بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولعنة الله على أعداء محمد وآل محمد حتى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل إليكم موضوع أثَّر بي منذ طفولتي عندما كنت أقرؤه في مقاعد الدراسة في كتاب القراءة العربية في مدينتي بيروت .
دخلت علينا الآنسة سلمى وهي أستاذة مسيحية تدرسنا العربية في صف الخامس إبتدائي وكانت في تلك اللحظات نشيطة نشاط لم نعهده منها وهي تٌسَرِّح شعرها بأصابع يديها لتعلن لنا بأن درس القراءة العربية لهذا اليوم هو من العِبَر والمواضيع التي تعيدك إلى ذلك الزمن الجميل .
وما علاقتي أنا بالزمن الجميل وأنا إبن العاشرة والحرب الأهلية اللبنانية تطرق أبوابنا وأنا ولد صغير لا يعلم شيء عن ذكريات الكبار .
فابتسَمت المُدَرِّسة قليلاً وكأنها علمت ماذا يجول في خاطري وقالت بأنه سيأتي يوماً وترددون إسمع يا رضا ألعابنا احسن من ألعابكم .
بالمختصر فهذا عنوان لكتاب إسمه إسمع يا رضا لكاتبه اللبناني أنيس فريحة وعنوان درسنا كما قالت المُدَرِّسة سلمى بأنه مُقتطَف من كتاب ذلك الأديب اللبناني أنيس فريحة .
فاهتمينا لإهتمام المُدَرِّسة سلمى لهذا الدرس إلى أن علمت زبدته بعد حين .
وجاء النص المقروء بهذا السياق :
اسمع يا رضا .
عندما اقول لك ان العابنا احسن فلست اقصد هذه الدمى التي نشتريها لكم قبل الميلاد .هذه دمى لم نرها ولم نحلم بها .انتم اغنى بهذه الدمى ولست اقصد هذه التشابيه للسيارات والقطارات والمراكب ... ولست اقصد هذه التماثيل للحيوانات : القطط من كل الاشكال والالوان ,الكلاب من كل الاجناس والاحجام . دببة ... زواحف ... طيور ... لا لست اقصد هذه , فانكم بها اغنى منا هذه لعب لم نرها ولم نحلم بها .
انا كنت اشير الى الالعاب التي كنا نستعمل فيها ايدينا وارجلنا وحناجرنا وقلوبنا ,كنت اشير الى العاب الساحة , العاب القفز والنط , العاب الحرب والضرب , العاب الجلد ( الصبر ) , العاب التي لم يكن لها ثمن , التي لم ينفق الوالد عليها متليكا" ( عملة تركية قديمة ) واحدا" .
هذه الالعاب احسن من العابكم واكثر بهجة . العابنا اليوم تدوم وتنتقل من جيل الى جيل اما العابكم فتبيعونها بعد انقضاء عيد الميلاد .
في اليابان وفي اميركا والمانيا ... ناس يصنعون لكم الالعاب والدمى والتماثيل فيربحون الملايين . هؤلاء قالوا لاباءكم ان هذه الالعاب تقوي الدماغ وهذه الدمى تنمّي الخيال وهذه التماثيل تولد فيكم العبقرية .وصدّق آباؤكم ومعلموكم ولكنهم سيكتشفون قريبا ان لم يكونوا قد اكتشفوا ان هذه الدمى تضعف الركب وتنمي الخيال ولكنها توهن السواعد وهذه التماثيل تولد فيكم العبقرية ولكنها تفقدكم الشهية والنهم .ان العابنا كانت تقوي الركب وتفتل السواعد وتبعث فينا الشهية .
تلعبون الآن وعيون المعلمين والانهات ترعاكم : يا حارس ! اوعا . اعط بالك . لا تقفز . لا تخاطر ... اما نحن كنا نلعب في الوعر , في البورة , في الساحة , ... . كنا حقا نلعب : بركبنا , وبسواعدنا و وبصدورنا , وبحناجرنا فكانت ركبنا وصدورنا وسواعدنا افضل من ركبكم وسواعدكم وحناجركم .
صدقني اذا قلت لك ان العابنا احسن من العابكم .
لا أدري لماذا كتبت هذا الموضوع ولكن هل أصبح أولادنا هم مستهلكون لعالم الغرب .
بل جعلوا أولادنا عبيداً للتلفاز
ولبرامجه المسيئة لبيئة الأطفال بل مسيئة أيضاً لبيئة الكبار .
ألعابهم أجمل من ألعابنا وألعابنا أجمل من ألعاب أولادنا
ألعابهم كان فيها المتعة والفرح والقوة والطبيعة
وأما ألعابنا كبَّلت أجسادنا وأفكارنا وجعلتنا مُحاطين بنصف متر ما بين شاشة الكومبيوتر وبين مقعدنا فلم يعد للخيال عنده متعة التأمل بالطبيعة ولم يعد للعين راحة التأمل لتسبيح ما خلقه الله ولم يعد للأذنين قيمة السماع فيما يصدر من أصوات مخلوقات الله عز وجل كأصوات العصافير وتغاريدها وصوت مياه نبع الوادي وحفيف أوراق الشجر وتساقط الثمر .
يا له من عصر ينبئ بزوال نعمة التأمل وجمال الطبيعة وحب الأرض .
ولموضوعنا تتمة ..........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل إليكم موضوع أثَّر بي منذ طفولتي عندما كنت أقرؤه في مقاعد الدراسة في كتاب القراءة العربية في مدينتي بيروت .
دخلت علينا الآنسة سلمى وهي أستاذة مسيحية تدرسنا العربية في صف الخامس إبتدائي وكانت في تلك اللحظات نشيطة نشاط لم نعهده منها وهي تٌسَرِّح شعرها بأصابع يديها لتعلن لنا بأن درس القراءة العربية لهذا اليوم هو من العِبَر والمواضيع التي تعيدك إلى ذلك الزمن الجميل .
وما علاقتي أنا بالزمن الجميل وأنا إبن العاشرة والحرب الأهلية اللبنانية تطرق أبوابنا وأنا ولد صغير لا يعلم شيء عن ذكريات الكبار .
فابتسَمت المُدَرِّسة قليلاً وكأنها علمت ماذا يجول في خاطري وقالت بأنه سيأتي يوماً وترددون إسمع يا رضا ألعابنا احسن من ألعابكم .
بالمختصر فهذا عنوان لكتاب إسمه إسمع يا رضا لكاتبه اللبناني أنيس فريحة وعنوان درسنا كما قالت المُدَرِّسة سلمى بأنه مُقتطَف من كتاب ذلك الأديب اللبناني أنيس فريحة .
فاهتمينا لإهتمام المُدَرِّسة سلمى لهذا الدرس إلى أن علمت زبدته بعد حين .
وجاء النص المقروء بهذا السياق :
اسمع يا رضا .
عندما اقول لك ان العابنا احسن فلست اقصد هذه الدمى التي نشتريها لكم قبل الميلاد .هذه دمى لم نرها ولم نحلم بها .انتم اغنى بهذه الدمى ولست اقصد هذه التشابيه للسيارات والقطارات والمراكب ... ولست اقصد هذه التماثيل للحيوانات : القطط من كل الاشكال والالوان ,الكلاب من كل الاجناس والاحجام . دببة ... زواحف ... طيور ... لا لست اقصد هذه , فانكم بها اغنى منا هذه لعب لم نرها ولم نحلم بها .
انا كنت اشير الى الالعاب التي كنا نستعمل فيها ايدينا وارجلنا وحناجرنا وقلوبنا ,كنت اشير الى العاب الساحة , العاب القفز والنط , العاب الحرب والضرب , العاب الجلد ( الصبر ) , العاب التي لم يكن لها ثمن , التي لم ينفق الوالد عليها متليكا" ( عملة تركية قديمة ) واحدا" .
هذه الالعاب احسن من العابكم واكثر بهجة . العابنا اليوم تدوم وتنتقل من جيل الى جيل اما العابكم فتبيعونها بعد انقضاء عيد الميلاد .
في اليابان وفي اميركا والمانيا ... ناس يصنعون لكم الالعاب والدمى والتماثيل فيربحون الملايين . هؤلاء قالوا لاباءكم ان هذه الالعاب تقوي الدماغ وهذه الدمى تنمّي الخيال وهذه التماثيل تولد فيكم العبقرية .وصدّق آباؤكم ومعلموكم ولكنهم سيكتشفون قريبا ان لم يكونوا قد اكتشفوا ان هذه الدمى تضعف الركب وتنمي الخيال ولكنها توهن السواعد وهذه التماثيل تولد فيكم العبقرية ولكنها تفقدكم الشهية والنهم .ان العابنا كانت تقوي الركب وتفتل السواعد وتبعث فينا الشهية .
تلعبون الآن وعيون المعلمين والانهات ترعاكم : يا حارس ! اوعا . اعط بالك . لا تقفز . لا تخاطر ... اما نحن كنا نلعب في الوعر , في البورة , في الساحة , ... . كنا حقا نلعب : بركبنا , وبسواعدنا و وبصدورنا , وبحناجرنا فكانت ركبنا وصدورنا وسواعدنا افضل من ركبكم وسواعدكم وحناجركم .
صدقني اذا قلت لك ان العابنا احسن من العابكم .
لا أدري لماذا كتبت هذا الموضوع ولكن هل أصبح أولادنا هم مستهلكون لعالم الغرب .
بل جعلوا أولادنا عبيداً للتلفاز
ولبرامجه المسيئة لبيئة الأطفال بل مسيئة أيضاً لبيئة الكبار .
ألعابهم أجمل من ألعابنا وألعابنا أجمل من ألعاب أولادنا
ألعابهم كان فيها المتعة والفرح والقوة والطبيعة
وأما ألعابنا كبَّلت أجسادنا وأفكارنا وجعلتنا مُحاطين بنصف متر ما بين شاشة الكومبيوتر وبين مقعدنا فلم يعد للخيال عنده متعة التأمل بالطبيعة ولم يعد للعين راحة التأمل لتسبيح ما خلقه الله ولم يعد للأذنين قيمة السماع فيما يصدر من أصوات مخلوقات الله عز وجل كأصوات العصافير وتغاريدها وصوت مياه نبع الوادي وحفيف أوراق الشجر وتساقط الثمر .
يا له من عصر ينبئ بزوال نعمة التأمل وجمال الطبيعة وحب الأرض .
ولموضوعنا تتمة ..........
تعليق