إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

افتراءات كتّاب المقالات على الإباضية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • افتراءات كتّاب المقالات على الإباضية

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم ..

    لباب الأول
    أسباب التعصب ضد الإباضية
    أولا: إنكارهم الظلم في كل زمان وخاصة زمن بني أمية حيث سلطت عليهم الدولة الأموية إعلامها الهادر فكالت عليهم التهم كيلا فانطلت على البعض وساعد في نشرها الطّمّاعون فيما لدى الدولة ، وليس من المستغرب وجود مثل هؤلاء الطماعين فهم موجودون في كل زمان ، كذلك ليس من المستغرب كيل التهم على المصلحين فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يسلم من ذلك ، وهذه طريقة متبعة إلى يومنا هذا .
    ثانيا : كون الإباضية متفقين مع الخوارج في الخروج عن علي – كرم الله وجهه – بسبب عدم قبول التحكيم سهّل إلصاقهم بالخوارج .ومروق الخوارج من الدين سهل الافتراء على الإباضية .
    ثالثا : الأكاذيب التي سطرها كتاب المقالات في كتبهم ، فكتاب المقالات الذين سطروا الأكاذيب ضلوا وأضلوا وصاروا قنطرة عبور للحاقدين سواء قصدوا ذلك أو وقعوا ضحية .
    أما كونهم ضلوا فهم مسئولون عما كتبوه يوم القيامة .
    وأما كونهم أضلوا فكتبهم أصبحت مرجعا لكل من أراد أن يعرف شيئا عن الإباضية ، ووثقوا بها فيما قالت لسببين : لكون هؤلاء الكتاب من العلماء المشهورين ، ولكون هذه الادعاءات موجودة في عدة كتب مع أن مصادر هذه الكتب غير متنوعة وإنما نقل الثاني ما كتبه الأول وهكذا .
    فكونت هذه الكتب لدى قارئها صورة بغيضة عن هذه الفرقة الإسلامية فرأى أن من واجبه حماية الناس من الوقوع فيها وإنقاذ المنتمين إليها من الضياع ، وهذا رأي في محله لو كان ما كتب عن الإباضية صحيحا لأن ما كتب عنهم ينفر منه الطبع السليم ، ولكن في الحقيقة من وقع في شباك هذه الكتب جرفه السيل وهو لا يدري ، لأن ما كتب عنهم لا يمت إليهم بصلة .
    فإن من يقرأ عن الإباضية في كتب المقالات ويقارن ذلك بكتب الإباضية يجد عجبا ، حيث لا يجد أي أثر لما كتب عنهم وذلك لأن كتّاب المقالات لم يكتبوا شيئا حقيقيا عن الإباضية بسبب أن الإباضية في نظرهم فرقة ضالة يجب أن يلقى بها في مكان سحيق ، سواء كان هذا الحكم نابعا منهم أو وقعوا ضحية لغيرهم فقاموا بالتضليل على هذا المذهب وطمس حقيقته بشتى الأساليب ، واتفاق الكثير منهم على ذلك ليس صدفة وإنما بسبب وحدة عقيدتهم عن هذا المذهب وأخذ الثاني ما كتبه الأول وتبعهم الآخرون من غير تتبع للحقيقة من كتب الإباضية مع أن بعضهم شرط على نفسه أخذ ذلك من كتبهم . باستثناء بعض الكتاب المنصفين فلهم الشكر والتقدير .
    ويدل على ما أقول :
    (1) إنهم لم يكتبوا شيئا عن أئمة الإباضية مثل جابر بن زيد وأبي عبيدة وغيرهم
    (2) لم يذكروا عقائد الإباضية .
    (3) لم يذكروا شيئا من آراء الإباضية الفقهية .
    (4) لم يذكرا إلا النزر اليسير من مبادئ الإباضية تنحصر في السياسة وحقوق المسلمين على بعضهم . بل ذكروا بدائل للتضليل
    فقسموا الإباضية إلى فرق أصلية ، وأخرى فرعية استنتجوها من وحي خيالهم لمسرحية بيع أمة وذكروا لها عقائد شرك بالله .
    والإباضية لا يعرفون شيئا عن تلك الفرق ولا يوجد أي ذكر لها ولا لعقائدها ولا لأئمتها في كتب الإباضية سواء الذي ألفت قبل كتب المقالات أو التي ألفت بعدها ويبرؤن منها إن كان لها وجود أصلا وممن ألصقها بهم .
    حاولوا طمس الحقيقة بالتعميمات الفاسدة حيث أنهم ألصقوا الإباضية بالخوارج والفرق الضالة وشتى الاتهامات الأخرى سأذكرها فيما بعد .
    وانتشرت هذه الافتراءات في الكتب الأخرى وعلى السنة الخطباء الحاقدين وفي الأشرطة السمعية إلى يومنا هذا مثل كتاب الإباضية الذي سيأتي الرد عليه المحشي بالأكاذيب وبقى الإباضية يعانون منها متخذين موقف الدفاع عن أنفسهم
    وما كنت اكتب كلمة واحدة مما قاله أهل المقالات السابقين مما خالفوا فيه الواقع لو أن المتأخرين اتبعوا الحق و لم يظلوا يرددون تلك الأكاذيب.
    من يعرف النطق منكم صار يشتمنا كأنه فرض عين عندكم شهرا
    ولكن ما الذي حمل هؤلاء الكتّاب على هذه الافتراءات حيث دونوا اسم الإباضية وكتبوا أشياء لا تمت إليهم بصلة ؟!!
    يقول البعض ربما أن ذلك يعود إلى قلة معرفتهم بالمذهب الإباضي بسبب أن حركته كانت سرية ، وفي الحقيقة أن هذا ليس شيئا مقنعا لأمرين :
    أولا :- إن كتب المقالات التي كثر فيها الكذب على الإباضية بدأ تأليفها في القرن الرابع الهجري وقبل كتابتهم هذه كان المذهب منتشرا ، ففي عمان بويع بالخلافة قبل هذا التاريخ حوالي ستة أئمة ،بدءا من الإمام الجلندى بن مسعود الذي بويع في عام 132 ه وفي المغرب الأئمة الرستميون كانت دولتهم تغطي حيزا كبيرا من المغرب العربي من الجزائر إلى ليبيا ودامت أكثر من 150 سنة ،من 144 -296 هـ وهو قبل القرن الرابع الهجري وكذلك الإمام عبدالله بن يحيى الكندي في اليمن وصل نفوذه إلى الحجاز فهل بعد هذا تعذر الحصول على المعلومات ، هذا بالنسبة للقدماء فكيف بالمتأخرين ؟
    ثانيا :- إذا كانوا أخذوا من غير الثقات فقد وقعوا فيما نهى الله عنه حيث قال الله سبحانه : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "الحجرات 6 وفيما عده رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبا في قوله : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " متفق عليه
    ثالثا:- إن كانوا لا يعرفون شيئا عن الإباضية وكتبوا عنهم لإكمال كتبهم فقد وقعوا فيما نهى الله عنه حيث قال :- " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الإسراء 36
    وإن كان قد حملتهم إلى ذلك كراهية هذا المذهب فالله سبحانه نهى أن يحمل الإنسان بغضه على الظلم وأمره بدل ذلك بالعدل حيث قال عز من قائل " لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " المائدة 8 ) أي لا يحملكم بغض أي قوم على ظلمهم وإنما عليكم العدل في كل شيء .
    وأي ظلم يعمله هؤلاء على هذا المذهب أكثر من وصفهم بالضلال ونسبة الشرك إليهم والله يقول " إن الشرك لظلم عظيم " لقمان 13
    وإن كان قصدهم الانتصار للحق لكون أنهم يرون أنفسهم على حق وغيرهم على باطل ، فإن هذه الدعوى كل يدعيها كما نص على ذلك حديث الافتراق ولكن الحق غير محتاج إلى تأييد بالباطل فالحق والباطل ضدان ، قال الله تعالى :- " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " الإسراء 81 وقال :-" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " الأنبياء 18
    لم تقم السماوات والأرض إلا بالحق بل لم يخلق الله هذا الكون إلا بالحق والباطل لا يأتي إلا بباطل ، كيف يدعي شخص أن الفرقة التي ينتمي إليها متبعة الحق وهو في نفس الكتابة التي كتبها لم يستطع سلوك طريق الحق ؟!
    يتبع ...........

  • #2
    الباب الثاني
    ردود على كتاب المقالات
    الإباضية مع أبي الحسن الأشعري
    أبو الحسن من علماء القرن الرابع الهجري وهو من أوائل من كتب في الفرق الإسلامية وكتابه " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " أخطر كتاب حيث أن عددا كبيرا ممن جاءوا بعده اعتمدوا على كتابه إلى يومنا هذا ربما ثقة به لسعة علمه ، فيا ليته كتب الحقيقة لينال أجرها عند الله ، ولكنه كتب أشياء لا أساس لها على الأقل بالنسبة للإباضية حيث قسمهم إلى فرق ليس لها وجود عند الإباضية ونسب إليهم أقوال لا تمت إليهم بصلة .(1) حيث قال:
    الفرقة الأولى :- الحفصية إمامهم حفص بن أبي المقدام ، زعم أن بين الشرك والإيمان معرفة الله وحده فمن عرف الله سبحانه ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار أو عمل بجميع الخبائث من قتل نفس واستحلال الزنى وسائر ما حرم الله من فروج النساء فهو كافر برى من الشرك .
    الفرقة الثانية :- يسمون اليزيدية ، إمامهم يزيد بن أنيسة ، زعم أن الله سبحانه سيبعث رسولا من العجم وينزل عليه كتابا من السماء يكتب في السماء وينزل عليه دفعة واحدة وتولى أبو يزيد هذا من شهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالنّبوءة من أهل الكتاب وإن لم يدخل في دينه ولم يعمل بشريعته وزعم أنهم بذلك مؤمنون .
    الفرقة الثالثة :- من الاباضية أصحاب حارث الإباضي ، قالوا في القدر بقول المعتزلة وخالفوا فيه سائر الاباضية ، وقالوا دار السلطان دار كفر "
    الفرقة الرابعة :- يقولون بطاعة لا يراد الله بها على مذهب أبي الهذيل ، ومعنى ذلك أن الإنسان قد يكون مطيعا لله إذا فعل شيئا أمره الله به وإن لم يقصد الله بذلك الفعل ولا أراده به 0
    وقال بعضهم ليس على الناس المشي إلى الصلاة ولا الركوب إلى الحج ولا شيء من أسباب الطاعات التي يتوصل بها إليها إنما عليهم فعلها فقط "
    وقال جميعهم إن يستتيبوا من خالفهم في تنزيل أو تأويل فإن تاب وإلا قتل كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو فيما لا يسع جهله 0
    وقالوا من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلا قتل 0
    وقال بعضهم ليس من جحد الله وأنكره مشركا حتى يجعل مع الله غيره 0
    وقال بعضهم بتحليل الأشربة التي يسكر كثيرها إذا لم تكن الخمر بعينها0
    إن الله يؤلم أطفال المشركين على طريق الإيجاب لا طريق التجويز .
    أورد أبو الحسن قصة عن بيع الإماء للمخالفين ، فذكر في هذه القصة أسماء منكرة النسب مثل إبراهيم وميمون وعبد الجبار وسلمان وثعلبة وعبد الكريم بن عجرد وأم سعيد وأورد فيها أن إبراهيم أفتى بالجواز وميمون برئ منه وقوم وقفوا وذكر في القصة أوصاف مثل العلماء والإماء وامرأة ثعلبة وتكفير بعضهم لبعض .
    إن ما قاله الأشعري لا يعدو أن يكون سطورا من الافتراءات قصد بها التشنيع على المذهب الإباضي وتكريههم إلى الفرق الإسلامية الأخرى ، ربما أن الشيخ الأشعري وقع ضحية لأصحاب الأحقاد ضد الاباضية ولكن ذلك لا يخرجه من قوله صلى الله عليه وسلم :- كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " متفق عليه
    ويدل على ما أقول :-
    أولا :- إن الأشعري قسم الإباضية إلى أربع فرق ليس لها علاقة بالمذهب الإباضي في قليل أو كثير ، فالفرق الإسلامية تنسب إلى الإمام الذي تقتنع تلك الفرق بآرائه الدينية وتأويله لنصوص العقيدة وهذا لا يوجد له أثر بين الاباضية والفرق المزعومة ، وكتب الاباضية التي ألفت قبل وبعد الأشعري شاهدة بذلك ومستعدون لتوفير أي مرجع يريده الباحث المنصف 0
    فالأئمة الذين ذكرهم مجهولون ليس لهم أي ذكر في أي كتاب من كتب الإباضية لا كتاب سيرة ولا فقه ولا عقيدة ولا غير ذلك 0
    ونرى الأشعري بنفسه أتى ببعضهم بدون أب وبعض الفرق لم يجد لها إماما قط 0
    كما أن العقائد التي ذكرها الأشعري لهذه الفرق هي عقائد شرك فكيف تعد من الفرق الإسلامية ؟ وهي لا شك مخالفة لعقائد الاباضية بل البعد بينهما أكثر من البعد ما بين السماوات والأرض .
    فإن كان لا يوجد أي أثر لسيرة أئمة الفرق المذكورة عند الإباضية ولا عقائدهم ولا آرائهم فكيف ساغ للأشعري أن يلحقهم بالإباضية بل أن يجعلهم الاباضية أنفسهم ؟!
    ثانيا :- إن الأشعري نسب أقوالا لجميع الاباضية وأقوالا أخرى لبعضهم هي أيضا مخالفة لأقوال الاباضية تماما 0
    بعض الأدلة من كتب الإباضية على صحة ما أقول
    (1) الفرقة الأولى نسب إليها القول :- إن الكفر بالرسل والجنة والنار ليس شركا
    يقول العلاّمة نور الدين السالمي الإباضي في غاية المراد
    وقد أتـت حجج البرهان ناطقة بالموت والبعث والحسبان فامتثلا
    وأنـه من أطـاع الله يدخـله جناتـه أبـدا لا يبتـغـي نـقلا
    ومن عصاه ففي النيران مسكنه ولم يجد مفزعا عنـها فينـتقـلا (1)
    (2) الفرقة الثانية نسب إليها القول :- إن الله سيبعث رسولا من العجم ويتولون أهل الكتاب الذين شهدوا برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وإن لم يدخلوا في دينه والشيخ العلاّمة نور الدين السالمي يقول في بهجة الأنوار :-
    قـد نسخت شرائع الجميع سوى الهدى بشرعنا البديع
    ومـاله أي شـرعنا مـغير فـهو علـى الدوام لا يغير
    ويقول :
    والحب للمؤمن من حـقوقه والبغض للكافر من عقوقه
    والكل واجب على من عقلا ويلزم الوقوف عمن جهلا
    3- والفرقة الثالثة نسب إليها القول :- أنها قالت بقول المعتزلة في القدر
    والإباضية لا يقولون بقول المعتزلة في القدر ، قال نور الدين السالمي في غاية المراد :
    وإنما الفعل مخلوق ومكتسب فالخلق لله والكسب لمن عقلا
    4-والفرقة الرابعة نسب إليها القول :- صحة العمل لله من غير نية
    والإباضية يرون النية من قواعد الدين لا يتم العمل إلا بها ، وثاني حديث في مسند الربيع بن حبيب قوله صلى الله عليه وسلم (( الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى )) .
    ويقول العلامة السالمي في غاية المراد :
    قواعد الدين علم بعده عمل ونية ورع عن كل ما حظلا
    وأما القول بأن الاباضية لا يوجبون المشي للصلاة والركوب للحج فهذا باطل
    لأن الإباضية يرون أن كل مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب 0
    وأما القول باستتابة مخالفيهم فإن تابوا وإلا قتلوا ، وكذلك القول بقتل السارق فهذا باطل لأن الاباضية متقيدون بما جاء في القرآن والسنة من الحدود ولا يزيدون عليها حرفا واحدا ، قال أبو حمزة الشاري – رحمه الله - وهو على منبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الناس منا ونحن منهم إلا ثلاثة : مشركا بالله عابد وثن ، أو كافرا من أهل الكتاب ، أو متسلطا في الأرض يحكم في عباد الله بغير ما أنزل الله "
    ويقول الإباضية على لسان العلامة نور الدين السالمي – رحمه الله تعالى
    ونحن لا نطـالب العبـادا فـوق شهـادتيـهم اعتـقادا
    فمن أتـى بالجمـلتين قلنا إخـواننـا وبالحقـوق قمـنا
    إلا إذا مـا أظهروا ضلالا واعتقـدوا فـي دينهم محالا
    قمنا نبيـن الصـواب لهم ونحسبـن ذاك مـن حقـهم
    فما رأيـته مـن التحرير في كتـب التوحيـد والتقرير
    حـل مسـائـل ورد شبه جـاء بـها مـن ضل للمنتبه
    قمنا نردهـا ونبدي الحقا بجهدنا كي لا يـضل الخلقا
    لو سكتوا عنا سكتنا عنهم ونكتفي منهـم بأن يسـلموا(1
    وأما القول :- ليس من جحد الله مشركا حتى يجعل معه شريكا فهذا باطل ،
    يقول العلامة السالمي في غاية المراد 0
    والشرك لابد من أن تعرفنه لكي تكون في مقعد عن غيه اعتزلا
    وهو المساواة بين الله جل وبين الخلق أو جحده سبحانه وعلا (1)
    وأما القول بتحليل المسكر غير الخمر ، فهذا أيضا مخالف لقول الاباضية
    يقول العلامة ابن النظر في الدعائم :
    والسكر مكروه حرام كله من كل مشروب ولو من ماء
    وأما القول بأن الله يؤلم أطفال المشركين على طريق الإيجاب لا على طريق التجويز فهو مخالف لما يقوله الاباضية
    لأن الإباضية يقولون بان أطفال المشركين خدم لأهل الجنة0
    ثالثا : قضية الأمة :- وأما قضية بيع الأمة المنسوبة إلى الإباضية والتي ضلت السنة الحاقدين الذين اتخذوا السب ديدنهم مثل مقبل الوادعي ترددها إلى اليوم فهي لا تعدو أن تكون مسرحية لشخصيات مجهولة سواء ذكر منها بالاسم أو بالوصف تمثل مشاجرة ، فما قيمة هذه المشاجرة بين أناس مجهولين في تحقيق علمي يراد به إثبات العقائد وتصنيف فرق الأمة 0
    إنها ليست إلا أسماء مجردة ، ما الدليل أنهم من الاباضية ؟!! لماذا لا يكونون من الفرق الأخرى ؟!!
    إن الإباضية لا يكفرون الفرق الأخرى ماداموا متأولين لكتاب الله أو سنة رسوله فكيف يكفرون بعضهم بعضا ؟!!
    كيف يكون تكفير في مسائل فقهيه اجتهادية ؟!!
    الظاهر أن الاباضية لم يحضروا هذا النزاع في بيع الإماء لأنهم لا يعرفون عنه شيئا تاريخيا ولا دينيا ، ولم يدخلوا تلك السوق الحامية ولا شهدوا ذلك العرس الذي نتج عنه سيل من الشتائم وتبادل اللعنات فنسبة هذه القصة إلى الإباضية من أعجب العجب ونسبة أبطالها إلى أئمتهم وعلمائهم من أكاذيب التاريخ التي لم تستتر حتى بقليل من الحياء ، وإن جازت حتى على كبار الأئمة أمثال ابن الحسن 0
    إن مخترع هذه القصة أراد أن يكثر من عدد الفرق المنسوبة إلى الإباضية والتي لا أساس لها أصلا حتى يظهرهم بمظهر المتشرذمين الذين يتنازعون لأتفه الأسباب فيتخالفون ويتفرقون انسياقا وراء العواطف ودوافع الغضب أكثر مما هو انسياقا وراء دوافع العقيدة والدين .
    رابعا :- إن جميع الأسماء التي وردت فيما كتبه أبو الحسن عن الاباضية لا علاقة لها بالاباضية إلا اسمين هما عبدالله بن أباض و عبدالله بن يزيد الفزاري كان من الاباضية وخالفهم في بعض المسائل فانفصل عنهم وانظم في فرقة النكار ، وقد ذكر ابن النديم عدد من الكتب المنسوبة إليه منها :-
    كتاب التوحيد ، كتاب الرد على المعتزلة ، وكتاب الرد على الرافضة ، وكتاب الإستطاعة ، ولا أعلم أن شيئا من هذه الكتب قد بقي ، وأما أصحاب هذه الفرقة فليس لهم وجود فيما أعلم 0
    وحتى هذا الفزاري لا يعد من الاباضية بدليلين :-
    لأنه خالف الاباضية في العقيدة وانقسام الفرق بسبب العقائد ، وهذا الأشعري نفسه كان من المعتزلة لمدة أربعين سنة (1) ، فعند ما خالفهم ولم ينظم إلى عقائد فرق أخرى نسب إليه فرقة 0
    خامسا :- إن أبا الحسن لم يذكر أحدا من أئمة الاباضية كجابر بن زيد وجعفر السماك العبدي وأبي سفيان قنبر وصحار العبدي وأمثالهم من أئمتهم في النصف الثاني من القرن الأول ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
    ولم يذكر أحدا من أئمتهم في النصف الأول من القرن الثاني أمثال أبي عبيدة ، مسلم أبي كريمة التميمي وضمام ابن السائب وأبي نوح وصالح الدهان و عبدالله بن يحيى الكندي ، والجلندى بن مسعود العماني والخطاب عبدالأعلى المعافري ، وهلال بن عطية الخراساني وأضرابهم ، ولم يذكر شيئا من أقوالهم ولم يذكر أحدا من علماء النصف الثاني من القرن الثاني أمثال الربيع بن حبيب وأبي سفيان ومحبوب بن الرحيل وعبدالرحمن بن رستم ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
    ولم يذكر أحدا من علمائهم في النصف الأول للقرن الثالث أمثال أفلح بن عبد الوهاب والمهنا بن جيفر وموسى بن علي وأضرابهم ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
    ولم يذكر أحدا من علمائهم في النصف الثاني من القرن الثالث أمثال محمد بن محبوب ومحمد بن عباد والصلت بن مالك وغيرهم ولا شيئا من أقوالهم .(2)
    سادسا :- إن بعض من ذكرهم من أئمة الاباضية ذكر لهم فرقا غير الاباضية مثل العجاردة
    سابعا :- إن تجاهل الأشعري أئمة الاباضية الحقيقيين ونسبتهم إلى أئمة مجهولين يؤدي إلى صرف الناس عن معرفة حقيقة المذهب الإباضي ويسهل الكذب عليهم لإثبات تهمة الضلال عليهم بخلاف لو أن ذكرهم بأئمة معروفين عند الناس لأن أئمة الاباضية معروفين باتباع الحق وعدم الزيغ عنه مثل جابر بن زيد وأبي عبيده وعبد الله بن يحيى 0
    إن الأشعري لو نسب الاباضية إلى أئمتهم الحقيقيين مثل جابر بن زيد وأبو عبيده وعبد الله بن يحيى وغيرهم لم يستطع أن يشوههم وينسبهم إلى الضلال لأنهم معروفين عند الناس فأي شيء ينسبه إليهم مخالف للواقع يكون معروفا ويكشف بسرعة ولكنه اختار أن يسلك بالاباضية طريقا مظلما لا تتضح فيه الرؤية 0
    فأئمة الاباضية ليس من ساقهم الأشعري كالقطيع وأدخلهم في الاباضية وإنما ينتمون إلى أئمة يشهد التاريخ بعدالتهم 0
    يقول الإمام إبراهيم بن قيس الحضرمي :-
    أدين دين المصطفى المكرم
    من معـرب بسـموله أو مـعجـم اقفـو سبيل جـابر ومسـلم
    وابـن الرحيـل العالـم المـحـكم إني إلى المسنتصرين أنتمـي
    إنـي لأربـاب العـلا لأسـتـمي إني من القوم القيـام القــوم
    الـرائـمـيـن فـوق روم الـروم الشاريين الخطبـاء الحــكم
    البـاهــرين بالمـقال الـمفحـم كابن بذيل وابن حصـن المعلم
    والراسـبـي الشـاري المـعمـم وابن حديـر السيـد المـقدم
    وطالب الحق ابن يحيى الحضرمـي وابن حميـد ذي العلوم الضيغم
    إنـا لأهـل العـدل والتـقـــدم إنا لأصـحاب الصـراط القيم
    الديـن ما دنـّا بـلا تـوهــــم الحق فينـا الحق غـير أطسم
    يا جـاهلا بأمـرنـا لا تغـشــم توسمـن أو سل أولي التوسم


    يتبع ......

    تعليق


    • #3
      البغدادي والفرق الإسلامية (1)
      لقد جاء البغدادي بعد قرن من الأشعري مقتفيا طريقه وملتمسا خطواته 0
      وقد بدأ كتابه(الفرق بين الفرق) في مقدمته بكلمات رنّانة أتبعها بأحكام صارمة حيث قسم الأمّة إلى ثلاثة أقسام :
      قسم حكم بخروجهم من الملّة رغم انتسابهم إلى الإسلام ، وقسم ما أوردهم إلا لذكر فضائحهم والتشنيع عليهم وتلمس أخطائهم وإظهار ما به ضلوا في نظره 0
      ثم حكم على القسمين بالضلال وقذف بهم جميعا في النار.
      أما القسم الثالث فقد حكم عليه بالسعادة مسبقا أيضا لأنه في نظره من أهل السنة 0
      وليته حين تلمس أخطاء تلك الفرق التي عزلها عن السنة ، وفتش عن فضائحهم رجع إلى مصادرهم ولم يأخذها من مصادر خصومهم – إن صح هذا التعبير .
      يقول المؤلف في الفصل الأول من نفس الكتاب صفحة " 13 " بعد أن ناقش معنى أمة الإسلام وعلام تدل ، ما يلي :-
      من كانت بدعته من جنس بدعة المعتزلة أو الخوارج أو الرافضة الإمامية أو الزيدية أو من بدع النجاريه أو الجهمية أو الضرارية اوالمجسمة فهو من الأمة في بعض الأحكام وهو جواز دفنه في مقابر المسلمين وفي ألا يمنع حضه من الفيء إذا غزا مع المسلمين ، وفي ألا يمنع من الصلاة في المساجد 0
      وليس من الأمة في أحكام سواها ، وذلك أنه لا يجوز الصلاة عليه ولا خلفه ولا تحل ذبيحته ، ولا نكاحه لإمرأة سنيه ولا يحل للسني أن يتزوج المرأة منهم إذا كانت على اعتقادهم 0
      وهذا الكلام يدل على ما ذكرناه من أنه أخرج المسلمين من ملة الإسلام رغم انتمائهم إليها لأنه حكم عليهم بأحكام المشركين 0
      فقوله لا تجوز الصلاة عليهم ولا خلفهم دليل على اعتبارهم مشركين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :- " الصلاة جائزة خلف كل بار وفاجر وصلوا على كل بار وفاجر " وقال " الصلاة على أهل القبلة المقرين بالله ورسوله واليوم الآخر واجبة فمن تركها فقد كفر " وفي نسخة أنكرها بدل تركها ، رواهما الربيع بن حبيب .
      وبقوله لا تحل ذبيحتهم جعلهم أشد كفرا من أهل الكتاب وساوى بينهم والوثنيين والشيوعين لأن أهل الكتاب تحل ذبائحهم 0
      ويؤكد ذلك قوله : ولا يحل للسني أن يتزوج المرأة منهم ، لأن المسلم يباح له أن يتزوج الكتابية
      الإباضية عند البغدادي
      لقد سلك البغدادي في كتابته عن الاباضية مسلك الأشعري في التضليل وعدم الرجوع إلى مصادر الإباضية ، بل إنه اعتمد عليه كثيرا ، تارة ينقل نفس العبارة وتارة أخرى ببعض التصرف ومع هذا لم يذكر أنه نقل عنه 0
      يقول في كتابه الفرق بين الفرق " ص 103 " ما يلي :-
      أجمعت الاباضية على القول بإمامة عبدالله بن أباض ، وافترقت فيما بينها فرقا يجمعها القول بأن كفار هذه الأمة يعنون مخالفيهم من هذه الأمة ، براء من الشرك والإيمان ، وانهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار ، وأجازوا شهادتهم وحرموا دمائهم في السر واستحلوها في العلانية وصححوا مناكحتهم والتوراث منهم وزعموا أنهم في ذلك محاربون لله ورسوله لا يدينون دين الحق ، وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض والذي استحلوه الخيل والسلاح ، فأما الذهب والفضة فإنهم يردونها على أصحابها عند الغنيمة 0
      ثم افترقت الاباضية فيما بينها إلى أربع فرق وهي الحفصية والحارثية واليزيدية وأصحاب طاعة لا يراد بها الله 0
      مناقشة ما قاله :
      (1) أما قوله :- افترقت فيما بينها فرقا ، مجانب للصواب لعدة أسباب :
      أولا :- إن الإباضية لم تفترق لأن الفرقة تخرج عن الفرقة الأصل إذا خالفت في العقائد وليس في المسائل الاجتهادية وعقائد الإباضية ثابتة مدونة في كتبهم من قبل البغدادي والأشعري وإلى يومنا هذا لم تختلف بل ليس عندهم سلف وخلف كما عند غيرهم 0
      ثانيا :- إن الفرق التي ذكرها مجهولة لدى الإباضية تماما وليس لها ذكر ولا لعقائدها 0
      ثالثا :- إن هذه الفرق كما ذكرنا سابقا نسب إليها عقائد شرك ، إن كان لها وجود أصلا وما في كتب الاباضية مخالف لها تماما سواء الكتب القديمة أو الحديثة0
      (2) أما قوله :- يجمعها القول بأن كفار هذه الأمة يعنون مخالفيهم من الأمة براء من الشرك والأيمان ، فيه تضليل بسبب نسبة الكفر للمخالفين والحقيقة أن الإباضية يطلقون على العاصي كافر كفر نعمة وهو ما يسمى كفر دون كفر سواء كان العاصي مخالفا أو إباضيا ولا معنى لتخصيص المخالفين .
      والذي أخرج فرق المسلمين المخالفة لمذهبه من الإسلام هو لأنه حكم بعدم الصلاة عليهم وتحريم ذبائحهم كما ذكرناه سابقا 0
      (3) وأما قوله :- حرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلن قصد به التضليل أيضا لأن الإباضية لا يستحلون دماء المسلمين من أي فرقة بسبب خلافهم للإباضية لا في السر ولا في العلانية يقول العلاّمة السالمي :-
      وأول الفرض من تأصيله جمل ثلاثة فزت إن تستحضر الجملا
      وإن أتيت بها نطقا حفظت بها للنفس والمال والسبي بهاحظلا (1)
      ولكن الاباضية يقاتلون الباغي سواء كان من الاباضية أو من غيرهم ولا علاقة له بالمذهبية وهذا ما قصد به جواز قتلهم في العلن 0
      (4) وأما قوله :- وصححوا مناكحتهم والتوارث منهم ، وزعموا في ذلك أنهم محاربون لله ورسوله ، فنسبة القول بصحة التوارث والمناكحة صحيح ولكن هل أباحوا ذلك لأنهم محاربون الله ورسوله ؟! ما هذا إلا تضليل 0
      (5) وأما قوله :- استحلوا الخيل والسلاح ، فهذا غير صحيح
      يقول الإمام الشاري إبراهيم بن قيس الحضرمي :
      ولا هاربا ولىّ من الزحف مدبـرا ولا تغنـموا مـن مسلميـن غنائـمـا
      فإن حزتم من آلة الحرب منهــم سيوفا وأفـراسا ونـبلا كـرائـمــا
      فلا بأس أن تستكتموها لحربــهم إلى أن يزول الحـرب عنـهم تنادمـا
      ولا غرم في أوزارهم إن تحطمت لدى الحرب بل بعض يرى الغرم لازما (2)
      (6) وأما قوله :- وزعمت الاباضية كلها أن دار مخالفيهم من أهل مكة دار توحيد ، إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي عندهم 0
      هذا القول أيضا فيه تضليل ومجانبة للحق في نقطتين :-
      (أ) تخصيص المخالفين من أهل مكة ، فإن الإباضية يعتبرون أي بلاد ينطق أهلها بالشهادتين فهي دار توحيد ، من أي فرقة من الفرق الإسلامية كانت وأي بلاد 0
      (ب) قوله دار السلطان دار بغي ، لأن الإباضية يعتبرون دار السلطان العادل دار توحيد وعدل من أي فرقة إسلامية كان 0وإذا كان غير عادل فهي دار ظلم من أي فرقة كان 0
      وقد نقل البغدادي الأكاذيب الذي قال بها الأشعري ، منها :-
      (أ) عدم وجوب المشي للصلاة .
      (ب) استتابة مخالفيهم وإلا قتلوا .
      (ج) وقتل الزاني والسارق إذا لم يتوبا .
      وهذه كلها قد سبق تبيين عدم صحتها عن الاباضية
      وقد جاء بعموميات من القول لا أساس لها تركتها خوف الإطالة .
      والمهم أن البغدادي قد اعتبر الإباضية من الخوارج فرقة ضالة يجب أن يقال عنها فضائح وشنائع ليقذف بها بعيدا فهذا هدفه الذي ذكرهم من أجله
      ويدل على ذلك :-
      (1) ابتعاده عن ذكر أئمة الاباضية الحقيقيين مثل جابر بن زيد وأبو عبيده وغيرهم ، ونسبتهم إلى أئمة مجهولين تبعا للأشعري 0
      (2) تجاهله لعقائد الاباضية ، وذكر الأكاذيب والأقوال المبهمة بدلها ليسلك بالاباضية نفس الطريق المظلم الذي سلكه الأشعري ، وإلا فالبغدادي كان يعيش في القرنين الرابع والخامس توالى قبل عهده عدة أئمة في عمان واليمن والمغرب
      (3) بالإضافة إلى دعوته للفرقة وإيقاد الفتنة وشق الصفوف حيث دعى إلى عدم زواج المسلمين من بعضهم البعض وعدم الصلاة خلف بعضهم وعدم أكل ذبائحهم 0
      أيها القـادح فيـنا أقصـر أتدر ماذا قلت أم لم تشعر
      قدحت في مذهب أهل الحق ويحك أغضبت إله الخلق
      فما الإباضيـون إلا عـلما لخلفاء الحق منا فاعلمـا (1)


      يتبع .............

      تعليق


      • #4
        أبو المظفر الأسفراييني والإباضية
        من علماء القرن الخامس الهجري ، كتب عن الفرق الإسلامية في كتابه " التبصير " والقارئ لهذا الكتاب يلاحظ أنه صورة من كتاب البغدادي في عنفه وتهجمه على الفرق الإسلامية .
        ويلاحظ انسياقه خلف الكتاب السابقين بنقل أكاذيب من غير تمحيص ، وقد لاحظ محقق الكتاب محمد الكوثر ملاحظتين هي العنف وعدم عزو الأقوال .
        فذكر عن الإباضية أنهم يستبيحون دماء مخالفيهم في العلانية ،وأنهم يستحلون بعض غنائم مخالفيهم ويحرمون بعضها فيستحلون السلاح والخيل وقد ذكر الفرق السابقة التي نسبها الأشعري إلى الإباضية وكذلك البغدادي وعقائدهم الفاسدة 0
        وقد عرض لمسرحية بيع الجارية التي استخرج منها أئمة فرق وتكفير ولكنه اختصرها 0
        وهذه كلها أكاذيب قيلت عن الاباضية وبينت سابقا كذبها ومخالفتها لما في كتب الاباضية القديمة والحديثة مما يدل أن المؤلف لم يثبت شيئا مما قاله وربما حقده وبغضه لهذه المذهب دفعه لذلك ، ولكن الله يقول :- "ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على إلا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " المائدة 8
        وربما أنه جرى خلف السياسة حيث أننا نراه يتهجم تهجما شديدا على الفرق المعادية للظالمين ويفتخر بالملوك الظالمين مما يدل على أن الهوى يسوقه وليس الحق
        ومن هنا تعرف أن الأهوا تقودهم للحق حين يروى
        يقول في كتابه "التبصير" ص 176(1) وهو يعد مآثر أهل السنة 0
        وأما أنواع الاجتهادات الفعلية التي مدارها على أهل السنة والجماعة في بلاد الإسلام فمشهورة مذكورة مثل المساجد والرباطات المثبتة في بلاد أهل السنة ، إما في أيام بني أمية وإما في أيام بني العباس مثل مسجد دمشق المبني في أيام الوليد بن عبدالملك وكان سنيا قتل في أيامه ما شاء الله من الخوارج والروافض
        نستنتج من هذه الجمل ما يلي :-
        (1) تمجيده للظلمة مما يؤكد اتباعه هواه .
        (2) قوله :- " وكان سنيا قتل في أيامه ما شاء الله من الخوارج والروافض "
        يدل دلالة واضحة بأن تسميه المذاهب الأربعة " أهل السنة " ليس نسبة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الوليد توفي سنة 96 والمذاهب التي يطلق عليها لفظ أهل السنة لم توجد بعد فأبو حنيفة كان غلاما ومالك كان ابن سنة واحدة ، أما الشافعي وأحمد فلم يولدا بعد .
        وليس قتل المسلمين اتباعا للسنة ،
        أبو الفتح الشهر ستاني والإباضية
        كان من علماء النصف الأول من القرن السادس الهجري ويعتبر الكثيرون كتابه " الملل والنحل " من أهم المراجع ويعتمدون عليه كمصدر ثابت لا يناقش ، فلنرى هل استطاع تجنب الأخطاء الذي وقع فيها غيره ؟
        يقول في ص 6 : وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم من غير تعصب لهم ولا كسر عليهم ، دون أن أبين صحيحه من فاسده وأعين حقه من باطلة 0
        وللأسف أنه لم يوف بشروطه ، يقول الشيخ علي يحيى معمر " ومن مقدمة الكتاب جرد سيفه وجعل ينظم صفوف الفرق ويصفها طوابير طويلة تمتد جذورها في أعماق التاريخ من عصره إلى عهد إبليس ، متخذة في كل عصر مظهرا مناسبا من موقف إبليس إلى موقف المشركين والمنافقين إلى موقف الفرق الضالة ، ويحاول ربط العلائق الوثيقة بين هذه الفرق الضالة وأسلافها في نظره من المنافقين أو الشياطين 0
        كما أنه لم يوف بشروطه في نقل عقائد المذاهب من كتبهم على الأقل بالنسبة للاباضية 0
        حيث قال في الجزء الأول ص 212 :
        " إن عبدالله بن أباض خرج في عهد مروان بن محمد وقتل بثبالة ".
        وهذا خطأ لأن عبدالله بن أباض كان في زمن عبدالملك بن مروان ومكاتباته له موجودة ، وقد توفي في أواخر أيام عبدالملك 0
        وقد نسب إلى الإباضية ما قال به سابقوه من استحلال غنيمة السلاح ، وإن دار السلطان دار بغي وهذا لم يصح عن الإباضية كما بينت ذلك
        فعدم ذكر عقائد الاباضية الصحيحة وذكر ما تناقلته كتب المقالات دليل على أنه لم يرجع إلى كتب الإباضية . (1)
        ولكن الذي يستحق عليه الثناء أنه لم يذكر مسرحية الأمة وحسب الفرق المزعومة من الاباضية كالحفصية واليزيدية والحارثية فرقا مستقلة ، وهذا يعتبر في حد ذاته ردا على كتّاب المقالات 0
        الأستاذ الغوابي والإباضية
        هو مؤلف كتاب " تاريخ الفرق الإسلامية " بذل في كتابته جهدا مشكورا ليظهر بمظهر الاعتدال وعدم التعصب وحاول جمع الفرق على صعيد المحبة ولكن بسبب اعتماده على كتب المقالات وثقته بهم لم يسلم من الانزلاقات ، فمعظم ما كتبه مجانب للواقع ، بل اعتمد في بعض الأحيان على المستشرقين وكان الأولى أن يتبع الحقيقة من أصولها فيكتب عن كل فرقة من كتبها .
        حاول أن لا ينساق مع التيار وأن يعمل بوعي ولكن مصادره حيرته 0
        فعند عرضه لحركة الخوارج في التاريخ حسب مصادره السابقة ، ذكر أن أهل النهروان قتلوا جميعا ولم ينج منهم إلا تسعة أشخاص من أربعة آلاف وإن الأربعة آلاف لم يستطيعوا أن يقتلوا من عدوهم إلا تسعة أشخاص كأنهم مقيدون وأولئك التسعة تفرقوا في البلاد ولا شك على هذا الحال لا تقوم لهم قائمة 0
        ولكنه فوجئ وهو يستعرض أحداث التاريخ بأن العصر الأموي ابتدأ من معاوية كان مشحونا بحركة دائبة للخوارج فلم يظهر له كيف يربط الصلة ، فحاول أن يقدم حلا بأن يجعل المحكمة سلفا للخوارج ، ولكنه وجد أن المحكمة حسب مصادره انتهت في 37 هجري وحركة الخوارج بقيادة الأزارقة والنجدات بدأت في أربعة وستين للهجرة كما يرى الغوابي ، إذن هناك انفصام تأريخي عملي بين المحكمة والخوارج 0
        وعندما استعرض مبادئ الخوارج وأفكارهم وجد مصادره ترميهم بالشذوذ والتشدد وضئالة الفهم ، فلما استعرض فرقة الاباضية التي يعتبرها من الخوارج حسب مصادره لم يجد فيها تلك الصورة الشرسة البغيضة التي ترسم عن الخوارج فوقف وقفته الثانية من التأمل والتفكير ومصادره لا تقدم له الحل فوضع فرضية أن الخوارج هم سلف الاباضية ، والاباضية هم الخلف ، ثم جعل هذه الفرضية حقيقة بني عليها بحثه فيما بقي .
        وهذا مجانب للحقيقة من وجوه :-
        (1) ليس للإباضية سلف وخلف فالإباضية مواقفهم ثابتة في الكتب التي ألفت منذ القرون الأولى والى يومنا هذا ، وسير الأئمة الذين بويعوا بالإمامة في عمان والمغرب والذين ذكرتهم سابقا موجودة وشاهدة بذلك 0
        (2) تكاد تجمع كتب التاريخ أن نافع بن الأزرق هو الذي حكم بالشرك على مخالفيهم ، وأسقط عنهم حقوق المسلمين وكذلك تكاد تجمع على أن عبدالله بن أباض من أوائل من رد على نافع هذا رأيه 0
        (3) إن سلف الاباضية هو جابر بن زيد وعبد الله بن إباض وجعفر بن السماك العبدي وصحار بن العباس العبدي وليس فوقهم إلا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0(1)
        ومن الانزلاقات التي أوقعته فيها مصادره هو متابعة تلك الأقوال المنسوبة إلى الإباضية ، فذكر نفس الفرق التي ذكرها من قبله وغيره وذكر الأقوال مثل جواز غنيمة السلاح 0
        وعلى كل حال فهو يشكر على محاولته اتباع الحقيقة وإن أبعدته عن ذلك مصادره 0
        مع الأستاذ عبدالقادر شيبة الحمد
        هو مؤلف كتاب " الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة " والكتاب مقرر على طلاب الشهادة العالية بكلتي الشريعة وأصول الدين والأستاذ مدرس بجامعة المدينة المنورة ، ويلقي دروسا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم 0
        كانت الظروف مهيأة له لو أراد أن يدعوا إلى وحدة الكلمة ولم الشمل وكان من اليسير عليه أن يتصل بعلماء الفرق وهم يتوافدون على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما يريد هو كتابته ولكن كراهيته للفرق المخالفة لمذهبه جعلته لا يعطيها اهتماما ، فرق الإباضية إلى سبع فرق وقال إن عبدالله بن أباض خرج زمن مروان بن محمد وأنه رجع إلى الثعالبة (1)
        وهذه كلها غير صحيحة بينت عدم صحتها سابقا 0
        لخص مبادئ الإباضية في خمس نقاط بعضها غير صحيح ، وكأنّ الإباضية ليس لديهم من الدين إلا النزر اليسير .
        ولو ألقى نظرة بسيطة إلى تآليف الإباضية لوجد منها ما يصل إلى تسعين مجلد مثل قاموس الشريعة ومنها سبعون مجلد ومنها خمسون مجلد ومنها مخصصة في أصول الدين وبعضها في أصول الفقه 0
        ولكن ذكر هذه النقاط القليلة يشوه سمعة الإباضية .
        يتبع ..............

        تعليق


        • #5
          مع عبد العزيز بن محمد عبد اللطيف
          كاتب معاصر ألف كتيّبه الصغير المسمى " الإباضية " متضمنا 16 صفحة من الحجم الصغير ونشره في سنة 1412 هجري ، محشي بالتضليل ومخالفة الواقع سالكا طريق المغرورين بمذهبهم والذين لا يرون الحق إلا فيما قالوه وكأنه قرآن منزل وما عداه زيغ وضلال متهجمين على الفرق الإسلامية 0
          (1) يقول في ص5 " لا شك أن الإباضية شرذمة قليلون "
          ولسان حاله يقول " وإنهم لنا لغائضون " فنراه استخدم لهجة فرعون وهذا يكفي للرد عليه لأن القليلين هم قوم موسى والكثيرين هم قوم فرعون 0
          (2) وفي نفس الصفحة يقول :- " وأمر آخر جعلني أهتم بهم وهو دعوى علماء الإباضية أنهم ليسوا من الخوارج واتهامهم لكتّاب الفرق بالتحامل عليهم 0
          أما كون الإباضية ليسوا من الخوارج فسأوضح ذلك في باب " إلصاق الإباضية بالخوارج " وأما إن كان يريد تصديق كتّاب المقالات وتكذيب الإباضية فليأت بدليل على صدق ما قاله كتّاب المقالات ، وكتب الإباضية موجودة ، فليأت بالفرق التي ذكروها أو العقائد المنسوبة إلى الإباضية 0
          (3) وذكر في ص6 أنهم لا يريدون مناظرة مع الإباضية وقال: إن المناظرة توقع الناس في شكوك وشبهات 0
          صحيح ذلك ولكن هذه الشكوك ستقع ليس في الحق وإنما على المذهب الذي لا يسير على بينة واضحة ، فالحق ليس محتاجا إلى مناصرة بالإخفاء لأن الله تكفل بإحقاقه ، ولا يكون ذلك بإخافئه0
          وإذا كانت المناظرة لا تصلح لإظهار الحق فهل يظهر الحق بالافتراءات والتضليل المتتابع على المذاهب الأخرى من غير بينة بل بدعوى مجردة باتباع الحق من غير إيضاح والاعتماد على ما قيل على أن هذه الفرق ضالة وتلك على حق ، أو الاعتماد قول من قال أن الكثرة لا يمكن أن تكون على باطل غير متدبرا آيات القرآن التي تذم الكثرة وتمدح القلة والتي تعد بالعشرات 0
          (4) يقول في ص7 " أخبرني بعض الثقاة أن أحدا من طلبة العلم المغمورين من أبناء السنة قد ناقش المفتي الخليلي في بعض مسائل الاعتقاد وأدحض شبهه وأظهر الحق أمامه حتى بهت " 0
          ربما هذا الطالب صار أعلم من الذي امتنعوا عن المناظرة وأنا لا أوبخ العلماء بل أحترمهم لعلمهم ولكن أوبخ من ينشر الكذب والافتراءات على العلماء بل على فرق إسلامية بأكملها ، وأقول له إننا لا نعمل في الخفاء فالله أمر بإظهار الدين وليس بإخفائه والدعوة مفتوحة لتظهر ما تقول 0 لو كان حقا صريحا ما تروجه ما كنت بالحق هيابا ومستترا
          (5) ويقول في ص7 أيضا فهم أصحاب عبدالله بن أباض الذي خرج أيام مروان بن محمد 0
          وقوله هذا يكذبه بنفسه ص13 حيث يقول " إن عبدالله بن إباض يعتبر نفسه امتدادا للمحكمة الأولى كما في الرسالة التي بعثها إلى عبدالملك بن مروان " ، فإذا كان خروجه زمن مروان بن محمد فكيف يبعث رسالة لمن كان قبله ؟!! .
          (6) ونراه في ص8 يعيش في ضلال قديم ، حيث ذكر الفرق المزعومة للاباضية الحفصية واليزيدية والحارثية وقد بينت كذب هذه الادعاءات وبين كذب نسبة هذه الفرق إلى الإباضية قبلي الشيخ علي يحيى معمّر في كتابه " الإباضية بين الفرق الإسلامية " ولكن أمثال هؤلاء لا يتحرّون الصدق وإنما يتحرون الكذب .
          (7) وقد قال في ص 10 " ويعطلون السنة النبوية ، بحديث جاء في مسند الإمام الربيع " إنكم ستختلفون من بعدي ، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني " .
          إذا كان رد السنة النبوية على القرآن تعطيل فماذا يقول في قول عمر بن الخطاب في حديث فاطمة بنت قيس " لا أدع قول ربي لقول امرأة لا أدري أحفظت أم نسيت ، وعائشة أم المؤمنين في حديث عذاب الميت ببكاء أهله احتجت في رد الحديث بقوله تعالى " ولا تزر وازرة وزر أخرى " هل عطلا السنة ؟!!قال ابن القيم في "المنار المنبف" وللحديث الموضوع علامات منها مخالفة الحديث لصريح القرآن. (1) ويقول نور الدين السالمي في شرحه لهذا الحديث ( قوله " فماوافقه فعني" وهذا فيما وقع فيه الاختلاف بين الأمة بدليل قوله " إنكم ستختلفون من بعدي " أما المتفق عليه أنه عنه صلى الله عليه وسلم فلا يحتاج إلى عرض ، بل يجب العمل به وإن خالف ظاهر الكتاب ، لأنه إما ناسخ أو مخصص00 إلى آخره ) (1)
          (8) وفي ص 11 يقول " ويجهلون الأحاديث الصحيحة ويمتطون التأويل المتعسف فيحرفون الكلم عن مواضعه " ويحتج في ذلك بتفسير الشيخ سالم بن حمود السمائلي " يقول السمائلي " وحديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق) ثم تاب فالزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة للتائب من الذنب فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
          وفي الحقيقة أن هذا التأويل الذي انتقده يتفق مع قول الله تعالى : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " طه 82 وأين هذا المضلل من الأحاديث التي تتوعد من يأكل أموال الناس بالنار ولو كان قليلا ، فكيف أحد يسرق من أموال الناس ما يشاء ويدخل الجنة من غير توبة ؟!!
          (9) ويقول في صفحة 12 في رده على السمائلي " وقوله عن حديث من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " إذا مات غير مقترف لإثم دخل الجنة " وصف هذا التأويل بأنه فاسد ومظلم .
          ولعل هذا المضلل يريد أن التأويل المشرق هو أن الشرك هو السبب الوحيد الذي يدخل النار متعاميا عن الآيات والأحاديث الكثيرة في الكبائر الأخرى التي تدخل النار .
          (10) وفي ص 16 ينصح الإباضية أن يتجردوا بالدليل وأن يتخلوا عن ربقة التعصب والتقليد للآباء .
          إن التقليد الذي وصف به الإباضية ليس هو إلا تقليد لمن قالوا ذلك قبله ونقل أشياء لا حقيقة لها قيلت من ألف عام ، وإلا فليأتنا بمسألة واحدة عن الإباضية لا تستند إلى الكتاب والسنة .
          لا يزال الحق فينا مذهبا رضي الخصم علينا أم أبى
          مع أحد الكتاب المعاصرين
          قال سماحة الشيخ أحمد الخليلي ( أن أحد الكاتبين كتب تعليقا على كتاب عماني في الأنساب ، جاء فيه ذكر بني سليمة ، وإن منهم الإمام الشاري أبا حمزة المختار بن عوف الذي عرفه الإمام مالك ، كتب هذا الكاتب تعليقا على هذا الكلام قال : " نعم لقد عرف الإمام مالك أبا حمزة باغيا ضالا عن سبيل المؤمنين ، حين هاجم الحرمين الشريفين خارجا على الدولة الإسلامية" ورد سماحته على هذا الكاتب يقوله:
          أي إنصاف في كلام هذا الكاتب الذي كتب عن أبي حمزة !! ، ووصفه بالخروج على الدولة الإسلامية والضلال والإضلال !! ، مع أن أبا حمزة لم يخرج إلا على البغي والضلال ، ولم يقاوم إلا الباطل وهذا القائل يعني بالدولة الإسلامية بني أمية التي انتهكت حرمة الكعبة المشرفة فقصفتها بالمنجنيق ، والله تعالى حرم القتال حول المسجد الحرام ، والدولة الأموية هي التي قتلت سبط رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ الحسين بن علي ، وهي التي استباحت حرم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ثلاث أيام بالمدينة المنورة ، وكانت وقعة الحرة التاريخية التي قتل فيها أكثر من عشرة آلاف من أصحاب النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ولم يبق بعدها بدري واحد ، وقد قيل أنه حمل في هذه الوقعة 300 من الأبكار من أهل المدينة بسبب معرة الجيش الأموي ، فهل من الممكن أن توصف أنها متمسكة بالإسلام ؟! ، وإن من خرج عليها ضال مضل ، وإنه أحق أن يوصف بالبغي ؟! ، ومتى هاجم أبو حمزة الحرمين الشريفين ؟! ، إن أبا حمزة لم يقاتل في الحرمين الشريفين ، ولكنه قاتل في قديد لما اعترضه أهل المدينة وحاول أن يقنعهم أن يرجعوا عنه ، ولكنهم أبوا الرجوع ، ثم قال لأصحابه :- " كفوا عنهم ولا تبدءوهم بالقتال حتى يبدءوكم " ، ولما رموا أصحابه بسهامهم وأصاب بعضها بعضا من رجاله قال لأصحابه :- " دونكم الآن فقد حل قتالهم " 0
          وقد كان تاريخه كله مثالا للاستقامة والنزاهة والبعد عن المؤثرات النفسية ، وكان أكثر ما يكون بعدا عن الانتقام للنفس أو لأصحابه كما شهد التاريخ بذلك ، كما جاء في كتاب البلاذري في " فتوحات البلدان " ، وكتاب " الأغاني " ، لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب " مختارات الأغاني " ، لابن منظور ، وهذه الكتب كلها ليست عن الإباضية ، فكيف يوصف الإباضية بعد ذلك بالضلال ؟!! .
          عندما خرج قائد بني أمية ابن عطية ليقاتل الإباضية الذين كانوا تحت لواء أبي حمزة الشاري بالمدينة المنورة ، منع أبو حمزة أصحابه من قتالهم حتى يقيم الحجة على ابن عطية ، قال له ماذا تصنعون بكتاب الله ؟ فأجابه أبن عطية نضعه في الجوالق ، قال له :- وماذا تصنعون باليتيم ؟ فأجابه نأكل ماله ونفجر بأمه !! فهل الإسلام يقتضي أن يوضع كتاب الله في الجوالق ؟! ، وأن يؤكل مال اليتيم ويفجر بأمه ؟! وهل الإسلام يقتضي أن من التزم طريق الحق وعمل بكتاب الله وسنة رسوله – عليه أفضل الصلاة والسلام – يعتبر من المارقين الخارجين عن هذا الدين الحنيف حتى يوصف أبو حمزة بأنه ضال مضل خارج عن الدولة الإسلامية .(1)
          انتهى وبحمد الله..

          تعليق


          • #6



            قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

            ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة


            من هي الفرقة الناجية


            مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى

            تعليق


            • #7



              قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

              اني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلو كتاب الله وعترتي اهل بيتي



              فليسئل كل مسلم او من ادعى الاسلام
              هل ركب سفينة النجاة

              وهل هو متبع لاهل البيت

              من دون ما قال فيه وقيل

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ابن ميسان1985



                قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

                ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة


                من هي الفرقة الناجية


                مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى

                أخونا العزيز أنت وين وأحنا وين المقصود من الموضوع أن كتاب التاريخ أفترو على الإباضيه بالكذب والتدليس .. فهل بعد هذا نصدق ما ينقله هؤلاء الكتاب ..

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة المسيب
                  السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم ..


                  لباب الأول


                  أسباب التعصب ضد الإباضية


                  ثانيا : كون الإباضية متفقين مع الخوارج في الخروج عن علي – كرم الله وجهه – بسبب عدم قبول التحكيم سهّل إلصاقهم بالخوارج .ومروق الخوارج من الدين سهل الافتراء على الإباضية .




                  ما هو سبب تسمية الخوارج بالخوارج؟؟؟

                  تعليق


                  • #10

                    يرفع !!!!

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبد للزهراء
                      ما هو سبب تسمية الخوارج بالخوارج؟؟؟
                      نطلب منك أولا طلبا هل تعترف بافتراء كتاب المقالات على الاباضيه اولا ؟ واذا كنت لا تعترف فتفضل اثبت ان الاباضيه خوارج ؟
                      نجيب على سؤالك . يا أخونا الكريم الخوارج ظهروا بعد ذلك وهم الأزارقه والصفريه الذين كفروا الناس واستحلو دماء اهل القبله لذلك سمو بالخوارج وهؤلاء كانو مؤيدين لأهل النهروان وبما ان الاباضيه ايضا مؤيدين لأهل النهروان خلط كتاب المريخ < التاريخ > بين الخوارج الازارقه والصفريه والاباضيه وهم متعمدين في ذلك فالخوارج يتفقو مع الاباضيه في امرين مهمين وهما رفض التحكيم وان الخلافه ليست لقريش خاصه بل لكل من وجدت فيه شروط الامام عربيا كان او اعجميا ولكن اذا تساوت الشروط فالعربي اولى بها هل هناك ديمقراطيه افضل من هذه .؟ ابحث في كل المذاهب لن تجد هذه الميزه الا عند اهل الحق والاستقامه وطبقوها بالفعل فالدوله الرستميه الاباضيه كانو أأمتها عجم من الفرس أبناء رستم .. مع العلم أن أهل النهروان ليسو خوارج وهناك أدله كثيرة تثبت ذلك ..

                      تعليق


                      • #12
                        أخونا العزيز أنت وين وأحنا وين المقصود من الموضوع أن كتاب التاريخ أفترو على الإباضيه بالكذب والتدليس .. فهل بعد هذا نصدق ما ينقله هؤلاء الكتاب ..

                        مشاركتي تدل على بطلان المذاهب سوى مذهب اهل البيت عليهم السلام
                        وهذا حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
                        بعد لا انت وين ولا انا وين
                        ولا تتعب نفسك بمذهب اخر
                        حياك الله

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة المسيب
                          نطلب منك أولا طلبا هل تعترف بافتراء كتاب المقالات على الاباضيه اولا ؟ واذا كنت لا تعترف فتفضل اثبت ان الاباضيه خوارج ؟
                          نجيب على سؤالك . يا أخونا الكريم الخوارج ظهروا بعد ذلك وهم الأزارقه والصفريه الذين كفروا الناس واستحلو دماء اهل القبله لذلك سمو بالخوارج وهؤلاء كانو مؤيدين لأهل النهروان وبما ان الاباضيه ايضا مؤيدين لأهل النهروان خلط كتاب المريخ < التاريخ > بين الخوارج الازارقه والصفريه والاباضيه وهم متعمدين في ذلك فالخوارج يتفقو مع الاباضيه في امرين مهمين وهما رفض التحكيم وان الخلافه ليست لقريش خاصه بل لكل من وجدت فيه شروط الامام عربيا كان او اعجميا ولكن اذا تساوت الشروط فالعربي اولى بها هل هناك ديمقراطيه افضل من هذه .؟ ابحث في كل المذاهب لن تجد هذه الميزه الا عند اهل الحق والاستقامه وطبقوها بالفعل فالدوله الرستميه الاباضيه كانو أأمتها عجم من الفرس أبناء رستم .. مع العلم أن أهل النهروان ليسو خوارج وهناك أدله كثيرة تثبت ذلك ..

                          طبعاً زميلنا الخارجي لا يفيدك

                          نفيك أن اهل النهروان خوارج

                          فلن نعتمد قول شخص لا نعلم

                          من هو يكتب من خلف الشاشه

                          وندع قول العلماء الذين اثبتوا

                          ذلك ، ويكفينا قول رسول الله

                          صلى الله عليه وآله لهم انهم

                          مارقين .

                          وأما أعترافك أنكم تتفقون مع الخوارج

                          في الخروج عن الإمام علي عليه السلام

                          فيكفي الأتفاق في أصل القضية.

                          من فمك أدينك!!!

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة عبد للزهراء

                            طبعاً زميلنا الخارجي لا يفيدك

                            نفيك أن اهل النهروان خوارج

                            فلن نعتمد قول شخص لا نعلم

                            من هو يكتب من خلف الشاشه

                            وندع قول العلماء الذين اثبتوا

                            ذلك ، ويكفينا قول رسول الله

                            صلى الله عليه وآله لهم انهم

                            مارقين .

                            وأما أعترافك أنكم تتفقون مع الخوارج

                            في الخروج عن الإمام علي عليه السلام

                            فيكفي الأتفاق في أصل القضية.

                            من فمك أدينك!!!
                            قول العلماء أضحكتني والله هل تقصد كتاب المريخ ؟؟ قال علماء قال فقد بان كذبهم وتدليسهم بحق الاباضيه أفلا يكذبون على أهل النهروان من قبل كيف يكونون خوارج مارقين وابن عباس الذي ارسله الامام علي لحوارهم رفض قتال اهل النهروان مع ان ابن عباس مشارك في حرب صفين والجمل فلماذا ابتعد عن حرب النهروان الخوارج المارقين كما تسميهم الذين قال النبي عن قتال الخوارج طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه .. هل من المعقول يترك ابن عباس هذا الفضل العظيم ؟؟ وابن عباس اقتنع بحجج اهل النهروان لذلك رفض قتالهم وقال لا أقاتل قوم خصموني في الدنيا وفي الآخره علي أخصم .. على فكرة اذا كنت لا تعرف فاعرف ان قاتل عبدالله بن خباب كان في جيش الامام علي يقاتل ضد اهل النهروان ..


                            وكما قال الشيخ البهلاني في النهروانيه
                            جزى اللّه أهل النهروان رضاءه وما فوق مرضاة الاله أجور
                            كما جاهدوا في اللّه حق جهاده وقاموا بما يرضى وفيه أبيروا
                            وماتوا كراماً قانتين وكلهم على الموت صبار هناك شكور
                            شراة سراة لا يخط غبارهم وإن أبلحت فوق الأمور أمور
                            إذا انتهكت من دين الاسلام حرمة فليس لهم عيش هناك قرير
                            كرام شداد الغار ي ذات ربهم على كل حال والمحب غيور
                            نفوسهم حيث ابتلوا وجه ربهم قرابين منهم قدمت ونذور
                            ندين لوجه اللّه طوعاً بحبهم وما شنآن الملحدين مضير
                            هم القوم بلتهم مخافة ربهم ودارت عليهم أبطن وظهور
                            فلا بارح الروح الالهي ربعهم ولا فارقتهم رحمة وحبور
                            واخوانهم أهل النخيلة بعدهم واتباعهم حتى يقوم نشور
                            ولا زال منهل السلام عليهم ترادف آصال به وبكور
                            وأدخلهم دار السلام إلههم جميعاً عليهم نضرة وسرور


                            وهذا جواب للذين لايعرفون الحقائق وياخذون الامور بمنحنى واحد ويفسرون الامور على هواهم
                            وكما قال الشيخ الشاعر الكبير البهلاني

                            قتلتم جنودا حكموا الله لا سوى
                            وقالوا علي لا سواه أمير

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة المسيب
                              قول العلماء أضحكتني والله هل تقصد كتاب المريخ ؟؟ قال علماء قال فقد بان كذبهم وتدليسهم بحق الاباضيه أفلا يكذبون على أهل النهروان من قبل كيف يكونون خوارج مارقين وابن عباس الذي ارسله الامام علي لحوارهم رفض قتال اهل النهروان مع ان ابن عباس مشارك في حرب صفين والجمل فلماذا ابتعد عن حرب النهروان الخوارج المارقين كما تسميهم الذين قال النبي عن قتال الخوارج طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه .. هل من المعقول يترك ابن عباس هذا الفضل العظيم ؟؟ وابن عباس اقتنع بحجج اهل النهروان لذلك رفض قتالهم وقال لا أقاتل قوم خصموني في الدنيا وفي الآخره علي أخصم .. على فكرة اذا كنت لا تعرف فاعرف ان قاتل عبدالله بن خباب كان في جيش الامام علي يقاتل ضد اهل النهروان ..


                              وكما قال الشيخ البهلاني في النهروانيه
                              جزى اللّه أهل النهروان رضاءه وما فوق مرضاة الاله أجور
                              كما جاهدوا في اللّه حق جهاده وقاموا بما يرضى وفيه أبيروا
                              وماتوا كراماً قانتين وكلهم على الموت صبار هناك شكور
                              شراة سراة لا يخط غبارهم وإن أبلحت فوق الأمور أمور
                              إذا انتهكت من دين الاسلام حرمة فليس لهم عيش هناك قرير
                              كرام شداد الغار ي ذات ربهم على كل حال والمحب غيور
                              نفوسهم حيث ابتلوا وجه ربهم قرابين منهم قدمت ونذور
                              ندين لوجه اللّه طوعاً بحبهم وما شنآن الملحدين مضير
                              هم القوم بلتهم مخافة ربهم ودارت عليهم أبطن وظهور
                              فلا بارح الروح الالهي ربعهم ولا فارقتهم رحمة وحبور
                              واخوانهم أهل النخيلة بعدهم واتباعهم حتى يقوم نشور
                              ولا زال منهل السلام عليهم ترادف آصال به وبكور
                              وأدخلهم دار السلام إلههم جميعاً عليهم نضرة وسرور


                              وهذا جواب للذين لايعرفون الحقائق وياخذون الامور بمنحنى واحد ويفسرون الامور على هواهم
                              وكما قال الشيخ الشاعر الكبير البهلاني

                              قتلتم جنودا حكموا الله لا سوى
                              وقالوا علي لا سواه أمير

                              طبعاً زميلنا الخارجي لن أحاورك في صحة

                              ما نسبته لأبن عباس من عدمه ، بل سأتنزل

                              وأفترض صحته ، ومع أفتراض صحته أقول

                              لك من أبن عباس وغير أبن عباس ليكون

                              رأيه حكم على رأي أمير المؤمنين وخليفة

                              رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتريدني

                              أقدم رأيه على رأي علي عليه السلام .

                              قلت لك ولا يحتاج الموضوع للف والدوران

                              يكفي أعترافك بأشتراككم مع الخوارج في

                              الخروج على علي عليه السلام لتكونون فرقة

                              منهم .

                              من فمك أدينك!!!

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                              ردود 2
                              13 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X