السلام عليكم
روي(1)
عن ابن أبي فديك(2)
(1) أخرجه البيهقي، والقاضي عياض في الشفاء،
والسبكي في الشفاء،
والعبدري في المدخل، وجمع آخرون.
(2) محمّد بن إسماعيل من مسلم بن فديك المتوفّى 200هـ،
إمام ثقة يروى عنه الائمة الستة أصحاب الصحاح.
قال: سمعتُ بعضَ من أدركت
يقول: بلغنا أنَّه من وقف عند قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال: إنَّ الله وملائكته يصلّون على النبيِّ
يا أيّها الَّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما،
صلّى الله تعالى على محمّد وسلّم.
وفي رواية: صلّى الله عليك يا محمّد. يقولها سبعين مرَّة
، ناداه ملك: صلّى الله عليك يا فلان لم تسقط لك اليوم حاجة
ثمَّ يرجع الزائر إلى موقفه الاوَّل قبالة
وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فيتوسَّل به في حقِّ نفسه، ويستشفع إلى ربِّه سبحانه وتعالى،
ويكثر الاستغفار والتضرُّع بعد قوله:
ياخير الرسل أنَّ الله أنزل عليك كتاباً صادقاً قال فيه:
(ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله
واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)
وإنّي جئتك مستغفراً من ذنوبي متشفعا بك إلى ربي
، ويقول: نحن وفدك يارسول الله وزوّارك،
جئناك لقضاء حقك والتبرك بزيارتك والاستشفاع بك إلى ربك تعالى،
فإنّ الخطايا قد أثقلت ظهورنا،
وأنت الشافع المشفع الموعود بالشفاعة العظمى والمقام المحمود،
وقد جئناك ظالمين لانفسنا، مستغفرين لذنوبنا،
سائلين منك أنْ تغفر لنا إلى ربك، فأنت نبينا وشفيعنا،
فاشفع لنا إلى ربك، واسأله أنْ يميتنا على سنتك ومحبتك،
ويحشرنا في زمرتك، وأن يوردنا حوضك غير خزايا ولانادمين.
قال القسطلاني في «المواهب اللدنية»:
وينبغي للزائر له (صلى الله عليه وآله وسلم)أنْ
يكثر من الدعاء والتضرع
والاستغاثة والتشفع والتوسل به
(صلى الله عليه وآله وسلم)
فجدير بمن استشفع به يشفعّه الله فيه.
قال: وإنّ الاستغاثة هي طلب الغوث
، فالمستغيث يطلب من المستغاث به إغاثته أنْ يحصل له الغوث
، فلا فرق بين أنْ يعبّر بلفظ الاستغاثة،
أو التوسل، أو التشفع، أو التوجه، أو التجوه،
لانهما من الجاه والوجاهة ومعناهما علو القدر
والمنزلة، وقد يُتوسل بصاحب الجاه إلى من هو أعلى منه.
قال: ثمَّ إنَّ كلاً من الاستغاثة، والتوسل،
والتشفّع، والتوجّه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
كما ذكره (تحقيق النصرة ومصباح الظلام)
واقع في كلّ حال قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا
وبعد موته في البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة
، ثمَّ فصّل ما وقع من التوسّل والاستشفاع به (صلى الله عليه وآله وسلم
) في الحالات المذكورة.
وقال الزرقاني في شرح «المواهب: ج8، ص317»:
ونحو هذا في منسك العلامة خليل، وزاد:
وليتوسّل به (صلى الله عليه وآله وسلم)
ويسأل الله تعالى بجاهه في التوسّل به
إذ هو محطّ جبال الاوزار وأثقال الذنوب
: لانّ بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب،
ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس الله بصيرته،
وأضلّ سريرته،
ألم يسمع قوله تعالى:
(ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله
واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)
، الاية؟
تعليق