إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

امير المومنين علي عليه السلام و الخوارج(سلسة ابحاث مفصلة)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • امير المومنين علي عليه السلام و الخوارج(سلسة ابحاث مفصلة)

    السلام عليكم


    تقديم:


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين،


    والصلاة والسلام على صفوة الخلق
    أجمعين، محمد وآله الطيبين الطاهرين،
    واللعنة على أعدائهم أجمعين، إلى قيام يوم الدين.


    وبعد..
    فإن من الواضح: أ


    نه قد كان لموقف "الخوارج" في صفين تأثير
    عميق على مسار الأحداث،
    ومساس مباشر بالمصير الذي انتهت إليه الأمة
    ـ بل والبشرية بأسرها عبر التاريخ،
    حيث إن مواقفهم تلك قد حرمت الأمة من أطروحة أهل البيت (عليهم السلام)،
    ومكنت لمعاوية ولغيره من الطواغيت
    والمجرمين من الوصول إلى مآربهم،
    وتحقيق أهدافهم الشريرة.


    ورغم أنهم قد حاربوا الأمويين


    بعد ذلك لكن حربهم لهم هي الأخرى قد زادت الطين بلة،
    والخرق اتساعا،ً
    حيث إن هذه الحروب قد منحت الفرصة لفريق آخر
    ، أكثر عنفاً في مواجهة أطروحة علي عليه


    السلام وأهل بيته (عليهم السلام)،


    وهم البيت العباسي، الذي بلغ عنف مواجهته لآل علي (عليه السلام)
    حداً جعل الشعراء يقولون:








    معشار ما فعلت بنو العباس

    تالله ما فعلت أمية فيهم


    ويقولون:



    قتلوه أو وصموه بالإلحاد

    ومتى تولى آل أحمد مسلم


    ويقولون:



    ولي عدل بني العباس في النار

    يا ليت جور بني مروان دام لنا


    أما ما ظهر من "الخوارج" من مواقف وأقاويل،

    فقد كان ولا يزال غير ظاهر الانسجام مع المعايير والضوابط المألوفة والسليمة،
    بعيداً عن مقتضيات الفطرة الإنسانية السليمة.


    وهو أيضاً يصادم ضرورة العقل،


    وأحكام الدين، ولم يزل مثار بحث وجدل.
    فهذا يشرّق، وذاك يغرّب،
    وثالث يخبط خبط عشواء،
    لا يجد سبيلاً، ولا يهتدي إلى الطريق،
    كلما طرق باباً، اصطدم بالأسئلة الكثيرة التي تشير
    إلى التناقضات الظاهرة في أقوالهم، وأفعالهم.


    فهل هم عبّاد وزهّاد عزفوا عن هذه الدنيا،


    وعن كل ما فيها، وأخلصوا لله وطلبوا الآخرة
    لا يريدون سواها؟!


    أم أنهم قد أحبوا الدنيا بكل وجودهم وباعوها بالآخرة.


    وقد اتخذوا الدين طريقاً إليها،
    ووسيلة لإيقاع الناس في حبائلهم وخدعهم؟!
    حتى إنهم ليقاتلون على القدح أو على السوط يؤخذ منهم..


    أم أنهم كانوا عبَّاداً،


    ولكنهم في نفس الوقت يحبون الدنيا،
    ويعملون


    من أجلها، فهم يريدون أن يحصلوا على الدنيا


    وعلى الآخرة معا حسب زعمهم؟!

    وتستمر الأسئلة لدى هذا الفريق أو ذاك:


    هل كان "الخوارج" على قناعة تامة بمواقفهم،
    وممارساتهم؟ أم كانوا شكاكاً؟!


    قد التبست عليهم الأمور،


    وقد مضوا على شكهم فعالجوا القضايا
    من منطلق الأهواء الشخصية،
    ودوافع الحقد والكراهية التي كانت تعتلج في صدورهم؟!.


    وهل كانوا علماء بكتاب الله،


    الذي مازالوا يقرؤونه
    ويرددونه ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار؟!


    أم أنهم كانوا أعراباً جفاةً، لم يستضيئوا بنور العلم،


    ولم يلجأوا إلى ركن وثيق؟!

    وهل كانوا من الشجعان الأوفياء والأشداء؟!
    أم كانوا من الغدرة الضعفاء والجبناء؟!
    إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي يريد هذا الكتاب أن يقدم الإجابة عليها،


    ولو بصورة موجزة ومحدودة.

    وليس لدي ما يوجب أن أخفي على القارئ


    الكريم حقيقة أنني لم يكن يدو
    ر في خلدي أن أتجه إلى البحث حول هذا الموضوع،
    أو أن تضطرني بعض الاعتبارات إلى ذلك،
    حتى حدث ما لم يكن في الحسبان،
    فاستجبت لتلك الحاجة الطارئة التي جعلت من اختيار
    هذا الموضوع أمراً يكاد يكون ضرورة لا محيص عنها،
    ولا خلاص منها.


    فبادرت إلى ذلك في شهر


    رجب الأصم سنة 1403هـ فكانت حصيلة المعاناة التي
    استمرت أسابيع قليلة جداً هي هذا البحث المتواضع
    الذي بين يدي القارئ الكريم.


    ثم هيأته للطبع، وأعدت النظر في بعض مطالبه في صيف عام 1422هـ.ق،


    وذلك بمقدار ما سنحت لي الفرصة
    ، وساعد الظرف.


    وكلي أمل أن ينال هذا الجهد رضا القراء والباحثين،


    وأن ينيلني الله عليه الأجر والثواب.

    والله أسأل:


    أن لا يكلني إلى نفسي، وأن يجعل عاقبة أمري إلى غفرانه إنه ولي قدير..

    وبالإجابة حري وجدير..
    والحمد لله، وصلاته وسلامه على عباده


    الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين.

    ذو الحجة سنة 1422 هـ.ق
    جعفر مرتضى الحسيني العاملي




  • #2
    تمهيد

    الخبر المتواتر:

    إن كل من له أدنى اطلاع على الحديث النبوي الشريف، لا يخالجه أدنى شك في تواتر الحديث الذي يتحدث عن ثلاث فئات تحارب أمير المؤمنين علياً (عليه الصلاة والسلام). بل إنه سوف يجد أنه قد رواه جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ونحلهم واتجاهاتهم.
    وهذه الفئات الثلاث، هي:
    1 ـ الناكثون، أي ناكثو البيعة.

    وهم أصحاب الجمل، الذي حاربهم علي (عليه السلام).
    2 ـ القاسطون، أي الجائرون،

    فإنه مأخوذ من "قسط" بمعنى جار، لا من "أقسط"، الذي هو بمعنى عدل.
    والقاسطون هم الذين حاربوه (عليه السلام) في صفين، وهم معاوية وأهل الشام.
    3 ـ المارقون(1).

    وهم "الخوارج"، الذين حاربوه (عليه السلام) في النهروان(2).
    وهناك الحديث الذي زخرت به كتب الحديث والتاريخ، والذي يتحدث عن فئة يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق، شر الخلق والخليقة
    (3) وقد
    صرحت طائفة من الروايات بأن علياً (عليه السلام) هو الذي يقتلهم فراجع المصادر.
    وفي بعض الروايات: طوبى لمن قتلهم وقتلوه
    (4).
    وفي بعض الروايات أيضاً: أنهم كلاب النار
    (5).
    وهو حديث لا شبهة في صحته.
    وقد ذكرت الروايات علامات لفئة المارقين هؤلاء، أبرزها ظهور المخدج، وهو ذو الثدية
    (6) فيهم، وهو الرجل الذي لا يعرف أحد من أبوه.
    قال أبو سعيد الخدري: فحدثني عشرون، أو بضع وعشرون من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله): أن علياً (رض) ولي قتلهم
    (7).
    وأضاف أبو سعيد الخدري قوله: أشهد أني سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأشهد أن علياً (عليه السلام) حين قتلهم ـ وأنا معه ـ جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
    (8).
    وقد ذكرت بعض المصادر أن قتل ذي الثدية كان على يد أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه، حيث ضربه على بيضته، فهتكها، وحمل به فرسه، وهو لما به من أثر الضربة، حتى رمى به في آخر المعركة، على شط النهروان، في جوف دالية خربة
    (9).

    ____________
    [1] راجع على سبيل المثال المصادر التالية: مجمع الزوائد ج6 ص235 وج7 ص238 وج5 ص186 وج9 ص111 ومستدرك الحاكم ج3 ص139، وتلخيص الذهبي بهامشه وانساب الأشراف ج2 ص297، [بتحقيق المحمودي]، وترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق [بتحقيق المحمودي] ج3 ص172 و170 و169 و165 و163 و162 و160 و161 و158 و159 واللآلي المصنوعة ج1 ص213 و214 وتاريخ بغداد ج13 ص186 وج8 ص 340/341 وكنز العمال ج11 ص278 وراجع ص287 و318 و343 و344 وج15 ص96 وشرح النهج للمعتزلي ج3 ص207 و345 وج4 ص221 و462 وج18 ص27 وج6 ص130 وج13 ص183 و185 وج1 ص201 والمناقب للخوارزمي ص125 و106 و282 والبداية والنهاية ج7 ص206 و207 و305 و304 وج6 ص217 وفرائد السمطين ج1 ص332 و285 و283 و282 و281 و280 و279 و150 ومروج الذهب ج2 ص404 والمحاسن والمساوئ ج1 ص68 والغدير وج3 ص192 و194 وج1 ص337 وذخائر العقبى ص110 عن الحاكمي والرياض النضرة ج3 ص226 وكفاية الطالب ص168 و169 ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص451 و435 و437 وج4 ص244 ولسان الميزان ج2 ص446 وج6 ص206 وميزان الاعتدال ج1 ص126 و174 وينابيع المودة ص104 و128 و81 والنهاية في اللغة ج4 ص185 ولسان العرب ج2 ص196 وج7 ص378 وتاج العروس ج1 ص651 وج5 ص206 ونظم درر السمطين ص130 وأسد الغابة ج4 ص33 والجمل ص35 والافصاح في إمامة علي بن أبي طالب ص82 وإحقاق الحق ج6 ص37 و59 و79 وج5 ص71 عن مصادر كثيرة تقدمت، وعن: تنزيه الشريعة المرفوعة ج1 ص387 ومفتاح النجا ص68 مخطوط وأرجح المطالب ص 602 و603 و624 وموضح أوهام الجمع والتفريق ج1 ص386 وشرح المقاصد للتفتازاني ج2 ص217 ومجمع بحار الأنوار ج3 ص143 و195 وشرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي ص209 مخطوط والروض الأزهر ص389.

    [2] كنز العمال ج11 ص287 عن ابن أبي عاصم وابن عساكر في الأربعين وراجع البداية والنهاية ج7 ص307.
    [3] راجع على سبيل المثال في أمثال هذه العبارات في ما يلي: مسند أحمد ج1 ص88 و92 و108 و113 و131 و147 و151 و156 و160 و256 و404 و411 و441 و435 و380 و395 وج2 ص209 و219 وج3 ص5 و15 و32 و33 و34 و38 و39 و52 و56 و60 و64 و65 و68 و73 و159 و183 و197 و224 و353 و486 وج4 ص422 و425 وج5 ص31 و42 و146 وراجع: ص253 ومجمع الزوائد ج6 ص228 و229 و231 و27 و230 و232 و235 و239 وج9 ص129 ومستدرك الحاكم ج2 ص154 و147 و148 و146 و145 وكشف الأستار عن مسند البزاز ج2 ص360 و361 و363 و364 والجوهرة في نسب علي وآله ص109 والمعجم الصغير ج2 ص100 والمصنف للصنعاني ج1 ص146 و148 و151 و154 و157 وكنز العمال ج11 ص126 و180 و127 و128 و129 و130 و131 و175 و182 و271 و312 عن مصادر كثيرة وكفاية الطالب ص175 و176 وتاريخ بغداد ج12 ص480 وج10 ص305 والعقود الفضية ص66 و70 والمغازي للواقدي ج3 ص948 والإصابة ج2 ص302. والغدير ج10 ص54 و55 عن الترمذي ج9 ص37 وسنن البيهقي ج8 ص170 و171 وتيسير الوصول إلى علم الأصول ج4 ص31 و32 و33 عن الصحاح الستة كلها وعن أبي داود ج2 ص284 وفرائد السمطين ج1 ص276 ونظم درر السمطين ص116 والإلمام ج1 ص35 والخصائص للنسائي ص136 و137 حتى ص149 وميزان الاعتدال ج2 ص263 ترجمة عمر بن أبي عائشة وأسد الغابة ج2 ص140 وتاريخ واسط ص199 والتنبيه والرد ص182 وصحيح البخاري ج2 ص173 وج4 ص48 و122 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص53 و57 والجامع الصحيح للترمذي برقم 3896 وصحيح مسلم ج1 ص1063 و1064 وفي هامش مناقب المغازلي عن الإصابة ج2 ص534 وعن تاريخ الخلفاء ص172 وراجع إثبات الوصية ص147 وراجع ذخائر العقبى ص110 والمناقب للخوارزمي ص182 وأحكام القرآن للجصاص ج3 ص400 ونور الأبصار ص102.
    وراجع: نزل الأبرار ص57 ـ61 والرياض النضرة ج3 ص225 وراجع ص226 و224 والفصول المهمة لابن الصباغ ص94 والبداية والنهاية ج7 ص379 حتى 350 عن مصادر كثيرة ومن طرق كثيرة جداً فليراجعه من أراد وتذكرة الخواص ص104 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص183 وج1 ص201 وج2 ص261 و266 و268 و269 والكامل في التاريخ ج3 ص347. وإن تتبع مصادر هذا الحديث متعذر فنكتفي هنا بهذا القدر.


    [4] راجع مسند أحمد ج4 ص357 و382..

    [5] مسند أحمد ج4 ص382 و355 وسنن ابن ماجة ج4 ص74 وصححه السيوطي في الجامع الصغير، والمعجم الصغير ج2 ص117..

    [6] مصادر ذلك لا تكاد تحصر، فراجع على سبيل المثال: مسند أحمد ج1 ص95 و92 و88 و113 و108 و121 و140 و141 و147 و151 و155 و160 وج3 ص33 و56 و65 والمصنف للصنعاني ج10 ص147 و148 و149 و151 والخصائص للنسائي ص 138 و139 و141 و142 و143 و144 و145 و146 والسنن الكبرى ج6 ص170 والجوهرة في نسب علي (عليه السلام) وآله ص109 و110 وكشف الأستار عن مسند البزار ج2 ص361 و362 وكنز العمال ج11 ص130 و178 و272 و277 و280 و281 و282 و285 و286 و278 و289 و296 و298 و301 و302 و307 و308 و310 و311 عن مصادر كثيرة جداً. ومجمع الزوائد ج6 ص227 و234 و235 و238 و239 والمحاسن والمساوئ ج2 ص98 ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص434 والكامل في التاريخ ج3 ص347 و348 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص414 و416 والفتوح لابن أعثم ج4 ص130 ومستدرك الحاكم ج2 ص153 و154 وتلخيص الذهبي بهامشه وكفاية الطالب ص179 و177 وفرائد السمطين ج1 ص276 و277 ومروج الذهب ج2 ص406 ونظم درر السمطين ص116 وتاريخ بغداد ج12 ص480 وج1 ص160 و206 و199 و174 وج13 ص158 و222 وج11 ص118 وج11 ص305 وج14 ص365 وج7 ص237 وصحيح مسلم ج3 ص115 طبعة دار الفكر ـ بيروت ـ لبنان والعقود الفضية ص66 و67 والمعجم الصغير ج2 ص85 وراجع ص75 وعن المناقب لابن شهر آشوب ج3 ص191 والثقات ج2 ص296 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص130 وج13 ص183 وج2 ص266 و268 و275 و276 وخصائص أمير المؤمنين للرضي ص30 وذخائر العقبى ص110 ونزل الأبرار ص57 و61 والرياض النضرة ج3 ص224 و225 والبداية والنهاية ج7 من ص280 حتى ص307 بطرق كثيرة جداً وتذكرة الخواص ص104 والمغازي للواقدي ج3 ص948 و949 والمناقب للخوارزمي ص182 و183 و185.
    [7] راجع: مسند أحمد ج3 ص33 وكنز العمال ج11 ص302 عن ابن جرير والبداية والنهاية ج7 ص299.
    [8] المصنف للصنعاني ج10 ص147 و149 والجوهرة في نسب علي بن أبي طالب وآله ص110 وكنز العمال ج11 ص296 و297 عن عبد الرزاق وابن أبي شيبة. والخصائص للنسائي ص138 و139 في هامشه عن المصادر التالية: أسد الغابة ج2 ص140 والبداية والنهاية ج7 ص301 وميزان الاعتدال ج2 ص263 ومسند أحمد ج3 ص56 وج1 ص91 والعقود الفضية ص67 والمناقب للخوارزمي ص183 ونزل الأبرار ص58 وفي هامشه عن بعض من تقدم وعن حلية الأولياء ج4 ص186 وعن مجمع الزوائد ج6 ص239 وعن سنن البيهقي ج8 ص170 وعن صحيح مسلم ج2 ص748 وعن المناقب لابن شهر آشوب ج3 ص91 وعن تاريخ بغداد ج13 ص186 وعن مستدرك الحاكم ج2 ص145 وعن سنن أبي داود ج2 ص282.
    [9] الفتوح لابن أعثم ج4 ص130.

    تعليق


    • #3
      يكمل ان شا ءالله

      تعليق


      • #4


        التشكيك اللئيم:

        ولكن بعض من لا يؤمن بالإسلام ولا بالوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بل هو يعمل على الكيد له، وتزوير حقائقه ـ إن أمكنه ذلك: يعتبر حديث التميمي الذي اعترض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسطورة ـ كما ذكره فلهوزن في كتابه(1) ونحن لا نتعجب كثيراً من مثل هذه الأقاويل، فإنما هي شنشنة أعرفها من أخزم؛ وليست هذه هي أولى طعنات هؤلاء المستشرقين في هذا الدين الحنيف، ولا نعتقد أنها ستكون الأخيرة منهم.
        ولكن أن نقرأ لبعض من ينسب إلى هذا الدين: أن حديث ذي الثدية منتحل وهو أسطورة لا حقيقة لها رغم اعترافه بتواتره
        (2).
        فذلك ما يثير عجبنا حقاً من إنسان يدعي أنه باحث موضوعي لا يميل به الهوى، ولا يصده التعصب عن قول الحق!!
        فإنه إذا لم يصح الحديث المتواتر، فأي حديث بعده يمكن أن يصح. لاسيما مع ملاحظة عناية سائر الفرق الإسلامية، وعلمائها بنقل هذا الحديث. ومع كثرة طرقه!!.
        صفات "الخوارج" في الروايات:

        ومن العلامات التي ذكرتها الروايات للخوارج: أنهم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام(3). وهذا هو نفس ما وصفهم
        به علي(عليه السلام)، كما سيأتي حيث قال عنهم (عليه السلام): أخفاء الهام سفهاء الأحلام
        (4).
        وحسب نص آخر: أحداث، أحدّاء، أشداء، ذليقة ألسنتهم بالقرآن، يقرؤونه لا يجاوز تراقيهم
        (5).
        وذكرت النصوص أيضاً: أن سيماهم التحليق والتسبيت [وهو استئصال الشعر القصير].
        وذكرت النصوص المتقدمة: أنهم "يقرؤون القرآن، يحسبون أنه لهم، وهو عليهم"
        (6).
        وأنهم: "قوم يحسنون القيل، ويسيئون الفعل.. إلى أن قال: يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم.
        قالوا: يا رسول الله، ما سيماهم؟!
        قال: التحليق"
        (7).
        وفي نص آخر: "يتلون كتاب الله وهم أعداؤه، يقرؤون كتاب الله محلقة رؤوسهم الخ"
        (8).

        التزوير المفضوح:

        وإن من يراجع كتب التاريخ يعرف كثرة "الخوارج" من بني تميم، وكما قد قرأنا آنفا: وصف أمير المؤمنين (عليه السلام) للخوارج بأنهم معاشر أخفَّاء الهام سفهاء الأحلام. أن ما يقرب من هذه العبارات مروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضاً.
        غير أن ثمة نصاً آخراً قد جاء بعكس هذا المعنى، فقد روى أبو هريرة: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول عن بني تميم: "ضخم الهام، رجح الأحلام، وأشد الناس على الرجال في آخر الزمان"
        (9).
        ومن الواضح: أن أبا هريرة كان عدواً لأمير المؤمنيين (عليه السلام)، وقد اعتبره أنه قد أحدث في المدينة، وأمره في ذلك أشهر من أن يذكر. ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.. وأن مقام أمير المؤمنين (عليه السلام) أعظم وأجل من أن ينال من هذا المظهر للنصب والعداء له صلوات الله وسلامه عليه..
        سيماهم.. شعارهم:
        وبعد..
        فقد قال المعتزلي: "كان شعارهم أنهم يحلقون وسط رؤوسهم، ويبقى الشعر مستديراً حوله كالإكليل"
        (10).

        وفي نص آخر: عن أبي سعيد: "التسبيد فيهم فاشٍ، قلت: وما التسبيد؟ قال: لا أعلمه إلا نحواً في رأسك فوق الجلد ودون الوفرة"(11).

        ولكن رواية عن عبد الرزاق قالت: سيماهم الحلق والسمت.
        قال: يعني: يحلقون رؤوسهم، والسمت يعني لهم سمت وخشوع
        (12) وأنهم من جهة العراق. وأنهم يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان(13).

        كما أن من صفاتهم: أنهم يتكلمون بكلمة الحق، لا يجاوز حلوقهم، يحسنون القيل، ويسيئون الفعل، يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منه في شيء. يتلون كتاب الله وهم أعداؤه(14).
        الخوف من إظهار الحق:

        قال المعتزلي: "قال إبراهيم بن ديزيل: حدثنا سعيد بن كثير، عن عفير قال: حدثنا ابن لهيعه.. عن ابن هبيرة:
        عن حنش الصنعاني قال: جئت إلى أبي سعيد الخدري ـ وقد عمي ـ فقلت: أخبرني عن هذه "الخوارج".
        فقال: تأتوننا فنخبركم، ثم ترفعون ذلك إلى معاوية، فيبعث إلينا بالكلام الشديد.

        قال: قلت: أنا حنش.
        فقال: مرحباً بك يا حنش المصري، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يخرج ناس يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر أحدكم في نصله لا يرى شيئاً، فينظر في قذذه فلا يرى شيئاً. سبق الفرث والدم. يصلى بقتالهم أولى الطائفتين بالله.
        فقال حنش: فإن علياً صَلِيَ بقتالهم؟
        فقال أبو سعيد: وما يمنع علياً أن يكون أولى الطائفتين بالله؟!"
        (15).
        ونلاحظ هنا:
        1 ـ خوف أبي سعيد:

        إننا نجد أبا سعيد يخاف من إظهار حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن ذلك يعرضه للكلام الشديد، فإذا كان هذا الحديث له مساس بأمير المؤمنين (عليه السلام) فإن أمره يصبح أشد وتبعاته تصير أعظم، حتى ولو كان هذا الحديث يشير إلى "الخوارج" أعداء معاوية والحكم الأموي.
        وهذا يعطينا فكرة عن المعاناة التي يواجهها الحديث عن فضائله (عليه السلام) وكراماته، وما يبين موبقات ومخازي أعدائه ومناوئيه، فالذي وصل إلينا من ذلك لابد أن يعد من كراماته (عليه السلام) ومن موارد لطف الله وعنايته البالغة.
        ________________________
        [1] الخوارج والشيعة ص45.
        [2] قضايا في التاريخ الإسلامي للدكتور محمود إسماعيل هامش ص67 و68.
        [3] راجع من المصادر المتقدمة: مسند أحمد، والمعجم الصغير ج2 ص100 وكشف الأستار ج2 364 وكنز العمال ج11 ص128 و129 و179 و181 و299 و204 و206 ورمز له بما يلي: (ق.خ.د.ن.ج.ت.ه.ط.م. أبو عوانة. حب.ع. الخطيب. ابن عساكر. الحكيم. ابن جرير، والتنبيه والرد ص182.
        وراجع: وأحكام القرآن للجصاص ج3 ص455 والسنن الكبرى ج8 ص170 وصحيح مسلم كتاب الزكاة باب 48 والخصائص للنسائي ص140 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص57 والبداية والنهاية ج7 ص291 و296 وتيسير الوصول ج4 ص32 عن الخمسة ما عدا الترمذي.
        [4] الموفقيات ص327.
        [5] راجع مسند أحمد ج5 ص44 و36 والمعيار والموازنة ص170 وكنز العمال ج11 ص180 و294 ورمز له بـ [حم.ق.ط.وابن جرير] ومجمع الزوائد ج6 ص230 عن أحمد والطبراني، والبزار وتاريخ بغداد ج1 ص160 وج3 ص305 وفرائد السمطين ج1 ص277 والبداية والنهاية ج7 ـ ص291 والخصائص للنسائي ص139 ونظم درر السمطين ص116.
        [6] مسند أحمد ج1 ص92 والغدير ج10 ص54 وفي هامشه عن صحيح الترمذي ج9 ص37 وسنن البيهقي ج8 ص170 وأخرجه مسلم وأبو داود كما في تيسير الوصول ج4 ص31 ونزل الأبرار ص60 وفي هامشه عن مسلم ج2 ص748.

        [7] سنن أبي داود ج2 ص284 ومستدرك الحاكم ج2 ص147 و148 وسنن البيهقي ج8 ص171.
        [8] مستدرك الحاكم ج2 ص145.
        [9] البرصان والعرجان ص309 وفي هامشه عن صحيح مسلم 1957.
        [10] شرح النهج للمعتزلي ج8 ص123.
        [11] التنبيه والرد ص182.
        [12] المصنف للصنعاني ج10 ص154.
        [13] راجع الهوامش السابقة. مثل: مجمع الزوائد ج6 ص230 و238 وكشف الأستار ج2 ص364 و363 وكنز العمال ج11 ص126 و127 و288 و298 ورمز للمصادر التالية [خ.ق.د.ن. وابن أبي عاصم. وابن جرير.عب] والسيرة الحلبية ج2 ص140 ط سنة 1220 بمصر. صحيح مسلم، كتاب الزكاة باب47 والبداية والنهاية ج7 ص300.
        [14] راجع: بحار الأنوار ج22 ص329 والبداية والنهاية ج7 ص328 وسنن أبي داود ج2 ص284 ومستدرك الحاكم ج2 ص147 و148 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص171.

        [15] شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص261.

        تعليق


        • #5
          متابع على بركة الله
          لعن الله الخوارج .

          تعليق


          • #6
            يكمل ان شا ءالله

            تعليق


            • #7


              2 ـ حنش.. وعلي أيضاً:

              وحتى حنش المصري، فإنه لا يكاد يرضى بأن يكون علي (عليه السلام) هو الذي صلي بقتالهم حذراً من أن يكون (عليه السلام) أولى الطائفتين بالله الأمر الذي أثار أبا سعيد وجعله يعبر عن استغرابه بقوله: وما يمنع علياً أن يكون أولى الطائفتين بالله.
              3 ـ معاوية يلاحق من يحدِّث:

              وثمة دلالة أخرى نستفيدها هنا، وهي أن معاوية كان يبث جواسيسه لمعرفة الأحاديث التي يبثها الصحابة في الناس، ثم هو يواجه من تصدر عنهم تلك الأحاديث بالشدة والتخويف. وإن الجواسيس كانوا لا يكتفون بما يسمعونه، بل هم كانوا يسألون عن تلك الأحاديث ويطلبون سماعها..

              وبعد ما تقدم نقول:
              كان ما تقدم هو ما أحببنا أن نقدم الحديث عنه هنا،

              وقد أصبح من الطبيعي أن نبدأ في عرض أقسام الكتاب وفصوله الرئيسية،
              بادئين حديثنا بعرض موجز للمناخات والأجواء
              التي كانت تفرض نفسها على العراق
              في فترة ظهور "الخوارج"..
              فإلى ما يلي من أقسام وفصول.

              تعليق


              • #8

                الباب الأول

                الأجواء والمناخات

                الفصل الأول:

                العرب والعراقيون في كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام)


                بداية:
                إنه إذا كان لابد لنا من إلقاء نظرة فاحصة على حقيقة الظروف التي كان يعاني منها أمير المؤمنين (عليه السلام) في العراق، والتي أفرزت الكثير من المفارقات، وخلقت أو ساعدت على خلق وحدوث الكثير من المشاكل والعوائق أمام مسيرة الحق والعدل، التي بدأها (عليه السلام) في هذا المجتمع الجديد، وعلى نطاق الدولة الإسلامية أجمع، وحتى بالنسبة للمجتمع البشري ككل.. فإننا نجد أنفسنا مضطرين إلى الإشارة إلى واقع المجتمع العراقي، الذي كان (عليه السلام) يتعامل معه، وكان قد فرض عليه صلوات الله وسلامه عليه أن يتخذه قاعدة لانطلاقه، ومحوراً لتحركاته.. لنتعرف بالتالي على المناخ الذي جعل من ظهور فرقة "الخوارج" التي نحن بصدد الحديث عنها، أمراً ممكناً، له أسبابه الموضوعية على صعيد الواقع الخارجي، الذي كان (عليه السلام) يتعامل معه، ويسجل موقفاً تجاهه..
                ولكننا قبل بدء الحديث حول هذا الموضوع نرى أن من المناسب أن نلم بإضمامة من أقواله (عليه الصلاة والسلام) عن معاصريه من العراقيين ولهم، لتكون خير شاهدٍ، وأفضل بيان يوضح لنا ما كان يعاني منه ذلك
                الرجل المظلوم، الذي كان قد بلغ به الأمر حداً جعله يقول لأهل العراق:
                "لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهمام أنفاساً".
                فنقول:
                العراقيون.. في كلام علي (عليه السلام):
                ونقتطف من كلامه (عليه السلام)، الذي ورد في نهج البلاغة، وفي مصادر كثيرة ما يلي:
                قال (عليه السلام) في نهج البلاغة الخطبة رقم
                [25] بترقيم المعجم المفهرس للدشتي: ".. إني والله، لأظن: أن هؤلاء القوم سيدالون منكم، باجتماعهم على باطلهم، وتفرقكم عن حقكم، وبمعصيتكم إمامكم في الحق، وطاعتهم إمامهم في الباطل، وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم، وخيانتكم، وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم؛ فلو ائتمنت أحدكم على قعب لخشيت أن يذهب بعلاقته.
                اللهم إني قد مللتهم وملوني؛ وسئمتهم وسئموني، فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شراً مني"
                (1).
                وقال (عليه السلام) في الخطبة رقم
                [27] بترقيم المعجم:
                "عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم، من اجتماع هؤلاء القوم على
                باطلهم، وتفرقكم عن حقكم، فقبحاً لكم وترحاً، حين صرتم غرضاً يرمى، يغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزون ولا تَغزون، ويعصى الله وترضون، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم: هذه حمَّارة القيظ".
                إلى أن قال (عليه السلام): "يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددت إني لم أركم ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندماً، وأعقبت سدماً، قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهمام أنفاساً الخ..".
                وقال (عليه السلام) في الخطبة رقم
                [29] بترقيم المعجم: "أيها الناس المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم، كلامكم يوهي الصم الصلاب، وفعلكم يطمع فيكم الأعداء"(2).
                وقال (عليه السلام) في الخطبة رقم
                [39] من نهج البلاغة بترقيم المعجم: "منيت بمن لا يطيع إذا أمرت، ولا يجيب إذا دعوت لا أبا لكم ما تنتظرون بنصركم ربكم؟! أما دين يجمعكم؟ ولا حمية تحمشكم؟ أقوم فيكم مستصرخاً، أناديكم متغوثاً، فلا تسمعون لي قولاً، ولا تطيعون لي أمراً، حتى تكشف الأمور عن عواقب المساءة الخ"(3).
                وقال (عليه السلام): "إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم، كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة. يرتج عليكم حواري فتعمهون؛ فكأن قلوبكم مألوسة فأنتم لا تعقلون. ما أنتم لي بثقة
                سجيس الليالي، وما أنتم بركن يمال بكم، ولا زوافر عز يفتقر إليكم. ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها، فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر"
                (4).
                وقال (عليه السلام): "إنكم ـ والله ـ لكثير في الباحات, قليل تحت الرايات. وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم، ولكني والله لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي. أضرع الله خدودكم، وأتعس جدودكم. لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل، ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق"
                (5).
                وقال (عليه السلام) في الخطبة رقم
                [97] بترقيم المعجم: "أيها القوم الشاهدة أبدانهم، الغائبة عنهم عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم أمراؤهم، صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه، وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه، لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني واحداً منهم".
                وقال (عليه السلام) في الخطبة رقم
                [106] بترقيم المعجم: "وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تغضبون وأنتم لنقض ذمم آبائكم تأنفون. وكانت أمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، وإليكم ترجع"الخ..
                وقال (عليه السلام) في نهج البلاغة الخطبة
                [108] بترقيم المعجم المفهرس للدشتي: "ما لي أرى أشباحاً بلا أرواح، وأرواحاً بلا أشباح، ونسّاكاً بلا صلاح، وتجاراً بلا أرباح، وأيقاظاً نوماً، وشهوداً غيباً، وناظرة عمياء، وسامعة صماء، وناطقة بكماء".
                ___________________________
                [1] وراجع: شرح النهج للمعتزلي ج1 ص332 والثقات ج2 ص351 وفيه زيادات واختلاف.
                [2] وراجع في هذا النص أيضاً الفتوح لابن اعثم ج4 ص100 و101.
                [3] نهج البلاغة ج1 ص86.
                [4] نهج البلاغة ج1 ص78 و79 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص189.
                [5] شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص102

                تعليق


                • #9
                  يكمل ان شا ءالله

                  تعليق


                  • #10
                    احسنتم

                    تعليق


                    • #11

                      وقال في الخطبة رقم [121] بترقيم المعجم: "هذا جزاء من ترك العقدة!
                      أما والله لو أني حين أمرتكم به حملتكم على المكروه
                      الذي يجعل الله فيه خيراً فإن استقمتم هديتكم،
                      وإن اعوججتم قومتكم، وإن أبيتم تداركتكم، لكانت الوثقى.
                      ولكن بمن وإلى من؟! أريد أن أداوي بكم وأنتم دائي،
                      كناقش الشوكة بالشوكة، وهو يعلم أن ضلعها معها.
                      اللهم قد ملت أطباء هذا الداء الدوي, وكلت النزعة بأشطان الركي
                      . أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه, وقرؤوا القرآن فأحكموه,
                      وهيجوا إلى الجهاد فولهوا وله اللقاح إلى أولادها الخ..".
                      وقال (عليه السلام) في الخطبة رقم
                      [180] بترقيم المعجم المفهرس للدشتي:
                      "أحمد الله على ما قضى من أمر،
                      وقدر من فعل، وعلى ابتلائي بكم أيتها الفرقة التي
                      إذا أمرت لم تطع وإذا دعوت لم تجب إن أمهلتم خفتم،
                      وإن حوربتم خُرتم وإن اجتمع الناس على إمام طعنتم"(1).
                      وقال (عليه السلام) في الخطبة رقم
                      [208]
                      بترقيم المعجم المفهرس للدشتي:
                      "أيها الناس إنه لم يزل أمري معكم على ما أحب حتى نهكتكم الحرب،
                      وقد والله أخذت منكم وتركت وهي لعدوكم أنهك، لقد كنت
                      أمس أميراً فأصبحت اليوم مأموراً
                      وكنت أمس ناهياً فأصبحت اليوم منهياً
                      وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون"(2).
                      وقال (عليه السلام) في الخطبة رقم
                      [192] بترقيم المعجم:
                      "ألا وإنكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة،
                      وثلمتم حصن الله المضروب عليكم بأحكام الجاهلية الخ..".
                      وقال (عليه السلام) في الخطبة رقم
                      [192] بترقيم المعجم:
                      "واعلموا أنكم صرتم بعد الهجرة أعراباً،
                      وبعد الموالاة أحزاباً. ما تتعلقون في الإسلام إلا باسمه،
                      ولا تعرفون من الإيمان إلا رسمه.
                      . ألا وقد قطعتم قيد الإسلام وعطلتم حدوده، وأمتم أحكامه".
                      قريش والعرب، وعلي (عليه السلام):
                      كانت تلك بعض كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان حال أصحابه،
                      كما وردت في كتاب نهج البلاغة.
                      ولعل أكثر ما تقدم قد صدر عنه (عليه السلام) بعد حرب الجمل،
                      وصفين كما يظهر، بل هو صريح بعض النصوص الآتية..
                      وتلك الكلمات ناطقة بأنه (عليه السلام) كان يعاني
                      من مشكلات كبيرة مع أصحابه، وأنهم كانوا لا يطيعونه،
                      ولا ينقادون لأوامره في كثير من الأحوال..
                      ولا يختص ذلك بالعراقيين، بل هو ينسحب على قريش
                      ، وعلى العرب بصورة عامة..
                      وقد أكدت ذلك النصوص الكثيرة الأخرى أيضاً..
                      ونحن نشير هنا إلى النصوص التالية:

                      وقال معاوية، وهو يتحدث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وعن نفسه:
                      ".. وكان في أخبث جند، وأشدهم خلافاً.
                      وكنت في أطوع جند، وأقلهم خلافاً"(3).
                      وكان أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) يردد:
                      منيت بخلف آراء الطغام
                      (4)
                      ولكني متى أبرمت أمراً
                      وقال الدكتور نايف معروف:
                      "وقد حمّل [ميور] علياً مسؤولية وجود تلك
                      الهدامة بين أتباعه حين قال: [إن علياً قد سمح
                      لنفسه أن يضم إلى جيشه الخونة والقتلة،
                      فكان عليه أن يجني الثمار المرة،
                      في الوقت الذي كان فيه معاوية هو الرابح الوحيد].
                      ولكن يبدو أن [ميور] قد حمّل علياً ما هو فوق طاقته؛
                      فأمير المؤمنين لم يكن بقادرٍ
                      على تحديد هوية أولئك المخادعين؛ ليفرز الخونة جانباً؛
                      خصوصاً وأنهم من زعماء القبائل التي تسانده،
                      وتحارب إلى جانبه، والتي لا يستطيع إغضابها، والاستغناء عن مساندتها له.
                      كما أن زعم "ماكدونالد" بأن علياً لم يكن رجل سياسة فيه جهل بشخصية الإمام،
                      الذي كان رجل عقيدة، يعمل بموجبها، ويلتزم بأحكام اجتهاداته من خلالها"(5).
                      ونقول:
                      لسوف يتضح من خلال هذا البحث:
                      أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد بلغ في سياسته الحكيمة درجة الإعجاز
                      ، فإنه قد قاتل أولاً جيشاً فيه طلحة والزبير،
                      وهما من أهل السابقة في الإسلام، ومعهما التأييد القرشي القوي،
                      وقد كان لقريش نفوذ كبير في الناس
                      ومعهما أيضاً زوجة النبي وابنة الخليفة الأول،
                      ومدلَّلة عمر بن الخطاب,
                      الرجل الذي كان قوله في العرب كالشرع المتبع كما سنشير إليه إنشاء الله..
                      ثم حارب معاوية وجيشه الذي كان أكثر
                      من مئة ألف رجل وقد تحدث معاوية نفسه
                      عن الواقع الذي كان يعاني منه أمير المؤمنين،
                      وعن الامتياز الذي لمعاوية في جيشه من أهل الشام..
                      ثم حارب خوارج أهل العراق بأهل العراق أنفسهم،
                      فقتلوا إخوانهم وابناءهم وآباءهم فيهم.
                      كل هذا قد كان والحال: أنه (عليه السلام) لم يكن جيشه موالياً له،
                      بل لم يكن معه خمسون رجلاً يعتقدون بإمامته،
                      كما سنذكره وكان في أخبث جيش،
                      وكان عدوه في أطوع جيش، حسب قول معاوية..
                      وهل يستطيع أحد أن يحارب أعدائه بأعدائه،
                      والحال أن الذين يحاربهم يملكون امتيازات بهذا الحجم،
                      ثم هو ينتصر عليهم جميعاً؟! إن ذلك لعجيب حقاً وأي عجيب!!
                      وقد روى الصدوق رحمه الله قال: "حدثني محمد بن الحسن بن
                      الوليد رضي الله عنه، عن المفضل بن قيس،
                      عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كم شيعتنا بالكوفة؟
                      قال: قلت: خمسون ألفاً.
                      قال: فما زال يقول، حتى قال: أترجو أن يكونوا عشرين؟
                      ثم قال (عليه السلام):
                      والله، لوددت أن يكون بالكوفة خمسة وعشرون رجلاً يعرفون أمرنا الذي نحن عليه،
                      ولا يقولون علينا إلا بالحق"(6).
                      فإذا كان هذا هو الحال في زمن الإمام الصادق (عليه السلام)
                      الذي ظهرت فيه الكوفة على أنها عاصمة التشيع لعلي (عليه السلام)
                      وأهل بيته (عليهم السلام).
                      وقد كتب (عليه السلام) إلى أخيه عقيل:
                      "ألا وإن العرب قد أجمعت
                      على حرب أخيك إجماعها على حرب
                      رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل اليوم؛
                      فأصبحوا قد جهلوا حقه، وجحدوا فضله،
                      وبادروه بالعداوة، ونصبوا له الحرب، وجهدوا عليه كل الجهد،
                      وجرُّوا إليه جيش الأحزاب الخ.."(7).
                      وقال (عليه السلام) لعدي بن حاتم في صفين:
                      "أدن. فدنا، حتى وضع أذنه عند أنفه، فقال:
                      ويحك، إن عامة من معي اليوم يعصيني،
                      وإن معاوية في من يطيعه، ولا يعصيه"(8).
                      ويقول الثقفي: "قد كان الناس كرهوا علياً، ودخلهم الشك والفتنة،
                      وركنوا إلى الدنيا، وقلّ مناصحوه؛ فكان أهل البصرة
                      على خلافه والبغض له، وجلّ أهل الكوفة، وقراؤهم،
                      وأهل الشام، وقريش كلها"(9).
                      ويقول أيضاً: ".. وكانت قريش كلها على خلافه مع بني أمية"
                      (10).
                      وقد تحدثنا عن موقف قريش منه (عليه السلام) في مقال لنا حول الغدير،
                      في الجزء الثالث من كتاب "دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام"، فليراجع.
                      وحين قيل لعلي (عليه السلام) لما كتبت الصحيفة:
                      إن الأشتر لم يرض بما في هذه الصحيفة،
                      ولا يرى إلا قتال القوم، فقال علي (عليه السلام): بلى،
                      إن الأشتر ليرضى إذا رضيت.
                      . إلى أن قال: "ليت فيكم مثله اثنين،
                      بل ليت فيكم مثله واحداً يرى في عدوه مثل رأيه.
                      إذن لخفَّت علي مؤونتكم ورجوت أن يستقيم لي بعض أودكم"(11).
                      أما ابن كثير، فيقول: "واستقر أمر العراقيين
                      على مخالفة علي فيما يأمرهم، وينهاهم عنه
                      ، والخروج عليه، والبعد عن أحكامه، وأقواله،
                      وأفعاله، لجهلهم، وقلة عقولهم، وجفائهم، وغلظتهم، وفجور كثير منهم"(12).
                      وروي عن الباقر (عليه الصلاة والسلام) قوله:
                      "كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) عندكم بالعراق
                      ، يقاتل عدوه، ومعه أصحابه، وما كان خمسون
                      رجلاً يعرفونه حق معرفته، وحق معرفته إمامته.."(13).
                      ___________________________
                      [1] راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص67 عن تاريخ الامم والملوك 2/3/1681 و1682..
                      [2] شرح النهج للمعتزلي ج11 ص29 وج2 ص219 و220.
                      [3] الخوارج في العصر الأموي ص70 عن المحاسن والمساوئ للبيهقي ص376.
                      [4] شرح النهج للمعتزلي ج4 ص18/19 وعنه في كتاب: الخوارج في العصر الأموي ص71.
                      [5] الخوارج في العصر الأموي ص72..
                      [6] صفات الشيعة ص14/15..
                      [7] شرح النهج للمعتزلي ج2 ص119 والغارات للثقفي ج2 ص421 والبحار ج8 ط قديم ص621 والدرجات الرفيعة ص156 ونهج السعادة ج5 ص202.
                      [8] شرح النهج للمعتزلي ج8 ص77.
                      [9] الغارات ج2 ص454.
                      [10] الغارات ج2 ص569..
                      [11] صفين ص521 والكامل في التاريخ ج3 ص322 والمعتزلي ج2 ص240..
                      [12] البداية والنهاية ج7 ص317 وراجع ج8 ص11 أعني قوله (عليه السلام): إني مللتهم وملوني الخ..
                      [13] اختيار معرفة الرجال ص6.

                      تعليق


                      • #12



                        وأما فيما يرتبط بالأسباب التي نشأت عنها هذه الحالة، فهي كثيرة، ونشير هنا إلى بعضها:
                        قريش.. وحقدها..
                        إن ذلك النشاط الواسع، الذي كانت تقوم به قريش، ومن يدور في فلكها من الصحابة، وغيرهم، وبالأخص الأخطبوط الأموي، في مختلف أرجاء الدولة الإسلامية، والرامي إلى تأليب الناس ضد علي (عليه السلام)، وصرفهم عن تأييده ونصره ـ إن ذلك ـ ليدل على مدى حقدهم على علي (عليه السلام) وكرههم لأمره.
                        وقد كانت قريش على درجة عالية من التمرس في حياكة المكائد، وفي مكر السياسة، وكانت تتمتع بدرجة عالية من النفوذ بين الناس عموماً لأسباب عديدة، ليس هنا محل بحثها..
                        وسبب حقدها هذا على علي (عليه السلام) يرجع إلى أمور كثيرة، فهو قد قتل في حرب بدر من رجالها وصناديدها نصف السبعين، وشارك في قتل النصف الآخر
                        (1)، الذين كانوا كأن وجوههم سيوف الذهب، على حد قول عثمان لعلي (عليه السلام) مباشرة(2).
                        هذا.. بالإضافة إلى حسدها القوي له (عليه السلام)، وبغيها عليه، لما
                        كان يتمتع به من فضائل ومزايا؛ ثم العناية الخاصة التي كان النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم يوليه إياها.. ولأمور أخرى.. وقد ذكر ذلك أبو الهيثم ابن التيهان رحمه الله تعالى، في كلام له هام وجيد
                        (3) فليراجع.
                        كما أن الثقفي يقول: "كانت قريش كلها على خلافه مع بني أمية"
                        (4).
                        وأمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه قد أعلن في مناسبات كثيرة عن عداء قريش له، وتصغيرها عظيم منزلته، وبغيها عليه، وسعيها إلى نقض أمره، وتمييع قضيته، والنصوص في هذا المجال كثيرة
                        (5) ورسالة علي (عليه السلام) لأخيه عقيل التي يقول فيها: إن قريشاً أجمعت على حربه إجماعها على حرب رسول الله الخ.. هذه الرسالة خير شاهد على ذلك(6).
                        ولا يجب أن ننسى هنا دعايات معاوية وحزبه ضده (عليه السلام)، فقد كان يتهمه ـ مثلاً ـ بأنه كان حاسداً للخلفاء قبله، باغياً عليهم، وأنه كان يقاد للبيعة كما يقاد الجمل المخشوش
                        (7).
                        وأنه لم يزل من أول الأمر معجباً بنفسه، مدلاً بقرابته، لا يرى لغيره حقاً في الخلافة.
                        وأنه كان هو السبب في مقتل عثمان
                        (8)، إلى غير ذلك من دعايات مغرضة، تهدف إلى إبعاد الناس عنه، والحط منه (عليه السلام)، والنيل من شخصيته.




                        [1] راجع الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ج3 ص202 ـ 204..
                        [2] معرفة الصحابة لأبي نعيم، مخطوط في مكتبة: طوب قبوسراي رقم 1/497/أ الورق22. وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص23 والجمل ص99.
                        [3] راجع: الأوائل، لأبي هلال العسكري ج1 ص316/317.
                        [4] الغارات ج2 ص569.
                        [5] راجع: نهج البلاغة، شرح عبده، الرسالة رقم36 وقسم الخطب رقم 212 و32 و137 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص96 وج2 ص119 والغارات ج1 ص309 وج2 ص454 و429 و430 وأنساب الأشراف [بتحقيق المحمودي] ج2 ص74 فما بعدها، والبحار ط قديم ج8 ص621. وكتابنا: دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ج1 ص175 و176 للاطلاع على مصادر أخرى. والإمامة والسياسة ج1 ص155.
                        [6] المعيار والموازنة ـ ص180.
                        [7] نهج البلاغة، الرسالة رقم 28..
                        [8] راجع ذلك في نهج البلاغة، قسم الكتب تحت رقم 48 ط الدار الإسلامية وط1 سنة 1414 ونفس المصدر كتاب رقم 57 من نفس الطبعة.

                        تعليق


                        • #13


                          خلاصة جامعة:

                          ونستخلص من كلماته (عليه الصلاة والسلام) المتقدمة أموراً كثيرة، ونستطيع أن نجملها على النحو التالي:
                          1 ـ بالنسبة إلى إمامهم، وتعاملهم معه نجد:


                          ألف: أنهم يعصونه في الحق، ولا يطيعونه إذا أمرهم أو دعاهم، ولا يسمعون قوله، ولا يجيبون صرخته، واستغاثته.. حسب التعبيرات المختلفة التي وردت عنه (عليه السلام)..

                          ب: إنهم قد ملوا قائدهم، وإمامهم وسئموه.
                          ج: إنهم يصدرون الأوامر والنواهي لأميرهم..

                          2 ـ وأما بالنسبة لأمر الجهاد فإنهم:


                          ألف: قد أصبحوا غرضاً يرمى، يغار عليهم، ولا يغيرون، ولا يُغزَونَ، ولا يغزون، كثير في الباحات قليل تحت الرايات.

                          ب: إذا أمروا بالجهاد، يتعللون بالمعاذير، بالحر تارة، وبالبرد أخرى.
                          ج: إنهم يصابون ـ إذا أمروا بالنفر إلى الجهاد ـ بالذعر والخوف.
                          د: كلامهم يوهي الصم الصلاب، وفعلهم يطمع فيهم الأعداء.
                          هـ: يؤثرون البقاء على لقاء الله والجهاد في سبيله.
                          و: إن حوربوا خاروا وإن أمهلوا خاضوا.

                          3 ـ بالنسبة إلى حالتهم مع بعضهم البعض فإنهم:


                          ألف: متفرقون عن حقهم.

                          ب: إن أمهلوا خاضوا.
                          ج: أهواؤهم مختلفة.
                          د: هم كإبل ضل رعاتها، كلما جمعت من جانب انتشرت من آخر.
                          هـ: صاروا بعد الموالاة أحزاباً، حيث يظهر: أن المقصود هو أنهم أصبحوا شيعاً وأحزاباً متدابرين، بعد أن كانوا يداً واحدة يوالي ويحب بعضهم بعضاً.

                          4 ـ وأما بالنسبة للدين والتدين فإنهم:


                          ألف: يرضون بمعصية الله سبحانه ويرون عهود الله منقوضة ولا يأنفون، ولكنهم يأنفون لنقض ذمم آبائهم.

                          ب: لا يعرفون الحق كمعرفتهم الباطل، ولا يعرفون من الإيمان إلا اسمه.
                          ج: لا يبطلون الباطل كإبطالهم الحق.
                          د: هم نساك بلا صلاح.
                          هـ: قد ثلموا حصن الله المضروب عليهم بأحكام الجاهلية.
                          و: قد قطعوا قيد الإسلام، وعطلوا حدوده، وأماتوا أحكامه.
                          ز: ما يتعلقون من الإسلام إلا باسمه.

                          5 ـ وحول مقدار وعيهم، وإدراكهم لمقتضيات الحكمة.


                          ألف: أيقاظ نوّم، وشهود غيب، وناظرون عمي، وسامعون صم، وناطقون بكم، أبدانهم شاهدة، وعقولهم غائبة عنهم.

                          ب: هم أشباح بلا أرواح، وأرواح بلا أشباح.
                          ج: كأن عقولهم مألوسة، فهم لا يعقلون.
                          د: ليسوا برجال، بل لهم عقول ربات الحجال.
                          هـ: لهم حلوم الأطفال.
                          ثم إنه بقيت لهم أوصاف أخرى، نجملها على النحو التالي:
                          6 ـ إنهم يخونون أمانة صاحبهم، حتى لو أؤتمن أحدهم على قعب لخشي (عليه السلام) أن يذهب بعلاقته.
                          7 ـ إنهم يفسدون في بلادهم.
                          8 ـ ما هم بركن يمال إليه.
                          9 ـ ليسوا زوافر عز يفتقر إليهم.
                          10 ـ تجار بلا أرباح.
                          11 ـ صاروا بعد الهجرة أعراباً.
                          ولعل مراجعة وافية لكلماته صلوات الله وسلامه عليه تعطينا المزيد مما يوضح حقيقة حالهم، وما آل إليه أمرهم.
                          ولكن ما ذكرناه يكفي للإلماح إلى ما نريد.
                          هذا.. وقد نجد في الفصل التالي بعض التوضيح لما ذكره (عليه الصلاة والسلام) في بيان الحال التي هم عليها.
                          بقي علينا أن نشير إلى أنه بالنسبة لقريش، وسائر العرب وموقفهم منه عليه آلاف التحية والسلام، فإن ذلك يحتاج إلى مزيد من البحث والتقصي، لعوامله وأسبابه، وبوادره، وآثاره نأمل أن نوفق لذلك في الموقع المناسب إن شاء الله تعالى.

                          تعليق


                          • #14
                            خلاصة جامعة:

                            ونستخلص من كلماته (عليه الصلاة والسلام) المتقدمة أموراً كثيرة، ونستطيع أن نجملها على النحو التالي:
                            1 ـ بالنسبة إلى إمامهم، وتعاملهم معه نجد:


                            ألف: أنهم يعصونه في الحق، ولا يطيعونه إذا أمرهم أو دعاهم، ولا يسمعون قوله، ولا يجيبون صرخته، واستغاثته.. حسب التعبيرات المختلفة التي وردت عنه (عليه السلام)..

                            ب: إنهم قد ملوا قائدهم، وإمامهم وسئموه.
                            ج: إنهم يصدرون الأوامر والنواهي لأميرهم..

                            2 ـ وأما بالنسبة لأمر الجهاد فإنهم:


                            ألف: قد أصبحوا غرضاً يرمى، يغار عليهم، ولا يغيرون، ولا يُغزَونَ، ولا يغزون، كثير في الباحات قليل تحت الرايات.

                            ب: إذا أمروا بالجهاد، يتعللون بالمعاذير، بالحر تارة، وبالبرد أخرى.
                            ج: إنهم يصابون ـ إذا أمروا بالنفر إلى الجهاد ـ بالذعر والخوف.
                            د: كلامهم يوهي الصم الصلاب، وفعلهم يطمع فيهم الأعداء.
                            هـ: يؤثرون البقاء على لقاء الله والجهاد في سبيله.
                            و: إن حوربوا خاروا وإن أمهلوا خاضوا.

                            3 ـ بالنسبة إلى حالتهم مع بعضهم البعض فإنهم:


                            ألف: متفرقون عن حقهم.

                            ب: إن أمهلوا خاضوا.
                            ج: أهواؤهم مختلفة.
                            د: هم كإبل ضل رعاتها، كلما جمعت من جانب انتشرت من آخر.
                            هـ: صاروا بعد الموالاة أحزاباً، حيث يظهر: أن المقصود هو أنهم أصبحوا شيعاً وأحزاباً متدابرين، بعد أن كانوا يداً واحدة يوالي ويحب بعضهم بعضاً.

                            4 ـ وأما بالنسبة للدين والتدين فإنهم:


                            ألف: يرضون بمعصية الله سبحانه ويرون عهود الله منقوضة ولا يأنفون، ولكنهم يأنفون لنقض ذمم آبائهم.

                            ب: لا يعرفون الحق كمعرفتهم الباطل، ولا يعرفون من الإيمان إلا اسمه.
                            ج: لا يبطلون الباطل كإبطالهم الحق.
                            د: هم نساك بلا صلاح.
                            هـ: قد ثلموا حصن الله المضروب عليهم بأحكام الجاهلية.
                            و: قد قطعوا قيد الإسلام، وعطلوا حدوده، وأماتوا أحكامه.
                            ز: ما يتعلقون من الإسلام إلا باسمه.

                            5 ـ وحول مقدار وعيهم، وإدراكهم لمقتضيات الحكمة.


                            ألف: أيقاظ نوّم، وشهود غيب، وناظرون عمي، وسامعون صم، وناطقون بكم، أبدانهم شاهدة، وعقولهم غائبة عنهم.

                            ب: هم أشباح بلا أرواح، وأرواح بلا أشباح.
                            ج: كأن عقولهم مألوسة، فهم لا يعقلون.
                            د: ليسوا برجال، بل لهم عقول ربات الحجال.
                            هـ: لهم حلوم الأطفال.
                            ثم إنه بقيت لهم أوصاف أخرى، نجملها على النحو التالي:
                            6 ـ إنهم يخونون أمانة صاحبهم، حتى لو أؤتمن أحدهم على قعب لخشي (عليه السلام) أن يذهب بعلاقته.
                            7 ـ إنهم يفسدون في بلادهم.
                            8 ـ ما هم بركن يمال إليه.
                            9 ـ ليسوا زوافر عز يفتقر إليهم.
                            10 ـ تجار بلا أرباح.
                            11 ـ صاروا بعد الهجرة أعراباً.
                            ولعل مراجعة وافية لكلماته صلوات الله وسلامه عليه تعطينا المزيد مما يوضح حقيقة حالهم، وما آل إليه أمرهم.
                            ولكن ما ذكرناه يكفي للإلماح إلى ما نريد.

                            هل هذه أوصاف أهل النهروان ؟؟

                            تعليق


                            • #15
                              عليك بالصبر لكى تعرف امورا كثيرة كنت الى الان جاهلا بها

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                              ردود 2
                              14 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X