بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بالف خير
لقد استتب الأمر حين رحيل سيد البشر وأشرفهم محمد ص واله إلى أصحاب السقيفة
فعقد القوم أزمت أمورهم على أبو بكر وزعموا أن الأمر شورى لكن هل صدق الصحابة و أهل السنة والجماعة على أن أمر المسلمين شورى
دعونا ألان من النصوص والأقاويل ولننظر إلى ما زعموه على ارض الواقع فهل يصح هذا المبدأ لديهم
نظرة حيادية
لو
سلمنا جدلاً أن خلافة أبو بكر بالشورى فان أصل الخلاف لا يعدم من عاهة
والسبب يكتمن بان أبو بكر لم يكن يتصور أن خلافة شورى كيف
السبب واضح جداً
وذلك يتعلل بان أبو بكر أدلا بالأمر أي ( الخلافة ) لعمر من بعده من دون مشورة المسلمين وهذا يعني أن مبدأ الشورى لم يتحقق في خلافة عمر
هذا من جانب
الجانب الأخر أن عمر كذلك على منهج أبو بكر لم يكن يعتقد أن الأمر شورى
والسبب أن عمر جعل الأمر أي ( الخلافة ) بين ستة وفرض على المسلمين أن ينتخب احدهم للخلافة وبهذا تنعدم الشورى لفرض عمر على المسلمين
والعجيب ان احمد في مسنده نقل عن عمر ( قال اي عمر وإن الناس يأمرونني أن أستخلف ) وبهذه العبارة الخطيرة تبين ان الناس قد اصرو على عمر أن يعين الخليفة من بعده
وبهذا أصبح الأمر أكثر وضوحا من تأييد الناس لسن أبو بكر و استخلافه عمر من دون مشورة وكذلك وجوب على عمر أن يعين الخليفة من دون شورى
خلاصة ما أريد أن أصل أليه حتى لا يصبح الموضوع طويل
لقد زعم المخالفين لمذهب أهل البيت عليهم السلام أن خلافة المسلمين بالشورى ولكي نختصر الطريق نبين اختلافهم بهذه المزعومة
1_ زعمهم أن الخلافة بالشورى لكن نرى اهل الشورى خالفوا هذه المزعومة كما تبين
2_ زعمهم أن على الخليفة أن يعين من يستخلف من بعده كما فعل أبو بكر بتعيين عمر وهذا خلاف الشورى ويقودنا الى التعيين بالنص خلاف الشورى
3_ ثم آل قولهم على أن الخلافة بالقهر والقوة كما فعل معاوية لعنة الله عليه مع أمام زمانه الحسن ابن علي عليهما السلام فضرب الشورى بعرض الجدار ونتزع الخلافة من الامام الشرعي بالقهر والتسلط
وبعد بيان التهافت والاختلال من مشروع الشورى المزعوم هل يمكن لاي عاقل أن يكون أبو بكر انصح للأمة
حيث أبو بكر يخاف على المسلمين من الفرقة يعين عمر وعمر أفضل من الرسول الذي جعل الأمر بين ستة والنبي ص واله لم يعين للمسلمين خليفة ويتركهم من دون راع
وهل يصمد مبداء الشورى أمام الآيات الواضحة التي تثبت أن الخلافة من قبل الله سبحانه وتعالى
أليكم أحبتي بعض الآيات التي تثبت أن الخلافة والإمامة بالنص وليس بالشورى المزعومة
واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة
يا داوود إنا جعلناك خليفة في الارض فأحكم بين الناس بالحق - ( ص / 26 ).
هو الذي جعلكم خلائف في الارض فمن كفر فعليه كفره - ( فاطر / 39 ).
ان الله اصطفى ادم ونوح وال إبراهيم - ( آل عمران / 33 ).
ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا - ( فاطر / 32 ).
الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس - ( الحج / 75 ).
وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار - ( ص / 47 ).
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ [الأنبياء : 73]
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ [القصص : 5]
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة : 24]
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة : 124]
الخلاصة نلاحظ من هذه الآيات القرآنية الكريمة أن الجعل من الله وكذلك الاصطفاء
فلا وجود للشورى امام هذه الايات المحكمة من كون الخلافة بالجعل من قبل الله
والان بعد ان بينا فساد الاعتقاد في مبداء الشورى نورد سؤال الى المخالفين
هل تستطيعون أن تثبتوا أن احد من الأنبياء الذين سبقوا نبينا محمد ص واله ترك الخلافة بينهم شورى لقومه وان اقوام تلك الانبياء قد استخلفوا بالشورى كما تزعمون في حق هذه الأمة
والسلام على من هو ولي رسول الله في كل مؤمن ومؤمنة
والسلام على من كان بمنزلة هارون من موسى لتفضيل هارون على سائر قوم موسى وكذلك علي على سائر قوم النبي ص واله
والسلام على الخليفة من بعد رسول الله الذي استخلفه الرسول وقال انت خليفتي من بعدي
والسلام على الثقل الأصغر المقرون بكتاب الله
والحمد لله على نعمة الولاية
تعليق