بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك بأن العلوم الطبية و النفسية والفلكية تطورت عن السابق
وصار الأنسان في اخر العالم يشاهد الأنسان الاخر في الطرف الأخر وكأنه معه
وقد صار القريب يكلم البعيد و ما يحدث في الدولة الفلانية يعلم به الناس في الدولة الأخرى مع السكان الأصليين
وفي القرأن أشارة إلى تطور العلوم بكافة أشكالها إذ قال تعالى :
سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد
فصلت : 53
فقد فسر البعض الأية على أنه تطور العلوم
وقد حاول البعض تطبيق العلوم الحديثة على بعض أركان الشرع ليستخلص بعض الفوائد من تشريع بعض الأحكام
وبعض الأعجازات العلمية في القرأن الكريم
كفوائد الصوم الصحية للجسد و فائدة المسواك للأسنان و باقي أعضاء الجسد
و الفيروس في اللوطي الذي لا يموت إلا بالحرق و غيرها كثير
بالأضافة إلى بعض الحقائق العلمية التى سبق بها القرأن العلوم الحديثة كحركة الأفلاك و دورنها و بعض المعلومات عن مراحل الجنين و فوائد العسل
بالأضافة إلى بعض المعلومات التى لم يتوصل لها الطب الحديث كقول رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- :
إذا طغي ماء الرجل على ماء المرأة كان المولود ذكراً و إن طغي ماء الأنثي كان المولود أنثي
على كل حال
لم يتطرق كثير من الناس على حسب تطلعي الضيق على فوائد الولاية
ومدى تأثيرها على نفسية الأنسان
فمن المعروف قولنا : الحمد لله الذي طهرنا بولايتكم ...
فما هو تأثير الولاية على نفسية الأنسان ؟
في البداية يجب أن نعرف طبيعة الأنسان النفسية لنعرف تأثير الولاية
ويجب أن نعرف علاقة الأنسان بالمثل الأعلي الذي يتخذه في حياته
نبدأ على بركة الله ...
جاء في المثل المشهور : إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص
وجاء في الحديث المشهور : أنا وعلي أبوا هذه الأمة
لاشك بأن النبي و الأمام هم بمنزلة الوالد بالنسبة لهذه الأمة
فالأنسان يقلد والده في كل شئ تقريباً
حتى الدين فقد جاء في الحديث أن المولود يولد على الفطرة فوالداه هم من يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه
فالطفل يقلد أبوه لا شعورياً في كل شئ
حتى أنه يتعلم من التقليد أكثر مما يتعلم من السمع
أي أنه يتعلم من تصرفات والده أكثر مما يتعلم مما يقوله له والده
فالأمام في هذه الأمة بمنزلة الوالد
وقد أشار الأمام الرضا -صلوات الله عليه- لهذا المعنى إذ قال : الأمام بمنزلة الوالد الرؤوف
فلو كان الأمام أمام سوء أو كان أمام عدل
فالأنسان قد يتبع سلوك هذا الأمام بدون أن يشعر
مثال ثاني :
كل أنسان له شخص يعبر عنه بالمثال الأعلي لهذا الأنسان
أي أنه الأنسان الذي يراه فوق كل الأشخاص و يعجب به و بطريقة تصرفاته و طريقة تفكيره و كلامه
المثال الأعلي للبعض هو مطرب أو فيلسوف أو عالم دين أو ممثل أو شخص رياضي حتى أنسان فاجر كافر
فتجد الأنسان يسعى لتقليد هذا المثل الأعلي
أما من ناحية الكلام أو قصة الشعر أو طريقة اللباس أو طريقة التصرفات
بل في حالات متقدمة قد تختلط المشاعر فيحزن لحزن مثله الأعلى و يفرح لفرح مثله الأعلى
فلو كان مثلك الأعلي معصوماً ؟
فالنفس ستحاول أن تقلد هذا المثل الأعلى و تتجه لا شعورياً للكمال و العصمة
أما شعورياً فستحاول أن تقلد هذا الشخص بحفظ أحاديثه و تقليد تصرفاته
فسواءاً نجحت أم لم تنجح في تقليد مثلك الأعلي المتمثل في الأمام
فالنفس هذا أتجاها سوءاً واكبت هذا الأتجاه أم مشيت عكس التيار أم تجاهلت الموضوع ....
فأقله قد وضعت نفسك في المسار الصحيح
و ستحاول تقليد صفات هذا المثل الأعلي فإن كان شجاعاً فتجد نفسك تميل لتكون شجاعاً مثله
وترى التخلف عنه منقصة
وإن كان صادقاً فترى الصدق هو الطريق الصحيح و الكذب منقصة
وإن كان مثلك الأعلي يحاول من خلال الأدعية التقرب إلى الله فتجد نفسك تسير بنفس الأتجاه
ولهذا قال الأمام الصادق -صلوات الله عليه- :
والله ما أحد على الفطرة إلا نحن وشيعتنا ، والناس براء
جاء في كتاب ( اختيار معرفة الرجال ) للكشي ص 198 عن ميثم قال : إلا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي ؟ فقلت بلى قال : دخلت عليه وسلمت إلى قوله ( ياحبابه إنه ليس أحد على ملة إبراهيم في هذه الأمة غيرنا وغير شيعتنا ، ومن سواهم منها براء .
وقال أيضاً في المصدر نفسه عن حبابة الوالبية قالت : سمعت الحسين بن علي يقول : نحن وشيعتنا على الفطرة التي بعث الله عليها محمداً صلى الله عليه وسلم ، وسائر الناس منها براء .
أي أن النفس لا تكون كما يريدها الله إلا بالولاية
فتخيل ماذا سيكون حالك لو كان مثلك الأعلي مقدماً هواه على أمر الرسول؟
أو ماذا لو كان جباناً يخذل الرسول -صلى الله عليه واله وسلم- في الحروب أو جاهلاً في الأحكام الشرعية ؟
ماذا لو كان منافقاً محباً للمال و المنصب شارباً للخمر ...
ماذا لو كان فاشلاً يسلمه الرسول الراية ليفتح خيبر بلا فائدة ترجى
بل على أفضل تقدير ماذا لو كان عابداً للوثن شارباً للخمر محارباً لله و لرسوله -صلى الله عليه واله وسلم- ثم أهتدى للأسلام
فهل هذا يصلح مثل أعلي للأجيال القادمة ؟
كيف ستكون نفسية أتباعه ...
إلى أيت تتجه ؟
أترك الجواب لكم
وصلى الله على محمد وال محمد
والحمد لله الذي طهرنا بولاية علي -صلوات الله عليه-
وهذا مجرد جزء من فائدة الولاية
فالولاية سر من أسرار الله لا يحيط الناس بكل جوانبه
ولهذا تجد أول ما يقوله أغلب المستبصرين بعد هدايتهم : أشعر براحة نفسية كبيرة
وذلك لأنه وضع نفسه في المسار الصحيح
وصار الأنسان في اخر العالم يشاهد الأنسان الاخر في الطرف الأخر وكأنه معه
وقد صار القريب يكلم البعيد و ما يحدث في الدولة الفلانية يعلم به الناس في الدولة الأخرى مع السكان الأصليين
وفي القرأن أشارة إلى تطور العلوم بكافة أشكالها إذ قال تعالى :
سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد
فصلت : 53
فقد فسر البعض الأية على أنه تطور العلوم
وقد حاول البعض تطبيق العلوم الحديثة على بعض أركان الشرع ليستخلص بعض الفوائد من تشريع بعض الأحكام
وبعض الأعجازات العلمية في القرأن الكريم
كفوائد الصوم الصحية للجسد و فائدة المسواك للأسنان و باقي أعضاء الجسد
و الفيروس في اللوطي الذي لا يموت إلا بالحرق و غيرها كثير
بالأضافة إلى بعض الحقائق العلمية التى سبق بها القرأن العلوم الحديثة كحركة الأفلاك و دورنها و بعض المعلومات عن مراحل الجنين و فوائد العسل
بالأضافة إلى بعض المعلومات التى لم يتوصل لها الطب الحديث كقول رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- :
إذا طغي ماء الرجل على ماء المرأة كان المولود ذكراً و إن طغي ماء الأنثي كان المولود أنثي
على كل حال
لم يتطرق كثير من الناس على حسب تطلعي الضيق على فوائد الولاية
ومدى تأثيرها على نفسية الأنسان
فمن المعروف قولنا : الحمد لله الذي طهرنا بولايتكم ...
فما هو تأثير الولاية على نفسية الأنسان ؟
في البداية يجب أن نعرف طبيعة الأنسان النفسية لنعرف تأثير الولاية
ويجب أن نعرف علاقة الأنسان بالمثل الأعلي الذي يتخذه في حياته
نبدأ على بركة الله ...
جاء في المثل المشهور : إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص
وجاء في الحديث المشهور : أنا وعلي أبوا هذه الأمة
لاشك بأن النبي و الأمام هم بمنزلة الوالد بالنسبة لهذه الأمة
فالأنسان يقلد والده في كل شئ تقريباً
حتى الدين فقد جاء في الحديث أن المولود يولد على الفطرة فوالداه هم من يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه
فالطفل يقلد أبوه لا شعورياً في كل شئ
حتى أنه يتعلم من التقليد أكثر مما يتعلم من السمع
أي أنه يتعلم من تصرفات والده أكثر مما يتعلم مما يقوله له والده
فالأمام في هذه الأمة بمنزلة الوالد
وقد أشار الأمام الرضا -صلوات الله عليه- لهذا المعنى إذ قال : الأمام بمنزلة الوالد الرؤوف
فلو كان الأمام أمام سوء أو كان أمام عدل
فالأنسان قد يتبع سلوك هذا الأمام بدون أن يشعر
مثال ثاني :
كل أنسان له شخص يعبر عنه بالمثال الأعلي لهذا الأنسان
أي أنه الأنسان الذي يراه فوق كل الأشخاص و يعجب به و بطريقة تصرفاته و طريقة تفكيره و كلامه
المثال الأعلي للبعض هو مطرب أو فيلسوف أو عالم دين أو ممثل أو شخص رياضي حتى أنسان فاجر كافر
فتجد الأنسان يسعى لتقليد هذا المثل الأعلي
أما من ناحية الكلام أو قصة الشعر أو طريقة اللباس أو طريقة التصرفات
بل في حالات متقدمة قد تختلط المشاعر فيحزن لحزن مثله الأعلى و يفرح لفرح مثله الأعلى
فلو كان مثلك الأعلي معصوماً ؟
فالنفس ستحاول أن تقلد هذا المثل الأعلى و تتجه لا شعورياً للكمال و العصمة
أما شعورياً فستحاول أن تقلد هذا الشخص بحفظ أحاديثه و تقليد تصرفاته
فسواءاً نجحت أم لم تنجح في تقليد مثلك الأعلي المتمثل في الأمام
فالنفس هذا أتجاها سوءاً واكبت هذا الأتجاه أم مشيت عكس التيار أم تجاهلت الموضوع ....
فأقله قد وضعت نفسك في المسار الصحيح
و ستحاول تقليد صفات هذا المثل الأعلي فإن كان شجاعاً فتجد نفسك تميل لتكون شجاعاً مثله
وترى التخلف عنه منقصة
وإن كان صادقاً فترى الصدق هو الطريق الصحيح و الكذب منقصة
وإن كان مثلك الأعلي يحاول من خلال الأدعية التقرب إلى الله فتجد نفسك تسير بنفس الأتجاه
ولهذا قال الأمام الصادق -صلوات الله عليه- :
والله ما أحد على الفطرة إلا نحن وشيعتنا ، والناس براء
جاء في كتاب ( اختيار معرفة الرجال ) للكشي ص 198 عن ميثم قال : إلا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي ؟ فقلت بلى قال : دخلت عليه وسلمت إلى قوله ( ياحبابه إنه ليس أحد على ملة إبراهيم في هذه الأمة غيرنا وغير شيعتنا ، ومن سواهم منها براء .
وقال أيضاً في المصدر نفسه عن حبابة الوالبية قالت : سمعت الحسين بن علي يقول : نحن وشيعتنا على الفطرة التي بعث الله عليها محمداً صلى الله عليه وسلم ، وسائر الناس منها براء .
أي أن النفس لا تكون كما يريدها الله إلا بالولاية
فتخيل ماذا سيكون حالك لو كان مثلك الأعلي مقدماً هواه على أمر الرسول؟
أو ماذا لو كان جباناً يخذل الرسول -صلى الله عليه واله وسلم- في الحروب أو جاهلاً في الأحكام الشرعية ؟
ماذا لو كان منافقاً محباً للمال و المنصب شارباً للخمر ...
ماذا لو كان فاشلاً يسلمه الرسول الراية ليفتح خيبر بلا فائدة ترجى
بل على أفضل تقدير ماذا لو كان عابداً للوثن شارباً للخمر محارباً لله و لرسوله -صلى الله عليه واله وسلم- ثم أهتدى للأسلام
فهل هذا يصلح مثل أعلي للأجيال القادمة ؟
كيف ستكون نفسية أتباعه ...
إلى أيت تتجه ؟
أترك الجواب لكم
وصلى الله على محمد وال محمد
والحمد لله الذي طهرنا بولاية علي -صلوات الله عليه-
وهذا مجرد جزء من فائدة الولاية
فالولاية سر من أسرار الله لا يحيط الناس بكل جوانبه
ولهذا تجد أول ما يقوله أغلب المستبصرين بعد هدايتهم : أشعر براحة نفسية كبيرة
وذلك لأنه وضع نفسه في المسار الصحيح
تعليق