه: الأمر للناس بالتأني والتمهل وعدم العجلة بالإساءة إلى الشيخ الأحسائي فصار يسرد ذكرياته عن الشيخ أيام مكوثه في النجف وأنه لم ُيرَ إلا على الهيئة النفسية والعقلية الحسنة وذكر أن الفضلاء كانوا يشيرون إليه ببنانهم فنهاهم عن الخوض فيه قبل التبين لئلا يصيبوا قوما بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين ..




                          (راجع إلى العبقات العنبرية للشيخ الحسين كاشف الغطاء).
                          هذا عرض طفيف توخيت به أن تتضح حقيقة الموقف العام للحوزة العلمية من النقد في إي مسألة كانت و من أي باب جاءت !!
                          وأما ما يبدو من مواقف خاصة فلا تعبر إلا عن موقف صاحبها أو جهتها والتقدير للجميع ..
                          3 أن الغاية من هذه الهوامش هو بيان الثغرات العلمية في مجهود الشيخ الراضي والتي قد يتفاجئ البعض من كونها كثيرة !!
                          4 الحلقتان (4و5و 11) من تسلسل الهوامش تمثل قضية القضايا التي نازلنا الشيخ الراضي من أجلها وهي فكرة الوضع وما عليه يتأسس تبين الباحث للأحاديث الموضوعة من عدمها .


                          العيوب العلمية في بحث الشيخ الراضي:
                          وهنا حصاد لما تقدم من مؤاخذات علمية التقطناها في بحثه وتقدم شرحها ضمن الحلقات الإحدى عشر الفائتة وأهمها:
                          ** يستند في الأمر الخطير إلى رواية باطلة وهي رواية شريك بينما لا يرضى لغيره في الأمر غير الخطير أن يستند على رواية ضعيفة ؟!
                          ** لا يعرف (وعلى الأقل لم يـُـعرّف القارئ في بحثه) بالمباني الأخرى كقاعدة التسامح وقاعدة الأخذ برجاء المطلوبية وهما قاعدتان لم يتوصل إليهما الفقهاء عن طريق الطيف ورؤيا المنام بل أشبعوها دراسة و تدقيقا علميا في أبحاثهم الأصولية ..
                          ** قدم الأحاديث المحفزة للعقول على التطرف في رفض أحاديث أهل البيت عليهم السلام تحت شعار((التساهل في الأحاديث))، وهذا ما جرى منه في العديد من نتاجاته المطبوعة وغير المطبوعة ولم يذكر نفسه ولا القارئ بالأحاديث الأخرى التي تنهى عن رد الخبر أو تكذيبه بالرغم من كونها أحاديث متكاثرة ومتعاقبة ومترادفة !! ولئن كان التعريف البسيط للحشوية هو من ياخذ بطرف من الحديث دون النظر فيما يعارضه واستخراج نتيجة الجمع بين الطرفين .. فإن الشيخ الراضي (أعاننا الله وإياه على أنفسنا بما يعين به الصالحين على أنفسهم) قد تجلبب بجلباب الحشوية من حيث لا يحلم بذلك !!!
                          ** أن فضيلته يخلط بين حقيقتي الوضع والإرسال، وقد عقبنا بما يشرح ذلك في العديد من هذه الهوامش..
                          ** إضطرابه الشديد في كثير من المواقع من بحثه وقد نبهتكم على شيء من ذلك في العدد (5) من هذه الهوامش، ومنها عدم تمييزه بين طرق التحمل وأنها تكون بالوجادة هذا في أول البحث ثم لم بلغ آخر البحث أشار إلى أن حديث صاحب العوالم بالوجادة ولم يصلح المواضع السابقة وهذا مما يجعل فكر القارئ يتذبذب في شكل قهري .
                          ** لم يكن يدري أن كلمة الشيخ تطلق على شيخ الإجازة حتى لو كان علوي النسب وقرشي المحتد !!
                          مَـرَرنا ذلك في العدد (5) أيضا.
                          ** استعمال القواعد العلمية المقلوبة من قبيل عكسه لقاعدة(عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود)، وعكسه لقاعدة(السكوت أعم من النفي) ونكسه لقاعدة(أن الاخلال في النسخة الأصل تمنع من الأخذ بالفرع )وغير ذلك ؟! أشرت إليه في العدد (7) فراجع .
                          ** اعتباره اشتراك اسم المؤلف مما يلغي اعتبار الكتاب كما صنع مع كتاب الاحتجاج وهذا من أجل نقله عن الشيخ هادي معرفة دون أن يتأمل في كلامه بينما العلماء جميعا على أن الاسم المشترك يعطي واحدة من نتيجتين:
                          مشترك بين الثقة وغيره مع إمكان التمييز .. والنتيجة إن كان المميز ثقة فالكتاب معتبر وإلا فلا.
                          مشترك بين الثقة والثقة .. والنتيجة أن الكتاب معتبر حتى لو كان مشتركا بين ستة أو عشرة فإن ذلك لا يضر باعتباره، ولكن هذا مثال يضاف إلى بقية الأمثلة التي قلب فيها الشيخ الراضي القواعد العلمية !!
                          وهذا ما حققناه في كتاب الاحتجاج على القارئ أن يجدد عهدا بالعدد (8) من هذه الهوامش .
                          ** لم يفرق بين مرسل يشك في وجود سند له من أصل.. ومرسل تعمد المصنف والمؤلف الإغماض عن سنده، وهذا أيضا جاء في العدد (8).
                          ** يعبر عن المرسلات بعدم القيمة بينما التعبير العلمي الصحيح هو عدم الحجية وللتعبير بعدم القيمة مصادمات علمية أجرينا عليها ماء الكلام فأنبتت الصورة المعتدلة والنظرة المتوازنة للمراسيل في ذهن (القارئ المتبين)، وما من بأس في أن يعيد النظر في العدد (9).
                          ** حجية الاستقراء الناقص عند فضيلة الشيخ بينما يعطى الطالب في أوليات دروس المنطق درسا عن الاستقراء الناقص وأنه ليس بحجة، و لعل هذا من آثار العجلة في البحث والنظر ومن أمثلة تطبيقه للاستقراء الناقص:
                          هو اجتزائه بنسختين لكتاب العوالم وبعده اجتزائه بنسختين لكتاب الديلمي في الحكم بعدم وجود النص مسندا فيهما ولو أنه تنزل إلى الاحتمال ولم يتحدث باسلوب الحكم لكان ذلك هينا !!
                          ** أعتبر الإشارة إلى ضعف حديث مساوقة للموقف السلبي منه ولذا قال بأن موقف الشيخ القمي من حديث الكساء موقف سلبي ؟!
                          وقد وضحنا بأن هذا من الإطلاقات التي يستفيد منها الشيخ بغزارة رغم ما لها من خطورة على ذهنية القارئ لأنها تجعل الضعيف والموضوع الملفق في سلة واحدة للمهملات !!
                          ** لم يشر أدنى إشارة إلى الشيخ الريشهري وهو السابق عليه بهذه النظرة الشاذة في حديث الكساء المشهور رغم أنهما ألتقيا في كثير من الكلام بل والعبارات، واحتمال أن يكون ذلك من جهة الصدفة أو توارد الخاطر بعيد ! يمكن لمن أراد أن يراجع إلى كتاب أهل البيت في الكتاب والسنة لمحمدي الريشهري !
                          فهذه أثنتا عشر سلبية علمية في بحث الشيخ الراضي وهناك ما تجده في العناوين التالية أيضا ..


                          تطرفاته التي لا تليق بالبحث الموضوعي:
                          كان شديدا في تقديره لمرئيات الآخرين ونريد نسمح بذكر بعض الأمثلة من باب النقد :
                          1 قال في الحلقة الرابعة حسب تسلسل بحثه: "" بعد التهويل والترويج لحديث الكساء الموضوع وانه موجود في كتاب غرر الأخبار وصرح البعض ..."".
                          ونحن حينما نراجع كلمات الذين أشاروا إلى أنه مذكور في كتاب الديلمي نجد العلامة المحسن الطهراني والعلامة الشيخ القمي والعلامة السيد محسن الأمين وغيرهم فإن هؤلاء سيكونون هم رواد التهويل والترويج لحديث الكساء الموضوع ؟!!
                          فالعبارة إما متطرفة أو موهمة وعلى أي من التقديرين لا يحسن استعمالها في البحث العلمي ؟!
                          2 إجحافه بحق كتاب غرر الأخبار للديلمي مما أضطرنا أن ننبه على قيمته من جديد، ويمكن للقارئ أن يتواصل مع العدد (9) للاستيضاح في ذلك.
                          3 بل إن أصل البحث و إرسال الحكم بالوضع لأسباب غير التي عينها العلماء في دراساتهم الحديثية هو علامة التطرف في بحثه هذا وغيره من البحوث السابقة ..


                          كيف وصل رأيه إلى الحكم بالوضع والتزوير؟
                          إن استخدام المصطلح العلمي مثل (وضع، موضوع، مكذوب) وتثبيته بغير العلامات المحددة علميا يعتبر دورا فاتك الخطورة وهذا ما سالت به محبرة الشيخ الراضي (سلك الله بنا وبه طرق السداد)، و قد تعرف القارئ على طريقته المغايرة لما هو المألوف لدى المحققين من خريتي الفن وعلماء الصنعة وسوف نعيد هنا على طريقة الإجمال:-
                          ** أستبعد التعدد في الواقعة (تبعا للشيخ الريشهري) لتنحصر فيما جرى بين جدران بيت الرسول صلى الله عليه واله وبذلك تقوى دعوى كذب الخبر الآخر الذي يقول أنه في بيت فاطمة عليها السلام بينما رأي التعدد هو الوجه الصحيح في الجمع بين الأحاديث و هكذا استأنست به عقوق الكثير من العلماء منهم من صرح به ومنهم من لم يعارض التصريح بالتعدد وكان ممن ذكرنا أسمائهم:


                          الطبري ، ابن حجر في صواعقه، السيد شرف الدين ، السيد اليزدي ، زين الدين الإبراهيمي (2)
                          بل إن ابن حجر أيد أن يكون قد وقع ذلك في بيت فاطمة عليه السلام قال:
                          ""...وأشار المحب الطبري إلى أن هذا الفعل تكرر منه صلى الله عليه واله وسلم في بيت أم سلمة وبيت فاطمة وغيرهما وبه جمع بين أختلاف الروايات في هيئة اجتماعهم وما جللهم به وما دعا به لهم وما أجاب به واثلة وأم سلمة وأزواجه ويؤيد ذلك رواية أنه قال نحو ذلك لهؤلاء وهم في بيت فاطمة ... "".
                          وهكذا نرى أن ابن حجر من أعلام القرنين (التاسع والعاشر) يدعي وجود رواية على أن الحديث قد وقع في بيت فاطمة عليها السلام من طرق السنة وهو سابق على الطريحي وغيره !!
                          وعلى أي من الأحوال فإن الشيخ الراضي يعرف بان القول بالتعدد يبطل واحدة من شبهات القول بالتزوير فاسبتعده منذ البداية من دون أن يكلف نفسه المرور على أسماء المحققين الذين جنحت أفكارهم إلى القول بالتعدد ولا النظر في حججهم ؟!


                          ** لقد اجتهد في إثبات ثقافة منتشرة هي ثقافة الحواشي في إشارة إلى أن كتابة الحواشي من قبل المؤلفين والمصنفين نادرة وإنما هي شيء يضاف من بعدهم وقد قلبنا هذا التصور بالشواهد الكثيرة التي مهدناها في العدد (2) من الهوامش .
                          ** التباسه في التعبير بالشيخ عن السيد الذي يأتي من سلالة هاشمية وهي واحدة من الأخطاء العجيبة التي مني بها فكرالشيخ الراضي (هدانا الله وأياه) !
                          ** وأفدح منه خطأه في تحديد سن الإجازة في العشرين سنة بينما أثبتنا (للمطالعين الكرام) أن العلماء ربما أجازوا الأجنة والأطفال الصغار، ومن يريد أن يجدد الفكرة ليتناول العدد(7).
                          ** أعتمد في الحكم بالوضع على هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تناولها في صولات أخرى له أعتمد على حديث للإمام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه ولكننا كشفنا لمتحري الحقيقة من شبابنا الأحرار عن ستة نقاط في ذلك الحديث كان قد غفل عنها جناب الشيخ الكريم، راجع إلى العدد (11).


                          أبتدار واعتذار:
                          لا أقول بأن هذا البحث كامل لا ينتظر التكميل في المادة والأسلوب والفنية فلربما سبقت من القلم زلة، أو كلمة قارصة، أو خطأ في اسم، أو سقط في التعبير، أو لحن في التقويم النصي، وكل ذلك مما قد يجري أثناء النسخ والكتابة وإن الوقت لا يسعف للتدقيق في كل ذلك فما نتمناه على شيخنا الكريم أن يعفو ويصفح تخلقا بخلق الله العظيم، ورسوله الكريم..
                          وأرجو أن يكون واضحا لدى القارئ المؤمن أنني كنت أتوخى الانصاف وأسعى جهدي لأتجنب الظلم في هذه المقالات المتسلسلاة تحت خط (هوامش تدقيقية)، فلم يمنعني الانصاف من أن أقول الحقيقة التي ظنتها نفسي في خصوص الاجازات المزعومة لحديث الكساء، وكذلك أقررت مع الشيخ بفضاعة الإثم الذي جرى على كتاب منتهى الآمال للشيخ القمي وغيره، وضرورة شجبه والتشهير بمثل هذه الاعتداءات على تراث العلماء الأعلام ..


                          وعلى سنة المسابقة الاعلامية أقول
                          إن للشيخ المعني بهذه الأبحاث أن ينظر فيما حاورته به وأن يرد عليه بما يسمح به خاطره وفكره فإنني للحوار ابتدرت و للمباحثة العلمية برزت بيد أنني لست معنيا بأن أجيب على أي مداخلة أو تعليق يأتي من غير طريق الشيخ الراضي ولو كان من قبل المحسوبين عليه

                          مع سابق اعتذاري للجميع والله من وراء القصد .

                          -------------------
                          (1) لكن المثبتين لذلك ربما قالوا أنه بمعنى الإسهاء وليس السهو نعم عناوين أبواب الحديث في المجاميع القديمة هو السهو..
                          (2) لقد تقدم تخريج مصادر كل هذه الأقوال عدا عن ابن حجر وأصله في: الصواعق المحرقة:144.

                          تعليق


                          • #28
                            و لأجل الفائدة اذكر

                            سند رواية سماحة المرجع الكبير آية الله السيد صادق الحسيني الموسوي الشيرازي حفظه الله تعالى لحديث الكساء المشهور و المعروف عن جابر بن عبدالله الأنصاري :



                            http://shirazi.ir/news/news1429/09/images/01_1.jpg

                            ومن جملة طرقي المذكورة ما أروي بها حديث الكساء الشريف فإني أرويه عن والدي عن الشيخ عباس القمي عن الميرزا حسين النوري عن الشيخ مرتضي الأنصـاري عن المولي أحمد النراقي عن السيد بحر العلوم عن الوحيد البهبهـاني عن أبيه الشيخ محمد أكمل عن المولى محمد باقر المجلسي عن أبيه المولى محمد تقي المجلسي عن الشيخ البهائي عن أبيه الشيخ حسين بن عبد الصمد عن الشهيد الثاني عن أحمد بن محمد بن خاتون عن الشيخ عبد العالي الكركي عن علي بن هلال الجزائري عن أحمد بن فهد الحلي عن الشيخ علي بن خازن الحائري عن ضياء الدين علي بن الشهيد الأول عن أبيه محمد بن مكي العاملي عن فخر المحققين عن أبيه العلامة الحلي عن خاله المحقق الحلي عن ابن نما عن محمد بن إدريس الحلي عن ابن حمزة الطوسي عن محمد بن شهر آشوب عن الطبرسي صاحب الإحتجاج عن الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي عن أبيه شيخ الطائفة عن الشيخ المفيد عن الشيخ الصدوق عن أبيه عن علي بن إبراهيم (حيلولة) وعن ابن قولويه عن الشيخ الكليني عن علي بن ابراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن القاسم بن يحيي الجلاء الكوفي عن أبي بصير عن أبان بن تغلب عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله تعالي عليهم جميعاً عن سيدتنا ومولاتنا الصديقة الكبرى فاطمه الزهراء سلام الله عليها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أنها قالت:
                            دَخَلَ عَلَىَّ اَبى رَسُولُ اللَّهِ فى بَعْضِ الْأَيَّامِ، فَقالَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ، فَقُلْتُ عَلَيْكَ السَّلامُ قالَ اِنّى اَجِدُ فى بَدَنى ضُعْفاً، فَقُلْتُ لَهُ اُعيذُكَ بِاللَّهِ يا اَبَتاهُ مِنَ الضُّعْفِ، فَقَالَ يا فاطِمَةُ ايتينى بِالْكِسآءِ الْيَمانى فَغَطّينى بِهِ، فَاَتَيْتُهُ بِالْكِسآءِ الْيَمانى فَغَطَّيْتُهُ بِهِ، وَصِرْتُ اَنْظُرُ اِلَيْهِ، وَاِذا وَجْهُهُ يَتَلَأْلَؤُ كَاَنَّهُ الْبَدْرُ فى لَيْلَةِ تَمامِهِ وَكَمالِهِ، فَما كانَتْ اِلاَّ ساعَةً وَاِذا بِوَلَدِىَ الْحَسَنِ قَدْ اَقْبَلَ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّاهُ، فَقُلْتُ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيْنى وَثَمَرَةَ فُؤادى، فَقالَ يا اُمَّاهُ اِنّى اَشَمُّ عِنْدَكِ رآئِحَةً طَيِّبَةً، كَاَنَّها رآئِحَةُ جَدّى رَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ نَعَمْ اِنَّ جَدَّكَ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَاَقْبَلَ الْحَسَنُ نَحْوَ الْكِسآءِ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللَّهِ، اَتَاْذَنُ لى اَنْ اَدْخُلَ مَعَكَ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَقالَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدى وَيا صاحِبَ حَوْضى، قَدْ اَذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَما كانَتْ اِلاَّ ساعَةً وَاِذا بِوَلَدِىَ الْحُسَيْنِ قَدْ اَقْبَلَ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّاهُ، فَقُلْتُ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدى وَيا قُرَّةَ عَيْنى وَثَمَرَةَ فُؤادى، فَقالَ لى يا اُمَّاهُ اِنّى اَشَمُّ عِنْدَكِ رآئِحَةً طَيِّبَةً، كَاَنَّها رآئِحَةُ جَدّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقُلْتُ نَعَمْ اِنَّ جَدَّكَ وَاَخاكَ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَدَنَى الْحُسَيْنُ نَحْوَ الْكِسآءِ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّاهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنِ اخْتارَهُ اللَّهُ، اَتَاْذَنُ لى اَنْ اَكُونَ مَعَكُما تَحْتَ الْكِسآءِ، فَقالَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدى وَيا شافِعَ اُمَّتى، قَدْ اَذِنْتُ لَكَ فَدَخَلَ مَعَهُما تَحْتَ الْكِسآءِ فَاَقْبَلَ عِنْدَ ذلِكَ اَبُوالْحَسَنِ عَلِىُّ بْنُ اَبى طالِبٍ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا اَبَا الْحَسَنِ وَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ فَقالَ يا فاطِمَةُ اِنّى اَشَمُّ عِنْدَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَاَنَّها رآئِحَةُ اَخى وَابْنِ عَمّى رَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ نَعَمْ ها هُوَ مَعَ وَلَدَيْكَ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَاَقْبَلَ عَلِىٌّ نَحْوَ الْكِسآءِ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، اَتَاْذَنُ لى اَنْ اَكُونَ مَعَكُمْ تَحْتَ الْكِسآءِ، قالَ لَهُ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا اَخى يا وَصِيّى وَخَليفَتى وَصاحِبَ لِوآئى، قَدْ اَذِنْتُ لَكَ فَدَخَلَ عَلِىٌّ تَحْتَ الْكِسآءِ، ثُمَّ اَتَيْتُ نَحْوَ الْكِسآءِ، وَقُلْتُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَتاهُ يا رَسُولَ اللَّهِ، اَتَاْذَنُ لى اَن اَكُونَ مَعَكُمْ تَحْتَ الْكِسآءِ، قالَ وَعَلَيْكِ السَّلامُ يا بِنْتى وَيا بَضْعَتى قَدْ اَذِنْتُ لَكِ، فَدَخَلْتُ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَلَمَّا اكْتَمَلْنا جَميعاً تَحْتَ الْكِسآءِ، اَخَذَ اَبى رَسُولُ اللَّهِ بِطَرَفَىِ الْكِسآءِ، وَاَوْمَئَ بِيَدِهِ الْيُمْنى اِلَى السَّمآءِ، وَقالَ اَللَّهُمَّ اِنَ هؤُلاءِ اَهْلُ بَيْتى وَخآصَّتى وَحآمَّتى، لَحْمُهُمْ لَحْمى، وَدَمُهُمْ دَمى، يُؤْلِمُنى ما يُؤْلِمُهُمْ، وَيَحْزُنُنى ما يَحْزُنُهُمْ، اَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَهُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سالَمَهُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُمْ، وَمُحِبٌّ لِمَنْ اَحَبَّهُمْ، اِنَّهُمْ مِنّى وَاَ نَا مِنْهُمْ، فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَرَحْمَتَكَ، وَغُفْرانَكَ وَرِضْوانَكَ عَلَىَّ وَعَلَيْهِمْ، وَاَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهيراً، فَقالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ يا مَلائِكَتى وَيا سُكَّانَ سَمواتى، اِنّى ما خَلَقْتُ سَمآءً مَبْنِيَّةً، وَلا اَرْضاً مَدْحِيَّةً، وَلا قَمَراً مُنيراً، وَلا شَمْساً مُضِيئَةً، وَلا فَلَكاً يَدُورُ، وَلا بَحْراً يَجْرى، وَلا فُلْكاً يَسْرى، اِلاَّ فى مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الْخَمْسَةِ الَّذينَ هُمْ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَقالَ الْأَمينُ جِبْرآئيلُ يا رَبِّ وَمَنْ تَحْتَ الْكِسآءِ، فَقالَ عَزَّوَجَلَّ هُمْ اَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنُ الرِّسالَةِ، هُمْ فاطِمَةُ وَاَبُوها وَبَعْلُها وَبَنُوها، فَقالَ جِبْرآئيلُ يا رَبِّ، اَتَاْذَنُ لى اَنْ اَهْبِطَ اِلَى الْأَرْضِ لِأَكُونَ مَعَهُمْ سادِساً، فَقالَ اللَّهُ نَعَمْ قَدْ اَذِنْتُ لَكَ، فَهَبَطَ الْأَمينُ جِبْرآئيلُ، وَقالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، الْعَلِىُ الْأَعْلى يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَخُصُّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَالْإِكْرامِ، وَيَقُولُ لَكَ وَعِزَّتى وَجَلالى اِنّى ما خَلَقْتُ سَمآءً مَبْنِيَّةً، وَلا اَرْضاً مَدْحِيَّةً، وَلا قَمَراً مُنيراً، وَلا شَمْساً مُضيئَةً وَلا فَلَكاً يَدُورُ، وَلا بَحْراً يَجْرى، وَلا فُلْكاً يَسْرى، اِلاَّ لِأَجْلِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ، وَقَدْ اَذِنَ لى اَنْ اَدْخُلَ مَعَكُمْ، فَهَلْ تَاْذَنُ لى يا رَسُولَ اللَّهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا اَمينَ وَحْىِ اللَّهِ، اِنَّهُ نَعَمْ قَدْ اَذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ جِبْرآئيلُ مَعَنا تَحْتَ الْكِسآءِ، فَقالَ لِأَبى اِنَّ اللَّهَ قَدْ اَوْحى اِلَيْكُمْ يَقُولُ: اِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً، فَقالَ عَلِىٌّ لِأَبى يا رَسُولَ اللَّهِ، اَخْبِرْنى ما لِجُلُوسِنا هذا تَحْتَ الْكِسآءِ مِنَ الْفَضْلِ عِنْدَ اللَّهِ؟ فَقالَ النَّبِىُّ وَالَّذى بَعَثَنى بِالْحَقِّ نَبِيّاً، وَاصْطَفانى بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فى مَحْفِلٍ مِنْ مَحافِلِ اَهْلِ الْأَرْضِ، وَفيهِ جَمْعٌ مِنْ شَيعَتِنا وَمُحِبّينا، اِلاَّ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ، وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُمْ اِلى اَنْ يَتَفَرَّقُوا، فَقالَ عَلِىٌّ اِذاً وَاللَّهِ فُزْنا وَفازَ شيعَتُنا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقالَ النَّبِىُّ ثانِياً يا عَلِىُّ وَالَّذى بَعَثَنى بِالْحَقِّ نَبِيّاً، وَاصْطَفانى بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فى مَحْفِلٍ مِنْ مَحافِلِ اَهْلِ الْأَرْضِ، وَفيهِ جَمْعٌ مِنْ شيعَتِنا وَمُحِبّينا، وَفيهِمْ مَهْمُومٌ اِلاَّ وَفَرَّجَ اللَّهُ هَمَّهُ، وَلا مَغْمُومٌ اِلاَّ وَكَشَفَ اللَّهُ غَمَّهُ، وَلا طالِبُ حاجَةٍ اِلاَّ وَقَضَى اللّهُ حاجَتَهُ، فَقالَ عَلِىٌّ اِذاً وَاللَّهِ فُزْنا وَسُعِدْنا، وَكَذلِكَ شيعَتُنا فازُوا وَسُعِدُوا فِى الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.

                            تعليق


                            • #29

                              السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

                              بحثٌ قيمٌ جداً، وكم نتمنى أن يرى طريقه للطبع ككتابٍ مستقل، وواقعاً استفدت كثيراً من مناقشات الشيخ عبدالجليل البن سعد، فمتعنا الله بجميل تحقيقاته ومناقشاته. وبارك الله في الاخوة اللذين أسهموا في نشر الموضوع أو الاضافة فيه.

                              نسألكم الدعاء جميعاً ،،،


                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                              ردود 2
                              17 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X