وقال ( عليه السلام ) لرجل سأله أن يعظه :
لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ، ويرجو التوبة بطول الامل ،
يقول في الدنيا بقول الزاهدين ، ويعمل فيها بعمل الراغبين ،
إن أعطى منها لم يشبع ، وإن منع منها لم يقنع ،
يعجز عن شكر ما أوتى ، ويبتغي الزيادة فيما بقي ،
ينهى ولا ينتهى ، ويأمر الناس بما لم يأت .
يحب الصالحين ولا يعمل عملهم ، ويبغض المذنبين وهو أحدهم ،
يكره الموت لكثرة ذنوبه ، ويقيم على ما يكره الموت من أجله ،
إن سقم ظل نادما ، وإن صح أمن لاهيا .
يعجب بنفسه إذا عوفي ، ويقنط إذا ابتلى !
وإن أصابه بلاء دعا مضطرا ، وإن ناله رخاء أعرض مغترا ،
تغلبه نفسه على ما يظن ، ولا يغلبها على ما يستيقن ،
يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ، ويرجو لنفسه بأكثر من عمله .
إن استغنى بطر وفتن ، وإن افتقر قنط ووهن ،
يقصر إذا عمل ، ويبالغ إذا سأل ،
إن عرضت له شهوة أسلف المعصية ، وسوف التوبة ،
وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة .
يصف العبرة ، ولا يعتبر ويبالغ في الموعظة ولا يتعظ ،
فهو بالقول مدل ومن العمل مقل .
ينافس فيما يفنى ، ويسامح فيما يبقى ،
يرى الغنم مغرما ، والغرم مغنما ،
يخشى الموت ، ولا يبادر الفوت ،
يستعظم من معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه ،
ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره ،
فهو على الناس طاعن ، ولنفسه مداهن .
اللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء ،
يحكم على غيره لنفسه ، ولا يحكم عليها لغيره ،
يرشد نفسه ويغوي غيره ، فهو يطاع ويعصى ، ويستوفى ولا يوفى ،
ويخشى الخلق في غير ربه ، ولا يخشى ربه في خلقه .
قال الرضى رحمه الله تعالى :
ولو لم يكن في هذا الكتاب إلا هذا الكلام لكفى به
موعظة ناجعة ، وحكمة بالغة ، وبصيرة لمبصر ، وعبرة لناظر مفكر .
* * *
لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ، ويرجو التوبة بطول الامل ،
يقول في الدنيا بقول الزاهدين ، ويعمل فيها بعمل الراغبين ،
إن أعطى منها لم يشبع ، وإن منع منها لم يقنع ،
يعجز عن شكر ما أوتى ، ويبتغي الزيادة فيما بقي ،
ينهى ولا ينتهى ، ويأمر الناس بما لم يأت .
يحب الصالحين ولا يعمل عملهم ، ويبغض المذنبين وهو أحدهم ،
يكره الموت لكثرة ذنوبه ، ويقيم على ما يكره الموت من أجله ،
إن سقم ظل نادما ، وإن صح أمن لاهيا .
يعجب بنفسه إذا عوفي ، ويقنط إذا ابتلى !
وإن أصابه بلاء دعا مضطرا ، وإن ناله رخاء أعرض مغترا ،
تغلبه نفسه على ما يظن ، ولا يغلبها على ما يستيقن ،
يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ، ويرجو لنفسه بأكثر من عمله .
إن استغنى بطر وفتن ، وإن افتقر قنط ووهن ،
يقصر إذا عمل ، ويبالغ إذا سأل ،
إن عرضت له شهوة أسلف المعصية ، وسوف التوبة ،
وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة .
يصف العبرة ، ولا يعتبر ويبالغ في الموعظة ولا يتعظ ،
فهو بالقول مدل ومن العمل مقل .
ينافس فيما يفنى ، ويسامح فيما يبقى ،
يرى الغنم مغرما ، والغرم مغنما ،
يخشى الموت ، ولا يبادر الفوت ،
يستعظم من معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه ،
ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره ،
فهو على الناس طاعن ، ولنفسه مداهن .
اللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء ،
يحكم على غيره لنفسه ، ولا يحكم عليها لغيره ،
يرشد نفسه ويغوي غيره ، فهو يطاع ويعصى ، ويستوفى ولا يوفى ،
ويخشى الخلق في غير ربه ، ولا يخشى ربه في خلقه .
قال الرضى رحمه الله تعالى :
ولو لم يكن في هذا الكتاب إلا هذا الكلام لكفى به
موعظة ناجعة ، وحكمة بالغة ، وبصيرة لمبصر ، وعبرة لناظر مفكر .
* * *
تعليق