بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم كتابه: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}(الشعراء221-223)
فإذا كان كتّاب التواريخ هم أكثر من حمل هذه الصفات، اذ كانوا كتاباً للبلاط، فلا ريب أن كثيراً مما وصل للأجيال المتأخرة كان كذباً وزوراً.. بل أكثره كذلك.
هذا فيما لو لم تكن الحقائق مغيّبة في الزمن الذي يؤرخون له، فكيف اذا كان القوم في ذلك الزمان لا يميزون بين الأبيض والأسود ؟!
ومما أدى إليه تزوير التاريخ هو التباس الامر على كثيرين في مسألة الخلافة وعدم قيام أمير المؤمنين عليه السلام بعد ان اغتصبت الخلافة، وسنستعرض في هذا الموضوع بعض الروايات التي تسلط الضوء على هذه المسألة:
أوّلها ما روي عن ابن مسعود انه قال : احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا ما بال أمير المؤمنين (ع) لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعايشة ومعاوية؟
فبلغ ذلك علياً (ع) فأمر أن ينادي بالصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس ، انه بلغني عنكم كذا وكذا.
قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك.
قال: فان لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت قال الله عز وجل في كتابه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)
قالوا: ومن هم يا أمير المؤمنين ؟
قال: أولهم إبراهيم (ع) إذ قال لقومه : (واعتزلكم وما تدعون من دون الله)، فإن قلتم ان إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم وان قلتم اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي اعذر.
ولي بابن خالته لوط أسوة إذ قال لقومه : (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد)، فان قلتم ان لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم، وان قلتم لم يكن له قوة فالوصي اعذر.
ولي بيوسف (ع) أسوة إذ قال : (رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه)، فان قلتم ان يوسف دعا ربه وسأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم، وان قلتم انه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن فالوصي أعذر.
ولي بموسى (ع) أسوة إذ قال : (ففررت منكم لما خفتكم) فإن قلتم ان موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم، وان قلتم ان موسى خاف منهم فالوصي اعذر.
ولي بأخي هارون (ع) أسوة إذ قال لأخيه: (يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) فإن قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم وان قلتم استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي اعذر.
ولي بمحمد صلى الله عليه وآله أسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وأنامني على فراشه، فإن قلتم فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم وان قلتم خافهم وأنامني على فراشه ولحق هو بالغار من خوفهم فالوصي اعذر.
(علل الشرائع ج1 ص148)
ولنا عودة بإذن الله
شعيب العاملي
قال تعالى في محكم كتابه: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}(الشعراء221-223)
فإذا كان كتّاب التواريخ هم أكثر من حمل هذه الصفات، اذ كانوا كتاباً للبلاط، فلا ريب أن كثيراً مما وصل للأجيال المتأخرة كان كذباً وزوراً.. بل أكثره كذلك.
هذا فيما لو لم تكن الحقائق مغيّبة في الزمن الذي يؤرخون له، فكيف اذا كان القوم في ذلك الزمان لا يميزون بين الأبيض والأسود ؟!
ومما أدى إليه تزوير التاريخ هو التباس الامر على كثيرين في مسألة الخلافة وعدم قيام أمير المؤمنين عليه السلام بعد ان اغتصبت الخلافة، وسنستعرض في هذا الموضوع بعض الروايات التي تسلط الضوء على هذه المسألة:
أوّلها ما روي عن ابن مسعود انه قال : احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا ما بال أمير المؤمنين (ع) لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعايشة ومعاوية؟
فبلغ ذلك علياً (ع) فأمر أن ينادي بالصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس ، انه بلغني عنكم كذا وكذا.
قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك.
قال: فان لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت قال الله عز وجل في كتابه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)
قالوا: ومن هم يا أمير المؤمنين ؟
قال: أولهم إبراهيم (ع) إذ قال لقومه : (واعتزلكم وما تدعون من دون الله)، فإن قلتم ان إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم وان قلتم اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي اعذر.
ولي بابن خالته لوط أسوة إذ قال لقومه : (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد)، فان قلتم ان لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم، وان قلتم لم يكن له قوة فالوصي اعذر.
ولي بيوسف (ع) أسوة إذ قال : (رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه)، فان قلتم ان يوسف دعا ربه وسأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم، وان قلتم انه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن فالوصي أعذر.
ولي بموسى (ع) أسوة إذ قال : (ففررت منكم لما خفتكم) فإن قلتم ان موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم، وان قلتم ان موسى خاف منهم فالوصي اعذر.
ولي بأخي هارون (ع) أسوة إذ قال لأخيه: (يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) فإن قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم وان قلتم استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي اعذر.
ولي بمحمد صلى الله عليه وآله أسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وأنامني على فراشه، فإن قلتم فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم وان قلتم خافهم وأنامني على فراشه ولحق هو بالغار من خوفهم فالوصي اعذر.
(علل الشرائع ج1 ص148)
ولنا عودة بإذن الله
شعيب العاملي
تعليق