السلام عليكم
حادثة محزنة
مودتي
المجلس الاعلى لرعاية ال البيت
لم أكن أتوقع أنني سألتقي الأخت العراقية صباح اليوم حتى آخر لحظة فقط ، فالذي كنت أعرفه أن جمعية الحوراء(عليها السلام) رشحتني للإشراف علي أولاد السيدة سوسن عند ولادتها واستضافتهم بمنزلنا .. إلا أنني فوجئت عند وصولي المكتب مبكرا بمن يبلغني باستعدادي للتحرك في مشوار هام وعلمت من الإخوان أن ثلاثة محاولات للقاء السيدة سوسن هادي قد فشلت أمس رغم أهدافها المختلفة وأهمها محاولة تسليمها ملابس لأولادها وأمور أخري.
انطلقت بي سيارة وبسرعة كنا في أحد الأماكن خارج الفندق وطوال الطريق أفكر ما هو المشوار الهام؟ وعندما استدعاني أحد المرافقين وطلب مني الانتظار داخل مبني ،.. عند دخولي المبني شاهدت امرأة ملامحها جسدت كافة أنواع المآسي الإنسانية لحظتها قطع قلبي ، إنها الهدف خاصة عندما شاهدت بجوارها طفل ينطبق عليه كافة المواصفات التي عرفتها عنه مع باقي أشقائه وأمه أيضا لكنني لم أكن أتوقع أن أشاهدها مأساة تسير علي أقدام!!
حين سلمت عليها وجلست بجوارها وتفحصت ملامحها التي سطر عليها الزمن حكايتها وظلمها وقهرها وتكبيلها والزج بها في غياهب السجون والمعتقلات.. هي كانت كباقي نساء العرب والمسلمين اللائى يستمدن الانتصار من لحظة الانكسار .. رشقتني بابتسامة صغيرة لكنها تبدو كبيرة جدا قياسا بهذا الوجه الناطق بالحزن والحسرة، الشاهد علي أهوال الأمة، الناطق بلسانها ، المعبر عن واقعها وأيضا أحلامها!!
قضيت وقتا كثيرا قليلا !! رتبنا خلالها كافة الأمور وسلمتها رسائلها المتواضعة من أصحاب الشهامة الذين مازالوا يعرفون معني الشرف والعرض والكرامة.. المعني العميق للإنسانية.
صعدت معها إلي الفندق لأحمل بعض الأغراض وهي تتكأ علي ابنها محمد الذي يذكرني بأطفال الصومال ومشردي العالم الثالث الذي هو نحن عندما تطل علينا من الشاشات الرسمية.
الصورة خرجت من حالة القتامة لكن تبقي حالة السيدة العراقية تفرض علي كل إنسان حر يشعر أن الله خلقه حرا كريما عزيزا.. مهما كان مهانا!! فالأمر جد خطير وهذه السيدة العراقية تذكركم (بل تلطمكم) بمئات الحالات المماثلة ليست في "شوشتر" و"رفحاء" وإنما اللائى اغتصبن في المعتقلات !! اللائى أنجبن أطفالا لا يعرفون إلي من ينسبونهم وماذا سيقولون لأولادهم:أنتم أولاد من ؟! ماذا يفعلن وهن لا حول ولا قوة لهن في وقت انتشرت فيه الذئاب البشرية التي لا تعرف قلوبهم أي نوع من أنواع الرحمة وشطبوا من قاموسهم لفظ(الضمير) وعادوا إلي عصور الجاهلية بل وجسدوها في أبشع صورها !! أين العالم ؟ أين الضمائر الحية ؟ أين روح فروسيتكم يا عرب يا مسلمين ؟! الكرامات تهان علي مرأى ومسمع الجميع وأعراض النساء تنتهك ويستحلها أسود البشر ؟ أين أي شئ جيد ؟ لا لم يبقي شئ إلا عند القليل من ذوي القلوب الرحيمة.
اللهم ارحمنا واحمنا من شرور الكلاب القذرة واحرص الأمة من كل سوء ، فليس لهم ولنا سواك ، أنت المعين والمستعان ولا راد لقضائك ولكن نسألك السلامة من كل سوء .. ونتوجه إليك بالدعوات نيابة عن نساء العرب والمسلمات اللائى أصبحت أعراضهن تنتهك أن تفك كرب الأمة وتزيح عنها الغمة وتنصرها علي أعدائها .. اللهم تقبل يارب العالمين يا أرحم الراحمين
خادمة الزهراء(عليها السلام)
http://www.nahrain.com/d/news/03/01/16/nhr0116a4.html
حادثة محزنة

مودتي
المجلس الاعلى لرعاية ال البيت
لم أكن أتوقع أنني سألتقي الأخت العراقية صباح اليوم حتى آخر لحظة فقط ، فالذي كنت أعرفه أن جمعية الحوراء(عليها السلام) رشحتني للإشراف علي أولاد السيدة سوسن عند ولادتها واستضافتهم بمنزلنا .. إلا أنني فوجئت عند وصولي المكتب مبكرا بمن يبلغني باستعدادي للتحرك في مشوار هام وعلمت من الإخوان أن ثلاثة محاولات للقاء السيدة سوسن هادي قد فشلت أمس رغم أهدافها المختلفة وأهمها محاولة تسليمها ملابس لأولادها وأمور أخري.
انطلقت بي سيارة وبسرعة كنا في أحد الأماكن خارج الفندق وطوال الطريق أفكر ما هو المشوار الهام؟ وعندما استدعاني أحد المرافقين وطلب مني الانتظار داخل مبني ،.. عند دخولي المبني شاهدت امرأة ملامحها جسدت كافة أنواع المآسي الإنسانية لحظتها قطع قلبي ، إنها الهدف خاصة عندما شاهدت بجوارها طفل ينطبق عليه كافة المواصفات التي عرفتها عنه مع باقي أشقائه وأمه أيضا لكنني لم أكن أتوقع أن أشاهدها مأساة تسير علي أقدام!!
حين سلمت عليها وجلست بجوارها وتفحصت ملامحها التي سطر عليها الزمن حكايتها وظلمها وقهرها وتكبيلها والزج بها في غياهب السجون والمعتقلات.. هي كانت كباقي نساء العرب والمسلمين اللائى يستمدن الانتصار من لحظة الانكسار .. رشقتني بابتسامة صغيرة لكنها تبدو كبيرة جدا قياسا بهذا الوجه الناطق بالحزن والحسرة، الشاهد علي أهوال الأمة، الناطق بلسانها ، المعبر عن واقعها وأيضا أحلامها!!
قضيت وقتا كثيرا قليلا !! رتبنا خلالها كافة الأمور وسلمتها رسائلها المتواضعة من أصحاب الشهامة الذين مازالوا يعرفون معني الشرف والعرض والكرامة.. المعني العميق للإنسانية.
صعدت معها إلي الفندق لأحمل بعض الأغراض وهي تتكأ علي ابنها محمد الذي يذكرني بأطفال الصومال ومشردي العالم الثالث الذي هو نحن عندما تطل علينا من الشاشات الرسمية.
الصورة خرجت من حالة القتامة لكن تبقي حالة السيدة العراقية تفرض علي كل إنسان حر يشعر أن الله خلقه حرا كريما عزيزا.. مهما كان مهانا!! فالأمر جد خطير وهذه السيدة العراقية تذكركم (بل تلطمكم) بمئات الحالات المماثلة ليست في "شوشتر" و"رفحاء" وإنما اللائى اغتصبن في المعتقلات !! اللائى أنجبن أطفالا لا يعرفون إلي من ينسبونهم وماذا سيقولون لأولادهم:أنتم أولاد من ؟! ماذا يفعلن وهن لا حول ولا قوة لهن في وقت انتشرت فيه الذئاب البشرية التي لا تعرف قلوبهم أي نوع من أنواع الرحمة وشطبوا من قاموسهم لفظ(الضمير) وعادوا إلي عصور الجاهلية بل وجسدوها في أبشع صورها !! أين العالم ؟ أين الضمائر الحية ؟ أين روح فروسيتكم يا عرب يا مسلمين ؟! الكرامات تهان علي مرأى ومسمع الجميع وأعراض النساء تنتهك ويستحلها أسود البشر ؟ أين أي شئ جيد ؟ لا لم يبقي شئ إلا عند القليل من ذوي القلوب الرحيمة.
اللهم ارحمنا واحمنا من شرور الكلاب القذرة واحرص الأمة من كل سوء ، فليس لهم ولنا سواك ، أنت المعين والمستعان ولا راد لقضائك ولكن نسألك السلامة من كل سوء .. ونتوجه إليك بالدعوات نيابة عن نساء العرب والمسلمات اللائى أصبحت أعراضهن تنتهك أن تفك كرب الأمة وتزيح عنها الغمة وتنصرها علي أعدائها .. اللهم تقبل يارب العالمين يا أرحم الراحمين
خادمة الزهراء(عليها السلام)
http://www.nahrain.com/d/news/03/01/16/nhr0116a4.html
تعليق