إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التوسل والاستشفاع بقبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16


    اما بعد

    الفطرة الإنسانية السليمة حين تنطق ـ خاصة في حالات الاضطرار
    ـ فإنّما تعبّر عن حقيقة من حقائق الدين الإلهي.
    والدين مرتكز على فطرة الله التي فطر الناس عليها. يتجاوب معها
    ويُغذّيها ويُشبِع حاجاتها الوجودية.
    . كما قال الله عزّوجلّ في كتابه المجيد: فأقِمْ وجهَكَ للدينِ حنيفاً فِطرةَ اللهِ التي فَطَر الناسَ عليها،
    لا تَبديلَ لخَلْق الله، ذلك الدينُ القَيِّم ولكنّ أكثرَ الناسِ لا يَعلَمون ».

    والفطرة السليمة المعافاة تلجأ من عمقها إلى الله بالدعاء
    والطلب والاستمداد. وينكشف هذا للناس ـ فيما ينكشف ـ
    في لحظات الشدائد الشديدة والأزمات المستحكمة والمخاطِر المُحدِقة.
    . حين يتضرّعون وينقطعون ويتوحّد همُّهم في همٍّ واحد.
    وفي القرآن الكريم عديد من الآيات النورانية التي تصوّر هذا المعنى
    وتذكّرنا به،
    من مثل: وإذا غَشيَهُم مَوجٌ كالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مخلصينَ له الدِّين... ،
    وإذا مَسَّ الناسَ ضُرٌّ دَعَوا ربَّهُم مُنِيبينَ إليه... ،
    وما بِكُم مِن نعمةٍ فمِنَ الله، ثمّ إذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فإليه تَجأرون .
    والإنسان ـ في لحظاته العصيبة وحالاته المُطبِقة

    ـ يعرف بفطرته أنّ مخاطبة الله تعالى والطلب منه
    من خلال وجاهة أعزّائه وأحبّائه المقرّبين..
    هو خير سبيل لبلوغ النجاة والفوز بالمراد؛
    ذلك أنّ دعاء هؤلاء الأولياء المقرّبين لدى الحضرة الإلهية المقدّسة ممّا لا يُرَدّ ولا يُؤخّر..
    إذا قارَنَ الحكمة والحاجة، خاصةً في حالات إخلاص الإنسان وتوجّهه الصادق المضطرّ.

    ونحن في حياتنا اليومية نمارس مثل هذا فعلاً؛
    فإذا كانت لنا حاجة عند رجل كبير في مقامه أو منصبه لجأنا ـ
    من أجل قضاء حاجتنا ـ إلى شخص عزيز عليه وأثيرٍ لديه.
    . نوسّطه ليكلّم صاحب المقام ونشفّعه في حاجتنا..
    خاصةً إذا كان هذا الوسيط ممّن لا تُردّ له كلمة ولا يُرفَض له طلب.

    والأنبياء والأئمة المعصومون والأولياء عليهم السّلام.
    . هم أصحاب وجاهة عند الله
    ، ولهم عنده وجهٌ محبوب ومقبول
    . وقد جعلهم الله وسيلةً لخلقه يقصدونه من خلالهم بالطاعة والدعاء
    والطلب والاستشفاع
    ، وهو ما أمرنا الله سبحانه بالعمل به ومزاولته،
    في قوله تعالى: وابتَغُوا إليه الوسيلة .
    وقد علَّمنا قرآنُ الله العظيم أن ربَّنا سبحانه
    جعل استغفار الرسول صلّى الله عليه وآله لظالمي أنفُسِهم طريقاً إلى توبة الله عليهم،
    وهو التوّاب الرحيم ( سورة النساء 64 ).
    وجَعَل ما يُنفَق عنده من الخيرات
    وصلاة الرسول قُربةً للمُنفِقين يتفضّل الله بها
    عليهم بأنْ يُدخِلَهم في رحمته ( سورة التوبة 99 )،
    كما جَعَل صلاةَ الرسول ودعاءه سَكَناً وطمأنينةً وأمناً لمن يدعو لهم ويصلّي عليهم
    ( سورة التوبة 103 ).
    وتلك من آيات الله التي نطق بها القرآن الكريم في مواضع عديدة من سوره المباركة.
    من هنا كان التوسّل بالأنبياء والأوصياء عليهم السّلام
    مفهوماً قرآنياً أصيلاً، إضافةً إلى كونه مظهراً
    من مظاهر الفطرة النقيّة التي ركزها الله في أعماق الكائن البشري.
    ومن هنا أيضاً كانت الاستغاثة بأحبّاء الله وأودّائه المقرّبين
    إليه حقيقةً هي من الإيمان في العمق، ومن عقيدة التوحيد في المتن.

    وقُل مِثلَ هذا عن الاستشفاع بالنبيّ والأئمّة وصالحي المؤمنين
    .. فإنّ لكلٍّ منهم شفاعةً عظيمة وكلمة مقبولة عند الله عزّوجلّ.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X