قرات هذه الاراء ووجدت انها صادقة ورزينة فاحببت ان اشارككم فيها وابداء وجهة نظركم المحترمة حولها
ولو انه من المتوقع ان يتخلل المداخلات زعيق وصراخ الامعة وهجومهم واتهاماتهم المعلبة
---------------
كتب احدهم مقالا اضعه اولا
ثم رد عليه اخر
والأمر الأعجب .. عدم تقبله نصائح الحكماء والمفكرين .. والعلماء من ذوي الاختصاص .
والأغرب .. أن الكثير من السياسيين والمسئولين يتشدقون ويدعون أنهم دعاة الدين والحفاظ على مبادئه ..
لأكنهم لايستمعون حتى إلى خطب الجمعة في المراقد والجوامع والحسينيات .. التي تمنحهم الرشد والنصح .. وتحذرهم من الفساد وقتل العباد ..وواجب الدولة حماية المواطنين من الإرهاب والعصابات المنظمة ..ولكن تمر السنين ولا حراك لهم يشعر الشعب أنهم استفاقوا للعمل بنصائح الحكماء و رجال الدين ممن حرصوا على العراق .
استمعت لعدد من السادة الأفاضل خطباء الجمعة في الفترات الأخيرة ..وكانت معظمها تؤيد مطالب الشعب وتؤازره ورغم إني كنت لااحبذ بعض الخطب الروتينية التي سمعناها ونحن أطفال ..وتكرار نفس المواضيع التي لا يجهلها المسلم البسيط .
ولكن ما يفرح المواطن أن يسمع رجل الدين من خطباء الجمعة وهو يسطح في خطبته للدفاع عن الشعب والوطن ويفضح المسيئين والمفسدين ممن يسئ لأمن المواطن وحريته .
وفي يوم الجمعة الماضي 14/10/2011كنت استمع إلى السيد الصافي خطيب جمعة كربلاء المقدسة حيث تطرق في خطبته الثانية لثلاث نقاط .
1- الانفلات الأمني ومن المسئول
2- معدات الكهرباء المتروكة منذ سنتين في الصحراء 3- ثقافة الحفاظ على المال العام .
حقا لقد عبر هذا الرجل بخطبة قيمة عن مشاعر وإلام جميع المواطنين – ركز فيها على الجانب الأمني وتساءل هل نستطيع إنهاء هذا الملف أم لا ؟ من المسئول عن القتل والحوادث المؤلمة والمتكررة ..من المسئول عن حماية الناس ودمائهم التي تسيل يوميا ..عليه إن يعلن عن نفسه .. في كل الحوادث تم تشكيل اللجان .. لكن لم نسمع عن النتائج. .وأشار إلى التصريحات المتناقضة وغيرها من المبالغات المصطنعة .. واستعرض الموضوع الأمني بشكل علمي وتربوي – يحرج الكثير من الرجال المكلفين عن أمننا .. ويلاحظ المستمع على وجه الخطيب المتمكن والمقتدر علامات الألم والحسرة على ما وصلت إليه الأوضاع .. قال وردد كلمة (( كفا )) --- ثم تحدث عن إخبار سمعها بشان معدات صنع الكهرباء ذات طاقة أربعة ألاف ميكا واط متروكة في الصحراء منذ سنتين .. لو تم نصبها يمكن تغطي أكثر محافظات الجنوب ،وتساءل من المسئول عن ذلك؟ ؟
ثم عرج على ثقافة الحفاظ على المال العام - محاضرة قيمة قدمها بهذا الشأن- أراد منها إشعار الآخرين بان المال العام أمانة يجب الحفاظ عليها .. وهي لا تخضع لتصرفا ت المنفعة الشخصية ..ولا يتصرف بها المسئول لغير المنافع العامة للوطن .. وذكر أحد الأمثلة عن جدية (( الإمام علي عليه السلام )) وكيف تمسك بمبدأ الحفاظ على بيت المال .
كانت خطبة مؤثرة.. بل محاضرة للمسئولين بالعمل الصادق للحفاظ على أرواح ودماء العراقيين الغالية وكشف من المسئول عنها وكذلك العمل على إنهاء معانات الشعب والحفاظ على ماله العام ..
لقد عجز الشعب بالمطالبة بحقوقه ولم يستمع له احد .. فهل ياترى لا تستمعون أيضا للحكماء من رجال دين هم ثقات ومفكرين يهمهم الوطن والحفاظ عليه .. وليس هم ممن ركبوا الدين وسيسوه لإغراضهم وإطماعهم الشخصية .
tariqaltaha@yahoo.com
---------------------------------
الاخ العزيز كاتب المقال ((طارق رؤوف محمود)) لنتفق منذ البداية على ان (( اختلاف الراي لايفسد في الود قضية)) وما دام نقاشنا ضمن حدود الادب والعقل فلا يهم خلافنا او اختلافنا ... اراك قد بالغت في الثناء على ما قاله خطيب الجمعة في كربلاء السيد احمد الصافي ممثل السيد السيستاني وكان ماجاء به شيء جديد او انه سبق غيره اليه .لا يا سيدي ان ما ذكره من امور تتعلق بالفساد والمال العام فهذا حديث الشارع العراقي عالمه وجاهله بل وحتى السياسيون الذي تزعم انهم لا يسمعون خطاب الحكماء والعلماء فهم انفسهم يتحدثون عن الفساد وهدر المال العام فاي جديد دفعك للابتهاج بخطبة السيد الصافي .افضل ما ذكره السيد احمد الصافي هو انه ذكر مصداق من الاف مصاديق حلات الفساد (معدات الكهرباء المتروكة منذ سنتين في الصحراء ) وهدر المال العام وتدهو الوضع الامني .
ان ما يبحث عنه الشعب العراقي ليس الحديث عن العلل والامراض فانت تعلم بانه لو شاهدنا شخصا شاحب اللون ويتقيء ويئن ويتقلب على الفراش فكل من يراه ( عالم او جاهل امراة او رجل صغير او كبير طبيب حاذق او رجل امي لايقرا ولا يكتب ) سيقول وبدون الحاجه الى السونار او التحليل او الايكو او المفراس او الرنين سيقول انه مريض وعليه فان الجميع وباختلاف مستوياتهم شخصوا انه مريض وعليه لا يفضل احدهم على الاخر في تشخيص كونه مريض وهو تماما ما فعله السيد احمد الصافي لان علل العراق والعراقيين كثيرة لا تحتاج الى تحليل واستنباط وكما قلت لك ابتداءا بان ما قاله هو ما يتحدث به العراقيون( وليس هو وحده من تفرد بهذا) منذ سنوات بكافة مستوياتهم ومنهم ابناء ساحة التحرير في جمعهم المتعدده ابتداءا من 25 فبراير وحتى الان وكما قلت لك حتى السياسيون المتهمون في كلام السيد الصافي يقولون نفس الكلام .
ان ما يبحث عنه العراقيون هو نوع المرض واسبابه وطرق علاجه وحتى يومنا هذا لم نسمع ان هناك من وصل الى هذه المرحلة لنقول انه طبيب العراق الحاذق ومن يستطيع ذلك فعند اذن سنقف له اجلالا واكراما ونقول له انك جئت بشيء جديد . ستقول ان السبب شخصه السيد الصافي وهو المسؤولون وهنا تاتي الكارثه فعندما نقول المسؤولون علينا ان نعترف بان المقصود هو الاحزاب الحاكمه والتي بيدها السلطتين التشريعية (البرلمان ) والتنفيذيه (رئاسة ومجلس الوزراء) وامتدادها في مجالس المحافظات لان مجالس المحافظات من حيث القوى المسيطرة هي تماما (كوبي - بيست) للبرلمان او نسخطة طبق الاصل . وهنا نسال السيد احمد الصافي ومن وراءه انت اخي الكتاب اليس من اسس وهيأ المقدمات لوصول اغلب السياسيين وبصورة ادق الكتله الاكبر الى البرلمان من اول انتخابات وحتى يومنا هذا واعني ( التحالف الوطني بشقية الاءتلاف الوطني ودولة القانون اليس من اسس وهيا لهم هو المرجعية الدينية وعلى راسها السيد السيستاني والمراجع الثلاثة الباقين ( الحكيم والفياض والباكستاني) .لازالت الى يومنا هذا توجد عبارة مكتوبه على الجدران في جميع محافظات الوسط والجنوب من اول انتخابات ولم تمسح الى يومنا هذا وهي ( انتخب القائمة 555 التي نالت رضا المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني وباقي المراجع) كذلك حركة الوكلاء والمعتمدين من قبل المرجعيات وحثهم الناس حتى في الانتخابات الاخيرة بضرورة اختيار احدى القائمتين اما الوطني او دولة القانون نصرة للمذهب ولا اعتقد انك تستطيع ان تنكر ذلك وامامك فقط امرين اما ان تقول السيد السيستاني وباقي المراجع يعلمون بذلك وسكتوا وهذا امضاء منهم لانه لاتوجد تقية او محذور في نفي الكلام وهذه بحد ذاتها مصيبه وان قلت انهم لا يعلمون فان المصيبة اعظم لان هذه الامور تناولتها الفضائيات المحلية والعربية والعالمية فضلا عن الصحافة والنت فكيف لمن يدعي زعامة الامة لايعلم . ولربما لك ان تقول ان السيد السيستاني صرح على لسان معتمديه انه يقف على مسافة واحده من الجميع فاقول لك ان هذا مردود بنص كلام الشيخ بشير الباكستاني والذي يصرح فيه علنا بانه واخوانه المراجع( أي السيستاني والفياض والحكيم) اتفقو على حث الناس على وجوب انتخاب القائمتين الوطني ودولة القانون فايهما صادق يا اخي الكاتب وهذا رابط كلام بشير الباكستاني http://www.youtube.com/watch?v=pgbcqZd4nF4
. وربما تقول ان السيد السيستاني اغلق بابه ورفض استقبال السياسين فهنا اقول لك وكما في العبارة المشهورة (( رمتني بدائها وانسلت )) فبعد ان ورط العراقيين واوجب عليهم انتخاب تلك الجهات وبعد ان استحمت سيطرتها على البلاد والعباد واصبحت بيدها المناصب والاموال والاعلام وكل وسائل الترغيب والترهيب اغلق بابه ليترك الناس بايديهم ,فغلق الباب ورفض الاستقبال ليس حلا بل هو ايضا امضاء لهم بان افعلوا ما تريدون ايها السياسين فانا لا دخل لي افعلوا ماشئتم . وهنا نخاطب السيد السيستاني وباقي المراجع الثلاثة ونقول لهم كما في المقولة المشهورة (( كسرته وعليك جبره)) فكما كانت فتاواكما بالوجوب والحرمة مسلطة علة رقاب الشعب كالسيف القاطع(( يجب المشاركة في الانتخابات ...يجب تصحيح الاسماء... يجب انتخاب قائمة الائتلاف الوطني ودولة القانون ... يجب التصويت بنعم للدستور ...يحرم انتخاب القوائم الصغيرة .... يحرم الخروج بالمظاهرات ......)) فاننا اليوم نطالب المراجع بفتاوى واضح وصريحة ((وليس كلام نشائي في خطبة الجمعة يتحدث به الممثل عن المرجع)) ضد الحكومة واحزابها الفاسدة ونريد من المرجع ان يقولها بلسانه وبشحمه ولحمه لا ان ينقلها وكيل او معتمد . ولا يفوتني في الختام ان اشير الى نقطة مهمة وهي اني عندما تحدثت عن المرجعية والقائمتين ( الوطني ودولة القانون ) فهذا للصلة بينهما ولا يعني ان القائمتين الاخريين ( التحالف الكردستاني والعراقيه ) لا شائبة عليهما بل حالهما حل التحالف الوطني بشقيه (الائتلاف الوطني ودولة القانون ) ان لم يكونا اسوأ منهما . وعليه اقول للسيد احمد الصافي او الشيخ عبد المهدي الكربلائي وغيرهما من معتمدي المرجعية لا تتعبوا انفسكم في الكلام الانشائي من على منبر الجمعة لانه كلام الشارع العراقي ولا جديد فيه وان كانت المرجعية تريد ان يكون لها دور فعلي فعليها ان تنزل الى الميدان وتعيش مع الجماهير لحظة بلحظة وتماما كما عاشت مرجعية الشيرازي في ثورة العشرين ومحمد باقر الصدر ومحمدمحمد صادق الصدر بل وحتى كما فعلها الخميني في ايران (( مع اني ممن له اراءه الخاصة تجاه ايران ودورها السيء ضد العراق وخصوصا في هذه المرحلة والذي لايختلف عن دور المحتل الامريكي وارهاب القاعدة وغيرها من التنظيمات الارهابيه).
--------------
تكملة لما بداناه من نقاش في مقالنا السابق في الرد على مقالة الأخ الكاتب (طارق رؤوف محمود)) فإننا اليوم بحاجة إلى تسليط الضوء على نقاط أخرى ومهمة في دور مرجعية السيد السيستاني في مرحلة الاحتلال . والذي دفعنا لذلك هو ما نشاهده اليوم من الأخ الكاتب وغيره من كتاب ممن يحاول بصورة مقصودة ومدروسة أو عفوية أن يصوروا أن مرجعية السيد السيستاني تقف إلى جانب الشعب العراقي المظلوم و إنها ضد كل سياسات الحكومات التي تعاقبت بعد الاحتلال في حين أن واقع حالها يثبت العكس تماما أي أنها مع الحكومات ولم تقف مع الشعب عمليا . فلو نظرنا نظرة تحليلية ومجردة إلى سياسة مرجعية السيد السيستاني لوجدنا أنها اتسمت بالغموض والضبابية في جميع مواقفها المعلنة وكلها قابلة للتؤيل مع وضوح الواقع المعاش و الذي يستطيع فيه الإنسان العادي من تحديد موقف صريح تجاه أحداثه فما بالك بالعالم والمرجع الأعلى . هذا من جانب ومن جانب آخر لا يوجد مبرر لضبابية وغموض تلك المواقف فلا خوف ولا تقية ولا مصلحة للعباد أو البلاد فالدولة كلها راكعة على أعتاب باب برانيتة في النجف يضاف إليها عشرات الوفود المحلية و الإقليمية والدولية التي هي الأخرى لا يحط رحالها في ارض العراق دون المرور به ولقائه يضاف إليها الملايين من المقلدين و الأتباع في العراق فضلا عن إيران والشام والخليج والهند وباكستان و أفغانستان و أوربا و أمريكا ناهيك عن عشرات الفضائيات التي هي بخدمته. كل هذه المميزات التي اشرنا إليها تجعل من مرجعية السيد السيستاني فاعلة ومؤثرة وقادرة على تغيير المعادلة السياسية والاجتماعية في العراق لصالح الشعب المظلوم بما تريده هي وفي فترة قصيرة وتكون جميع الإطراف المحلية (الحكومة العراقية بمختلف مكوناتها) والمحيط الإقليمي والدولي مرغما على القبول بها أو على الأقل التماشي معها.
وسنتسلسل في إيضاح ما ذكرناه من غموض وضبابية وانحياز لصالح الحكومة .
1- الموقف من الاحتلال الأمريكي :- فبالرغم مما تعرف به المرجعية الشيعية وبشكل عام وعلى مدى التاريخ من موقف مبدأي و واضح و صريح في رفض الاحتلال والاستعمار مهما كانت هويته ومبرراته لكن مرجعية السيد السيستاني وبالرغم من مرور تسع سنوات تقريبا على الاحتلال فلم يصدر منها موقف واضح وصريح في إدانة وجود الاحتلال و ألمطالبه برحيله أو على الأقل إدانة سلوكياته و أفعالة الإجرامية واعتدائه على الحرمات والمقدسات وسفك الدماء مع بشاعتها وتكرارها والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.هذا الغموض وعدم الوضوح أدى إلى وجود الملايين من أتباعه ممن يدافع عن الاحتلال وينسب له الفضل في التحرر من نظام صدام بل ويدافع هذه الأيام عن فكرة بقاء المتدربين والتي هي بالأصل حالة استمرار للاحتلال لكن بعنوان مدربين .
2- الموقف من الحكومات والشعب:- بشكل عام و إجمالي فان موقف مرجعية السيد السيستاني كان واضحا وصريحا في دعمه للحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال بالرغم من الوضوح في فشلها وفسادها وتمثل هذا الدعم وكما اشرنا في المقالة السابقة إلى استخدامه لأقوى سلاح فتاك ومؤثر على ثلثي الشعب العراقي (11 محافظة في وسط وجنوب العراق) وهو سلاح الفتوى والترويج لها من خلال طلاب الحوزة العلمية والذين يستمدون تأثيرهم من تأثير الحوزة والمرجعية نفسها وتمثلت بعدة فتاوى منها ما كان معلنا لوسائل الإعلام و الأخر سري عن طريق شبكة المعتمدين والوكلاء وخطباء المنابر وأئمة الجمع والذي يخالف تماما ما هو معلن .فما كان معلن هو( وجوب المشاركة في الانتخابات) (الوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية) (تأيد حق الشعب بالتظاهر )(ترك الحرية للشعب باختيار ممثليه) وهذا يتقاطع مع الفتاوى السرية( وجوب انتخاب قائمة الائتلاف العراقي الموحد حصرا وحرمة انتخاب غيرها) (وجوب التصويت بنعم للدستور ) (حرمة المظاهرات لان من يقف ورائها البعث) .
وكل هذه الفتاوى و الآراء فإنها إجمالا تصب في صالح الحكومات بشكل عام و الأحزاب الشيعية الكبيرة بشكل خاص والتي جعلت من المواطن أداة طيعة بيد السياسيين يسهل تسييرها وتجيير مواقفها لصالحة في اللحظة الحرجة والمرحلة الحاسمة وهي مرحلة الانتخابات اعتمادا على مرجعية السيد السيستاني وشبكة الوكلاء والمعتمدين والطلبة والخطباء وأئمة الجمع المرتبطين بمرجعيته.
وبالرغم من تعدد وانتشار جرائم الاحتلال والتي نشرتها حتى وسائل إعلامه(أي وسائل الإعلام الأمريكي) وكذلك وبالرغم من فشل وفساد الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال واستفرادها بالمال العام وبالرغم من فقدان الأمن ونقص الخدمات وازدياد معدل الفقر والبطالة وانتشار الأمراض الأخلاقية والاجتماعية والتي من واجب الحكومات معالجتها ومع ثبوت فساد العديد من رموز الأحزاب فان مرجعية السيد السيستاني لم يبرز لها موقف واضح وصريح ضد جرائم الاحتلال وفساد الحكومات والذي من الممكن أن يعتمده المواطن في تحديد موقفه تجاهها كوضوح فتاواها و أرائها الداعمة للحكومات والتي اشرنا لها سابقا والتي أجبرت المواطن على الرضوخ لها.
ولعل اخطر مواقف مرجعية السيد السيستاني هو عدم إعطاء رائيها الصريح في أصل الاتفاقية الأمنية المبرمة مع الاحتلال الأمريكي والتي لها ارتباط مباشر وصريح بأمن وسيادة العراق وتركت الأمر للأحزاب الحاكمة وتكرر هذا الموقف اليوم تجاه المدربين وأعدادهم وما يتعلق بحصانتهم ولم تتطرق للموضوع لا من قريب ولا من بعيد رغم تعلقه بأمن وسيادة العراق. وأما موقفها تجاه الحكومة فاتخذ شكلين احدهما أسوا من الأخر المستوى الأول هو ما تطرحه على لسان معتمديها ووكلائها أمثال السيد احمد الصافي والشيخ عبد المهدي الكر بلائي من شجبها واستنكارها لسياسات للحكومة وهو كما اشرنا في المقالة السابقة كلام عام وإجمالي لا يختلف عما يردده الشارع العراقي أو لربما جاء متأخرا على كلام الشارع العراقي أو نتيجة له من اجل حفظ ماء الوجه لان الشارع العراقي يعلم أن من اجبره على انتخاب أحزاب السلطة هو فتاوى مرجعية السيد السيستاني وبالتالي فان فشلها يحسب عليه . والمستوى الأخر هو قيامه وبعد تسع سنوات من السكوت والدعم للحكومة وفتح أبواب برانيته لاستقبال مسئوليها ليلا ونهارا وسرا وجهارا تلك الأبواب المؤصدة بوجه المواطن والتي لا يستطيع دخولها إلا بعد وقوفه في طابور لمدة أربع أو خمس ساعات في الشارع المؤدي لبرانيته في النجف الاشرف وفي أيام محدودة من السنة من اجل أن يصل إلى المرجع الأعلى ليقبل يده فقط وفقط ويخرج دون أن يكون له حق الكلام والنقاش معه ويبقى المواطن حالما في أمرين الأول هو أن يتكلم مع المرجع الأعلى بهمومه ومعاناته عندما يأتي دوره في الطابور ويصل إليه و الأخر هو أن يرى المرجع الأعلى في الشارع وبين الناس يتحدث إليهم ويؤمهم في الصلاة ويخطب بهم في صلاة ألجمعه وهي فرصة أخرى للحديث معه وجه لوجه وهما حلمين طالما تحققا على يد العديد من المراجع السابقين ممن عاشوا بين الجماهير وسبقوهم إلى الشهادة دفاعا عن مصالحهم(أي مصالح الجماهير) . نعم جاء السيد السيستاني هذه المرة بخطوة جديدة حاول المحسوبين عليه والمنتسبين له والمستفيدين منه تصويرها على أنها موقف شجاع وصريح من المرجع تجاه فشل الحكومة . وهذه الخطوة تمثلت بإغلاق بابه وعدم استقباله السياسيين في الشهرين الأخيرين . وحقيقة فان وراء هذا العمل خطر كبير جدا جدا لأنه يعطي الضوء الأخضر للأحزاب الحاكمة للعمل بما تريد دون أن تتقيد بوجهة نظر المرجعية على المستوى المعلن في حين يكتفي الشعب بالقول أن المرجعية غير راضية عن الحكومة دون أن يقدم له هذا الاكتشاف أي تقدم نحو تصحيح المسار . ولربما إن هذا الإغلاق جاء تمهيدا لشيء اخطر وهو التهرب من إعطاء موقف تجاه قضية بقاء المدربين وحصانتهم على اعتبار أن المرجعية أغلقت أبوابها وتركت الأمر للسياسيين ولن تتدخل حتى على مستوى النصيحة . والمفهوم والواضح لدينا من إغلاق الباب هو عدم الرضا فهل يكفي عدم الرضا وهل للمرجعية أن تتخذ موقف عملي تجاه الحكومة وهل لديها خطط لتصحيح المسيرة بعد أن كانت هي الراعية لها والداعمة لها مع فشلها أم ستكتفي بغلق لباب وهل هذا يتماشى مع فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي هي تكليف على الإنسان العادي فما بالك بالمرجع الأعلى وهل هذا يتطابق مع حديث الرسول (ص) من [من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسان فان لم يستطع فقلبه وذلك اضعف الإيمان ] وان تعدد مستويات التغيير في الحديث يعتمد على مستوى الإمكانيات فهل إن الإمكانيات والامتيازات التي تمتلكها مرجعية السيد السيستاني والتي اشرنا لها في مقدمة المقال [انصياع الحكومة له – الحضور الإقليمي والدولي – عشرات الملايين من المقلدين والأتباع – المنصب الروحي العالي كونه المرجع الأعلى – عشرات وسائل الإعلام المسخرة تحت خدمته] هل أنها لا تكفي فقط إلا لتحقيق مستوى الإنكار اللساني في حديث الرسول (ص) بل وانتقل ألان من خلال إغلاق الباب بوجه السياسيين إلى المستوى الأضعف وهو مستوى الإنكار القلبي . وهل يتماشى ذلك مع منهج الإمام علي (ع) والذي كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر حتى في فترة من سبقه بالخلافة . ألا تشعر المرجعية ألان بأنها بحاجة إلى سحب الثقة العلنية من أحزاب السلطة بعد أن كانت هي الأصل في وصولها للسلطة ودعمها لتسع سنوات على حساب معاناة المواطن.
هذا ما أردنا أن نوضحه للأخ كاتب المقال وغيره من كتاب ممن حاول أو يحاول بصورة مقصودة ومدروسة أو بصورة عفوية من تنزيه ساحة مرجعية السيد السيستاني وتبرئتها من تصرفات الحكومة التي نصبتها بسلاح الفتوى على رقاب الناس وانسحبت للترك ذلك السيف في رقاب الشعب لا يعرف هل يتركه في رقبته وبذلك يستمر نزفه ومن ثم موته أم يسحبه ويتحمل الم السحب من اجل تطهير الجرح مقدمة لبرائته وشفائه . ونترك للكتاب خيارهم في الرد.
ولو انه من المتوقع ان يتخلل المداخلات زعيق وصراخ الامعة وهجومهم واتهاماتهم المعلبة
---------------
كتب احدهم مقالا اضعه اولا
ثم رد عليه اخر
هل استمعتم للسيد الصافي في خطبة الجمعة ؟
كتابات - طارق رؤوف محمود
حقا أمر عجيب .. لم يعد المسئول في بلدنا يسمع أو يرى احتجاجات واعتصام المواطنين .. ولا يسمع صيحات الجائعين .. وبكاء الأرامل ممن فقدن أزواجهن ..ولا حسرة اليتيم ..ولا خوف المواطن من الكاتم والمتفجرات اليومية . كتابات - طارق رؤوف محمود
والأمر الأعجب .. عدم تقبله نصائح الحكماء والمفكرين .. والعلماء من ذوي الاختصاص .
والأغرب .. أن الكثير من السياسيين والمسئولين يتشدقون ويدعون أنهم دعاة الدين والحفاظ على مبادئه ..
لأكنهم لايستمعون حتى إلى خطب الجمعة في المراقد والجوامع والحسينيات .. التي تمنحهم الرشد والنصح .. وتحذرهم من الفساد وقتل العباد ..وواجب الدولة حماية المواطنين من الإرهاب والعصابات المنظمة ..ولكن تمر السنين ولا حراك لهم يشعر الشعب أنهم استفاقوا للعمل بنصائح الحكماء و رجال الدين ممن حرصوا على العراق .
استمعت لعدد من السادة الأفاضل خطباء الجمعة في الفترات الأخيرة ..وكانت معظمها تؤيد مطالب الشعب وتؤازره ورغم إني كنت لااحبذ بعض الخطب الروتينية التي سمعناها ونحن أطفال ..وتكرار نفس المواضيع التي لا يجهلها المسلم البسيط .
ولكن ما يفرح المواطن أن يسمع رجل الدين من خطباء الجمعة وهو يسطح في خطبته للدفاع عن الشعب والوطن ويفضح المسيئين والمفسدين ممن يسئ لأمن المواطن وحريته .
وفي يوم الجمعة الماضي 14/10/2011كنت استمع إلى السيد الصافي خطيب جمعة كربلاء المقدسة حيث تطرق في خطبته الثانية لثلاث نقاط .
1- الانفلات الأمني ومن المسئول
2- معدات الكهرباء المتروكة منذ سنتين في الصحراء 3- ثقافة الحفاظ على المال العام .
حقا لقد عبر هذا الرجل بخطبة قيمة عن مشاعر وإلام جميع المواطنين – ركز فيها على الجانب الأمني وتساءل هل نستطيع إنهاء هذا الملف أم لا ؟ من المسئول عن القتل والحوادث المؤلمة والمتكررة ..من المسئول عن حماية الناس ودمائهم التي تسيل يوميا ..عليه إن يعلن عن نفسه .. في كل الحوادث تم تشكيل اللجان .. لكن لم نسمع عن النتائج. .وأشار إلى التصريحات المتناقضة وغيرها من المبالغات المصطنعة .. واستعرض الموضوع الأمني بشكل علمي وتربوي – يحرج الكثير من الرجال المكلفين عن أمننا .. ويلاحظ المستمع على وجه الخطيب المتمكن والمقتدر علامات الألم والحسرة على ما وصلت إليه الأوضاع .. قال وردد كلمة (( كفا )) --- ثم تحدث عن إخبار سمعها بشان معدات صنع الكهرباء ذات طاقة أربعة ألاف ميكا واط متروكة في الصحراء منذ سنتين .. لو تم نصبها يمكن تغطي أكثر محافظات الجنوب ،وتساءل من المسئول عن ذلك؟ ؟
ثم عرج على ثقافة الحفاظ على المال العام - محاضرة قيمة قدمها بهذا الشأن- أراد منها إشعار الآخرين بان المال العام أمانة يجب الحفاظ عليها .. وهي لا تخضع لتصرفا ت المنفعة الشخصية ..ولا يتصرف بها المسئول لغير المنافع العامة للوطن .. وذكر أحد الأمثلة عن جدية (( الإمام علي عليه السلام )) وكيف تمسك بمبدأ الحفاظ على بيت المال .
كانت خطبة مؤثرة.. بل محاضرة للمسئولين بالعمل الصادق للحفاظ على أرواح ودماء العراقيين الغالية وكشف من المسئول عنها وكذلك العمل على إنهاء معانات الشعب والحفاظ على ماله العام ..
لقد عجز الشعب بالمطالبة بحقوقه ولم يستمع له احد .. فهل ياترى لا تستمعون أيضا للحكماء من رجال دين هم ثقات ومفكرين يهمهم الوطن والحفاظ عليه .. وليس هم ممن ركبوا الدين وسيسوه لإغراضهم وإطماعهم الشخصية .
tariqaltaha@yahoo.com
---------------------------------
ردا على مقال " هل استمعتم للسيد الصافي في خطبة الجمعة ؟ " لـ طارق رؤوف محمود
كتابات - عماد الشحماني
الاخ العزيز كاتب المقال ((طارق رؤوف محمود)) لنتفق منذ البداية على ان (( اختلاف الراي لايفسد في الود قضية)) وما دام نقاشنا ضمن حدود الادب والعقل فلا يهم خلافنا او اختلافنا ... اراك قد بالغت في الثناء على ما قاله خطيب الجمعة في كربلاء السيد احمد الصافي ممثل السيد السيستاني وكان ماجاء به شيء جديد او انه سبق غيره اليه .لا يا سيدي ان ما ذكره من امور تتعلق بالفساد والمال العام فهذا حديث الشارع العراقي عالمه وجاهله بل وحتى السياسيون الذي تزعم انهم لا يسمعون خطاب الحكماء والعلماء فهم انفسهم يتحدثون عن الفساد وهدر المال العام فاي جديد دفعك للابتهاج بخطبة السيد الصافي .افضل ما ذكره السيد احمد الصافي هو انه ذكر مصداق من الاف مصاديق حلات الفساد (معدات الكهرباء المتروكة منذ سنتين في الصحراء ) وهدر المال العام وتدهو الوضع الامني .
ان ما يبحث عنه الشعب العراقي ليس الحديث عن العلل والامراض فانت تعلم بانه لو شاهدنا شخصا شاحب اللون ويتقيء ويئن ويتقلب على الفراش فكل من يراه ( عالم او جاهل امراة او رجل صغير او كبير طبيب حاذق او رجل امي لايقرا ولا يكتب ) سيقول وبدون الحاجه الى السونار او التحليل او الايكو او المفراس او الرنين سيقول انه مريض وعليه فان الجميع وباختلاف مستوياتهم شخصوا انه مريض وعليه لا يفضل احدهم على الاخر في تشخيص كونه مريض وهو تماما ما فعله السيد احمد الصافي لان علل العراق والعراقيين كثيرة لا تحتاج الى تحليل واستنباط وكما قلت لك ابتداءا بان ما قاله هو ما يتحدث به العراقيون( وليس هو وحده من تفرد بهذا) منذ سنوات بكافة مستوياتهم ومنهم ابناء ساحة التحرير في جمعهم المتعدده ابتداءا من 25 فبراير وحتى الان وكما قلت لك حتى السياسيون المتهمون في كلام السيد الصافي يقولون نفس الكلام .
ان ما يبحث عنه العراقيون هو نوع المرض واسبابه وطرق علاجه وحتى يومنا هذا لم نسمع ان هناك من وصل الى هذه المرحلة لنقول انه طبيب العراق الحاذق ومن يستطيع ذلك فعند اذن سنقف له اجلالا واكراما ونقول له انك جئت بشيء جديد . ستقول ان السبب شخصه السيد الصافي وهو المسؤولون وهنا تاتي الكارثه فعندما نقول المسؤولون علينا ان نعترف بان المقصود هو الاحزاب الحاكمه والتي بيدها السلطتين التشريعية (البرلمان ) والتنفيذيه (رئاسة ومجلس الوزراء) وامتدادها في مجالس المحافظات لان مجالس المحافظات من حيث القوى المسيطرة هي تماما (كوبي - بيست) للبرلمان او نسخطة طبق الاصل . وهنا نسال السيد احمد الصافي ومن وراءه انت اخي الكتاب اليس من اسس وهيأ المقدمات لوصول اغلب السياسيين وبصورة ادق الكتله الاكبر الى البرلمان من اول انتخابات وحتى يومنا هذا واعني ( التحالف الوطني بشقية الاءتلاف الوطني ودولة القانون اليس من اسس وهيا لهم هو المرجعية الدينية وعلى راسها السيد السيستاني والمراجع الثلاثة الباقين ( الحكيم والفياض والباكستاني) .لازالت الى يومنا هذا توجد عبارة مكتوبه على الجدران في جميع محافظات الوسط والجنوب من اول انتخابات ولم تمسح الى يومنا هذا وهي ( انتخب القائمة 555 التي نالت رضا المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني وباقي المراجع) كذلك حركة الوكلاء والمعتمدين من قبل المرجعيات وحثهم الناس حتى في الانتخابات الاخيرة بضرورة اختيار احدى القائمتين اما الوطني او دولة القانون نصرة للمذهب ولا اعتقد انك تستطيع ان تنكر ذلك وامامك فقط امرين اما ان تقول السيد السيستاني وباقي المراجع يعلمون بذلك وسكتوا وهذا امضاء منهم لانه لاتوجد تقية او محذور في نفي الكلام وهذه بحد ذاتها مصيبه وان قلت انهم لا يعلمون فان المصيبة اعظم لان هذه الامور تناولتها الفضائيات المحلية والعربية والعالمية فضلا عن الصحافة والنت فكيف لمن يدعي زعامة الامة لايعلم . ولربما لك ان تقول ان السيد السيستاني صرح على لسان معتمديه انه يقف على مسافة واحده من الجميع فاقول لك ان هذا مردود بنص كلام الشيخ بشير الباكستاني والذي يصرح فيه علنا بانه واخوانه المراجع( أي السيستاني والفياض والحكيم) اتفقو على حث الناس على وجوب انتخاب القائمتين الوطني ودولة القانون فايهما صادق يا اخي الكاتب وهذا رابط كلام بشير الباكستاني http://www.youtube.com/watch?v=pgbcqZd4nF4
. وربما تقول ان السيد السيستاني اغلق بابه ورفض استقبال السياسين فهنا اقول لك وكما في العبارة المشهورة (( رمتني بدائها وانسلت )) فبعد ان ورط العراقيين واوجب عليهم انتخاب تلك الجهات وبعد ان استحمت سيطرتها على البلاد والعباد واصبحت بيدها المناصب والاموال والاعلام وكل وسائل الترغيب والترهيب اغلق بابه ليترك الناس بايديهم ,فغلق الباب ورفض الاستقبال ليس حلا بل هو ايضا امضاء لهم بان افعلوا ما تريدون ايها السياسين فانا لا دخل لي افعلوا ماشئتم . وهنا نخاطب السيد السيستاني وباقي المراجع الثلاثة ونقول لهم كما في المقولة المشهورة (( كسرته وعليك جبره)) فكما كانت فتاواكما بالوجوب والحرمة مسلطة علة رقاب الشعب كالسيف القاطع(( يجب المشاركة في الانتخابات ...يجب تصحيح الاسماء... يجب انتخاب قائمة الائتلاف الوطني ودولة القانون ... يجب التصويت بنعم للدستور ...يحرم انتخاب القوائم الصغيرة .... يحرم الخروج بالمظاهرات ......)) فاننا اليوم نطالب المراجع بفتاوى واضح وصريحة ((وليس كلام نشائي في خطبة الجمعة يتحدث به الممثل عن المرجع)) ضد الحكومة واحزابها الفاسدة ونريد من المرجع ان يقولها بلسانه وبشحمه ولحمه لا ان ينقلها وكيل او معتمد . ولا يفوتني في الختام ان اشير الى نقطة مهمة وهي اني عندما تحدثت عن المرجعية والقائمتين ( الوطني ودولة القانون ) فهذا للصلة بينهما ولا يعني ان القائمتين الاخريين ( التحالف الكردستاني والعراقيه ) لا شائبة عليهما بل حالهما حل التحالف الوطني بشقيه (الائتلاف الوطني ودولة القانون ) ان لم يكونا اسوأ منهما . وعليه اقول للسيد احمد الصافي او الشيخ عبد المهدي الكربلائي وغيرهما من معتمدي المرجعية لا تتعبوا انفسكم في الكلام الانشائي من على منبر الجمعة لانه كلام الشارع العراقي ولا جديد فيه وان كانت المرجعية تريد ان يكون لها دور فعلي فعليها ان تنزل الى الميدان وتعيش مع الجماهير لحظة بلحظة وتماما كما عاشت مرجعية الشيرازي في ثورة العشرين ومحمد باقر الصدر ومحمدمحمد صادق الصدر بل وحتى كما فعلها الخميني في ايران (( مع اني ممن له اراءه الخاصة تجاه ايران ودورها السيء ضد العراق وخصوصا في هذه المرحلة والذي لايختلف عن دور المحتل الامريكي وارهاب القاعدة وغيرها من التنظيمات الارهابيه).
--------------
ردا على مقال " هل استمعتم للسيد الصافي في خطبة الجمعة ؟ " لـ طارق رؤوف محمود/ ج-2
كتابات - عماد الشحماني
تكملة لما بداناه من نقاش في مقالنا السابق في الرد على مقالة الأخ الكاتب (طارق رؤوف محمود)) فإننا اليوم بحاجة إلى تسليط الضوء على نقاط أخرى ومهمة في دور مرجعية السيد السيستاني في مرحلة الاحتلال . والذي دفعنا لذلك هو ما نشاهده اليوم من الأخ الكاتب وغيره من كتاب ممن يحاول بصورة مقصودة ومدروسة أو عفوية أن يصوروا أن مرجعية السيد السيستاني تقف إلى جانب الشعب العراقي المظلوم و إنها ضد كل سياسات الحكومات التي تعاقبت بعد الاحتلال في حين أن واقع حالها يثبت العكس تماما أي أنها مع الحكومات ولم تقف مع الشعب عمليا . فلو نظرنا نظرة تحليلية ومجردة إلى سياسة مرجعية السيد السيستاني لوجدنا أنها اتسمت بالغموض والضبابية في جميع مواقفها المعلنة وكلها قابلة للتؤيل مع وضوح الواقع المعاش و الذي يستطيع فيه الإنسان العادي من تحديد موقف صريح تجاه أحداثه فما بالك بالعالم والمرجع الأعلى . هذا من جانب ومن جانب آخر لا يوجد مبرر لضبابية وغموض تلك المواقف فلا خوف ولا تقية ولا مصلحة للعباد أو البلاد فالدولة كلها راكعة على أعتاب باب برانيتة في النجف يضاف إليها عشرات الوفود المحلية و الإقليمية والدولية التي هي الأخرى لا يحط رحالها في ارض العراق دون المرور به ولقائه يضاف إليها الملايين من المقلدين و الأتباع في العراق فضلا عن إيران والشام والخليج والهند وباكستان و أفغانستان و أوربا و أمريكا ناهيك عن عشرات الفضائيات التي هي بخدمته. كل هذه المميزات التي اشرنا إليها تجعل من مرجعية السيد السيستاني فاعلة ومؤثرة وقادرة على تغيير المعادلة السياسية والاجتماعية في العراق لصالح الشعب المظلوم بما تريده هي وفي فترة قصيرة وتكون جميع الإطراف المحلية (الحكومة العراقية بمختلف مكوناتها) والمحيط الإقليمي والدولي مرغما على القبول بها أو على الأقل التماشي معها.
وسنتسلسل في إيضاح ما ذكرناه من غموض وضبابية وانحياز لصالح الحكومة .
1- الموقف من الاحتلال الأمريكي :- فبالرغم مما تعرف به المرجعية الشيعية وبشكل عام وعلى مدى التاريخ من موقف مبدأي و واضح و صريح في رفض الاحتلال والاستعمار مهما كانت هويته ومبرراته لكن مرجعية السيد السيستاني وبالرغم من مرور تسع سنوات تقريبا على الاحتلال فلم يصدر منها موقف واضح وصريح في إدانة وجود الاحتلال و ألمطالبه برحيله أو على الأقل إدانة سلوكياته و أفعالة الإجرامية واعتدائه على الحرمات والمقدسات وسفك الدماء مع بشاعتها وتكرارها والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.هذا الغموض وعدم الوضوح أدى إلى وجود الملايين من أتباعه ممن يدافع عن الاحتلال وينسب له الفضل في التحرر من نظام صدام بل ويدافع هذه الأيام عن فكرة بقاء المتدربين والتي هي بالأصل حالة استمرار للاحتلال لكن بعنوان مدربين .
2- الموقف من الحكومات والشعب:- بشكل عام و إجمالي فان موقف مرجعية السيد السيستاني كان واضحا وصريحا في دعمه للحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال بالرغم من الوضوح في فشلها وفسادها وتمثل هذا الدعم وكما اشرنا في المقالة السابقة إلى استخدامه لأقوى سلاح فتاك ومؤثر على ثلثي الشعب العراقي (11 محافظة في وسط وجنوب العراق) وهو سلاح الفتوى والترويج لها من خلال طلاب الحوزة العلمية والذين يستمدون تأثيرهم من تأثير الحوزة والمرجعية نفسها وتمثلت بعدة فتاوى منها ما كان معلنا لوسائل الإعلام و الأخر سري عن طريق شبكة المعتمدين والوكلاء وخطباء المنابر وأئمة الجمع والذي يخالف تماما ما هو معلن .فما كان معلن هو( وجوب المشاركة في الانتخابات) (الوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية) (تأيد حق الشعب بالتظاهر )(ترك الحرية للشعب باختيار ممثليه) وهذا يتقاطع مع الفتاوى السرية( وجوب انتخاب قائمة الائتلاف العراقي الموحد حصرا وحرمة انتخاب غيرها) (وجوب التصويت بنعم للدستور ) (حرمة المظاهرات لان من يقف ورائها البعث) .
وكل هذه الفتاوى و الآراء فإنها إجمالا تصب في صالح الحكومات بشكل عام و الأحزاب الشيعية الكبيرة بشكل خاص والتي جعلت من المواطن أداة طيعة بيد السياسيين يسهل تسييرها وتجيير مواقفها لصالحة في اللحظة الحرجة والمرحلة الحاسمة وهي مرحلة الانتخابات اعتمادا على مرجعية السيد السيستاني وشبكة الوكلاء والمعتمدين والطلبة والخطباء وأئمة الجمع المرتبطين بمرجعيته.
وبالرغم من تعدد وانتشار جرائم الاحتلال والتي نشرتها حتى وسائل إعلامه(أي وسائل الإعلام الأمريكي) وكذلك وبالرغم من فشل وفساد الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال واستفرادها بالمال العام وبالرغم من فقدان الأمن ونقص الخدمات وازدياد معدل الفقر والبطالة وانتشار الأمراض الأخلاقية والاجتماعية والتي من واجب الحكومات معالجتها ومع ثبوت فساد العديد من رموز الأحزاب فان مرجعية السيد السيستاني لم يبرز لها موقف واضح وصريح ضد جرائم الاحتلال وفساد الحكومات والذي من الممكن أن يعتمده المواطن في تحديد موقفه تجاهها كوضوح فتاواها و أرائها الداعمة للحكومات والتي اشرنا لها سابقا والتي أجبرت المواطن على الرضوخ لها.
ولعل اخطر مواقف مرجعية السيد السيستاني هو عدم إعطاء رائيها الصريح في أصل الاتفاقية الأمنية المبرمة مع الاحتلال الأمريكي والتي لها ارتباط مباشر وصريح بأمن وسيادة العراق وتركت الأمر للأحزاب الحاكمة وتكرر هذا الموقف اليوم تجاه المدربين وأعدادهم وما يتعلق بحصانتهم ولم تتطرق للموضوع لا من قريب ولا من بعيد رغم تعلقه بأمن وسيادة العراق. وأما موقفها تجاه الحكومة فاتخذ شكلين احدهما أسوا من الأخر المستوى الأول هو ما تطرحه على لسان معتمديها ووكلائها أمثال السيد احمد الصافي والشيخ عبد المهدي الكر بلائي من شجبها واستنكارها لسياسات للحكومة وهو كما اشرنا في المقالة السابقة كلام عام وإجمالي لا يختلف عما يردده الشارع العراقي أو لربما جاء متأخرا على كلام الشارع العراقي أو نتيجة له من اجل حفظ ماء الوجه لان الشارع العراقي يعلم أن من اجبره على انتخاب أحزاب السلطة هو فتاوى مرجعية السيد السيستاني وبالتالي فان فشلها يحسب عليه . والمستوى الأخر هو قيامه وبعد تسع سنوات من السكوت والدعم للحكومة وفتح أبواب برانيته لاستقبال مسئوليها ليلا ونهارا وسرا وجهارا تلك الأبواب المؤصدة بوجه المواطن والتي لا يستطيع دخولها إلا بعد وقوفه في طابور لمدة أربع أو خمس ساعات في الشارع المؤدي لبرانيته في النجف الاشرف وفي أيام محدودة من السنة من اجل أن يصل إلى المرجع الأعلى ليقبل يده فقط وفقط ويخرج دون أن يكون له حق الكلام والنقاش معه ويبقى المواطن حالما في أمرين الأول هو أن يتكلم مع المرجع الأعلى بهمومه ومعاناته عندما يأتي دوره في الطابور ويصل إليه و الأخر هو أن يرى المرجع الأعلى في الشارع وبين الناس يتحدث إليهم ويؤمهم في الصلاة ويخطب بهم في صلاة ألجمعه وهي فرصة أخرى للحديث معه وجه لوجه وهما حلمين طالما تحققا على يد العديد من المراجع السابقين ممن عاشوا بين الجماهير وسبقوهم إلى الشهادة دفاعا عن مصالحهم(أي مصالح الجماهير) . نعم جاء السيد السيستاني هذه المرة بخطوة جديدة حاول المحسوبين عليه والمنتسبين له والمستفيدين منه تصويرها على أنها موقف شجاع وصريح من المرجع تجاه فشل الحكومة . وهذه الخطوة تمثلت بإغلاق بابه وعدم استقباله السياسيين في الشهرين الأخيرين . وحقيقة فان وراء هذا العمل خطر كبير جدا جدا لأنه يعطي الضوء الأخضر للأحزاب الحاكمة للعمل بما تريد دون أن تتقيد بوجهة نظر المرجعية على المستوى المعلن في حين يكتفي الشعب بالقول أن المرجعية غير راضية عن الحكومة دون أن يقدم له هذا الاكتشاف أي تقدم نحو تصحيح المسار . ولربما إن هذا الإغلاق جاء تمهيدا لشيء اخطر وهو التهرب من إعطاء موقف تجاه قضية بقاء المدربين وحصانتهم على اعتبار أن المرجعية أغلقت أبوابها وتركت الأمر للسياسيين ولن تتدخل حتى على مستوى النصيحة . والمفهوم والواضح لدينا من إغلاق الباب هو عدم الرضا فهل يكفي عدم الرضا وهل للمرجعية أن تتخذ موقف عملي تجاه الحكومة وهل لديها خطط لتصحيح المسيرة بعد أن كانت هي الراعية لها والداعمة لها مع فشلها أم ستكتفي بغلق لباب وهل هذا يتماشى مع فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي هي تكليف على الإنسان العادي فما بالك بالمرجع الأعلى وهل هذا يتطابق مع حديث الرسول (ص) من [من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسان فان لم يستطع فقلبه وذلك اضعف الإيمان ] وان تعدد مستويات التغيير في الحديث يعتمد على مستوى الإمكانيات فهل إن الإمكانيات والامتيازات التي تمتلكها مرجعية السيد السيستاني والتي اشرنا لها في مقدمة المقال [انصياع الحكومة له – الحضور الإقليمي والدولي – عشرات الملايين من المقلدين والأتباع – المنصب الروحي العالي كونه المرجع الأعلى – عشرات وسائل الإعلام المسخرة تحت خدمته] هل أنها لا تكفي فقط إلا لتحقيق مستوى الإنكار اللساني في حديث الرسول (ص) بل وانتقل ألان من خلال إغلاق الباب بوجه السياسيين إلى المستوى الأضعف وهو مستوى الإنكار القلبي . وهل يتماشى ذلك مع منهج الإمام علي (ع) والذي كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر حتى في فترة من سبقه بالخلافة . ألا تشعر المرجعية ألان بأنها بحاجة إلى سحب الثقة العلنية من أحزاب السلطة بعد أن كانت هي الأصل في وصولها للسلطة ودعمها لتسع سنوات على حساب معاناة المواطن.
هذا ما أردنا أن نوضحه للأخ كاتب المقال وغيره من كتاب ممن حاول أو يحاول بصورة مقصودة ومدروسة أو بصورة عفوية من تنزيه ساحة مرجعية السيد السيستاني وتبرئتها من تصرفات الحكومة التي نصبتها بسلاح الفتوى على رقاب الناس وانسحبت للترك ذلك السيف في رقاب الشعب لا يعرف هل يتركه في رقبته وبذلك يستمر نزفه ومن ثم موته أم يسحبه ويتحمل الم السحب من اجل تطهير الجرح مقدمة لبرائته وشفائه . ونترك للكتاب خيارهم في الرد.
تعليق