إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الأخبار المجعولة والروايات الموضوعة في مصادر الشيعة الروائية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأخبار المجعولة والروايات الموضوعة في مصادر الشيعة الروائية

    الأخبار المجعولة والروايات الموضوعة في مصادر الشيعة الروائية

    قبل أن ندخل في أصل موضوع الأخبار المجعولة والروايات الموضوعة ونبحث في صحة سندها والدوافع التي أدت الى جعلها, نرى من الأفضل أن نستعرض مسألة وضع الروايات من مصادر الامامية والتي تشير الى هذا الموضوع بالذات ونستعين بالأحاديث والروايات لاثبات وجود احاديث مجعولة , وهذا المعنى لا يخرج عن أمرين : فإما أن تكون هذه الروايات صحيحة ويعتمد عليها في مقام الاثبات, ففي هذه الصورة يجب أن نقبل مفادهذه الأحاديث وهووجود أحاديث مجعولة وموضوعة ضمن المصادر الحديثية, وإما أن تكون نفس هذه الأحاديث مزورة وموضوعة , فحينئذ يثبت وجود أحاديث مزورة ومجعولة ضمن السنّة الشريفة.
    أما الاخبار والروايات الواردة عن رسول الله وأهل بيته الطاهرين في هذا الباب فنذكر منها ما ورد في كتاب -((اصول الكافي في باب اختيار الحديث)) عن اميرالمؤمنين أنه قال :
    ((قد كُذِبَ على رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليه وآله وسلّم – على عَهْدِهِ حتّى قامَ خطيباً فَقالَ: أيُّها الناسُ قد كَثُرَتْ عَلَيَّ الكَذّابَةُ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ . ثُمَّ كُذِبَ عليهِ مِنْ بَعْدِه ))! وفي كتاب ((رجال الكشّي)) نقلا عن الامام الصادق في جوابه الى الفيض بن المختار عن علّة اختلاف الشيعة, قال :
    ((... إني اُحَدِّثُ أحَدَهُم بِالحَديثِ فلا يَخْرُجُ مِن عِندي حَتى يَتَأَوَّلَهُ عَلى غَيْرِ تأويلِهِ وذلِكَ أَنَهُمْ لا يَطْلُبُونَ بِحَديثنا وبِحُبِّنا ما عِنْدَ اللهِ وإنما يَطْلُبُونَ بِهِ الدُّنيا وكُلٌّ يُحِبُ أنْ يُدْعى رَأساً )). وكذلك أورد الكشي في رجاله عن الامام الصادق قوله ...
    ((لا تَقْبَلُوا عَلَيْنا حَديثا إلاّ ما وافَقَ القُرآنَ والسُنَّةَ أوْ تَجِدوُنَ مَعَهُ شاهِداً مِن أحاديثنا المُتَقَدِّمَةِ , فَإِنَّ المُغَيْرَةَ بنَ سَعيدٍ – لَعَنَهُ اللهُ – دَسَّ في كُتُبِ أصْحابِ أبي احاديثَ لَمْ يُحَدِّثْ بِها أبي ! فَاتَقُوا اللهَ ولا تَقْبَلوا عَلَيْنا ما خالَفَ قَوْلَ رَبِّنا تعالى وسُنَةَ نَبِيِّنا مُحَمّدٍ – صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم – فإنّا إذا حَدَّثْنا قُلنا : قالَ اللهُ عَزَّوجَلَّ وقالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم )).وكذلك أورد الصدوق في كتابه ((عيون أخبار الرضا)) عن الامام علي بن موسى الرضا انه قال للحسين بن خالد:
    ((يَا ابْنَ خالِدٍ إنّما وَضَعَ الأخْبارَ عَنّا في التَشْبيهِ وَالْجَبْرِ الغُلاةُ )). وأيضا من هذا الكتاب أنه أورد قول الامام الرضا لابراهيم بن أبي محمود:
    ((أن مُخالِفينا وَضَعُوا أخباراً في فَضائِلِنا وجَعَلوُها عَلى ثَلاثَةِ أقْسامٍ , أحَدُها الغُلُوّ وثانيهَا التَّقْصيرُ في أمْرِنا وثالِثُهَا التَّصريحُ بِمَثالِبِ أعْدائِنا ...)) وجاء في رجال الكشي عن قول يونس بن رحمان:
    ((وافَيْتُ الْعِراقَ فَوَجَدْتُ بِها قِطْعَةً مِن أصحابِ أبي جَعْفرٍ (ع) مُتَوافِرينَ فَسَمِعْتُ مِنْهُم وأخَذْتُ كُتُبَهُم فَعَرَضْتُها بَعْدُ عَلى أبِى الحَسَنِ الرِّضا (ع) فأنْكَرَ مِنها أحاديثَ كثيرَةً أن تََكونَ مِنْ احاديثِ أبي عَبْدِالله (ع) ... )) ولا يتحدد هذا الموضوع بهذا المقدار من الروايات ولكننا اخترنا نماذج منها , والذي يفهم من هذه الأحاديث أن الأخبار الموضوعة لم تنسب الى بعض الأئمة فحسب بل نسبت الى جميع الأئمة من أهل البيت كما نقرأ ما ورد عن الامام الصادق (ع) في رواية الكشي أنه قال :
    ((إنَا أهلُ بيتٍ صاِدقُونَ لا نَخلُو مِن كَذّابٍ يَكْذِبُ عَلَينا فَيَسْقُطٌ صِدقُنا بِكذبِهِ عَلَيْنا عِنْدَ النّاس . كانَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم أصْدَقَ البَرِيَّةِ لَهْجَةً وكانَ مُسَيْلِمَةُ يَكْذِبُ عليهِ , وكانَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلامُ أصْدَقَ مَنْ بَرَأَ اللهُ مِن بَعدِ رَسولِ اللهِ (ص) وكانَ الَّذي يَكْذِبُ عليه مِنَ الكَذِبِ عَبْدُ الله بنُ سَبَأٍ – لَعَنَهُ اللهُ – وكانَ ابو عبدِاللهِ الحسينِ بنِ عليًّ عليه السلامُ قَدِابتُلِيَ بِالمُخْتارِ . ثُمَ ذَكَرَ ابوعبدِاللهِ (ع) الحارِثَ الشّاميَّ وبُنانَ فقالَ: كانا يَكْذِبانِ على عليّ بنِ الحُسينِ عليه السلام , ثُمَّ ذَكَرَ المُغَيْرَةَ بْنَ سعيدٍ وبَزيعاً والسَّرِيَّ وأبا الخطّاب ومُعمَرا وبَشّارَ الأشعريَّ وحَمْزَهَ اليزيديَّ وصائِدَ النَهْدِيَّ فقالَ : لَعَنَهُمُ اللهُ )) وكذلك أورد أبو عمرو الكشي عن الامام علي بن موسى الرضا أنه قال :
    ((كانَ بُنانُ يَكْذِبُ على عليّ بْنِ الحُسَيْن (ع) فَأذاقَهُ اللهُ حَرَّ الحَديدِ , وكانَ مُغَيْرَةُ بْنُ سعيد يَكْذِبُ على أبي جَعْفَرٍ (ع) فأذاقَهُ اللهُ حَرَّ الحّديدِ , وكانَ مُحمّدُ بْنُ بَشير يَكْذِبُ عَلى أبِي الحَسَنِ مُوسى (ع) فأذاقَهُ اللهُ حَرَّ الحّديدِ , وكانَ ابُو الخَطّابِ يَكْذِبُ عَلى أبي عَبدِاللهِ (ع) فأذاقَه اللهُ حَرَ الحديدِ, والَّذي يّكْذِبُ عَلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ فُرات .)) وكما تقدم أنّ مثل هذه الروايات كثيرة في كتب الامامية, فلو صحت هذه الروايات فانها تدل على وجود أحاديث موضوعة كثيرة في مصادر الشيعة الروائية . حيث ينبغي غربلة هذه المصادر وتطهيرها من هذه الشوائب المخربة والأكاذيب المدمّرة.
    شهادة أكابر الامامية على وجود أحاديث موضوعة
    وبعد أن استعرضنا طائفة من الأحاديث الواردة عن أهل البيت حول وجود الكذب والجعل في الروايات, نرى من المناسب استعراض بعض أقوال الأكابر والأساطين من علماء الشيعة ومن رجالهم حول هذا الموضوع ليتضح جيدا أن علماء الشيعة أيضا يعترفون بهذا الأمر ولا ينكرونه.
    الشيخ المفيد محمد بن النعمان المتوفى سنة 413 هـ الذي يعد من أعاظم الامامية كتب في نقد ((اعتقادات الصدوق)) أنّ بين روايات الامامية حق وباطل وأن الشيخ الصدوق , أي أبا جعفر محمد بن بابويه القمي , لم يهتم بتهذيب الروايات وتصحيحها , وقال:
    الّذي ذَكَرَهُ الشّيخُ أبوجَعْفَرٍ – رَحِمَهُ اللهُ – في هذَا البابِ لاَ يَتَحَصًّلُ ومَعانيهِ تَختَلِفُ وتَتَناقَضُ والسَّبَبُ في ذلِكَ أنَّهُ عَمِلَ على ظواهِرِ الحَديثٍ المُختلٍفَةِ ولم يَكُن مِمَّْنْ يَرَى النَّظَرَ فّيّمِيزّ بَيْنَ الحَقِّ مِنْها والباطِل . ومن علماء الامامية في القرن الخامس الهجري هو ((الشريف المرتضى)) المعروف والمتوفى عام 436 هـ , حيث أورد في باب الاحاديث الباطلة والاخبار السقيمة في رسالة ((المسائل الطرابلسية)) فقال:
    إن الحديث المَرويَّ في كُتُبِ الشيعَةِ وكُتُب جَميعِ مُخالفينا يَتَضَمَّنُ ضُرُوبَ الخَطَأ وصُنُوفَ الباطِلِ مِن مَحالٍ لا يَجُوزُ ولا يُتَصَوَر من باطل قَد دَلَّ الدَليلُ على بُطلانِهِ وفَسادِهِ كَالتَّشبيهِ والجَبرِ والرُؤيَةِ والقَوْلِ بالصِّفاتِ القديمة ومِن هذا الذي لا يُحصى أو يُحْصَرُ ما في الأحاديث من الأباطيل ولِهذا وجَبَ نَقْدُ الحَديث.
    وبعد الشريف المرتضى تعرض ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى عام 460 هـ في كتابه ((عدة الاصول)) الى الأخبار الموضوعة في فصل مختلف, وقال :
    إنَّ مِنَ المَعْلُومِ الَّذي لا يَتخالَجُ فيهِ شَكٌّ أنَّ في الأخبارَ المَرْويِّةَ عَنِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلم كَذٍباً كَما أنَّ فيها صِدقاً قالَ أنَّ جَميعَها صِدْقٌ فَقَدْ أبْعَدَ القَوْلَ فيهِ .
    والعالم الآخر من اعاظم الامامية الذي شهد بوجود اخبار مجعولة وروايات موضوعة بين احاديث السنة والشيعة هو الفقيه الشهير الشيخ نجم الدين جعفر المعروف بالمحقق الحلي ((المتوفى عام 676 هـ)) حيث كتب يقول في كتابه ((المعتبر)):
    أفْرَطَ الحَشوِيَّةُ فِي الْعَمَلِ بِخَبَر الواحِدِ حَتَّى انْقادُوا لِكُلِّ خَبَرٍ ومافَطَنُوا ما تَحْتهُ مِنَ التَّناقُضِ فَإنَّ مِن جُملَةِ الأخباِر قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وآله وسلم – سَتَكْثُر بَعْدِي القالَّة عَلَيَّ. وقَوْل الصًادِقِ – عليه السلامُ – إنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنّا رَجُلاً يَكْذِبُ عَلَيْه.
    وأخيرا نصل الى الملا محمد باقر المجلسي ((المتوفى عام 1110 هـ)) في المجلد السابع من كتاب بحار الانوار :
    إعلَمْ أنَّ الغُلُوَّ فِي النَّبِيِّ (ص) والأئِمَةِ (ع) إنَّما يَكُونُ بِالقَوْلِ باُلُوهيَّتِهم أوْ بُكَونِهِم شُرَكاءَ لِلهِ تعالى فِي المَعْبُودِيَّةِ أو في الخَلْقِ والرِّزْقِ , أوْ أنَّ الله تعالى حَلَّ فيهم أوِ اتَّحَدَ بِهِم , أوْ أنَّهُم يَعْلَمُونَ الغَيْبَ بِغَيْرِ وَحْيٍ أوْ إلهامٍ مِنَ اللهِ تعالى , أوَ بِالقولِ فِي الأئِمَةِ (ع) أنَهُم كانُوا أنْبِياءَ أوِ الْقَوْلِ بِتَناسُخ أرْواحِ بِعضِهِم إلى بَعضٍ , أو القَوْلِ بأنَ مَعْرِفَتَهُم تُغنى عَن جَميع الطّاعاتِ ولا تكليفَ مَعَها بِتَركِ المَعاصي, والقَوْلُ بِكُلّ مِنها إلحادٌ وكُفرٌ وخروجٌ عَنِ الدّينِ كما دَلَّت عَلَيهِ الأدِلَةُ العَقْليَّةُ والآياتُ والأخبارُ السّالِفَةو وغيرُها وقد عَرَفتَ أنَّ الأئمة عليهم السلام تَبرأوا مِنهُم وحَكَموُا بِكُفرهم وأمَروُا بِقَتْلِهِمْ ,وإنْ قَرَعَ سَمْعَكَ شيءٌ مِنَ الأخبارِ المُوهِمَةِ لِشَيءِ مِن ذلِكَ فَهِيَ إمّا مُؤولةٌ أوْ هِيَ مِنْ مُفْتَرياتِ الغُلاة.

    دوافع جعل الحديث

    إن الدوافع لجعل الأحاديث بين الشيعة تختلف عن الدوافع لجعل الأحاديث بين أهل السنة غالبا, واحيانا تتشابه هذه الدوافع , فأهل السنة ولكونهم لا يواجهون مشكلة من قبل الحكومات بل إنّ أغلب الحكومات الاسلامية كانت من أهل السنة, فان أحد الدوافع لخلق الأحاديث بينهم هو التقرب الى الخلفاء والسلاطين كما ذكر ذلك ((الخطيب البغدادي)) المتوفى عام 463 هـ في تاريخ بغداد: أن ((ابوالبختري)) وهب بن وهب القرشي دخل على خليفة زمانه هارون الرشيد عندما كان هذا الخليفة مشغولا باللعب بالطيور, فسأل هارون أباالبختري عن وجود حديث في هذا الباب, فقال ابوالبختري فوراً:
    حدثني هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة, أن النبي كان يطير الحمام.
    فنظر اليه هارون الرشيد نظرة شديدة وقال له : أخرج من هنا. وبعد أن خرج ابوالبختري قال هارون : لو لم يكن هذا الرجل من قريش لأمرت بعزله عن مقام القضاء. ومن الواضح أن هذا القاضي الطمّاع والكذاب قد وضع هذا الحديث لتأييد عمل الخليفة وادخال السرور على قلبه ليتقرب منه أكثر . وأما بين الشيعة فلا نجد مثل هذه الأحاديث للتقرب بها الى البلاط لأن الخلافة خرجت من أيديهم سوى مدة قليلة جدا من خلافة أميرالمؤمنين وابنه الحسن , مضافا الى ان الامام علياً واولاده كانوا أعلم وأعلى من أن يأتي الوضاعون ليضعوا الأحاديث في مدحهم عند تصديهم لمقام الخلافة , ورغم ذلك فاننا نرى في عصر الأئمة ظهور بعض الأشخاص المنحرفين والمحبين للجاه والمقام أنهم كانوا يأتون الى الأئمة من أهل البيت ويجلسون في مجالسهم لينقلوا أحاديثهم ورواياتهم ليكتسبوا وجاهة ومنزلة عند الشيعة واتباع أهل البيت , وهذه الطائفة من الرواة عملوا على تحريف اقوال الأئمة بما يحلوا لهم , كما ذكر الكشّي ذلك في كتابه الرجال عن الامام الصادق أنه قال للفيض بن المختار :
    ((يا فيض ؛ إن الناس أولعوا بالكذب علينا كأن الله افترضه عليهم لا يريد منهم غيره ! وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون به الدنيا وكل يحب أن يدعى رأسا )).ومن أجل أن نعلم كيف فسر هؤلاء المغرضون أحاديث أهل البيت , نكتفي بذكر رواية عن ابي جعفر الكليني ((المتوفى سنة 328 أو 329 هـ)) في اصول الكافي , باسناده عن محمد بن مارد أنه قال :
    ((قلت لأبي عبدالله عليه السلام :حديث روي لنا أنك قلت : إذا عرفت فاعمل ما شئت ! فقال: قد قلت ذلك . قال: قلت : وإن زنوا أو سرقوا او شربوا الخمر؟ فقال لي : إنا لله وانا اليه راجعون , والله ما انصفونا أن نكون اخذنا بالعمل ووضع عنهم , إنما قلت : إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره فانه يقبل منك. )) ولو تجاوزنا دوافع حب الرئاسة فان اقبح العلل لوضع الحديث الأئمة المعصومين (ع)يتمثل في ((الغلو)) أو ((البغض)) لأهل البيت , كما أورد الشيخ الصدوق في كتابه ((عيون أخبار الرضا)) عن الامام الرضاقوله لابراهيم بن ابي محمود:
    ((إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام . أحدها الغلو وثانيها التقصير وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فاذا سمع الناس الغلو فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم الى القول بربوبيتنا واذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا واذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عزوجل : ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم .))
    ومن بين هذه الأنواع الثلاثة للروايات التي وضعها المخالفون لأهل البيت كما يقول الامام الرضا فانه ولحسن الحظ قلما نجد روايات ((التقصير)) في المصادر الحديثية , ولكن مع الأسف فان روايات الغلو واللعن المجعولة والمنسوبة الى أهل البيت موجودة بكثرة في مصادر, الحديث ولابد من اتخاذ الحذر في ذكرها وقراءتها على الناس لصيانة الجيل الجديد من التورط في الانحراف في العقيدة.والدافع الآخر لوضع الحديث هو الدافع الديني والاهتمام بتديّن الناس والحرص على ترغيبهم بالدين . ولعل هذا الكلام يستوجب العجب ولكن مع الأسف فان هذا الدافع موجود في صفوف رواة الشيعة والسنة حيث وضعوا أحاديث كثيرة لهذا الغرض. ونقرأ في كتاب أهل السنة , أن رجلا يسمى ((نوح بن مريم المروزي)) المتوفى عام 173هـ , سُئل عن حديث رواه عكرمة عن ابن عباس في ثواب السور القرآنية التي ينقلها نوح بن مريم هذا وأنه عمّن سمعها ومن أين جاء بها؟ فقال نوح بن مريم :
    إني رأيت الناس قد اعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن اسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة (أي لطلب الثواب).
    ويقول الشهيد الثاني ((زين الدين العاملي)) : إن الأحاديث التي وردت في تفسير الواحدي الثعلبي والزمخشري في ثواب قراءة السور القرآنية ((جميعها من هذا القبيل والواضع لها قد اعترف بوضعه لهذه الأحاديث)).
    واضيف أيضا أنه مع الأسف أن هذه الأحاديث موجودة في تفاسير الشيعة كذلك ومنها ((تفسير التبيان)) للشيخ الطوسي , وتفسير ((مجمع البيان)) للشيخ الطبرسي , وتفسير (روض الجنان وروح الجنان)) للشيخ أبي الفتوح الرازي , حيث يذكر الشهيد الثاني وآخرون أن أحد متصوفة عبادان قد جعل هذه الأحاديث , وتنسب هذه الأحاديث الموضوعة الى الصحابي المشهور ((ابن ابي كعب)) أنه سمعها عن رسول الله.
    وقد كان نوح بن مريم وامثاله يضعون هذه الأحاديث في محيط أهل السنة ولكن هناك أحاديث وضعها الكذابون ودسوها في كتب الشيعة لتشويق الناس في احياء السنة كما يتصورون, ومن ذلك ما ورد في حديث في كتاب ((تفسير منهج الصادقين)) للملا فتح الله الكاشاني ((المتوفى عام 977 هـ)) عن رسول الله أنه قال:
    ((من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي بن ابي طالب ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي! ))
    فهل هناك أقبح من تشويق الشيعة للمتعة بوضع حديث عن رسول الله في هذا الباب ورسول الله نفسه قال : ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. ))
    وقد يعتذر هؤلاء الوضاع لجعلهم الحديث وروايتهم له أن الكثير من العلماء أوردوا هذا الحديث في كتبهم . ولكن الحقيقة كما أوردها الشيعة والسنة عن رسول الهأ والامام الصادق أنهما قالا :
    ((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)).
    ومن الدوافع الأخرى لوضع الحديث هو التكسب , حيث كان هناك فئات من الناس يسمون بالمرتزقة, وهؤلاء كانوا يضعون الروايات والأحاديث ويكسبون بها أجرا , وعلى سبيل المثال نذكر هذه الواقعة : دخل يوما الى مسجد الرصافة في الكوفة المحدث المشهور أحمد بن حنبل ومعه يحيى بن معين, فشاهدا في المسجد رجلا يحدث الناس ويقول:
    ((حدثنا أحمد بن حنبل ويحيي بن معين قالا : حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم : من قال لا إله الا الله خلق الله تعالى من كل كلمة طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان...! ))
    ثم أن ذلك الرجل استمر في كلامه وأخذ يفصّل الحديث في ثواب ذلك العمل, وبعد أن انتهى من كلامه نظر ابن معين واحمد بن حنبل أحدهما الى الآخر وقال احمد ليحيى بن معين : هل نقلت هذا الحديث الى هذا الرجل ؟ فاجابه يحيى بن معين : اقسم بالله انني لم اسمع هذه الحكاية في حياتي سوى في هذا الوقت.
    وفي ذلك الوقت اخذ ذلك الرجل أجره من الناس وبقي ينتظر عطاء الآخرين , فأشار له يحيى بن معين فتصور الرجل أنه يريد ان يعطيه مبلغا من المال فجاء اليه, فقال له يحيى بن معين : أنا يحيى بن معين وهذا الشخص هو أحمد بن حنبل ونحن لم نسمع من رسول الله أنه يقول هذا الحديث ولم ننقله اليك فلو كنت مضطرا للكذب فانسبه الى غيرنا . فقال : لقد سمعت أن يحيى بن معين رجل احمق ولكن لم يثبت ذلك لي الى اليوم.
    فقال ابن معين: وكيف؟ فقال الرجل : لأنك تتصور أن ليس في الدنيا رجل يسمى بهذا الاسم غيرك وأن لا يوجد في الدنيا أحمد بن حنبل غير هذا الشخص في حين أنني أروي عن سبعة عشر رجلا باسم احمد بن حنبل ويحيى بن معين غيركما .
    ويستفاد من الأحاديث القديمة الشيعية أن المرتزقة كانوا موجودين في صفوف الشيعة واتباع الأئمةولذلك ورد في الأحاديث الشريفة عن أهل البيت في أصول الكافي عن الامام الصادق (ع) أنه قال:
    ((من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب. ))
    وكذلك أورد الشيخ الكليني في اصول الكافي عن الامام الباقر (ع) أنه قال لأبي ربيع الشامي:
    ((ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرئاسة ولا تكن ذنبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا فإنك موقوف ومسؤول... ))
    وذكر المحدث المشهور الحسن بن شعبة ((من علماء القرن الرابع الهجري)) في كتابه ((تحف العقول عن آل الرسول)) عن الامام الصادق (ع) قوله :
    ((فرقة أبحونا وسمعوا كلامنا ولم يقصدوا عن فعلنا ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم نارا)).
    ويروي الشيخ أبو عمر والكشي في رجاله عن الامام علي بن الحسين أنه قال لقاسم بن عوف : ((إياك أن تستأكل بنا)).
    ولا شك أن هؤلاء المرتزقة قد وضعوا أحاديث كثيرة لجلب نظر الناس ونسبوها الى الأئمة , ومع الأسف نجد أن بعض أهل المنبر يوردون الكثير من هذه الأخبار في باب شهادة الامام الحسين عليه السلام لتأمين معاشهم والارتزاق بذكر مصائب أهل البيت , وكما يقول المحدث المشهور الميرزا حسين النوري ((المتوفى عام 1320 هـ)) في كتابه ((اللؤلؤ والمرجان)):
    وتستمر روايات الكافي في استغراق مثل هذه الخرافات والاكاذيب حتى أنها تصرح (في الباب 95 ما عند الائمة من آيات الانبياء عليهم السلام) بأنهم ورثوا عصا موسى وأنها تنطق اذا استنطقت وقد أعدت للقائم (ع) يصنع بها ما كان يصنع موسى وكذلك ألواح موسى وخاتم سليمان وحجر موسى الذي كان يضربه فينبع منه الماء وقميص يوسف الذي كان لابراهيم (ع) عندما القي في النار فلم يصبه اذى ببركة هذا القميص الذي أتى به جبرئيل من الجنة .. الى غير ذلك من الخزعبلات التي أوردها رواة الشيعة الكذابون لاخفاء هالة موهومة من عنصر الغيب على الائمة (ع) والحال أن كل عاقل يفهم أن عصا موسى أو قميص يوسف وخاتم سليمان وامثالها لم تكن تحوي عناصر القوة والاعجاز لدى الانبياء بل إن الله أجرى المعجزة للانبياء بواسطتها حيث يقول تعالى : ((قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم)) الانبياء : 69.
    وليس لقميص ابراهيم دخل في حمايته من النار . وهكذا الحال في عصا موسى وخاتم سليمان ولكن القصاصين والدجالين أبوا ألا أن ينسجوا حول هذه الادوات والملابس قصصا وأساطير ليوحوا الى أوليائهم أن الائمة يتمتعون بعلوم غريبة وقدرات خارقة لا تتيسر لأحد من البشر!!
    خامساً: أما الرواية الثانية وكذلك روايات هذا الباب (الباب 98 وفيه 8 روايات) الذي يتضمن ذكر الجفر والجامعة ومصحف فاطمة (ع) فانها تدل بوضوح تام على عدم انحصار الوحي بالنبي الاكرم (ص) وتتناقض مع خاتمية الرسالة حيث نقرأ فيها أن جبرئيل كان يحدث فاطمة بعد وفاة النبي (ص) وكان الامام علي (ع) يملي احاديث جبرئيل هذه , أو أن الائمة محدثون بواسطة الملائكة في حين أن الامام علي نفسه يقول في نهج البلاغة وهي ينعى رسول الله (( لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والانباء وأخبار السماء)) فان لم يكن مصحف فاطمة يتناول أخبار السماء والغيب بل أحكام الشريعة والدين – كما رجحه بعض الفقهاء والاعلام – فكان الاجدر بفاطمة أن تأخذها من أبيها في حال حياته وحينئذ فلا معنى لنزول جبرئيل عليها بعد وفاء ابيها ليملي عليها كتابا أكبر من القرآن بثلاث مرات ...
    ثم ما معنى أن لا يكون في هذا المصحف ولا كلمة من كلمات القرآن كما تقول الرواية ؟ الا يوجد فيه ذكر لكلمة : الله . العدل . الظلم , السماء, الماء, الخير , الشر وامثال ذلك من الكلمات الموجودة كلها في القرآن الكريم؟!
    والمشكلة الاخرى التي تواجه هذه الرواية هي أنها تقرر أن علوم الائمة مقتبسة من هذه الكتب , بل نقرأ في كتاب المواريث (فروع الكافي , ج 7 , ص 3) أن زرارة يسأل الامام الباقر (ع) عن سهم الارث للجد , فيطلب منه الامام أن يمهله الى غد ليقرأ هذا الحكم الشرعي من كتاب له : ((قال (ع): اذا كان غدا فالقني حتى اقرئك في كتاب قلت : أصلحك الله , حدثني فان حديثك أحب اليّ من أن تقرئينه في كتاب فقال لي الثانية : اسمع ما أقول لك , اذا كان غدا فالقني حتى اقرأه في كتاب)).
    فهنا نرى أن الامام الباقر (ع) يصر على أن يقرأ الحكم الشرعي في كتاب له , وهذا المعنى يتعارض مع ما ذكره الكليني من روايات عديدة في الكافي من أن الائمة محدثون ملهمون وأن علمهم لدنّي يأخذونه كل ليلة جمعة من العرش أو من الهام الملائكة كما مر علينا في الروايات آنفاً!!
    ثم إن الرواية تقول إن الامام مضافا الى ما لديه من الجعفر ومصحف فاطمة وما ورثه من علوم الانبياء والوصيين , أنه يعلم بما كان وما يكون الى يوم القيامة!! وهذا هو علم الغيب الذي استأثر به الله تعالى لنفسه ونفاه أهل البيت (ع) عن انفسهم في روايات عديدة يرويها الكليني نفسه في كتابه الكافي (ج1) في باب (نادر فيه ذكر الغيب) حيث ينتقل في الحديث (3) عن سدير أنه قال : ((كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبدالله (ع) اذا خرج الينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال : يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب . ما يعلم الغيب الا الله عزوجل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة , فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي؟..))
    فكيف يعقل أن يعلم الامام بما كان وما يكون الى يوم القيامة ولا يعلم مكان الجارية في الدار؟ بل إن الراوي للرواية محل البحث يكذب نفسه بنفسه , فعندما يسأل الامام : هل هاهنا أحد يسمع كلامي؟ فيقوم الامام برفع الستار بينه وبين الغرفة المجاورة ليرى هل هناك شخص آخر يسمع كلامهما: ((فرفع أبوعبدالله سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال : سل.. )) وتستمر الرواية هذه لتقول : إن الامام يعلم ما يحدث بالليل والنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء الى يوم القيامة!! فكيف يحيط الشخص بكل هذا العلم الواسع وهو لا يعلم ماذا وراء الستر الى جانبه؟!.

    ثم هل أن وصل علم الأئمة الى مراتب عظيمة بحيث فاق علم رسول الله (ص) الذي يقول عنه القرآن الكريم: ((وما ادري ما يفعل بي ولا بكم)) ((و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير)) ((ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان))

    وهكذا نرى أن أكثر الشيعة إنما نسبوا أنفسهم للتشيع بدوافع شخصية وأهواء نفسية فكانوا يطرحون تصوراتهم وعقائدهم من خلال ما ينسبونه الى أهل البيت (ع) من أحاديث موضوعة وروايات محرفة , ولو ألقينا نظرة على كتب الرجال وطالعنا سيرة الرواة وأصحاب الائمة لرأينا العجب العجاب من كثرة الدجالين والغلاة وأهل البدع وأصحاب المطامع الذين اتخذوا من صحبة الائمة ستارا وقناعا يسترون به مطامعهم ونواياهم وبذلك تمكنوا من توجيه ضربات مدمرة للدين والمذهب هذه الطريقة .
    والأنكى من ذلك أن علماء الشيعة , الذين عرفوا هؤلاء الرواة والدجالين من خلال تحقيقات أصحاب الرجال والمؤرخين وطعنوا في رواياتهم وكتبهم , لا يمتنعون من نقل هذه الروايات بأسناد هؤلاء الكذابين والوضاعي

    يروي الشيخ الصدوق في كتابه ((علل الشرائع)) عن عليّ بن أحمد عن محمد بن أبي عبدالله عن محمد بن أحمد العلوي , عن علي بن الحسين العلوي , عن علي بن جعفر , عن أخيه موسى بن جعفر (ع) قال : ((إن المسوخ ثلاثة عشر : الفيل , والدبّ , والارنب , والعقرب , والضبّ, والعنكبوت , والدّعموص, والجرّي, والوطواط , والقرد , والخنزير , والزهرة , وسهيل , فسئل: يا ابن رسول الله (ص) ما كان سبب مسخ هؤلاء : فقال : أما الفيل فكان رجلا جبارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا , وأما الدب فكان رجلا مؤتيا يدعو الرجال الى نفسه , وأما الارنب فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض ولا جنابة ولا غير ذلك , وأما العقرب فكان رجلا همازاً لا يسلم منه أحد , وأما الضبّ فكان رجلا أعرابيا يسرق الحاج بمحجته , وأما العنكوبت فكانت إمرأة سحرت زوجها , وأما الدّعموص فكان رجلا نماما يقطع بين الأحبّة. وأما الجرّي فكان رجلا ديّوثاً يجلب الرجال على حلائله, وأما الوطواط فكان رجلاً سارقاً يسرق الرطب على رؤوس النّخل . وأما القردة فاليهود اعتدوا في السبت . وأما الخنازير فالنصارى حين سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشدّ ما كانوا تكذيبا. وأما سهيل فكان رجلاً عشارا باليمن . وأما الزهرة فأنها كانت امرأة تسمى ناهيد وهي التي يقول الناس : افتتن بها هاروت وماروت))
    ولا ندري ما ننقد من هذا الحديث الخرافي والمخزي ولكننا نترك الحكم الى القاريء الكريم ليحكم بنفسه على عقول أساطين المذهب الذين يوردون مثل هذه الروايات السخيفة وينسبونها الى الأئمة المعصومين (ع)!! فماذا نقول للعالَم والشباب المثقف اذا رأى أو سمع أن إمامه المعصوم يقول بأن هذه الحيوانات كانت رجال ونساء يرتكبون الذنب , أو يسمع بأن كوكب سهيل كان رجلاً يمشي على الارض , أو أن كوكب الزهرة كان امرأة جميلة أفتتن بها هاروت وماروت؟! أو أن الخنازير هم نصارى في الأصل كذبوا بالمائدة التي أنزلها الله على عيسى (ع) والجميع يعلم بأن النصارى وخاصة الحواريين لم يكذبوا هذه المعجزة لحدّ الآن فكيف يستحقون هذا العذاب ولماذا نراهم لحد الآن بشرا متمدنين لم ينقلبوا الى خنازير؟
    أقول : اذا سمع الشباب المثقف والشيعي خاصة مثل هذه الخرافات منسوبة الى إمامه المعصوم هل سيبقى على عقيدته بالامام؟ واذا جزم باختلاق هذه الاحاديث كما هو الصحيح – ألا يتساءل عن السبب الذي دعا علماء الشيعة كالصدوق والمجلسي والحر العاملي الى ذكرها في كتبهم؟ هل كانوا الى هذه الدرجة من السذاجة والجهل بحيث لم يدركوا زيف هذه الاحاديث واحتملوا أن امامهم يقول مثل هذا الكلام؟

    منقول من كتاب تهذيب أحاديث الشيعة



    تأليف وترجمة : أحمد القبانجي

  • #2

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    وبعــــــــــــــد:

    لم يقل أحد بصحة جميع الأحاديث في المصادر الإمامية والحمد لله وهذه تُحتسب من مصاديقنا بان الصحيح السليم

    كتاب الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه !

    هناك روايات مُعتبرة من حيث السند والمتن ولكن لجهل البعض فيها يعتبرها مكذوبة ولعل القبانجي أحدهم !!

    كُل الكتب تحمل الغث والسمين لماذا الإنتقادات لكُتب الشيعة في ما ورد من الأقاويل الباطلة ؟

    لماذا يا قبانجي لا تنتقد كُتباً تحاملت على النبي الأكرم وآل بيته الكِرام غير روايات التجسيم والأكبر من ذلك اعتبرتها من اصح الكُتب "وإن" وُجدت فيها روايات باطله فهي بالتأكيد سيأتي مُحدث في زمن ما لتنقيحها !!

    سبحان الله .

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة farajmatari
      الأخبار المجعولة والروايات الموضوعة في مصادر الشيعة الروائية

      قبل أن ندخل في أصل موضوع الأخبار المجعولة والروايات الموضوعة ونبحث في صحة سندها والدوافع التي أدت الى جعلها, نرى من الأفضل أن نستعرض مسألة وضع الروايات من مصادر الامامية والتي تشير الى هذا الموضوع بالذات ونستعين بالأحاديث والروايات لاثبات وجود احاديث مجعولة , وهذا المعنى لا يخرج عن أمرين : فإما أن تكون هذه الروايات صحيحة ويعتمد عليها في مقام الاثبات, ففي هذه الصورة يجب أن نقبل مفادهذه الأحاديث وهووجود أحاديث مجعولة وموضوعة ضمن المصادر الحديثية, وإما أن تكون نفس هذه الأحاديث مزورة وموضوعة , فحينئذ يثبت وجود أحاديث مزورة ومجعولة ضمن السنّة الشريفة.
      أما الاخبار والروايات الواردة عن رسول الله وأهل بيته الطاهرين في هذا الباب فنذكر منها ما ورد في كتاب -((اصول الكافي في باب اختيار الحديث)) عن اميرالمؤمنين أنه قال :
      ((قد كُذِبَ على رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليه وآله وسلّم – على عَهْدِهِ حتّى قامَ خطيباً فَقالَ: أيُّها الناسُ قد كَثُرَتْ عَلَيَّ الكَذّابَةُ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ . ثُمَّ كُذِبَ عليهِ مِنْ بَعْدِه ))! وفي كتاب ((رجال الكشّي)) نقلا عن الامام الصادق في جوابه الى الفيض بن المختار عن علّة اختلاف الشيعة, قال :
      ((... إني اُحَدِّثُ أحَدَهُم بِالحَديثِ فلا يَخْرُجُ مِن عِندي حَتى يَتَأَوَّلَهُ عَلى غَيْرِ تأويلِهِ وذلِكَ أَنَهُمْ لا يَطْلُبُونَ بِحَديثنا وبِحُبِّنا ما عِنْدَ اللهِ وإنما يَطْلُبُونَ بِهِ الدُّنيا وكُلٌّ يُحِبُ أنْ يُدْعى رَأساً )). وكذلك أورد الكشي في رجاله عن الامام الصادق قوله ...
      ((لا تَقْبَلُوا عَلَيْنا حَديثا إلاّ ما وافَقَ القُرآنَ والسُنَّةَ أوْ تَجِدوُنَ مَعَهُ شاهِداً مِن أحاديثنا المُتَقَدِّمَةِ , فَإِنَّ المُغَيْرَةَ بنَ سَعيدٍ – لَعَنَهُ اللهُ – دَسَّ في كُتُبِ أصْحابِ أبي احاديثَ لَمْ يُحَدِّثْ بِها أبي ! فَاتَقُوا اللهَ ولا تَقْبَلوا عَلَيْنا ما خالَفَ قَوْلَ رَبِّنا تعالى وسُنَةَ نَبِيِّنا مُحَمّدٍ – صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم – فإنّا إذا حَدَّثْنا قُلنا : قالَ اللهُ عَزَّوجَلَّ وقالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم )).وكذلك أورد الصدوق في كتابه ((عيون أخبار الرضا)) عن الامام علي بن موسى الرضا انه قال للحسين بن خالد:
      ((يَا ابْنَ خالِدٍ إنّما وَضَعَ الأخْبارَ عَنّا في التَشْبيهِ وَالْجَبْرِ الغُلاةُ )). وأيضا من هذا الكتاب أنه أورد قول الامام الرضا لابراهيم بن أبي محمود:
      ((أن مُخالِفينا وَضَعُوا أخباراً في فَضائِلِنا وجَعَلوُها عَلى ثَلاثَةِ أقْسامٍ , أحَدُها الغُلُوّ وثانيهَا التَّقْصيرُ في أمْرِنا وثالِثُهَا التَّصريحُ بِمَثالِبِ أعْدائِنا ...)) وجاء في رجال الكشي عن قول يونس بن رحمان:
      ((وافَيْتُ الْعِراقَ فَوَجَدْتُ بِها قِطْعَةً مِن أصحابِ أبي جَعْفرٍ (ع) مُتَوافِرينَ فَسَمِعْتُ مِنْهُم وأخَذْتُ كُتُبَهُم فَعَرَضْتُها بَعْدُ عَلى أبِى الحَسَنِ الرِّضا (ع) فأنْكَرَ مِنها أحاديثَ كثيرَةً أن تََكونَ مِنْ احاديثِ أبي عَبْدِالله (ع) ... )) ولا يتحدد هذا الموضوع بهذا المقدار من الروايات ولكننا اخترنا نماذج منها , والذي يفهم من هذه الأحاديث أن الأخبار الموضوعة لم تنسب الى بعض الأئمة فحسب بل نسبت الى جميع الأئمة من أهل البيت كما نقرأ ما ورد عن الامام الصادق (ع) في رواية الكشي أنه قال :
      ((إنَا أهلُ بيتٍ صاِدقُونَ لا نَخلُو مِن كَذّابٍ يَكْذِبُ عَلَينا فَيَسْقُطٌ صِدقُنا بِكذبِهِ عَلَيْنا عِنْدَ النّاس . كانَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم أصْدَقَ البَرِيَّةِ لَهْجَةً وكانَ مُسَيْلِمَةُ يَكْذِبُ عليهِ , وكانَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلامُ أصْدَقَ مَنْ بَرَأَ اللهُ مِن بَعدِ رَسولِ اللهِ (ص) وكانَ الَّذي يَكْذِبُ عليه مِنَ الكَذِبِ عَبْدُ الله بنُ سَبَأٍ – لَعَنَهُ اللهُ – وكانَ ابو عبدِاللهِ الحسينِ بنِ عليًّ عليه السلامُ قَدِابتُلِيَ بِالمُخْتارِ . ثُمَ ذَكَرَ ابوعبدِاللهِ (ع) الحارِثَ الشّاميَّ وبُنانَ فقالَ: كانا يَكْذِبانِ على عليّ بنِ الحُسينِ عليه السلام , ثُمَّ ذَكَرَ المُغَيْرَةَ بْنَ سعيدٍ وبَزيعاً والسَّرِيَّ وأبا الخطّاب ومُعمَرا وبَشّارَ الأشعريَّ وحَمْزَهَ اليزيديَّ وصائِدَ النَهْدِيَّ فقالَ : لَعَنَهُمُ اللهُ )) وكذلك أورد أبو عمرو الكشي عن الامام علي بن موسى الرضا أنه قال :
      ((كانَ بُنانُ يَكْذِبُ على عليّ بْنِ الحُسَيْن (ع) فَأذاقَهُ اللهُ حَرَّ الحَديدِ , وكانَ مُغَيْرَةُ بْنُ سعيد يَكْذِبُ على أبي جَعْفَرٍ (ع) فأذاقَهُ اللهُ حَرَّ الحّديدِ , وكانَ مُحمّدُ بْنُ بَشير يَكْذِبُ عَلى أبِي الحَسَنِ مُوسى (ع) فأذاقَهُ اللهُ حَرَّ الحّديدِ , وكانَ ابُو الخَطّابِ يَكْذِبُ عَلى أبي عَبدِاللهِ (ع) فأذاقَه اللهُ حَرَ الحديدِ, والَّذي يّكْذِبُ عَلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ فُرات .)) وكما تقدم أنّ مثل هذه الروايات كثيرة في كتب الامامية, فلو صحت هذه الروايات فانها تدل على وجود أحاديث موضوعة كثيرة في مصادر الشيعة الروائية . حيث ينبغي غربلة هذه المصادر وتطهيرها من هذه الشوائب المخربة والأكاذيب المدمّرة.
      شهادة أكابر الامامية على وجود أحاديث موضوعة
      وبعد أن استعرضنا طائفة من الأحاديث الواردة عن أهل البيت حول وجود الكذب والجعل في الروايات, نرى من المناسب استعراض بعض أقوال الأكابر والأساطين من علماء الشيعة ومن رجالهم حول هذا الموضوع ليتضح جيدا أن علماء الشيعة أيضا يعترفون بهذا الأمر ولا ينكرونه.
      الشيخ المفيد محمد بن النعمان المتوفى سنة 413 هـ الذي يعد من أعاظم الامامية كتب في نقد ((اعتقادات الصدوق)) أنّ بين روايات الامامية حق وباطل وأن الشيخ الصدوق , أي أبا جعفر محمد بن بابويه القمي , لم يهتم بتهذيب الروايات وتصحيحها , وقال:
      الّذي ذَكَرَهُ الشّيخُ أبوجَعْفَرٍ – رَحِمَهُ اللهُ – في هذَا البابِ لاَ يَتَحَصًّلُ ومَعانيهِ تَختَلِفُ وتَتَناقَضُ والسَّبَبُ في ذلِكَ أنَّهُ عَمِلَ على ظواهِرِ الحَديثٍ المُختلٍفَةِ ولم يَكُن مِمَّْنْ يَرَى النَّظَرَ فّيّمِيزّ بَيْنَ الحَقِّ مِنْها والباطِل . ومن علماء الامامية في القرن الخامس الهجري هو ((الشريف المرتضى)) المعروف والمتوفى عام 436 هـ , حيث أورد في باب الاحاديث الباطلة والاخبار السقيمة في رسالة ((المسائل الطرابلسية)) فقال:
      إن الحديث المَرويَّ في كُتُبِ الشيعَةِ وكُتُب جَميعِ مُخالفينا يَتَضَمَّنُ ضُرُوبَ الخَطَأ وصُنُوفَ الباطِلِ مِن مَحالٍ لا يَجُوزُ ولا يُتَصَوَر من باطل قَد دَلَّ الدَليلُ على بُطلانِهِ وفَسادِهِ كَالتَّشبيهِ والجَبرِ والرُؤيَةِ والقَوْلِ بالصِّفاتِ القديمة ومِن هذا الذي لا يُحصى أو يُحْصَرُ ما في الأحاديث من الأباطيل ولِهذا وجَبَ نَقْدُ الحَديث.
      وبعد الشريف المرتضى تعرض ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى عام 460 هـ في كتابه ((عدة الاصول)) الى الأخبار الموضوعة في فصل مختلف, وقال :
      إنَّ مِنَ المَعْلُومِ الَّذي لا يَتخالَجُ فيهِ شَكٌّ أنَّ في الأخبارَ المَرْويِّةَ عَنِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلم كَذٍباً كَما أنَّ فيها صِدقاً قالَ أنَّ جَميعَها صِدْقٌ فَقَدْ أبْعَدَ القَوْلَ فيهِ .
      والعالم الآخر من اعاظم الامامية الذي شهد بوجود اخبار مجعولة وروايات موضوعة بين احاديث السنة والشيعة هو الفقيه الشهير الشيخ نجم الدين جعفر المعروف بالمحقق الحلي ((المتوفى عام 676 هـ)) حيث كتب يقول في كتابه ((المعتبر)):
      أفْرَطَ الحَشوِيَّةُ فِي الْعَمَلِ بِخَبَر الواحِدِ حَتَّى انْقادُوا لِكُلِّ خَبَرٍ ومافَطَنُوا ما تَحْتهُ مِنَ التَّناقُضِ فَإنَّ مِن جُملَةِ الأخباِر قَوْلُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وآله وسلم – سَتَكْثُر بَعْدِي القالَّة عَلَيَّ. وقَوْل الصًادِقِ – عليه السلامُ – إنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنّا رَجُلاً يَكْذِبُ عَلَيْه.
      وأخيرا نصل الى الملا محمد باقر المجلسي ((المتوفى عام 1110 هـ)) في المجلد السابع من كتاب بحار الانوار :
      إعلَمْ أنَّ الغُلُوَّ فِي النَّبِيِّ (ص) والأئِمَةِ (ع) إنَّما يَكُونُ بِالقَوْلِ باُلُوهيَّتِهم أوْ بُكَونِهِم شُرَكاءَ لِلهِ تعالى فِي المَعْبُودِيَّةِ أو في الخَلْقِ والرِّزْقِ , أوْ أنَّ الله تعالى حَلَّ فيهم أوِ اتَّحَدَ بِهِم , أوْ أنَّهُم يَعْلَمُونَ الغَيْبَ بِغَيْرِ وَحْيٍ أوْ إلهامٍ مِنَ اللهِ تعالى , أوَ بِالقولِ فِي الأئِمَةِ (ع) أنَهُم كانُوا أنْبِياءَ أوِ الْقَوْلِ بِتَناسُخ أرْواحِ بِعضِهِم إلى بَعضٍ , أو القَوْلِ بأنَ مَعْرِفَتَهُم تُغنى عَن جَميع الطّاعاتِ ولا تكليفَ مَعَها بِتَركِ المَعاصي, والقَوْلُ بِكُلّ مِنها إلحادٌ وكُفرٌ وخروجٌ عَنِ الدّينِ كما دَلَّت عَلَيهِ الأدِلَةُ العَقْليَّةُ والآياتُ والأخبارُ السّالِفَةو وغيرُها وقد عَرَفتَ أنَّ الأئمة عليهم السلام تَبرأوا مِنهُم وحَكَموُا بِكُفرهم وأمَروُا بِقَتْلِهِمْ ,وإنْ قَرَعَ سَمْعَكَ شيءٌ مِنَ الأخبارِ المُوهِمَةِ لِشَيءِ مِن ذلِكَ فَهِيَ إمّا مُؤولةٌ أوْ هِيَ مِنْ مُفْتَرياتِ الغُلاة.

      دوافع جعل الحديث

      إن الدوافع لجعل الأحاديث بين الشيعة تختلف عن الدوافع لجعل الأحاديث بين أهل السنة غالبا, واحيانا تتشابه هذه الدوافع , فأهل السنة ولكونهم لا يواجهون مشكلة من قبل الحكومات بل إنّ أغلب الحكومات الاسلامية كانت من أهل السنة, فان أحد الدوافع لخلق الأحاديث بينهم هو التقرب الى الخلفاء والسلاطين كما ذكر ذلك ((الخطيب البغدادي)) المتوفى عام 463 هـ في تاريخ بغداد: أن ((ابوالبختري)) وهب بن وهب القرشي دخل على خليفة زمانه هارون الرشيد عندما كان هذا الخليفة مشغولا باللعب بالطيور, فسأل هارون أباالبختري عن وجود حديث في هذا الباب, فقال ابوالبختري فوراً:
      حدثني هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة, أن النبي كان يطير الحمام.
      فنظر اليه هارون الرشيد نظرة شديدة وقال له : أخرج من هنا. وبعد أن خرج ابوالبختري قال هارون : لو لم يكن هذا الرجل من قريش لأمرت بعزله عن مقام القضاء. ومن الواضح أن هذا القاضي الطمّاع والكذاب قد وضع هذا الحديث لتأييد عمل الخليفة وادخال السرور على قلبه ليتقرب منه أكثر . وأما بين الشيعة فلا نجد مثل هذه الأحاديث للتقرب بها الى البلاط لأن الخلافة خرجت من أيديهم سوى مدة قليلة جدا من خلافة أميرالمؤمنين وابنه الحسن , مضافا الى ان الامام علياً واولاده كانوا أعلم وأعلى من أن يأتي الوضاعون ليضعوا الأحاديث في مدحهم عند تصديهم لمقام الخلافة , ورغم ذلك فاننا نرى في عصر الأئمة ظهور بعض الأشخاص المنحرفين والمحبين للجاه والمقام أنهم كانوا يأتون الى الأئمة من أهل البيت ويجلسون في مجالسهم لينقلوا أحاديثهم ورواياتهم ليكتسبوا وجاهة ومنزلة عند الشيعة واتباع أهل البيت , وهذه الطائفة من الرواة عملوا على تحريف اقوال الأئمة بما يحلوا لهم , كما ذكر الكشّي ذلك في كتابه الرجال عن الامام الصادق أنه قال للفيض بن المختار :
      ((يا فيض ؛ إن الناس أولعوا بالكذب علينا كأن الله افترضه عليهم لا يريد منهم غيره ! وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون به الدنيا وكل يحب أن يدعى رأسا )).ومن أجل أن نعلم كيف فسر هؤلاء المغرضون أحاديث أهل البيت , نكتفي بذكر رواية عن ابي جعفر الكليني ((المتوفى سنة 328 أو 329 هـ)) في اصول الكافي , باسناده عن محمد بن مارد أنه قال :
      ((قلت لأبي عبدالله عليه السلام :حديث روي لنا أنك قلت : إذا عرفت فاعمل ما شئت ! فقال: قد قلت ذلك . قال: قلت : وإن زنوا أو سرقوا او شربوا الخمر؟ فقال لي : إنا لله وانا اليه راجعون , والله ما انصفونا أن نكون اخذنا بالعمل ووضع عنهم , إنما قلت : إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره فانه يقبل منك. )) ولو تجاوزنا دوافع حب الرئاسة فان اقبح العلل لوضع الحديث الأئمة المعصومين (ع)يتمثل في ((الغلو)) أو ((البغض)) لأهل البيت , كما أورد الشيخ الصدوق في كتابه ((عيون أخبار الرضا)) عن الامام الرضاقوله لابراهيم بن ابي محمود:
      ((إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام . أحدها الغلو وثانيها التقصير وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فاذا سمع الناس الغلو فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم الى القول بربوبيتنا واذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا واذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عزوجل : ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم .))
      ومن بين هذه الأنواع الثلاثة للروايات التي وضعها المخالفون لأهل البيت كما يقول الامام الرضا فانه ولحسن الحظ قلما نجد روايات ((التقصير)) في المصادر الحديثية , ولكن مع الأسف فان روايات الغلو واللعن المجعولة والمنسوبة الى أهل البيت موجودة بكثرة في مصادر, الحديث ولابد من اتخاذ الحذر في ذكرها وقراءتها على الناس لصيانة الجيل الجديد من التورط في الانحراف في العقيدة.والدافع الآخر لوضع الحديث هو الدافع الديني والاهتمام بتديّن الناس والحرص على ترغيبهم بالدين . ولعل هذا الكلام يستوجب العجب ولكن مع الأسف فان هذا الدافع موجود في صفوف رواة الشيعة والسنة حيث وضعوا أحاديث كثيرة لهذا الغرض. ونقرأ في كتاب أهل السنة , أن رجلا يسمى ((نوح بن مريم المروزي)) المتوفى عام 173هـ , سُئل عن حديث رواه عكرمة عن ابن عباس في ثواب السور القرآنية التي ينقلها نوح بن مريم هذا وأنه عمّن سمعها ومن أين جاء بها؟ فقال نوح بن مريم :
      إني رأيت الناس قد اعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن اسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة (أي لطلب الثواب).
      ويقول الشهيد الثاني ((زين الدين العاملي)) : إن الأحاديث التي وردت في تفسير الواحدي الثعلبي والزمخشري في ثواب قراءة السور القرآنية ((جميعها من هذا القبيل والواضع لها قد اعترف بوضعه لهذه الأحاديث)).
      واضيف أيضا أنه مع الأسف أن هذه الأحاديث موجودة في تفاسير الشيعة كذلك ومنها ((تفسير التبيان)) للشيخ الطوسي , وتفسير ((مجمع البيان)) للشيخ الطبرسي , وتفسير (روض الجنان وروح الجنان)) للشيخ أبي الفتوح الرازي , حيث يذكر الشهيد الثاني وآخرون أن أحد متصوفة عبادان قد جعل هذه الأحاديث , وتنسب هذه الأحاديث الموضوعة الى الصحابي المشهور ((ابن ابي كعب)) أنه سمعها عن رسول الله.
      وقد كان نوح بن مريم وامثاله يضعون هذه الأحاديث في محيط أهل السنة ولكن هناك أحاديث وضعها الكذابون ودسوها في كتب الشيعة لتشويق الناس في احياء السنة كما يتصورون, ومن ذلك ما ورد في حديث في كتاب ((تفسير منهج الصادقين)) للملا فتح الله الكاشاني ((المتوفى عام 977 هـ)) عن رسول الله أنه قال:
      ((من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي بن ابي طالب ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي! ))
      فهل هناك أقبح من تشويق الشيعة للمتعة بوضع حديث عن رسول الله في هذا الباب ورسول الله نفسه قال : ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. ))
      وقد يعتذر هؤلاء الوضاع لجعلهم الحديث وروايتهم له أن الكثير من العلماء أوردوا هذا الحديث في كتبهم . ولكن الحقيقة كما أوردها الشيعة والسنة عن رسول الهأ والامام الصادق أنهما قالا :
      ((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)).
      ومن الدوافع الأخرى لوضع الحديث هو التكسب , حيث كان هناك فئات من الناس يسمون بالمرتزقة, وهؤلاء كانوا يضعون الروايات والأحاديث ويكسبون بها أجرا , وعلى سبيل المثال نذكر هذه الواقعة : دخل يوما الى مسجد الرصافة في الكوفة المحدث المشهور أحمد بن حنبل ومعه يحيى بن معين, فشاهدا في المسجد رجلا يحدث الناس ويقول:
      ((حدثنا أحمد بن حنبل ويحيي بن معين قالا : حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم : من قال لا إله الا الله خلق الله تعالى من كل كلمة طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان...! ))
      ثم أن ذلك الرجل استمر في كلامه وأخذ يفصّل الحديث في ثواب ذلك العمل, وبعد أن انتهى من كلامه نظر ابن معين واحمد بن حنبل أحدهما الى الآخر وقال احمد ليحيى بن معين : هل نقلت هذا الحديث الى هذا الرجل ؟ فاجابه يحيى بن معين : اقسم بالله انني لم اسمع هذه الحكاية في حياتي سوى في هذا الوقت.
      وفي ذلك الوقت اخذ ذلك الرجل أجره من الناس وبقي ينتظر عطاء الآخرين , فأشار له يحيى بن معين فتصور الرجل أنه يريد ان يعطيه مبلغا من المال فجاء اليه, فقال له يحيى بن معين : أنا يحيى بن معين وهذا الشخص هو أحمد بن حنبل ونحن لم نسمع من رسول الله أنه يقول هذا الحديث ولم ننقله اليك فلو كنت مضطرا للكذب فانسبه الى غيرنا . فقال : لقد سمعت أن يحيى بن معين رجل احمق ولكن لم يثبت ذلك لي الى اليوم.
      فقال ابن معين: وكيف؟ فقال الرجل : لأنك تتصور أن ليس في الدنيا رجل يسمى بهذا الاسم غيرك وأن لا يوجد في الدنيا أحمد بن حنبل غير هذا الشخص في حين أنني أروي عن سبعة عشر رجلا باسم احمد بن حنبل ويحيى بن معين غيركما .
      ويستفاد من الأحاديث القديمة الشيعية أن المرتزقة كانوا موجودين في صفوف الشيعة واتباع الأئمةولذلك ورد في الأحاديث الشريفة عن أهل البيت في أصول الكافي عن الامام الصادق (ع) أنه قال:
      ((من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب. ))
      وكذلك أورد الشيخ الكليني في اصول الكافي عن الامام الباقر (ع) أنه قال لأبي ربيع الشامي:
      ((ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرئاسة ولا تكن ذنبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا فإنك موقوف ومسؤول... ))
      وذكر المحدث المشهور الحسن بن شعبة ((من علماء القرن الرابع الهجري)) في كتابه ((تحف العقول عن آل الرسول)) عن الامام الصادق (ع) قوله :
      ((فرقة أبحونا وسمعوا كلامنا ولم يقصدوا عن فعلنا ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم نارا)).
      ويروي الشيخ أبو عمر والكشي في رجاله عن الامام علي بن الحسين أنه قال لقاسم بن عوف : ((إياك أن تستأكل بنا)).
      ولا شك أن هؤلاء المرتزقة قد وضعوا أحاديث كثيرة لجلب نظر الناس ونسبوها الى الأئمة , ومع الأسف نجد أن بعض أهل المنبر يوردون الكثير من هذه الأخبار في باب شهادة الامام الحسين عليه السلام لتأمين معاشهم والارتزاق بذكر مصائب أهل البيت , وكما يقول المحدث المشهور الميرزا حسين النوري ((المتوفى عام 1320 هـ)) في كتابه ((اللؤلؤ والمرجان)):
      وتستمر روايات الكافي في استغراق مثل هذه الخرافات والاكاذيب حتى أنها تصرح (في الباب 95 ما عند الائمة من آيات الانبياء عليهم السلام) بأنهم ورثوا عصا موسى وأنها تنطق اذا استنطقت وقد أعدت للقائم (ع) يصنع بها ما كان يصنع موسى وكذلك ألواح موسى وخاتم سليمان وحجر موسى الذي كان يضربه فينبع منه الماء وقميص يوسف الذي كان لابراهيم (ع) عندما القي في النار فلم يصبه اذى ببركة هذا القميص الذي أتى به جبرئيل من الجنة .. الى غير ذلك من الخزعبلات التي أوردها رواة الشيعة الكذابون لاخفاء هالة موهومة من عنصر الغيب على الائمة (ع) والحال أن كل عاقل يفهم أن عصا موسى أو قميص يوسف وخاتم سليمان وامثالها لم تكن تحوي عناصر القوة والاعجاز لدى الانبياء بل إن الله أجرى المعجزة للانبياء بواسطتها حيث يقول تعالى : ((قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم)) الانبياء : 69.
      وليس لقميص ابراهيم دخل في حمايته من النار . وهكذا الحال في عصا موسى وخاتم سليمان ولكن القصاصين والدجالين أبوا ألا أن ينسجوا حول هذه الادوات والملابس قصصا وأساطير ليوحوا الى أوليائهم أن الائمة يتمتعون بعلوم غريبة وقدرات خارقة لا تتيسر لأحد من البشر!!
      خامساً: أما الرواية الثانية وكذلك روايات هذا الباب (الباب 98 وفيه 8 روايات) الذي يتضمن ذكر الجفر والجامعة ومصحف فاطمة (ع) فانها تدل بوضوح تام على عدم انحصار الوحي بالنبي الاكرم (ص) وتتناقض مع خاتمية الرسالة حيث نقرأ فيها أن جبرئيل كان يحدث فاطمة بعد وفاة النبي (ص) وكان الامام علي (ع) يملي احاديث جبرئيل هذه , أو أن الائمة محدثون بواسطة الملائكة في حين أن الامام علي نفسه يقول في نهج البلاغة وهي ينعى رسول الله (( لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والانباء وأخبار السماء)) فان لم يكن مصحف فاطمة يتناول أخبار السماء والغيب بل أحكام الشريعة والدين – كما رجحه بعض الفقهاء والاعلام – فكان الاجدر بفاطمة أن تأخذها من أبيها في حال حياته وحينئذ فلا معنى لنزول جبرئيل عليها بعد وفاء ابيها ليملي عليها كتابا أكبر من القرآن بثلاث مرات ...
      ثم ما معنى أن لا يكون في هذا المصحف ولا كلمة من كلمات القرآن كما تقول الرواية ؟ الا يوجد فيه ذكر لكلمة : الله . العدل . الظلم , السماء, الماء, الخير , الشر وامثال ذلك من الكلمات الموجودة كلها في القرآن الكريم؟!
      والمشكلة الاخرى التي تواجه هذه الرواية هي أنها تقرر أن علوم الائمة مقتبسة من هذه الكتب , بل نقرأ في كتاب المواريث (فروع الكافي , ج 7 , ص 3) أن زرارة يسأل الامام الباقر (ع) عن سهم الارث للجد , فيطلب منه الامام أن يمهله الى غد ليقرأ هذا الحكم الشرعي من كتاب له : ((قال (ع): اذا كان غدا فالقني حتى اقرئك في كتاب قلت : أصلحك الله , حدثني فان حديثك أحب اليّ من أن تقرئينه في كتاب فقال لي الثانية : اسمع ما أقول لك , اذا كان غدا فالقني حتى اقرأه في كتاب)).
      فهنا نرى أن الامام الباقر (ع) يصر على أن يقرأ الحكم الشرعي في كتاب له , وهذا المعنى يتعارض مع ما ذكره الكليني من روايات عديدة في الكافي من أن الائمة محدثون ملهمون وأن علمهم لدنّي يأخذونه كل ليلة جمعة من العرش أو من الهام الملائكة كما مر علينا في الروايات آنفاً!!
      ثم إن الرواية تقول إن الامام مضافا الى ما لديه من الجعفر ومصحف فاطمة وما ورثه من علوم الانبياء والوصيين , أنه يعلم بما كان وما يكون الى يوم القيامة!! وهذا هو علم الغيب الذي استأثر به الله تعالى لنفسه ونفاه أهل البيت (ع) عن انفسهم في روايات عديدة يرويها الكليني نفسه في كتابه الكافي (ج1) في باب (نادر فيه ذكر الغيب) حيث ينتقل في الحديث (3) عن سدير أنه قال : ((كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبدالله (ع) اذا خرج الينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال : يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب . ما يعلم الغيب الا الله عزوجل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة , فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي؟..))
      فكيف يعقل أن يعلم الامام بما كان وما يكون الى يوم القيامة ولا يعلم مكان الجارية في الدار؟ بل إن الراوي للرواية محل البحث يكذب نفسه بنفسه , فعندما يسأل الامام : هل هاهنا أحد يسمع كلامي؟ فيقوم الامام برفع الستار بينه وبين الغرفة المجاورة ليرى هل هناك شخص آخر يسمع كلامهما: ((فرفع أبوعبدالله سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال : سل.. )) وتستمر الرواية هذه لتقول : إن الامام يعلم ما يحدث بالليل والنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء الى يوم القيامة!! فكيف يحيط الشخص بكل هذا العلم الواسع وهو لا يعلم ماذا وراء الستر الى جانبه؟!.

      ثم هل أن وصل علم الأئمة الى مراتب عظيمة بحيث فاق علم رسول الله (ص) الذي يقول عنه القرآن الكريم: ((وما ادري ما يفعل بي ولا بكم)) ((و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير)) ((ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان))

      وهكذا نرى أن أكثر الشيعة إنما نسبوا أنفسهم للتشيع بدوافع شخصية وأهواء نفسية فكانوا يطرحون تصوراتهم وعقائدهم من خلال ما ينسبونه الى أهل البيت (ع) من أحاديث موضوعة وروايات محرفة , ولو ألقينا نظرة على كتب الرجال وطالعنا سيرة الرواة وأصحاب الائمة لرأينا العجب العجاب من كثرة الدجالين والغلاة وأهل البدع وأصحاب المطامع الذين اتخذوا من صحبة الائمة ستارا وقناعا يسترون به مطامعهم ونواياهم وبذلك تمكنوا من توجيه ضربات مدمرة للدين والمذهب هذه الطريقة .
      والأنكى من ذلك أن علماء الشيعة , الذين عرفوا هؤلاء الرواة والدجالين من خلال تحقيقات أصحاب الرجال والمؤرخين وطعنوا في رواياتهم وكتبهم , لا يمتنعون من نقل هذه الروايات بأسناد هؤلاء الكذابين والوضاعي

      يروي الشيخ الصدوق في كتابه ((علل الشرائع)) عن عليّ بن أحمد عن محمد بن أبي عبدالله عن محمد بن أحمد العلوي , عن علي بن الحسين العلوي , عن علي بن جعفر , عن أخيه موسى بن جعفر (ع) قال : ((إن المسوخ ثلاثة عشر : الفيل , والدبّ , والارنب , والعقرب , والضبّ, والعنكبوت , والدّعموص, والجرّي, والوطواط , والقرد , والخنزير , والزهرة , وسهيل , فسئل: يا ابن رسول الله (ص) ما كان سبب مسخ هؤلاء : فقال : أما الفيل فكان رجلا جبارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا , وأما الدب فكان رجلا مؤتيا يدعو الرجال الى نفسه , وأما الارنب فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض ولا جنابة ولا غير ذلك , وأما العقرب فكان رجلا همازاً لا يسلم منه أحد , وأما الضبّ فكان رجلا أعرابيا يسرق الحاج بمحجته , وأما العنكوبت فكانت إمرأة سحرت زوجها , وأما الدّعموص فكان رجلا نماما يقطع بين الأحبّة. وأما الجرّي فكان رجلا ديّوثاً يجلب الرجال على حلائله, وأما الوطواط فكان رجلاً سارقاً يسرق الرطب على رؤوس النّخل . وأما القردة فاليهود اعتدوا في السبت . وأما الخنازير فالنصارى حين سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشدّ ما كانوا تكذيبا. وأما سهيل فكان رجلاً عشارا باليمن . وأما الزهرة فأنها كانت امرأة تسمى ناهيد وهي التي يقول الناس : افتتن بها هاروت وماروت))
      ولا ندري ما ننقد من هذا الحديث الخرافي والمخزي ولكننا نترك الحكم الى القاريء الكريم ليحكم بنفسه على عقول أساطين المذهب الذين يوردون مثل هذه الروايات السخيفة وينسبونها الى الأئمة المعصومين (ع)!! فماذا نقول للعالَم والشباب المثقف اذا رأى أو سمع أن إمامه المعصوم يقول بأن هذه الحيوانات كانت رجال ونساء يرتكبون الذنب , أو يسمع بأن كوكب سهيل كان رجلاً يمشي على الارض , أو أن كوكب الزهرة كان امرأة جميلة أفتتن بها هاروت وماروت؟! أو أن الخنازير هم نصارى في الأصل كذبوا بالمائدة التي أنزلها الله على عيسى (ع) والجميع يعلم بأن النصارى وخاصة الحواريين لم يكذبوا هذه المعجزة لحدّ الآن فكيف يستحقون هذا العذاب ولماذا نراهم لحد الآن بشرا متمدنين لم ينقلبوا الى خنازير؟
      أقول : اذا سمع الشباب المثقف والشيعي خاصة مثل هذه الخرافات منسوبة الى إمامه المعصوم هل سيبقى على عقيدته بالامام؟ واذا جزم باختلاق هذه الاحاديث كما هو الصحيح – ألا يتساءل عن السبب الذي دعا علماء الشيعة كالصدوق والمجلسي والحر العاملي الى ذكرها في كتبهم؟ هل كانوا الى هذه الدرجة من السذاجة والجهل بحيث لم يدركوا زيف هذه الاحاديث واحتملوا أن امامهم يقول مثل هذا الكلام؟

      منقول من كتاب تهذيب أحاديث الشيعة



      تأليف وترجمة : أحمد القبانجي

      المشكلة ان الشيعة الامامية ليس لديهم هيئة رقابة لتراقب المطبوعات الاعلامية او المنتديات او الفضائيات او الحسينيات ،فقد دبت الفوضى ... ولاسيما في المآتم والحسينيات ،والخطباء ماانفكوا وهم يرددوا مثل هذه الروايات الموضوعة والكاذبة والمليئة : بالغلو والتفويض والخرافات والهرطقات .. والجماهير لاحول لها ولاقوة فقد عليها أن تردد ورائهم طوعا وكرها : اللهم صل على محمد وال محمد .. لتزداد نشوة الخطيب فيأتي بالمزيد والمزيد من تلك الروايات ..ثم يبكيهم بعدها لينسوا كل ما تفوه به من خرافة او هرطقة .... المذهب بحاجة الى انتفاضة فكرية وثقافية لتنفض عنه الغبار ...

      تعليق


      • #4

        أتفه من أن يرد عليه
        لكن بعض النقاط على السريع


        ولا ندري ما ننقد من هذا الحديث الخرافي والمخزي ولكننا نترك الحكم الى القاريء الكريم ليحكم بنفسه على عقول أساطين المذهب الذين يوردون مثل هذه الروايات السخيفة وينسبونها الى الأئمة المعصومين (ع)!! فماذا نقول للعالَم والشباب المثقف اذا رأى أو سمع أن إمامه المعصوم يقول بأن هذه الحيوانات كانت رجال ونساء يرتكبون الذنب , أو يسمع بأن كوكب سهيل كان رجلاً يمشي على الارض , أو أن كوكب الزهرة كان امرأة جميلة أفتتن بها هاروت وماروت؟! أو أن الخنازير هم نصارى في الأصل كذبوا بالمائدة التي أنزلها الله على عيسى (ع) والجميع يعلم بأن النصارى وخاصة الحواريين لم يكذبوا هذه المعجزة لحدّ الآن فكيف يستحقون هذا العذاب ولماذا نراهم لحد الآن بشرا متمدنين لم ينقلبوا الى خنازير؟
        أقول : اذا سمع الشباب المثقف والشيعي خاصة مثل هذه الخرافات منسوبة الى إمامه المعصوم هل سيبقى على عقيدته بالامام؟ واذا جزم باختلاق هذه الاحاديث كما هو الصحيح – ألا يتساءل عن السبب الذي دعا علماء الشيعة كالصدوق والمجلسي والحر العاملي الى ذكرها في كتبهم؟ هل كانوا الى هذه الدرجة من السذاجة والجهل بحيث لم يدركوا زيف هذه الاحاديث واحتملوا أن امامهم يقول مثل هذا الكلام

        الجاهل لا يدري أن المسخ هو حقيقة قرأنية مذكورة في كتاب الله تعالى ...
        وقلنا لهم كونوا قردة خاسئين
        فهل الشباب المثقف سيعترض على رواية و يترك كتاب الله ؟

        وهكذا نرى أن أكثر الشيعة إنما نسبوا أنفسهم للتشيع بدوافع شخصية وأهواء نفسية فكانوا يطرحون تصوراتهم وعقائدهم من خلال ما ينسبونه الى أهل البيت (ع) من أحاديث موضوعة وروايات محرفة , ولو ألقينا نظرة على كتب الرجال وطالعنا سيرة الرواة وأصحاب الائمة لرأينا العجب العجاب من كثرة الدجالين والغلاة وأهل البدع وأصحاب المطامع الذين اتخذوا من صحبة الائمة ستارا وقناعا يسترون به مطامعهم ونواياهم وبذلك تمكنوا من توجيه ضربات مدمرة للدين والمذهب هذه الطريقة .
        والأنكى من ذلك أن علماء الشيعة , الذين عرفوا هؤلاء الرواة والدجالين من خلال تحقيقات أصحاب الرجال والمؤرخين وطعنوا في رواياتهم وكتبهم , لا يمتنعون من نقل هذه الروايات بأسناد هؤلاء الكذابين والوضاعي

        فعلاً
        وكأنه أتى بشئ جديد
        ولهذا أخترع علم الرجال
        أكاد أجزم بأن هذا لم يقرأ ولا صفحة من كتاب تنقيح المقال أو كتاب معجم رجال الحديث
        ليعرف كيف يتم التعامل مع المغالين
        صدق الأمام الجواد -صلوات الله عليه- : يستدل على عقل كل أمرئ بما يجرى على لسانه

        خامساً: أما الرواية الثانية وكذلك روايات هذا الباب (الباب 98 وفيه 8 روايات) الذي يتضمن ذكر الجفر والجامعة ومصحف فاطمة (ع) فانها تدل بوضوح تام على عدم انحصار الوحي بالنبي الاكرم (ص) وتتناقض مع خاتمية الرسالة حيث نقرأ فيها أن جبرئيل كان يحدث فاطمة بعد وفاة النبي (ص) وكان الامام علي (ع) يملي احاديث جبرئيل هذه , أو أن الائمة محدثون بواسطة الملائكة في حين أن الامام علي نفسه يقول في نهج البلاغة وهي ينعى رسول الله (( لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والانباء وأخبار السماء)) فان لم يكن مصحف فاطمة يتناول أخبار السماء والغيب بل أحكام الشريعة والدين – كما رجحه بعض الفقهاء والاعلام – فكان الاجدر بفاطمة أن تأخذها من أبيها في حال حياته وحينئذ فلا معنى لنزول جبرئيل عليها بعد وفاء ابيها ليملي عليها كتابا أكبر من القرآن بثلاث مرات ...
        ثم ما معنى أن لا يكون في هذا المصحف ولا كلمة من كلمات القرآن كما تقول الرواية ؟ الا يوجد فيه ذكر لكلمة : الله . العدل . الظلم , السماء, الماء, الخير , الشر وامثال ذلك من الكلمات الموجودة كلها في القرآن الكريم؟!

        عدم أنحصار الوحي بالأنبياء هي حقيقة قرأنية
        وعقيدة مبنية على الكتاب قبل أن تكون مبنية على رواية
        الله أوحى للأسباط و أوحى إلى مريم -عليها السلام-



        وقد كان نوح بن مريم وامثاله يضعون هذه الأحاديث في محيط أهل السنة ولكن هناك أحاديث وضعها الكذابون ودسوها في كتب الشيعة لتشويق الناس في احياء السنة كما يتصورون, ومن ذلك ما ورد في حديث في كتاب ((تفسير منهج الصادقين)) للملا فتح الله الكاشاني ((المتوفى عام 977 هـ)) عن رسول الله أنه قال:
        ((من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي بن ابي طالب ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي! ))
        فهل هناك أقبح من تشويق الشيعة للمتعة بوضع حديث عن رسول الله في هذا الباب ورسول الله نفسه قال : ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. ))
        جميل جداً و لكن من وضع هذه الرواية ؟
        أين سندها ؟
        أن يستدل برواية بلا سند على وضع الروايات لهو أمر عبقري بحق

        ((إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام . أحدها الغلو وثانيها التقصير وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فاذا سمع الناس الغلو فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم الى القول بربوبيتنا واذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا واذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عزوجل : ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم .))
        جميل جداً أستدلال هذا الجاهل !!!
        هل يعرف من هم مخالفونا ؟
        هم أهل السنة و الجماعة و الوضاعون من بني أمية ...


        على كل حال
        أشعر بأني أعطى هذا الجاهل أكثر من قدره عندما أرد عليه
        وعلى باقي مشتقات الأنحراف

        ولايزال أهل السنة و الجماعة يسلطون الضوء على هذا و يعطونه مقداراً من الأهمية و يظهرونه في فضائياتهم ظناً منهم أن ذلك سيؤثر على الشيعة
        ولا يدرون أن الشيعة يضحكون على أمثال هذا ...
        هم قليلون القدر حتى في محاولاتهم لنقد الشيعة
        قال الأمام الصادق -صلوات الله عليه- في حديثه عن رسول الله -صلى الله عليه و اله وسلم- أنه سؤول من هو أعظم الناس قدراً فقال : من ترك ما لا يعنيه

        والعاقبة للمتقين

        تعليق


        • #5
          المشكلة ان الشيعة الامامية ليس لديهم هيئة رقابة لتراقب المطبوعات الاعلامية او المنتديات او الفضائيات او الحسينيات ،فقد دبت الفوضى ... ولاسيما في المآتم والحسينيات ،والخطباء ماانفكوا وهم يرددوا مثل هذه الروايات الموضوعة والكاذبة والمليئة : بالغلو والتفويض والخرافات والهرطقات .. والجماهير لاحول لها ولاقوة فقد عليها أن تردد ورائهم طوعا وكرها : اللهم صل على محمد وال محمد .. لتزداد نشوة الخطيب فيأتي بالمزيد والمزيد من تلك الروايات ..ثم يبكيهم بعدها لينسوا كل ما تفوه به من خرافة او هرطقة .... المذهب بحاجة الى انتفاضة فكرية وثقافية لتنفض عنه الغبار ...
          الأقربون أولى بالمعروف
          أنصح قومك ثم أنصح الأخرين فقد قال الأمام علي -صلوات الله عليه- : أكبر العيب أن تعيب ما فيك نفسه
          فنقح كتبكم من روايات الغلو كروايات :
          لو لم أبعث لبعث عمر و رواية وافق كتاب الله عمر في أقواله
          وقولهم بأنه أكثر غيرة من النبي و هو من حجب زوجات النبي
          وهو واقعاً جاهل لا يكاد يفهم حديثاً
          ونقحوا روايات الطعن بالأنبياء ككون رسول الله يسابق زوجته بالشارع و يمص لسان زوجته برمضان و يباشرها و هي حائض
          والنبي موسي يركض عارياً و يلطم ملك الموت و الشيطان ينكح زوجات النبي أسماعيل
          ونقحوا روايات اليهودي كعب الأحبار الذي يروى بأن الله ينزل و يصعد و له جسم و روايات النواصب
          ونقحوا روايات النواصب كعمر بن سعد و حريز و غيرهم
          وروايات التحريف عندكم كالداجن يأكل من القرأن و قول عمر بأن القرأن نزل بأكثر من هذا
          ثم تعال أطلب من الشيعة هذا الأمر

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة


            الأقربون أولى بالمعروف

            * أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * 35 يونس

            تعليق


            • #7


              السلام عليكم

              ما ألاحظه واستغربه من بعض إعتمادهم على روايات "حسب ظنهم تعييب الشيعة "

              بينما أي رواية لها علاقة بمكانة أهل البيت أو تُثبت أحقيتهم فنراهم بسرعة البرق

              يطالبون بالتنقيح والتصحيح وما إلى ذلك !

              ولا ارى تنقيحاً إلا لهكذا كلام .!

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة -أمةُ الزهراء-

                اللهم صل على محمد وآل محمد
                السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

                وبعــــــــــــــد:

                لم يقل أحد بصحة جميع الأحاديث في المصادر الإمامية والحمد لله وهذه تُحتسب من مصاديقنا بان الصحيح السليم

                كتاب الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه !

                هناك روايات مُعتبرة من حيث السند والمتن ولكن لجهل البعض فيها يعتبرها مكذوبة ولعل القبانجي أحدهم !!

                كُل الكتب تحمل الغث والسمين لماذا الإنتقادات لكُتب الشيعة في ما ورد من الأقاويل الباطلة ؟

                لماذا يا قبانجي لا تنتقد كُتباً تحاملت على النبي الأكرم وآل بيته الكِرام غير روايات التجسيم والأكبر من ذلك اعتبرتها من اصح الكُتب "وإن" وُجدت فيها روايات باطله فهي بالتأكيد سيأتي مُحدث في زمن ما لتنقيحها !!

                سبحان الله .

                نحن متفقين جميعا بأنه لم يقل أحد بصحة جميع الأحاديث في المصادر الشيعيه ولا السنيه وطبعا كُل الكتب السنيه والشيعيه تحمل الغث والسمين ولابد من نقدها
                وقد الزمان لتنقيحها
                فمثلا يقول السيد القبانجي في كتابه عن العلامة المحدث محمد باقر المجلسي

                وغالباما يطلق عليه أنه من اقطاب مذهب الامامية والمحيي لأحاديثهم أو خادم علوم أهل البيت كما تحدث عنه صاحب كتاب ((لؤلؤة البحرين)) وقال : هذا الشيخ كان امامنا في وقته في علم الحديث وسائر العلوم , شيخ الاسلام بدار السلطنة اصفهان , رئيسا فيها بالرئاستين الدينية والدنيوية , إماما في الجمعة والجماعة , وهو الذي روج الحديث ونشره لا سيما في ديار العجمية وترجم لهم الأحاديث العربية بأنواعها بالفارسية ...
                وأهم مصنفات المجلسي هو ((بحار الأنوار الجامعة لدرر الأخبار الأئمة الاطهار)) الذي اشتهر شهرة كبيرة بين الشيعة وصار مرجع المحدثين للفرقة الامامية . وقد طبع هذا الكتاب أخيرا في مائة و عشرة اجزاء , وقد استفاد المجلسي في هذا الكتاب من كتب القدماء والمعاصرين له واحيانا ينقل الأحاديث عن الكتب التي لا يعتمد هو عليها, وكمثال على ذلك ما ورد في المجلد السابع والخمسين حيث قال بعد أن أورد حديثا غريباً من كتاب ((جامع الأخبار)):
                أوردها صاحب الجامع فأوردتها ولم أعتمد عليها
                وايضا روى في هذا المجلد أيضا نفسه خبرا آخر عن الشيخ الصدوق ثم قال بعد ذلك:
                أقول: الخبر في غاية الغرابة ولا اعتمد عليه لعدم كونه مأخوذا من أصل معتبر وإن نسب الى الصدوق ره
                وعلى هذا الاساس فإنّ المجلسي وخلافا للكليني وابن بابويه لم يجمع في كتابه الأحاديث الصحيحة والمعتمدة لديه بل كان بصدد جمع الأخبار في كتابه هذا , ومن هنا كثرت الأخبار المجعولة والموهومة في هذا الكتاب الى جانب الأخبار الصحيحة والنافعة وقد انتشرت هذه الأخبار بين الناس بدون التصريح بجعلها وكذبها وسببت تلويث ذهنية العوام ومزجها بالخرافات والأساطير والعقائد المغالية . ورغم أن توضيح المجلسي في ذيل بعض الأخبار الغريبة قد يكون مفيدا احيانا إلا أنه لا يكفي في المقام , مضافا أنه سكت عن الكثير من الأخبار التي ورد في مضمونها غلو وأباطيل كثيرة , ولهذا احتاج كتاب ((بحارالأنوار)) الى نقد كثير وواسع ولابد أن يفصل له كتاب مستقل.
                وللعلامة محمد باقر المجلسي كتب عديدة أخرى باللغة الفارسية منها : حلية المتقين, عين الحياة , حياة القلوب , حق اليقين , جلاء العين و زاد المعاد.
                وهنا نستعرض بعض النماذج للأحاديث الباطلة المذكورة في كتابين للمجلسي أحدهما باللغة العربية والآخر باللغة الفارسية وهما : بحار الانوار وحلية المتقين ليكون القارىء الكريم على علم بتفاصيل هذه الروايات من هذا المختصر.

                نماذج من روايات المجلسي
                1 – روى المجلسي في كتاب ((بحار الانوار)) رواية طويلة عن الامام الصادق (ع) في ولادة الامام علي (ع) في الكعبة ونقرأ ضمن هذه الرواية أن النبي الأكرم جاء الى بيت أبي طالب بعد ولادة الامام علي وعودة أمه به الى بيتها:
                ((فلما دخل رسول الله (ص) اهتز له أميرالمؤمنين(ع) وضحك في وجهه وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . ثم تنحنح بإذن الله تعالى وقال: بسم الله الرحمن الرحيم . قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلوتهم خاشعون ... إلى آخر الآيات . فقال رسول الله (ص) : قد افلحوا بك وقرأ تمام الآيات إلى قوله : أولئك هم الوارثون . الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون . فقال رسول الله (ص) : أنت والله أميرهم))
                وعلى أساس مفاد هذه الرواية فإن النبي محمداً وقبل أن يبعث بالنبوة بعشر سنوات وقبل نزول القرآن عليه في غار حراء فان علي بن أبي طالب قد كان على علم بآيات القرآن الكريم من سورة المؤمنون , مع أن القرآن الكريم نفسه يصرح أن النبي الأكرم قبل نزول الوحي لم يكن يعلم بالقرآن لا هو ولا قومه:
                تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا... (هود/49)
                وأيضا يقول القرآن الكريم
                وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان (الشورى52)
                وكذلك يقول تعالى
                ما كنت ترجو أن يلقى اليك الكتاب الا رحمة من ربك (القصص/86)
                فاذا لم يكن رسول الله عالما بنزول الكتاب وما فيه قبل البعثة ((حتى أنه اصيب بالدهشة في غار حراء عند نزول ملك الوحي عليه)) فكيف قرأ علي بن أبي طالب القرآن وهو طفل رضيع؟ هل أنه استلم الوحي قبل رسول الله؟ أليست هذه الأسطورة هي من ابداعات المغالين الذين يهدفون الى رفع مقام الامام علي الى مستوى الالوهية؟
                والعجيب ما نقرأ في ذيل هذا الحديث أنه :
                فلما كان من غد دخل رسول الله (ص) على فاطمة (بنت أسد) فلما بصر علي (ع) برسول الله (ص) سلّم عليه وضحك في وجهه وأشار اليه أن خذني اليك واسقني بما سقيتني بالأمس قال: فأخذه رسول الله (ص) فقالت فاطمة : عرفه ورب الكعبة : قال: فلكلام فاطمة سمي ذلك اليوم يوم عرفة يعني أن أميرالمؤمنين (ع) عرف رسول الله (ص) (بحار, ج 35 , ص 38)
                في حين أن من جملة المسلمات لدى أرباب التاريخ أن يوم عرفة كان مشهورا ومعروفا قبل ولادة الامام علي .
                2 – ويروي المجلسي في المجلد 41 من كتاب بحار الأنوار هذه الرواية:
                ابوالفتح الحفّار بإسناده أن عليّاً – عليه السلام – قال : ما زلت مظلوما مذ كنت! قيل له : عرفنا ظلمك في كبرك , فما ظلمك في صغرك؟ فذكر أن عقيلا كان به رمد , فكان لا يذرّهما حتى يبدأوا بي!
                وهنا لابد من القول أن صانع هذا الخبر كان ساذجا جداّ لأن عقيل كان أكبر من الامام علي بـ20 سنة , ولا يعقل أن يتصرف شاب في عمر العشرين عام مثل هذا التصرف وأن لا يلقى في عينه الدواء قبل أن يلقى الدواء في عيني طفل رضيع , ولو كانوا يصنعون ذلك فانما يصنعونه مع الاطفال لا مع شاب في عمر العشرين.
                إن اختلاف السن بين علي وعقيل ورد في بحار الأنوار نفسه حيث يقول :
                إن مولانا أميرالمؤمنين – عليه السلام – كان أصغر ولد أبي طالب . كان أصغر من جعفر بعشر سنين وجعفر أصغر من عقيل بعشر سنين وعقيل أصغر من طالب بعشر سنين
                3 – وقد ورد في كتب الشيعة والسنة أن الخليفة الثاني ((عمر بن الخطاب)) طلب يد ام كلثوم بنت الامام علي وتزوجها وأولد منها ولدا سماه ((زيد بن عمر)) . وقد ذهب بعض علماء الشيعة كالشيخ المفيد الى تضعيف هذه الرواية وأن سندها غير وارد الا من طريق أهل السنة , ولكن المجلسي يروي في بحار الأنوار هذه الرواية من طرق الشيعة أيضا حيث يوحي بصحتها ويقول بالنسبة الى انكار الشيخ المفيد:
                إنكار المفيد – رحمه الله – أصل الواقعة إنما هو لبيان أنه لم يثبت ذلك من طريقهم وإلا فبعد ورود ما مر من الأخبار إنكار ذلك عجيب وقد روى الكليني عن حميد بن زياد عن أبي سماعة عن محمد بن زياد عن عبدالله بن سنان ومعاوية بن عمار عن أبي عبدالله – عليه السلام – قال : إن عليا لما توفي عمر أتى أم كلثوم فانطلق بها الى بيته . وروي نحو ذلك عن محمد بن يحيي وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى , عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد , عن هشام بن سالم , عن سليمان بن خالد عن أبي عبدالله عليه السلام.
                ولكن الموضوع العجيب هو أن المجلسي في المجلد 42 من بحار الأنوار يروي حديثا عن الامام الصادق يبرز فيه هذا الزواج بصورة عجيبة وغريبة وبشكل غير معقول , وهذه الرواية هي :
                الصفار عن أبي بصير , عن جذعان بن نصر , عن محمد بن مسعدة , عن محمد بن حموية بن اسماعيل , عن أبي عبدالله الربيبي عن عمر بن أذينه قال : قيل لأبي عبدالله – عليه السلام – إن الناس يحتجون علينا ويقولون : إنّ أميرالمؤمنين (ع) زوّج فلانا ابنته أم كلثوم . وكان متكئا فجلس وقال : أيقولون ذلك؟ إنّ قوما يزعمون ذلك لا يهتدون الى سواء السبيل. سبحان الله ما كان يقدر أميرالمؤمنين (ع) أن يحول بينه وبينها فينقذها ؟ كذبوا ولم يكن ما قالوا . إن فلانا خطب الى علي – عليه السلام –بنته ام كلثوم فأبى علي – عليه السلام – فقال للعباس : والله لئن لم تزوجني لانتزعن منك السقاية وزمزم! فأتى العباس عليا فكلمه فأبى عليه , فألحّ العباس , فلمّا رأى أمير المؤمنين – عليه السلام – مشقة كلام الرجل على العباس وأنه سيفعل بالسّقاية ما قال أرسل أميرالمؤمنين (ع) إلى جِنيّة من أهل نجران يهوديّة يقال لها سحيفة بنت جريرية فتمثّلت في مثال أم كلثوم وحجبت الأبصار عن أم كلثوم وبعث بها الى الرجل , فلم تزل عنده حتى أنه استراب بها يوما فقال: ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم . ثم أراد أن يظهر ذلك للناس فقتل وحوت الميراث وانصرفت الى نجران وأظهر أميرألمؤمنين (ع) أم كلثوم!
                ونلاحظ على هذه الرواية:
                أولا : إن في سند هذه الرواية الخرافية أفرادا مجهولين مثل جذعان بن نصر ومحمد بن مسعدة ومحمد بن حموية ومن هنا فهذه الرواية ساقطة عن درجة الاعتبار سنداً.
                ثانيا : لابد من التساؤل هنا , هل يتمكن الجِنّ من الزواج مع البشر ويتولد منهم طفل كزيد بن عمر ؟ وهل يجوز لامام المتقين وبسبب مقام السقاية لعمه العباس أن يحتال بهذه الحيلة ويصور جِنيّة بصورة الانسان ليتزوجها الخليفة؟ مضافا الى أن هذه الرواية اذا كانت صحيحة فالجنية قد عادت الى نجران واتضح امر ام كلثوم . اذن فلماذا نقرأ في الروايات الأخرى أن الامام علي بعد قتل عمر ذهب الى بيت الخليفة وأخذ ام كلثوم الى بيته؟
                4 – والأنكى من ذلك رواية أخرى ذكرها المجلسي في المجلد الثاني والأربعين وهي:
                عليّ بن ابراهيم , عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحمّاد , عن زرارة عن أبي عبدالله – عليه السلام – في تزويج أم كلثوم فقال : إنّ ذلك فرج غُصبناه!
                وفي نظري أن الامام علي أغير من أن يسمح بغصب ناموسه وشرفه لأي أحد من الناس , بل إن زواج أم كلثوم من الخليفة تم برضا أم كلثوم كما صرح بذلك بعض المؤرخين . وقد ورد هذا المعنى في بحار الأنوار أيضا: تارة يروى أنه كان عن اختيار وإيثار .
                5 – ويروي المجلسي في المجلد 43 من بحار الأنوار هذه الرواية:
                روي عن محمد بن سنان قال : دخلت على الصادق – عليه اسلام – فقال لي : من بالباب؟ قلت : رجل من الصين! قال فأدخله , فلما دخل قال له ابوعبدالله(ع): هل تعرفوننا بالصين؟ قال : نعم يا سيدي . قال : بماذا تعرفوننا ؟ قال: يا ابن رسول الله إن عندنا شجرة تحمل كل سنة وردا يتلوّن كل يوم مرتين فإذا كان أول النهار نجد مكتوبا عليه : لا إله الا الله , محمد رسول الله , واذا كان آخر النهار فإنا نجد مكتوبا عليه : لا إله الا الله , علي خليفة رسول الله!
                ونلاحظ على ذلك:
                أولا : إن سند هذه الرواية ضعيف جدا وفي سلسلة السند انقطاع , فالراوي الأول لها هو ((محمد بن سنان)) الذي لا يعتمد عليه أرباب الرجال وهو مورد اختلاف شديد بينهم مما يسلب الوثوق بهذه الرواية حيث يقول ابن الغضائري والنجاشي في شأنه : إنه ضعيف غال لا يلتفت اليه.
                ويقول أبو عمر الكشي في رجاله في شأن محمد بن سنان : فانه قال قبل موته: كلما حدّثتكم به لم يكن لي سماع ولا رواية انما وجدته.
                ثانيا: إذا كان هناك نوع من الورد في البلدة تزهر وتنمو بهذه الأوصاف كل عام لاشتهر أمرها بين الناس وذاع صيتها في البلدان ولآمن آلاف الناس في الصين والبلدان النائية بالتشيع بل بالامكان تكثير هذا النوع من الورد وارساله الى مناطق أخرى من العالم الاسلامي في حين أنه لا يوجد لهذا الأمر خبر ولا أثر وأكثر الناس في الصين هم من غير المسلمين , وأكثر المسلمين هناك بل جمعيهم الا ما شذ وندر هم على مذهب أهل السنة والجماعة حيث اعتنقوا الاسلام عن طريق التجار المسلمين من أهل السنة الذين كانوا يذهبون الى هناك وينشرون مذهب التسنن , وعليه فلا يمكن التصديق بهذه الاسطورة الخرافية.
                6 – ويروي المجلسي في المجلد 26 من بحار الأنوار:
                ومن كتاب القائم للفضل بن شاذان عن صالح بن حمزة, عن الحسن بن عبدالله , عن أبي عبدالله – عليه السلام – قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة: والله إني لديان الناس يوم الدين ... وأنا صاحب النشر الأول والنشر الآخر...
                ونلاحظ على هذه الرواية ما يلي:
                أولا: إن بعض رواة هذا الحديث متهمون بالغلو وبعضهم الآخر من المجاهيل , مثلا يقول العلامة الحلي في خلاصة الأقوال حول ((الحسن بن عبدالله)) أنه يرمى بالغلو.
                ثانيا: إن كل باحث ومطلع على فترة حكومة أميرالمؤمنين في الكوفة والأوضاع الاجتماعية السائدة حينذاك يدرك جيدا كذب هذا الحديث لأن الكثير من الناس المتعصبين والخارجين كانوا يجلسون في مجلس أميرالمؤمنين في مسجد الكوفة ولا يتحملون مثل هذا الكلام وأن أميرالمؤمنين يقول: أنا صاحب النشر الأول والنشر الآخر.
                وجهالة الراوي له يتبين من أن هذا الراوي لم يقل أن الامام علي قال هذا الكلام في الخفاء وبين أصحابه الخلص مثلا بل يدّعي أن اميرالمؤمنين قال ذلك على منبر الكوفة ونسب له صفات الالوهية أمام الناس. بديهي أن هذا الخبر لا يكون الا من صنع الغلاة والكذابين حيث يقول أميرالمؤمنين في هذا الصدد: هلك في رجلان محب غال ومبغض قال.
                وقال أيضا : يهلك في رجلان محب مفرط وباهت مفتر.
                7 – ويروي المجلسي في المجلد 26 من بحار الأنوار حديثاً غريبا آخر اقتبسه عن كتاب مجهول وهو :
                ذكر والدي – رحمه الله – أنه رأى في كتاب عتيق جمعه بعض محدثي أصحابنا في فضائل أميرالمؤمنين – عليه السلام – هذا الخبر ووجدته أيضا في كتاب عتيق مشتمل على أخبار كثيرة. قال : روي عن محمد بن صدقة أنه قال: سأل أبوذر الغفاري سلمان الفارسي – رضي الله عنهما – يا أبا عبدالله ما معرفة الامام أميرالمؤمنين (ع) بالنورانية ؟ قال يا جندب فامض بنا حتى نسأله عن ذلك , قال: فاتيناه فلم نجده . قال: فانتظرناه حتى جاء فقال – صلوات الله عليه – ما جاء بكما؟ قالا : جئناك يا أميرالمؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية! قال – صلوات الله عليه – مرحبا بكما من وليين متعاهدين لدينه لستم بمقصرين , لعمري إنّ ذلك لواجب على كل مؤمن ومؤمنة. ثم قال – صلوات الله عليه – : يا سلمان و يا جندب , قالا: لبيك يا أميرالمؤمنين ! قال (ع): إنه لا يستكمل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدرة للاسلام وصار عارفا مستبصرا ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك و مرتاب! يا سلمان ويا جندب . قالا : لبيك يا أميرالمؤمنين! قال (ع) : معرفتي بالنورانية معرفة الله عزوجل ومعرفة الله عزوجل معرفتي بالنورانية ... يا سلمان و يا جندب . قالا: لبيك يا أميرالمؤمنين ! قال (ع): أنا الذي حملت نوحا في السفينة بأمر ربي! وأنا الذي أخرجت يونس من بطن الحوت بإذن ربي! وأنا الذي جاوزت موسى بن عمران البحر بأمر ربيّ وأنا الذي أخرجت ابراهيم من النار بإذن ربي! وأنا الذي أجريت أنهارها وفجرت عيونها وغرست أشجارها بإذن ربي... وأنا الخضر عالم موسى ! وأنا معلم سليمان بن داوود! وأنا ذوالقرنين! وأنا قدرة الله عزوجل ...
                ونلاحظ على هذا الحديث الغريب:
                أولا : إن هذه الرواية بلحاظ السند لا اعتبار لها في بحار المجلسي, وأبوه قد أخذ هذه الرواية من كتاب قديم لا يعلم مؤلفه وكيف وصلت اليه هذه الرواية , مضافا إلى أن في سند الرواية انقطاع , لأن محمد بن صدقة الراوي لهذا الحديث لم يكن معاصرا لأبي ذر وسلمان فكيف روى هذا الحديث منهما؟ مضافا الى وجود شخصين في كتاب الرجال باسم ((محمد بن صدقة)) أحدهما محمد بن صدقة العبدي الذي كان معاصرا للامام الصادق والامام الكاظم والذي يقول عنه الكشي أنه ((بتري المذهب)) والمجلسي نفسه يذهب الى تضعيفه . والثاني محمد بن صدقة العنبري البصري المعاصر للامام الرضا والذي يرى الشيخ الطوسي والعلامة الحلي أنه من الغلاة. وهذان الشخصان مضافا الى الفاصلة الزمانية التي تفصلهما عن أبي ذر و سلمان , ليسا من الثقاة لدى العلماء الامامية ومن هنا فان سند الرواية المذكورة غير معتبر . والعجيب أن المجلسي نفسه لا يعتمد على هذه الرواية ولكن عندما يريد تبرير الخبر يقول : لو صح صدور الخبر عنه عليه السلام لاحتمل أن يكون المراد ...
                ثانيا : إن دلالة الرواية لا تنسجم مع تعاليم القرآن الكريم , لأن القرآن يصرح في آيات عديدة أن نبي الاسلام لم يكن في عصر الأنبياء السابقين ولم يكن مطلعا على أحوالهم وأخبارهم , فكيف يكون الامام علي عارفا بذلك ؟ هل سبق النبي الى هذه المنزلة؟ يقول القرآن الكريم : وما كنت بجانب الطور اذ نادينا (القصص/46)
                وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين (القصص/44)
                وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم أيهم يكفَلُ مريم (آل عمران/44)
                مضافا الى ذلك نتساءل ما معنى قوله : أنا قدرة الله عزوجل ؟ أليست القدرة من الصفات الذاتية للحق تعالى؟ فهل يمكن لمخلوق أن يتحد مع ذات الله عزوجل ويكون له شريكا؟ الا يظهر من هذه الكلمات شوائب الشرك والكفر؟ واخيرا ألا يمكننا أن نعتقد بأن مثل هذه الروايات من صناعة الغلاة؟
                8 – ويذكر المجلسي في المجلد26من بحار الأنوار رواية عن أبي جعفر الباقر (ع) وهي:
                عن أحمد بن الحسين عن الأهوازي عن عمر بن تميم عن عمار بن مروان عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنا لنعرف الرجل اذ رأيناه بحقيقة الأيمان وبحقيقة النفاق .
                هذه الرواية مضافا الى أن في سندها ((عمر بن تميم)) المجهول لدى علماء الرجال فانها لا تنسجم مع آيات القرآن الكريم , لأن القرآن الكريم يصرح بأن النبي الأكرم لم يكن يعلم المنافقين فكيف يعلم الامام ذلك بمجرد أن يرى الشخص؟ فنحن نقرأ في سورة التوبة قوله تعالى:
                ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم (التوبة/101)
                وكذلك يقول القرآن الكريم في سورة البقرة:
                ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام (البقرة/204)
                وبديهي أن الرواية التي تتناقض مع القرآن الكريم لا يمكن أن تكون صادرة من الامام الباقر بل هي افتراء عليه.
                9 – وأحد الطرق لمعرفة الاحاديث الموضوعة والباطلة هو ما ورد من المثوبات العجيبة والغريبة الاعمال التافهة من قبيل ما ذكره المجلسي في كتابه ((بحار الانوار)) حيث يقول:
                ((في مناهي النبي قال : من مشى الى ذي قرابة بنفسه وماله , ليصل رحمه , أعطاه الله عزوجل أجر مائة شهيد , وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة ويمحى عنه أربعون الف سيئة , ويرفع له من الدرجات مثل ذلك , وكأنما عبد الله مائة سنة صابراً محتسباً))
                وعلى هذا الأساس يلزم من ذلك أن الشهداء قد خسروا خسرانا مبينا لأنهم لو استبدلوا بالذهاب الى جبهات القتال والاستشهاد في سبيل الله بأن يتوجهوا لزيارة أرحامهم حيث ينالون من الثواب أكثر بكثير من ثواب الشهادة في كل مرة.
                أليست هذه الرواية موضوعة ومن افتراء الكذابين؟
                ومرة أخرى نرى أن المجلسي يذكر المثوبات المسرفة في كتابه هذا حول ثواب زيارة مرقد الامام الرضا (ع) حيث يروي رواية عن الامام الرضا (ع) نفسه أنه قال : ((من زارني في غربتي كتب الله عزوجل له أجر مائة الف شهيد ومائة الف صديق , ومائة الف حاج ومعتمر , ومائة الف مجاهد , وحشر في زمرتنها وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا))
                الا يوحي هذا الحديث في نفوس المؤمنين بتفاهة أجر الشهداء والحج والجهاد في سبيل الله حيث إن ثواب زيارة واحدة لمرقد الامام الرضا (ع) تعدل مئات الآلاف من أجر الشهداء والصديقين والحج والعمرة رغم أن كل هذه الامور من الواجبات والزيارة مستحبة , مضافا الى أن الحاج يجب عليه في كل حجة أن يزور مرقد النبي الاكرم (ص) فهل بلغت زيارة قبر ابن رسول الله (ص) من الاهمية أن تفضل زيارة قبر النبي نفسه بمائة ألف مرة؟!! بل وفي رواية أخرى أن ثواب الزيارة هذه تعدل عند الله ألف ألف حجة !! بل غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الامطار وورق الاشجار !!
                ومرة أخرى نقول إنه على فرض معقولية أن يغفر الله ما تقدم من ذنوب الزائر , فكيف يعقل أن يغفر ما تأخر من ذنوبه الى حين أجله؟ أليس ذلك من قبيل صكوك الغفران التي أبدعتها الكنيسة؟ وما ذا تؤثر زيارة واحدة لقبر الامام الرضا (ع) في نفس الانسان وروحه بحيث أنها تعادل تأثير مائة الف حجة الى بيت الله الحرام ومائة الف جهاد وقتل في سبيل الله؟!
                إن كل عاقل منصف يجزم بأن مثل هذه الروايات قد وضعها أصحاب المطامع الذين ينتفعون ماديا من كثرة الزوّار الى مدينة مشهد كما ورد في الحديث المعروف عن بصل عكا!.
                10 ـ والى جاب ما تقدم من الاسراف في الثواب نرى المجلسي يذكر روايات كثيرة في جانب الاسراف في العقاب أيضا , مثلا نرى موارد كثيرة ورد فيها اللعن الشديد على مرتكب بعض الافعال المباحة أو المكروهة التي لا تستحق كل هذه العقوبة كالضحك أو رفع الصوت أو اكل طعام معين وأمثال ذلك. وحتى بالنسبة الى المحرمات يجب أن تكون العقوبة فيها مساوية للفعل نفسه في الشدة والضعف طبقا لقوله تعالى: ((وجزاء سيئة سيئة مثلها))
                وقوله تعالى : ((ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها))
                ولكن ما يرويه المجلسي بعيدكل البعد عن هذا المعيار , مثلاً يذكر عقاب الربا ويقول:
                ((عن أبي بصير, عن أبي عبدالله (ع) قال : درهم ربا أعظم عند الله من ثلاثين زنية كلها بذات محرم مثل خالته وعمته))
                وكذلك يروي عن جميل عن أبي عبدالله (ع) قال : ((درهم ربا أعظم عند الله من سبعين زنية بذات محرم في بيت الله, وقال الربا سبعون جزءاً أيسره أن ينكح الرجل أمّه في بيت الله الحرام))
                ونترك التعليق للقاريء الكريم مع ذكر ملاحظة واحدة وهي أن حكم الربا مهما تعاظم لا يتعدى التعزير, أي جلد المرابي عدة سياط , والزاني بذات محرم وخاصة في بيت الله يقتل لا محالة!!

                وطبعا قد سبق ووضحنا ايضا في مقالات اخري في هدا الموقع كثير من احاديث الخرافية والمدسوسه في الفكر السني
                تحياتي ولنا عوده

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة

                  أتفه من أن يرد عليه
                  لكن بعض النقاط على السريع




                  الجاهل لا يدري أن المسخ هو حقيقة قرأنية مذكورة في كتاب الله تعالى ...
                  وقلنا لهم كونوا قردة خاسئين
                  فهل الشباب المثقف سيعترض على رواية و يترك كتاب الله ؟




                  فعلاً
                  وكأنه أتى بشئ جديد
                  ولهذا أخترع علم الرجال
                  أكاد أجزم بأن هذا لم يقرأ ولا صفحة من كتاب تنقيح المقال أو كتاب معجم رجال الحديث
                  ليعرف كيف يتم التعامل مع المغالين
                  صدق الأمام الجواد -صلوات الله عليه- : يستدل على عقل كل أمرئ بما يجرى على لسانه



                  عدم أنحصار الوحي بالأنبياء هي حقيقة قرأنية
                  وعقيدة مبنية على الكتاب قبل أن تكون مبنية على رواية
                  الله أوحى للأسباط و أوحى إلى مريم -عليها السلام-




                  جميل جداً و لكن من وضع هذه الرواية ؟
                  أين سندها ؟
                  أن يستدل برواية بلا سند على وضع الروايات لهو أمر عبقري بحق



                  جميل جداً أستدلال هذا الجاهل !!!
                  هل يعرف من هم مخالفونا ؟
                  هم أهل السنة و الجماعة و الوضاعون من بني أمية ...


                  على كل حال
                  أشعر بأني أعطى هذا الجاهل أكثر من قدره عندما أرد عليه
                  وعلى باقي مشتقات الأنحراف

                  ولايزال أهل السنة و الجماعة يسلطون الضوء على هذا و يعطونه مقداراً من الأهمية و يظهرونه في فضائياتهم ظناً منهم أن ذلك سيؤثر على الشيعة
                  ولا يدرون أن الشيعة يضحكون على أمثال هذا ...
                  هم قليلون القدر حتى في محاولاتهم لنقد الشيعة
                  قال الأمام الصادق -صلوات الله عليه- في حديثه عن رسول الله -صلى الله عليه و اله وسلم- أنه سؤول من هو أعظم الناس قدراً فقال : من ترك ما لا يعنيه

                  والعاقبة للمتقين

                  استادي الفاضل شيخ الطائفه
                  ان البحث عن الحق للشيعي والسني في هذا الموروث يعتبر عملية شاقة ومتشعبة وما يزيد من صعوبتها تداخل هذه المرويات والروايات الذي يعرضها علماء السنة والشيعة مع المؤثرات السياسية والسلطوية عبر التاريخ الإسلامي
                  ولا تعتقد يا صديقي بأننا هنا نقارن بين المرويات الشيعيه والسنيه
                  ايهما اصح وايهما هو الخطأ
                  كما انني لا اتصور ان المشكلة تكمن فقط فى إشكالية التنقيح للمرويات الشيعيه والسنيه
                  ان المشكلة تراثية تراكميه سياسيه
                  نحن نحتاج الي منهج علمي حديث للتحقق من صحة المرويات بعيدا عن تقديس من قالها او نقلها مع شكرنا لمجهودهم الرائع
                  و انا هنا لا اجحد بالمجهود الذي قام به جميع السلف سني وشيعي ولكنني ادعو الي تحكيم العقل والمنطق وكتاب الله والفطرة في مثل هذا الموروث والدي اعتقد انه سبب الخلاف القائم بين السنه والشيعه وسبب تفريق دين الله
                  فمثلا الكتاب المسمي بصحيح بخاري ومسلم وغيرة من الكتب القيمة والرائعة
                  اصبح لهما اهمية عظيمة ومقدسة عند السنه حتّى أصبحا عند كثير من المسلمين المرجعين الأساسيّين بل واحيانا المصدرين الأوّلين في كلّ المباحث الدينية والشرعية وأصبح من العسير على بعض الباحثين أن يصرحون بما يجدوه من تهافت وتناقض وغرائب فيهما
                  لما في نفوسهم من احترام وتقديس لهذين الكتابين

                  وانا وغيري اذا قمنا بمحاولة استخدام منهج نقدي لبعض المرويات الغريبة والمكذوبة علي الحبيب المصطفي عند السنه والشيعه فهدفنا من ذلك هو تنزية المصطفي وخاتم النبيين من هده المرويات الخرافيه
                  اننا نصرخ هنا لنقول ما كل هذا الكذب على محمد صلى الله عليه وسلم فى كتب الحديث السنيه والشيعيه؟
                  فللاسف كثير منها ضعيف ومزور
                  وقد حصص الحق ولابد من اتباع الحق اينما وجد سنيا ام شيعيا كان
                  وهنالك حقيقية لا نستطيع ان نهرب منها
                  بانه لا يوجد أي عالم كامل
                  و ليتنا نقبل كل واحد على نقصه متذكرين دائما إننا نحن، أيضا، لنا نقصنا، وإنه لا أحد كامل مهما بدا عكس ذلك!
                  يا صديقي انت عالم ومتخصص في علوم الحديث والمرويات واتابع مداخلاتك بأهتمام
                  يجب ان نتعلم بان لا نخاف اذا استهجنا ونقدنا رواية أو حديث يخالف العقل والمنطق والكتاب والحكمة والقران
                  ولا يجب أن يخشى المسلم الفرد من إعادة النظر فى المتلقى عن النبى طالما أننا علمنا أنه نتاج تدخل فيه الكذابون والوضاعون والمدلسون
                  كما تعلمون جمبعا ان تراثنا مليء بالصراعات السياسية الدموية مما أدى الى كتابة واختراع وتلفيق كثير من الأحاديث ونسبها للرسول
                  السلف والسلفيون غير معصومين ::: وعليهم تقديم مزيد من التنازل
                  بل الغاء منهجية التلقين والتلقيم والخزعبلات التي لا تمت لدين الله بصلة


                  وفي ما يخص المذهب الشيعي يقول السيد داود سلمان الشويلي في احد مقالاته إن ما نريده هو العودة الى الأصول ، اصول الفكر الشيعي (لا اقصد كتب الأصول مهما كان عددها وعدتها وتناقضها ) التي جاء بها أساطين التشيع اعتمادا على المنبع الأصلي لها عند الأئمة من ال البيت.
                  إما ما دخل على تلك الأصول من أمور جاءت من خارجه بظغوط سياسية واهواء واراء غريبة ، فهذا ما نقصده دائما عند الحديث عن التصحيح والتجديد في الفكر الشيعي واعادة النظر فيه وكذلك المذهب السني.
                  ان الكثير من المصلحين الشيعة – في القرن الماضي والقرن الحاضر – حاولوا ذلك ، الا انهم اصطدموا بجدار التقاليد الارثذوكسية البغيضة ، فراحت اراءهم ادراج الرياح

                  مقومات التصحيح والتجديد: ان أية حركة تصحيحية وتجديدية يجب ان تبنى على اسس منطقية موضوعية علمية ، ومن خلال استقراء تاريخي فكري لهذا الفكر . يمكن ان نضع بعض الاسس التي من شأنها ان تكون هي المعيار الامثل لبناء الحركة، ومن هذه الاسس:
                  اعادة النظر بكل ما وصلنا من احاديث وروايات ، بعد عرضها على القرآن الكريم ، والعقل السوي ،وفحصها من ناحية السند والمتن ، دون تقديس لاي شخص قالها ، او رواها ، او نقلها ، او دونها في كتاب.( ولنأخذ مثالا على ذلك . ان كتاب الكافي الذي يحتوي على اكثر من ستة عشر الف حديث
                  ، وهو من اهم مصادر الحديث عند الشيعة ، قيل عنه الكثير من علماء ومفكري الشيعة على انه يحوي الغث والسمين من الاحاديث والروايات ، وفي الوقت نفسه ، قيل عنه انه عرض على الامام المهدي وقال انه كاف لشيعتنا. ان الكثير من اقوال اساطين علماء المذهب قد انتقدته :آ/ يقول محمد جواد مغنية في الشيعة في الميزان - ص 271: (( وعند الشيعة الإمامية كتب أربعة للمحمدين الثلاثة : محمد الكليني ، ومحمد الصدوق ، ومحمد الطوسي ، وهي : الاستبصار ، ومن لا يحصره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب ، وهذه الكتب عند الشيعة تشبه الصحاح عند السنة ، ومع ذلك يقول الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه " كشف الغطاء " صفحة 40 " المحمدون الثلاثة رضوان الله عليهم كيف يعول في تحصيل العلم عليهم ، وبعضهم يكذب رواية بعض بتكذيب بعض الرواة . . وما استندوا إليه مما ذكروا في أوائل الكتب الأربعة من أنهم لا يروون إلا ما هو حجة بينهم وبين الله ، أو ما يكون من القسم المعلوم دون المظنون ، فبناء على ظاهره لا يقتضي حصول العلم بالنسبة إلينا ، لأن علمهم لا يؤثر في علمنا . . . . " وإذا كانت هذه الكتب الأربعة لا يعول عليها إلا بعد نقدها حديثا حديثا وفحصها دلالة وسندا ، فكيف ينسب إلى الشيعة ما لم يؤمن به الكل أو الجل ؟ !)). ب / يقول هاشم معروف الحسني في كتابه : (دراسات في الحديث والمحدثين - ص 130 وما بعدها): (( لقد وقف علماء الشيعة من الكافي موقفا يمكن ان يكون بالقياس إلى موقف السنة من صحيح البخاري سليما وبعيدا عن المغالاة والاسراف فلم يتنكروا لحسناته ولم يتجاهلوا ما فيه من السيئات والنقص الذي لا يخلو منه كتاب مهما اتخذ المؤلف الحيطة لاخراجه كما يريد ويحب . ومع أنهم لم يغالوا فيه غلو محدثي السنة وفقهائهم في صحيح البخاري ، فلقد وضعه فريق من المحدثين القدامى فوق مستواه وأحاطه الأخباريون بهالة من التقديس والاكبار ، ولكن من جاء بعدهم من اعلام الطائفة قضى على تلك الهائلة وألفتوا الأنظار إلى ما فيه من نقص وعيوب . ومع كل ذلك فلقد عده الكثير من العلماء والمحدثين مجددا بالنسبة إلى من تقدمه من المؤلفين في الحديث ، بالرغم من أن الذين تقدموه من المحدثين والمؤلفين قد تحروا جهدهم لتصفية الأحاديث من المكذوب والمشبوه ، وتشدد القيمون في أحاديث المتهمين بالغلو والوقف وغيرهما من المنحرفين عن المذهب الاثني عشري ، ولكنهم كما اعتقد لم يوفقوا إلى اخراج جامع للمواضيع المختلفة التي اشتمل عليها الكافي

                  وعليه يقول الكاتب
                  يجب اعادة النظر في الكثير مما اصبح عند البعض عقيدة او بدرجة العقيدة في الفكر الشيعي الجعفري ، من مثل : - قول البعض بتحريف القرآن الكريم .- اعادة النظر في اعتقاد البعض بالولاية التكوينية، وتقديس الائمة ، و الغلو فيهم ، و العمل بنظرية التفويض من جديد عند البعض. - النظر الموضوعي لزواج المتعة، على الاقل من الناحية الاجتماعية والاسرية. - النظر في الشهادة الثالثة في الاذان . - النظر في تقديس السجود على التربة الحسينية ، وليس حلية السجود عليها. - النظر فيما سمي بالشعائر الحسينية ، من تطبير الرؤوس وضرب الظهور بالسلاسل والزحف لزيارة مراقد الائمة، وغيرها . - اقامة صلاة الجمعة والنظر اليها من وجهة نظر اسلامية لا تتطلب وجود معصوم ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9) إذ لم يربط الله سبحانه اتيانها بوجود المعصوم نبيا او اماما .4 – اعادة النظر في مسائل تاريخية بروح موضوعية استنادا على الادلة الصحيحة بعيدا عن العاطفة ، مثل حادثة الهجوم على بيت الزهراء.
                  – النظر الى قضية الامامة من وجهة نظر القرن الحادي والعشرين ، وليس بمنظار الاعوام الاولى للقرن الاول الهجري ، خدمة للوحدة الاسلامية ، وترك تبعات هذا الامر الى الله سبحانه. ان قول الشيعة بالنص الالهي في موضوعة الامامة، وقول المذاهب الاسلامية الاخرى بالشورى ، وبعضها بالشورى مع اعطاء افضلية للامام علي ، لهو نزاع مرت عليه القرون دون الوصول الى حل ، مما اثر على وحدة الكلمة داخل الامة الاسلامية. 6 - اعادة النظر في العلاقة بين السنة والشيعة على اسس اسلامية ، لتمتين اللحمة الاسلامية ، والوصول الى الوحدة الاسلامية المرجوة
                  تحياتي واعتذاري منكم جميعا

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                  يعمل...
                  X