أهل النهروان ( المحكمة ) رضوان الله عليهم هم أصحاب علي كرم الله وجهه
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
قد يستغرب القارئ الكريم من عنوان هذا الموضوع : كيف يمكن لأناس حاربهم الإمام علي أن يكونوا أنصاره الحقيقيين ، ولكنها الحقيقة التي تثبتها الأدلة التاريخية رغم تشويهات المشوهين وإرجافات المغرضين ومكابرة المتعصبين
أولا : ما هو السبب في تكون فكر المحكمة ؟
الجواب : تمسكهم بخلافة الإمام علي ورفضهم التنازل عنها لأي سبب من الأسباب ، حتى لو كان ذلك برفع المصاحف والدعوة إلى التحكيم ، لأن هذه الخلافة قد آلت إلى الإمام علي من وجهها الشرعي وهي الشورى والبيعة والرضا من كبار الصحابة وعامة المسلمين ، ولا ينقضها إلا مزيل شرعي ، ولا يمكن التنازل عنها أو جعلها حسب هوى المحكمين ، وفي ذلك يقول أبو مسلم البهلاني :
أبا حسن أقدم فأنت على هدى وأنت بغايات الغوي بصير
أبا حسن لا تعطين دنية وأنت بسلطان القدير قدير
أبا حسن إن تعطها اليوم لم تزل يحل عراها فاجر ومبير
أبا حسن طلقتها لطليقها وأنت بقيد الأشعري أسير
أنحبس خيل الله عن خيل خصمه وسبعون ألفا فوقهن هصور
أثرها رعالا تنسف الشام نسفة بثارات عمار لهن زفير
وصك ثغور القاسطين بفيلق له مدد من ربه وظهير
فما لك والتحكيم والحكم ظاهر وأنت علي والشآم تمور
فسبب معارضتهم أصلا ليس هوى في النفوس أو رغبة في شق جسد الأمة وإنما هو تمسك بإمام شرعي بويع بإجماع كبار الصحابة وعامة المسلمين ولم يشذ عنه إلا الطامعون في الرياسة وسدة الحكم من طلقاء فتح مكة والذين لم يتمكن الإيمان في قلوبهم وإنما دخلوه مضطرين عندما لم يجدوا سبيلا لمقاومته ,
ثانيا : بعد المعركة ( معركة النهروان )
تروي كثير من المصادر التاريخية أن الإمام علي أصابه حزن شديد وندم على قتال اهل النهروان ، ومما يروى في ذلك أنه عندما رجع من المعركة جاءته ابنة له تهنئه بالنصر الذي حققه ، فرأته واجما حزينا ، وقال : ماذا فعلنا ؟ قتلنا قراءنا وفقهاءنا ، وسئل مرة عنهم : أمشركون هم ؟ فقال : من الشرك فروا ، قيل : أمنافقون ؟ قال : المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا ، فقيل : فما هم؟ قال : إخواننا بغوا علينا فقتلناهم ببغيهم علينا
وذكر الطبري في تاريخه أن الإمام علي كان يقول بعد معركة النهروان : مالي لا أسمع قراءة القرآن كما كنت أسمعها من قبل
نشدت دوي النحل حين فقدتهم ويعسوب ذاك النحل منه خبير
والمتأمل بإنصاف وتجرد يجد أن أهل النهروان هم أنصار الإمام علي الذين تمسكوا ببيعتهم له ولم يفرطوا فيها ولم يتنازلوا عنها لأي سبب من الأسباب ، وأنهم ضحوا بحياتهم في سبيل ذلك ، أما قتال الإمام علي لهم فهو خطأ اجتهادي لا نريد أن نخوض فيه الآن بعد مضي هذه القرون من تاريخ الحدث ، وهي مصيبة في جسد الأمة ، وتمت بضغط من أغلبية الجيش الذي تأثر بدعاية الأشعث الذي انضم إلى جيش الإمام علي والذي تؤكد كثير من المصادر أنه عميل لمعاوية دخل في صف الإمام علي لإثارة البلبلة وتقسيم جيشه ، ومن الخدع التي خدعوا بها الإمام علي للضغط عليه لقتال أهل النهروان أنهم نسبوا إليهم قتل الصحابي عبدالله بن خباب وبقر بطن زوجته وقتل مبعوث الإمام علي الحارث بن مرة العبدي ، وكان الإمام علي قبل هذه الخدعة التي صورت المحكمة أنهم يعيثون في الأرض فسادا ينهى عن ذكر الحرورية ( المحكمة ) كما نقل ذلك المؤرخان الطبري والمسعودي ويصيح في أصحابه : عليكم بأهل الشام الذين يقاتلونكم كيما يكونوا ملوكا جبارين ويتخذوا عباد الله خولا ( الطبري ج3 ص117-118 ، المسعودي ج2 ص449 )
للمزيد من الإطلاع حول الموضوع :
1- الخوارج والحقيقة الغائبة للشيخ ناصر السابعي
2- المقدمة في تاريخ المحكمة للأستاذ أحمد البهلاني رحمه الله
3- قصيدة النهروانية للشيخ ابي مسلم البهلاني رحمه الله
م
ن
ق
و
ل
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
قد يستغرب القارئ الكريم من عنوان هذا الموضوع : كيف يمكن لأناس حاربهم الإمام علي أن يكونوا أنصاره الحقيقيين ، ولكنها الحقيقة التي تثبتها الأدلة التاريخية رغم تشويهات المشوهين وإرجافات المغرضين ومكابرة المتعصبين
أولا : ما هو السبب في تكون فكر المحكمة ؟
الجواب : تمسكهم بخلافة الإمام علي ورفضهم التنازل عنها لأي سبب من الأسباب ، حتى لو كان ذلك برفع المصاحف والدعوة إلى التحكيم ، لأن هذه الخلافة قد آلت إلى الإمام علي من وجهها الشرعي وهي الشورى والبيعة والرضا من كبار الصحابة وعامة المسلمين ، ولا ينقضها إلا مزيل شرعي ، ولا يمكن التنازل عنها أو جعلها حسب هوى المحكمين ، وفي ذلك يقول أبو مسلم البهلاني :
أبا حسن أقدم فأنت على هدى وأنت بغايات الغوي بصير
أبا حسن لا تعطين دنية وأنت بسلطان القدير قدير
أبا حسن إن تعطها اليوم لم تزل يحل عراها فاجر ومبير
أبا حسن طلقتها لطليقها وأنت بقيد الأشعري أسير
أنحبس خيل الله عن خيل خصمه وسبعون ألفا فوقهن هصور
أثرها رعالا تنسف الشام نسفة بثارات عمار لهن زفير
وصك ثغور القاسطين بفيلق له مدد من ربه وظهير
فما لك والتحكيم والحكم ظاهر وأنت علي والشآم تمور
فسبب معارضتهم أصلا ليس هوى في النفوس أو رغبة في شق جسد الأمة وإنما هو تمسك بإمام شرعي بويع بإجماع كبار الصحابة وعامة المسلمين ولم يشذ عنه إلا الطامعون في الرياسة وسدة الحكم من طلقاء فتح مكة والذين لم يتمكن الإيمان في قلوبهم وإنما دخلوه مضطرين عندما لم يجدوا سبيلا لمقاومته ,
ثانيا : بعد المعركة ( معركة النهروان )
تروي كثير من المصادر التاريخية أن الإمام علي أصابه حزن شديد وندم على قتال اهل النهروان ، ومما يروى في ذلك أنه عندما رجع من المعركة جاءته ابنة له تهنئه بالنصر الذي حققه ، فرأته واجما حزينا ، وقال : ماذا فعلنا ؟ قتلنا قراءنا وفقهاءنا ، وسئل مرة عنهم : أمشركون هم ؟ فقال : من الشرك فروا ، قيل : أمنافقون ؟ قال : المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا ، فقيل : فما هم؟ قال : إخواننا بغوا علينا فقتلناهم ببغيهم علينا
وذكر الطبري في تاريخه أن الإمام علي كان يقول بعد معركة النهروان : مالي لا أسمع قراءة القرآن كما كنت أسمعها من قبل
نشدت دوي النحل حين فقدتهم ويعسوب ذاك النحل منه خبير
والمتأمل بإنصاف وتجرد يجد أن أهل النهروان هم أنصار الإمام علي الذين تمسكوا ببيعتهم له ولم يفرطوا فيها ولم يتنازلوا عنها لأي سبب من الأسباب ، وأنهم ضحوا بحياتهم في سبيل ذلك ، أما قتال الإمام علي لهم فهو خطأ اجتهادي لا نريد أن نخوض فيه الآن بعد مضي هذه القرون من تاريخ الحدث ، وهي مصيبة في جسد الأمة ، وتمت بضغط من أغلبية الجيش الذي تأثر بدعاية الأشعث الذي انضم إلى جيش الإمام علي والذي تؤكد كثير من المصادر أنه عميل لمعاوية دخل في صف الإمام علي لإثارة البلبلة وتقسيم جيشه ، ومن الخدع التي خدعوا بها الإمام علي للضغط عليه لقتال أهل النهروان أنهم نسبوا إليهم قتل الصحابي عبدالله بن خباب وبقر بطن زوجته وقتل مبعوث الإمام علي الحارث بن مرة العبدي ، وكان الإمام علي قبل هذه الخدعة التي صورت المحكمة أنهم يعيثون في الأرض فسادا ينهى عن ذكر الحرورية ( المحكمة ) كما نقل ذلك المؤرخان الطبري والمسعودي ويصيح في أصحابه : عليكم بأهل الشام الذين يقاتلونكم كيما يكونوا ملوكا جبارين ويتخذوا عباد الله خولا ( الطبري ج3 ص117-118 ، المسعودي ج2 ص449 )
للمزيد من الإطلاع حول الموضوع :
1- الخوارج والحقيقة الغائبة للشيخ ناصر السابعي
2- المقدمة في تاريخ المحكمة للأستاذ أحمد البهلاني رحمه الله
3- قصيدة النهروانية للشيخ ابي مسلم البهلاني رحمه الله
م
ن
ق
و
ل
تعليق