السلام عليكم
تقديم:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على صفوة الخلق
أجمعين، محمد وآله الطيبين الطاهرين،
واللعنة على أعدائهم أجمعين، إلى قيام يوم الدين.
وبعد..
فإن من الواضح: أ
نه قد كان لموقف "الخوارج" في صفين تأثير
عميق على مسار الأحداث،
ومساس مباشر بالمصير الذي انتهت إليه الأمة
ـ بل والبشرية بأسرها عبر التاريخ،
حيث إن مواقفهم تلك قد حرمت الأمة من أطروحة أهل البيت (عليهم السلام)،
ومكنت لمعاوية ولغيره من الطواغيت
والمجرمين من الوصول إلى مآربهم،
وتحقيق أهدافهم الشريرة.
ورغم أنهم قد حاربوا الأمويين
بعد ذلك لكن حربهم لهم هي الأخرى قد زادت الطين بلة،
والخرق اتساعا،ً
حيث إن هذه الحروب قد منحت الفرصة لفريق آخر
، أكثر عنفاً في مواجهة أطروحة علي عليه
السلام وأهل بيته (عليهم السلام)،
وهم البيت العباسي، الذي بلغ عنف مواجهته لآل علي (عليه السلام)
حداً جعل الشعراء يقولون:
تقديم:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على صفوة الخلق
أجمعين، محمد وآله الطيبين الطاهرين،
واللعنة على أعدائهم أجمعين، إلى قيام يوم الدين.
وبعد..
فإن من الواضح: أ
نه قد كان لموقف "الخوارج" في صفين تأثير
عميق على مسار الأحداث،
ومساس مباشر بالمصير الذي انتهت إليه الأمة
ـ بل والبشرية بأسرها عبر التاريخ،
حيث إن مواقفهم تلك قد حرمت الأمة من أطروحة أهل البيت (عليهم السلام)،
ومكنت لمعاوية ولغيره من الطواغيت
والمجرمين من الوصول إلى مآربهم،
وتحقيق أهدافهم الشريرة.
ورغم أنهم قد حاربوا الأمويين
بعد ذلك لكن حربهم لهم هي الأخرى قد زادت الطين بلة،
والخرق اتساعا،ً
حيث إن هذه الحروب قد منحت الفرصة لفريق آخر
، أكثر عنفاً في مواجهة أطروحة علي عليه
السلام وأهل بيته (عليهم السلام)،
وهم البيت العباسي، الذي بلغ عنف مواجهته لآل علي (عليه السلام)
حداً جعل الشعراء يقولون:
معشار ما فعلت بنو العباس
تالله ما فعلت أمية فيهم
ويقولون:
قتلوه أو وصموه بالإلحاد
ومتى تولى آل أحمد مسلم
ويقولون:
ولي عدل بني العباس في النار
يا ليت جور بني مروان دام لنا
أما ما ظهر من "الخوارج" من مواقف وأقاويل،
فقد كان ولا يزال غير ظاهر الانسجام مع المعايير والضوابط المألوفة والسليمة،
بعيداً عن مقتضيات الفطرة الإنسانية السليمة.
وهو أيضاً يصادم ضرورة العقل،
وأحكام الدين، ولم يزل مثار بحث وجدل.
فهذا يشرّق، وذاك يغرّب،
وثالث يخبط خبط عشواء،
لا يجد سبيلاً، ولا يهتدي إلى الطريق،
كلما طرق باباً، اصطدم بالأسئلة الكثيرة التي تشير
إلى التناقضات الظاهرة في أقوالهم، وأفعالهم.
فهل هم عبّاد وزهّاد عزفوا عن هذه الدنيا،
وعن كل ما فيها، وأخلصوا لله وطلبوا الآخرة
لا يريدون سواها؟!
أم أنهم قد أحبوا الدنيا بكل وجودهم وباعوها بالآخرة.
وقد اتخذوا الدين طريقاً إليها،
ووسيلة لإيقاع الناس في حبائلهم وخدعهم؟!
حتى إنهم ليقاتلون على القدح أو على السوط يؤخذ منهم..
أم أنهم كانوا عبَّاداً،
ولكنهم في نفس الوقت يحبون الدنيا،
ويعملون
من أجلها، فهم يريدون أن يحصلوا على الدنيا
وعلى الآخرة معا حسب زعمهم؟!
وتستمر الأسئلة لدى هذا الفريق أو ذاك:
هل كان "الخوارج" على قناعة تامة بمواقفهم،
وممارساتهم؟ أم كانوا شكاكاً؟!
قد التبست عليهم الأمور،
وقد مضوا على شكهم فعالجوا القضايا
من منطلق الأهواء الشخصية،
ودوافع الحقد والكراهية التي كانت تعتلج في صدورهم؟!.
وهل كانوا علماء بكتاب الله،
الذي مازالوا يقرؤونه
ويرددونه ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار؟!
أم أنهم كانوا أعراباً جفاةً، لم يستضيئوا بنور العلم،
ولم يلجأوا إلى ركن وثيق؟!
وهل كانوا من الشجعان الأوفياء والأشداء؟!
أم كانوا من الغدرة الضعفاء والجبناء؟!
إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي يريد هذا الكتاب أن يقدم الإجابة عليها،
ولو بصورة موجزة ومحدودة.
وليس لدي ما يوجب أن أخفي على القارئ
الكريم حقيقة أنني لم يكن يدو
ر في خلدي أن أتجه إلى البحث حول هذا الموضوع،
أو أن تضطرني بعض الاعتبارات إلى ذلك،
حتى حدث ما لم يكن في الحسبان،
فاستجبت لتلك الحاجة الطارئة التي جعلت من اختيار
هذا الموضوع أمراً يكاد يكون ضرورة لا محيص عنها،
ولا خلاص منها.
فبادرت إلى ذلك في شهر
رجب الأصم سنة 1403هـ فكانت حصيلة المعاناة التي
استمرت أسابيع قليلة جداً هي هذا البحث المتواضع
الذي بين يدي القارئ الكريم.
ثم هيأته للطبع، وأعدت النظر في بعض مطالبه في صيف عام 1422هـ.ق،
وذلك بمقدار ما سنحت لي الفرصة
، وساعد الظرف.
وكلي أمل أن ينال هذا الجهد رضا القراء والباحثين،
وأن ينيلني الله عليه الأجر والثواب.
والله أسأل:
أن لا يكلني إلى نفسي، وأن يجعل عاقبة أمري إلى غفرانه إنه ولي قدير..
وبالإجابة حري وجدير..
والحمد لله، وصلاته وسلامه على عباده
الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين.
ذو الحجة سنة 1422 هـ.ق
جعفر مرتضى الحسيني العاملي
تالله ما فعلت أمية فيهم
ويقولون:
قتلوه أو وصموه بالإلحاد
ومتى تولى آل أحمد مسلم
ويقولون:
ولي عدل بني العباس في النار
يا ليت جور بني مروان دام لنا
أما ما ظهر من "الخوارج" من مواقف وأقاويل،
فقد كان ولا يزال غير ظاهر الانسجام مع المعايير والضوابط المألوفة والسليمة،
بعيداً عن مقتضيات الفطرة الإنسانية السليمة.
وهو أيضاً يصادم ضرورة العقل،
وأحكام الدين، ولم يزل مثار بحث وجدل.
فهذا يشرّق، وذاك يغرّب،
وثالث يخبط خبط عشواء،
لا يجد سبيلاً، ولا يهتدي إلى الطريق،
كلما طرق باباً، اصطدم بالأسئلة الكثيرة التي تشير
إلى التناقضات الظاهرة في أقوالهم، وأفعالهم.
فهل هم عبّاد وزهّاد عزفوا عن هذه الدنيا،
وعن كل ما فيها، وأخلصوا لله وطلبوا الآخرة
لا يريدون سواها؟!
أم أنهم قد أحبوا الدنيا بكل وجودهم وباعوها بالآخرة.
وقد اتخذوا الدين طريقاً إليها،
ووسيلة لإيقاع الناس في حبائلهم وخدعهم؟!
حتى إنهم ليقاتلون على القدح أو على السوط يؤخذ منهم..
أم أنهم كانوا عبَّاداً،
ولكنهم في نفس الوقت يحبون الدنيا،
ويعملون
من أجلها، فهم يريدون أن يحصلوا على الدنيا
وعلى الآخرة معا حسب زعمهم؟!
وتستمر الأسئلة لدى هذا الفريق أو ذاك:
هل كان "الخوارج" على قناعة تامة بمواقفهم،
وممارساتهم؟ أم كانوا شكاكاً؟!
قد التبست عليهم الأمور،
وقد مضوا على شكهم فعالجوا القضايا
من منطلق الأهواء الشخصية،
ودوافع الحقد والكراهية التي كانت تعتلج في صدورهم؟!.
وهل كانوا علماء بكتاب الله،
الذي مازالوا يقرؤونه
ويرددونه ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار؟!
أم أنهم كانوا أعراباً جفاةً، لم يستضيئوا بنور العلم،
ولم يلجأوا إلى ركن وثيق؟!
وهل كانوا من الشجعان الأوفياء والأشداء؟!
أم كانوا من الغدرة الضعفاء والجبناء؟!
إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي يريد هذا الكتاب أن يقدم الإجابة عليها،
ولو بصورة موجزة ومحدودة.
وليس لدي ما يوجب أن أخفي على القارئ
الكريم حقيقة أنني لم يكن يدو
ر في خلدي أن أتجه إلى البحث حول هذا الموضوع،
أو أن تضطرني بعض الاعتبارات إلى ذلك،
حتى حدث ما لم يكن في الحسبان،
فاستجبت لتلك الحاجة الطارئة التي جعلت من اختيار
هذا الموضوع أمراً يكاد يكون ضرورة لا محيص عنها،
ولا خلاص منها.
فبادرت إلى ذلك في شهر
رجب الأصم سنة 1403هـ فكانت حصيلة المعاناة التي
استمرت أسابيع قليلة جداً هي هذا البحث المتواضع
الذي بين يدي القارئ الكريم.
ثم هيأته للطبع، وأعدت النظر في بعض مطالبه في صيف عام 1422هـ.ق،
وذلك بمقدار ما سنحت لي الفرصة
، وساعد الظرف.
وكلي أمل أن ينال هذا الجهد رضا القراء والباحثين،
وأن ينيلني الله عليه الأجر والثواب.
والله أسأل:
أن لا يكلني إلى نفسي، وأن يجعل عاقبة أمري إلى غفرانه إنه ولي قدير..
وبالإجابة حري وجدير..
والحمد لله، وصلاته وسلامه على عباده
الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين.
ذو الحجة سنة 1422 هـ.ق
جعفر مرتضى الحسيني العاملي
تعليق