إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

معطيـات الفـداء الحسـيني العظيـم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معطيـات الفـداء الحسـيني العظيـم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمَّد وآل محمد والعن أعداءهم


    معطيـات الفـداء الحسـيني العظيـم


    وأطلَّ علينا محرّمٌ مرةً أُخرى بِهلاله المخضَّب بالدماء الزكيَّة، واكتست الآفاق سوادَ الكآبة، وهيمن الْحُزن على السماوات والأرضين.. مظاهر جزع يدركها أهل القلوب المفعمة بالولاء، ويحس بضجيج ألمها أهل البصيرة النافذة..

    لِمَ مِنْ جديد – ككل عام – يشدُّنا الحسين إلى مشهد المأساة؟

    ولأيِّ سرٍّ أراد الله لِهذا الجرح أن يبقى نزيفاً لا ينقضي عطاؤُه ولا يبلى عبر تطاول الأيام وتقادُم الدهور؟

    إنَّه من الجدير بنا أن نقف قليلاً عند هذه الآية الحسينيَّة لنتدبَّر وجه عظمتها وديموميتها.

    ولقد تدبَّرتُ وتبصَّرتُ في هذا الأمر فوجدتني أُدرك – بحسب ما أُتيحَ لي من فهم يسير – أنَّ الله أراد لذكر الحسين أن يرتفع ويسمو على مرِّ العصور لأنَّ هذا الذكر يشتمل على أبعاد ومصالح إيمانية كبرى.

    فممَّا لا أرتاب في أنَّه مصلحة إيمانية كبرى: ما في واقعة الطف من الفداء العظيم الذي قدَّمه أهل البيت عليهم السلام، وهو دليل على عظمة أولئك الأطهار، ومدى تفانيهم في التضحية من أجل القيم الدينية السامية.. وبذا تكون كربلاء تصديقاً لأهلية أصحاب هذا البيت الطاهر لقيادة الأمَّة وإمامة العباد. وبعبارة أخرى: إن واقعة كربلاء نصٌّ وقائعيٌّ صريحٌ يجلِّي البُعد المصداقي للنصوص اللفظية التي دلت على إمامة هؤلاء العظماء.

    ولذا نستطيع أن نقول: إنَّ بقاء الجذوة العاشورائية متَّقدة في أفئدة العباد، من شأنه أن يرسِّخ الانتماء والولاء للبيت الطاهر الذي برز منه هذا الطراز من الفدائيين وبِهذا المستوى المفجع من الفداء.

    وإذْ تجلِّي كربلاءُ هذا البُعد الفدائي في شخصية الأطهار عليهم السلام، فإنَّ هذا يوجب على أهل الولاء والانتماء أن يتحمَّلوا المسؤولية بالقدر الذي يتناسب مع وعيهم ومقدار وُسعهم؛ لأنَّ الانتماء يحتِّم على صاحبه أن يحتذي بخطى أئمَّته وسادته، فهو يحمِّله مسؤولية ما أثقلها وأعظمها..! وبعبارة ثانية: إنَّ الانتماء يستتبع الائتساء، والأسوة بتلك العظمة من التضحية والفداء، فلينظر المؤتسي ما هو صانع..

    ومِمَّا تبرزُه وتجلِّيه كربلاء للتجربة الإنسانية: فداحةُ الإجرام الفظيع الذي اتَّسم ويتَّسم به أعداء الله على مرِّ الزمان، وأعداء أهل البيت عليهم السلام من أبرز مصاديق أعداء الله تعالى. فقد نزعت كربلاء ببعدها المأساوي الأقنعة الزائفة من وجوه الطُّغاة، وعرَّت الوحوش من أثواب الإنسانية المنتحلة، وعرَّفتنا أنَّهم ليسوا سوى وحوش ضارية لا ترحم كبيراً ولا صغيراً ولا امرأةً ولا مريضاً..

    وبِهذا تعمِّق مأساةُ كربلاء ركيزةَ البراءة في قلب كلِّ مؤمن محبٍّ للمظلومين عليهم السلام، وترفع من وعيه وبصيرته فلا يسهل أن ينخدع بزيف أهل الباطل وما يتمظهرون به من زُخرُف القول أو زائف الشعار أو ما يتقمصُّونه من أثواب الصلاح النِّفاقي.

    أَحْسبُني قد ذكرتُ وجهَ المصلحة الإيمانية الكبرى التي تستدعي أن يحفظ الله تعالى هذا المسار الحسيني الفيّاض ليجتاح كلَّ الظروف ويركِّع التاريخ لتياره الزخَّار المتدفِّق..

    كما أنَّ ما ذُكر هو بيانٌ لأهمِّية إحياء الذِّكر الحسيني، ودوره العظيم في الحياة الإيمانية لعباد الله.

    وإن كنا نعتقد أنَّ الله يُجري الأمور بأسبابِها، فإنَّ ممَّا ينبغي أن يُقال هنا: إنَّ بقاء وخلود هذا الذكر الحسيني مع هذه العظمة منقطعة النظير يرجع إلى أمرين في حساب الأسباب:

    السبب الأول: عظمة الفداء نفسه؛ فإنَّ آثار الأعمال إنَّما هي بمقدار العظمة التي تتضمَّنها، ولا ريب أن عظمة الفداء الحسيني بالحد الذي يبقى إلى أن تفنى الدنيا، ثم يبقى بعد فناء الدنيا، ثم ينعكس حتى في عرصة القيامة..

    السبب الثاني: طبيعة الارتباط الإيماني الذي يصل قلوب المؤمنين بسيد الشهداء عليه السلام، وهو سرٌّ من أسرار الله تبارك وتعالى، فإنَّ هذا الارتباط بحد من الوضوح والقوة، بحيث لا يرتاب مؤمن أنه شيء مجعول من الله تعالى، وهذا بنفسه كاف لتبرير مظاهر العزاء، فكما أنَّ من المستهجن التساؤل عن سبب بكاء الولد لوفاة والده، فإن من المستهجن المستغرب أن يتساءل امرؤٌ عن سبب افتجاع مؤمن لمصابه بإمامه الذي هو في قلبه أعزُّ وأحب من والديه..

    والسبب الأوّل يوجب أنَّ إحياء ذكرى الحسين هو انعكاس طبيعي لعظمة الزلزال الوجداني الذي أحدثه الحسين – عليه السلام – في ضمير العالمين. بل إنَّ من الخطأ التعبير عنه بالذكرى؛ لأنَّ ما لا يزال يؤثِّر ويزلزل، فإنه موجود، ومن الخطأ التعبير عنه بالذكرى.

    والسبب الثاني يوجب أنَّ إحياء الذكر الحسيني هو تجسيد لفاعلية المنْزِلة والموقع الذي يمثله الحسين في وجدان المؤمن، فهو تجلٍّ وظهور للباطن الإيماني الذي ينطلق إلى عالم السلوك في صورة الإحياء والذكر.

    صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا أبَا عَبْدِاللهِ ، السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِيرِ المُؤْمِنينَ ، وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ ، السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللهِ وابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ المَوْتُورَ ، السَّلأمُ عَلَيْكَ وَعَلَى الارْواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ ، وَأنَاخَتْ بِرحْلِك عَلَيْكُمْ مِنّي جَميعاً سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ.
    شكرا لك وجزاك الله خيرا
    عظم الله لنا ولكم الاجر

    تعليق


    • #3
      وأجوركم أختي بسملة.

      تعليق


      • #4


        نجد الكثير امتنعوا عن هذه المعطيات العظيمه فبدلاً ان يستسقوا من الماء العذب
        اصبح الماء العكر مايلتذوا به .. بوركتم أخينا على هـذا الطرح

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X